رواية امبراطورية الرجال الفصل العشرين بقلم رحاب ابراهيم

     نقدم اليوم احداث رواية امبراطورية الرجال الفصل العشرين من روايات رحاب ابراهيم  . والتى تندرج تحت تصنيف روايات رومانسية ، والتى نالت اعجاباً شديداً بين القراء سواء واتباد أو فيس بوك  . نرحب بكم فى موقع مجنونة  عشاق روايات موقعنا ، هنا سوف تجد كل رواياتك : روايات رومانسية ، روايات رومانسية مصرية ، قصص عشق ، قصص قصيرة ، قصص حب ، روايات pdf ، روايات واتباد ، قصص رعب ، روايات رومانسية كوميدية .


رواية امبراطورية الرجال الفصل 20 بقلم رحاب ابراهيم

 امبراطورية الرجال الفصل العشرين

تعد رواية امبراطورية الرجال  واحدة من اجمل روايات رومانسية  والتى نالت شهرة كبيرة على صفحتنا على الفيس بوك وعلى الموقع وهى من روايات رحاب ابراهيم  ، نتمنى لكم قراءة ممتعة ، كما يمكنكم تنزيل رواية امبراطورية الرجال pdf كاملة  من خلال موقعنا .

يمكنكم قراءة احداث رواية امبراطورية الرجال كاملة بقلم رحاب ابراهيم  من خلال موقعكم مجنونة رواية من خلال اللينك السابق ....

روايه امبراطورية الرجال الفصل 20

إمبراطورية الرجال
الفصل العشرين
استغفر الله عدد ما كان وعدد ما يكون وعدد الحركات والسكون..
اللهم صلِ وسلم وبارك على محمد ...٣مرات
سبحان الله ، الحمد لله، ولا حول ولا قوة الا بالله
❤❤❤❤❤❤❤
يووووه ، ماتخلصي بقى !!
تطلعت به ندى بتعجب وقالت :-
_ براحة يا آسر البنت ما عملتش حاجة !!
تكورت غصة بحلق سما وهي تحدق فيه بنظرات تحمل من العتاب والدموع ما جعله يتهرب بعيناه ولم تختفي ملامح الضيق من وجهه...قبل أن يتابع بمزيد من العصبية خرجت سما من المكتب....
مرت على مكتب حميدة التي جلست وعيناها تبحث عن يوسف الذي لم يظهر للآن !! هتفت حميدة:-
_ سمكـــة....بت يـــا سمكــة
وقفت سما قبل أن تخرج من المكتب نهائيًا واحكمت دموعها قليلًا حتى نهضت حميدة بأعين قلقة عليها وتساءلت:-
_ بتعيطي وبتجري كده ليه؟ !! مين زعلك قوليلي؟! آسر؟!
نكست سما رأسها بدموع وهزت رأسها بالأيجاب فتابعت حميدة بشك:-
_ اكيد عملتي حاجة ؟ يابت قلتلك اتقلي شوية وما....
رفعت سما رأسها بحدة وقالت:- والله ما عملت أي حاجة هو انا لحقت اصلًا !! ، هو زعقلي عشان دخلت عليه وباشمهندسة ندى معاه وقالي خليكي برا
رفعت حميدة حاجبيها بدهشة وبعض العصبية وقالت :-
_ خليكي برا !! ايه الطريقة المتخلفة دي !
نظرت حميدة لحميدة وقالت مربته على كتفيها :-
_ طب ما تزعليش تعالي اقعدي معايا ، يوسف مش هنا اصلا مش عارفة راح فين !!
هزت سما رأسها برفض وقالت :-
_ لأ أنا همشي ، هرجع البيت ، اعتبريني غياب النهاردة
قالت حميدة بحيرة:- طب استني أشوف ماله آسر قبل ما تمشي ، يمكن مضايق من حاجة ومايقصدش يتعصب عليكي...خليكي هنا على ما اجي...
قالت سما بضيق:- ما اظنش ، هو كان...
تطلعت حميدة بغموض اليها وتساءلت :- كان إيه؟!!
ابتلعت سما مرارة بحلقها وبدأت تروي ما رأته...
*****
***بمكتب آسر***
تطلعت ندى به بحيرة وتساؤلات كثيرة تعصف برأسها ، لم تحب ذلك الأقتراب منه ريثما أنه لا يفعل هذا ولا هذه عادته معها فقالت بضيق:-
_ مكانش ينفع تستخدمني يا آسر بالشكل ده !! ماتفتكرش أني عبيطة ومافهمتش!! ، أنت أول ما حسيت بحركة الباب قربت مني لدرجة أن من الصدمة مابقتش مصدقة أنك انت اللي قدامي !! أنا زعلانة منك أوي وماكنتش متخيلة أنك تعمل كده وتحطني في الموقف السخيف ده..
تنهد آسر بهطول الحزن من عيناه وهو يجلس امام مكتبه وقال بأعتذار:- انا آسف يا ندى ، أحنا زمايل من سنين وعارفة أني مش كده بس..
قطع حديثه بغمضة قوية من عيناه ثم فتحهما على فتح الباب بعصبية من حميدة ،رمقتهم سويا بنظرات حادة وتساءلت :-
_ هي سما عملت ايه عشان تزعقلها كده ؟!!
تبدلت نظرة آسر للغضب مجددًا وقال بسخرية :-
_ وهي بقى بعتتك عشان تلوميني !! شغل عيال !!
استفزها طريقة حديثه وقالت بغيظ :- انا اللي جيت من نفسي لما لقيتها برا وماشية ، عملتلك ايه عشان تزعقلها كده وتقولها خليكي برا ؟!
قال آسر بمزيد من السخرية:- ما تدخلش قبل ما اسمحلها تدخل ، كل واحد حر في شغله !!
نظرت له ثم رمقت ندى بنظرة ازدراء وسخرية وقالت وهي تهم بالخروج :-
_ معلش..مش هتقاطكم تاني
حملقت ندى بها بدهشة فقد فهمت ما تلمح له حميدة فهتف آسر بعصبية :- آخر مرة تتكلمي معايا بالطريقة دي !!
وقفت حميدة بغيظ قبل أن تخرج من مكتبه وقالت :- ايه هتطردني!!
أجاب سريعا بأنفعال:- ده اقل شيء ممكن اعمله
خرجت حميدة من المكتب وصفقت الباب خلفها وهي تتمتم بالشتائم وتفاجئت ان سما ليست موجودة!! يبدو أنها استمعت لما حدث فركضت حميدة للخارج ونظرت للمصعد فلاحظت حركة به وايقنت انها سما...تنفست بضيق وحيرة وقالت :-
_ مش هعديهالك يا آسر ،اصبر عليا
دلفت للداخل وجلست أمام مكتبها بعصبية في انتظار يوسف...
*****
***بمكتب جاسر***
وقفت جميلة امامه وهو يمد يده بصندوق ورقي مزين بعناية ،ابتسامته خبيثة فيبدو وكأنه ينوي على شيء ، ارتبكت وهي حائرة من قبول أو رفض تلك الهدية ليقل بمكر :-
_ في واحدة ترفض هدية من خطيبها ؟!
اطرفت عيناها عدة مرات وأرادت أن ينتهي ذلك المشهد المربك فأخذت العلبة ووضعتها على المنضدة القريبة قائلة:- شكراً
ابتسم بخبث وقال وهو يضم ساعديه امام صدره بثقة :-
_ لازم تشوفيها ، عايز أشوف الفرحة على وشك بالهدية ، هتنبسطي أوي صدقيني
عقدت حاجبيها بضيق ليردف بتصميم :- مافيش شغل وهنفضل كده لحد ما تفتحي العلبة
صرت على اسنانها بغيظ ثم رفعت العلبة وهي تنظر له بتحدي حتى شهقت بصدمة مما رأته لينفجر جاسر بالضحك...هتفت به :-
_ أنت قليل الأدب !!
تحكم بنفسه وقال مبتسما ابتسامة واسعة :- كنت عارف انك هتقولي كده ، عجبتك يا روحي؟
اغتاظت من هدوئه وابتسامته المستفزة واجابت بعصبية :- زي الزفت ، في واحد يجيب لخطيبته حاجة زي دي؟! هو انا مراتك؟!
ضيق عيناه بمكر وأجاب بصوت خافت بعض الشيء :- قريب أوي ، اللون الاحمر هيبقى يجنن عليكي..
نظرت له بصمت لدقيقة وأرادت استفزازه فقالت :-
_ اوك هقبل الهدية ، عشان لما اسيبك ما تقولش أني كنت قليلة الذوق ، هشيل الهدية في جهازي لما ربنا يكرمني بأبن الحلال المحترم المؤدب...
تحولت عيناه لكتلة من الجحيم فقد فهم ماذا تقصد ، اهي بهذه الوقاحة لكي تأخذ هدية لرجل لرجلا آخر !!
قرر أن يعاقبها بطريقته الخاصة فأقترب منها فأشارت له بتحذير :-
_ أنا بحذرك لو قربت هرمي الدبلة في وشك دلوقتي ، ومش هتشوف خلقتي تاني..
وقف مكانه بعدما اصبحت عيناه الزرقاء كتلة من النيران المتقدة فهتف :- لو بس فكرتي أنك تكوني لحد تاني فخليكي عارفة أنك هتدخلي في حرب انتي مش ادها..
راقها غضبه وأرادت ان تبتسم بشدة ، لماذا تحب المرأة الرجل الذي يتحداها بالقرب؟!!
اغلقت العلبة ووضعتها على المنضدة قائلة بقوة:- وأنت ما تفكرش تتعامل معايا بالطريقة دي لأنك مش هتلاقي غير الصد ، فيها ايه لو بقيت محترم ؟!
ابتسم بمكر مقتربا لها وهمس:- يعني لو بقيت محترم هتحبيني؟
توترت عيناها وهربت لجهة أخرى فكرر سؤاله..فأجابت بإرتباك:-
_ يمكن...
اجاب مبتسما ابتسامة واسعة:- ماشي ، هبقى محترم معاكي لحد ما....
تساءلت بحدة:- لحد ما ااااايه؟!!
اجاب بمكر:- لحد ما نتجوز
******
**بمكتب رعد**
ظل رعد يخطو أمامها بتردد من قول شيء ، فقالت بغيظ بعدما رفعت رأسها من على الأوراق:- اقعد بقى خيلتني !!
نظر لها بتعجب وقال :- في سكرتيرة تكلم مديرها بالشكل ده ؟! انا مش عارف مستحملك أزاي!!
ضحكت رضوى واجابت:- عشان عندي لدغة وبضحكك
ابتسم رغما عنه وجلس امامه مكتبه متسائلا :-
_ خلصي شغل بقى عشان احكيلك عملت ايه في آخر سفرية تصوير
نظرت رضوى للأوراق وقالت بأنغماس في الارقام امامها:-
_ لما اخلص هقولك
قال رعد ببعض المكر:- انا مبسوط أنك رجعتي لطبيعتك
نظرت له بتعجب وقالت :- وأنت عرفت منين أن دي طبيعتي ؟!
أجاب بتسلية وضحكة :- انا عارف من أيام بردقوشة ، يا بردقوشة
ابتسم بخفاء وعادت للعمل ليتابع :-
_ كنتي قمر امبارح يا بردقوشة ، زي ما تخيلتك بالضبط
قالت بحدة:- وانت تتخيلني ليه اصلا !!
زم شفتيه بغيظ وهتف :- قومي ارميني من الشباك وارتاحي يا رضوى ؟! انا حمار أني بهزر معاكي اصلا
ضحكت قائلة :- آه عارفة الموضوع ده
هتف بغيظ:- يا مستفزة !!!
ضحكت أكثر كالأطفال ليبتسم قائلا بمزيج من المرح والغيظ :- صبرني يارب
******
دلف يوسف للمكتب وهو يصفر بمرح حتى وجد حميدة وكأنها قررت ان تغير من مظهرها دائما ، ابتسم لها وقال :- صباح الجلاش
لم تنتبه حميدة له ببادئ الأمر بسبب شرودها بأمر سما لينتبه الى ضيق ملامحها وهتف :- مااااالك ؟!!!
التفتت له حميدة وتفاجئت بوجوده حتى قالت :- كنت مستنياك
ابتسم بخفة وابتسامة واسعة قائلا :- ما انا عارف
لم تكن حميدة في حالة تسمح لها بالمزاح فروت له ما حدث ليتبدل وجه يوسف للعصبية والغضب وهتف :-
_ هو ايه اللي يطردك ؟!! ويزعقلك ليه اصلا..وأزاي يعمل كده ؟!!
حاولت حميدة ان تهدأ يوسف فلم تظن أن غضبه سيصل لهذه الدرجة حتى توجه يوسف بغضب حقيقي لمكتب آسر...
نظر آسر له بصمت وهو يدخل مكتبه بهذه الطريقة ليهتف يوسف بعنف :-
_ آخر مرة يا آسر تتكلم مع حميدة كده تاني ، وانت مش مسؤول عن شغلها عشان تطردها !! انا مش هسمحلك تزعقلها تاني ولا هسمح لحد
أجاب آسر بهدوء مريب :- ماتنساش أني اكبر منك وعيب تقف قدامي وتزعقلي بالمنظر ده !!
هتف يوسف بسخرية :- اكبر مني بأد ايه يعني ؟ سنة؟!!! وبعدين سما عملتلك ايه عشان تزعقلها هي كمان مالك فيك ايه ؟!! انت مكنتش قليل الذوق بالمنظر ده قبل كده ده انا كنت بقول عليك العاقل اللي فينا ؟!!
نظر آسر بالفراغ ولم يجيب ليتابع يوسف بغضب:-
_ لو حصل وزعقت لحميدة تاني او عليت صوتك عليها انا اللي هقفلك
ضيق آسر عيناه بدهشة حتى نهض من مقعده بعصبية ووقف امام يوسف بتحدي:- هتقفلي تعملي ايه يا يوسف؟! قول ؟!!
قالت حميدة بقلق من تصاعد الموقف وقالت ليوسف :- خلاص يا يوسف انا مش زعلانة
هتف يوسف بها لتصمت ثم عاد ناظرا لآسر بحدة :- اللي هعمله مش هيعجبك يا آسر ، أنت حتى ما فكرتش تعتذر ليها ؟!!
اختارت ندى ان تتدخل فقد شعرت بالغيظ ايضا من آسر لتصرفاته الغير مفهومة لهذا اليوم فقالت باستاذأن :-
_ انا ماشية بعد اذنكم
خرجت من المكتب ليأت رعد وجاسر وجميلة ورضوى أثر سماعهم صوت يوسف العالي ليقل جاسر بتساؤل:-
_ في ايه ؟ بتزعق ليه يا يوسف ؟!
اخبره يوسف ما حدث لينظر جاسر بتعجب وحيرة لآسر وقال :-
_ طب وهي عملتلك ايه عشان تزعقلها يا آسر ؟! ولما آنسة حميدة جت تسألك بتزعقلها برضو ليه ؟ أنت اللي غلطان!!
قال رعد باستغراب :- ده مش اسلوبك يا آسر انا عارفك ، في حاجة مزعلاك اكيد
تساءلت جميلة ورضوى بهمس لحميدة فقالت حميدة :- هفهمكم بعدين
هتف يوسف مجددًا :- لو كان حد من البنات عمل حاجة غلط مكنتش اضايقت للدرجادي لكن محدش فيهم غلط ولا هو كلف نفسه واعتذر !!
هتف جاسر بيوسف :- اهدى يا يوسف ووطي صوتك !!
قال آسر بعصبية وهتتف عاليا:- لأ سيبه يعلي صوته عليا كمان وكمان ، وياريتها حاجة تستاهل!!
زم يوسف شفتيه بعنف حتى قال جاسر بجدة :- خد يوسف يارعد على مكتبك شوية
جذب رعد يوسف بالقوة قبل ان يحتد الشجار فهتف يوسف قبل ان يخرج :- خليك فاكر أني حذرتك يا آسر ولو عايز تتأكد أن كنت بتكلم جد ولا بهزر جرب وكررها وشوف انا هعمل ايه
جذبه رعد للخارح بقوة وهتف :- ياعم يلا بقى
انتظر جاسر ذهاب يوسف ورعد ليهتف بآسر بغيظ :- عمالين تزعقوا قدامي ولا عامللي اعتبار أني الكبير اللي فيكوا !! وبعدين انت غلطان يا آسر ما تنكرش ، انت مش لوحدك المسؤول هنا عشان تخلي حد أو تطرد حد على مزاجك !!
هتف آسر بعصبية :- خلصت من يوسف هتطلعلي أنت !! بلاش أنت بالذات تدي نصايح !!
ضيق جاسر عيناه بشراسة وتوجس أن يقل آسر شيء بوجود جميلة التي نظرت له بشك فقال لآسر بعنف :-
_ طب بلاش النبرة دي معايا انا بالذات عشان انا غبي ومش بدي فرص لحد ، انا جاي وبسألك وبعاتبك بالذوق ، لكن تغلط فيا استحمل اللي يجرالك مني وانت عارف في غضبي مابشوفش قدامي..
اخذ آسر هاتفه وقال لجاسر بحدة :- اوك..انا ماشي وسايبلكم كل حاجة
جذبه جاسر من يده بعصبية :- كلمني زي ما بكلمك ورد عليا في ايه ؟!
دفع آسر يدا جاسر وخرج من المكتب تمامًا...وقف جاسر ممتقع الوجه ولم يستطيع تفسير عصبية آسر لهذه الدرجة !!
قال للفتيات الثلاث :- خليكم هنا وسيبوني مع ولاد عمي شوية لوحدنا بعد اذنكم..
اومأ الفتيات رأسيهنّ بالموافقة حتى ذهب جاسر لمكتب رعد....
حاول رعد أن يهدأ يوسف ولكن يوسف كان يصيح بغضب :-
_ يزعق لحميدة ليه ؟ ويهدده بناء على ايه ؟ المكتب ده مش بتاعه لوحده ولا حميدة شغاله معاه عشان يقولها كده ؟!
تعجب رعد وقال :- أنت سيبت المشكلة الاساسية ومسكت في زعقيه مع حميدة ؟! اذا كان هو تقريبا طرد سما !!
هتف يوسف بغيظ :- اسلوب غبي منه وماينفعش ، دول شغالين معانا مش خدامين عندنا !! تعرف انهم رفضوا ياخدوا مرتب الشهر ده والشهر الجاي كمان عشان ما يحملوناش مرتبات واحنا لسه بدأين شغل ! معقول يكون ده جزائهم
قال رعد :- عارف ،وانا رفضت طبعا ده حقهم
يوسف :- وانا كمان رفضت بس مجرد انهم يفكروا كده ده يخلينا نعاملهم احسن معاملة مش نطردهم ونهينهم بالأسلوب المتخلف ده !!
دلف جاسر وعلى وجهه علامات الحيرة والضيق ، جلس على مقعد امام يوسف وقال :- آسر تصرفاته مش طبيعية ، ولا ده طبعه اصلا ، انا قلقان
هتف يوسف :- طبعه ولا مش طبعه ، لو مضايق من شيء فده ما يخليهوش يتعامل بقلة الذوق دي وخصوصا مع بنات
قال رعد بقلق :- انت قلقتني انا كمان يا جاسر ، انا فعلا اول مرة اشوفه زهقان وعصبي كده
جاسر بضيق :- مشي وهو مضايق
قال يوسف بغيظ رغم ما يخفيه من قلق :- مشي راح فين ؟!
نظر حاسر بعصبية ليوسف :- وانت كمان يا هركليز عمال تزعق ومش معبر حد موجود !! ينفع اللي أنت عملته ده ؟!
قال يوسف بغيظ:- يعني لو زعق لخطيبتك كنت هتسكتله ؟ ده انت بالذات كنت علقته في السقف !!
قال جاسر بحدة :- هو ايه انا بالذات اللي انتوا ماسكينهالي دي ؟! مالي يعني مش فاهم ؟! وبعدين موقفي غير موقفك لأن جميلة خطيبتي
تلجلج يوسف وقال :- آه خطيبتك ، بس حميدة سكرتيرتي يعني في حكم خطيبتي
نظر رعد لجاسر نظرة ماكرة وانفجرا الاثنان من الضحك
****
**بالحي الشعبي**

انهمكت للي بقراءة مجلة وهي جالسة بصالون التجميل حتى دلفت لها سما وعينها منتفخة من البكاء فنهضت للي عندنا رأتها واخافت ابتسامتها عندما لاحظت دموعها..قالت بقلق :-
_ مالك يا سمكة؟!
ارتمت سما بين ذراعي للي ببكاء كالطفلة التي تختبأ بحضن امها وقالت :- انا مخنوقة أوي ولقيتني جاية لهنا
ربتت للي عليها بحنان وقالت :- طب اهدي وقوليلي حصل ايه زعلك كده..
ابتعدت سما وهي تمسح عيناها وقالت :-
_ انا ارتحتلك وحبيتك اوي يا للي رغم اني ما اعرفكيش من زمان ، ياريت اللي هقولهولك يفضل سر ما بينا
هزت للي راسها بالتأكيد :- اكيد طبعا ، تعالي اقعدي بقى واحكيلي كل حاجة واعتبري انك بتكلمي نفسك..
جلست سما ونظرت حولها بترقب ففهمت للي قلقها وقالت :- البنات واخدين اجازة الاسبوع ده ما تخافيش ، مافيش حد هنا غيري
ارتاحت سما بعض الشيء وبدأت تخبرها بكل شيء...
*****
عاد الشباب كلا الى مكتبه حتى جلس يوسف باقتضاب أمام حميدة فرمقته ببسمة خفية من عصبيته ودفاعه عنها الذي جعلها تشعر بفيض هائل من الحب اتجاهه..كانت الحيرة تعصف ملامحه بشيء من التردد ، كاد ان يتحدث حتى صدح صوت الهاتف اجابت حميدة برسمية :- الو؟
أجاب احد العملاء وهو ذاك الرجل الذي اتى مرارا للمكتب سابقا مستفسرا عن شيء لتجيبه حميدة نظرا لمعلوماتها عن شؤون العمل فأخذ يوسف سماعة العاتف منها بعصبية وهتف :- و مش أنا جيتلك الصبح وقلتلك كل شيء عايز تعرفه ؟! هو لما تحب تعرف شيء تتصل بيا ولا بسكرتيرتي ؟!
كتمت حميدة ضحكتها حتى قال الرجل ليوسف بتردد:- كنت هسألها على حاجة تانية
احمرت عين يوسف من العصبية واغلق الاتصال بحدة وعنف وهتف :- انسان بارد وغبي ، رحتله بنفسي عشان عارف انه هيجي النهاردة ومافيش فايدة فيه؟!
قالت حميدة بتساؤل :- كان عايز ايه ؟
ضيق يوسف عيناه عليها وقال بنظرة شرسة :- تتجوزيني ؟
____________________

قالها بشراسة :- تتجوزيني ؟
تجمدت وهي تنظر له...ماذا قال ؟! ايعني ما يقوله ؟! فلا شيء يجعله يقل ذلك سوى....
نفضت افكارها فربما سمعت خطأ ، لربما تحدثت أمانيها بالقلب فأخطأت...نظرتها له مشتته ، مرتبكة ، حائرة...تخبره أن ينطق مجددًا ، أن يقل ما تشككت به...أو أرادت التأكد أولًا....كل شيء وكأنه توقف أمام عيناها إلا قلبها !! فقد لهثت خفقاته من الركض...بينما هو يرتجف من الفقد...فقد شعور يعرف أنه لم يمر على قلبه مرة أخرى...كان الجميع حوله...وكانت وحدها له الجميع....
أخذت أرق بقاع القلب حياة...أخذت بقعة خاصة لا يُختص بها سوى الأم...فأعطاها هذا الحيز دون أن تدري لتصبح هي كل شيء...
نظر لصمتها بوجوم...ظن أنها تفاجئت فصمتت ، وأن تيهتها هذه حيرة من الإجابة...بعض الإجابات تعطي الحياة أو الموت...فلو كانت تشعر لما احتارت...ليتها اعطت حتى لو إشارة ولكنها لم تفعل !! هكذا قال عقله !!
ابتلع ريقه بتوتر وندم للحظة أنه قال ذلك ، فإن رفضت فسينتهي بينهما ذلك الرباط المتخفي بالصداقة....كرر سؤاله ولكن نظرته مترجية وقلقة:-
_ تتجوزيني يا حميدة ؟ مش بتردي ليـه؟!! للدرجادي الإجابة صعبة!!
اسدل قلبه خفقاته بألم...إلى متى يظل الحب حبًا بعد الرفض ؟ راقب صمتها بحيرة وخوف بينما كان صمتها عظيم من الصدمة...
لم تتحرك عيناها بل ظلت على جمودها...تحاول استيعاب ما سمعته مرة أخرى....كررها !! فقد حررها من ذلك القيد حتى تصبح له للأبد...وكأنها فتحت صندوق الأماني...وانتقت منه اغلاها...
تحرك يا قلب واجعلها تنطق ، فيبدو على عيناه أنه يخبأ ما ظنته حلما بعيد....وظنت أن قلبه كالبلاد البعيدة بينما كان دائمًا الوطن دون أن تدري !!
واكتفت بحلمًا حن به صوته بينما القدر يخبأ ما هو أكثر من الأحلام...
واشاح الأوهام ليقل لها هو يحبك يا فتاة....دائمًا
كانت تجلس على المقعد بينما ثقل جسدها بعد الأغماء جعل المقعد يميل بها وآل الى السقوط جانبًا...
نهض بعصبية يكتم الألم داخله من عدم إجابتها حتى صدم برؤيتها هكذا فركض اليها خائفا....
**مرت دقائق**
أشرقت عيناها...من حلماً لحلم يا قلب ابتسم...أول شيء طل امامها هو وجهه ذو النظرات الخائفة ، كطفل فقد يد أمه وسط الزحام ، يدفئها هذا الشعور الذي بثه فيها...أنها الملجأ...
لم تكن على مقعدها بل على أريكة تبعد عدة خطوات من مكتبها ،وهذا يدل أنه حملها !!
ابتلعت ريقها بخجل وهي ترتجف وتعتدل حتى قال بلهفة وقلق :-
_ خضتيني عليكي ياحميدة ، انا عقلي وقف لما شوفتك بتوقعي
ابتسمت ببطء مع تلألأ دمعة بعيناها ، هذا كثير على قلبها حقاً ، أن يحدث كله هذا دفاعاً !! قال يوسف بحزن وهو يعطيها كوب ماء :-
_ كنت مستني اجابتك ، بس
قالت حميدة بقوة ودموع :- بس ايه ؟!!
كأن احدًا سرق النبض منها ...قالت بنبرة عاتبة ، وقوية ، بها حب يعبر كل ظنونه فنظر إليها حائرا ، قال بنظرة عميقة :-
_ مش عايز أخسرك ، اعتبريني ما قولتش حاجة ، انا عايزك تفضلي جانبي وبس ،بأي حال وبأي شكل وبأي صفة ، خليكي جانبي..ماتسبنيش
لم يكررها مثلما تمنت !! اعتقد أنها سترفض !! كيف تخبره انها تخطت العشق !! هذا الطريق لن يفتح مجددًا إذا اغلق الآن ،نهضت منفعلة ، باكية ، هاتفة به بغضب لم يراه على وجهها يوماً :-
_ أنت أغبى انسان أنا شوفته في حياتي يا يوسف ، مش قادرة اتخيل انك كل ده وما....
صعب عليها الأعتراف...تراجعت في اللحظة الأخيرة ولشد ما أرادت أن تصفعه...توجهت لمكتبها وأخذت حقيبتها راكضة للخارج..
راقبها وهو يجمع شتات فكره ، ما معنى قولها !! هذه حرب لم يخوضها من قبل...انتفض من مقعده ليلحقها بينما هي كادت أن تهبط بالمصعد ، اوقف المصعد وهما بداخله بمفردهما....قال بلهفة عاصفة :-
_ أنا غبي وفيا كل الصفات الوحشة بس قوليلي أن اللي جه في دماغي صح ، قوليلي أنك بتحبيني زي ما بموت فيكي
هتفت به بعصبية :- أنت لسه ما فهمتش يا يوسف ؟!! وكنت محتار من اجابتي كمان ؟!! مش بقولك أنك غبي !!
جالت نظرته على عيناها الباكية ثم الى كل ملامحها الحبيبة وابتسم بعدم تصديق...وكأن الحياة قدمت له المنتظر حينما أحبته هي..
قال بابتسامة مقتربا لها :-
_ كنت خايف...خايف أقرب وأنا مش حاسس أني استاهلك ، محاولتش اظهر اكتر من صداقة عشان عارف نفسي ، لو قلتلك بحبك هفضل اقولهالك كل دقيقة ، كنت عايز اتقدملك وانا حاسس أني هقدر ابقى مسؤول عن بيت وأسرة ، مش عايز ابقى نسخة من أبويا...يعتمد على ميراثه وبس...أنا أول مرة اقول كده ،بس هي دي الحقيقة
يمكن دلوقتي حاسس أني هقدر على الأقل اقابل والدك ، هقولها تاني ،تتجوزيني ؟
ابتسمت بسعادة وهي تمسح عيناها من الدموع ونظرت له بمشاكسة قائلة:-
_ مش هرد عليك ، هحددلك ميعاد مع أبويا
اتسعت ابتسامته بسعادة وقال بمكر :- النهاردة
تعجب وقالت :- انت مستعجل بقى ؟!
غمز بعيناه بنظرة ماكرة وأجاب :- مش هرد عليكي ، هجاوبك بعد ما اقابل والدك ، تحبي اجيبلك ايه مع الشيكولاته وانا جايلكوا ؟
كتمت ضحكتها وقالت :- مافيش فايدة فيك !!
فتح باب المصعد وقال بذات المكر والابتسامة لم تفارق محياه :-
_ مش دلوقتي عشان يتقفل علينا باب واحد بس وغلاوتك لما يتقفل ما هيتفتح
ركضت للداخل بعدما ضج وجهها احمراراً فأرتفعت ضحكته عاليًا
*****

**بمكتب رعد**
ظلت رضوى تقضم اظافرها بغيظ وهي تتفحص بعض الأوراق فلاحظ رعد ذلك وهو على حافة الضحكة لمظهرها الطفولي الغاضب المتذمر....قال بتسلية:-
_ حاسبي لتبلعي صوباعي
وضعت الأوراق وكأنها انتظرت فتح هذا الحديث وقالت بغيظ :-
_ انسان قليل بصحيح اللي اسمه آسر ده ! ، زمان البت سمكة مموته نفسها من العياط دلوقتي..
قال رعد بهدوء رغم أن عيناه بها بعض التحذير :-
_ لاحظي أنك بتتكلمي على ابن عمي !! وبعدين آسر عمره ما كان قليل الذوق ، اكيد في حاجة مزعلاه
ضيقت عيناها شذرا وقالت :-
_ وهي مالها زعلان ولا لأ ؟!! هي جاية تشتغل ولا جاية تتهزأ كده ؟! والله لو أنا وقولتلي اطلعي برا ماهتشوف وشي تاني
ابتسم رعد وقال بعفوية :-
_ رضوى أنا المفروض مديرك وكده ،بس انا بخاف منك مش عارف ليه
تابع بضحكة صادقة فابتسمت وهي ترفع الأوراق امام عيناها وتتخفى بمظاهر الثبات والجدية...أردف رعد بخبث:-
_ وبعدين ماينفعش اقولك أنتي بالذات اطلعي برا ، ولاد عمامي آه في داهية أنتي لأ
كرر ضحكته بمرح حتى تبدلت ملامحها فقال بلطف :-
_ هعرف ايه اللي مزعله وصدقيني هتلاقيه من نفسه بيعتذرلها والموضوع ينتهي ببساطة..
هزت رأسها وتابعت العمل على الحاسوب ليقل رعد بترقب إجابتها :-
_ بتحبي السفر ؟ اقصد يعني نفسك تسافري تشوفي اماكن غريبة ؟
شردت رضوى للحظة فأجابت بصدق بعد ذلك :-
_ بصراحة آه ، أنا نفسي من زمان أعيش في مكان بعيد بعيد ومايكونش فيه حد ، ابعد عن الناس
قال مبتسما بدفء:-
_ وحتى اللي بتحبيهم ؟ ولا هتاخديهم معاكي ؟
قالت بعفوية ولم تدرك دفة مكر الحديث :-
_ أنا ماليش حد غير أخواتي ، أو يعني اللي بعتبرهم أخواتي...أنا يتيمة ماليش لا أب ولا أم ولا أخوات ولا حتى قرايب ، لقيت نفسي كده من صغري يمكن عشان كده اتعودت ابقى لوحدي..
صمت رعد لدقيقة ولاحظ مجرى الدموع بعيناها فنهض من مقعده وهو يجاهد حتى لا يسرقها الى صدره فهذا كفيل أن يجعلها تكرهه ويعرف ذلك...جلس بمقعد قريب وقال برقة:-
_ ماتعرفيش الأيام مخبيالك ايه ، مش يمكن حد واحد يعوضك عن الجميع ، ياخدك لحلمك وتعيشوا في دنيا جديدة ليكوا انتوا الاتنين
مسحت عيناها من الدموع ورمقته بحيرة ولا تنكر سرا أن بحديثه لمسة حنونة ،تربت على آلامها...
ابتسم رعد بحنان ثم نهض ومضى لمكتبه بخطوات بطيئة واضعا يداه بجيوب بنطاله الچينز الثلجي :-
_ عارفة...يوم ما اتجوز واحدة ، هلففها العالم كله ، انا بعشق السفر وبالذات في الجبال ، هاخدها معايا ، هعيشها بكل يوم صفحة حكاية من حكايات الف ليلة وليلة ، الأدوار هتتقلب وشهريار هو اللي هيحكي ويتكلم ....عشان أميرته ترضى عنه..
ابتسمت شاردة...وقالت بصدق دون أن تدري :- يا بختها
جلس على مكتبه بابتسامة ماكرة وقد صوب الهدف ببراعة...
قال بهدوء مربك :- وانا عند وعدي
رفعت رضوى اصبعها بتوتر لتعدل نظارتها ولكنها تفاجئت أنها تخلصت منها وذلك كان حركة اعتادت عليها بالايام الفائتة فضحك رعد بمرح لغيظها من نفسها....
******
**بمكتب جاسر**
نهضت من مكتبها عندما وجدته يقترب اليها بخطوات كالصائد الذي يقتنص الفرص للتصويب الصحيح...وقفت وهي تحمل حقيبتها بجدية وقالت :-
_ هروح أشوف الموقع الجديد ، خليك أنت هنا
رفع حاجبيه باستغراب وقال :- ده اللي هو أزاي يعني ؟! انتي ناسية أنك دلوقتي خطيبتي ؟! أن كنت سايبك تشتغلي فعشان أنتي هنا معايا بس ده مش معناه أني هسيبك وسط رجالة لوحدك !!
لوت شفتيها بسخرية وقالت :- خلاص حصلني !!
قال بابتسامة استفزتها :- طب ما نروح مع بعض ياروحي سوا سوا
اجابت بغيظ :- نفسي تتغير ، نفسي مرة اقف قدامك وما احسش أن دماغك بتفكر في...
قال مبتسما بتسلية :- ماهو كل ما ابص للهدية دي بصراحة دماغي بتلف ، شيلي الهدية وخديها من قدامي احسنلك
اخذت جميلة العلبة بنظرة تتحداه وقالت :-
_ حلو ، عشان لما اسيبك الاقي حاجة ارجعهالك غير الدبلة..
قال بنظرة تتسلى بإرتباكها :- طب وقلبي هترجعيه أزاي ؟!
تنهدت جميلة بنفاذ صبر وخرجت من المكتب تحت نظراته المتفحصة بضحكة....
*******
**بصالون التجميل**
انتهت سما من الحديث لتصمت للي بحيرة ثم قالت :-
_ أنتي غلطانة يا سما ما تزعليش مني ، الراجل ما بيحبش غير البنت الصعبة ويتعب على ما يوصلها ، أنتي طيبة وباين عليكي واتعاملتي بعفوية زايدة ، ويمكن برضو سبب اللي عمله غيرة !
قالت سما بضيف وعبوس :-
_ أنا اول مرة اتعامل مع حد كده ، عارفة أني غلط ، بس مكنتش استاهل منه يعاملني كده ، انا حسيت أنه بيطردني مش مجرد اسيبه شوية وارجع تاني المكتب....حتى لما حميدة راحت تسأله كلمها بأسلوب وحش أوي..
ربتت للي على يدها بحنان وقالت :-
_ ما تزعليش ، بصي...ارجعي بكرة الشغل ولا كأن حاجة حصلت ، بس من أول بكرة اتعاملي معاه من بعيد وبأسلوب جاف شوية عن الأول ، وحتى لو اعتذرلك خليكي معتدلة في تصرفاتك
اطرفت سما بحيرة وقالت بضيق :-
_ مش بحب أشوفه زعلان ،ومش بحب احس أنه زعلان مني
قالت للي برقة:- والله محظوظ آسر ده أن حد بطيبتك حبه ، بس اسمعي كلامي لأن كده احسن...
اومأت سما رأسها بالموافقة...
**********

**بالحي الشعبي **
استقرت سيارة وجيه على بُعد امتارا من صالون التجميل بحيث لا تصبح سيارته مرئية لها ، جلس الرجل الذي تولى مهمة المراقبة بجانبه حتى هتف مشيرا بأصبعه للأمام على "للي" التي كانت تودع سما بالخارج وقال :- هي دي اللي قلت لحضرتك عليها ،اللي مشيت من الاربع بنات اللي بيشتغلوا معاهم وام شعر اسود طويل دي هي اللي كلمت حضرتك عنها
تحرك عصب فكي وجيه بعنف وغيرة قاتلة من ذكر الرجل شعرها الاسود ومدحها أمامه فود لو يلكمه ولكن كيف يبرر فعلته؟!
رفع وجيه هاتفه واجرى اتصال....
*********
خرجت جميلة امام حميدة التي كانت شاردة بسعادة وتظاهرت بالعمل بينما لم تلاحظ ما بيد جميلة وخرج جاسر خلفها...
قال يوسف وهو يعطي " ساندوتشات " لحميدة :-
_ جبتلك ٦سندوتشات وانا ٦ ، مشمهم استحمل لحد ما ارجع البيت واتعشا
اخذت احد السندوتشات وبدأت تأكل بنهم وهي تبتسم ،فقد اصبحت تريد مشاركته حتى تلك الشهية المفتوحة...
قال يوسف بنظرة حنونة وهو يلوك الطعام بفمه :-
_ نفسي في الحياة اللي هي اشتغل طول النهار وارجع البيت الاقيكي مستنياني وتأكليني
اشتد وجهها احمرارا بخجل فقالت بحياء:-
_ خلي الكلام الحلو ده لبعد كده يا يوسف ، كل شيء في وقته احسن
هز رأسه موافقا بعفوية :- حاضر ، المهم أنك هتفضلي جانبي
تشاركا الابتسامات والأحاديث...حتى انتبه لصوت هاتفه...اتسعت عيناه وهو يرى رقم عمه...نهض وأجاب بقلق :- الو؟
قال وجيه مباشرة وبقوة:-
_ ساعة واحدة وتكون قدامي في مطعم (....) لو اتأخرت ماترجعش تلومني على اللي هعمله...
اغلق وجيه الأتصال بقوة ثم امر السائق أن يبتعد عن هذا المكان....
نظر يوسف للهاتف بصمت مريب لتتساءل حميدة بقلق :- مين؟!
اجاب يوسف بحيرة:- عمي وجيه عايز يشوفني ضروري ، انا قلقان
ابتلعت حميدة ريقها بتوجس وحاولت أن تطمئنه حتى قال وهو يهم بالذهاب :-
_ ماتقوليش لحد أني رايحله لحد ما ارجع
اومأت حميدة رأسها بالايجاب وهي تراقب خطوات خروجه من المكتب بخوف طل بعيناها...قالت :- ربنا يستر
********
**بموقع العمل**
دفعت جميلة جاسر بعيدا عنها الذي استغل فرصة صعودهم للطابق الأخير واصبحوا بمفردهما دون شخصا آخر وحاول أن يأخذها بين ذراعيه بقوة...نظرت له بعنف واحتقار وهتفت وهي تسحب الدبلة من اصبعها وتلقيها بوجهه:-
_ أنت قليل الأدب وهتفضل كده ومش هتتغير ، مافيش فايدة فيك ابدًا !! أدي دبلتك اهي ومش عايزة أشوف خلقتك تاني
وقعت الدبلة بثرى الأرض فرمقها بغضب حتى قبض على معصم يدها بعصبية وهتف :-
_ أنتي ايه البرود اللي فيكي ده ؟! انا في حياتي ماشوفتك واحدة حجر زيك كده ومابتحسش !!! هو انا كنت هغتصبك ؟!!
دفعت يداه بشراسة وابتعدت عنه بعض الشيء ورغم ذلك لم تمنعها المسافة من صفعه بصفعة مدوية على وجهه...صرخت بوجهه:-
_ أنت اللي سافل وما تستاهلش غير واحدة في اخلاقك ، وأنا كنت عارفة كده ما اتصدمتش ، وفي جميع الأحوال كنت ناوية اسيبك لأن مش أنت اللي ممكن اكمل معاه مهما حصل..ماعرفتش تضحك عليا وتقنعني أني اتجوزك...ومش هتقدر تضحك عليا
رمته بنظرة محتقرة وابتعدت لترحل ، عدة خطوات مبتعدة حتى سمعت صوته بتأوه متألم....وكان ذلك إثر طرقة من يده على عمود بالقرب ولم يلاحظ من شدة غضبه رأس مسمار معدني صغير مثبت بالعمود الخرساني...
نزفت يد جاسر بقوة فنظر للرجل وعلى ملامحه معالم الألم حتى ركضت جميلة اليه مجددًا بخوف...قالت بقلق:- ايدك مالها ؟! تعالى معايا لأقرب صيدلية
نظر اليها بشراسة وهتف بها وهو يضغط على النزف بيده الأخرى:-
_ عايزة مني ايه ؟ سيبيني وامشي !!
قالت بحدة :- قلت تعالى معايا ماينفعش تفضل تنزف كده !!
ضيق عيناه وهو يلهث وقال :- البسي دبلتك تاني وانا اجي معاكي
زمت جنيلة شفتيها بغيظ وبحثت على الأرض عن الدبلة الذهبية حتى وجدتها ثم وضعتها بأصبعها سريعا وقالت :-
_ لبست الدبلة ، يلا بقى تعالى معايا
ابتلع جاسر ريقه ببعض الراحة ثم نظر لها نظرة طويلة غامضة....
مر أكثر من نصف ساعة.....
بعدما تم تطهير الجراح ولفه بالشاش الأبيض وقف جاسر بالطريق ينظر لجميلة بصمت....ارتبكت من نظرته الدقيقة الصامته...ربما يتساءل لما تراجعت وأرادت مساعدته...هي نفسها لم تستطع ان تعترف لنفسها بنا يريد سماعه...قالت وهي تخلع دبلتها مجددا:-
_ كده دوري انتهي ، احنا ما ننفعش مع بعض يا جاسر ، احنا حتى مش متحملين بعض واحنا عارفين ان الخطوبة دي مؤقته !! كفاية كده
قال بنبرة جديدة العهد عليه ، بها من الترجي ما قارب للتوسل :-
_ انا عمري ما اتحايلت على حد ، مكنتش بحب اعتذر ، ما افتكرش مرة أني ضعفت قدام حد ولا حتى عمي اللي مربيني...بس انا مش عايز اخسرك يا جميلة ، انا عارف أني فيا عيوب كتير بس صدقيني انا عايز اتغير عشانك ، يمكن بصراحة لما بتبقي معايا مابعرفش اتحكم في نفسي وببقى عايز اقرب ، أنا معترف أنك احسن مني ومعترف انك تستاهلي واحد احسن مني كمان ، بس أنا عايزك أنتي ، أنتي بالذات ، أنتي وبس
هزت جميلة رأسها نفيًا وقالت :-
_ علاقتنا فاشلة ، اللي احنا عايزينه حاجة والواقع حاجة تانية
اعطته الدبلة واستدارت لترحل بقلب لا تعرف من أين أتى له هذا الصراخ!!؟

********
جلس يوسف بمقعد امام طاولة يجلس عليها عمه بنظرات التي تكبت الغضب وقال :- ازيك يا عمي ؟
سخرت نظرة وجيه بمرارة وقال :- احسن كتير من غيركوا...من غير كلام كتير...جوازة جاسر مش هتتم
حدق يوسف بصدمة لبرهة ثم قال بتلعثم :- ليه ؟!
أجاب وجيه بغموض وحاول أن يتحدث بهدوء:- اسبابي هحتفظ بيها لنفسي لأن مش هستأذن من حد فيكوا عشان أشوف الصالح واعمله
اعترض يوسف وقال بانفعال:- ماينفعش حد يعمل حاجة غصب عنه وحتى ما يعرفش اسبابها ايه !! ده انا كنت جاي وفاكر انك سامحتنا وكنت هطلب منك تيجي معايا اتقدم لحميدة
نهض وجيه من مقعده ووضع بعض النقود على الطاولة وقال بجبروت :-
_ يوم ما تعمل كده انت أو جاسر ده بالنسبالي هيبقى زي تنازل رسمي عن ميراثكوا...
ذهب وجيه وترك يوسف يتخبط بصدمته.... *********
التمع هجيج النيران بعين جاسر ، وكان الممنوع مرغوب حتى بأمر القلوب!! هتف مناديًا...وقفت جميلة عندما سمعت صوته واستدارت متظاهرة بالغضب رغم ما بطن بقلبها من الم لتتسع عيناها من رؤيته على هذه الحالة....


موعد البارت الجديد الساعة ( 2 م ) يوميا ان شاء الله 

هنا تنتهى احداث رواية امبراطورية الرجال الفصل العشرين  ، يمكنكم اكمال باقى احداث رواية امبراطورية الرجال الفصل الواحد والعشرون   أوقراءة المزيد من الروايات المكتملة فى قسم روايات كاملة .

نأمل أن تكونوا قد استمتعتم بـ رواية امبراطورية الرجال ، والى اللقاء فى حلقة قادمة بإذن الله ، لمزيد من الروايات يمكنكم متابعتنا على الموقع أو فيس بوك ، كما يمكنكم طلب رواياتكم المفضلة وسنقوم بوضعها كاملة على الموقع .
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-