رواية غرام الوتين البارت السابع عشر 17 ( دميه فى يد غجرى 2 ) - روايات سماح نجيب

  نقدم اليوم احداث رواية غرام الوتين البارت السابع عشر من روايات سمسم. والتى تندرج تحت تصنيف روايات رومانسية ، تعد الرواية واحدة من اجمل الروايات رومانسية  والتى نالت اعجاب القراء على الموقع ، لـ قراءة احداث رواية غرام الوتين كاملة بقلم سماح نجيب من خلال اللينك السابق ، أو تنزيل رواية غرام الوتين pdf كاملة  من خلال موقعنا .


رواية غرام الوتين البارت 17 ( دمية فى يد غجرى 2 ) - روايات سماح نجيب



دمية فى يد غجرى 2 البارت السابع عشر ( غرام الوتين )

غرام الوتين
( دمية فى يد غجرى 2)
البارت السابع عشر
أخبرهم ثائر للمرة الثانية بما يريد منهم ان يفعلوا يضع خطة ليستطيع ان ينقذ طفله الآخر وربما ينقذ معه هؤلاء الأطفال الآخرين.ترجلت عطيات من السيارة تسحب معها رائد يتبعهم ثائر بخطوات ثابتة بالرغم من الخوف المستعر بصدره من رؤية المكان الذى يحيا به أطفاله الآن ، التفتت اليه عطيات فأومأ برأسه قليلاً كأنه يخبرها ان تفعل ما تم الاتفاق عليه، طرقت عطيات باب المنزل فتح لها شاهين الا انه لمح ثائر يتبعهم
شاهين:" بت يا عطيات مين اللى جاى وراكى ده انطقى"
سحب من جيبة ميدية أشهرها فى وجهها ابتلعت ريقها بقوة
عطيات بخوف:" متخافش يا شاهين ده خير جايلنا كلنا متقلقش استنى بس وهتعرف كل حاجة"
نظر اليها شاهين بعدم فهم فبما تهذى هذه المرأة وماهو الخير الذى يأتيهم من وراء هذا الرجل الذى ينظر اليه بنظرات تقيمه من راسه لقدمه كأنه على وشك دخول عراك معه
شاهين:" انتى بتخرفى تقولى ايه يا بت انتى خير ايه ده انا مش فاهم حاجة"
تقدمت عطيات بضع خطوات تريد ان تدلف الى المنزل تشير لثائر ان يتبعها
عطيات:" تعال بس وهتعرف كل حاجة هى المعلمة انشراح جوا مش كده اتفضل يا بيه تعال اتفضل"
عندما هم ثائر بأن يتبعها الا ان الرجل اوقفه قبل ان يدلف خلفها
شاهين:" استنى عندك هنا لازم افتشك الأول قبل ما تدخل انا ايش ضمنى انت حكايتك ايه بالظبط"
وقف ثائر ثابتا لايرف له جفن وذلك الرجل يبحث بداخل جيوبه ليتأكد من عدم حمله أى شئ مريب
ثائر:" ها خلصت تفتيش ولا لسه "
شاهين:" خلاص بس التليفون ده هيفضل معايا على ما نشوف اخرتك ايه"
ثائر:" هتعمل ايه بتيلفونى "
شاهين بسخرية:" لدواعى أمنية يا باشا"
ثائر:" بس احسن ليك متطمعش فيه علشان مبحبش حد ياخد حاجة غصب عنى ياريت تكون فهمت كلامى"
نظر اليه ثائر نظرة عابرة قبل ان يدلف إلى المنزل الذى يشبه الحظيرة الخاصة بالحيوانات ظل يجيل ببصره فى المكان يمشطه بعينيه يلعن تحت أنفاسه بسبب ان قرة عينيه ظلوا فى هذا المكان المقرف والمقزز كل هذه المدة
انشراح:" بت يا عطيات ايه اللى رجعك بدرى ومين اللى معاكى ده"
كان هذا الصوت الذى سمعه ثائر من تلك المرأة التى خرجت من احدى الغرف تنظر اليه من رأسه لاخمص قدميه
عطيات:" ده خير بالكوم يا معلمة انشراح"
تردف بكلماتها ومن داخلها ترتجف خوفاً مما سيحدث فهى تعلم ان اليوم لن تغيب شمسه الا بعد ان تحدث كوارث وخاصة من ذلك الرجل الذى اتى برفقتها فكف يده كان على وشك اقتلاع أسنانها فما بال اذا استخدم قوته الجسدية فى العراك
جلست انشراح على كرسى شبه متهالك تشعل احد السجائر تنفث دخانها ببطئ
انشراح:" انت مين يا أخ انت وعايز ايه"
تقدم ثائر بضع خطوات وضع يديه بجيبه ينظر اليها بثبات
ثائر:" انا عايز اشترى الولد اللى معاها ده وعايز ولد كمان ومستعد ادفعلك المبلغ اللى انتى عيزاه قولتى ايه"
نظرت اليه بريبة وشك فهى لم تتاجر بالاطفال بل تستخدمهم بالتسول فقط، ولكن لقى الموضوع استحسانا لديها فهى لن تخسر شيئا بل ستربح مبلغاً باهظاً وبإمكانها إحضار أطفال آخرين
*"*"*
لم تتحمل غثيان معدتها فافرغت ما بجوفها ثانية مما اثار القلق فى قلب صديقتها التى كانت تقف بجوارها لا تعرف ماذا أصابها
آية بقلق:" رقية مالك فى ايه انتى كنتى كويسة"
رقية:" متقلقيش يا آية انا كويسة متخافيش"
ضيقت آية عينيها تنظر اليها الا ان الابتسامة غزت شفتيها فنظرت اليها بتساؤل
آية:" رقية انتى حامل؟"
رقية:" مش عارفة انا لسه شاكة فى الموضوع وكنت ناوية اخد اختبار الحمل واعمله واتأكد بس اللى حصل خلانى أنسى اقولك"
آية بفرحة:" الف مبروك مقدما دا انتى تاخدى 10 اختبارات مش بس واحد انا هبقى طنط يا نهارى بجد انا فرحانة اوى يا رقية"
نظرت اليها رقية بابتسامة مدت يدها تربت على ذراعها بحب
رقية:" تسلميلى يا آية عقبال ما افرح بيكى يارب بس مش عيزاكى تقولى قدام يحيى الا لما اتأكد الاول وكمان عايزة اعرف ايه موضوع النقط اللى بتحطها مرات ابوه دى "
آية:" المهم يا رقية خلى بالك من نفسك باين عليها مش سهلة ابدا الست دى عاملة زى الحية"
هزت رقية رأسها موافقة على كلام صديقتها فهى من داخلها تشعر بالخوف حقا من تلك المرأة التى لا تتوانى عن تدمير حياة الآخرين
رقية:" آية انا هروح مش قادرة اقعد اكتر من كده معلش"
آية:" ولا يهمك يا حبيبتى روحى وارتاحى واستنى اجبلك الاختبار"
أحضرت آية الاختبار الخاص بالحمل اعطته لها ، ذهبت رقية واستقلت سيارتها لتعود إلى المنزل وطوال الطريق تفكر فى كيفية كشف حقيقة تلك المرأة وصلت إلى المنزل دلفت الى الداخل ولكنها لمحت هدوءا فى المنزل فنادت للخادمة فأتت اليها على وجه السرعة
رقية:" هى نانى هانم فين"
الخادمة:" راحت للبيوتى سنتر هو حضرتك رجعتى بدرى النهاردة فى حاجة"
رقية:" لا بس تعبانة شوية"
الخادمة:" اعمل لحضرتك حاجة تاكليها او تشربيها"
رقية:" لاء انا هطلع انام"
صعدت رقية الدرج ولكن اثناء مرورها من امام غرفة نانى وجدت ان ربما الفرصة سانحة لمعرفة حقيقة تلك المرأة نظرت حولها يميناً ويساراً لتتأكد ان لا احد بالمنزل يراها
دلفت الى الغرفة بحذر واغلقت الباب خلفها ظلت تبحث فى كل مكان بالغرفة لعلها تجد هذا الدواء حتى عثرت عليه اخيرا بجيب الملابس التى كانت ترتديها نانى هذا الصباح، قلبت رقية علبة الدواء بين يديها حتى اتسعت عينيها ذهولا من مفعول هذا الدواء
*"*"*
مازالت تفكر فى هذا الكلام الذى سمعته منه للتو ما معنى ان يدفع كل هذا المال من اجل ان يشتري هؤلاء الأطفال
انشراح:" بقى انت عايز تدفع المبلغ ده كله فى العيلين بس ليه ده كله"
جلس ثائر على تلك الأريكة التى ربما لن تتحمل وزن جسده فهو سمع صوت أخشابها المتهالك وضع قدم على الأخرى فهو يجب ان يبدو فى مركز قوة حتى لا يشك أحد بأمره
ثائر:" اصل انا ومراتى قلبنا وجعنا على الأطفال دى وهى عيزاهم وانا قولتلها هجبهملها بأى تمن"
حديثه المبهم لن يفهم معناه ربما سوى تلك المرأة التى تقف بأحد الأركان ترتجف كأنها بانتظار الحكم عليها
انشراح بجشع:" بس انا عايزة اكتر من المبلغ اللى قولت عليه ده"
ثائر:" هديكى اللى انتى عيزاه واكتر كمان وصدقينى هتنبسطى أوى بس انا عرفت من الولد ده ان له اخ تؤام وانا عايزهم الاتنين وانت هات التليفون علشان اكلم المحامى بتاعى يجيبلى الفلوس"
اشارت اليه إنشراح بالموافقة اخذ ثائر منه الهاتف يريد ان يسرع رمزى فى المجئ فهو حتى الآن يمنع نفسه بقوة جبارة ان يقضى على هؤلاء الناس جاءه صوت رمزى على الطرف الآخر
ثائر:" ايوة يا رمزى هات الفلوس بسرعة وتعال على المكان اللى قولتلك عليه"
رمزى:" ايوة يا ثائر انا خلاص جاى انا وأيمن اهو هو فى حد جمبك"
ثائر:" ايوة يا رمزى وبسرعة علشان اشترى الولدين اللى قولتلك عليهم"
قام شاهين بسحب الهاتف من يد ثائر يضعه على أذنه يريد ان يعلم حقا هل هو صادق فى كلامه أم ان هذا مجرد فخ ينصبه لهم
رمزى:" اه تمام هجبلك الفلوس واجيلك على طول مش هتأخر"
خشى ثائر ان يكون رمزى تفوه بشئ اخر ولكن عندما وجد شاهين يناوله الهاتف مرة اخرى حمد الله بداخله
ثائر:" ها اتأكدت من كلامى على العموم عايز اشوف الولد التانى"
تركت انشراح مكانها تطلب منه ان يتبعها، تبعها ثائر يحاول ان يهدأ من فوران أعصابه ولكن عندما دلف الى الغرفة لم يمنع نفسه من الاقتراب مسرعاً من جسد صغيره الذى يفترش الأرض يضم ركبتيه إلى صدره يرتجف بقوة يتحسس جبينه يهتف بصوت منخفض
ثائر بهمس:" حبيبى انت سامعنى رؤوف مالك يا قلب بابا خلاص يا حبيبى هرجعك لحضنى وحضن ماما واللى كانوا السبب ياويلهم منى"
نظر اليه رؤوف نظرات زائغة فهو كأنه فى حالة اغماء الا انه ابتسم يهتف بلهفة
رؤوف:" بابا انت جيت انا بردان اوى عايز أروح لماما"
ثائر:"ايوة يا قلب بابا هنروح لماما بعد الشر عليك يا حبيبي"
لم تفهم انشراح شئ مما يهمم به ثائر لذلك الطفل فاقتربت منه
إنشراح:" انت بتقوله ايه بصوت واطى كده"
ثائر:" مفيش بس بطمن عليه الولد تعبان وحرارته مرتفعة انتى مخلتيش دكتور يشوفه ليه"
إنشراح:" ابقى وديه انت انت مش خلاص هتشتريه ابقى اكشف عليه انت وهاتله الدكتور"
نظر اليها ثائر بغضب يهدر بداخله فنفسه توسوس له الآن ان يقبض على عنقها ولا يتركها الا وهى مفارقة للحياة
ثائر بهمس:" وغلاوة ولادى عندى وكل دمعة نزلت من عين أمهم لاوريكم يا شوية كلاب"
اثناء ذلك لمح ثائر عدة أطفال يدلفون إلى المنزل وجوه بريئة سقطت بين ايدى من لا يعرفون للرحمة سبيلاً شعر ثائر بالسخط اكثر فأكثر فلابد ان أباء وامهات هؤلاء الاطفال يعانون ما عناه هو وزوجته
ثائر:" هم دول كل الأطفال اللى عندك ولا فى أطفال غيرهم"
إنشراح:" لاء هم دول تحب تشتريهم هم كمان مفيش مانع بس الحساب هيبقى عالى أوى"
ثائر:" علشان تخطفى غيرهم وتحرقى قلب أهاليهم عليهم مش كده وتخلى أمهاتهم يموتوا فى اليوم 100 مرة من حرقة قلبهم عليهم صح"
ظلت تتراجع بخطواتها للخلف وهى ترى ثائر يتكلم هكذا ويقترب منها ولكنه لم يدرى بنفسه الا وهو يمسكها من تلابيب ملابسها يصفعها على وجهها مراراً وتكرارا وصوت صراخها انتبه عليه شاهين وفتحى الذى دلف لتوه هو الآخر
إنشراح:" انت اتجننت يا جدع انت الحقونى يا شاهين يا فتحى"
عندما وجد ثائر شاهين وفتحى يدلفون إلى الغرفة وكل منهم يشهر سكينا بيده قبض على عنقها بذراعه
شاهين:" انا مش مرتاحلك من ساعة مشوفتك انت بوليس ياض انت"
ثائر:" اللى هيقرب منكم خطوة هكسر رقبتها انتوا فاهمين"
ولكنه انتبه على صراخ ابنه رائد الذى قبض عليه فتحى بيده يضع السكين على عنقه
فتحى:" سيبها والا هقتل الواد ده قدامك"
بكى الصغير وهو محاصر بين يدى ذلك الرجل فنظر الى والده برجاء ان ينقذه
رائد:" بابا الحقنى دا هيموتنى"
ثائر:" رائد حبيبى متخافش انا معاك مش هيحصلك حاجة "
فطن الجميع الآن ان ثائر لم يكن سوى والد هذان الصغيران
شاهين:" بقى الحكاية كده بقى انت ابوهم طب سيب المعلمة بقى يا حلو احسن ما تاخد ولادك جثث"
أرخى ثائر ذراعه من على عنق تلك المرأة فمن داخله يشعر بالخوف ولكن ربما كان القدر به رحيماً اذ اقتحم ايمن المنزل يتبعه رجال الشرطة ورمزى أيضاً استغل ثائر ارتباكهم فقام بضرب الرجل الممسك بطفله يطيح بالسكين الذى يمسكه بيده يرديه أرضا يضربه بكل ما اعتمل بداخله من خوف وغضب وكره وماهى الا لحظات حتى سيطر أيمن على الوضع يلقى القبض على إنشراح وكل المتواطئين فى خطف هؤلاء الأطفال
*"*"*
سمعت طرق على باب غرفة مكتبها رفعت رأسها عن حاسوبها الشخصى تردف بنبرة عملية
سلاف:" ايوة ادخل"
دلفت السكرتيرة بابتسامتها المعهودة تخبرها عن مجئ عميل للشركة
السكرتيرة:" سلاف هانم فى عميل برا عايز يقابل حضرتك"
سلاف:" خليه يتفضل"
خرجت السكرتيرة تاذن للزائر بالدخول فدلف ذلك الرجل المتأنق تعتلى قسمات وجهه ملامح هادئة ورزينة بجسد متناسق وبدلة أنيقة ربما تحمل علامة ارقى بيوت الازياء الرجالية تقدم إلى الأمام يبتسم ابتسامة خفيفة
عز الدين:" اهلا يا سلاف هانم انا عز الدين المنشاوى من شركة المنشاوى جروب"
سلاف بتفكير:"قصدك المنشاوى جروب بتاعه الأزياء"
عز الدين:" ايوة هى دى وانا عز الدين صاحب الشركة"
اشارت اليه سلاف بالجلوس قامت بخلع نظارتها الطبية تعيد خصلات شعرها خلف اذنها تتحدث بنبرة عملية
سلاف:" اتفضل حضرتك اقعد طلباتك"
عز الدين:" انا عرفت ان حضرتك الشركة بتاعتك اللى فى دبى مسيطرة على سوق الازياء هناك فكنت جاى اعرض عليكى ان ممكن انا اشتريها انا اعرف انك بعتى كل املاكك فى دبى ماعدا الشركة دى فلو كده انا ممكن اشتريها وبكده افتح سوق لماركة الملابس بتاعتى فى دبى"
سلاف:" بس الشركة دى انا مش عرضاها للبيع "
عز الدين:" انا ممكن ادفعلك فيها المبلغ اللى تطلبيه فيها وانا على اتم استعداد لكل اللى تطلبيه"
سلاف:" انا بجد آسفة بش الشركة مش هبيعها انا بعتذرلك"
عز الدين:" يعنى ده اخر كلامك مش ممكن تفكرى فى عرضى على العموم ده الكارت بتاعى لو فى حالة انك غيرتى رأيك ممكن تكلمينى"
سلاف:" سورى انا الكلام اخدنا ونسيت أسأل حضرتك تشرب ايه"
عز الدين:" متشكر لحضرتك عن اذنك"
هب عز الدين واقفاً مكانه يتأهب للرحيل يومأ بابتسامة لها تابعته هى بنظراتها تحمل الكارت الخاص به فى يدها تنظر لاثره بتعجب من اصراره على شراء الشركة الخاصة بها ، لمحت دلوف شقيقها عمار الذى لاحظ شرودها
عمار:" مالك يا سلاف فى ايه ومين الراجل اللى كان هنا ده"
سلاف:" ها مفيش ده كان واحد جاى يعرض عليا انه يشترى شركتى اللى فى دبى بس انا رفضت مقولتليش جدو عامل ايه دلوقتى"
عمار:"الحمد لله بقى أحسن شوية "
سلاف:" طب يلا نروح نطمن عليه فى المستشفى"
عمار:" ماشى يلا بينا"
اخذ حقيبتها لتذهب لرؤية جدها ولكن قبل خروجها ألقت نظرة اخيرة على ذلك الاسم الذى تم نقشه على الكارت" عز الدين المنشاوى" كأنه ضوء يتوهج على تلك الورقة البيضاء
*"*"*
وصل ثائر بطفله إلى المشفى يحمله بين ذراعيه يسرع الخطى يتبعه رمزى ممسك بيد رائد. وجد احد الأطباء اقبل عليه بلهفة
ثائر:" دكتور ابنى تعبان اوى وحرارته عالية أوى"
الدكتور:" تعال معايا "
ذهب خلفه ثائر دلف الى غرفة الكشف وضع رؤوف على السرير الصغير الموجود بالغرفة، تقدم منه الطبيب يفحصه بدقة، فسأله ثائر بلهفة
ثائر:" ابنى ماله يا دكتور فى ايه طمنى ارجوك"
الدكتور:" اطمن ان شاء الله خير دا دور برد وسخونية بييجى للاطفال عادى بس ابنك شكل اهملتوا فيه لحد ما كان الموضوع هيقلب بالتهاب رئوى انتوا ازاى تسيبوه كده وهو ليه هدومه متبهدله كده"
تقدم رمزى يشرح الوضع للطبيب فهو يعلم ان ثائر ربما سيثور فى وجهه الآن
رمزى:" هو للأسف كان مخطوف يا دكتور ولقيناه النهاردة يعنى مكنش موجود مع باباه ولا مامته بقاله حوالى شهر"
هز الطبيب رأسه بتفهم يرمق ثائر بأسف على ما تفوه به من كلمات سخيفة
الدكتور:" انا اسف على اللى قولته انا دلوقتى هعلقه محلول وهديله حقن وان شاء الله هيبقى كويس"
ثائر:" أكشف على اخوه ليكون تعبان هو كمان"
الدكتور:" حاضر انا هنادى لممرضة دلوقتى الافضل لو فى هدوم كويسة للولد يلبسها"
رمزى:" ثائر هروح اشتريلهم هدوم واجى بسرعة ماشى"
ذهب رمزى لشراء ما يلزم الاطفال وبعد ان فحص الطبيب رائد ايضا وجد كل شئ على ما يرام
الدكتور:" الولد كويس الحمد لله"
ثائر:" الحمد لله"
جلس بجانب رؤوف يتابع المحلول المغذى المتصل بيده ويحتضن رائد فهو لا يصدق انهم عادوا اليه ثانية فظل يردد الشكر والثناء لله، بعد مرور بعض الوقت لمح دلوف رمزى يحمل بيده ملابس وطعام
رمزى:" ثائر انا جبتلهم أكل وهدوم اهو"
ثائر:" تسلم يا رمزى المحلول قرب يخلص نادى للممرضة"
دلفت الممرضة بابتسامة بعد ان اخبرها رمزى بشأن المحلول قامت بفصله من يد رؤوف بدأ الصغير يستعيد وعيه نظر لاباه ابتسامة واهنة
رؤوف:" بابا"
ثائر:" ايوة يا روح بابا بعد الشر عليك يا حبيبي خلاص هنروح البيت لماما"
الممرضة:" حضرتك معاك هدوم اغيرله هدومه دى"
ثائر:" متتعبيش نفسك انا هغيرلهم هدومهم"
الممرضة:" لا تعب ولا حاجة"
اخذت رائد الى الحمام ولكنه رفض بشدة ان تساعده فشعر رائد بالخجل ان يخلع ملابسه أمامها
رائد:" طنط انا هغير هدومى لوحدى انا بعرف"
الممرضة :" انت مكسوف منى انت زى ابنى وعلى العموم اهو هدور وشى وغير لنفسك بس استنى اغسلك وشك وايدك"
انتهى رائد من تغيير ملابسه بعد ان ادارت له ظهرها فهتف بها
رائد:" خلاص خلصت"
الممرضة :" شطور يا حبيبى"
خرج رائد بعد ان انتهى لتصطحب رؤوف ولكن بسبب وهن ومرض الصغير لم يقوى على فعل ما فعله شقيقه فتركها تساعده وبعد الانتهاء خرج هو أيضاً، سحب ثائر من جيبه عدة اوراق نقدية وضعها فى يد الممرضة امتنانا على مساعدتها لطفليه فأخذتهم منه باستحياء بعد ان اصر ثائر عليها بأخذهم ليصطحب طفليه بعد ان دون الطبيب الادوية اللازمة لرؤوف ليذهب إلى سيارته ولكنه جلس بالخلف يضم صغيريه إلى احضانه يطبق عليهم بحنان
ثائر:" رمزى سوق انت العربية المفتاح بتاعها اهو"
ناوله مفتاح السيارة ليقودها رمزى متجه صوب منزل ثائر ينظر بين الحين والآخر اليهم عبر مرآة السيارة
رمزى:" حمد الله على سلامتهم يا ثائر"
ثائر:" الله يسلمك يا رمزى هو الأطفال ايمن اخدهم على القسم"
رمزى:" ايوة علشان لو فى حد منهم له اهل ييجى يستلمه"
ثائر:" منهم لله اللى بيعملوا كده ويحرقوا قلب اهاليهم عليهم "
رمزى:" ربنا ينتقم منهم ان شاء الله بس انت مخلتنيش اتصل بوتين ومريم ليه وافرحهم"
ثائر:" لانهم مكنوش هيستنوا وهييجوا ومكنتش عايز أمهم تشوفهم بالحالة اللى كانوا فيها كان ممكن يجرالها حاجة ووتين اليومين دول أعصابها تعبانة فخفت تتعب اكتر"
تفهم رمزى اسباب ثائر بعدم اخبار زوجته عن انه وجد أطفالهم، ولكن من داخله يرقص قلبه فرحة من عودة الابتسامة مرة اخرى الى صديقه الذى كان قد تلبسه اليأس والحزن، فهو لمحه فى مرآة السيارة يحتضن أطفاله تتسع ابتسامته اكثر فأكثر كلما تطلع إليهم
*"*"*
سمعت هيام صوت جرس الباب عندما همت بفتحه وجدت زوجها يخرج من غرفة نومهم بعد ان استفاق من تلك القيلولة وهو مازال النعاس عالق بجفونه، فابتسمت بخفه على شعره المبعثر
هيام:" علاء انت شعرك منكوش ليه كده"
علاء:" من ولادك اللى كانوا قاعدين على راسى ومسبونيش اكمل نوم هو مين اللى بيرن الجرس ده"
انتبهت على كلامه فقامت بفتح الباب بابتسامة تلاشت تدريجياً عندما عرفت من يكون زائرهم فى هذا الوقت
هيام:" ست زينات اهلا اتفضلى"
زينات:" يزيد فضلك يا حبيبتى أحسن اكون ازعجتكم ولا حاجة"
علاء:" لا أبدا ً اتفضلى شرفتى ونورتى"
مد علاء يده الى رأسه يعيد ترتيب خصلات شعره المبعثرة يحاول ان يفيق من أثر ذلك النعاس فأشار لزوجته ان تحضر مشروباً لجدة فادى
علاء:" هيام هاتى حاجة نشربها تشربى ايه حضرتك"
زينات:" ولا حاجة انا كنت جاية اخد فادى علشان سعد تعبان شوية وعايز يشوفه"
نظر اليها علاء باهتمام وقلق فهو يحمل محبة فى قلبه لذلك الرجل الطيب
علاء:" مالو عمى سعد ألف سلامة عليه تعبان فيه ايه انا هجيب فادى ونروح له حالا"
زينات:" ماشى صحيح يا أم رهف هو سراج جاركم ده عرف يجبلك الطلبات من الزحمة اللى كانت فى المحل ولا مشيتوا على طول"
اتسعت حدقتيها بقوة على كلام تلك المرأة التى تلقيه بتلك الطريقة المبهمة فهى حتى لاحظت وقوف زوجها الذى كان فى طريقه للذهاب إلى غرفتهم ، فاستدار إليهم
علاء:" سراج جارنا!"
زينات:" ايوة دا باين عليه راجل ذوق أوى"
هيام:" تقصدى ايه يا ست زينات بكلامك ده وانتى عارفة ان مراته كانت معايا"
زينات:" انا مقصدش حاجة انا بسأل عادى مش يلا يا باشمهندس مش عايزة اتأخر على جوزى"
نظرت هيام إلى زوجها لم تستطيع ان تفسر نظرته إليها ، فهى الآن تلعن تلك المرأة التى ستسبب فى حدوث خلاف بينها وبين زوجها، بعد ان انتهى علاء من ارتداء ملابسه لمح دلوف هيام إلى الغرفة فأقتربت منه بتوتر
هيام:" علاء متصدقش كلامها والله العظيم مراته كانت معايا فى الوقت ده"
علاء بهدوء:" مصدقك يا هيام من غير ما تحلفى وانا عارفها كويس هى قاصدة انها توقع بينا علشان كده سكت قدامها علشان اخليها تفتكر انها نجحت فى كده يمكن تبعد عننا"
اقتربت منه هيام تلقى برأسها على صدره تلف ذراعيها حوله تهتف بنبرة خافتة
هيام:" كنت خايفة تصدقها وانا والله بريئة من أى تلميح هى بتلمحه"
علاء:" عارف يا هيام ويلا علشان الحق اخرج ليها واروح اشوف عم سعد الراجل غالى عليا"
هيام:" ابقى سلميلى عليه"
علاء:" الله يسلمك"
خرج علاء من الغرفة جلست هيام على حافة فراشها تفكر فيما حدث منها فى الماضى عندما القت بتهم باطلة بحق وتين ، فهى اليوم علمت كيف يكون شعور المظلوم عندما يقذفه احد بتهم باطلة وهو برئ منها
*"*"*
تجلس مريم مضجعة على تلك الأريكة تريح جسدها بعد أن أصرت على وتين ان تخلد إلى النوم فوتين تقضى يومها فى البكاء والعويل إلا انها استمعت إلى صوت خطوات تقترب منها فأعتدلت سريعاً فربما عمها وزوجها عادوا من العمل إلا انها لم تصدق ما تراه بعينيها الآن فعمها يحمل رؤوف وزوجها يحمل رائد،فأقتربت منهم بلهفة
مريم:" عمو انتوا لقيتوا رائد ورؤف فين انا مش مصدقة هو ده بجد ولا انا بحلم''
ثائر بابتسامة:" ايوة يا مريم لقيناهم الحمد لله فين وتين"
مريم:" وتين خلتها تنام علشان مكنتش مبطلة عياط"
ثائر:" طب هاتى رائد من رمزى وتعالى معايا"
اخذت مريم رائد تحمله فهو كان غافياً كأنه لم ينم منذ زمن صعدت الدرج خلف عمها دلفوا الى الغرفة بهدوء فوضع ثائر رؤوف بجانب وتين ووضعت مريم رائد بجانبهم أيضاً
مريم بصوت منخفض:" حمد الله على سلامتهم يا عمو"
ثائر:" الله يسلمك يا حبيبتى"
مريم:" انا هنزل اشوف رمزى احضرلك العشا"
ثائر:" شوية كده على ما وتين تصحى"
مريم بابتسامة:" تمام هخليهم يحضروا العشا على ما تنزلوا"
خرجت مريم من الغرفة جلس ثائر بجوار وتين مد يده يحتضن وجهها يداعب وجنتها
ثائر:" وتينى اصحى جبتلك رؤوف ورائد ولادنا رجعوا لحضننا تانى يا وتين"
تململت وتين فى نومها قليلاً تظن ان ذلك الهمس لم يكن سوى حلم تتمنى ان تعيشه، فوجد دموعها تجرى على وجنتيها وهى مازالت مغمضة العينين
ثائر:" حبيبتى اصحى وبلاش عياط ولادنا رجعوا بجد "
فتحت عينيها وجدته ينظر اليها بابتسامة فنظرت بجوارها وجدت أطفالها نائمون حقا بجوارها مدت يديها تتحسس وجوههم بشوق ولهفة إلى رؤيتهم يكاد قلبها ان يقفز من شدة سعادتها من عودتهم إليها سالمين ، فنظرت إليه وهى تبتسم ودموعها تملأ عينيها ولكن هذه المرة دموع فرح
وتين:" أنت رجعتلى ولادى تانى يا ثائر رؤوف ورائد رجعوا لحضنى تانى"
ثائر:" ايوة ياقلبى المهم انتى روقى وكفاية عياط يا وتينى"
ارتمت فى أحضانه ولكن زادت فى بكاءها أكثر فظل يربت على ظهرها ليهدأ من روعها
ثائر:" اهدى بقى خلاص ولادنا رجعوا الحمد لله بتعيطى ليه تانى يا حبيبتى"
تهدج صوتها بعد ان كفت عن البكاء فهى لاتعلم لماذا هى تبكى الآن ؟ أبعدها قليلا عنه يمسح دموعها بأصابع حانية
وتين:" انت لقيتهم فين يا ثائر"
ثائر:" دى حكاية طويلة هقولك عليها بعدين المهم دلوقتى ان هم رجعوا بخير بس رؤوف تعبان شوية"
سمعت ذلك اقتربت من طفلها بلهفة تتحسسه بأهتمام لترى مابه، فنظرت إليه وهى مازالت تتحسس وجه طفلها
وتين:" تعبان ماله ابنى فيه ايه وتعبان من ايه يا ثائر قولى"
ثائر:" اهدى يا وتين دا دور برد وان شاء الله هيكون كويس انا وديته للدكتور قبل ما نرجع البيت وهو كتبله الدوا وعمله اللازم"
اقتربت من صغيرها تقبله ثم قبلت طفلها الآخر تمسد على رأسهم بحنان ،فگأن روحها التى غابت عنها عادت اليها الآن فمدت يدها الاخرى تقبض بها على يد زوجها تضغط عليها بحب وامتنان بأنه وفى بعهده لها ،فرفع يدها يقبل باطن يدها إلا انه انتبه على صوت طفله
رائد؛" ماما"
وتين:" قلب ماما وروح ماما وحشتنى اوى يا حبيبي"
ظلت تقبله بلهفة واشتياق تكاد ان تعتصره بين أحضانها ليفيق رؤوف هو الآخر يبتسم لها
رؤوف:" وحشتينى يا ماما انتى وبابا"
وتين بسعادة:" حبيب ماما بعد الشر عليك يا حبيبى الحمد لله رجعتولى بالسلامة ألف حمد وشكر ليك يارب"
ظلت محتضنة صغيريها فأقترب منهم ثائر أيضاً يحاوطهم بذراعيه كأنه يصنع لهم ملاذ الأمان والاستقرار بين أحضانه
*"*"*
دلف إلى الغرفة بعد ان عاد من عمله وعلم ان زوجته عادت إلى المنزل منذ وقت مبكر، وجدها نائمة نظر فى هاتفها وجده مغلق فهو علم الآن سبب عدم ردها فهو هاتفها اكتر من مرة قبل ذهابه إلى الصيدلية وعندما وصل الى هناك أخبرته آية بأنها غادرت منذ وقت طويل، فتحت عينيها ببطئ وجدته جالساً بجوارها يبتسم لها ولكن بعينيه قلق وخوف
يحيى:" حبيبتى مالك فى ايه"
اعتدلت فى جلستها تستند بظهرها على الوسائد الموضوعة خلفها ولكن وجدت نفسها تقترب منه تحتضنه بقوة متشبثة بملابسه كأنها طفلة صغيرة فأطبق عليها ذراعيه بحنان
يحيى:" مالك يا رقية فى حاجة حصلت"
رقية:" ايوة يا يحيى ومن ساعتها وانا خايفة"
يحيى:" خايفة من ايه يا حبيبتى قوليلى"
روت له رقية كل شئ حدث هذا الصباح وكل كلمة تزيده تعجباً وذهولاً ،حتى انتفض من مكانه كمن لسعه عقرب
يحيى:" بقى هى بتعمل كده عايزة تموت ابويا بنت الكلب والله ما هسيبها فى حالها وطلعت النقط دى بتعمل ايه يا رقية"
رقية:" بتضعف عضلة القلب لحد ما ييجى وقت والقلب ممكن يوقف خالص"
يحيى:" وهى فين النقط دى"
قامت رقية بسحب الزجاجة الصغيرة من أسفل وسادتها تناولها له ، اخذها منها يقلبها بين يده ليفهم أى شئ مما كتب عليها بتلك اللغة الإنجليزية
رقية:" انت هتعمل ايه دلوقتى يا يحيى"
يحيى:" انا لازم افكر لو قولت لبابا مش هيصدقنى هو مبيصدقش عليها كلمة"
رقية :" انا عندى حل"
يحيى:" ايه هو قولى بسرعة"
رقية:" احنا نفضى الازازة من النقط دى ونشطفها كويس ونحط بدالها ماية من الحنفية ونرجعها اوضة نانى ونصورها من غير ما تحس وهى بتحطها فى الشاى لباباك ونوريه الفيديو يمكن ساعتها يصدقنا وخصوصا انه عارف ان انا صيدلانية وانا هقوله على اضرار النقط دى وممكن هى ترتبك وكل حاجة تنكشف"
فكر في الكلام الذى سمعه للتو من زوجته فربما هذا هو الحل ، فذهب مسرعاً لتخلص من محتويات تلك الزجاجة ليعيد ملئها بالماء
يحيى:" انا هروح دلوقتى ارجعها فى الأوضة"
رقية:" بس هى ممكن تشوفك"
يحيى:" لما رجعت مكنتش موجودة حتى بابا لسه مجاش من الشركة كان فى عميل معاه وانا اللى استأذنته علشان اروح اجيبك من الصيدلية"
رقية:" ماشى هى فى بيجاما على الشماعة حط العلبة فى جيبها ماشى"
يحيى:" تمام"
خرج يحيى من غرفته قاصدا غرفة أبيه، دلف بهدوء حريصاً على ان لا ينتبه عليه أحد وجد تلك المنامة التى اخبرته عنها زوجته مد يده بالزجاجة الصغيرة إلا انه تجمد فى مكانه عندما سمع ذلك الصوت يهتف به
نانى:" يحيى ! انت بتعمل ايه هنا"


موعد الحلقة الجديدة الساعة  6 م  يوميا ان شاء الله .

هنا تنتهى احداث رواية غرام الوتين البارت السابع عشر  ، يمكنكم اكمال باقى احداث رواية غرام الوتين البارت الثامن عشر  أوقراءة المزيد من الروايات المكتملة فى قسم روايات كاملة .

نأمل أن تكونوا قد استمتعتم بـ رواية غرام الوتين ( دميه فى يد غجرى 2 ) ، والى اللقاء فى حلقة قادمة بإذن الله ، لمزيد من الروايات يمكنكم متابعتنا على الموقع أو فيس بوك ، كما يمكنكم طلب رواياتكم المفضلة وسنقوم بوضعها كاملة على الموقع .
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-