نقدم اليوم احداث رواية ديفشا الحلقة 28 من روايات الشيماء محمد ( شيموو) . والتى تندرج تحت تصنيف روايات رومانسية ، تعد الرواية واحدة من اجمل الروايات رومانسية والتى نالت اعجاب القراء على الموقع ، لـ قراءة احداث رواية ديفشا كاملة بقلم الشيماء محمد من خلال اللينك السابق ، أو تنزيل رواية ديفشا pdf كاملة من خلال موقعنا .
ديفشا الفصل 28
ديڤشا
الحلقه ٢٨
بقلم / الشيماء محمد احمد
شيمووو
امير حس بحد بيخرجه من العربية وبيشده وهو بيفوق ويغيب لحظات ولحظات وشاف ناس اتلمت كتير
امير بتوهان : شهد ......شهد ....
حد جنبه : مراتك خرجناها .. جنبك اهي ما تقلقش .. الاسعاف في الطريق .
امير بيغيب ويرجع تاني لوعيه ومرة واحدة فتح عنيه وبيحاول يقوم وحد ماسكه وبيزعق : يحيى ... يحيى ..... ابني .
الراجل : مفيش حد تاني .. مراتك طلعناها .
امير بيحاول يقف : ابني في العربية .
وقف وقرب من العربية والراجل بيحاول يشده لان العربية ولعت وبتهدد بالانفجار في اي لحظة وامير بيحاول يقرب
الراجل ماسكه : العربية هتنفجر .
امير زقه بعيد وزعق : ابني في العربية ابعد عني .
امير زق الراجل وبيقرب من العربية بأقصى سرعة حالته تسمح بيها الي ان العربية انفجرت وهو طار بعيد جدا .. رفع دماغه بصلها كتير وعقله عجز عن الاستيعاب ان ابنه جوه العربية .. وسمع سارينة اسعاف وغاب عن العالم.........
كان بيفوق للحظات ويغيب تاني .. مشوش مش عارف هو عايش ولا في كابوس وهيصحى منه .. بس في ناس حواليه بيتكلموا كتير ...................
شهد فتحت عنيها في اوضة غريبة وبصت حواليها كان باباها ومامتها وعلا جنبها ..كلهم حواليها .. واول ما شافوها كلهم بيتكلموا وكلهم بيسلموا عليها
شهد فتحت بوقها بس صوتها مش طالع حاولت مرة ورى مرة تتكلم لحد ما صوتها خرج مبحوح : امير ..
مقدرتش تكمل الجملة
عايدة دموعها بتلمع وحاولت تبتسم لبنتها بس ابتسامتها حملت دموع اكتر : حبيبتي امير كويس ما تقلقيش .
شهد حاولت تتكلم تاني وصوتها بيطلع همس يدوب : ابني .... فين ؟
عايدة دموعها نازلة ومعرفتش ترد فردت كانها سمعت غلط : انتي في المستشفى يا قلبي بعد الحادثة اللي عملتوها بالعربية .
شهد غمضت عنيها وافتكرت خناقها مع امير ولحظة خبط العربية وقلبتها مرة ورى مرة ودموعها نزلت ومرة واحدة فتحت عنيها تاني : يحيى فين ؟ ابني فين ؟
عايدة امها معرفتش ترد ودموعها نازلة وبعدت عن بنتها تعيط بصمت مش هتقدر تتحمل ابدا ، أما شهد بصت لابوها اللي لاول مرة تشوف دموعه مغرقة وشه .. الحقيقة واضحة بس هيا رافضة تشوفها .. علشان تصدقها لازم تسمعها .. بصت لعلا كأمل اخير
علا معرفتش تعمل ايه او تقول ايه فمن بين دموعها همست : ربنا يصبرك .
شهد رافضة تصدق وبصتلهم بحيرة : على ايه ؟ ابني فين يا علا ؟ هاتيه ؟ انا عايزة اشوفه ؟ يعني اتصاب ؟ في عملية ؟ جراله ايه ؟ انطقوا ؟ حالته حرجة ؟ قولوا اي حاجة ؟ انا مش هفترض من عندي ؟ ( بصت لابوها تتعلق فيه ) بابا ؟ انطق ابني فين ؟
محسن قرب من بنته بيضمها بس زقته بعيد عنها : لا ما تضمنيش انت هاتولي ابني يضمني .. قولي ابني فين يا بابا ؟ فين يحيى ؟
محسن عيط وبصلها : البقاء لله يا بنتي .
الدنيا صغرت ولفت قدام شهد .. يعني ايه البقاء لله ؟ كانت بتسمع الجملة دي كتير بس دلوقتي ليه مش فاهمها ؟ ليه عقلها مش عارف يفسر معنى الكلمتين دول ؟ بصت لابوها تايهة ومغيبة عن الواقع : يعني ايه البقاء لله دي يا بابا ؟ انا مش فاهمها ؟ انا بسألك يحيى فين بترد بطريقة غريبة ليه ؟
محسن عيط وعلا نادت على اي دكتور
شهد بصتلهم وزعقت : ابني فين ؟
محسن مسح دموعه وحاول يستجمع قوته علشان بنته : ابنك احتسبيه عند ربنا .. ابنك مات يا شهد .. مطلعش من العربية اصلا .
شهد هنا كانت بتتنفس بصوت عالي .. مش بتنطق بس بتتنفس يمكن لو ما اتنفستش بصوت عالي كده تتخنق لانها حاسة ان مفيش اكسجين اصلا في الاوضة .. ايه ده ؟ ايه علاقة الاكسجين دلوقتي بموت ابنها ؟ هيا ليه متلخبطة كده ؟ ليه بتفكر في حاجات غريبة ؟ ابنها مات ؟ طيب ما تصرخ زي ما الناس بتصرخ ! طيب تعيط ! شهد فوقي .. شهد اعملي اي حاجة ..
اتفاجئت ان حد بيكلمها وبينادوا على اسمها وبصت لقت الدكتور وبيطلب من الممرضة تحقنها وبالفعل بتحقنها بحاجة بتخليها تغيب تماما عن الدنيا
في اوضة امير صحي وفتح عنيه واتمنى ان اللي عاشه كان مجرد كابوس وبس
امير نادى بضعف : شهد !! يحيى .....
عدلي مسح دموعه بسرعة وقام لابنه : انا اهو يا حبيبي جنبك ؟ انت كويس ؟ فيك حاجة ؟
امير بصله بتوهان : فين شهد وفين يحيى ؟ انت جيت عندنا امتى ؟ ايه اللي حصل ؟
عدلي مش هيعرف يقوله ايه : حبيبي .. ارتاح دلوقتي .. غمض عنيك وارتاح .
امير بصله بحيرة : شهد فين ؟ مراتي فين ؟ وابني فين ؟ انا حلمت من شوية بابشع كابوس ولا زم اطمن عليهم نادي عليها ارجوك وهات يحيى ابني .. انا مش قادر اتحرك ليه ؟ في ايه حصل ؟
عدلي عنيه دمعت : يا ابني ارتاح بس .
امير حاول يتعدل بس مقدرش وبص حواليه واستوعب انه مش في بيته ولا حتى بيت ابوه : انا فين ؟
عدلي : في المستشفى .
امير عقله بدأ يراجعله اللحظات الأخيرة الخناقة وشده لشهد بره البيت واخدها ونزل وبيتخانق معاها وفجأة ....
بص لابوه وعنيه مفتوحة بصدمة : شهد ويحيى فين ؟ انطق .
عدلي حاول يخفف الصدمة شوية : شهد كويسة بس نايمة ...
امير غمض عنيه بارتياح لاقل من اللحظة بس فتحهم : ويحيى !! يحيى ابني فين ؟
عدلي عيط هنا : حبيبي ..
امير الدموع لمعت في عنيه وبصوت مهزوز : بابا .. ارجوك ... ارجوك قولي ان في حد خرجه من العربية ؟ ارجوك قولي ان ده كان مجرد كابوس وان ابني عايش .. بابا انطق .. اتكلم وقول انه كويس .
عدلي مش عارف يقول ايه .. الباب خبط ودخل محسن يطمن على امير
امير بصله ملهوف : عمي يحيى ابني كويس صح ؟ ابويا بس عايز يضايقني صح ؟ طمني عليه !
محسن هز دماغه مش عارف ازاي بلغ بنته ولا عارف ازاي يبلغ امير بموت ابنهم ! ازاي الواحد يبلغ اي حد بموت ابنه ؟ بصله بدموع : لا حول ولا قوة الا بالله ... الموت علينا حق يا ابني .. ابنك كان امانة وربنا استردها .
امير سكت تماما ... عقله فضل يعيد في اللحظة اللي بيقرب فيها من العربية وبتنفجر .. عقله بيعيد فيها مرة ورى مرة ورى مرة .. ابنه مات ... خسر كل حاجة
الصبح كان صاحي اسعد انسان والليل هو اتعس انسان .. ازاي الحال بيتبدل في لحظة كده .. من قمة السعادة لقمة الالم .. اه اه اه يا يحيى .. ليه انت اللي تدفع تمن غلطات ابوك ... يارب انا كنت مستعد لاي عقاب بس بعيد عن ابني ... كله الا ابني ده أغلى ما املك .. دلوقتي بس فهم كلمة شهد لما كانت بتدعي ان ربنا يرده رد جميل .. بس هو تكبر ورفض يرجع عن طريقه الغلط واصر على الذنب واصر على الشرب والسهر وابنه دفع تمن غلطاته .... ابنه وبس .. كان نعمة و أمانة من ربنا ولما ماحافظش عليها وشكر ربنا على امانته استردها وده الموضوع بكل بساطة ..
الكل عاش حالة من الوجع .. الكل اتوجع
علا وشاكر واقفين معاهم بس مش عارفين يخففوا عنهم ازاي .. دينا موجودة وبتحاول تتكلم مع شهد بس شهد في دنيا تانية وفي عالم تاني ..
ازاي الواحد ممكن يتغلب على موت حته منه ؟ على موت ضناه ؟؟
امير يدوب كان عنده ضلعين مكسورين مش اكتر فخرج على طول من المستشفى لبيت ابوه وحبس نفسه في اوضته .. اما شهد فضلت كام يوم لان على طول عايشة بالمهدئات ..
عدلي دخل عند امير اوضته
عدلي بحزن : امير يا ابني .. قوم يا ابني .
امير ما بصش حتى ناحيته
عدلي بصوت مبحوح : النهاردة يا ابني هندفن يحيى .. يالا قوم البس وتعال .
امير بصله ودموعه نزلت : انت عايزني اروح احط ابني تحت التراب ؟ انت عايزني امسك جثة ابني المتفحمة وادفنها بنفسي ؟ ده اللي انت عايزو ؟
عدلي دموعه نزلت وقعد على الارض تحت رجلين ابنه : فداك عمري كله يا امير بس قلت تودعه .. براحتك يا ابني .. ربنا يصبر قلبك .
خرج وامير مقدرش يروح مع ابوه بس بعدها قام وطلع يجري وحصلهم في المقابر قبل ما يدفنوه .. الكل كان بيبصله وهو لابس نضارة سودا مغطية عنيه اللي بتعيط بدون توقف .. شاركهم في الدفن شال ابنه بنفسه بس مجتلوش الجراءة ابدا انه يفتح كفنه يشوفه .. قبل ما يدفنه ضمه لصدره وفضل يعيط ورفض يسيبه
محسن وعدلي وشاكر بيحاولوا يشدوه بعيد بس هو ماسك فيه جامد
شاكر بعياط : امير .. ارجوك انت بتعذب كل اللي حواليك .. قوم يا امير .. يالا .. خليك قوي وربنا يصبرك يا رب ويربط على قلبك .. قوم يا امير ..
اخيرا بعد فترة قدر يقوم معاهم بس مقدرش يشوفهم بيحطو التراب فوقيه قلبه ماطاوعهوش الامر كان فوق احتماله .. اكبر بكتير من طاقته .. هم ازاي قلوبهم بتطاوعهم يجيبو تراب ويحطوها فوق الغوالي ؟؟ ازاي بيسدو اي فتحة امل ممكن يرجعو منها ؟؟ يعني امه مرجعتش عشان حطو التراب فوقيها ومعرفتش تطلع ؟؟طب هو اللي بيموت بيرجع ؟؟ هو في امل ان يحيى يرجع ؟؟ طب هو ليه وافق يسموه يحيى ؟؟ عقله مش قادر يستوعب فكرة الموت من تاني .. ليه اللي يحبهم مابيفضلوش بحياته ؟؟ ليه بيستعجلو الموت ولا الموت بيستعجلهم ؟؟ ومع اول حفنة تراب بدأت تنزل على قلبه اللي في القبر الصغير ، صغير جدا ، لف بسرعة وجري وسابهم وروح البيت لوحده ...
فات اسبوع وهو قافل على نفسه مش قادر يخرج او يواجه حد ..
عدلي دخله : امير .. انت لازم تخرج للدنيا من تاني .
امير : ———
عدلي مش عارف يقوله ايه : طيب قوم روح لشهد دي حالتها صعبة قوي .
امير بصله وبعياط : اقولها ايه ؟ سوري قتلت ابنك ؟
عدلي بيحاول يطمنه : يا ابني دي اعمار .. دي اعمار وربنا اللي بيحددها .
امير وصوته يشبه الهمس : وليها اسباب وانا كنت السبب .. انا كنت السبب في موت ابني ( وكمل بقلبه بتوهان ، توهان حد الدنيا جات عليه بالقوي ) زي ما كنت السبب بموتها زمان .
عدلي بوجع : يا ابني حرام عليك نفسك .. دي حادثة والكل معرض ليها .. قدر ولطف وخرجت انت ومراتك منها بالسلامة .
امير لسى على حالة التوهة اللي هو فيها : وانا مكنتش عايز اخرج وابني يفضل جوه العربية . مكنتش عايز اخرج .. الموت كان هيبقى ارحملي مليون مرة من اللي انا فيه دلوقتي .. سيبني في حالي ارجوك ... شهد بعدها عني غنيمة ... سيبها في حالها وسيبني في حالي ...
شهد خرجت من المستشفى بس دموعها ما بتخلصش وما بتنتهيش .. وكل اللي بتعمله انها بتقعد على سريرها حاضنة هدوم ابنها وتعيط .. بتشم ريحته في هدومه وتعيط .. كان في حضنها واتخطف منها .. ابوها بيقعد معاها يتكلم وهي مش سامعة ولا شايفة حد ... شاكر وعلا ودينا والكل بيجي يقعد قدامها ويمشي زي ما قعد ... بس بتقوم تصلي وترجع لسريرها من تاني .. وبتدعي ربها ... يارب بس بسألك تصبرني... ده بلاءك ليا وانا قبلاه بس صبرني ... يارب رضيني بقضاءك يا رب .. ده ابتلاء وانا مؤمنه وراضية بس خفف عني يارب ... خففه عني يارب .. انت حنين على عبادك يارب .. انت رحمن رحيم فبسألك برحمتك دي ترحمني وتخفف عني ... صبرني يارب ...
كل الايام شبه بعضها .. مفيش يوم بيختلف عن اللي قبله .. هيا كانت عارفة ان ربنا هيفوّق امير بس ما تخيلتش ابدا ان عقابهم هيكون مشترك .. يا ترى هيا غلطت في ايه ؟ جوازها من امير ؟ حبها ليه ؟ فشلها انها تخليه يقرب من ربنا ؟ قصرت في ايه هيا ؟
دماغها هتنفجر وترجع تستغفر وتستغفر وتفتكر ان المؤمن مبتلى ومش لازم يكون عقاب .. اكيد مش لازم يكون عقاب
في يوم امير قام ولبس ونازل
عدلي بقلق : رايح فين يا ابني ؟
امير باقتضاب : لشهد .
طول الطريق متردد مش عارف يقابلها فعلا ولا لأ ؟ وبيفكر يرجع .. اخيرا وصل وطلع و خبط وفتحتله عايدة اللي ضمته بحب : يا اهلا يا ابني ... اخيرا جيت .. ادخل لمراتك ... خدوا بإدين بعض يا ابني .. صبروا بعض انتو الاتنين .
اتكلمت كتير بس امير ما ردش عليها واكتفى بسكوته ..
دخل عند شهد اللي اول ما شافته فضلت بصاله كتير قوي ... نظرات هو فسرها انها لوم وعتاب واتهام صريح
وقف قصادها : قولي اللي انتي عايزة تقوليه ؟ اتهميني ؟ صرخي فيا ؟ قوليلي اني قتلت ابني ؟
استناها تكدّب اخر جملة او تخفف عنه
شهد دورت وشها بعيد بتلوم نفسها قبل ما تلومه و نطقت بدموع : وهيفيد بايه ؟
امير اتصدم وغصة منعته يتكلم .. كان عنده امل انها ما تتهموش هو .. او تحاول تخفف عنه بس طلع واهم
فضل كتير واقف قصادها وساكت ومش عارف يقول حتى حرف واحد ومستنيها تتكلم بس هيا كمان ساكتة .. منتظراه ياخد خطوة .. مستنياه يجي ويضمها ويوعدها ان كل حاجة هتتحسن وانهم بكرة يعوضوه ويخلفوا بدال العيل تلاتة
كانت منتظرة منه كتير بس للاسف هو واقف ساكت تماما قدامها ... مش لاقي ولا حرف يقوله ولا ينطقه ..
اخيرا امير مسح دمعة ونطق : ايه اللي يرضيكي دلوقتي يا شهد .. انتي عايزة تعملي ايه ؟ بلغيني وانا هنفذ .
شهد بصتله كتير وعندها امل يفهم حاجتهم لبعض ويقدر مصيبتهم ويحاول يتمسك بيها وبحياتهم سوا ويقرر يعملو عيلة جديدة : عايزة ابني تقدر تنفذ ؟ ( بصلها بوجع هيا حساه ) ما تقدرش ؟؟ يبقى مش عايزة حاجة .
امير حاسس بمنتهى العجز : طيب بلاش عايزة ايه ؟ ناوية على ايه ! هتعملي ايه ؟ او بمعنى تاني هنعمل ايه انا وانتي ؟
شهد دموعها نزلت واتنهدت ليه دايما بيرمي الحمل عليها والكرة بملعبها ومستني منها خطوة يكملو بيها لقدام فمسحت دموعها بايديها الاثنين وبصتله : انا وانت ؟؟ اعتقد معدش في انا وانت دي .. خلاص يا امير .. انت قلت اني بعتبرك حالة خيرية او مجرد جهاد وانا عمري ما اعتبرتك كده .. بس مش هنكر اني كنت بحاول فعلا اوجهك للطريق الصح .. بس ربنا يعلم انه كان حبا فيك مش مجرد اصلاح زي ما كنت فاكر ..
امير دموعه نزلت على حب ضيعه بايديه وخسره من قبل حتى ما يصدقه .. يا ريته رضي بالمسميات اللي كان كل شوية يحطها بقاموس علاقته بحبيبة عمره .. حالة خيرية حالة خيرية .. جهاد جهاد .. اي حاجة بس يحس انه عايش واهو دفن نفسه ومستقبله مع ابنه .. طب دلوقتي يعمل ايه عشان ترجعله وترجعله حياته ؟ مش عارف فقرر يشوف قرارها : و دلوقتي ؟
شهد يأست تماما منه ومن انتظار انه يتاجر بيها ويشتريها يأست انه يسيب العند ويبص لحياتهم سوا فأبتسمت بألم : دلوقتي ؟ استسلمت يا امير .. خلاص .. معدش عندي اي شيء ممكن اقدمهولك ... ( عيطت ) او اقدمه لاي حد اصلا .. ارجوك روح وسيبني في حالي ... سيبني ألملم جروحي يا امير لوحدي ... قبل كده ابويا اتدخل وبعدنا عن بعض وقالي انك مش هتتغير ابدا وانا عاندته ورجعنا لبعض .. بس اهو ابننا دفع تمن اخطاءنا او يمكن دا ابتلاء لينا .. الله اعلم بس الاكيد ان ربنا عطانا نعمة كبيرة قوي محافظناش عليها واخدها مننا .. فخلاص يا امير انا اكتفيت ومش هجرب تاني لاني مش حمل خساير تانية .. انت هدّيتني يا امير وانا خلاص استسلمت ...
امير ابواب الدنيا كلها اتفقلت بوشه .. كان عنده امل ان حبها ليه او حبه ليها يشفعو ليه عندها .. بس واضح ان عنده كان اكبر من احتمالها واكبر من حبها وحتى اكبر من جهادها اللي دلوقتي بيتمناه منها .. اي حاجة منها والله هيقبلها ، هيقبلها وهو راضي وسعيد كمان بس اي حاجة .. لكن للاسف هي وصلت معاه لطريق مسدود بسد عالي جدا ومش قادرة تتشعبط عليه او مش عايزة فالنتيجة واحدة هو خسرها يا خسارة .. سابها وخرج وفضل كتير يفكر هيعمل ايه !! واخيرا وصل لقرار ..
جهز لقراره وظبط كل اموره وراح لشهد من تاني اللي مقابلتها ما اتغيرتش وقاعدة نفس قعدتها وكأنه سابها بس من دقايق ...
امير بوجع قعد قصادها : انا عارف انك مش عايزة تشوفيني حاليا ....
شهد عيطت وفكرت انها نفسها لو ترمي نفسها في حضنه وتستخبى فيه من الكون كله بس ما نطقتش حرف
امير فسر دموعها انه تأكيد لكلامه : انا جيت ابلغك اني هسيب البلد وهسافر .. هرجع لكليتي بره .. مش هرجع مصر تاني ...
شهد عيطت جامد بصمت ودورت وشها بعيد علشان ما يشوفش وجعها ده
امير بوجع : طيب على الاقل بصيلي يا شهد .
شهد اخيرا رفعت دماغها من غير ما تبصله : انت خلاص اخدت قرارك جاي ليه ؟ عايز مباركتي يعني ولا ايه ؟ مش فاهمة انت جاي ليه ؟
امير مش عارف يقولها جاي ليه ؟ معندوش اجابة اصلا وما يعرفش هو جاي ليه ؟ يقولها انه عنده أمل اخير تسامحه ! تسمحله يقرب منها من تاني ! يترجاها تقبله تاني ! ده اللي فكر يقوله
امير اتنهد : جاي اقولك اني هسافر نهائي .
شهد بحيرة ووجع : يعني عايز مني ايه ؟
امير بتعب : اعتقد اللي انا عايزو واضح .
شهد بمحاولة اخيرة انه ينطق اي كلمة تفتح باب امل بينهم : ايوه اللي هو ايه ؟
امير بمحاولة أخيرة انها تنطق انها باقية عليه ومستعدة تبدأ معاه من جديد وانه لازم يرجع عن قراره : جاي اسألك انتي وضعك ايه لما اسافر ؟ هتعملي ايه ؟
شهد بيأس ابتسمت بألم : ما تشغلش نفسك بيا يا امير روح في طريقك وسيبني لطريقي للاسف احنا طرقنا اختلفت ومش واحدة .
امير بيأس صوت مليان دموع ومهزوز : يعني اطلقك قبل ما امشي ؟
شهد غمضت عنيها اللي دموعهم مش مبطلين نزول ابدا ومسكت بأخر ورقة على شجرة حبهم اللي يبست وبقت زي شجرة بأخر ايام الخريف : ما تفرقش ... انت قضيت عليا وحياتي انتهت فلأتنين سيان طلقتني او ما طلقتنيش انت حر .. عايز حاجة تانية ؟
امير وقف بدون حياة : لا شكرا .
سابها وخرج وهو برضه مش عارف يعمل ايه وقابل محسن : هاه يا ابني اخبارها ايه ؟ وهتروح معاك البيت دلوقتي ولا ؟
امير مسح دموعه وبص لمحسن : عمي انا هسيب مصر واسافر ..
محسن كشر باستغراب : طيب وشهد ؟
امير بيتألم : هيا مش عايزة .
محسن هز دماغه موافق ومقدر انه محتاج فترة يبعد فيها فبصله بحماس فاتر باهت : طيب هترجع امتى ؟
امير ابتسم بوجع : مش هرجع تاني ... ههاجر ومش راجع تاني هنا .
محسن بصدمة : يا ابني .....
قاطعه امير : قرار سفري نهائي فأرجوك .. دلوقتي سؤالي شهد .. شهد .....
محسن بحيرة : مالها ؟
امير دور وشه بعيد لانه مش قادر يواجهه : اطلقها قبل ما اسافر ولا ايه ؟ انا مش عارف وهيا قالتلي ما يفرقش فانا مش عارف اعمل ايه ؟
محسن اتنهد : لا حول ولا قوه الا بالله ... المصايب ما بتتواجهش كده ... اقولك ايه بس ؟ سافر يا ابني .. سافر واما النفوس تهدى نبقى نتكلم .. سافر يا ابني .
امير مشي وخلاص ابوه معاه في المطار
امير : انا اسف بس مش هقدر اكمل هنا .
عدلي ابتسم لابنه : سافر يا ابني وانا هحاول اظبط اموري واجيلك بره ... سافر وريح اعصابك .
امير قبل ما يمشي ضم ابوه : انا مش زعلان منك .. انت كنت مصدوم ودلوقتي انا مقدر صدمتك دي .. انا مش زعلان .
ابوه حاول يبتسم بس دموعه نزلت بدال ابتسامته : وانا ما كنتش اتمنى ابدا تقدر وضعي ده او تعيشه .. كان افضل عندي مليون مرة تفضل كارهني بس بيتك يفضل موجود .
امير مسح دموع أبوه : ربنا عطاني فرص كتير قوي وانا كنت ديما بضيعها مرة بعد مرة فكان لازم قلم قوي يفوقني ايو القلم ده قتلني انا وشهد بس كان لازم افوق .. المهم ما تلومش نفسك ..
ودا كان اخر كلام لامير في بلده وقريب من احبابه لانه بعدها بعد وبعد جدا كمان
شاكر في بيته ومراته بحضنه قاعدين قدام تلفزيون بس كل واحد في ملكوته وبفكر .. شاكر قلبه واجعه على اخته ووجعها وعلى خسارتها اللي محدش يستحملها ابنها اللي مات وجوزها اللي طفش من الدنيا بحالها .. ياه يا شهد قد ايه انتي قوية .. معقول لو انا مكانك كنت هقدر استحمل من غير ما اقع من طولي .. طول الوقت كنت شايفك اختي الصغيرة اللي بحامي عليها وبدافع عنها وكنت فاكر ان انا اللي حاميكي .. اتاريكي صلبة وقوية وقادرة تكملي ..
علا بتفكر بردو بشهد وامير وازاي الدنيا ادتهم ظهرها والظروف مدت ليهم لسانها والحياة اتشقلب حالها .. كانت فاكرة ان امير اموره اتصلحت وحياتها هي اللي اتدمرت لكن دلوقتي الادوار اتعكست .. وافتكرت حالها وازاي الدنيا خدتها كتير وجرجرتها وراها اكتر وكانت فاكرة زي ما مامتها فهمتها ان الدنيا والجري وراها هي هدف وجودنا في الحياة .. رفعت دماغها وبصت لشاكر حبيبها وابو بنتها اللي في بطنها وحمدت ربنا كتير على وجوده بحياتها، ازاي دخل حياتها ونورها وازاي وراها طريق السعادة ورسملها احلام حقيقية وحققوها سوا .. رفعت نفسها من حضنه وابتسمتله ابتسامة واسعة .. فاق على خروجها من حضنه وبصلها وشاف ابتسامتها وابتسم هو كمان بدوره : حبيبي .. ايه سر الابتسامة الجميلة دي ؟
علا على ابتسامتها : بحمد ربنا انك موجود بحياتي .. شاكر انت حليت دونيتي ومليتها بهجة وسعادة ( اختفت الابتسامة وظهر مكانها ضيق ) وبفكر بشهد وامير وبحالهم .. ياترى امير هيقدر يعيش برا ويكمل حياته ؟ دا واحنا معاه هناك مكنش مرتاح ولا عارف يعيش او يتعايش وكان دايما يغطس مننا ومنعرفلوش طريق واما يظهر يقول زهقت من الدنيا كلها .. دلوقتي هيعمل ايه وهو لوحده ؟
شاكر كشر وبصلها بغموض : وانتي شاغلة نفسك بيه ليه ؟
علا بحسن نية : قلقانة عليه .. خايفة عليه دا كان شايل هم والده وبعده عنه بس وكان تايه فمابالك دلوقتي وهمه زاد وحمله تقل وبقى فوقيهم خسارة ابنه يحيى الله يرحمه وبعده عن حبيبته اللي هي عنده الدنيا بحالها ( وكملت من غير ما تاخد بالها من تغيرات وش جوزها اللي كل كلمة بحال ) امير انسان طيب جدا وقلبه كبير بس مليان جروح واحزان الله يكون بعونه ؟
شاكر على نفس غموضه وكلامه فيه نبرة ضيق : طيب وشهد مش صعبانة عليكي ؟
سأل السؤال ومنتظر ومتحفز للاجابة وعلا بكل سلاسة وهدوء ردت : صعبانة عليا جدا ومش قادرة أتخيل نفسي مكانها ( حطت ايدها على بطنها المنفوخة وغمضت عينيها وهزت دماغها برفض للفكرة ) يالهووي يا رب ما تكتبها على حد ( وبصت لحظة لجوزها ورجعت بصت لبطنها ) بس عارف شهد كلنا حواليها وكلنا واقفين معاها وبنساندها وبنحاول نخرجها من اللي هي فيه واي لحظة تحتاج اي حد مننا هنكون كلنا معاها وفي ظهرها .. يعني شهد مش لوحدها وان شاء الله تتجاوز المحنة دي باسرع وقت .. لكن امير لوحده . لوحده جدا ومش عايزة اقولك الوحدة واحساسها البشع ولا الافكار الشيطانية اللي بتكون معاها .. ربنا يكون معاه ويهديه ويرجع لمراته وبيته ويعملو اسرة جديدة جميلة .. شهد تستاهل حد طيب زي امير وامير يستاهل واحدة نقية زي شهد .
شاكر اتنهد ولام نفسه على افكاره الغبية اللي ضايقته من مراته حبيبته ازاي فكر للحظة ان مراته لسه بتفكر بأمير ؟ ازاي تخيل انها ممكن تكون حنتله او ممكن تفكر بأي حد غيره ؟ ياه يا شاكر اتجننت انت .. ماهي بقالها قد ايه معاك عمرك ما شفت منها الا كل خير وكل ادب والتزام وكام مرة التقيتو بأمير وشهد ولا مرة حسيت منها اي تصرف غير مناسب او حركة او حتى لفتة .. مالك ؟ جرالك ايه ؟ لمجرد انها متعاطفة مع حد مدبوح اتضايقت وعايز تشك ؟ طب احمد ربنا انك ماتهورتش ولا قلت اي كلمة ولا سألت سؤال غبي ... علا اتغيرت بقيت انسانة تانية ومش لازم توقف على كلمة انها حنت .. هي بس افتكرت نفسها وزعلت على مرحلة صعبة من حياتها وظروف امير فكرتها بيها .. فاق على هزت علا ليه وهي بتسأله
علا : ايه روحت فين حبيبي ؟
شاكر ابتسم وضمها ليه اكتر وحط ايه على ايدها اللي فوق بطنها : بفكر بأبو قلب طيب وحنين ( وباسها بخدها ) وبيفكر بكل اللي حواليه ( باسها تاني ) وصعبان عليه كل الناس ( وكمان بوسة ) الا حبيبه مش صعبان عليه ( وعمل نفسه كشر بهزار ) ومش بيفكر بيه .
علا ضحكت جامد ورفعت ايديها حوالين رقبته : دا حبيبي حياتي كلها .. ازاي مفكرش بيه بس ؟دا بفكر ليل ونهار وبعد الدقايق اللي بتكون فيها برا او بالصيدلية عشان ترجعلي .
شاكر هز دماغه بهزار انه مش مقتنع : اثبتي .
علا ضحكت كتير : اختار الطريقة وانا شبيك لبيك .
شاكر وقف وشالها بين ايديه : تعالي اقولك الطريقة على الله تعرفي تقنعيني .
في بيت دينا
دينا كلمت علا وعرفت منها بسفر امير وقعدت بعد ما قفلت معاها تعيط كتير وامها دخلت عليها اتفاجئت بعياطها بالمنظر ده فقعدت جنبها بخوف : في ايه يا دينا مالك بس !
دينا من وسط دموعها : مفيش يا ماما انا كويسة .
صفيه بخوف : طيب بتعيطي كده ليه ! حبيبتي قوليلي مالك وفيكي ايه !
دينا بتمسح دموعها وبصت لامها : يحيى ذنبه ايه يموت ! امه ذنبها ايه تتعذب ! امير ذنبه ايه في الوجع ده كله !
صفيه اتنهدت وطبطبت على بنتها : ده نصيبهم كده .. واحنا ما نملكش نعترض .. قضاء ربنا ولازم نرضى بيه !
دينا بعياط : ونعم بالله بس الموضوع صعب قوي قوي .. انا زعلت على ابني اللي مات وهو يدوب كام شهر في بطني وما شيلتوش حتى مرة فما بالك بشهد وابنها اللي كان مالي الدنيا عليها ! ازاي قادرة تتقبل موته بالطريقة البشعة دي !
صفية عارفة ان ده اصعب وجع ممكن انسان يتعرضله : ربنا يصبرها يا بنتي ..
دينا هزت دماغها برفض : يعني لما واحدة زي شهد يحصلها كده ويكون ده عقابها ياترى واحدة زيي انا ممكن يجرالها ايه ! هل ربنا مش متقبل توبتي ! وامير ؟ امير انسان كويس جدا اه هو ممكن يكون عنيد بس هل ده عقابه ؟ يكون بالقسوة دي ! هو يستاهل كده ! طب انا استاهل ايه ؟ الموت !
صفية ضمتها : يا بنتي ليه بتقولي كده ! انتي اتغيرتي وبقيتي انسانة جديدة وربنا بيقبل التوبة ( مسحت دموعها هيا كمان ) ربنا هيقبل توبتنا يا دينا انا وانتي لان هو رحيم بعباده .
دينا بشك : بس مرحمش شهد وامير !
صفية باقتناع : مش يمكن يكون في خير افضل هيجيلهم ! وده اخف قضاء ربنا اختاره .. لو اطلعتم على الغيب لاخترتم الواقع .
دينا بصت لامها : ايه اللي ممكن يكون اصعب من فقدان ابنهم ؟ هاه ! وفقدان حياتهم بالشكل ده ؟
صفية بحيرة : معرفش يا دينا بس يمكن يكون ده ابتلاء من ربنا واختبار لهم هما الاتنين هيصبروا ولا لأ ! المؤمن مبتلى يا دينا واكتر ناس كانوا مبتلين كان الرسل والانبياء .. مش سيدنا يوسف افترق عن ابوه واتسجن قبل ما يكون عزيز مصر ! وسيدنا موسى افترق عن امه واتربى عند فرعون .. وسيدنا ايوب وابتلاؤه .. دا حتى حبيبه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ما شافش ابوه ومامته توفت وهو عنده ست سنين هو ربنا هيحبنا اكتر من الانبياء يا بنتي .. ربنا بيبتلي الانسان ولما بيصبر بيعوضه بأجمل تعويض .. فاحنا بنصبر نفسنا ونثق في قضاء ربنا ان اللي لسه جاي هيكون احسن وهيعوضهم اكيد عن ابنهم بطريقة احنا مش هنتخيلها بس هيراضيهم يا دينا .. لان ربنا رحمن رحيم
دينا هزت دماغها : فعلا هو رحمن رحيم وهنصبر لقضاؤه وهدعيلهم في كل وقت ربنا يعوضهم ويجمعهم تاني مع بعض ويسعدهم لانهم يستاهلوا كل خير .
صفيه ضمت بنتها بحب : وربنا يسعدك انتي كمان ويعوضك بكل الخير اللي تتمنيه .
دينا ابتسمت وقامت لاوضتها وفكرت هل هيا تستاهل ربنا يعوضها فعلا ! هل المصايب اللي بتحصلنا دي فعلا بتكون اختبار وابتلاء من ربنا علشان يشوف هنتعامل معاها ازاي ؟
رفعت ايديها لربنا ودعت من قلبها ان ربنا يرحمها ويغفر لها ذنوبها ويعوضها خير ويرزق امير وشهد بكل خير ويعوضهم عن خسارة ابنهم ويجمعهم تاني مع بعض
امير سافر واستلم منصبه بس مقعدش فيه كتير وحس ان حياته فارغة وفاضية وملهاش اي معنى ... فضل يتخبط كتير واخيرا اخد قراره وسافر تاني .. بس المرة دي قرر انه لازم يلاقي نفسه ..
شهد بعد سفر امير جالها المحامي بتاعه واصر يقعد معاها
شهد بتعب : خير اتفضل .
المحامي حاول يبتسم : خير يا بنتي ... طبعا انا مقدر للظروف اللي حضرتك فيها بس انتي لازم تراعي اشغال جوزك لانه قبل ما يسافر نقل كل حاجة باسمك .
محسن باستغراب : اشغاله ؟ وهو عنده اشغال ايه ؟ ده يدوب اشتغل كام شهر .
المحامي باستغراب : مين قال لحضرتك كده ؟
محسن بهجوم : يا ابني ده كان ولا شغلة ولا مشغلة وبالعافية لما وافق يشتغل في شركة صغيرة .
المحامي ابتسم : محدش للاسف شاف امير الانسان .. كلكم افترضتوا انه انسان فاشل وهو تماشى مع الصورة دي وبس .
شاكر اتكلم : خلونا نسمع من المحامي ونديله فرصة يشرحلنا .
شهد اتدخلت : اشغال ايه اللي حضرتك بتتكلم عنها ؟
المحامي بدأ يشرح : اولا عنده صالة جيم كبيرة .. بيت اللياقة لو تسمعي عنها وتعتبر حاليا اكبر جيم في البلد كلها ودخلها عالي جدا .. وحاليا لازم حد يديرها .
شهد وابوها وشاكر بصوا لبعض مش مستوعبين اللي بيتقال ابدا ....
شهد بذهول : جيم ؟ امير عنده جيم ؟
افتكرت كل مرة بيقولها نازل الجيم وهيا كانت بتفترض انه بيكذب عليها .. ولما سابها في المستشفى و ابنه تعبان وقالها مشاكل في الجيم .. كانت فعلا ديما بتفترض الاسوأ
المحامي فوقها : مش كده وبس ومش المشكلة تشغيل الجيم .
محسن بعدم تصديق : امال ايه هيا المشكلة ؟
المحامي : المشكلة في دخل الجيم .
شاكر : مالو دخل الجيم ؟
المحامي : امير ما كنش بياخد ولا مليم من دخل الجيم لنفسه لحد فترة كده بدأ ياخد منها بس حاجة بسيطة .. يعني تقريبا يمشي بيته لما نقل لشقته معاكي .
محسن افتكر .. افتكر اهاناته المستمرة ليه وافتكر اما اخد منه كروت الفيزا وامير ابتسم .. عمره ما قدر يفهم ايه سر الابتسامة دي .. افتكر لما اتهمه يا اما بيسرق او بياخد من فلوس ابوه واستبعد تماما انه يكون بيكسب من تعبه وعنده مصدر دخل خاص بيه ..
شاكر بذهول : طيب امير اشترى اصلا الجيم دي منين ؟ جاب فلوسها منين !
المحامي باستغراب : انا مش عارف الذهول ده ايه ! امير متخرج من امبر جامعة في العالم واشتغل فيها لفترة كبيرة هناك ازاي تخيلتوا انه معدم ! بلاش هو مجاله البرمجة اي برنامج هيعمله ويبيعه هيكون بمبلغ وقدره ! ازاي تخيلتوا ان واحد بعقليته وذكاؤه يكون محتاج لفلوس ابوه ! ( المحامي حس انه اتنرفز عليهم فخد نفس طويل وحاول يرجع لموضوعه الاساسي ) المهم دلوقتي دخل الجيم هتعملوا فيه ايه ؟
محسن بحيرة : امير كان بيعمل بيه ايه طالما مش بياخده ؟
المحامي : كان بيخرجه كله لله .
هنا الصدمة نزلت على التلاتة وبصوا لبعض بوجع
شهد بعياط : يعني ايه لله ؟
المحامي : يعني كان بيعول حوالي ١٠٠ اسرة وبيبعتلهم راتب شهري وطبعا العدد ده بيزيد باستمرار .. امير من النوع اللي طول ماهو ماشي اي حد غلبان بيقابله بينزل ويتكلم معاه .. ويشوف ايه ظروفه وازاي يقدر يساعده ده حتى كمان بيتبرع لملجأ ومتكفل فيه اكتر من خمسين عيل من اطفال الملجأ دا .. شوفي يا بنتي الكلام كده مش هينفع انتي تجهزي نفسك بكرة الصبح ننزل واوريكي بعينك جانب خفي في حياة امير .... هوريكي أمير تاني غير اللي انتو كلكم تعرفوه ..
طول الليل بتفكر ازاي كانت عامية كده ؟ ازاي عمرها ما حاولت تفهمه او تشوفه ؟ ليه ما تعرفش حاجة عن جوزها ؟ ليه كانت للدرجة دي مقصرة في حقه ؟ كام مرة جرحته ؟ كام مرة اتهمته واستجبوته زي ابوها ؟ كان بيترجاها تثق فيه ! قالها الف مرة ردي غيبتي يا شهد وثقي فيا بس عمرها ما وثقت فيه .. اترجاها كتير تحبه وبس وقالها ساعتها هيوريها جانب تاني من حياته وامير تاني بس برضه ما صدقتهوش .. لا مش هتلوم نفسها هو غلطان زيها بالظبط كان لازم يعرفها يمكن لو عرفها كان ....
كان ايه ! ابنها هيكون عايش مثلا ! انتي مؤمنة يا شهد وعارفة ان حتى لو امير قالك وحتى لو كان في حضنك ساعتها فأبنك كان عمره كده .. ما تفكريش بالطريقة دي .. اقبلي القدر ومافيه لانها خطوات واحنا بنخطيها
الصبح نزلت هيا وشاكر في حالة من التحفز واخدهم اول حاجة على الجيم
دخلت بصت حواليها واستغربت ضخامة وفخامة المكان ... وعضت ايدها من الندم ... ليه معطتوش حتي فرصة واحدة يعبر فيها عن نفسه ؟ ليه عمرها ما طلبت منه مثلا تيجي معاه الجيم وتشوفها بعينها .. مش يمكن لو كانت جت معاه كانت فهمت حاجة .. اه من كلمة لو دي ...
ونكمل بكره
توقعاتكم
والان مع مسك الختام
اللهُم لا تحّرمني خيَرك بقلةِ شُكري ولا تخِذلنيّ بقلةِ صَبري ولا تُحاسِبني بقلةِ إسَتغفاري، فانتْ الكريمُ الذيّ وسِعت رحَمتك كُل شيء
اللهم اهدنا، اللهم اهدنا، اللهم اهدنا هداية لا نرتد بعدها ابدا واسعدنا سعادة لا نشقى بعدها أبدا وأنزل علينا رحمتك.
بقلم / الشيماء محمد احمد
الحلقه ٢٨
بقلم / الشيماء محمد احمد
شيمووو
امير حس بحد بيخرجه من العربية وبيشده وهو بيفوق ويغيب لحظات ولحظات وشاف ناس اتلمت كتير
امير بتوهان : شهد ......شهد ....
حد جنبه : مراتك خرجناها .. جنبك اهي ما تقلقش .. الاسعاف في الطريق .
امير بيغيب ويرجع تاني لوعيه ومرة واحدة فتح عنيه وبيحاول يقوم وحد ماسكه وبيزعق : يحيى ... يحيى ..... ابني .
الراجل : مفيش حد تاني .. مراتك طلعناها .
امير بيحاول يقف : ابني في العربية .
وقف وقرب من العربية والراجل بيحاول يشده لان العربية ولعت وبتهدد بالانفجار في اي لحظة وامير بيحاول يقرب
الراجل ماسكه : العربية هتنفجر .
امير زقه بعيد وزعق : ابني في العربية ابعد عني .
امير زق الراجل وبيقرب من العربية بأقصى سرعة حالته تسمح بيها الي ان العربية انفجرت وهو طار بعيد جدا .. رفع دماغه بصلها كتير وعقله عجز عن الاستيعاب ان ابنه جوه العربية .. وسمع سارينة اسعاف وغاب عن العالم.........
كان بيفوق للحظات ويغيب تاني .. مشوش مش عارف هو عايش ولا في كابوس وهيصحى منه .. بس في ناس حواليه بيتكلموا كتير ...................
شهد فتحت عنيها في اوضة غريبة وبصت حواليها كان باباها ومامتها وعلا جنبها ..كلهم حواليها .. واول ما شافوها كلهم بيتكلموا وكلهم بيسلموا عليها
شهد فتحت بوقها بس صوتها مش طالع حاولت مرة ورى مرة تتكلم لحد ما صوتها خرج مبحوح : امير ..
مقدرتش تكمل الجملة
عايدة دموعها بتلمع وحاولت تبتسم لبنتها بس ابتسامتها حملت دموع اكتر : حبيبتي امير كويس ما تقلقيش .
شهد حاولت تتكلم تاني وصوتها بيطلع همس يدوب : ابني .... فين ؟
عايدة دموعها نازلة ومعرفتش ترد فردت كانها سمعت غلط : انتي في المستشفى يا قلبي بعد الحادثة اللي عملتوها بالعربية .
شهد غمضت عنيها وافتكرت خناقها مع امير ولحظة خبط العربية وقلبتها مرة ورى مرة ودموعها نزلت ومرة واحدة فتحت عنيها تاني : يحيى فين ؟ ابني فين ؟
عايدة امها معرفتش ترد ودموعها نازلة وبعدت عن بنتها تعيط بصمت مش هتقدر تتحمل ابدا ، أما شهد بصت لابوها اللي لاول مرة تشوف دموعه مغرقة وشه .. الحقيقة واضحة بس هيا رافضة تشوفها .. علشان تصدقها لازم تسمعها .. بصت لعلا كأمل اخير
علا معرفتش تعمل ايه او تقول ايه فمن بين دموعها همست : ربنا يصبرك .
شهد رافضة تصدق وبصتلهم بحيرة : على ايه ؟ ابني فين يا علا ؟ هاتيه ؟ انا عايزة اشوفه ؟ يعني اتصاب ؟ في عملية ؟ جراله ايه ؟ انطقوا ؟ حالته حرجة ؟ قولوا اي حاجة ؟ انا مش هفترض من عندي ؟ ( بصت لابوها تتعلق فيه ) بابا ؟ انطق ابني فين ؟
محسن قرب من بنته بيضمها بس زقته بعيد عنها : لا ما تضمنيش انت هاتولي ابني يضمني .. قولي ابني فين يا بابا ؟ فين يحيى ؟
محسن عيط وبصلها : البقاء لله يا بنتي .
الدنيا صغرت ولفت قدام شهد .. يعني ايه البقاء لله ؟ كانت بتسمع الجملة دي كتير بس دلوقتي ليه مش فاهمها ؟ ليه عقلها مش عارف يفسر معنى الكلمتين دول ؟ بصت لابوها تايهة ومغيبة عن الواقع : يعني ايه البقاء لله دي يا بابا ؟ انا مش فاهمها ؟ انا بسألك يحيى فين بترد بطريقة غريبة ليه ؟
محسن عيط وعلا نادت على اي دكتور
شهد بصتلهم وزعقت : ابني فين ؟
محسن مسح دموعه وحاول يستجمع قوته علشان بنته : ابنك احتسبيه عند ربنا .. ابنك مات يا شهد .. مطلعش من العربية اصلا .
شهد هنا كانت بتتنفس بصوت عالي .. مش بتنطق بس بتتنفس يمكن لو ما اتنفستش بصوت عالي كده تتخنق لانها حاسة ان مفيش اكسجين اصلا في الاوضة .. ايه ده ؟ ايه علاقة الاكسجين دلوقتي بموت ابنها ؟ هيا ليه متلخبطة كده ؟ ليه بتفكر في حاجات غريبة ؟ ابنها مات ؟ طيب ما تصرخ زي ما الناس بتصرخ ! طيب تعيط ! شهد فوقي .. شهد اعملي اي حاجة ..
اتفاجئت ان حد بيكلمها وبينادوا على اسمها وبصت لقت الدكتور وبيطلب من الممرضة تحقنها وبالفعل بتحقنها بحاجة بتخليها تغيب تماما عن الدنيا
في اوضة امير صحي وفتح عنيه واتمنى ان اللي عاشه كان مجرد كابوس وبس
امير نادى بضعف : شهد !! يحيى .....
عدلي مسح دموعه بسرعة وقام لابنه : انا اهو يا حبيبي جنبك ؟ انت كويس ؟ فيك حاجة ؟
امير بصله بتوهان : فين شهد وفين يحيى ؟ انت جيت عندنا امتى ؟ ايه اللي حصل ؟
عدلي مش هيعرف يقوله ايه : حبيبي .. ارتاح دلوقتي .. غمض عنيك وارتاح .
امير بصله بحيرة : شهد فين ؟ مراتي فين ؟ وابني فين ؟ انا حلمت من شوية بابشع كابوس ولا زم اطمن عليهم نادي عليها ارجوك وهات يحيى ابني .. انا مش قادر اتحرك ليه ؟ في ايه حصل ؟
عدلي عنيه دمعت : يا ابني ارتاح بس .
امير حاول يتعدل بس مقدرش وبص حواليه واستوعب انه مش في بيته ولا حتى بيت ابوه : انا فين ؟
عدلي : في المستشفى .
امير عقله بدأ يراجعله اللحظات الأخيرة الخناقة وشده لشهد بره البيت واخدها ونزل وبيتخانق معاها وفجأة ....
بص لابوه وعنيه مفتوحة بصدمة : شهد ويحيى فين ؟ انطق .
عدلي حاول يخفف الصدمة شوية : شهد كويسة بس نايمة ...
امير غمض عنيه بارتياح لاقل من اللحظة بس فتحهم : ويحيى !! يحيى ابني فين ؟
عدلي عيط هنا : حبيبي ..
امير الدموع لمعت في عنيه وبصوت مهزوز : بابا .. ارجوك ... ارجوك قولي ان في حد خرجه من العربية ؟ ارجوك قولي ان ده كان مجرد كابوس وان ابني عايش .. بابا انطق .. اتكلم وقول انه كويس .
عدلي مش عارف يقول ايه .. الباب خبط ودخل محسن يطمن على امير
امير بصله ملهوف : عمي يحيى ابني كويس صح ؟ ابويا بس عايز يضايقني صح ؟ طمني عليه !
محسن هز دماغه مش عارف ازاي بلغ بنته ولا عارف ازاي يبلغ امير بموت ابنهم ! ازاي الواحد يبلغ اي حد بموت ابنه ؟ بصله بدموع : لا حول ولا قوة الا بالله ... الموت علينا حق يا ابني .. ابنك كان امانة وربنا استردها .
امير سكت تماما ... عقله فضل يعيد في اللحظة اللي بيقرب فيها من العربية وبتنفجر .. عقله بيعيد فيها مرة ورى مرة ورى مرة .. ابنه مات ... خسر كل حاجة
الصبح كان صاحي اسعد انسان والليل هو اتعس انسان .. ازاي الحال بيتبدل في لحظة كده .. من قمة السعادة لقمة الالم .. اه اه اه يا يحيى .. ليه انت اللي تدفع تمن غلطات ابوك ... يارب انا كنت مستعد لاي عقاب بس بعيد عن ابني ... كله الا ابني ده أغلى ما املك .. دلوقتي بس فهم كلمة شهد لما كانت بتدعي ان ربنا يرده رد جميل .. بس هو تكبر ورفض يرجع عن طريقه الغلط واصر على الذنب واصر على الشرب والسهر وابنه دفع تمن غلطاته .... ابنه وبس .. كان نعمة و أمانة من ربنا ولما ماحافظش عليها وشكر ربنا على امانته استردها وده الموضوع بكل بساطة ..
الكل عاش حالة من الوجع .. الكل اتوجع
علا وشاكر واقفين معاهم بس مش عارفين يخففوا عنهم ازاي .. دينا موجودة وبتحاول تتكلم مع شهد بس شهد في دنيا تانية وفي عالم تاني ..
ازاي الواحد ممكن يتغلب على موت حته منه ؟ على موت ضناه ؟؟
امير يدوب كان عنده ضلعين مكسورين مش اكتر فخرج على طول من المستشفى لبيت ابوه وحبس نفسه في اوضته .. اما شهد فضلت كام يوم لان على طول عايشة بالمهدئات ..
عدلي دخل عند امير اوضته
عدلي بحزن : امير يا ابني .. قوم يا ابني .
امير ما بصش حتى ناحيته
عدلي بصوت مبحوح : النهاردة يا ابني هندفن يحيى .. يالا قوم البس وتعال .
امير بصله ودموعه نزلت : انت عايزني اروح احط ابني تحت التراب ؟ انت عايزني امسك جثة ابني المتفحمة وادفنها بنفسي ؟ ده اللي انت عايزو ؟
عدلي دموعه نزلت وقعد على الارض تحت رجلين ابنه : فداك عمري كله يا امير بس قلت تودعه .. براحتك يا ابني .. ربنا يصبر قلبك .
خرج وامير مقدرش يروح مع ابوه بس بعدها قام وطلع يجري وحصلهم في المقابر قبل ما يدفنوه .. الكل كان بيبصله وهو لابس نضارة سودا مغطية عنيه اللي بتعيط بدون توقف .. شاركهم في الدفن شال ابنه بنفسه بس مجتلوش الجراءة ابدا انه يفتح كفنه يشوفه .. قبل ما يدفنه ضمه لصدره وفضل يعيط ورفض يسيبه
محسن وعدلي وشاكر بيحاولوا يشدوه بعيد بس هو ماسك فيه جامد
شاكر بعياط : امير .. ارجوك انت بتعذب كل اللي حواليك .. قوم يا امير .. يالا .. خليك قوي وربنا يصبرك يا رب ويربط على قلبك .. قوم يا امير ..
اخيرا بعد فترة قدر يقوم معاهم بس مقدرش يشوفهم بيحطو التراب فوقيه قلبه ماطاوعهوش الامر كان فوق احتماله .. اكبر بكتير من طاقته .. هم ازاي قلوبهم بتطاوعهم يجيبو تراب ويحطوها فوق الغوالي ؟؟ ازاي بيسدو اي فتحة امل ممكن يرجعو منها ؟؟ يعني امه مرجعتش عشان حطو التراب فوقيها ومعرفتش تطلع ؟؟طب هو اللي بيموت بيرجع ؟؟ هو في امل ان يحيى يرجع ؟؟ طب هو ليه وافق يسموه يحيى ؟؟ عقله مش قادر يستوعب فكرة الموت من تاني .. ليه اللي يحبهم مابيفضلوش بحياته ؟؟ ليه بيستعجلو الموت ولا الموت بيستعجلهم ؟؟ ومع اول حفنة تراب بدأت تنزل على قلبه اللي في القبر الصغير ، صغير جدا ، لف بسرعة وجري وسابهم وروح البيت لوحده ...
فات اسبوع وهو قافل على نفسه مش قادر يخرج او يواجه حد ..
عدلي دخله : امير .. انت لازم تخرج للدنيا من تاني .
امير : ———
عدلي مش عارف يقوله ايه : طيب قوم روح لشهد دي حالتها صعبة قوي .
امير بصله وبعياط : اقولها ايه ؟ سوري قتلت ابنك ؟
عدلي بيحاول يطمنه : يا ابني دي اعمار .. دي اعمار وربنا اللي بيحددها .
امير وصوته يشبه الهمس : وليها اسباب وانا كنت السبب .. انا كنت السبب في موت ابني ( وكمل بقلبه بتوهان ، توهان حد الدنيا جات عليه بالقوي ) زي ما كنت السبب بموتها زمان .
عدلي بوجع : يا ابني حرام عليك نفسك .. دي حادثة والكل معرض ليها .. قدر ولطف وخرجت انت ومراتك منها بالسلامة .
امير لسى على حالة التوهة اللي هو فيها : وانا مكنتش عايز اخرج وابني يفضل جوه العربية . مكنتش عايز اخرج .. الموت كان هيبقى ارحملي مليون مرة من اللي انا فيه دلوقتي .. سيبني في حالي ارجوك ... شهد بعدها عني غنيمة ... سيبها في حالها وسيبني في حالي ...
شهد خرجت من المستشفى بس دموعها ما بتخلصش وما بتنتهيش .. وكل اللي بتعمله انها بتقعد على سريرها حاضنة هدوم ابنها وتعيط .. بتشم ريحته في هدومه وتعيط .. كان في حضنها واتخطف منها .. ابوها بيقعد معاها يتكلم وهي مش سامعة ولا شايفة حد ... شاكر وعلا ودينا والكل بيجي يقعد قدامها ويمشي زي ما قعد ... بس بتقوم تصلي وترجع لسريرها من تاني .. وبتدعي ربها ... يارب بس بسألك تصبرني... ده بلاءك ليا وانا قبلاه بس صبرني ... يارب رضيني بقضاءك يا رب .. ده ابتلاء وانا مؤمنه وراضية بس خفف عني يارب ... خففه عني يارب .. انت حنين على عبادك يارب .. انت رحمن رحيم فبسألك برحمتك دي ترحمني وتخفف عني ... صبرني يارب ...
كل الايام شبه بعضها .. مفيش يوم بيختلف عن اللي قبله .. هيا كانت عارفة ان ربنا هيفوّق امير بس ما تخيلتش ابدا ان عقابهم هيكون مشترك .. يا ترى هيا غلطت في ايه ؟ جوازها من امير ؟ حبها ليه ؟ فشلها انها تخليه يقرب من ربنا ؟ قصرت في ايه هيا ؟
دماغها هتنفجر وترجع تستغفر وتستغفر وتفتكر ان المؤمن مبتلى ومش لازم يكون عقاب .. اكيد مش لازم يكون عقاب
في يوم امير قام ولبس ونازل
عدلي بقلق : رايح فين يا ابني ؟
امير باقتضاب : لشهد .
طول الطريق متردد مش عارف يقابلها فعلا ولا لأ ؟ وبيفكر يرجع .. اخيرا وصل وطلع و خبط وفتحتله عايدة اللي ضمته بحب : يا اهلا يا ابني ... اخيرا جيت .. ادخل لمراتك ... خدوا بإدين بعض يا ابني .. صبروا بعض انتو الاتنين .
اتكلمت كتير بس امير ما ردش عليها واكتفى بسكوته ..
دخل عند شهد اللي اول ما شافته فضلت بصاله كتير قوي ... نظرات هو فسرها انها لوم وعتاب واتهام صريح
وقف قصادها : قولي اللي انتي عايزة تقوليه ؟ اتهميني ؟ صرخي فيا ؟ قوليلي اني قتلت ابني ؟
استناها تكدّب اخر جملة او تخفف عنه
شهد دورت وشها بعيد بتلوم نفسها قبل ما تلومه و نطقت بدموع : وهيفيد بايه ؟
امير اتصدم وغصة منعته يتكلم .. كان عنده امل انها ما تتهموش هو .. او تحاول تخفف عنه بس طلع واهم
فضل كتير واقف قصادها وساكت ومش عارف يقول حتى حرف واحد ومستنيها تتكلم بس هيا كمان ساكتة .. منتظراه ياخد خطوة .. مستنياه يجي ويضمها ويوعدها ان كل حاجة هتتحسن وانهم بكرة يعوضوه ويخلفوا بدال العيل تلاتة
كانت منتظرة منه كتير بس للاسف هو واقف ساكت تماما قدامها ... مش لاقي ولا حرف يقوله ولا ينطقه ..
اخيرا امير مسح دمعة ونطق : ايه اللي يرضيكي دلوقتي يا شهد .. انتي عايزة تعملي ايه ؟ بلغيني وانا هنفذ .
شهد بصتله كتير وعندها امل يفهم حاجتهم لبعض ويقدر مصيبتهم ويحاول يتمسك بيها وبحياتهم سوا ويقرر يعملو عيلة جديدة : عايزة ابني تقدر تنفذ ؟ ( بصلها بوجع هيا حساه ) ما تقدرش ؟؟ يبقى مش عايزة حاجة .
امير حاسس بمنتهى العجز : طيب بلاش عايزة ايه ؟ ناوية على ايه ! هتعملي ايه ؟ او بمعنى تاني هنعمل ايه انا وانتي ؟
شهد دموعها نزلت واتنهدت ليه دايما بيرمي الحمل عليها والكرة بملعبها ومستني منها خطوة يكملو بيها لقدام فمسحت دموعها بايديها الاثنين وبصتله : انا وانت ؟؟ اعتقد معدش في انا وانت دي .. خلاص يا امير .. انت قلت اني بعتبرك حالة خيرية او مجرد جهاد وانا عمري ما اعتبرتك كده .. بس مش هنكر اني كنت بحاول فعلا اوجهك للطريق الصح .. بس ربنا يعلم انه كان حبا فيك مش مجرد اصلاح زي ما كنت فاكر ..
امير دموعه نزلت على حب ضيعه بايديه وخسره من قبل حتى ما يصدقه .. يا ريته رضي بالمسميات اللي كان كل شوية يحطها بقاموس علاقته بحبيبة عمره .. حالة خيرية حالة خيرية .. جهاد جهاد .. اي حاجة بس يحس انه عايش واهو دفن نفسه ومستقبله مع ابنه .. طب دلوقتي يعمل ايه عشان ترجعله وترجعله حياته ؟ مش عارف فقرر يشوف قرارها : و دلوقتي ؟
شهد يأست تماما منه ومن انتظار انه يتاجر بيها ويشتريها يأست انه يسيب العند ويبص لحياتهم سوا فأبتسمت بألم : دلوقتي ؟ استسلمت يا امير .. خلاص .. معدش عندي اي شيء ممكن اقدمهولك ... ( عيطت ) او اقدمه لاي حد اصلا .. ارجوك روح وسيبني في حالي ... سيبني ألملم جروحي يا امير لوحدي ... قبل كده ابويا اتدخل وبعدنا عن بعض وقالي انك مش هتتغير ابدا وانا عاندته ورجعنا لبعض .. بس اهو ابننا دفع تمن اخطاءنا او يمكن دا ابتلاء لينا .. الله اعلم بس الاكيد ان ربنا عطانا نعمة كبيرة قوي محافظناش عليها واخدها مننا .. فخلاص يا امير انا اكتفيت ومش هجرب تاني لاني مش حمل خساير تانية .. انت هدّيتني يا امير وانا خلاص استسلمت ...
امير ابواب الدنيا كلها اتفقلت بوشه .. كان عنده امل ان حبها ليه او حبه ليها يشفعو ليه عندها .. بس واضح ان عنده كان اكبر من احتمالها واكبر من حبها وحتى اكبر من جهادها اللي دلوقتي بيتمناه منها .. اي حاجة منها والله هيقبلها ، هيقبلها وهو راضي وسعيد كمان بس اي حاجة .. لكن للاسف هي وصلت معاه لطريق مسدود بسد عالي جدا ومش قادرة تتشعبط عليه او مش عايزة فالنتيجة واحدة هو خسرها يا خسارة .. سابها وخرج وفضل كتير يفكر هيعمل ايه !! واخيرا وصل لقرار ..
جهز لقراره وظبط كل اموره وراح لشهد من تاني اللي مقابلتها ما اتغيرتش وقاعدة نفس قعدتها وكأنه سابها بس من دقايق ...
امير بوجع قعد قصادها : انا عارف انك مش عايزة تشوفيني حاليا ....
شهد عيطت وفكرت انها نفسها لو ترمي نفسها في حضنه وتستخبى فيه من الكون كله بس ما نطقتش حرف
امير فسر دموعها انه تأكيد لكلامه : انا جيت ابلغك اني هسيب البلد وهسافر .. هرجع لكليتي بره .. مش هرجع مصر تاني ...
شهد عيطت جامد بصمت ودورت وشها بعيد علشان ما يشوفش وجعها ده
امير بوجع : طيب على الاقل بصيلي يا شهد .
شهد اخيرا رفعت دماغها من غير ما تبصله : انت خلاص اخدت قرارك جاي ليه ؟ عايز مباركتي يعني ولا ايه ؟ مش فاهمة انت جاي ليه ؟
امير مش عارف يقولها جاي ليه ؟ معندوش اجابة اصلا وما يعرفش هو جاي ليه ؟ يقولها انه عنده أمل اخير تسامحه ! تسمحله يقرب منها من تاني ! يترجاها تقبله تاني ! ده اللي فكر يقوله
امير اتنهد : جاي اقولك اني هسافر نهائي .
شهد بحيرة ووجع : يعني عايز مني ايه ؟
امير بتعب : اعتقد اللي انا عايزو واضح .
شهد بمحاولة اخيرة انه ينطق اي كلمة تفتح باب امل بينهم : ايوه اللي هو ايه ؟
امير بمحاولة أخيرة انها تنطق انها باقية عليه ومستعدة تبدأ معاه من جديد وانه لازم يرجع عن قراره : جاي اسألك انتي وضعك ايه لما اسافر ؟ هتعملي ايه ؟
شهد بيأس ابتسمت بألم : ما تشغلش نفسك بيا يا امير روح في طريقك وسيبني لطريقي للاسف احنا طرقنا اختلفت ومش واحدة .
امير بيأس صوت مليان دموع ومهزوز : يعني اطلقك قبل ما امشي ؟
شهد غمضت عنيها اللي دموعهم مش مبطلين نزول ابدا ومسكت بأخر ورقة على شجرة حبهم اللي يبست وبقت زي شجرة بأخر ايام الخريف : ما تفرقش ... انت قضيت عليا وحياتي انتهت فلأتنين سيان طلقتني او ما طلقتنيش انت حر .. عايز حاجة تانية ؟
امير وقف بدون حياة : لا شكرا .
سابها وخرج وهو برضه مش عارف يعمل ايه وقابل محسن : هاه يا ابني اخبارها ايه ؟ وهتروح معاك البيت دلوقتي ولا ؟
امير مسح دموعه وبص لمحسن : عمي انا هسيب مصر واسافر ..
محسن كشر باستغراب : طيب وشهد ؟
امير بيتألم : هيا مش عايزة .
محسن هز دماغه موافق ومقدر انه محتاج فترة يبعد فيها فبصله بحماس فاتر باهت : طيب هترجع امتى ؟
امير ابتسم بوجع : مش هرجع تاني ... ههاجر ومش راجع تاني هنا .
محسن بصدمة : يا ابني .....
قاطعه امير : قرار سفري نهائي فأرجوك .. دلوقتي سؤالي شهد .. شهد .....
محسن بحيرة : مالها ؟
امير دور وشه بعيد لانه مش قادر يواجهه : اطلقها قبل ما اسافر ولا ايه ؟ انا مش عارف وهيا قالتلي ما يفرقش فانا مش عارف اعمل ايه ؟
محسن اتنهد : لا حول ولا قوه الا بالله ... المصايب ما بتتواجهش كده ... اقولك ايه بس ؟ سافر يا ابني .. سافر واما النفوس تهدى نبقى نتكلم .. سافر يا ابني .
امير مشي وخلاص ابوه معاه في المطار
امير : انا اسف بس مش هقدر اكمل هنا .
عدلي ابتسم لابنه : سافر يا ابني وانا هحاول اظبط اموري واجيلك بره ... سافر وريح اعصابك .
امير قبل ما يمشي ضم ابوه : انا مش زعلان منك .. انت كنت مصدوم ودلوقتي انا مقدر صدمتك دي .. انا مش زعلان .
ابوه حاول يبتسم بس دموعه نزلت بدال ابتسامته : وانا ما كنتش اتمنى ابدا تقدر وضعي ده او تعيشه .. كان افضل عندي مليون مرة تفضل كارهني بس بيتك يفضل موجود .
امير مسح دموع أبوه : ربنا عطاني فرص كتير قوي وانا كنت ديما بضيعها مرة بعد مرة فكان لازم قلم قوي يفوقني ايو القلم ده قتلني انا وشهد بس كان لازم افوق .. المهم ما تلومش نفسك ..
ودا كان اخر كلام لامير في بلده وقريب من احبابه لانه بعدها بعد وبعد جدا كمان
شاكر في بيته ومراته بحضنه قاعدين قدام تلفزيون بس كل واحد في ملكوته وبفكر .. شاكر قلبه واجعه على اخته ووجعها وعلى خسارتها اللي محدش يستحملها ابنها اللي مات وجوزها اللي طفش من الدنيا بحالها .. ياه يا شهد قد ايه انتي قوية .. معقول لو انا مكانك كنت هقدر استحمل من غير ما اقع من طولي .. طول الوقت كنت شايفك اختي الصغيرة اللي بحامي عليها وبدافع عنها وكنت فاكر ان انا اللي حاميكي .. اتاريكي صلبة وقوية وقادرة تكملي ..
علا بتفكر بردو بشهد وامير وازاي الدنيا ادتهم ظهرها والظروف مدت ليهم لسانها والحياة اتشقلب حالها .. كانت فاكرة ان امير اموره اتصلحت وحياتها هي اللي اتدمرت لكن دلوقتي الادوار اتعكست .. وافتكرت حالها وازاي الدنيا خدتها كتير وجرجرتها وراها اكتر وكانت فاكرة زي ما مامتها فهمتها ان الدنيا والجري وراها هي هدف وجودنا في الحياة .. رفعت دماغها وبصت لشاكر حبيبها وابو بنتها اللي في بطنها وحمدت ربنا كتير على وجوده بحياتها، ازاي دخل حياتها ونورها وازاي وراها طريق السعادة ورسملها احلام حقيقية وحققوها سوا .. رفعت نفسها من حضنه وابتسمتله ابتسامة واسعة .. فاق على خروجها من حضنه وبصلها وشاف ابتسامتها وابتسم هو كمان بدوره : حبيبي .. ايه سر الابتسامة الجميلة دي ؟
علا على ابتسامتها : بحمد ربنا انك موجود بحياتي .. شاكر انت حليت دونيتي ومليتها بهجة وسعادة ( اختفت الابتسامة وظهر مكانها ضيق ) وبفكر بشهد وامير وبحالهم .. ياترى امير هيقدر يعيش برا ويكمل حياته ؟ دا واحنا معاه هناك مكنش مرتاح ولا عارف يعيش او يتعايش وكان دايما يغطس مننا ومنعرفلوش طريق واما يظهر يقول زهقت من الدنيا كلها .. دلوقتي هيعمل ايه وهو لوحده ؟
شاكر كشر وبصلها بغموض : وانتي شاغلة نفسك بيه ليه ؟
علا بحسن نية : قلقانة عليه .. خايفة عليه دا كان شايل هم والده وبعده عنه بس وكان تايه فمابالك دلوقتي وهمه زاد وحمله تقل وبقى فوقيهم خسارة ابنه يحيى الله يرحمه وبعده عن حبيبته اللي هي عنده الدنيا بحالها ( وكملت من غير ما تاخد بالها من تغيرات وش جوزها اللي كل كلمة بحال ) امير انسان طيب جدا وقلبه كبير بس مليان جروح واحزان الله يكون بعونه ؟
شاكر على نفس غموضه وكلامه فيه نبرة ضيق : طيب وشهد مش صعبانة عليكي ؟
سأل السؤال ومنتظر ومتحفز للاجابة وعلا بكل سلاسة وهدوء ردت : صعبانة عليا جدا ومش قادرة أتخيل نفسي مكانها ( حطت ايدها على بطنها المنفوخة وغمضت عينيها وهزت دماغها برفض للفكرة ) يالهووي يا رب ما تكتبها على حد ( وبصت لحظة لجوزها ورجعت بصت لبطنها ) بس عارف شهد كلنا حواليها وكلنا واقفين معاها وبنساندها وبنحاول نخرجها من اللي هي فيه واي لحظة تحتاج اي حد مننا هنكون كلنا معاها وفي ظهرها .. يعني شهد مش لوحدها وان شاء الله تتجاوز المحنة دي باسرع وقت .. لكن امير لوحده . لوحده جدا ومش عايزة اقولك الوحدة واحساسها البشع ولا الافكار الشيطانية اللي بتكون معاها .. ربنا يكون معاه ويهديه ويرجع لمراته وبيته ويعملو اسرة جديدة جميلة .. شهد تستاهل حد طيب زي امير وامير يستاهل واحدة نقية زي شهد .
شاكر اتنهد ولام نفسه على افكاره الغبية اللي ضايقته من مراته حبيبته ازاي فكر للحظة ان مراته لسه بتفكر بأمير ؟ ازاي تخيل انها ممكن تكون حنتله او ممكن تفكر بأي حد غيره ؟ ياه يا شاكر اتجننت انت .. ماهي بقالها قد ايه معاك عمرك ما شفت منها الا كل خير وكل ادب والتزام وكام مرة التقيتو بأمير وشهد ولا مرة حسيت منها اي تصرف غير مناسب او حركة او حتى لفتة .. مالك ؟ جرالك ايه ؟ لمجرد انها متعاطفة مع حد مدبوح اتضايقت وعايز تشك ؟ طب احمد ربنا انك ماتهورتش ولا قلت اي كلمة ولا سألت سؤال غبي ... علا اتغيرت بقيت انسانة تانية ومش لازم توقف على كلمة انها حنت .. هي بس افتكرت نفسها وزعلت على مرحلة صعبة من حياتها وظروف امير فكرتها بيها .. فاق على هزت علا ليه وهي بتسأله
علا : ايه روحت فين حبيبي ؟
شاكر ابتسم وضمها ليه اكتر وحط ايه على ايدها اللي فوق بطنها : بفكر بأبو قلب طيب وحنين ( وباسها بخدها ) وبيفكر بكل اللي حواليه ( باسها تاني ) وصعبان عليه كل الناس ( وكمان بوسة ) الا حبيبه مش صعبان عليه ( وعمل نفسه كشر بهزار ) ومش بيفكر بيه .
علا ضحكت جامد ورفعت ايديها حوالين رقبته : دا حبيبي حياتي كلها .. ازاي مفكرش بيه بس ؟دا بفكر ليل ونهار وبعد الدقايق اللي بتكون فيها برا او بالصيدلية عشان ترجعلي .
شاكر هز دماغه بهزار انه مش مقتنع : اثبتي .
علا ضحكت كتير : اختار الطريقة وانا شبيك لبيك .
شاكر وقف وشالها بين ايديه : تعالي اقولك الطريقة على الله تعرفي تقنعيني .
في بيت دينا
دينا كلمت علا وعرفت منها بسفر امير وقعدت بعد ما قفلت معاها تعيط كتير وامها دخلت عليها اتفاجئت بعياطها بالمنظر ده فقعدت جنبها بخوف : في ايه يا دينا مالك بس !
دينا من وسط دموعها : مفيش يا ماما انا كويسة .
صفيه بخوف : طيب بتعيطي كده ليه ! حبيبتي قوليلي مالك وفيكي ايه !
دينا بتمسح دموعها وبصت لامها : يحيى ذنبه ايه يموت ! امه ذنبها ايه تتعذب ! امير ذنبه ايه في الوجع ده كله !
صفيه اتنهدت وطبطبت على بنتها : ده نصيبهم كده .. واحنا ما نملكش نعترض .. قضاء ربنا ولازم نرضى بيه !
دينا بعياط : ونعم بالله بس الموضوع صعب قوي قوي .. انا زعلت على ابني اللي مات وهو يدوب كام شهر في بطني وما شيلتوش حتى مرة فما بالك بشهد وابنها اللي كان مالي الدنيا عليها ! ازاي قادرة تتقبل موته بالطريقة البشعة دي !
صفية عارفة ان ده اصعب وجع ممكن انسان يتعرضله : ربنا يصبرها يا بنتي ..
دينا هزت دماغها برفض : يعني لما واحدة زي شهد يحصلها كده ويكون ده عقابها ياترى واحدة زيي انا ممكن يجرالها ايه ! هل ربنا مش متقبل توبتي ! وامير ؟ امير انسان كويس جدا اه هو ممكن يكون عنيد بس هل ده عقابه ؟ يكون بالقسوة دي ! هو يستاهل كده ! طب انا استاهل ايه ؟ الموت !
صفية ضمتها : يا بنتي ليه بتقولي كده ! انتي اتغيرتي وبقيتي انسانة جديدة وربنا بيقبل التوبة ( مسحت دموعها هيا كمان ) ربنا هيقبل توبتنا يا دينا انا وانتي لان هو رحيم بعباده .
دينا بشك : بس مرحمش شهد وامير !
صفية باقتناع : مش يمكن يكون في خير افضل هيجيلهم ! وده اخف قضاء ربنا اختاره .. لو اطلعتم على الغيب لاخترتم الواقع .
دينا بصت لامها : ايه اللي ممكن يكون اصعب من فقدان ابنهم ؟ هاه ! وفقدان حياتهم بالشكل ده ؟
صفية بحيرة : معرفش يا دينا بس يمكن يكون ده ابتلاء من ربنا واختبار لهم هما الاتنين هيصبروا ولا لأ ! المؤمن مبتلى يا دينا واكتر ناس كانوا مبتلين كان الرسل والانبياء .. مش سيدنا يوسف افترق عن ابوه واتسجن قبل ما يكون عزيز مصر ! وسيدنا موسى افترق عن امه واتربى عند فرعون .. وسيدنا ايوب وابتلاؤه .. دا حتى حبيبه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ما شافش ابوه ومامته توفت وهو عنده ست سنين هو ربنا هيحبنا اكتر من الانبياء يا بنتي .. ربنا بيبتلي الانسان ولما بيصبر بيعوضه بأجمل تعويض .. فاحنا بنصبر نفسنا ونثق في قضاء ربنا ان اللي لسه جاي هيكون احسن وهيعوضهم اكيد عن ابنهم بطريقة احنا مش هنتخيلها بس هيراضيهم يا دينا .. لان ربنا رحمن رحيم
دينا هزت دماغها : فعلا هو رحمن رحيم وهنصبر لقضاؤه وهدعيلهم في كل وقت ربنا يعوضهم ويجمعهم تاني مع بعض ويسعدهم لانهم يستاهلوا كل خير .
صفيه ضمت بنتها بحب : وربنا يسعدك انتي كمان ويعوضك بكل الخير اللي تتمنيه .
دينا ابتسمت وقامت لاوضتها وفكرت هل هيا تستاهل ربنا يعوضها فعلا ! هل المصايب اللي بتحصلنا دي فعلا بتكون اختبار وابتلاء من ربنا علشان يشوف هنتعامل معاها ازاي ؟
رفعت ايديها لربنا ودعت من قلبها ان ربنا يرحمها ويغفر لها ذنوبها ويعوضها خير ويرزق امير وشهد بكل خير ويعوضهم عن خسارة ابنهم ويجمعهم تاني مع بعض
امير سافر واستلم منصبه بس مقعدش فيه كتير وحس ان حياته فارغة وفاضية وملهاش اي معنى ... فضل يتخبط كتير واخيرا اخد قراره وسافر تاني .. بس المرة دي قرر انه لازم يلاقي نفسه ..
شهد بعد سفر امير جالها المحامي بتاعه واصر يقعد معاها
شهد بتعب : خير اتفضل .
المحامي حاول يبتسم : خير يا بنتي ... طبعا انا مقدر للظروف اللي حضرتك فيها بس انتي لازم تراعي اشغال جوزك لانه قبل ما يسافر نقل كل حاجة باسمك .
محسن باستغراب : اشغاله ؟ وهو عنده اشغال ايه ؟ ده يدوب اشتغل كام شهر .
المحامي باستغراب : مين قال لحضرتك كده ؟
محسن بهجوم : يا ابني ده كان ولا شغلة ولا مشغلة وبالعافية لما وافق يشتغل في شركة صغيرة .
المحامي ابتسم : محدش للاسف شاف امير الانسان .. كلكم افترضتوا انه انسان فاشل وهو تماشى مع الصورة دي وبس .
شاكر اتكلم : خلونا نسمع من المحامي ونديله فرصة يشرحلنا .
شهد اتدخلت : اشغال ايه اللي حضرتك بتتكلم عنها ؟
المحامي بدأ يشرح : اولا عنده صالة جيم كبيرة .. بيت اللياقة لو تسمعي عنها وتعتبر حاليا اكبر جيم في البلد كلها ودخلها عالي جدا .. وحاليا لازم حد يديرها .
شهد وابوها وشاكر بصوا لبعض مش مستوعبين اللي بيتقال ابدا ....
شهد بذهول : جيم ؟ امير عنده جيم ؟
افتكرت كل مرة بيقولها نازل الجيم وهيا كانت بتفترض انه بيكذب عليها .. ولما سابها في المستشفى و ابنه تعبان وقالها مشاكل في الجيم .. كانت فعلا ديما بتفترض الاسوأ
المحامي فوقها : مش كده وبس ومش المشكلة تشغيل الجيم .
محسن بعدم تصديق : امال ايه هيا المشكلة ؟
المحامي : المشكلة في دخل الجيم .
شاكر : مالو دخل الجيم ؟
المحامي : امير ما كنش بياخد ولا مليم من دخل الجيم لنفسه لحد فترة كده بدأ ياخد منها بس حاجة بسيطة .. يعني تقريبا يمشي بيته لما نقل لشقته معاكي .
محسن افتكر .. افتكر اهاناته المستمرة ليه وافتكر اما اخد منه كروت الفيزا وامير ابتسم .. عمره ما قدر يفهم ايه سر الابتسامة دي .. افتكر لما اتهمه يا اما بيسرق او بياخد من فلوس ابوه واستبعد تماما انه يكون بيكسب من تعبه وعنده مصدر دخل خاص بيه ..
شاكر بذهول : طيب امير اشترى اصلا الجيم دي منين ؟ جاب فلوسها منين !
المحامي باستغراب : انا مش عارف الذهول ده ايه ! امير متخرج من امبر جامعة في العالم واشتغل فيها لفترة كبيرة هناك ازاي تخيلتوا انه معدم ! بلاش هو مجاله البرمجة اي برنامج هيعمله ويبيعه هيكون بمبلغ وقدره ! ازاي تخيلتوا ان واحد بعقليته وذكاؤه يكون محتاج لفلوس ابوه ! ( المحامي حس انه اتنرفز عليهم فخد نفس طويل وحاول يرجع لموضوعه الاساسي ) المهم دلوقتي دخل الجيم هتعملوا فيه ايه ؟
محسن بحيرة : امير كان بيعمل بيه ايه طالما مش بياخده ؟
المحامي : كان بيخرجه كله لله .
هنا الصدمة نزلت على التلاتة وبصوا لبعض بوجع
شهد بعياط : يعني ايه لله ؟
المحامي : يعني كان بيعول حوالي ١٠٠ اسرة وبيبعتلهم راتب شهري وطبعا العدد ده بيزيد باستمرار .. امير من النوع اللي طول ماهو ماشي اي حد غلبان بيقابله بينزل ويتكلم معاه .. ويشوف ايه ظروفه وازاي يقدر يساعده ده حتى كمان بيتبرع لملجأ ومتكفل فيه اكتر من خمسين عيل من اطفال الملجأ دا .. شوفي يا بنتي الكلام كده مش هينفع انتي تجهزي نفسك بكرة الصبح ننزل واوريكي بعينك جانب خفي في حياة امير .... هوريكي أمير تاني غير اللي انتو كلكم تعرفوه ..
طول الليل بتفكر ازاي كانت عامية كده ؟ ازاي عمرها ما حاولت تفهمه او تشوفه ؟ ليه ما تعرفش حاجة عن جوزها ؟ ليه كانت للدرجة دي مقصرة في حقه ؟ كام مرة جرحته ؟ كام مرة اتهمته واستجبوته زي ابوها ؟ كان بيترجاها تثق فيه ! قالها الف مرة ردي غيبتي يا شهد وثقي فيا بس عمرها ما وثقت فيه .. اترجاها كتير تحبه وبس وقالها ساعتها هيوريها جانب تاني من حياته وامير تاني بس برضه ما صدقتهوش .. لا مش هتلوم نفسها هو غلطان زيها بالظبط كان لازم يعرفها يمكن لو عرفها كان ....
كان ايه ! ابنها هيكون عايش مثلا ! انتي مؤمنة يا شهد وعارفة ان حتى لو امير قالك وحتى لو كان في حضنك ساعتها فأبنك كان عمره كده .. ما تفكريش بالطريقة دي .. اقبلي القدر ومافيه لانها خطوات واحنا بنخطيها
الصبح نزلت هيا وشاكر في حالة من التحفز واخدهم اول حاجة على الجيم
دخلت بصت حواليها واستغربت ضخامة وفخامة المكان ... وعضت ايدها من الندم ... ليه معطتوش حتي فرصة واحدة يعبر فيها عن نفسه ؟ ليه عمرها ما طلبت منه مثلا تيجي معاه الجيم وتشوفها بعينها .. مش يمكن لو كانت جت معاه كانت فهمت حاجة .. اه من كلمة لو دي ...
ونكمل بكره
توقعاتكم
والان مع مسك الختام
اللهُم لا تحّرمني خيَرك بقلةِ شُكري ولا تخِذلنيّ بقلةِ صَبري ولا تُحاسِبني بقلةِ إسَتغفاري، فانتْ الكريمُ الذيّ وسِعت رحَمتك كُل شيء
اللهم اهدنا، اللهم اهدنا، اللهم اهدنا هداية لا نرتد بعدها ابدا واسعدنا سعادة لا نشقى بعدها أبدا وأنزل علينا رحمتك.
بقلم / الشيماء محمد احمد
الاكثر قراءة هذا الشهر :
رواية غرام الاسد كاملة
موعد الحلقة الجديدة الساعة 8 م يوميا ان شاء الله .
هنا تنتهى احداث رواية ديفشا الحلقة 28 ، يمكنكم اكمال باقى احداث رواية ديفشا الحلقة 29 أوقراءة المزيد من الروايات المكتملة فى قسم روايات كاملة .
نأمل أن تكونوا قد استمتعتم بـ رواية ديفشا ، والى اللقاء فى حلقة قادمة بإذن الله ، لمزيد من الروايات يمكنكم متابعتنا على الموقع أو فيس بوك ، كما يمكنكم طلب رواياتكم المفضلة وسنقوم بوضعها كاملة على الموقع .