رواية سر غائب البارت الثالث عشر 13 - روايات سماح نجيب ( سمسم)

نقدم اليوم احداث رواية سر غائب البارت الثالث عشر من روايات سماح نجيب . والتى تندرج تحت تصنيف روايات رومانسية ، تعد الرواية  واحدة من اجمل الروايات رومانسية  والتى نالت اعجاب القراء على الموقع ، لـ قراءة احداث رواية سر غائب كاملة بقلم سماح نجيب من خلال اللينك السابق ، أو تنزيل رواية سر غائب pdf كاملة  من خلال موقعنا .


رواية سر غائب البارت 13 - روايات سماح نجيب ( سمسم)



سر غائب الفصل الثالث عشر

سر غائب
البارت الثالث عشر

عندما رفعت رأسها لمحت أيسر يقف خلفهم ولمحت بيده أيضا علبة صغيرة ولكن أفلتت من يده لتسقط على الأرض بعد رؤيته هدية أمير لها،ليعود أدراجه مبتعدا عنهم ،انفرجت شفاه ثراء كأنها تريد مناداته أن لا يبتعد وينتظر فهى كانت تتحرق شوقاً لمعرفة ماذا سيهديها بعيد ميلادها فهذه أول ذكرى ميلاد لها يحضرها أيسر
بادر عزام بالثناء على هدية امير قائلاً:
– شكرا يا أمير ذوقك حلو زى باباك بيعرف يختار الحاجة الصح
– أنت عارف يا عزام باشا أمير الصواف مبيقعش الا واقف
شكت ثراء فى فحوى حديثهم لا تعرف لماذا شعرت بتوجس خشية ان تتحقق مخاوفها من ان أمير سيتقدم لزواجها فربما هو أخبر عمها بنيته لذلك أصبح حديثهم يحمل تلك التلميحات
رأت أحد الحضور ينادى على عمها فابتعد ولكن أمير ظل يقف بجوارها فابتعدت عنه تقترب من تلك العلبة التى سقطت من يد أيسر التقطتها ثراء من على الأرض الا انها أبت ان تفتحها فهى تريد منه ان يهديها أياها تقدم منها أمير ينظر اليها بتعجب وهى تحتضن تلك العلبة الصغيرة بين كفيها فسحبها من يدها قائلا:
– ايه العلبة دى بتاعه ايه
طغت نبرة الاحتقار على صوته فناظرته بعينان ترسل شرار تأخذها منه بغضب قائلة:
–وأنت مالك انت ها ليك فيه انت بتتدخل ليه اما شئ بارد أوى
تجاوزته مبتعدة ومازال هو يرصدها بنظراته قائلا:
– الصبر حلو يا ثراء
عادت ثراء لتقف بجوار والداتها التى علمت ان هناك خطب ما او أمر يزعجها فهى تعلم ثراء جيداً عندما تغضب تأخذ انفاسها بصعوبة ويصبح وجهها شاحبا فنظرت اليها بقلق قائلة:
– ثراء مالك فى ايه وشك لونه مخطوف ليه كده قوليلى
لمست ثراء نبرة القلق فى صوت والداتها فمدت يدها تربت على يديها بابتسامة مطمئنة:
– ماما انا كويسة مفيش حاجة متقلقيش كده انتى بس عارفة بتخنق من جو الحفلات اللى زى دى
هتفت ضحى بمزاح قائلة:
– فقرية فقرية مفيش كلام يعنى
ابتسمت ثراء وفيروز بعد سماع حديث ضحى لتنظر اليها ثراء بعبوس قائلة:
– بس يابت أنتى انا اه فقرية عايزة حاجة
نظرت اليهم فيروز قائلة:
– هروح اجبلكم حاجة تاكلوها عايزة حاجة معينة يا ضحى
ابتسمت ضحى بخجل قائلة:
– سلامتك يا طنط متتعبيش نفسك
أصرت فيروز على احضار مأكولات لهن فسارت مبتعدة عنهن فهتفت ضحى باعجاب مردفة:
– مامتك دى عسولة اوى يا ثراء وحبوبة كده وبتاخد على الناس بسرعة يا بختك بيها ربنا يباركلك فيها يارب
أمنت ثراء على دعائها بحب قائلة:
– اللهم أمين يارب العالمين انا ماما دى مقدرش اعيش من غيرها لا انا ولا بابا
فكم تمنت ضحى أن تنشأ فى كنف والدتها ولكنها توفت وضحى مازالت فتاة صغيرة تاركة إياها تعانى الذل و الهوان مع زوجة أبيها التى لا تكف عن ازعاجها وإثارة سخطها
أقترب جمال من ابنته يقبلها على مقدمة رأسها قائلاً:
– كل سنة وانتى طيبة يا حبيبتى وعقبال مليون سنة
نظرت اليه ثراء وهى عابسة بسبب تأخره بالمشفى ولم تتحدث فعلم ان ربما صغيرته غاضبة منه فابتسم وهو يقرص وجنتها بخفة مردفاً:
– كده مش عايزة تردى عليا يا أميرتى الحلوة انا عارف ان اتأخرت بس كان فى حالة حرجة فى المستشفى يا حبيبتى
ابتسمت ثراء له تهز رأسها بتفهم مردفة:
– عارفة يا بابا المهم انك رجعتلنا بالسلامة يا حبيبى
عادت فيروز تحمل بيدها طبقين رأت زوجها فهتفت بابتسامة:
– حمد الله على السلامة يا دكتور لسه بدرى
رفع جمال احدى حاجبيه قائلا:
– انا بقالى شوية بصالح فى بنتك طب خليكى انتى رحيمة شوية ومتزعليش منى
اخذت ثراء الاطباق من يد والداتها تنظر لضحى قائلة:
– تعالى يا ضحى احنا نشوفلنا ركن هادى كده نقعد فيه علشان بابا يعرف يصالح ست ماما
احمر وجه فيروز خجلاً من حديث ابنتها فنظر اليها جمال بابتسامة عريضة فهو مازال يعشق رؤية وجهها عندما تخجل ،فابتعدت ثراء وضحى فنظرت فيروز لزوجها قائلة:
– شايف بنتك وكلامها يا جمال
_لاء شايف وشك اللى بقى زى الفراولة يا فيروز
مد احدى يديه يشبك أصابعه باصابعها كأنهم حديثى العهد بالعشق او أنه لم يمر على زواجهم اعوام كثيرة ابتلعت فيروز ريقها بتوتر شديد تخشى ان ينتبه عليها أحد وهى هكذا كفتاة صغيرة تخشى ان يتلصص أحد على سر الثمين أو ان احد يلاحظ تدفق الدم الحار الى وجنتيها..!!!
_______
ولجت فايزة الغرفة على زوجها كالاعصار بعد علمها بما فعله بشقيقها وأنه صفعه على وجهه فى منتصف الشارع مثيرا بذلك الجدل حولهم
– بقى أنت تضرب اخويا يا منير وتفرج عليه الناس فى الشارع
علا صوتها الا انها لم تأثر به فوضع كتاب الله من يده ينظر اليها ببرود مردفاً:
– انتى عيزاه يغلط فى بنتى واطبطب عليه كويس ان ضربته بالقلم بس ومضربتوش بالجزمة وقطعتله لسانه على غلطه
أقتربت منه وعيناها ترسل شرار تقبض على كف يده مردفة:
– بقى انت عايز تضربه بالجزمة بقى ايدك دى اللى اتمدت عليا واتمدت عليه انا هعرف اندمك ازاى يا منير
نفض يدها القابضة على كف يده يجذبها بيده الأخرى من حجابها
– أنتى مش عايزة تحترمى نفسك ليه يا فايزة ها وايدك دى لو اتمدت تانى هقطعهالك المرة الجاية
دفعها بشكل مفاجئ فلم تتدارك نفسها فسقطت وارتطم وجهها بالأرض رأته يتجاوزها يترك الغرفة ،ضربت الأرض بقبضة يدها وهى تقسم بأنها ستذيقه مرار أفعاله بها وبشقيقها ،نهضت من مكانها أخرجت هاتفها من جيبها تهاتف شقيقها أشرف انتظرت بعض الوقت حتى جاءها رد منه
– أيوة يا فايزة فى ايه
تتابعت أنفاس فايزة بغيظ قائلة:
– أشرف أنت فين دلوقتى فى الشقة ولا برا
أجابها أشرف قائلا:
– لاء فى الشقة من ساعة ما المحروس جوزك ضربنى وانا مخرجتش من البيت كنتى عيزانى فى ايه
سحبت حجابها وهى مازالت تضع الهاتف على أذنها مردفة:
– طب خليك فى الشقة انا جيالك حالا
أغلقت الهاتف وضعت حجابها على رأسها خرجت من الغرفة وجدت زوجها يجلس على الأريكة بالصالة فهتفت بصوت منخفض بالكاد سمعه منير:
– انا راحة عند أشرف اخويا شوية وراجعة
نظر اليها بعدم اكتراث ليعود لقراءة الجريدة التى بيده زاد حنقها أكثر منه ومن أفعاله الجديدة عليها كليا فخرجت صافقة الباب خلفها بقوة ،نظر منير لأثرها وهو يتمنى بداخله الا تعود الى هنا مرة أخرى فماذا فعل بنفسه أخذته ذكراياته الى ذلك اليوم منذ سنوات طوال
عودة للماضى
نظرت اليه تلك المرأة بقهر ودموعها تغرق وجهها قائلة:
– كده يا منير هى دى اخرتها واخرة عيشتى معاك بتعرف واحدة عليا بتخونى يا منير
ازدردى منير ريقه بتوتر شديد مردفاً:
– ايه اللى انتى بتقوليه ده مفيش حاجة من دى خالص انت بيتهيألك مين اللى قالك الكلام الفاضى ده حتى لو الكلام ده صحيح انا راجل واعمل اللى انا عاوزه حتى لو اتجوزت انتى برضه هتفضلى على ذمتى ولو مش عايزة تفضلى على ذمتى براحتك
اقتربت منه تمسك ذراعه ومازالت تنتحب على حالها فنظرت إليه قائلة:
–وغلاوة بنتنا عندك متعملش فيا كده يا منير انا مش هستحمل كده ارجوك يا منير
الا انه لم يبالى بدموعها التى ذررفتها قهراً على رجل ظنته مرساة الأمان لها فطعن كبرياءها وكرامتها كامرأة كانت تحيا من اجله ومن اجل ابنته
عودة للوقت الحالى
تسللت تلك العبرات من عينيه عندما تذكر ماضيه مع زوجته الأولى كأن الله اراد عقابه على غدره بها فأذاقه مرارة العيش برفقة مرأة جعلت حياته بائسة
وصلت فايزة الى شقة شقيقها فتح لها الباب ليعود ويجلس متجهم الوجه يضع يده على وجنته يتحسس أثر تلك الصفعة التى ناوله اياها زوج شقيقته فنظر الى شقيقته قائلا:
– فى ايه يا فايزة كنتى عايزة ايه منى دلوقتى
ذرعت فايزة الصالة ذهاباً وإياباً ونيران تندلع بداخلها تحجب التفكير السليم عن عقلها فنظرت لشقيقها مردفة:
– أشرف احنا لازم نخلص من منير منير لازم يموت
نزل حديثها على رأس شقيقها كالصاعقة فنظر اليها وهو فاغر فاه غير مصدقا لما سمعه للتو من شقيقته قائلا:
– أنتى بتقولى ايه يا فايزة انتى اتجننتى وعايزة تودينا فى داهية
أغلقت فايزة باب العقل لا تستمع لما يقوله فشيطانها يهيأ لها سلاسة الأمر كأنها ستقتل ذبابة وليس إنسان
– زى ما بقولك كده يا أشرف هو ده الحل علشان الكل يرتاح انا ارتاح من قرفه وانت هتتجوز بنته فكر فيها بس وهتلاقى عندى حق واحنا نفكر فى خطة ونخلص منه
ظلت تقنع شقيقها بصحة قرارها تتلو على مسامعه خطتها الشيطانية فى التخلص من زوجها وهو يستمع اليها والذهول يحتل ملامح وجهه إلا انه استحسن كلامها بالاخير فربما بموت منير سيصبح بإمكانه الحصول على ضحى بدون جهد او معاناة..!!!
_______
بهت عزام وهو يرى سيرين تولج إلى الحفل بتلك الطلة المغرية فهى ترتدى ثوبا طويلا بفتحه تصل لمنتصف ساقها وفتحة ظهر تظهره بالكامل ،تطلى شفتيها بلون أحمر صارخ، فعيون المدعوين وخاصة الرجال ظلت تتبعها منذ وصولها حتى وصلت أمام عزام ترتسم ابتسامة على جانب ثغرها
– عيد ميلاد سعيد للامورة بنت اخوك يا عزام باشا كل سنة وهى طيبة
لم يجد عزام ما يقوله فمن أين علمت بشأن الحفل فهو لم يخبرها فكم يود الآن أن يدق عنقها الا انه لم يجد مفر من الرد عليها فزوجته لبنى تقف بجواره فحاول ان يتحدث برسمية
– شكرا يا سيرين هانم أعرفك لبنى مراتى طبعا انتى عرفاها يا لبنى
ابتسمت لبنى تمد يدها تصافحها مردفة:
– اه طبعا مين ميعرفش سيرين نصار دى أشهر من النار على العلم نورتينا
ابتسمت لها سيرين من باب المجاملة قائلة:
– كلك ذوق يا هانم
اشار اليها عزام بعينه ان تبتعد الآن حتى لا تثير الريبة لدى زوجته فلو علمت لبنى بشأنهم ربما ستتحول تلك الليلة الى حرب دامية ،فهمت سيرين مقصده فابتعدت عنهم عندما رأت بعض المعجبين يلتفون حولها راغبين فى التصوير برفقتها
لمحها شهاب وهو يتحدث مع احد الاصدقاء فاعتذر مغادرا الا انه لم ينتبه لضحى التى اصطتدمت به فانسكب محتوى كوبها على ملابسه فاستحال لون قميصه الأبيض الى اللون الاحمر بسبب ذلك فصاح بها غاضبا:
– مش تحاسبى يا بتاعة انتى بهدلتيلى القميص حلو كده
رفعت ضحى شفتها العليا باستنكار قائلة:
– ما تحترم نفسك يا جدع انت مكنش قصدى ما انت اللى ماشى زى القطر ومش واخد بالك ثم انت مالك متنرفز اوى كده ليه اللى يسمعك كده يقول ياما هنا وياما هناك وانت حتة جرسون ولا راح ولا جه
كأنها طعنت كبرياءه أو سكبت على رأسه دلو ماء بارد فنظر اليها باستياء مردفاً:
– هو مين اللى جرسون يا بتاعة انتى انتى مش عارفة بتكلمى مين
اجابته ضحى ببرود وهى تحتسى ما تبقى من كوبها مردفة:
– هكون بكلم مين يعنى ابو الهول ولا منقرع يلا يا عم شوفك رايح فين طريقك أخضر ان شاء الله
ربما اذا لم يكن متواجد وسط الحفل لكان صرخ بوجهها الآن فعروقه أصبحت بارزة وأصبح وجهه شديد الاحمرار فغضبه يتصاعد بسبب حديث تلك الفتاة عندما اراد الرد عليها اقتربت منهم ثراء قائلة:
– ايه يا شهاب ايه اللى بهدل قميصك كده روح غيره
ابتعد شهاب عنهن فهذا أفضل قبل ان يرتكب شيئا يؤخذ عليه ،نظرت اليها ضحى تريد معرفة من يكون هذا الشاب
– ثراء هو مين ده
اجابتها ثراء وهى تشير إليه قائلة:
– دا يبقى شهاب ابن عمى واخو ميرا
لطمت ضحى خديها قائلة:
– هار اسود وانا شتمته وقولتله انه جرسون علشان كده كان بيبصلى ونفسه يقتلنى بقولك ايه شوفيلى أيسر فين خليه يروحنى كفاية عك كده النهاردة
نظرت إليها ثراء بعدم فهم فروت لها ضحى ما حدث فتعالت صوت ضحكتها التى انتبه عليها أمير فأقترب منها بوجوم قائلا:
– ثراء وطى صوتك وانتى بتضحكى علشان الناس بتبص عليكى وانا بغير مش عايز حد يسمع صوت ضحكتك اللى تجنن دى
وصلت ثراء الى حافة صبرها مردفة:
– تصدق انا مشوفتش ابرد منك والله انت شكل فى حاجة فى دماغك انت مش طبيعى على فكرة شكلك مجنون
– مجنون بيكى يا ثراء
هتف بها أمير بوله فمن يراه يظن انه يعرفها منذ ان ابصرت النور وليس فقط من وقت قريب
– الرحمة يارب
ربما لو لم تكن موجودة وسط هذا الكم من الحضور لجذبت شعرها تقتلعه من غيظها من هذا الشاب ،فأين تذهب منه وهو يطاردها منذ وصوله ،اخذت ضحى من يدها تبحث عن أيسر ليعيدها الى منزلها فوجدته يقف قرب تلك الغرفة التى يسكنها فاقتربت منه قائلة:
– أيسر لو سمحت خد ضحى علشان عايزة تروح
اومأ لها أيسر قائلاً:
– أمرك يا أنسة ثراء اتفضلى معايا يا أنسة ضحى
احتضنت ضحى ثراء لتوديعها فهمست فى أذنها مردفة:
– لما نرجع الكلية تحكيلى بالتفصيل الممل اللى حصل فى الحفلة ومع روميو اللى طلعلك فى البخت ده كمان
ضربتها ثراء بخفة على ذراعها قائلة:
– يلا يابت انتى واسكتى احسن انا ضغطى بقى عالى ومش ناقصة
ابتسمت ضحى فذهبت برفقة أيسر ليعيدها الى المنزل ومازالت ثراء تنظر اليهم فتحسست جيبها تطمئن لوجود تلك العلبة الصغيرة التى مازال شوقها يتزايد لمعرفة ما بها الا انها ترفض فتحها او رؤيتها حتى يعود أيسر ..!!!
______
مسح حسام يده فى تلك المنشفة الصغيرة بعد ان انتهى من تصليح تلك السيارة فالأن حان موعد عودته الى المنزل التفت خلفه ينادى على عفيفى
– عفيفى هو فين ...
لم ينهى جملته بعد رؤيته لمجدى يقف أمام الورشة مترجلا من سيارته يقترب منه بتلك الابتسامة الكريهة التى ينفر منها حسام لعلمه ان خلف تلك الابتسامة أمرا ما
– ازيك يا أسطى حسام فينك كده مش بترد على تليفونك
رأى حسام انه من الأفضل صرف عفيفى الآن فأشار إليه قائلا:
– عفيفى روح انت وانا هبقى أقفل الورشة وتيجى الصبح متتأخرش
– حاضر يا أسطى حسام
نطق بها عفيفى وهو يضع من يده تلك الأدوات الحديدية فأنصرف تاركاً حسام بمفرده مع ذلك الزائر
– عايز ايه دلوقتى يا مجدى
سحب مجدى مقعد خشبى يجلس عليه قائلا:
– وحشتنى جيت اشوفك مبتردش على تليفونك ليه وعلشان انت غالى عليا جيت لحد عندك احسن ما كنت اجيب البوليس معايا ويحبسك بالشيك اللى انت ماضيه
اقترب منه حسام قائلا ببرود:
– أعلى ما فى خيلك اركبه يا مجدى بس حاسب تقع من عليه تنزل على جدور رقبتك صدقنى هزعل عليك أوى
مد مجدى يده يقبض على ياقة قميصه بحنق قائلا:
– ما هو لو وقعت على جدور رقبتى رقبتك هتنكسر معايا يا أسطى حسام ويا فرحة جدك وجدتك بيك وهم بيزروك بعيش وحلاوة فى السجن
كأن مجدى وضع يده على نقطه ضعفه وضغط عليها مسببا له بذلك خوفاً ورعبا من معرفة جده بما بينه وبين ذلك الشاب ،نفض حسام يد مجدى عن ملابسه،نظر الى تلك الآلات الحادة الموضوعة أمامه وشيطانه يوسوس له بضرب مجدى باحدهما حتى يتخلص منه فتناول احدها فى يده الا انه ألقاها من يده يستعيذ بالله فى داخله فإذا فعل ذلك سيضع نفسه بمأزق كبير فطفق يردد الاستغفار
– استغفر الله العظيم استغفر الله العظيم
تعجب مجدى من حاله الا انه نهض عن الكرسى يقف امامه عاقدا ذراعيه مردفاً:
– بكرة الساعة ١١ الضهر بالظبط الاقيك قدام باب النادى يا حسام ومش هكرر كلامى تانى فاهمني
عندما هم مجدى بالمغادرة استوقفه حسام قائلا:
– بقولك ايه يا مجدى احنا عايزين نخلص من الموضوع ده بقى انا مش هفضل كده تحت رحمتك كتير علشان انا اتخنقت ومبقاش عندى صبر عليك وعلى عمايلك أكتر من كده
التفت اليه مجدى يضع يده بجيبه مردفاً:
_ ادفع اللى عليك يا حبيبي وانا اسيبك فى حالك سدد قيمة الشيك اللى انتى ماضيه بال١٠٠ ألف جنيه
نظر اليه حسام بعيون جاحظة لا يصدق ما يسمعه الآن قائلا:
– ١٠٠ ألف جنية بتوع ايه هم ١٠ الالاف جنية بس ال١٠٠ دول جم منين
ابتسم مجدى بخبث مردفاً بفحيح الافاعى:
_ اصل أنا زودت صفر على الشيك بدل ما عليك ١٠ بقوا ١٠٠ اصل الصراحة انت لقطة وكنز يا أسطى حسام
أقترب منه حسام يقبض على ياقة قميصه تنذر عيناه بشر قريب مردفاً:
– بقى انت تضحك عليا وتزور الشيك كمان علشان تخلينى تحت رحمتك يا مجدى انت واحد زبالة وقذر وانا مش هسيبك فى حالك فين الشيك ده أنطق
فهذا الشاب الأحمق قد مارس عليه خدعة دنيئة فهو كان يظن انه ربما قريبا سيتخلص منه ليكتشف الآن انه وضعه بمأزق أكبر فاق تخيله ،هز جسده لعله ينطق يظن بذلك انه يستطيع ان يتحرر منه
– شيل ايدك يا حسام انت مش قد الحركة دى متنساش نفسك انت فاهم بس انا هعديهالك المرة دى وميعادنا بكرة متنساش هستناك قدام باب النادى سلام
قام مجدى بنفض يد حسام عنه بعد ان انتهى من حديثه ليستقل سيارته مغادرا تاركاً حسام تكاد عيناه تنفطر من تلك العبرات التى بدأت بملأ مقلتيه فماذا فعل بحياته حتى يقع فى قبضة يد ذلك الشاب الذى تجرد من كل معالم الانسانية


موعد البارت الجديد الساعة ( 4 م ) يوميا ان شاء الله 

هنا تنتهى احداث رواية سر غائب البارت الثالث عشر ، يمكنكم اكمال باقى احداث رواية سر غائب البارت الرابع عشر  أوقراءة المزيد من الروايات المكتملة فى قسم روايات كاملة .

نأمل أن تكونوا قد استمتعتم بـ رواية سر غائب " متاهة العشق والإنتقام" ، والى اللقاء فى حلقة قادمة بإذن الله ، لمزيد من الروايات يمكنكم متابعتنا على الموقع أو فيس بوك ، كما يمكنكم طلب رواياتكم المفضلة وسنقوم بوضعها كاملة على الموقع .
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-