رواية سر غائب البارت الخامس عشر 15 - روايات سماح نجيب ( سمسم)

 نقدم اليوم احداث رواية سر غائب البارت الخامس عشر من روايات سماح نجيب . والتى تندرج تحت تصنيف روايات رومانسية ، تعد الرواية  واحدة من اجمل الروايات رومانسية  والتى نالت اعجاب القراء على الموقع ، لـ قراءة احداث رواية سر غائب كاملة بقلم سماح نجيب من خلال اللينك السابق ، أو تنزيل رواية سر غائب pdf كاملة  من خلال موقعنا .


رواية سر غائب البارت 15 - روايات سماح نجيب ( سمسم)



سر غائب الفصل الخامس عشر

سر غائب
البارت الخامس عشر

رفع أيسر سلاحه يصوبه تجاهه كأنه على اهبة الاستعداد لاطلاق النيران عليه الا انه صرخ بصوت عالى فجأة
– ثراااااااء
صرخ باسمها مترجياً ان تفتح عينيها ان تعى لما يحدث فكلما رأى ذلك الرجل يحكم قبضة ذراعه على جسدها تشب نيران الغضب بداخله فهى لو كانت واعية لما يجرى كانت لن تكف عن الصراخ والعويل فهى لا تحب ان يقترب احد منها أو يلمسها بدون وجه حق،الا ان جسدها متراخيا بين ذراعى ذلك اللعين،ظل يفكر ماذا يفعل هو الآن فلو خاطر باصابة كتف ذلك المقتع لن يضمن ان لا يصيبها مكروه ،ابتسم عباس بسخرية قائلا:
– انت بتنادى على مين دى الحلوة نايمة فى غيبوبة سلام بقى يا حلو
تراجع عباس للخلف بخطواته يتخذ من جسد ثراء درع حماية له حتى لا يفكر أيسر فى إصابته الا انه لم يكن سعيد الحظ فتعثر بحجر ليسقط أرضاً وتسقط ثراء أيضاً فى لمح البصر كان أيسر يقترب منهم الا ان عباس لاذ بالفرار قبل ان يصل إليه يطلق ساقيه للريح يركض بسرعة حتى أختفى عن أنظار ذلك الذى يركض خلفه ،باءت محاولة أيسر للحاق به بالفشل فعاد سريعاً يقترب من جسد ثراء الملقى على الأرض لم يجد مفر من ان يحملها ووضعها على تلك الأرجوحة ،ذهب الى غرفته سريعا ليبحث عن شئ يعيد اليها وعيها المفقود لم يجد سوى قنينة عطره اخذها وأخذ غطاء يضعه عليها وعاد اليها ثانية قام بوضع الغطاء عليها ليوارى جسدها ونثر عطره على يده يقربها من أنفها وهو يرجوها ان تستيقظ
– ثراء فوقى أنسة ثراء أصحى أبوس ايدك فوقى بقى هو الكلب ده عمل فيكى إيه
تمايل رأس ثراء ببطئ فابتسم بداخله فهى بدأت فى استعادة وعيها فتحت عينيها ببطئ تحاول ان ترى من يحدثها فهى تشعر بثقل جفونها كأنها غير قادرة على فتح عينيها الا انها قالت:
– أيسر
نادته ثراء بصوت هامس متعب فأجابها أيسر بلهفة:
– ايوة يا انسة ثراء انتى كويسة سمعانى
فتحت عينيها أخيرا لتجده يطل عليها بقامته الطويلة وهى مستلقية على الارجوحة نظرت اليه بصدمة لتعتدل سريعا فى جلستها مردفة:
– ايه اللى حصل وايه اللى جابنى هنا انا بعمل ايه هنا انا كنت نايمة فى أوضتى ايه اللى وصلنى لهنا
نظرت الى نفسها وجدت انها بمنامتها فلطمت خدها لتهب واقفة تركض ناحية المنزل تذهب سريعا الى غرفتها قبل ان تسمع تفسيره عما حدث،ابتسم أيسر على تصرفها ليعود الى غرفته،وصلت ثراء الى غرفتها تغلق الباب تستند عليه تلتقط أنفاسها فكيف وصلت الى حديقة المنزل ،وقفت أمام المرآة تتطلع إلى هيئتها فوجدت انها كما كانت قبل ان تغفو فى النوم ،دارت حول نفسها وهى تكاد تشعر انها ستصاب بالجنون فسألت نفسها هل هى تسير اثناء نومها ام ماذا؟ نظرت الى منامتها الوردية التى كانت ترتديها ضربت جبهتها بيدها فكلما تتذكر أن أيسر رأها هكذا تتمنى لو تختفى من الوجود، أوت الى فراشها وهى عازمة على أن تعرف ماذا حدث لها اثناء نومها ففى الصباح ستسأل أيسر عن كل شئ لتعود وتتذكر انها لن تستطيع مواجهته بعد رؤيته لها بدون حجابها..!!!
______
فى المشفى..نهضت زهرة من نومها تتمطى بكسل فاليوم ستتخلص من تلك الجبيرة بيدها وستعمل بالمشفى ابتداء من الغد ،تركت فراشها لتدلف الى الحمام غسلت وجهها تمشط شعرها المشعث أطلقت صفيرا قويا من بين شفتيها وهى تشعر بالسعادة تملأها فقريبا ستحصل على مبلغ مالى كبير نظير تلك الخدعة التى ستمارسها على الدكتور جمال ،تهدلت ملامحها وهى تتذكر بشاشة وجهه وهو يحدثها وحنانه الذى اظهره لها منذ مجيئها الى هنا إلا انها نهرت نفسها بقوة من ان تنجرف وراء مشاعرها فهى فد تخلت عن كل المشاعر الانسانية منذ ان أصبحت تقتات على أمور السرقة والنصب فنظرت لنفسها بالمرآة
– اهدى بقى خليكى تخلصى مهمتك وتقفشى القرشين ويا دار ما دخلك شر متقعديش بقى تعملى فيها البت اللى عندها ضمير اوى انتى ضميرك مات من زمان اصحى لنفسك يا زهرة
خرجت من الحمام وجدت احدى الممرضات تدلف بيدها طعام افطارها فابتسمت لها زهرة:
– شكرا ليكى على تعبك واهتمامك بيا طول ما انا موجودة هنا
ابتسمت لها الممرضة بدورها قائلة:
– تعبك راحة ثم ان الدكتور جمال موصينى اخد بالى منك يلا افطرى بالهنا والشفا علشان دكتور العظام هيجيلك كمان شوية علشان يفكلك الجبيرة
اومأت لها زهرة برأسها ومازالت مبتسمة،خرجت الممرضة من الغرفة لتقترب زهرة من طاولة الطعام الصغيرة لتبدأ فى أكل طعامها باستمتاع سمعت صوت رنين هاتفها نظرت اليه رفعته الى أذنها مردفة:
– ايوة انا تمام وكله تمام هبتدى اشتغل هنا من بكرة لاء انا عارفة هعمل ايه كويس كله هيبقى تمام بس الفلوس تزيد شوية انا اتعطلت كتير هنا فى المستشفى ولسه كمان هتعطل بشغلى هنا لاء المبلغ لازم يزيد شوية انا كان زمانى دلوقتى عملتلى عمليتين تلاتة طلعت بيهم بقرشين أكتر من اللى هاخدهم تمام كده سلام
اغلقت الهاتف بعد ان حصلت على وعد بزيادة النقود الذى ستتقاضها مقابل تنفيذ ذلك المخطط،نظرت بشرود مرة أخرى ومازال هناك شئ بداخلها يعنفها على ما تنوى فعله ارتسمت ملامح الضيق على وجهها فكفت عن تناول الطعام،وجدت باب الغرفة يفتح ظنت انه ربما الطبيب الا انها اغلقت عينيها بتأفف من رؤية ذلك الزائر ولم يكن سوى زيزو
– اصبحنا واصبح الملك لله ايه اللى جايبك بدرى كده يا زيزو جاى تفور دمى من أول النهار
ابتسم زيزو بسماجة ليقترب من المنضدة التى أمامها يلتقط قطعة من الخيار يضعها فى فمه
– ايه يا زهرتى مالك انا غلطان جاى علشان ابقى معاكى وانتى بتفكى الجبس
نظرت اليه زهرة بحنق شديد مردفة:
– دا على أساس ان هعمل الزايدة يا زيزو مش كده
نظر اليها زيزو قائلا:
– ايه ده هم مش جايبنلك فى الفطار جبنة رومى بس طعمه حلو اللانشون ده
نظرت اليه وهو يلتهم ما تبقى من طعامها لتصفعه على يده مردفة:
– انت بتعمل ايه يا طفس انت انت جاى تاكل أكلى كمان يلا غور من هنا
تجشأ زيزو لتنظر اليه زهرة باشمئزاز
– كاتك القرف يا اخى على الصبح ايه القرف ده طور بياكل
تحسس زيزو معدته بعلامة الرضا قائلا:
– الحمد لله شبعت قوليلى بقى انتى عاملة ايه دلوقتى يا زهرتى
نهضت زهرة من مكانها تسحب يده تجعله يقف هو الآخر
– كويسة وهبقى كويسة لما انت تمشى يلا بقى الدكتور زمانه جاى
اوصلته خارج باب الغرفة لتغلق الباب فى وجهه متمنية ان يذهب الآن الا انها سمعت صوته من الخارج
– انا ماشى يا زهرة بس راجعلك تانى
ردت زهرة بصوت منخفض:
– يلا فى داهية يا زيزو غور
تبعت كلامها بابتسامة على مشاجرتهم سويا سمعت طرق على الباب ظنت انه عاد ثانية ففتحت الباب وكادت ان تطلق العنان للسانها الا انها صمتت عندما رأت الطبيب الذى دلف برفقة الممرضة ليشرع فى خلع تلك الجبيرة من يدها يتأكد من سلامة يدها طلب من الممرضة أن تحضر لها بعض الأدوية حتى تتماثل للشفاء تماما..!!
______
نهضت فيروز من نومها تؤدى روتينها اليومى قبل ان تذهب الى غرفة الملابس لانتقاء ملابس زوجها التى سيرتديها اليوم،سمع جمال حركة فى غرفة الملابس نهض من الفراش ولج الى الحمام وبعد الانتهاء عاد الى الغرفة وجد فيروز وضعت له ملابسه على الفراش فنادى عليها قائلا:
– فيروز فيروز أنتى فين
لكنه لم يراها او يسمع صوتها ففكر أنها ربما ذهبت لغرفة ثراء فارتدى ملابسه يخرج من الغرفة الا انه تقابل مع زوجة اخيه التى يبدو عليها انها استيقظت للتو
– صباح الخير يا لبنى انتى مشفتيش فيروز
نظرت اليه لبنى نظرة متفحصة قبل ان تجيبه:
– صباح النور يا دوك لاء مشفتهاش انت مش لاقيها ولا اى بس غريبة هى بتعرف تخرج من باب البيت دى لو خرجت بيتهيألى تتوه ومتعرفش ترجع هنا تانى
شعر بتلك النبرة الساخرة فى صوتها الا انه لم يشأ ان يجادلها فتركها مغادراً الى غرفة ابنته فتح الباب لم يجدها او يجد زوجته فعقد حاحبيه فأين ذهبوا فى هذا الصباح الباكر ،هبط جمال الدرج للسؤال عنهن فتقابل مع جليلة التى ابتسمت عند رؤيته فقال:
– جليلة هى فين ثراء وفيروز مش موجودين فى اوضة ثراء
أشارت جليلة بيدها الى المطبخ قائلة بابتسامة:
– هم حضرتك موجودين فى المطبخ علشان الشغالين حابين أنهم يحتفلوا بعيد ميلاد الانسة ثراء تانى
وصل جمال الى المطبخ وجد العاملين يلتفون حول زوجته وابنته يضعوا قالب من الحلوى يرددوا أغانى أعياد الميلاد وزوجته وابنته يبتسمن
– ايه ده فى حفلة عيد ميلاد تانية من غيرى
نظرت اليه فيروز بابتسامة قائلة:
– احنا كمان اتفاجئنا شكرا ليكم يا جماعة وتسلموا يلا يا ثراء علشان تفطرى وتروحى جامعتك
ابتسمت ثراء للناظرين اليها بحب مردفة:
– دا احلى عيد ميلاد بجد انا مبسوطة جدا بحبكم واهتمامكم ده ادعولى بقى انجح ماشى
ضحك العاملين على مزاح ثراء الا ان تصنم الجميع عندما سمعوا صوت لبنى تهدر بغضب
– لاء حلو أوى اللى انتوا بتعملوه ده محضرتوش الفطار علشان تضيعوا الوقت فى الكلام الفارغ ده يلا كل واحد على شغله وفى ظرف ١٠ دقايق لو مكانش الاكل على السفرة هتنطردوا كلكم مفهوم
بعد ان انتهت لبنى من كلامها خرجت من المطبخ فتفرق كل الحاضرين تقترب ثراء من والداتها وهى مستاءة من تصرف زوجة عمها
– هو ايه ده هى مش بتبطل زعيق على الفاضى والمليان كده يلا علشان عايزة اروح كليتى
خرجت ثراء ووالداها ووالداتها من المطبخ جلسوا على السفرة يتناول كل منهم طعامه بصمت،فكلما رفعت ثراء رأسها تجد لبنى تنظر لها فتعجبت من صنيعها اليوم الا انها لم تعقب على ذلك اخذت حقيبتها وكتبها لتذهب الى الجامعة ولكن قبل ان تصل الى السيارة سمعت صوت زوجة عمها تناديها
– ثراء ثوانى عيزاكى
التفتت اليها ثراء رأتها تقترب منها وهى تبتسم ابتسامة لم ترتح لها ابدا فاقتربت لبنى من ثراء تتحدث بصوت منخفض
– قوليلى يا ثراء انتى كنتى بتعملى ايه الساعة ٣ الفجر فى الجنينة مع ايسر وانتى بالبيجاما وبشعرك ولا هو ده عادى ان أيسر يشوفك كده انتى برضه مش محجبة ومحافظة أوى اومال ليه بقى كنتى بتعترضى على تصرفات ميرا وانتى يعنى..
تركت باقى جملتها معلقة ضغطت ثراء على كتبها بأصابع غاضبة فهى كرهت تلك التلميحات الغير مهذبة على الاطلاق فهى نفسها لم تعلم بعد ما حدث لها فهى كانت بانتظار سؤال ايسر عن ذلك قبل ان تهم بالرد عليها جاء صوت أيسر من خلفهم الذى يبدو انه استمع لحديث لبنى معها
– هو اللى حصل يا لبنى هانم ان الانسة ثراء كانت هتتخطف فى حد خدرها وكان واخدها معاه لولا ان انا لحقتها فكان مغمى عليها نتيجة مخدر ولما فاقت جريت على اوضتها يعنى هى معملتش كده بمزاجها او ان هى خرجت الجنينة بهدوم نومها عن قصد وانا دلوقتى كنت هدخل اقول لدكتور جمال على اللى حصل بس للاسف هو خرج وراح المستشفى
استمعت له ثراء بذهول هل حدث لها كل هذا وهى لم تعى شيئاً هل حقاً كان سيقوم احد باختطافها
– انت بتقول ايه يا أيسر انا كنت هتخطف بجد
هز أيسر رأسه يأكد حديثه الا ان لبنى نظرت اليهم بسخرية قائلة:
– تصدقوا انتوا شطار اوى فى التمثيل دا انا صدقت حواركم ده
احتدم الغضب بعين ثراء فبما تهذى هذه المرأة الآن فهى تشعر بالخوف مما سمعته فى حين أن لبنى تظن أن أيسر يكذب تركتها مبتعدة تذهب إلى السيارة ومازال حديث أيسر يرن فى أذنها فربما كانت ستصبح هى الآن فى قبضة أناس أشرار لولا انقاذ أيسر لها..!!!
______
وضعت ميرا نظارتها الشمسية على عينيها لتحجب ضوء الشمس الذى بات يضايقها وهى جالسة مع رفيقتيها فى النادى فهتفت احدى صديقتها وتدعى راندا قائلة:
– وبعدين فى الملل ده عايزين حاجة جديدة ما تيجوا نسافر تركيا ولا لبنان
اجابتها صديقتها الأخرى وتدعى أيتن :
– ياريت فعلا ايه رأيك يا ميرا نسافر نغير جو بقالنا فترة مسافرناش فى اى مكان
نظرت اليهن ميرا بعدم اكتراث لتعيد وتريح رأسها على طرف المقعد مردفة:
– مليش مزاج اسافر اليومين دول خالص مليش مزاج اعمل اى حاجة نهائى
نظرت اليها راندا بدهاء قائلة:
– ملكيش مزاج ولا مش عايزة تسبيه وتسافرى يا ميرا عايزة تفضلى قاعدة هنا علشانه وعلشان يفضل قدام عينيكى
ضحكت الفتاتان فنظرت إليهن ميرا رافعة احدى حاجبيها
– انتى قصدك مين يا راندا بتلمحى لايه كده وايه كلامك اللى ملوش لازمة ده هو مين ده اللى تقصديه بكلامك
اجابتها أيتن عوضا عن راندا:
– عن اللى مش مخليكى على بعضك اليومين دول وجايبلك قلق ومخلى ميرا عزام الرافعى ملهاش نفس لأى حاجة حتى السفر اللى كانت بتعشقه مش عايز تسافر
زفرت ميرا زفرة هواء قوية تمد يدها تعيد خصلات شعرها الأشقر خلف أذنها
– انتوا شكلكم كده فاضيين وعايزين تتسلوا عليا انا همشى مش قادرة أقعد اكتر من كده باى
اخذت ميرا حقيبتها لتهم بالمغادرة لم تنتبه لذلك القادم الذى اصطتدمت به ليطيح بنظارتها الشمسية من على عينيها بدون قصد فهتفت به بغضب
– ايه ده مش تحاسب وأنت ماشى كسرتلى النظارة دى براند عارف انت تمنها كام دى مش تفتح يا استاذ أنت
وقف حسام بدون حراك ينظر اليها فهو تذكرها فهى نفسها تلك الفتاة التى رأها برفقة أيسر ذلك اليوم تلك الفاتنة الشقراء انتظرها حتى انتهت من وابل حديثها
– أنا أسف يا أنسة مكنش قصدى ان اخبط فيكى غصب عنى أكيد مش قاصد يعنى ان انا اكسرلك النضارة البراند بتاعتك
تعجبت ميرا من نبرة البرود التى تكتنف اعتذاره فهو كأنه يخلع عليها الكلام قسراً
– وهو انا كده استفدت من أسفك مش كده اعمل بيه ايه دلوقتى
تنهد حسام بضيق مردفاً:
– أنتى عايزة ايه دلوقتى قوليلى على اللى انتى عيزاه وخلصينى انا مش فاضى للهرتلة الفاضية بتاعتك دى ولا ان انا افضل اتحايل عليكى علشان تقبلى اعتذارى انا اتأسفتلك قبلتى أسفى كان بها مقبلتهوش برضه براحتك انا مش ناقص خنقة على الصبح من واحدة مدلعة زيك ومش هاممها غير نضارتها اللى اتكسرت
نظرت اليه ميرا مشدوهة من جرأته فى حديثه معها فهى لم تقابل احد من قبل يعاملها بجفاء او بأسلوب خالى من الذوق والاطراء فنظرت اليه نظرة غاضبة:
– تصدق انت واحد قليل الادب ومش محترم واهلك معرفوش يربوك كمان
غلى الدم فى عروق حسام من حديثها فرفع يده كأنه على وشك صفعها الا انه تدارك نفسه قبل ان يفعل فعقدت ميرا ذراعيها أمام صدرها تنظر اليه بتحدى
– يلا ما تضرب سكت ليه اعملها كده علشان ميطلعش عليك يوم تانى انت مش عارف انا مين وبنت مين
نظر اليها حسام متأففا من نبرة التعالى بصوتها
– هتكونى بنت مين يعنى بنت بارون ديلون ولا بنت السفيرة عزيزة يلا ربنا يهديكى امشى من قدامى الساعة دى
وصلت ميرا الى حافة صبرها فعلا صوتها قائلة:
– انا عايزة أعرف الاشكال اللى زيك دخلت هنا النادى ازاى الأمن سيبك تدخل بأى صفة انا مش هعديلك قلة ادبك ده وهندمك على قلة ذوقك دى ومبقاش انا ميرا الا لما دفعتك تمن اهانتك دى غالى أوى
ابتسم لها حسام بسخرية وعدم اكتراث قائلا:
– اعلى ما فى خيل اركبيه يا حلوة سلام
لوح لها حسام بيده وهو يبتسم لها تلك الابتسامة التى عندما رأتها ميرا كانت تريد ان تذهب خلفه لتصفعه على وجهه ترد اهانته لها وتثأر لكرامتها التى شعرت بالمهانة من حديث ذلك الشاب ،وضعت حقيبتها على كتفها ومازالت نيران الغضب مشتعلة بداخلها تتمنى لو تحرقه بها تجعله رمادا ثأراً لكبرياءها كأنثى شعرت بأنه نال من كرامتها واعتدداها بنفسها..!!!
_______
خرجت ثراء وضحى من القاعة الدراسية فوجدت أمير ينتظرها بالخارج كما اعتاد ان يفعل منذ مجيئه لها هنا أول مرة الا انها لم تفعل شئ فضلت الصمت فالكلام لن يجدى نفعا معه حاولت تجاهله الا انها سمعت صوته يناديها
– ثراء استنى
التفتت اليه ثراء تتنهد بتعب قائلة:
– انت وبعدين معاك بقى فى اللى بتعمله ده اظن انت مش صغير على شغل العيال ده يا أمير ولا شغل المراهقين ده
لم يصدق أذنيه انها تفوهت بإسمه او انها تتحدث بهذا الهدوء معه
– انتى اللى مش مديانى فرصة يا ثراء وخلتينى اعمل شغل المراهقة ده واعملك فيها روميو واجيلك الكلية فاضل شوية بس واتسلق الشجرة اللى تحت شباك اوضتك وابقى اقع تنكسر رقبتى ويبقى ذنبى فى رقبتك
ابتسمت ثراء على كلامه تحرك رأسها بيأس من عدم جدوى الحديث معه،هل حقاً هى ابتسمت له الآن هل هذه هي ثراء التى كلما تقابلت معه كانت تود حرقه حيا
– انتى كمان بتبتسمى يا ثراء اه يا قلبى لاء انا هروح اجيبلك حاجة تشربيها بالمناسبة الحلوة دى بقى
كأنها انتبهت لما تفعل فعادت لوجومها مرة اخرى تتركه وتذهب برفقة ضحى جلسوا فى مكانهن المعتاد نظرت اليها ضحى متسألة:
ثراء هو انتى ممكن تدى أمير فرصة علشان تعرفيه
لم تجبها ثراء بل حولت نظرها الى ذلك الذى يقف ويستند على السيارة
– انا فى عذاب يا ضحى لما يبقى اللى بحبه مش حاسس بيا واللى بيقول انه بيحبنى انا مش حاسة بيه انا بس مستنية كلمة واحدة بس من أيسر يقولها وانا ارفض أمير وارفض عشرة زيه بس يقولها
فكرت ضحى فى كلام ثراء لتنظر اليها قائلة:
– ما تختبريه يا ثراء وشوفى رد فعله ايه
لم تفهم ثراء ما ترمى اليه ضحى فقالت:
– أختبر مين قصدك على أيسر يعنى يا ضحى
هزت ضحى رأسها بالموافقة قائلة:
– ايوة هو يا ثراء اختبريه وشوفى رد فعله ايه لو فعلا بيحبك هيقول لكن لو مش بيحبك شوفى مصلحتك يابنت الناس ومتستنيش حاجة مش هتحصل
نظرت اليها ثراء باهتمام بالغ قائلة:
– طب اختبره ازاى يا ضحى قوليلى
قالت ضحى وهى تشرح لها ماذا تفعل:
– هو شايف اهو ان أمير بيجرى وراكى فى كل حتة لو مثلا قولتيله ان أمير عايز يتقدملك وانتى محتارة تعملى ايه ساعتها هتشوفى رد فعله هيكون ايه لو بيحبك مش هيقدر يخبى وهيعترفلك لكن لو مبيحبكيش مش هيفرق معاه الموضوع
استحسنت ثراء حديث ضحى فعزمت أن تنفذ خطتها اليوم وهم عائدين الى المنزل لمحت ثراء عودة أمير إليهن وهو مازال مبتسماً فقال:
– اتفضلوا جبتلكم عصير تشربوه
تركت ثراء من مكانها تبدى استعدادها للعودة إلى المنزل
– شكرا بس انا لازم اروح دلوقتى علشان متأخرش
سد عليها أمير الطريق فنظرت اليه مستفسرة عن سبب تصرفه فاستطردت قائلة:
– فى ايه ابعد خلينى أمشى متقفش قدامى كده
– هسيبك تمشى بس انا حابب أجى اطلب ايدك من باباكى يا ثراء قولى انك موافقة وانا اروح لباباكى دلوقتى حالا بس انتى وافقى بس
نظر اليها برجاء ان تجيبه على طلبه فهتفت بهدوء:
– سيبنى افكر يا أمير فى الموضوع وهقولك رأيى سلام
غادرت ضحى وذهبت ثراء



موعد البارت الجديد الساعة ( 4 م ) يوميا ان شاء الله 

هنا تنتهى احداث رواية سر غائب البارت الخامس عشر ، يمكنكم اكمال باقى احداث رواية سر غائب البارت السادس عشر  أوقراءة المزيد من الروايات المكتملة فى قسم روايات كاملة .

نأمل أن تكونوا قد استمتعتم بـ رواية سر غائب " متاهة العشق والإنتقام" ، والى اللقاء فى حلقة قادمة بإذن الله ، لمزيد من الروايات يمكنكم متابعتنا على الموقع أو فيس بوك ، كما يمكنكم طلب رواياتكم المفضلة وسنقوم بوضعها كاملة على الموقع .
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-