رواية أصبحت أسيرته البارت الواحد والعشرون 21 - روايات سماح نجيب ( سمسم)

    نقدم اليوم احداث رواية اصبحت اسيرته البارت 21 من روايات سماح نجيب . والتى تندرج تحت تصنيف روايات رومانسية ، تعد الرواية  واحدة من اجمل الروايات رومانسية  والتى نالت اعجاب القراء على الموقع ، لـ قراءة احداث رواية اصبحت اسيرته كاملة بقلم سماح نجيب من خلال اللينك السابق ، أو تنزيل رواية اصبحت اسيرته pdf كاملة  من خلال موقعنا .


رواية أصبحت أسيرته البارت 21 - روايات سماح نجيب ( سمسم)



أصبحت اسيرته الفصل الواحد والعشرون

* أصبحت أسيرته *
٢١ – " قد آن الأوان "

بكل موقف تختبره معه ، تعلم مدى ذكاءه وحنكته بحل الأمور ، فتلك الوسيلة التى أتبعها للتخلص من تلك السموم البيضاء المسماه الهيروين ،فهى الأنسب على الإطلاق

حكت تالين جبهتها قائلة :
– يعنى أنت اتخلصت من المخدرات كلها أنك روحت وديتها النيابة هى والتسجيل

أومأ برأسه إيجاباً ، فهو أقدم على فعل ذلك للتخلص منها بشكل نهائى ، ولا تستطيع يد أخرى الوصول إليها

فأسدل جفنيه مغمغماً بتفكه:
– خلصتى كده أسئلة ولا فى حاجة تانية فى المنهج لسه عايزة إجابة عليها

نقرت بإصبعها على جانب رأسها كأنها تفكر بأمر ما فهتفت قائلة بتفكير:
– أستنى كده أشوف لسه فى حاجة ولا لاء

– لا بقولك إيه أنا بقى كفاية أسئلة كده النهاردة خلى الباقى لبكرة
رأى أنها نالت حصتها كاملة من الاسئلة والفضول الذى لا ينكر أنه يثير لديه بعض الإعجاب من رغبتها بمعرفة كل شئ يعرقل حياته ، فحاول إسكاتها بتلك الطريقة التى يجيدها ،ويعلم أنها تأتى بالنتائج المرغوبة معها ، ليجعلها تكف عن طرح المزيد من الأسئلة
_______________
باليوم التالى مساءاً...
سقط الهاتف من يدها ،بعد رؤية ذلك الخبر الذى تناقلته عدة صفحات لأصدقاء لها على مواقع التواصل الاجتماعى ، فالخبر قرأته عدة مرات لتتأكد من أنها لم تخطئ بذلك الإسم الذى تصدر الخبر

وضعت ديما يدها على فمها مشدوهة وهى تغمغم:
– معقولة نايا تعمل كده

لم تتخلى عن ذهولها واندهاشها ، إلا عندما سمعت صوت طرق على باب غرفتها ، فتحت الباب فوجدت جواد وتالين ، تعجبت قليلاً من مجيئهما سوياً لها بغرفتها

تبسمت تالين لها :
– كنا عايزين نتكلم معاكى فى موضوع يا ديما

تنحت جانباً تشير إليهما بالدخول ،فولج جواد بأثر زوجته ،وجلس بجانبها على الأريكة الموجودة أسفل إحدى نوافذ الغرفة

هتف جواد قائلاً بصوت رزين:
– أقعدى يا ديما علشان فى موضوع يخص مستقبلك عايز أكلمك فيه

زاد قلقها أكثر مما سمعته منه ، فأى شأن يخص مستقبلها يريدها من أجله ، فهل حدث شئ وهى لا تعلم

إلا انه رأى نظرات التيه على وجهها الذى أصابه إصفرار غير معتاد فقطب حاجبيه متسائلاً:
– مالك يا ديما وشك أصفر ليه كده

رفرفت بأهدابها عدة مرات قبل أن تقول:
– النهاردة عرفت أن نايا أنتحرت وموتت نفسها

أتسعت حدقتيه مما سمعه ، فلما أقدمت على فعل ذلك ، وتنهى حياتها بتلك الطريقة الآثمة ، فعوضاً عن أن تتوب وترجع إلى الله ،أضافت لذنوبها ذنب عظيم

رد جواد قائلاً:
– لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم الله يرحمها ويغفر لها

جالسة هى لا تعرف من تكون تلك الفتاة التى يتحدثون عنها ، ولكنها تذكرت عندما اخبرها زوجها بشأن صديقة ديما التى كانت ترغب بإستغلالها من أجل المال

أمنت ديما وتالين على ما قاله ، فأرادت ديما أن تعرف بشأن ذلك الأمر الذى يريدها به :
– مقولتليش كنت عايزنى فى إيه يا جواد

رمقها جواد بنظرة مطولة قبل أن يقول:
– هو الموضوع أن فى عريس متقدملك فجيت أقولك علشان أعرف رأيك إيه

بإتيانه على ذكر هذا الأمر ، تعالت أنفاسها الخائفة ، فهى تريد الاقتران بمن دق له قلبها ، ولكن قبل أن تبدى إعتراضاً سمعت تالين قائلة:
– صدقينى هو عريس كويس اوى يا ديما شاب محترم ومتعلم وابن ناس هو يبقى سليم ابن خالتى

ظنت أنها لم تستمع جيداً لاسم هذا العريس ، فهتفت قائلة ببلاهة:
– أنتى بتقولى مين يا تالين

حك جواد مؤخرة عنقه بإرهاق :
– بتقولك سليم ابن خالتها الباشمهندس سليم عرفتيه كده قولتى ايه يا ديما

إذا فالاسم الذى استمعت اليه صحيحاً ،ولم تتوهم ذلك ، سريان الدماء بعروقها ،جعلها تشعر بأن تقف أمام ألسنة لهب ،تكاد تحرق وجهها ،من ذلك الخجل الذى أصطبغت به وجنتيها وربما هى تلك المرة الاولى التى تشعر بالخجل من سماع إسم معين

لم يرى وجهها الخجول هذا قبل الآن ، فإرتفعت شفته العليا بإبتسامة خافتة دلالة على معرفة ما اعتراها بعد سماع إسم سليم ، ولا يعرف لما زاد عنده حب مشاكستها الآن

فتصنع الجدية قائلاً:
– الظاهر كده يا ديما مش موافقة علشان مش بتردى خلاص بقى براحتك يلا يا تالين

قبل أن يقوم من مكانه سمع صوتها قائلة بصياح:
– إيييه هو انا لسه نطقت هو مسمعتش عن المثل اللى بيقول السكوت علامة الرضا

وضعت يدها على فمها بعدما تفوهت بجملتها ، فما تلك الرعونة التى تحدثت بها ، ولكن لم يكن لها بذلك يد سوى سماع جواد يعلن عن رفضها الذى لم تتفوه به

فرحت تالين مما سمعته ،فكم سيكون سليم سعيداً بعلمه ،أن ديما من الواضح أنها تكن له مشاعر خاصة به وحده ، فهى تعلم الآن كيف يكون شعور الأنثى عندما تقع بالحب

فأقتربت تالين منها فقبلتها على وجنتها ممازحة :
– إذا كان كده على البركة بقى دا سليم لما يعرف هيغمى عليه أصل واقع اوى يا ديما غرقان لشوشته خالص على العموم هقوله ويومين كده وييجى علشان يخطبك

ربما سعدت ديما بسماع ذلك ،أكثر من سماعها بشأن رغبته فى الاقتران بها ، فأن الأوان لها بأن تحيا بقصة حب حقيقى يتبادلها معها من سيكون زوج لها

ندت عنه زفرة الراحة ،وهو يكاد يقترب من الوفاء بتلك الوصية التى تركها عمه ، فدعا الله أن يتم الأمر بخير
_______________
قبو قذر تفوح منه رائحة الدماء التى ربما ما زالت أثارها مختلطة بتراب الأرضية ، فالقبو شهد على مقتل الكثير من قبل ، فكم نقم كمال على طلعت بأن أودعه بذلك القبو الذى كان بمثابة مقبرة وسيرى بها أشباح من تم قتلهم هنا من قبل وكان أخرهم رشدى ،الذى شهد هو الآخر على مقتله بيد طلعت

فرك يديه بتوتر وهو يغمغم:
– هى القاعدة دى هتطول هنا ولا إيه

سمع صوت صرير الباب ، فأرتجفت أوصاله ، كأنه يرى شبحاً من هؤلاء القتلى ،جاء ليأنسه بتلك الجلسة الموحشة ،كلما أرتفع صوت صرير الباب ،كلما أقدمت قدميه على الإرتداد للخلف ، فمن يرى بوادر الخوف التى كللت وجهه ، لا يصدق انه كان يعمل ضابطاً بيوم من الأيام ،معتادا على رؤية الدماء والجثث والقتلى ،ولكن كأن الله نزع منه إحساسه المتبلد ليبدل إياه ،بخوف عظيم ورهبة ،من أى صوت يسمعه

حتى وإن كان المكان مضاءاً بمصباح يتدلى من السقف بسلسلة من الحديد ،فلم يكن هذا كافياً لرؤية من فتح الباب ويتقدم منه بخطوات حثيثة ،كمن كان بإنتظار حكم الإعدام ،وقد حان تنفيذه

كم بدا شبيهاً الآن بطفل صغير غير قادر على أن يقول جملة مترابطة ،فكلماته تخرج مبعثرة ،كدقات الخوف التى علا صوت طنينها بصدره وأذنه
– أانت ممين وععايز منى إيه

رأى وجه يطالعه بتقطيبة خفيفة بين حاجبيه وهو يقول:
– أنا جايبلك الاكل يا كمال بيه زى ما وصى طلعت باشا

أنهارت قدميه التى كان يتحايل عليها بأن تسعفه ليظل واقفاً ،
عندما تبين هوية ذلك الرجل والذى لم يكن سوى أحد حراس طلعت

رفع يده يشير له بالانصراف ،فهو حتى غير قادر على الكلام ، أرتمى بكامل جسده على تلك الأرضية الترابية ، كمن خارت قوته وضعفت بنيته ، لم يأبه لوجهه المغموس بالتراب ، فعيناه جامدة معلقة النظرات بباب القبو

فهو أشبه بميت يرى كيف تكون حياة القبور ،التى لا يوجد متاع بها سوى تراب وظلام ، وكيف تكون جحيماً لمن عصى الله وأنساه الشيطان ذكر ربه

مد يده ببطئ يسحب الكيس البلاستيكى الذى أتى له به الحارس ، ففكر أنه ربما إذا تناول شئ من الطعام ، يستطيع أن يعيد لجسده بعض من قوته التى سلبها منه الخوف

إعتدل جالساً ، يمسح ما علق بوجهه من ذرات التراب ، وبدأ بتناول الطعام الذى شعر بأنه لايفرق كثيراً عن مذاق الغبار بفمه

وجبة دسمة ساهمت فى أن تشعره ولو بالقليل من الراحة ،التى فقدها منذ علمه بما ينتظره بعد أن تم إقالته من منصبه ولم يكن هذا كافياً بل أصدرت السلطات أمراً بإلقاء القبض عليه ، ليصبح مطارداً شأنه شأن المجرمين الذين كان يطارهم سابقاً ، فيالها من حياة عندما ينقلب نعيمه بلحظة لجحيم وشقاء وكل هذا من أفعاله ، فربما ما حدث له دعوة أم مكلمومة أو أب مكلوم على ما كان يفعله بأبرياء لا حيلة لهم ولا سلطان سوى أنهم داعين الله بأن يرد إليهم حقوقهم

فربما لم يعى معنى تلك الكلمات " أتق شر دعوة المظلوم فليس بينهما وبين الله حجاب " إلا الآن

فذلك الكأس الذى سقى منه الآخرين ، أن له الأوان بأن يتجرع منه حتى تكتفى روحه الضالة ، فربما يرجئ الله بعض الدعوات إلا دعوة المظلوم ، فينال الظالم جزاءه على مرئ ومسمع ممن أقدم على ظلمه متغافلاً بأن الله بالمرصاد لمن يحيد عن شريعته
_________
فى صباح باكر ...
مر الوقت سريعاً ، بعد ليلة دامت أواصر المحبة بها وقتاً لا بأس به ،من حورية لا تريد ترك من يأسر روحها بقيود الغرام ، وعاشق يرى أنه مازال باكراً ليصحو من غفوته برفقة فاتنته
كانت تالين لا تزال تستلقى على الفراش تتنفس بارتياح والإبتسامة على ثغرها ، حتى وإن كانت مغمضة العينين ،ولكن يكفى طيفه الذى يجول بخاطرها من أن يجعل الابتسامة تزين ثغرها ، فكم تمنت لو تبقى هنا مكانها تنعم بالدفء ، عوضاً عن نهوضها للذهاب إلى الجامعة، فالمنبه مازال صوته يصدح بالغرفة حتى أصابها بالضجر والملل

فغمغمت تقول بصوت ناعس:
– كلية إيه ونيلة إيه بس دلوقتى ما يلغوش اللى فاضل من الترم ينوبهم ثواب

سمع صوتها الهامس ، فأقترب منها هامساً :
– تالين ماهو يتقفلى المنبه ده ، يا تصحى بقى وتروحى كليتك

مدت يدها تتحسس مكان الهاتف فوجدته ،وأغلقت ذلك الصوت المزعج ، فتح عيناها ووضعت يدها على فمها تكتم صوت تثائبها ، فعادت لمكانها ثانية ، فهى تجاهلت نداء عقلها لها بأن تفيق وتذهب للكلية ، فلتنعم بتلك اللحظات بجانبه

تململ بنومه وهو يقول:
– تالين أنتى مش هتروحى الكلية ولا إيه

ردت تالين قائلة :
– لاء حاسة ان الجو ساقعة النهاردة مش عايزة أحقق ذاتى وطموحى النهاردة هخليهم لبكرة

فتحت عيناها ببطئ ،بعد سماع ضحكته الخافتة ، فعادت ودفنت وجهها بالوسادة مغمغمة:
– نام أنت كمان بلا شغل بلا بتاع النهاردة مفيش احلى من النوم

قرص وجنتها ممازحاً :
– يا سلام أنا عرفت دلوقتى معنى جملة " وراء كل رجل عظيم إمرأة تهد ما بناه "

حان دورها هى بالضحك ، فهو يكون أكثر وسامة وجاذبية عندما يتخلى عن بروده ويمازحها ، تلك اللطافة التى لم تكن تعلم أنه يتحلى بها ، فماذا سيفعل أيضاً ،ليجعلها مغرمة به أكثر

جلست بالفراش قائلة بصوت ناعس:
– أنا دلوقتى أفتكرت ان لازم أروح الكلية علشان سمر بعد الكلية هنروح نشترى ليها فستان علشان كتب كتابها كمان يومين

أرتكزت بمرفقها على ركبتها تسند رأسها المثقل ، تتثائب بنعومة :
– أممم مع أن النوم مغرى بس لازم ألبى نداء الصداقة

إعتدل هو الآخر جالساً على طرف الفراش ،ووضع قدميه أرضاً وهو يتحسس شعره مغمغماً:
– أنا نفسى أعرف ايه سر أنك لازم تنعكشيلى شعرى كده يا تالين

أقتربت منه تطوقه من الخلف تستند برأسها على ظهره:
– أصل بيبقى شكلك قمور أوى وأنت شعرك منعكش يا بيبى

إلتفت برأسه قليلا للخلف قائلاً بصوت ماكر:
– ما بلاش يا بيبى دى على الصبح يا تالين بلاش تنكشينى أنا كمان

– هتعمل ايه يا قلب تالين
قالتها ويداها تعيث فساداً بشعره ،كمن تريد أن تمازحه مثلما أعتاد أن يفعل معها

لم يكن بحسبانها أن ينهض من الفراش حاملاً إياها على ظهره ،فتشبثت بذراعيها حول عنقه وهى تشهق من فعلته التى باغتها بها ،فخشيت أن تسقط أرضاً

فهتفت قائلة بمشاغبة :
– بسم الله ماشاء الله متجوزة ناطحة سحاب هى الأرض بعيدة كده ليه

تذكر جواد طفله الراحل ، فكان دائما ما يطالبه بحمله على ظهره مستمتعاً هو بصوت ضحكته البريئة ، لاحظت تالين سكونه ، فحلت ذراعيها من حول عنقه ، فساعدها بأن تطأ قدميها الأرض فدارت حوله ووقفت أمامه

طالعته بصمت وهى ترى عيناه غامت بالدموع ولا تعلم سر ذلك ،وهما من كانوا يمزحان منذ دقيقة

فسألته وهى تقول بإهتمام كبير:
– حبيبى مالك فى إيه إيه اللى حصل

أطبق على شفتيه ليوقف إرتجافها وهو يقول بصوت شابه الحزن:
– أفتكرت أدم لما كان دايما يطلب منى أن أشيله على ضهرى ونلعب سوا أنتى عارفة يا تالين عيد ميلاده كمان يومين كان زمانه دلوقتى فى اولى سنوات دراسته ، لما كان بيروح الحضانة كان يقولى يا بابا أنا كبير وعايز أروح المدرسة علشان عايز أبقى مخترع وأطلع الفضاء بس ملحقش يعمل حاجة من اللى كان بيحلم بيها ،راح قدام عينيا ، لسه فاكر صوته وهو بيناديلى ويقولى يابابا ألحقنى مقدرتش ألحقه كنت عاجز أنه اساعده وأساعد نفسى ، وجع يا تالين وجع وساكن فى قلبى ساعات لما بفتكر الحادثة ببقى نفسى أصرخ بعلو صوتى بس بكتم جوايا علشان اللى حواليا ميحسوش بضعفى لأن هم شايفينى أن أنا السند بالنسبة ليهم ومش لازم أضعف

لامس قلبها بحديثه ، فما كان منها سوى أن دعته ليتوسد كتفها ، وليجعلها مبكاه ،سيجدها مرحبة به بضعفه قبل قوته ، فهى من يستطيع أن يكون معها بدون مواربة أو وجل ، فكل منهما غطاءٍ وسترٍ للأخر
فالمولى تعالى قال بكتابه العزيز " هن لباس لكم وأنتم لباس لهن "
______________
أنتهى هيلينا من يومها الدراسى ،فلملمت أغراضها تتأهب للعودة للمنزل ، ولكن قبل أن تخرج من القاعة الدراسية ، رأت من يستند على الباب عاقداً ذراعيه أمام صدره يبتسم لها ، فضمت كتبها لصدرها وهى تبتسم بخجل بعد رؤيته ،فلماذا جاء لهنا اليوم

فتقدم نائل بضع خطوات وهو يقول:
– أخبارك إيه النهاردة

ردت هيلينا قائلة بصوت خافت:
– الحمد لله تمام بس أنت بتعمل ايه هنا

يالها من جميلة تثير إفتتنانه بها ، فصار يعد الدقائق حتى يحين موعد زواجهما ، فملكت عليه قلبه

فندت عنه تنهيدة حارة:
– جاى علشان أشوفك يا هيلينا أنتى مش بقيتى فى حكم خطيبتى دلوقتى وقريب هتبقى المدام بتاعتى أنا مبقتش عارف أنام متقولى لخالك ده يجوزنا بقى ونخلص

ضحكت هيلينا على حديثه ، فهى أبدت موافقتها بالاقتران به ،ولكن لابد لها أن تستمع لما قاله جواد لها

فحمحمت قائلة:
– نائل أنا اه وافقت عليك بس برضه لازم اسمع كلام جواد واصبر شوية الدنيا مش هتطير يعنى أصبر على رزقك

تبسم نائل على ما تفوهت به :
– الدنيا مش هتطير وأصبر على رزقى ! لاء دا أنتى كده بقيتى مصرية مصرية مفيش كلام يعنى بس أحلى مصرية بطعم ألمانى ميكس رهيب

وكزته بكتبها قائلة بتبرم:
– بطل قلة أدب ومعاكسة ماشى أحسن مش هتجوزك انت فاهم

وضع يده على فمه دليل صمته ، فأبدت أستحساناً لما فعله فإستطردت قائلة بهدوء:
– أيوة كده شاطر يلا بقى علشان عايزة أروح علشان جواد وتالين جايين النهاردة هنتغدا سوا

– طب أوصلك طيب
قالها نائل وهو يتبعها ،بعد أن تقدمته بخطواتها

فإلتفتت إليه قائلة برفض:
– لاء شكرا معايا عربيتى وأركب معاك عربيتك بصفة إيه اصلا أحنا مفيش بينا حاجة رسمى ومش علشان أنا جذورى ألمانية وعشت هناك يبقى دى يخلينى أنسى أن أنا دلوقتى مسلمة يا نائل فاهم سلام

لا حاجة لها أن تفعل أكثر من ذلك ، حتى تجعله غارقاً بغرامها
فما تلك الصدفة التى أمتن لها أن جعلته أن يقابل تلك الفتاة

عادت للشقة وجدت جواد وتالين بإنتظارها ،فتقدمت منها مرحبة بمجيئهما ، ولكن سمعت صوت جرس الباب ففتحت الخادمة ،فرأت نائل يلج مهللاً:
– هو فين الغدا أنا جعان

ربما هو تخطى مرحلة الجنون ، فهو تبعها لهنا ،وعندما تأكد من وجود سيارة جواد بالاسفل صعد للشقة ، فهو يريد رؤيتها وقت أطول ،وربما يلح بطلبه بعقد القران قريباً

ترك جواد مقعده يقترب منه يمسكه من ياقة قميصه قائلاً:
– واد أنت ايه اللى جابك دلوقتى مش قايلك متجيش هنا إلا لما أقولك ايه اللى بتعمله ده بقى

ربت نائل على كتف جواد بإستجداء ممازح:
– ماهو أنا جاى أقولك جوزهالى بقى يا عمى حرام أستنى أكتر من كده أنا بقالى كتير مستنى

فغر جواد فاهه وهو يقول:
– أكتر من كده ايه يا ابنى انت دا انت لسه عارفها من مدة قصيرة

– ماهو برضه كتير ما هو مكنتش عامل حسابى أن هحب كده من أول نظرة
بعد أن أنهى نائل حديثه ، شرد جواد بفكره فهو لا يلومه على ما يشعر به ، فكيف له ذلك ،وهو من وقع صريع الهوى من أول نظرة ولقاء له بزوجته ، فهو لن يكون أنانياً ويجعله ينتظر كثيراً ، فحتى إن لم ينتهى مما يقلقه ، فهو لن يضن عليهما بالسعادة التى ينتظر كل منهما أن يحصل عليها
____________
عادت للشقة بعد خروجها من إحدى متاجر بيع ثياب الأطفال وحديثى الولادة ، بعد أن أبتاعت ثياب لمولودها القادم ، ولجت للداخل ، ووضعت الأغراض من يدها ، فأخرجتها ثوب تلو الآخر تعيد النظر به ،وهى تتخيل صغيرها يرتدى تلك الثياب ذات الألوان الزاهية ،بالرغم من كونها لا تعلم إذا كانت ستنجب صبياً أم فتاة ولكن غريزتها جعلتها تبتاع ثياب لفتاة ، فحدسها ينبأها أنها ستنجب فتاة وليس صبى

ضمت قطعة من الثياب لصدرها وهى مبتسمة لتعود وتضعها على بطنها وهى تمسد عليها بحنان:
– حبيبتى أنا قلبى حاسس أنك بنوتة مش عارفة ليه وجبتلك هدوم جميلة خالص إن شاء الله تيجى على الدنيا بالسلامة يا قلبى

مسدت على بطنها مراراً وتكراراً ،حتى سمعت صوت الباب يفتح يلج منه قاسم ، فنهضت من مكانها قائلة بإبتسامة:
– حبيبى تعالى شوف أشتريت هدوم كتير للبيبى شوف شكلهم جميل أوى إزاى

تبسم قاسم وهو يجيل ببصره فيما ابتعته ،فهو سعيد لسعادتها :
– بس ليه جبتى كله لبس بنات يا جومانا

إتسعت إبتسامتها وهى تجيبه:
– لأن قلبى حاسس انها هتكون بنوتة يا قاسم قلبى بيقولى كده

ضمها إليه ،فإستكانت هادئة إلا أنها رفعت رأسها تنظر إليه برجاء:
– قاسم أنا نفسى فى أكل بطيخ دلوقتى

زوى قاسم ما بين حاجبيه بغرابة:
– بطيخ بس مش ده الموسم بتاعه يا حبيبتى

ترجته كثيراً بأن يأتى لها بما تشتهيه ، فرضخ لها بالأخير :
– حاضر هنزل أدورلك عليه دا أنتى طلباتك غريبة أنتى وبنتك دى
نطق بها قاسم بتفكه ،وهو يتجه صوب باب الشقة ، فخرج منه مغلقاً إياه خلفه، فتبسمت على قوله فأخذت الثياب لغرفتها ، فلتنال قسط من الراحة لحين عودة زوجها

شرعت فى خلع ثيابها لترتدى ثياب بيتيه أكثر راحة ، وعندما أنتهت ما كادت تجلس على الفراش حتى سمعت صوت جرس الباب ، فتركت مكانها وخرجت من الغرفة ، وصلت لباب الشقة ،ونظرت من الثقب الصغير بمنتصف الباب ولكنها لم ترى أحد أمام الباب

فهمست بغرابة:
– مفيش حد قدام الباب طب مين رن الجرس

سمعت صوت الجرس ثانية ،فلم ترى أحد ، فزاد شعورها بالغرابة ،ففتحت الباب وأطلت برأسها من شق الباب لترى من يفعل ذلك فربما يكون طفلاً صغيراً إبن أحد ساكنى البناية

ولكن بلمحة خاطفة وجدت من يدفعها للداخل ،يفتح الباب على مصراعيه ، فكادت تسقط أرضاً بعد دفع تلك اليد لها

ولكن عندما وعت على ما يحدث جحظت عيناها عندما رأت تلك التى تقف أمامها تبتسم بخبث وهى عاقدة ذراعيها أمام صدرها تقف على عتبة الباب قائلة بصوت هادر:
– أزيك يا جومانا إيه مش هتقوليلى أتفضلى يا جوليا كنتى فاكرة أن مش هعرف أوصلك يا أختى يا حبيبتى
_____________
يتبع....!!!


موعد البارت الجديد الساعة ( 4 م ) يوميا ان شاء الله 

هنا تنتهى احداث رواية أصبحت اسيرته البارت 21 ، يمكنكم اكمال باقى احداث رواية اصبحت اسيرته البارت 22  أوقراءة المزيد من الروايات المكتملة فى قسم روايات كاملة .

نأمل أن تكونوا قد استمتعتم بـ رواية أصبحت أسيرته ، والى اللقاء فى حلقة قادمة بإذن الله ، لمزيد من الروايات يمكنكم متابعتنا على الموقع أو فيس بوك ، كما يمكنكم طلب رواياتكم المفضلة وسنقوم بوضعها كاملة على الموقع .
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-