رواية جنة وهدان الحلقة التاسعة والعشرون والاخيرة 29 - روايات أم فاطمة ( شيماء سعيد )

 نقدم اليوم احداث رواية جنة وهدان الحلقة 29 من روايات أم فاطمة . والتى تندرج تحت تصنيف روايات رومانسية ، تعد الرواية  واحدة من اجمل الروايات رومانسية  والتى نالت اعجاب القراء على الموقع ، لـ قراءة احداث رواية جنة وهدان كاملة بقلم ام فاطمة من خلال اللينك السابق ، أو تنزيل رواية اصبحت اسيرته pdf كاملة  من خلال موقعنا .


رواية جنة وهدان الحلقة الاخيرة - روايات أم فاطمة ( شيماء سعيد )



جنة وهدان الفصل الاخير


الحلقة التاسعة والعشرون والأخيرة

................

🌹 بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله 🌹

عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: "أَحَبُّ الناسِ إلى اللهِ أنفعُهم للناسِ ، وأَحَبُّ الأعمالِ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ سرورٌ تُدخِلُه على مسلمٍ ، تَكشِفُ عنه كُربةً ، أو تقضِي عنه دَيْنًا، أو تَطرُدُ عنه جوعًا، ولأَنْ أمشيَ مع أخٍ في حاجةٍ؛ أَحَبُّ إليَّ من أن اعتكِفَ في هذا المسجدِ يعني مسجدَ المدينةِ شهرًا، ومن كظم غيظَه ولو شاء أن يُمضِيَه أمضاه؛ ملأ اللهُ قلبَه يومَ القيامةِ رِضًا، ومن مشى مع أخيه في حاجةٍ حتى يَقضِيَها له؛ ثبَّتَ اللهُ قدمَيه يومَ تزولُ الأقدامُ".

لأول مرة في حياة وهدان شعر بهذا الحب الحقيقي ممّن حوله ،سواءً أقاربه أو من أهل النچع .

وأسعدته تلك الأدعية التي شعر أنها غيث أو فيض من السماء على قلبه الذي عانى من الحرمان سنوات طويلة.
وخصوصا دعوة عجوز من أهل النچع عندما أعطاها نصيبها
من اللحم بنفسه وهو يربت على يديها بحنو .
العجوز ... إن شاء الله يخليك يا ولدي، ويعطيك ما يحرمك ويرضى عنك .
فاغرورقت عيني وهدان بالدموع قائلا...أحلى دعوة ، اللهم استچب .
......

أما ليلته مع وردة فكانت تتسم بالحب والرومانسية المتدفقة التي حرم منها ليلة زفافه بسبب إصراره على فعل المحرمات ورفضها له لأنا كانت تحلم بزوج صالح يتقي الله فيها .
ولكن الأمر الأن أصبح مختلفا، فقد أصبح كما تمنت وزيادة ولم يخيّب الله دعاءها له دوما بالهداية ، والدعاء سلاح المؤمن دوما .

فتراقص قلب وردة عندما بدأت ليلتهما المباركة بركعتين لله يشكره بهما على فضله وچوده ويسأله فيهما الولد الصالح .
وافتتتحها بتلاوة سورة مريم .
بسم الله الرحمن الرحيم
{كٓهيعٓصٓ (1) ذِكۡرُ رَحۡمَتِ رَبِّكَ عَبۡدَهُۥ زَكَرِيَّآ (2) إِذۡ نَادَىٰ رَبَّهُۥ نِدَآءً خَفِيّٗا (3) قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ ٱلۡعَظۡمُ مِنِّي وَٱشۡتَعَلَ ٱلرَّأۡسُ شَيۡبٗا وَلَمۡ أَكُنۢ بِدُعَآئِكَ رَبِّ شَقِيّٗا (4) وَإِنِّي خِفۡتُ ٱلۡمَوَٰلِيَ مِن وَرَآءِي وَكَانَتِ ٱمۡرَأَتِي عَاقِرٗا فَهَبۡ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيّٗا (5) يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنۡ ءَالِ يَعۡقُوبَۖ وَٱجۡعَلۡهُ رَبِّ رَضِيّٗا (6) يَٰزَكَرِيَّآ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَٰمٍ ٱسۡمُهُۥ يَحۡيَىٰ لَمۡ نَجۡعَل لَّهُۥ مِن قَبۡلُ سَمِيّٗا (7)}

فبكت وردة من ورائه عند سماعها لتلك الآيات التي خرجت من قلبه قبل فمه .
ليستجيب الله لنداء قلبه من فوق سبع سموات، وتأتيه البشرى
في منامه بعد أن قضى منها وترا وبث لها فيها حبه وشوقه المكنون.
وهدان وهو يتلاعب بخصلات شعرها بين يديه بحنو ...يااااه
يا وردتي متعرفيش كنت هعد الثواني چبل الدچايچ چد إيه
وأنا بعيد عنك .
كنت هموت كل ليلة وأنتِ بعيدة عني .
والشوق ليكِ كان هيتعبني چوي چوي ، لغاية إني كنت هخطرف بإسمك في المنام .

فابتسمت وردة بحب وهي تدقق في قسمات وجهه غير مصدقة أنها تتأمله حقا بعد غياب طويل فرددت ...ياااه يا چلب وردة ، أنت هتحكي اللي كنت حاسه أنا بيه كمان .
ياما عدت عليا ليالي صعبة ، الدمعة كانت على خدي مهتنشفش، وفي كل لحظة كنت أتخيل أنك داخل عليا وهتضمني لصدرك اللي بيسع الكون كله .
كنت حاسه زي ما كون في الكون وحدي والعالم فاضي حوليه .
عشان أنت كل حاچة ليا ، چوزي وأبوي وأخوي وسندي بعد ربنا .
ومن غيرك چدرش أعيش .
ثم دمعت عينيها وهي تردد ...يااااه ، سبحان الله اللي صبرني ده كله ، وأهو الحمد لله أنت چدامي دلوك وعتطلع فيك .

وهدان ...عمري كله أنتِ يا وردة .
ثم ضمها وهدان لصدره ، حتى غفيا وذهبا في نوم عميق لأول مرة بعد ليالٍ من العذاب الطويلة المؤرقة.

لينام بعدها مطمئنا فأتاه في منامه طفل صغير أمسكه من بنطاله قائلا ...بابا بابا .

فاندهش وسأله ...أنت مين يا حبيبي ؟؟

فأجابه الطفل... أنا يحيى وهدان سالم الصوامعى.
فاستبشر خيرا .
وعندما استيقظ من نومه لم يحدث وردة بالرؤيا حتى لا تتعلق بها
ثم تحزن لو كان مجرد حلم لن يتحقق .

.................

وعمت الفرحة مرة أخرى أهل النچع .
ووفى عادل شقيق وردة وعده لجلال وحدد معه موعد زواجه
من ابنته شمس بعد خروج وهدان من السجن .

كما ذهب عادل إليه ليهنئه على خروجه سالما معافا بفضل الله، فرحب به وهدان قائلا ...أهلا يا أبو نسب ،نورت يا راچل .

عادل ...نورك يا واد عمي .
ألف حمد لله على سلامتك .
كفارة يا راچل .

وهدان ...الله يسلمك ، الحمد لله على كل حال .

عادل بفرحة ...وبمناسبة خروچك بالسلامة اللي كنت منتظره
من زمان وچولت مش هچوز بتي ولا أفرح غير لما تخرچ .
چيت دلوك مخصوص عشان أسلم عليك وأعزمك على الفرح .

وهدان ...ألف ألف مبروك ، ربنا يبارك ويهنيهم .
ومحتهملش هم شيء ولا مصاريف ، أنا رچبتي سدادة .

عادل بحرج ...لااااا يا أخوي ،مستورة الحمد لله .

وهدان ...خابر بس هي أختي الصغيرة ودي هديتها مني.

عادل ...مچبولة منك يا واد عمي.

جاءت وردة عندما سمعت بقدوم أخيها لتسلم عليه بود وحب كعادتها ...أهلا يا أخوي ، نورتنا .

عادل ...بنورك يا غالية .
بس أنا زعلان منك .

وردة ...ليه إكده ؟

عادل ...أنتِ خابرة ، أن ربنا منّ عليه بالهداية وطبچت شرع ربنا في الورث وعطيت إخواتك البنات چهم .

بس أنتِ مش خابر ليه مش عايزة تاخدي حچك وتريحيني، مع أنك كنتِ زمان أكتر واحدة عتطالبي بحچك وعتلوميني .
فكيف يعني لما چيت أديكِ حچك مرضياش ؟؟

ابتسمت وردة قائلة ...صلي على النبي يا خوي .

فردد وهدان وعادل ...عليه أفضل الصلاة والسلام.

وردة ...أنا كنت عطالب الأول مش عشان محتاچة فلوس ، أنا عمري ما حطتها في بالي وكان أهم حاچة عندي الستر .
بس كنت خايفة عليك أنت من نار جهنم عشان أكل مال اليتيم ، حيث يقول الله فى كتابه الكريم:{إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَىٰ ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا ۖ وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا (10)}

فبكى عادل حتى انتحب....سامحيني يا بت أبوي ، الشيطان كان واخد عچلي ، بس الحمد لله فوچت چبل فوات الأوان .

فابتسمت وردة قائلة...الحمد لله يا خوي ،وده عندي أهم من مال الدنيا كلاته.
ولازم الناس تخاف ربنا ومتچولش الولاد هي اللي تورث والبنات لا .
هما هيكونوا أحكم من ربنا سبحانه وتعالى .

عادل ...لا ، ربنا أحن وأكرم .
وهدان....نعم المولى ونعم النصير
ربنا يبرلكك في الموجود يا عادل وأنا كفيل بمرتي في كل شيء .
وأنا بفضل الله وزعت ورث أبوي على إخواتي البنات بالعدل ، زي ما ربنا چال .
ومش بس إكده أنا تحت أمرهم في كل اللى هيطلبوه.
فنظرت وردة بحب لفارسها ومعشوقها وهدان .
وحمدت الله أن رزقها به واستجاب لدعواتها .

........

وبالفعل تكفل وهدان بكل مصاريف الفرح ، وأقامه في حديقة المنزل .

شد جلال على يد شمس وهي تجلس بجانبه أثناء حفل الزفاف ، فارتعشت يدها في يده بخجل ، فهمس في أذنها .
إيه اچمد يا چلبي، إحنا لسه في أول الليلة يا چمر أنتِ .
تصوري أني مش مصدچ لغاية دلوك أنك خلاص بچيتي حلالي بعد كل سنين الحب دي .

شمس بخجل ...ولا أنا يا جلال ،مين يصدچ أبوي ربنا يهديه علينا بعد ما كان مصمم يچوزني الراچل الكبير عشان فلوسه .
بس أهو الحمد لله ربنا چبر بخاطرنا .

تنهد جلال بإرتياح قائلا ... ‌الحمد لله ، ثم قام وأمسك بالميكرفون وأنشد لها حيث بصوته الجميل .

‌فديتك روحي يا روح الفؤاد هواك ملاك برغم البعاد فأنت شطري بكل المداد شريكة عمري في أسري وقهري في خطوي وصبري بدرب الجهاد يا بسمة روحي في وجهي السجون يا نسمة ليلي طويل السكون يا رسمة نور كبدر تكون يا خير العطايا في وجه الرزايا .

‌ثم انتهى الزفاف ليعيشوا أجمل أوقاتهم بعد شوق وانتظار طويل .

...........

انتقل وهدان رفقة عائلته إلى فيلا القاهرة ليستأنس بوجودهم بجانبه ما عدا والدته التي أصرت على المكوث في الصعيد وتبعتها عائشة ومصطفى .

فكانوا جميعا على قلب رجل واحد، مترابطين ويساعد بعضهم البعض .

اجتمع وهدان بـ زين وحسام وحمدي .

وهدان ...أنا چمعتكم عشان نتكلم في الشغل .

فقالوا ....خير إن شاء الله يا خوي.

وهدان ...كل خير بأمر الله .

أنا هصفي شركة الإستيراد والتصدير بتاعتنا، وبإذن الله عايز أشتغل في ملابس المحچبات والأطفال فهنبتدي بفضل الله بعمل مصنع صغير كده ومع الوچت إن شاء الله ربنا هيكرمنا ويكبر .

ثم حدث وهدان حمدي ...وأنت يا حمدي، أنا عفكر أعمل سنتر كبير للدروس يكون فيها سعر بسيط چدا للطلبة الغير چادرين على تحمل أسعار الدروس الخصوصية .

حمدي ...ياريت والله ، عشان نساعد أولياء الأمور بچد اللي بيوفروا من لچمتهم عشان يدفعوا لعيالهم الدروس الخصوصية، ربنا يبارلكك يا وهدان يا خويا والله، وأنا مستعد أشتغل فيه بدون مقابل لوچه الله .

وهدان مبتسما ....ده عشمي فيك يا حمدي .

بس لا هتاخد أچر وأچر كبير كومان .

أنا ورثي من أبوي الحمد لله كتير وربنا كرمني من وسعه .

ثم نظر إلى حسام قائلا ... وأنت يا دكتور ،عايزك تشوف مكان كده على الچد نعمل فيه مستوصف للغلابة وتكون أنت المدير بتاعه .

حسام ...دي حاجة تشرفني والله يا وهدان .

وأنا من صغري فعلا كان نفسي أعمل حاجة زي دي.

وهدان ...وأهي چت لغاية عنديك وأنا هعملك توكيل عشان بثق في أمانتك .
وعن طريچه تچدر تشوف الأرض المناسبة وتبني وتچيب الحچات المطلوبة وتتفچ مع الدكاترة في چميع التخصصات .

حسام ...بإذن الله ، هيحصل كل اللي أنت عايزه في أقرب وقت وهعمل كل جهدي ، أنه يتعمل بطريقة ترضيك وربنا يجعله في ميزان حسناتك .

وهدان ...اللهم آمين .

نيچي دلوك للحريم .

فضحك زين ...إيه عاد يا وهدان هنشغل الحريم كومان .
طيب تالين ماشي عشان دكتورة بس هي لاسعة يعني وهخليها تشتغل و أمري لله في المستوصف بتاع حسام .

فضحك وهدان قائلا بمداعبة ...مهو الحمد لله أنها لاسعة عشان إكده وفچت تچوزك ، هو أنت حد يطيچك بردك .

فوقف زين وقد تبدلت ملامحه للغضب قائلا ...أكده يا وهدان .

فأمسك وهدان بيده قائلا ...يا راچل أچعد أنا وكتاب الله المچيد ههزر معاك .

أنت فعلا اسم على مسمى زين وراچل زين وأنت وصية أبوك عندي وهتفضل غالي لغاية مچابل وچه كريم .

زين ...متچولش أكده يا وهدان ، ربنا يبارك في عمرك يا أخوي .

وهدان ...أناچصدي قمر ووردة نشغلهم في حضانة كده تعلم العيال يقرؤوا ويكتبوا وكمان يحفظوا كتاب الله .

حسام ...والله فكرة حلوة أوي، حتى عشان تطلع من نفوخي قمر شوية ،دي بتتصل بيه وأنا في الشغل بتاع خمستاشر مرة ،تقول جاي امتى ، اتأخرت ليه ، أنا زهقانة لوحدي .

فضحك وهدان ...أهو شوفت ، نشغلهم شوية عن دماغنا بالعيال .

ثم شرد في وردة وحدث نفسه ...يمكن تلاقي في صحبة العيال ونس ليها لغاية ما ربنا يكرمها .
...........

وبالفعل مع الوقت تم تأسيس كل ما أراده وهدان من مصنع للملابس ومستوصف طبي وسنتر للدروس، بجانب حضانة خصصها وهدان من جزء بملحق كان في حديقة الفيلا .

فكان يشاهد بنفسه وردة تتسابق مع الأطفال في الحديقة وكأنها طفلة صغيرة ، فكان يسعده سماع ضحكاتها والبسمة على وجهها عندما تلاعبهم .

وهدان ...هتكوني أطيب وأحن أم يا وردة .

أنتِ هتعاملي عيال الناس كأنك أمهم ، فكيف لما يچي ولدك
من صلبك؟
ثم دعا قائلا ...يارب فيض علينا من كرمك وارزچنا ذرية طيبة صالحة .
وعندما انتهى من دعائه لاحظ عن بعد وقوف وردة المفاجىء أثناء لعبها مع أطفال الحضانة وإمساكها لرأسها بيدها، ولاحظت ذلك هيام أيضا فشعرت بالقلق ، فأسرعت نحوها قائلة ..مالك يا وردتنا الحلوة ؟؟

وردة...مش عارفة ، حسيت أني دوخت كده مرة واحدة .

هيام ...ألف سلامة عليكي ، طيب أقعدي وأنا هروح أعملك أجدع كوباية ليمون لزوم عيونك الحلوين .

وردة ...لااااا مش قادرة أحط أي حاجة في بطني، من امبارح كل ما آكل أو أشرب حاجة أروح أرجعها على طول .

فابتسمت هيام قائلة ...طيب اقعدي شوية كده ارتاحي وأنا هروح مشوار كده وجاية على طول .

وردة ...هتروحي فين خليكِ معايا عشان الولاد مش هقدر عليهم لوحدي ؟

هيام ...متقلقيش هرجع على طول وهنادي قمر تيجي تساعدك .

وردة ..تمام يا قلبي ، ترجعي بالسلامة .

ثم جاء وهدان لها ونظر لها بحب قائلا...ماله الچميل شكله هفتان أكده ؟؟

وردة ..لا مفيش حاجة أنا كويسة بخير .

هو بس دوخت شوية من اللعب مع الولاد .

طيب كفاية كده واطلعي استريحي وقمر وهيام يكملوا اليوم .
وأنا كمان مش هروح الشغل وهقضي معاكِ اليوم .

وردة...لااا الموضوع مش مستاهل، روح أنت شغلك يلا بألف سلامة .

وأنا عادي خمسة بس وهقوم أكمل ، أنا خلاص اتعودت على أحباب الله دول مقدرش أستغنى عنهم ولسه هكمل حفظ الفاتحة معاهم .

وهدان ...ربنا يبرلكك يا چلب وهدان .

وردة بفرحة ...تعرف يا وهدان أنا فرحانة أوي إني بحفظهم كتاب الله و خصوصا فاتحة الكتاب بالذات .

وهدان...اشمعنه يعني ،ما كل كتاب الله خير !!

وردة ...آه طبعا بس الفاتحة قرايتها ركن من أركان الصلاة فرض، يعني لغاية مربنا يكتبلهم عمر هيصلوا بيها .

فهاخد أنا حسنات لآخر العمر من وراهم عشان حفظتهم الفاتحة .

فابتسم وهدان لتلك الوردة العطر وقبل جبينها قائلا ...صوح عندك حچ ، كانت فايتة عني دي .

ثم أستودعها قائلا ...طيب هسيبك دلوك ولو تعبتي أو احتچتي أي حاچة كلميني على طول .

فاومأت وردة رأسها بإمتنان ...أي نعم ستفعل .

فغادر وهدان إلى محل عمله في المصنع .

لتأتي بعدها هيام من الصيدلية حاملة في يدها تحليلا منزليا للحمل .

هيام بإستبشار ...يلا يا وردة يا جميلة، أدخلي الحمام ، واعملي الطريقة المكتوبة دي بالظبط على علبه التحليل دي .

وردة...تحليل إيه ده ؟

هيام بمداعبة ...تحليل مخدرات ، عشان شكل دماغك متعمرة بزيادة النهاردة .

فضحكت وردة بقولها ...أموت أنا في دمك الشربات ، بس تصوري حاسه صح زى ما يكون شربة حاجة مدوخاني .

هيام وهي تدعوا الله أن يكون ظنها في محله ...سمي بس الله وأدخلي اعملي التحليل وقلبي حاسس أنه خير بإذن الله .

فالتقطته وردة من يديها وعندما قرأت ما كتب عليه شهقت ووضعت يدها على قلبها ونظرت لها والدموع تلمع في عينيها قائلة...معقول تفتكري بعد السنين دي كلها !!

هيام ...معقول طبعا مفيش حاجة بعيدة عن ربنا سبحانه وتعالى.

يلا روحي وأنا متأكدة هتطلعي تبشريني .

فذهبت وردة بخطوات متثاقلة من الخوف والتوتر .
ثم ولجت المرحاض وقامت بعمل التعليمات المكتوبة ثم انتظرت دقيقة لتظهر لها شرطتين باللون الاحمر .

فأخذت تنظر إلى علبة التعليمات المكتوب بها أن ظهور شرطتين يعني أنها حامل .

فشهقت قائلة ...معقول أنا حااااااااامل .
لااااا مش مصدقة نفسي .

ثم أخذت تبكي وطال مكوثها في المرحاض من هول المفاجأة .

فقلقت عليها هيام وذهبت إليها ودق قلبها عندما سمعت صوت أنين بكائها حتى ظنت أن التحليل سلبي وخاب ظنها في الحمل فرددت. ...لا حول ولا قوة إلا بالله .
أقولها إيه دلوقتي ديه ؟

ثم قامت بالنداء عليها ...وردة حبيبتي ، أنتِ كويسة ؟
طمنيني عليكِ ،ومهما كانت النتيجة نقول الحمد لله .

فخرجت لها وردة وبيديها التحليل لتراه هيام فتهلل وجهها فرحا قائلا ...حامل يا حبيبتي ، أمال ليه العياط ده كله ،قلقتيني عليكِ أوي .

وردة ...مش مصدقة يا هيام ، بجد كده حمل ؟

فاحتضنتها هيام بحب قائلة ...آه حمل والله والشرطة التانية كمان تقيلة مش خفيفة يعني شكلك معدية الشهر الأول كمان .

وردة وقد ارتجف جسدها ....لسه مش هطمن ولا أصدق غير لما أشوف بنفسي في السونار .

هيام ...خلينا بس نتصل بوهدان دلوقتي نفرحه وبعدين نشوف حكاية السونار دي سهلة بإذن الله .

فاتصلت هيام بوهدان .

وهدان بقلق...إيه خير أنا لسه طالع، وردة كويسة ؟

هيام ...هي بخير يا خوي چوي چوي چوي .

وهدان بضحك ...لسه هتكلمي صعيدي .

هيام ...ولا عمري هنساه ، وكمان هعلم ولدك لما يچي بالسلامة كمان تمن شهور إكده بالتمام و الكمال.

فشهق وهدان ...هي وردة حاااااامل !!

هيام ...أيوه يا أخوي حامل ، لسه عاملة التحليل حالا .

فقال وهدان ...الله اكبر ، ربنا صدچ وعده ليا .
يحيى چي بأمر الله .
ثم أتبع، أنا چي حالا .

ثم عاد إليها مرة أخرى وعندما وقع نظره عليها وجد عينيها مليئة بالدموع وهتفت قائلة ...أنا حاااااامل يا وهدان .

فأسرع إليها واحتضنها بقوة قائلا ...كنت حاسس وعارف والله ،وعالم أن ربنا سبحانه وتعالى عمره ما خذل حد رفع يده وقال يارب أبداً .

لتكتمل المفاجأة عندما ذهببا للإطمئنان عند الطبيبة التي بشرتهم أنهما توأم .

فزادات فرحتهما وتمنت وردة أن يكونوا ولدا وبنتا.

ومع الأيام كانوا بالفعل كما تمنت فسألها وهدان ،
دلوك أنا هسمي الولد يحيى عشان دي رؤية ولازم أنذذها، بس هسبلك أنتِ البنت تسميها .

هتسميها إيه ؟

فنطقت وردة سريعا ...هسميها جنة طبعا عشان تعوضنا عن جنة بت جميلة .

فأغمض عينيه وهدان وتذكر فقيدته ودعا لها ولجميلة بالرحمة وأدرك حكمة الله في سلبها منه ، فقد كانت منحة له ليعود إلى الله عزو وجل.

وعندما عاد رزقه الله بها من جديد وزيادة يحيى أيضا .
فهذا فضل الله يؤتيه من يشاء .
.........
وبمرور الايام شرف يحيى وجنة إلى الدنيا بسلام .
وعمت الفرحة قلب وهدان ووردة من جديد وعاشوا في سعادة بفضل الله وكرمه وجوده .

ومرت عدة سنوات .

كبر بها يحيى وجنة .

وأثناء حفل ختم جزء عم لهما في سن ست سنوات .

تقدم مروان من جنة ومعه علبة بها سلسلة ذهبية أعطتها له والدته ليقدمها لها .

مروان وعمره أصبح عشر سنوات ...اتفضلي يا چنة .

چنة ..إيه دي يا مروان ؟

مروان...دي سلسلة ، تسمحيلي ألبسهالك .

ليأتي محمد ابن هيام مسرعا وكان يبلغ من العمر اثنتي عشر عاما ليلتقط سريعا السلسلة من مروان قائلا ... ابعد أنت يا أخ أنا هلبسهلها دي عروستي أنا .

وأنا حجزها من وهي في اللفة.

مروان...أنا جايبها وأنت تلبسها ،أنت إيه معندكش دم .

ثم قام صراع بين الاثنين، ليأتى وهدان ويفصل بينهما .

فوقف الإثنين يفترشان النظر للأرض خجلا.

وهدان ...مش عيب اللي عملتوه ده ؟

مروان و محمد ...احنا آسفين يا خالو .

ثم نظر إلى محمد قائلا بضحك ...سمعت أنك عايز تچوز جنة لما تكبر.

محمد بخجل ..آه يا خالو .

وهدان ...طيب أنت عارف مهرها إيه ؟

محمد ...هكبر واشتغل وهجبلها كل اللي هي عايزاه .

وهدان...أنا مش عايز غير حاجة واحدة بس هتقدر عليها؟

محمد ..هقدر بإذن الله بس هي إيه ؟؟

وهدان...أنك تختم القرآن كله .

فتهلل وجه محمد قائلا ...بإذن الله هختمه، أنا دلوقتي حفظت لغاية نص القرآن .

وهدان ...بسم الله ماشاء الله ، ربنا يحفظك يا حبيبي .

..........

تجمع حول وهدان إخوته وأولادهم ليأخذوا صورة تذكارية لهم جميعا .
والفرحة تملىء وجوههم .

..........

بينما وهدان جالس يتأمل عائلته وغارق في ذكرياته تذكر شيئا مهما بعد مرور تلك السنوات الطويلة أمانة يجب أن تُحمل إلى أصحابها ألا وهي كردان نچية ، الذي مازال يحتفظ به في خزانة أمواله والذي من المفترض أن يعود لزهرة فقرر السفر مرة أخرى إلى الصعيد ليعيده لصاحبته ورافقته وردة بطفليها يحيى وجنة.

وبالفعل وصلوا إلى دوار عطية العمدة واستقبلهم العمدة بترحاب شديد .

عطية...أهلا يا أبو نسب ،وحشنا يا راچل ،إيه غبت وچولت عدولي إكده.

وهدان ...معلش مشاغل الحياة يا عطية يا خوي .
ثم جاءت زهرة متهللة الوجه فرحة بلقاء وهدان ...فاحتضنها وهدان بحب .

ثم أبعدها قليلا قائلا ...خابرة أنا چيت ليه المشوار ده كله ؟

زهرة بمداعبة ...أكيد عشان اتوحشتني ، أنا خابرة نفسي غالية عنديك كيف هيام .

وهدان ...طبعا يا چلب أخوكِ ، أنتِ وهيام وقمر غلاوة وحدة رغم اختلاف الأمهات، ثم أردف...عايزك تغمضي عينيكِ دچيچة .

زهرة ..إيه عملي مفاچأة!!

وهدان ..أيوه .

فاغمضت زهرة عينيها ليلبسها وهدان القلادة.

وعندما فتحت زهرة عينيها ونظرت للقلادة دمعت عينيها قائلة ...ده كردان امي اللي إتسرچ يوم فرحي.

وهدان بأسى ...أنا اللي سرچته .

زهرة بحزن ...خابرة أن أمي السبب في اللي حوصلك وعيشتك
في الچبل .

بس عچول إيه ؟ الميت مهيچوزش عليه غير الرحمة .
ربنا يرحمك يا أمي ويسامحك .

فردد وهدان ...آمين .

زهرة ...عتچول آمين يا وهدان رغم اللي عملته فيك !!

وهدان ...كفاية اللي شفته آخر أيامها وعذابها .
فلعل الله دعانا يخفف عنيها من عذاب الآخرة .

زهرة...آمين يارب .
..........

وبعد مرور فترة عاد مرة أخرى وهدان ووردة إلى القاهرة وفي ليلة حب نظر إليها بشوق قائلا...بحبك يا أحلى وردة في الدنيا .

وردة بخجل ...لسه بعد السنين ي كلها نظرتك ليا متغيرتش وبرده هتسمعني الكلام الحلو ده .

وهدان... ولو بعد مية سنة ،هتفضلي في نظري البنت الحلوة اللي عشچتها من واحنا عيال صغيرة .

كنتِ أحن واحدة عليا بين وحوش الچبل .

كنت بهرب من الچبل وأچيلك عشان بين ناس النچع كنت بحس أني إنسان زيي زيكم مش ابن ليل .

وردة ...يا حبيبي ، الحمد لله أنه أخرجك من الظلمات إلى النور .

وهدان ....الحمد لله الذي عاملنى برحمته وليس بعدله .
ثم تنعموا بليلة رومانسية أخرى نتج عنها
زين الصغير ،لشدة حبه لزين بن منصور .
......

وفي لفتة إنسانية جميلة من وهدان مع صديق السجن ( همام ) الذى كان على اتصال به وعندما علم بوقت خروجه من السجن ، ذهب إليه بنفسه واستقبله بحب وترحاب.
فبكى همام قائلا ....يعني مراتي وولادي اللي من صلبي، مچوش يستچبلوني وأنت اللي چيت يا وهدان .
ياااااه مش خابر أچولك إيه ؟

وهدان ...متچولش حاچة يا صاحبي، ده أچل حاچة في الحب في الله ، وأنا عحبك چوي .

همام ...عتحبني أنا رغم أني وحش چوي وحرامي لكن أنت ماشاء الله كويس چوي وعارف ربنا .

وهدان ....ما أنا كنت زيك وأكتر يا واد عمي بس ربنا منّ عليا بالهداية .

فردد همام ...وأنا كومان نفسي والله ، بس مين هيچبل يشغل عنده رد سچون زيي كده .

وهدان ...أنا كنت عامل مشروع هنا في البلد ،مشروع إكده على الچد ، لشغل السچاد اليدوي ، لأهل الچبل اللي ربنا كرمهم وهداهم .
فإيه رأيك آخدك ليهم يعلموك ولا تحب تتدلى مصر معايا تشتغل في مصنع الملابس بتاعي، عشان أنا اسچريت هناك بس چيت مخصوص عشان استچبلك .

فعانقه همام بحنو ...چيت كل ده عشاني أنا !!
لا إكده أنا مش هچدر أفارچك وهاچي مصر ، مش عشان الشغل ، عشان أكون چمبك بس يا وهدان .

وهدان ...تنور يا واد عمي، وليك عندي كومان أچبلك مطرح تچعد فيه بعيالك .

بس تبتدي تعلمهم من الأول وچديد
كتاب ربنا وسنة رسوله عشان هما دول روح المسلم وطريچنا للچنة .

همام ...إيدي على كتفك وكل اللي تشوفه كويس أنا هعمله .

فابتسم وهدان وحمد الله مرددا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ لِعَليًّ : فو اللَّهِ لأنْ يهْدِيَ اللَّه بِكَ رجُلًا واحِدًا خَيْرٌ لكَ من حُمْرِ النَّعم متفقٌ عليهِ.
.........................
تمت بحمد الله ❤️ جنة وهدان
أتمنى تكون فعلا عجبتكم ودخلت قلوبكم واسمتعتم بيها .
كنت أتمنى ألاقي تفاعل وتشجيع أكتر من كده على قد تعبي فيها شهور لكن قدر الله وماشاء الله فعل .
وكفاية عليا تعليقاتكم الجميلة المشجعة ، بشكركم من كل قلبي وبتمنى لكم السعادة في الدنيا والآخرة .
وياريت طلب متواضع أشوف ريفيوهات حلوة عن الرواية في كل جروب أنتم مشتركين فيه وفيه جروبي حدوتة مصرية .
وده عشان يشجع اللي مقرأش الرواية يقرأها
أظن ده طلب بسيط جدا وأتمنى متكسفونيش مع دعوة حلوة كده .

وبما أن أغلب أولادنا في الإمتحانات ففضلت آخر دعاء يكون ليهم.

"اللهم اكتب لأبنائنا التوفيق في كل طريق ، و اصرف عنهم يا مولانا كيد العدو ، و خيانة الصديق ، و متعهم بالصحة و العافية والخلق الحسن ."
اللهم اجعلهم ممن تواضعوا لك فرفعتهم، واستكانوا لهيبتك فأحببتهم، وتقرّبوا إليك فقرّبتهم، وسألوك فأجبتهم، اللهم افتح عليهم أبواب رزقك الحلال من واسع فضلك، واكفهم بحلالك عن حرامك، وأغنهم بفضلك عمّن سواك، ولا تولّهم وليّاً سواك."



موعد البارت الجديد الساعة ( 4 م ) يوميا ان شاء الله 

هنا تنتهى احداث رواية جنة وهدان الحلقة 29 والاخيرة ، يمكنكم اكمال باقى احداث رواية احببت ملتحي الحلقة الاولي  أوقراءة المزيد من الروايات المكتملة فى قسم روايات كاملة .

نأمل أن تكونوا قد استمتعتم بـ روايه نار وهدان ، والى اللقاء فى حلقة قادمة بإذن الله ، لمزيد من الروايات يمكنكم متابعتنا على الموقع أو فيس بوك ، كما يمكنكم طلب رواياتكم المفضلة وسنقوم بوضعها كاملة على الموقع .
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-