نقدم اليوم احداث رواية حمقاء ملكت ماكرا الفصل الثالث من روايات منال ابراهيم . والتى تندرج تحت تصنيف روايات رومانسية ، تعد الرواية واحدة من اجمل الروايات رومانسية والتى نالت اعجاب القراء على الموقع ، لـ قراءة احداث رواية اسيرة العادات والتقاليد كاملة بقلم منال ابراهيم من خلال اللينك السابق ، أو تنزيل رواية حمقاء ملكت ماكرا pdf كاملة من خلال موقعنا .
حمقاء ملكت ماكرا الفصل الثالث
الفصل الثالث
بعد مده قضاها أحمد فى عمله في سفاجا كمهندس بترول عاد سرا للمنزل بعد أن تمكن من أخذ إجازة مفاجأة
ليحتفل مع والدته بعيد ميلادها
أراد أن يفاجها بحضوره بعد أن غاب عنها قرابه الثلاث أسابيع وهو يعلم مقدار سعادتها بتلك المفاجأة
ولكن أتت الرياح بما لا تشتهي السفن وتعطل سيارته في طريق العودة مما أضطره للتأخر في الحضور حتى ساعات متأخرة من الليل
وأخيرا وصل للمنزل وهو نصف ميت من التعب والإرهاق الشديد من طول الطريق ومحاولاته اليائسه لإصلاح السيارة
همس أحمد فى نفسه ساخرا: كويس إنهم ناموا وماشافوش منظرى متبهدل كده ولا كأنى جاى من سفاجه مشى!!
توجه مباشره للمرحاض للاستحمام بعد ذلك اليوم المنهك
أنهى استحمامه لف منشفته خول خصره وخرج إلى المرحاض قاصدا غرفته مطمئا أن الكل خالد فى نومه
دخل الغرفه وأنار ضوء الغرفة والتفت مذهولا لتلك الفتاة الغريبة الراقدة على فراشه غارقه في النوم...
فى هذه اللحظه وقبل ان يستفيق من صدمته أقلق ضوء المصباح نوم ضحى ففتحت عينيها
على شاب يقف في منتصف الغرفة ينظر لها بذهووول
صرخت ضحى: يانهااااار أسوود الحقووونى
وانتفضت من فراشها وهرولت فى ذعر خارج الغرفة إلى صالة المنزل
دون أن يتبعها ذاك الشاب أو يعترض طريقها
بل اكتفى بغلق باب الغرفة بسرعة فوق خروجها
وهو يتسآل بحيره: مين البنت دى ؟! وإيه اللى جابها أوضتى؟!!!
أفزعت صرخات ضحى نوم جميع من في البيت وركض الكل بسرعة لصالة المنزل حيث تخرج منها استغاثات ضحى الملهوفة
محمود بهلع: في إيه ياضحى يابنتى إيه اللى حصل بتصرخى ليه؟!
ضحى وهى ترتجف باكية: في واحد دخل عليا الاوضة وأنا نايمة وكان م...
قاطعها والداها والدهشه بادية على ملامح الجميع
محمود: حد مين ياضحى مفيش حد هنا
هو فين ده؟ يكون كابوس يابنتى وبتهيألك
ضحى بثقة: لا لا أنا متأكدة إنه حقيقى
حتى هو جوة في الأوضة تعالوا شوفوه
منى: حد مين؟!! مش معاد رجوع أحمد
تقدمت خطوات مع والدها قبل يفتح الباب
ويخرج منها ذلك الشاب
أحمد بحيرة : أنا يابابا اللى دخلت الأوضة ...مين دى؟!!
............
فى غرفة مظلمة إلا من ضوء خافت كانت آلاء تصرخ في هلع شديد
وبجوارها رائد يحاول طمأنتها
رائد: ماتخافيش ياآلاء هشيلك على دراعى وانتى اطلعى فوق هتلاقى المفتاح متعلق فوق هنا
آلاء باكية فى خوف: بس أنا خايفة أوى يا رائد
رائد بثقة: ماتخافيش أنا معاكى
حملها بين يديه ورفعها لأعلى التقطت بيديها المفتاح
آلاء بفرحة: الحمدلله وصلتله نزلنى بقى يارائد
وقبل أن ينجح فى إنزالها التف علي ذراعها حية ونفثت سمها فى يديها
لتصرخ آلاء بقوووه
استيقظت آلاء من نومها مذعورة ترتجف وهى تصيح بصوت متقطع وأنفاس غير منتظمة: الحمد لله إنه كابوووس...
انا من الرعب فكرته حقيقة لدرجه إن ايدى بتوجعنى.
ظلت جالسة على فراشها تستجمع قوتها لدقائق ثم توجهت للمرحاض قاصدة الوضوء لصلاة الفجر
..................
صااحت منى بفرحه: أحمد ...حبيبى انت جيت
إمتى؟!
جرت عليه وارتمى فى أحضانها ثم قبّل يدها فى حنو: جيت من شويه بس مارضتش أقلق نومك ..كل سنه وانتي طيبه ياحببتي
منى بحنان : وانت طيب ياحبيبى ربنا مايحرمنيش منك
محمود: ألف حمدالله على السلامه يا أحمد ياابنى وحشتنى
أحمد: الله يسلمك يابابا وأنت كمان وحشتنى أوى...
وقفت ضحى تغلى بعروقها الدماء من المشهد الأسرى الدافى وأحضانهم الحنونه التى لم تعرف لها سبيلا من قبل..
وتغافل الجميع حاله الفزع التى كانت فيها
نسوها فى غمرة فرحتهم بعودة ذلك الأحمد!!
هذا ماتعودت ضحى عليه
فهى منسية دوما ومهملة فلماذا كل هذا الضييق الآن؟!!
ربما لأنها لمحت نظرات أبيها الحنونه نحوه
لماذا لم تنعم هى أيضا بذلك الحنان قط؟!!!
لماذا كانت تصوره أمها دوما بالفظ القاسى؟!!
لم تستطع ضحى التحمل والصمت أكثر من ذلك فصرخت: هاااا خلصتوا سلامات وتحيااات ولا لسه؟!!!
ممكن أعرف بقى مين الأخ؟! وإيه اللى دخله أوضتى وأنا نايمة بالمنظر اللى كان داخل بيه ده؟!!!
التفتت لها نظرات الجميع
محمود وهو ينظر لأحمد بحب وتباهى: ده الباشمهندس أحمد أخو كريم من والدته وأنا بعتبره زى كريم بالضبط
ضحى فى نفسها بقهررر: ياسلاااااام رزقك واااسع ياضحى طول عمرك !!!!
هربتى من كرم ابن جوز ماما
لبستى في أحمد ابن مرات بابا !!!!
كسى الحنق ملامح وجهها وصاحت: والباشمهندس بتاعكوا كان بيعمل ايه فى أوضتى برده مش فاهمة يعنى؟!!
أحمد بضيق: مين دى يابابا؟!
محمود: دى ضحى بنتى لسه جايه النهارده وملحقناش نجهز أوضة ليها فنيمناها في أوضتك واحنا ما نعرفش إنك راجع النهارده
بالصدفة
لوى أحمد شفتيه وهو يراقب نظراتها الساخطة نحوه : متأسف يا أستاذة ضحى
مكنتش أعرف انك موجوده في الأوضة
رمقته بنظره ناريه والتفتت عائدة للغرفة
وأغلقت خلفها الباب بشدة
وسط نظرات الجميع المتعجبة من تصرفاتها
الجافة وطريقة تعاملها الخالية من الإحترام
بعض الشيء
( أحمد شاب يبلغ ثمان وعشرين عاما يتميز بطول القامة عيناه بنيتان وشعره باللون البنى الداكن
وبشره قمحية شخصيته محترمه لكنه شديد العصبيه )
.............
وصل رائد للنادى برفقة يارا خطيبته
وهناك عيون على الجانب الآخر تترصده بتمعن شديد وتستعد للانقضاض عليه ولكنها فى انتظار اللحظة المناسبة
رائد: هستأذنك يا يارا ساعه واحده
عندى مباراه جودو وراجع لك
يارا بحماس: اوووه يارائد عايزه اشوفك وانت بتلعب بليييز
وأشجعك
رائد: اوك يلا اتفضلى معايا
كان رائد يهوى لعبه الجودو منذ صغره ودائما ما يأتى يوم عطلته للنادى للتدريب ولعب المباريات التى غالبا ما يحرز فوزا كبيرا فيها
كانت يارا تتابعه بإعجاب حتى أنهى تدريبه
والمباراه
يارا بدلال: مبرووووك الفوز يا ماستر
مكناش أعرف انك جامد كده فى الجودو
رائد: متشكر يا يارا هروح آخد شاور
قبل صلاة الجمعة
يارا: اوك هستناك في الكافيه سلام
غادر رائد المكان قاصدا الاستحمام لمح من بعيد فى مكان هادىء من الحركه
لمح شابين يتعاركان بشده
فهرع إليهم مسرعا قاصدا فض ذلك الاشتباك
ولكن فوجىء أنهم يحاولون الإمساك به و شل حركته ولكنه قاومهم بضراوة وأفلت منهم
لاحظ فى يد أحدهم سلاحا أبيضا يحاول به إصابته في وجهه ولكنه مال برأسه وتفداه بمهارة وهجم عليه ولقنه درسا لا ينسى
حتى سقط السلاح من يده
فالتقطه الثانى يلمح البصر واحدث جرحا قطعيا عميقا فى ذراع رائد ليخلص صاحبه من قبضته الدامية
قبض رائد يده على موضع الجرح متألما بشدة استغل الشابين هذه الفرصه وحاولا الفرار
لكن انتبه لهم بعض الماره فطاردوهم بسرعة
وامسكوا بهم وسلموهم لأمن النادى
تحامل رائد على نفسه وذهب لطبيب النادى
الذى بدأ على الفور بالتعامل مع الجرح الذى استدعى إجراء (خياطه) له
وبعدها وجد ضابط من الشرطة يبحث عنه ليأخذ أقواله ويبلغه بإعتراف الشابين بالمدبر الحقيقى لهذا الاعتداء
ضيق رائد عينيه وقال فى نفسه: كده اللعب إحلو أوى المهم نشوف مين اللى هيغلب فى الآخر ياسعد ........
أصيبت يارا بالهلع عندما رأت رائد قادما نحوها وملابسه ملوثة بالدماء
يارا بصدمه: فى إيه يارائد ؟؟! جرالك إيه؟!
رائد: مفيش خناقة بسيطة
يارا بنبرة شك وعدم تصديق: كان ممكن اصدق إنها خناقه بسيطة قبل ماأشوفك بتلعب النهارده!! مستحيل تتصاب في خناقة بسيطة..قل لى إيه اللي حصل؟!
رائد بضيق: خناقة يايارا!!! عادى بتحصل ضربنى من ورايا..
يارا بخيبة أمل: كده اليوم فاكس... وأردفت بضييق: يلا يارائد عشان تروح وترتاح
رائد: اوك يلا..
...........
استيقظت ضحى فى وقت متأخر من النهار
متثاقلة فاقدة الرغبة في أى شىء
جلست متكوره في فراشها ضامة ركبتيها إلى صدرها مستندة بجبهتها على ركبتها مطوقه
جسدها بذراعيها
كان ذلك هو الوضع المفضل لديها كلما ضاقت بها الدنيا وأحست بالغربة والوحدة
وفقدان إحساس الأمان
وكأنها تستمد منه طاقة لتستطيع به الإستمرار في تلك الحياة البائسة
سمعت طرقا على باب غرفتها قطبت جبينها فى ضييق فهى لا تريد رؤية أحد منهم أمام وجهها
إلا شخصا واحد لو كان هو من يطرق الباب
لأسعدها حضوره إليها
ضحى : مين بيخبط؟!!
كريم: أنا ياضحى افتحى!!
داعب ثغرها ابتسامة صغيرة ونهضت من فراشها فتحت باب غرفتها ووقفت خلف الباب محتجبة به حتى لا تصل إلى عيون المدعو أحمد
كريم ممازحا وهو يدعى البحث عنها بعينيه في الغرفه: بسم الله الرحمن الرحيم
البت راحت فين..انتى مخاويه ولا إيه ياضحى؟!!
ضحى ضاحكة: أنا ورا الباب يااذكى أخواتك
ادخل عشان أقفل الباب
تقدم خطوات داخل الغرفه وأغلقت الباب
كريم: إيه يابنتى كنتى واقفة ورا الباب كده ليه؟
ضحى بضيق واضح على ملامحها : عشان أخوك وأنا مش لابسه طرحتى
وأكملت في نفسها: مكتوب عليا مااخدش راحتى فى أى مكان !!
كريم : ماتخافيش أبيه أحمد بره مش بيرجع دلوقتي بيصلى الجمعه ويقعد مع أصحابه لبعد العصر
ضحى براحة: طيب كويس هروح بسرعة أخد شاور فى السريع عشان آجى أصلى الضهر
كريم: واعملى حسابك هفضل قاعد معاكى لما
تخلصى لحد أما أزهقك
ضحى ضاحكه: يعنى ناويها
كريم : طبعا أمال إيه دا انا ماصدقت ان بقالى أخت بنت بابا كان ديما يحكى لنا عليكى وكان نفسى أوى أشوفك
ضحى بتهكم: فيه الخير بابا والله
كريم: يلا روحى ماتضعيش الوقت وأنا هرجع لك بعد نص ساعه اوك
ضحى: اوك ياكركر
كريم ضاحكا: كركر!!! لا كده هقطع علاقتى بيكى قبل ماتبتدى إيه كركر دى!!!
احياه ابوكى ياشيخة اختارى دلع حلو يابلاش منه خالص كريم حلو وابن ناس هههه
ضحى ضاحكة: ماشى ياسى كريم
............
داخل مطبخها وقفت آلاء تعد طعام الغداء لأسرتها بينما كانت رضوى تقوم بتنظيف البيت وترتيبه
آلاء بضيق: ياربى ده الزيت خلص
توجهت لغرفتها و
لبست اسدالها وقررت التوجه لمتجر البقالة لتشترى زجاجة زيت وبعض متطلبات المطبخ
فتحت حقيبتها ونظرت لها نظرات مثقلة بالهموم وانصرفت قاصده جلب تلك الأشياء والعودة سريعا لإنهاء إعداد الطعام
فى متجر البقال
ضياء: الحساب سبعين جنيه ياأستاذة آلاء
احست آلاء بالحرج لوجود بعض الزبائن
فاستجمعت قوتها وهمست بحرج: طيب دول خمسين جنيه وأول مااقبض هجيبلك الباقى ياحاج ضياء
صاح ضياء بضييق : الشكك ممنوع يااستاذة خدى على قد فلوسك !!
نظرت آلاء حولها بنظرات دامعة تراقب عيون الزبائن المتفحصه لها بشفقه أوجعت قلبها
فكانت تلك النظرات أشد قسوة على نفسها من كلمات ضياء الجارحة
مد يديه فى الحقيبه البلاستيكيه ونزع منها
عبوة للشاى : هاتى الخمسين وكده الحساب مظبوط
التقطتها من يديه دون كلام وأسرعت فى خطاها حتى لا يرى المارة مدامعها
مسحت وجهها بكفيها وولجت للمنزل
لاحظت رضوى ملامح أختها الباكية
رضوى بلهفة : مالك يا آلاء ياحبيبتى انتى معيطة؟!
آلاء بإدعاء وهى تمسح عينيها: لا ياحبيبتى بس الظاهر حاجه طرفت عيونى
هروح أكمل الغدا
وهربت من نظرات أختها حتى لا تفضحها عيونها وفيض دموعها
أنهت آلاء إعداد الطعام وحملت بين يديها
صينية عليها أطباق الطعام الخاصه بأبيها
فكانت دائما ما تطعمه أولا قبل أن تأكل
دخلت غرفته فوجدته نائم
آلاء بحنان: بابا قوم ياحبيبي عشان تتغدى
بابا !!!حركت ذراعه هزات خفيفة لكنه لم ينتبه
لمست يديه فوجدتها بارده
صرخت آلاء بهلع: الحقينى يارضوى كلمى الاسعااااااف بسرعة..بابا مش بيرد عليا!!!!!
......
فى منزل رائد الفقى
حسام: ألف سلامة عليك يا صاحبي
بقى الكلب ده يطلع منه ده كله
رائد بثقة وتوعد: حسابه معايا بعدين هاخد حقى منه تالت ومتلت وبالقانون
الظاهر هو لسه مش عارف هو بيلعب مع مين!!
حسام: قدها وقدود يا باشا
رائد: ها طمنى جبت اللى طلبته منك؟!
حسام مستنكرا: أنت في ايه ولا ايه دلوقتي
ارتاح يارائد ولما ترجع نبقى نشوف الموضوع ده
ضيق رائد عينيه بدهائه المعتاد: يبقى اللى توقعته صح مش كده؟!!
حسام: امممم ماأعرفش إنت كنت متوقع إيه؟! هو حد يقدر يعرف دماغك دى فيها إيه؟!!!
رائد بإصرار: طيب طلع الملف أنا عارف إنه معاك
رمقه حسام بنظرة إعجاب: اااه من دمااغك دى ياأخى
انا نفسى كنت متردد أجيبه ولا لا
عرفت أنت ازاى بقى إنه معايا؟!!!
الواحد بيحس معاك إنه حمار بديل ههههه
ابتسم له رائد بهدوء: طلع ..طلع ماتهربش
أخرج له الملف من حقيبته : اتفضل يا سيدي
معلومات مؤكده من مصادر موثوقة ما يوصلهاش مستر كونان نفسه
رائد وهو يلتقط الملف: ههههه انت لسه بتشوفه لحد دلوقتي؟!
حسام: طبعا ده مزاج منذ الطفولة
حدق رائد في تلك الأوراق بعض الوقت ثم تركها وشرد دقائق فى صمت
لم يجرؤ حسام أن يقتحم تلك الدقائق بثرثرته
فسكوت الثعلب وشروده هذا يعلمه جيدا فخلفه خطه تحاك خيوطها في رأسه الآن
انتظره حتى وجد عينيه تلمعان وعلى شفتيه شبح ابتسامه غامضة ماكرة
علم أنه وصل لمبتغاه وسيبدأ فورا بالحديث
صدق حدس حسام ومعرفته القويه بصاحبه
فماهى إلا ثوان معدودة حتى التفت له رائد
محذرا: الكلام اللى هقوله دلوقتي مفيش مخلوق على وجه الارض يعرفه
واللى هقولك عليه يتنفذ بالمللى مش عايزك
تجود هاااا
حسام: قووول يارائد هى أول مره تعتمد عليا في حاجه؟!!!
رائد: ...................
...................
طرق باب غرفتها مجددا
ضحى: أدخل ياكريم..
ضاقت ملامحها عندما وجدت الطارق والدها
حاملا معه بعض الشطائر
محمود بحنان: ازيك النهارده ياضحى !!
ضحى ببرود: الحمد لله
محمود: خدى كلى السندوتشات دى عما الغدا يجهز أنا مارضتش أصحيكى وقلت تنامى براحتك
رمقته ضحى بنظرة معتبة فهمها أبوها: خيرك سابق يااأا... سكتت لحظه ثم تابعت يا بابا
آثر محمود الصمت فهو يقدر تماما حال ابنته وموقفها منه حاليا
محمود في نفسه: معلش ياضحى بكره تعذرينى لما تعرفى الحقيقة ....
والتفت مغادرا الغرفة
وتوجه لغرفه كريم
محمود: روح لأختك ياكريم أنت الوحيد اللى هتندمج معاه دلوقتي
كريم: حاضر يابابا
طرق كريم غرفتها: أنا كريم ياضحى
ضحى: تعالى ياكريم ادخل
فتح الباب وصاح فى مرح: خياااااااانه بتاكلى من غيرى ياندلة هى دى الأخوة؟!!!
ضحكت ضحى: تعالى كلهم يا كريم بس وطى صوتك الجيران هتقول إيه حارمينه من الأكل هتفضحنا
كريم: إيه ده دا انتى طلعتى بتضحكى اهوه زى الناس العاديين
أمال كنتى داخلة علينا إمبارح ولا نجمة ابراهيم فى فيلم ريا وسكينة هههه
ضحى بغييظ: بقى كده ياكريم يارخم
كريم: بهزر معاكى لو مكنتش أهزر مع اختى حبيبتى ههزر مع مين
لمست كلماته قلبها ورغم بساطتها وأسعدها الجلوس مع أخيها الصغير
كريم: إلا قوليلى انتى بتشتغلى إيه؟!
ضحى: أنا محامية وانت بقى فى سنه كام يابطل؟
كريم: أنا فى أولى ثانوي
ضحى: دا انت لسه نونو خالص
كريم باستنكار: لا مااسمحلكيش أنا سنى صغير آه بس عقلى كبير وناضج
بقولك إيه ماتيجى نطلع نتفرج سواء على التلفزيون وندردش سوا
ضحى: ماشى ارتدت حجابها وخرجت برفقته
كريم: هاتى السندوتشات نتسلى فيها واحنا بنتفرج
ضحى: هتفرجنا على إيه بقى ياسى كريم؟!
كريم: فيلم كرتون ماحصلش ياضحى
ضحكت ضحى: لا واضح ان عقلك كبير وناااضج أوى يابتاع mbc3
يلا ياسيدى هتفرج معاك وأمرى لله
وبعد ساعه تقريبا
سمعوا صوت رنين جرس البيت أسرع كريم
بفتح الباب
كريم: أهلا ياأبيه حمدالله على السلامه
أحمد: الله يسلمك السلام عليكم ياجماعة
ادعت ضحى الإندماج في مشاهده الفيلم
وتجاهلت وجوده ولكنها شعرت بالتوتر
والارتباك
أحمد بهدوء: إزيك ياضحى
ضحى ونظراتها مازالت مصوبه تجاه التلفاز: الحمدلله
أحمد : ايه يابنتى لسه زعلانه من اللى حصل امبارح؟
رمقته ضحى بنظرة ثم التفت ولم تتكلم
أحمد ممازحا: لا واضح إنك قلبك أسود بقى
ضحى ببرود : حصل خير.. واردفت بلهجة محذره.بس أتمنى اللى حصل ده مايتكررش تانى
أحمد بغضب: بتقولى إيه حضرتك؟!!!
ضحى بنبرة إتهام: يعنى خلاص حضرتك عرفت إنى موجوده في الأوضة معدش لك حجة ياريت رجلك ماتعتبش باب أوضتى تانى فاهم حضرتك؟!!!
بلغ الغضب من أحمد مبلغه وأحمر وجهه ومقلتيه من كلام تلك الحمقاء فهى تتحدث الآن مع شخص آخر غير ابن زوج أمها البغيض
شخص لن يقبل تلميحاتها التى تحمل اتهاما بين طياتها
أحمد بغيظ: انتى مفكره انى ممكن أدخل أوضتك وانتى موجودة؟!!! انتى بتهزرى ولا بتستهبلى؟!!
ضحى ببرود: الكلام اللى عندى قولته واضح ياباشمهندس عن إذنك
تركته وتوجهت لغرفتها وهو يستشيط غضبا من كلماتها الجافة وطريقتها المستفزة في الحوار
أحمد بغيييظ شديد: لا دى شكلها مريضة نفسيا بقى
دخلت ضحى غرفتها وجلست تبكى وهى تهمس كلكم زبالة زى بعض بكرهكم ..كلكم زى بعض ماترسمش عليا دور المحترم يا أحمد بيه!!!
...
داخل أحد المستشفيات الحكومية
آلاء بهلع: طمنى يادكتور بابا ماله؟!
الطبيب: بصراحه القلب حالته وحشة ومحتاج أدوية أقوى هى سعرها غالى شويه
بس هتحسن حالته كتير
ياريت كمان لو تقدروا تنقلوه مستشفى خاص
الرعايه الطبيه أفضل والأجهزة هناك أحدث كتير
وقفت آلاء أمامه موجوعة عاجزة عن الرد
فهى لا تملك ثمن تلك الأدوية حتى فمن أين تأتى بمال تستطيع به ادخال والدها المريض لمشفى خاص؟!!
ماأقسى تلك اللحظات حين تجد أحب الوجوه لقلبك يتألم وتقف أمامه عاجز مكبل بأغلال الفقر اللعينة
على الهاتف
آلاء بقهر: أشرف أرجوك كلم الأستاذ إبراهيم
يجيب لى المبلغ اللى وعدنى إنه يدهونى لما أخلص مقدما
واجهشت بالبكاء بابا بيموت منى
أشرف باستنكار: فلوس تانى ياآلاء!!!
ماافتكرش إنه هيوافق إلا لما تخلصى مهمتك
آلاء بتوسل: ارجوووك اتوسط لى عنده ياأشرف وانا أوعدكم الملف هيكون عندكم في أقرب وقت
أعجبت تلك الفكرة أشرف فهو بذلك اطمنأن انها ستسعى بكل جهدها لإتمام المطلوب
فهى بذلك تزيد إحكام قبضتهم عليها بهذه الأموال
وبالفعل آتاها أشرف بالمال المطلوب ووقعت على وصل أمانة بالمبلغ ونقلت والدها لمشفى خاص
فى اليوم التالى
فى مكتب رائد الفقى انتشر خبر إصابة رائد
على يد بلطجيه
وأبلغ حسام الجميع أنه سيضطر لعدم الحضور إلى المكتب لمدة أسبوع كامل بتوصية من الطبيب
وبدأ حسام بتنفيذ تعليمات رائد بدقة وبات سقوط تلك الحمقاء فى قبضتهم أمرا وشيكا
وهى كالبلهاء سعدت كثيرا بغياب رائد عن المكتب وتيقنت أنها قابت قوسين أو أدنى من اتمام مهمتها والفرار قبل عوده ذلك الماكر مرة أخرى!!!
إلى أن جاء ذلك اليووم العصييييب الذى تغير فيه كل شىء ........
يتبع
ترى ما مصير العلاقه المتوتره بين ضحى وأحمد ؟
هل ستسمح لقلبها أن تخترقه نسمات العشق
أم ستسيطر عليها نزعه الكره الناتجة عن معاناتها في بيت زوج أمها؟!!!
لماذا تخلى عنها والدها ؟! وتركها لعذابها؟!
ولماذا أخفت عنها والدتها الحقيقه طوال عمرها؟!
هل سيترك الثعلب ثأره من آلاء ويسامحها؟!!
ويقدر معاناتها
أم أنه هسيزيد الوضع سوءا؟!!
ترى ماذا ستفعل آلاء بعد أن تقع بين شقى الرحى أشرف وإبراهيم من ناحيه ورائد من
الناحية الأخرى؟!!!
تابعووونى
حمقاء ملكت ماكرا
بقلمي منال ابراهيم (جنة الأحلام)
بعد مده قضاها أحمد فى عمله في سفاجا كمهندس بترول عاد سرا للمنزل بعد أن تمكن من أخذ إجازة مفاجأة
ليحتفل مع والدته بعيد ميلادها
أراد أن يفاجها بحضوره بعد أن غاب عنها قرابه الثلاث أسابيع وهو يعلم مقدار سعادتها بتلك المفاجأة
ولكن أتت الرياح بما لا تشتهي السفن وتعطل سيارته في طريق العودة مما أضطره للتأخر في الحضور حتى ساعات متأخرة من الليل
وأخيرا وصل للمنزل وهو نصف ميت من التعب والإرهاق الشديد من طول الطريق ومحاولاته اليائسه لإصلاح السيارة
همس أحمد فى نفسه ساخرا: كويس إنهم ناموا وماشافوش منظرى متبهدل كده ولا كأنى جاى من سفاجه مشى!!
توجه مباشره للمرحاض للاستحمام بعد ذلك اليوم المنهك
أنهى استحمامه لف منشفته خول خصره وخرج إلى المرحاض قاصدا غرفته مطمئا أن الكل خالد فى نومه
دخل الغرفه وأنار ضوء الغرفة والتفت مذهولا لتلك الفتاة الغريبة الراقدة على فراشه غارقه في النوم...
فى هذه اللحظه وقبل ان يستفيق من صدمته أقلق ضوء المصباح نوم ضحى ففتحت عينيها
على شاب يقف في منتصف الغرفة ينظر لها بذهووول
صرخت ضحى: يانهااااار أسوود الحقووونى
وانتفضت من فراشها وهرولت فى ذعر خارج الغرفة إلى صالة المنزل
دون أن يتبعها ذاك الشاب أو يعترض طريقها
بل اكتفى بغلق باب الغرفة بسرعة فوق خروجها
وهو يتسآل بحيره: مين البنت دى ؟! وإيه اللى جابها أوضتى؟!!!
أفزعت صرخات ضحى نوم جميع من في البيت وركض الكل بسرعة لصالة المنزل حيث تخرج منها استغاثات ضحى الملهوفة
محمود بهلع: في إيه ياضحى يابنتى إيه اللى حصل بتصرخى ليه؟!
ضحى وهى ترتجف باكية: في واحد دخل عليا الاوضة وأنا نايمة وكان م...
قاطعها والداها والدهشه بادية على ملامح الجميع
محمود: حد مين ياضحى مفيش حد هنا
هو فين ده؟ يكون كابوس يابنتى وبتهيألك
ضحى بثقة: لا لا أنا متأكدة إنه حقيقى
حتى هو جوة في الأوضة تعالوا شوفوه
منى: حد مين؟!! مش معاد رجوع أحمد
تقدمت خطوات مع والدها قبل يفتح الباب
ويخرج منها ذلك الشاب
أحمد بحيرة : أنا يابابا اللى دخلت الأوضة ...مين دى؟!!
............
فى غرفة مظلمة إلا من ضوء خافت كانت آلاء تصرخ في هلع شديد
وبجوارها رائد يحاول طمأنتها
رائد: ماتخافيش ياآلاء هشيلك على دراعى وانتى اطلعى فوق هتلاقى المفتاح متعلق فوق هنا
آلاء باكية فى خوف: بس أنا خايفة أوى يا رائد
رائد بثقة: ماتخافيش أنا معاكى
حملها بين يديه ورفعها لأعلى التقطت بيديها المفتاح
آلاء بفرحة: الحمدلله وصلتله نزلنى بقى يارائد
وقبل أن ينجح فى إنزالها التف علي ذراعها حية ونفثت سمها فى يديها
لتصرخ آلاء بقوووه
استيقظت آلاء من نومها مذعورة ترتجف وهى تصيح بصوت متقطع وأنفاس غير منتظمة: الحمد لله إنه كابوووس...
انا من الرعب فكرته حقيقة لدرجه إن ايدى بتوجعنى.
ظلت جالسة على فراشها تستجمع قوتها لدقائق ثم توجهت للمرحاض قاصدة الوضوء لصلاة الفجر
..................
صااحت منى بفرحه: أحمد ...حبيبى انت جيت
إمتى؟!
جرت عليه وارتمى فى أحضانها ثم قبّل يدها فى حنو: جيت من شويه بس مارضتش أقلق نومك ..كل سنه وانتي طيبه ياحببتي
منى بحنان : وانت طيب ياحبيبى ربنا مايحرمنيش منك
محمود: ألف حمدالله على السلامه يا أحمد ياابنى وحشتنى
أحمد: الله يسلمك يابابا وأنت كمان وحشتنى أوى...
وقفت ضحى تغلى بعروقها الدماء من المشهد الأسرى الدافى وأحضانهم الحنونه التى لم تعرف لها سبيلا من قبل..
وتغافل الجميع حاله الفزع التى كانت فيها
نسوها فى غمرة فرحتهم بعودة ذلك الأحمد!!
هذا ماتعودت ضحى عليه
فهى منسية دوما ومهملة فلماذا كل هذا الضييق الآن؟!!
ربما لأنها لمحت نظرات أبيها الحنونه نحوه
لماذا لم تنعم هى أيضا بذلك الحنان قط؟!!!
لماذا كانت تصوره أمها دوما بالفظ القاسى؟!!
لم تستطع ضحى التحمل والصمت أكثر من ذلك فصرخت: هاااا خلصتوا سلامات وتحيااات ولا لسه؟!!!
ممكن أعرف بقى مين الأخ؟! وإيه اللى دخله أوضتى وأنا نايمة بالمنظر اللى كان داخل بيه ده؟!!!
التفتت لها نظرات الجميع
محمود وهو ينظر لأحمد بحب وتباهى: ده الباشمهندس أحمد أخو كريم من والدته وأنا بعتبره زى كريم بالضبط
ضحى فى نفسها بقهررر: ياسلاااااام رزقك واااسع ياضحى طول عمرك !!!!
هربتى من كرم ابن جوز ماما
لبستى في أحمد ابن مرات بابا !!!!
كسى الحنق ملامح وجهها وصاحت: والباشمهندس بتاعكوا كان بيعمل ايه فى أوضتى برده مش فاهمة يعنى؟!!
أحمد بضيق: مين دى يابابا؟!
محمود: دى ضحى بنتى لسه جايه النهارده وملحقناش نجهز أوضة ليها فنيمناها في أوضتك واحنا ما نعرفش إنك راجع النهارده
بالصدفة
لوى أحمد شفتيه وهو يراقب نظراتها الساخطة نحوه : متأسف يا أستاذة ضحى
مكنتش أعرف انك موجوده في الأوضة
رمقته بنظره ناريه والتفتت عائدة للغرفة
وأغلقت خلفها الباب بشدة
وسط نظرات الجميع المتعجبة من تصرفاتها
الجافة وطريقة تعاملها الخالية من الإحترام
بعض الشيء
( أحمد شاب يبلغ ثمان وعشرين عاما يتميز بطول القامة عيناه بنيتان وشعره باللون البنى الداكن
وبشره قمحية شخصيته محترمه لكنه شديد العصبيه )
.............
وصل رائد للنادى برفقة يارا خطيبته
وهناك عيون على الجانب الآخر تترصده بتمعن شديد وتستعد للانقضاض عليه ولكنها فى انتظار اللحظة المناسبة
رائد: هستأذنك يا يارا ساعه واحده
عندى مباراه جودو وراجع لك
يارا بحماس: اوووه يارائد عايزه اشوفك وانت بتلعب بليييز
وأشجعك
رائد: اوك يلا اتفضلى معايا
كان رائد يهوى لعبه الجودو منذ صغره ودائما ما يأتى يوم عطلته للنادى للتدريب ولعب المباريات التى غالبا ما يحرز فوزا كبيرا فيها
كانت يارا تتابعه بإعجاب حتى أنهى تدريبه
والمباراه
يارا بدلال: مبرووووك الفوز يا ماستر
مكناش أعرف انك جامد كده فى الجودو
رائد: متشكر يا يارا هروح آخد شاور
قبل صلاة الجمعة
يارا: اوك هستناك في الكافيه سلام
غادر رائد المكان قاصدا الاستحمام لمح من بعيد فى مكان هادىء من الحركه
لمح شابين يتعاركان بشده
فهرع إليهم مسرعا قاصدا فض ذلك الاشتباك
ولكن فوجىء أنهم يحاولون الإمساك به و شل حركته ولكنه قاومهم بضراوة وأفلت منهم
لاحظ فى يد أحدهم سلاحا أبيضا يحاول به إصابته في وجهه ولكنه مال برأسه وتفداه بمهارة وهجم عليه ولقنه درسا لا ينسى
حتى سقط السلاح من يده
فالتقطه الثانى يلمح البصر واحدث جرحا قطعيا عميقا فى ذراع رائد ليخلص صاحبه من قبضته الدامية
قبض رائد يده على موضع الجرح متألما بشدة استغل الشابين هذه الفرصه وحاولا الفرار
لكن انتبه لهم بعض الماره فطاردوهم بسرعة
وامسكوا بهم وسلموهم لأمن النادى
تحامل رائد على نفسه وذهب لطبيب النادى
الذى بدأ على الفور بالتعامل مع الجرح الذى استدعى إجراء (خياطه) له
وبعدها وجد ضابط من الشرطة يبحث عنه ليأخذ أقواله ويبلغه بإعتراف الشابين بالمدبر الحقيقى لهذا الاعتداء
ضيق رائد عينيه وقال فى نفسه: كده اللعب إحلو أوى المهم نشوف مين اللى هيغلب فى الآخر ياسعد ........
أصيبت يارا بالهلع عندما رأت رائد قادما نحوها وملابسه ملوثة بالدماء
يارا بصدمه: فى إيه يارائد ؟؟! جرالك إيه؟!
رائد: مفيش خناقة بسيطة
يارا بنبرة شك وعدم تصديق: كان ممكن اصدق إنها خناقه بسيطة قبل ماأشوفك بتلعب النهارده!! مستحيل تتصاب في خناقة بسيطة..قل لى إيه اللي حصل؟!
رائد بضيق: خناقة يايارا!!! عادى بتحصل ضربنى من ورايا..
يارا بخيبة أمل: كده اليوم فاكس... وأردفت بضييق: يلا يارائد عشان تروح وترتاح
رائد: اوك يلا..
...........
استيقظت ضحى فى وقت متأخر من النهار
متثاقلة فاقدة الرغبة في أى شىء
جلست متكوره في فراشها ضامة ركبتيها إلى صدرها مستندة بجبهتها على ركبتها مطوقه
جسدها بذراعيها
كان ذلك هو الوضع المفضل لديها كلما ضاقت بها الدنيا وأحست بالغربة والوحدة
وفقدان إحساس الأمان
وكأنها تستمد منه طاقة لتستطيع به الإستمرار في تلك الحياة البائسة
سمعت طرقا على باب غرفتها قطبت جبينها فى ضييق فهى لا تريد رؤية أحد منهم أمام وجهها
إلا شخصا واحد لو كان هو من يطرق الباب
لأسعدها حضوره إليها
ضحى : مين بيخبط؟!!
كريم: أنا ياضحى افتحى!!
داعب ثغرها ابتسامة صغيرة ونهضت من فراشها فتحت باب غرفتها ووقفت خلف الباب محتجبة به حتى لا تصل إلى عيون المدعو أحمد
كريم ممازحا وهو يدعى البحث عنها بعينيه في الغرفه: بسم الله الرحمن الرحيم
البت راحت فين..انتى مخاويه ولا إيه ياضحى؟!!
ضحى ضاحكة: أنا ورا الباب يااذكى أخواتك
ادخل عشان أقفل الباب
تقدم خطوات داخل الغرفه وأغلقت الباب
كريم: إيه يابنتى كنتى واقفة ورا الباب كده ليه؟
ضحى بضيق واضح على ملامحها : عشان أخوك وأنا مش لابسه طرحتى
وأكملت في نفسها: مكتوب عليا مااخدش راحتى فى أى مكان !!
كريم : ماتخافيش أبيه أحمد بره مش بيرجع دلوقتي بيصلى الجمعه ويقعد مع أصحابه لبعد العصر
ضحى براحة: طيب كويس هروح بسرعة أخد شاور فى السريع عشان آجى أصلى الضهر
كريم: واعملى حسابك هفضل قاعد معاكى لما
تخلصى لحد أما أزهقك
ضحى ضاحكه: يعنى ناويها
كريم : طبعا أمال إيه دا انا ماصدقت ان بقالى أخت بنت بابا كان ديما يحكى لنا عليكى وكان نفسى أوى أشوفك
ضحى بتهكم: فيه الخير بابا والله
كريم: يلا روحى ماتضعيش الوقت وأنا هرجع لك بعد نص ساعه اوك
ضحى: اوك ياكركر
كريم ضاحكا: كركر!!! لا كده هقطع علاقتى بيكى قبل ماتبتدى إيه كركر دى!!!
احياه ابوكى ياشيخة اختارى دلع حلو يابلاش منه خالص كريم حلو وابن ناس هههه
ضحى ضاحكة: ماشى ياسى كريم
............
داخل مطبخها وقفت آلاء تعد طعام الغداء لأسرتها بينما كانت رضوى تقوم بتنظيف البيت وترتيبه
آلاء بضيق: ياربى ده الزيت خلص
توجهت لغرفتها و
لبست اسدالها وقررت التوجه لمتجر البقالة لتشترى زجاجة زيت وبعض متطلبات المطبخ
فتحت حقيبتها ونظرت لها نظرات مثقلة بالهموم وانصرفت قاصده جلب تلك الأشياء والعودة سريعا لإنهاء إعداد الطعام
فى متجر البقال
ضياء: الحساب سبعين جنيه ياأستاذة آلاء
احست آلاء بالحرج لوجود بعض الزبائن
فاستجمعت قوتها وهمست بحرج: طيب دول خمسين جنيه وأول مااقبض هجيبلك الباقى ياحاج ضياء
صاح ضياء بضييق : الشكك ممنوع يااستاذة خدى على قد فلوسك !!
نظرت آلاء حولها بنظرات دامعة تراقب عيون الزبائن المتفحصه لها بشفقه أوجعت قلبها
فكانت تلك النظرات أشد قسوة على نفسها من كلمات ضياء الجارحة
مد يديه فى الحقيبه البلاستيكيه ونزع منها
عبوة للشاى : هاتى الخمسين وكده الحساب مظبوط
التقطتها من يديه دون كلام وأسرعت فى خطاها حتى لا يرى المارة مدامعها
مسحت وجهها بكفيها وولجت للمنزل
لاحظت رضوى ملامح أختها الباكية
رضوى بلهفة : مالك يا آلاء ياحبيبتى انتى معيطة؟!
آلاء بإدعاء وهى تمسح عينيها: لا ياحبيبتى بس الظاهر حاجه طرفت عيونى
هروح أكمل الغدا
وهربت من نظرات أختها حتى لا تفضحها عيونها وفيض دموعها
أنهت آلاء إعداد الطعام وحملت بين يديها
صينية عليها أطباق الطعام الخاصه بأبيها
فكانت دائما ما تطعمه أولا قبل أن تأكل
دخلت غرفته فوجدته نائم
آلاء بحنان: بابا قوم ياحبيبي عشان تتغدى
بابا !!!حركت ذراعه هزات خفيفة لكنه لم ينتبه
لمست يديه فوجدتها بارده
صرخت آلاء بهلع: الحقينى يارضوى كلمى الاسعااااااف بسرعة..بابا مش بيرد عليا!!!!!
......
فى منزل رائد الفقى
حسام: ألف سلامة عليك يا صاحبي
بقى الكلب ده يطلع منه ده كله
رائد بثقة وتوعد: حسابه معايا بعدين هاخد حقى منه تالت ومتلت وبالقانون
الظاهر هو لسه مش عارف هو بيلعب مع مين!!
حسام: قدها وقدود يا باشا
رائد: ها طمنى جبت اللى طلبته منك؟!
حسام مستنكرا: أنت في ايه ولا ايه دلوقتي
ارتاح يارائد ولما ترجع نبقى نشوف الموضوع ده
ضيق رائد عينيه بدهائه المعتاد: يبقى اللى توقعته صح مش كده؟!!
حسام: امممم ماأعرفش إنت كنت متوقع إيه؟! هو حد يقدر يعرف دماغك دى فيها إيه؟!!!
رائد بإصرار: طيب طلع الملف أنا عارف إنه معاك
رمقه حسام بنظرة إعجاب: اااه من دمااغك دى ياأخى
انا نفسى كنت متردد أجيبه ولا لا
عرفت أنت ازاى بقى إنه معايا؟!!!
الواحد بيحس معاك إنه حمار بديل ههههه
ابتسم له رائد بهدوء: طلع ..طلع ماتهربش
أخرج له الملف من حقيبته : اتفضل يا سيدي
معلومات مؤكده من مصادر موثوقة ما يوصلهاش مستر كونان نفسه
رائد وهو يلتقط الملف: ههههه انت لسه بتشوفه لحد دلوقتي؟!
حسام: طبعا ده مزاج منذ الطفولة
حدق رائد في تلك الأوراق بعض الوقت ثم تركها وشرد دقائق فى صمت
لم يجرؤ حسام أن يقتحم تلك الدقائق بثرثرته
فسكوت الثعلب وشروده هذا يعلمه جيدا فخلفه خطه تحاك خيوطها في رأسه الآن
انتظره حتى وجد عينيه تلمعان وعلى شفتيه شبح ابتسامه غامضة ماكرة
علم أنه وصل لمبتغاه وسيبدأ فورا بالحديث
صدق حدس حسام ومعرفته القويه بصاحبه
فماهى إلا ثوان معدودة حتى التفت له رائد
محذرا: الكلام اللى هقوله دلوقتي مفيش مخلوق على وجه الارض يعرفه
واللى هقولك عليه يتنفذ بالمللى مش عايزك
تجود هاااا
حسام: قووول يارائد هى أول مره تعتمد عليا في حاجه؟!!!
رائد: ...................
...................
طرق باب غرفتها مجددا
ضحى: أدخل ياكريم..
ضاقت ملامحها عندما وجدت الطارق والدها
حاملا معه بعض الشطائر
محمود بحنان: ازيك النهارده ياضحى !!
ضحى ببرود: الحمد لله
محمود: خدى كلى السندوتشات دى عما الغدا يجهز أنا مارضتش أصحيكى وقلت تنامى براحتك
رمقته ضحى بنظرة معتبة فهمها أبوها: خيرك سابق يااأا... سكتت لحظه ثم تابعت يا بابا
آثر محمود الصمت فهو يقدر تماما حال ابنته وموقفها منه حاليا
محمود في نفسه: معلش ياضحى بكره تعذرينى لما تعرفى الحقيقة ....
والتفت مغادرا الغرفة
وتوجه لغرفه كريم
محمود: روح لأختك ياكريم أنت الوحيد اللى هتندمج معاه دلوقتي
كريم: حاضر يابابا
طرق كريم غرفتها: أنا كريم ياضحى
ضحى: تعالى ياكريم ادخل
فتح الباب وصاح فى مرح: خياااااااانه بتاكلى من غيرى ياندلة هى دى الأخوة؟!!!
ضحكت ضحى: تعالى كلهم يا كريم بس وطى صوتك الجيران هتقول إيه حارمينه من الأكل هتفضحنا
كريم: إيه ده دا انتى طلعتى بتضحكى اهوه زى الناس العاديين
أمال كنتى داخلة علينا إمبارح ولا نجمة ابراهيم فى فيلم ريا وسكينة هههه
ضحى بغييظ: بقى كده ياكريم يارخم
كريم: بهزر معاكى لو مكنتش أهزر مع اختى حبيبتى ههزر مع مين
لمست كلماته قلبها ورغم بساطتها وأسعدها الجلوس مع أخيها الصغير
كريم: إلا قوليلى انتى بتشتغلى إيه؟!
ضحى: أنا محامية وانت بقى فى سنه كام يابطل؟
كريم: أنا فى أولى ثانوي
ضحى: دا انت لسه نونو خالص
كريم باستنكار: لا مااسمحلكيش أنا سنى صغير آه بس عقلى كبير وناضج
بقولك إيه ماتيجى نطلع نتفرج سواء على التلفزيون وندردش سوا
ضحى: ماشى ارتدت حجابها وخرجت برفقته
كريم: هاتى السندوتشات نتسلى فيها واحنا بنتفرج
ضحى: هتفرجنا على إيه بقى ياسى كريم؟!
كريم: فيلم كرتون ماحصلش ياضحى
ضحكت ضحى: لا واضح ان عقلك كبير وناااضج أوى يابتاع mbc3
يلا ياسيدى هتفرج معاك وأمرى لله
وبعد ساعه تقريبا
سمعوا صوت رنين جرس البيت أسرع كريم
بفتح الباب
كريم: أهلا ياأبيه حمدالله على السلامه
أحمد: الله يسلمك السلام عليكم ياجماعة
ادعت ضحى الإندماج في مشاهده الفيلم
وتجاهلت وجوده ولكنها شعرت بالتوتر
والارتباك
أحمد بهدوء: إزيك ياضحى
ضحى ونظراتها مازالت مصوبه تجاه التلفاز: الحمدلله
أحمد : ايه يابنتى لسه زعلانه من اللى حصل امبارح؟
رمقته ضحى بنظرة ثم التفت ولم تتكلم
أحمد ممازحا: لا واضح إنك قلبك أسود بقى
ضحى ببرود : حصل خير.. واردفت بلهجة محذره.بس أتمنى اللى حصل ده مايتكررش تانى
أحمد بغضب: بتقولى إيه حضرتك؟!!!
ضحى بنبرة إتهام: يعنى خلاص حضرتك عرفت إنى موجوده في الأوضة معدش لك حجة ياريت رجلك ماتعتبش باب أوضتى تانى فاهم حضرتك؟!!!
بلغ الغضب من أحمد مبلغه وأحمر وجهه ومقلتيه من كلام تلك الحمقاء فهى تتحدث الآن مع شخص آخر غير ابن زوج أمها البغيض
شخص لن يقبل تلميحاتها التى تحمل اتهاما بين طياتها
أحمد بغيظ: انتى مفكره انى ممكن أدخل أوضتك وانتى موجودة؟!!! انتى بتهزرى ولا بتستهبلى؟!!
ضحى ببرود: الكلام اللى عندى قولته واضح ياباشمهندس عن إذنك
تركته وتوجهت لغرفتها وهو يستشيط غضبا من كلماتها الجافة وطريقتها المستفزة في الحوار
أحمد بغيييظ شديد: لا دى شكلها مريضة نفسيا بقى
دخلت ضحى غرفتها وجلست تبكى وهى تهمس كلكم زبالة زى بعض بكرهكم ..كلكم زى بعض ماترسمش عليا دور المحترم يا أحمد بيه!!!
...
داخل أحد المستشفيات الحكومية
آلاء بهلع: طمنى يادكتور بابا ماله؟!
الطبيب: بصراحه القلب حالته وحشة ومحتاج أدوية أقوى هى سعرها غالى شويه
بس هتحسن حالته كتير
ياريت كمان لو تقدروا تنقلوه مستشفى خاص
الرعايه الطبيه أفضل والأجهزة هناك أحدث كتير
وقفت آلاء أمامه موجوعة عاجزة عن الرد
فهى لا تملك ثمن تلك الأدوية حتى فمن أين تأتى بمال تستطيع به ادخال والدها المريض لمشفى خاص؟!!
ماأقسى تلك اللحظات حين تجد أحب الوجوه لقلبك يتألم وتقف أمامه عاجز مكبل بأغلال الفقر اللعينة
على الهاتف
آلاء بقهر: أشرف أرجوك كلم الأستاذ إبراهيم
يجيب لى المبلغ اللى وعدنى إنه يدهونى لما أخلص مقدما
واجهشت بالبكاء بابا بيموت منى
أشرف باستنكار: فلوس تانى ياآلاء!!!
ماافتكرش إنه هيوافق إلا لما تخلصى مهمتك
آلاء بتوسل: ارجوووك اتوسط لى عنده ياأشرف وانا أوعدكم الملف هيكون عندكم في أقرب وقت
أعجبت تلك الفكرة أشرف فهو بذلك اطمنأن انها ستسعى بكل جهدها لإتمام المطلوب
فهى بذلك تزيد إحكام قبضتهم عليها بهذه الأموال
وبالفعل آتاها أشرف بالمال المطلوب ووقعت على وصل أمانة بالمبلغ ونقلت والدها لمشفى خاص
فى اليوم التالى
فى مكتب رائد الفقى انتشر خبر إصابة رائد
على يد بلطجيه
وأبلغ حسام الجميع أنه سيضطر لعدم الحضور إلى المكتب لمدة أسبوع كامل بتوصية من الطبيب
وبدأ حسام بتنفيذ تعليمات رائد بدقة وبات سقوط تلك الحمقاء فى قبضتهم أمرا وشيكا
وهى كالبلهاء سعدت كثيرا بغياب رائد عن المكتب وتيقنت أنها قابت قوسين أو أدنى من اتمام مهمتها والفرار قبل عوده ذلك الماكر مرة أخرى!!!
إلى أن جاء ذلك اليووم العصييييب الذى تغير فيه كل شىء ........
يتبع
ترى ما مصير العلاقه المتوتره بين ضحى وأحمد ؟
هل ستسمح لقلبها أن تخترقه نسمات العشق
أم ستسيطر عليها نزعه الكره الناتجة عن معاناتها في بيت زوج أمها؟!!!
لماذا تخلى عنها والدها ؟! وتركها لعذابها؟!
ولماذا أخفت عنها والدتها الحقيقه طوال عمرها؟!
هل سيترك الثعلب ثأره من آلاء ويسامحها؟!!
ويقدر معاناتها
أم أنه هسيزيد الوضع سوءا؟!!
ترى ماذا ستفعل آلاء بعد أن تقع بين شقى الرحى أشرف وإبراهيم من ناحيه ورائد من
الناحية الأخرى؟!!!
تابعووونى
حمقاء ملكت ماكرا
بقلمي منال ابراهيم (جنة الأحلام)
الاكثر قراءة هذا الشهر :
موعد الحلقة الجديدة الساعة 6 م يوميا ان شاء الله .
هنا تنتهى احداث رواية حمقاء ملكت ماكرا الفصل الثالث ، يمكنكم اكمال باقى احداث رواية حمقاء ملكت ماكرا الفصل الرابع أوقراءة المزيد من الروايات المكتملة فى قسم روايات كاملة .
نأمل أن تكونوا قد استمتعتم بـ رواية رواية نسل الفراعنة ، والى اللقاء فى حلقة قادمة بإذن الله ، لمزيد من الروايات يمكنكم متابعتنا على الموقع أو فيس بوك ، كما يمكنكم طلب رواياتكم المفضلة وسنقوم بوضعها كاملة على المدونة .