رواية صغيرة بلال الجزء الثاني الحلقة الأولي 1 - روايات أم فاطمة ( شيماء سعيد )

 نقدم اليوم احداث رواية صغيرة بلال الجزء الثاني الحلقة الأولى  من روايات أم فاطمة . والتى تندرج تحت تصنيف روايات رومانسية ، تعد الرواية  واحدة من اجمل الروايات رومانسية  والتى نالت اعجاب القراء على الموقع ، لـ قراءة احداث رواية احببت ملتحي كاملة بقلم ام فاطمة من خلال اللينك السابق ، أو تنزيل رواية احببت ملتحي pdf كاملة  من خلال موقعنا .


رواية صغيرة بلال الجزء الثاني الحلقة الأولي 1 - روايات أم فاطمة ( شيماء سعيد )



صغيرة بلال ج2 الفصل الأول


الحلقة الأولى
صغيرة بلال2
....................
🌹بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله 🌹
أشرقت دنياى بيكى يا صغيرتى
فـ أنتِ لى بين النبضة والنبضة حياة
بل أنتِ كل الحياة .
.............
نفتكر مع بعض أحداث الجزء الأول ياحلوين عشان اللي نسى الأحداث .
كنت بتكلم عن شروق اللي ظلمها جوزها لؤي وطلقها وخد فلوسها وكان بيحب وحدة تانية لكن اللي بيحبها دي كانت بتحب واحد تاني واتجوزته وهو لما اكتشف ده قتلها ودخل السجن .

أما شروق فسكنت في حي شعبي وأصبحت جارة لطفلين بلال وبسمة .
وللأسف شروق وهي بتولد اشرقت ماتت وتولى رعاية أشرقت بلال .
حب بلال أشرقت ولكن بسبب اعتقاده بلعنة الحب وخوفه عليها مصرحش بحبه ليها ، بالرغم من أنها هي أيضا أحبته .
وللأسف خطب أيضا جارته لمياء الحيزبونة هي وامها .
وأشرقت وصلت للثانوية العامة وعرفت جدها وانتقلت للسكن معه في الفيلا .
ووصلنا في نهاية النوفيلا لزواج بلال بـ لمياء رغم حبه لأشرقت واكيد طبعا هيندم ندم العمر كله .
................
ودلوقتي نبدأ الجزء التاني
وأوله نجاح أشرقت في الثانوية العامة بمجوع يؤهلها لكلية الطب وخروج لؤي والدها من السجن .
وهل هتقدر تسامحه على كل السنين اللي عاشتها بعيد عنه ؟؟
يلا نبدأ على بركة الله
..................
باركت بسمة للعروسين لمياء و لأخيها بلال على الزواج رغم إحساسها إنه يتألم من داخله .
لأن قلبه وعقله مازال مع من سلبته إياهما ( أشرقت ) محبوبته وصغيرته التى نشأت على حبه منذ الصغر .

بسمة بابتسامة صفراء ...ألف مبروك يا لميا ، ربنا يسعدكم
يا حبيبتى .

لمياء بتودد مصطنع ...الله يبارك فيكِ يا بسمة ، عقبال ليلتك يا حبيبتي.

ويلا شهلوا كده أنتِ وعريسك يا اختى ، عايزة آخد راحتي في بيتي .

فتبدلت ملامح بسمة للحزن وشعرت بإنها أصبحت ضيفة ثقيلة عليهم .
فقالت بحرج وهي تلتفت للذهاب لغرفتها ...طيب هسبكم دلوقتي تاخدوا راحتكم ، وهدخل أنام .
وألف مبروك مرة تانية .

فاستوقفتها لمياء بقولها ...رايحة على فين يا بسمة ؟

بسمة ... هروح على فين يعني ؟

هروح لأوضتي طبعا ، عايزة حاجة ؟

بسمة محركة شفتيها بسخط ...أوضتك إيه الليلة !!

أنتِ مش واخدة بالك أننا عرسان ولا إيه ؟

وعايزين ناخد راحتنا وميصحش تكوني معانا في الشقة .

صعقت بسمة لما سمعته وتلون وجهها خجلا قائلة...يعني قصدك إيه ؟

قصدك أسبلكم الشقة !
طيب هروح فين ؟

أنا مليش حد غير أخويا .

وهنا استفاق بلال من شروده حيث كان مغيب عن الوعى وكأنه غير مصدق أنه بالفعل تزوج من لمياء .

فانفعل وقال بحدة ...أنتِ اتجننتي يا لميا ، عايزة تطردي أختي عشان يخلالك الجو .

لا ده لا يمكن يحصل أبداً .

لازم تعرفي أن ده بيتها قبل ما يكون بيتك ، ومش هتخرج من هنا إلا معززة مكرمة على بيت جوزها .

ضمت لمياء شفتيها بغيظ ولكنها ابتسمت ابتسامة صفراء كي لا تفسد فرحتها بتلك الليلة .

ثم وقفت أمامه مبتسمة وتعلقت بعنقه مرددة بهمس ...أنا مش قصدي حاجة يا حبيبي .

بس يعني دي ليلة دخلتنا، ثم غمزته وأكملت ...يعني كنا عايزين نتهنى ونضحك ونلعب وكده .

وهي يعني لسه مدخلتش دنيا، فمكنتش عايزة أحرجها وقولت تطلع تبيت عند ماما الليلادي بس .

ده أنا عروسة يا ناس .

ثار بلال أكثر وأنزل يدها المعلقة بعنقه بقوة التى كانت بمثابة الشوك لم يتحمله قائلا بإندهاش ...إيه !
عايزة أختي تبات عند أمك ، ده لا يمكن أبداً .

ثم وجه كلامه لبسمة......أدخلي أنتِ يا حبيبتي نامي وارتاحي .

ثم اقترب منها وقبل جبينها بحنو مرددا ...تصبحي على خير.
يا قلب أخوكى .

فابتسمت بسمة لأخيها ثم توجهت لغرفتها ولكن كان بقلبها غصة مريرة .

فهي لأول مرة تشعر بأنها بهذا الثقل على أحد .

وقررت أن تستجيب لرغبة جلال في الزواج قبل أن تنهي دراستها الجامعية ، وهذا لتترك الحرية لأخيها وزوجته بالعيش في حرية .

سمعت لمياء باب غرفة بسمة قد أغلق ، فتنهدت بإرتياح قائلة ...أخيرا بعدت عن وشي الحيزبونة دي .

امتى تتجوز وأخلص ، وأعيش في بيتي براحتي .

ثم ابتسمت بخجل لـ بلال مرددة...إيه يا حبيبي، مستني إيه ؟
بلال ...قصدك ايه مش فاهم ؟
لمياء محدثة نفسها .....ايه القفل ده كده من اولها .
طيب أقوله ايه ده ؟
لمياء .....قصدى تشلني يا حبيبى وتدخلنى اوضتنا ، اوضة الحب والهنا .
زي ما بيعملوا العرسان في الليلة دي .

ابتسم بلال ابتسامة صفراء ورغما عنه حملها للداخل ووضعها
على الفراش قائلا ....أنا هدخل الحمام ، أغير هدومي واتوضى عشان نصلي سوا .

وأنتِ غيري هدومك وحضري إسدال الصلاة .

كادت عيني لميا أن تخرج من مقلتيها مرددة ...صلاة في الليلة دي يا شيخ ،ما نأجلها لبكرة .

بلال......دي سنة عن الرسول صلى الله عليه وسلم .

لمياء بنفور ...خلاص صلي أنت ، أنا مش هينفع اتوضا أصلا .

بلال ..ليه؟

لمياء ...عشان حاطة مايكاب ثابت ست شهور .

ضيق بلال عينيه ونظر لها بنفور ...يعني إيه ثابت يا هانم ؟
يعني مش هيروح بالمية !

لمياء بابتسامة... ...لااااا أحسن خليني أتهنى بيه شوية .

مش عروسة ، وأدخل وأطلع بيه والناس تشوف حلاوتي .
ويحسدوك عليا ومش بعيد يغنولك، والله يا واد وعرفت تنقي .

تنهد بلال بغصة مريرة هامسا بندم... فعلا ده اختياري ، اللي هفضل أندم عليه طول عمري .

ثم شرد في صغيرته أشرقت ، بحسنها الرباني وحركاتها العفوية .

فابتسم لحظة لصورتها في مخيلته وتساءل كيف هي الآن ؟

ولا يعلم ذلك البائس ، أنها على فراشها تضم قدميها
إلى صدرها ،دافنة رأسها بينهم .

لا تكاد دموعها تتوقف ، تتعالى شهقاتها رغم محاولاتها المستميتة في كتمها ولكن من شدة ألمها وانكسارها تعالت شهقاتها المكتومة وأخذت تردد ...آاااااااااااه نار في صدري، مش قادرة .

حرام عليك يا بلال اللي عملته فيا وفي نفسك ده .
ليه عملت كده ، حكمت عليا بالإعدام وأنا المظلومة في حبك .

حبيتك أكتر من نفسي ، حطيت فيك كل أحلامي.

أنت كنت عندي كل حاجة ،ومكنتش شايفة في الدنيا غيرك .

كنت بعمل أرجوز عشان بس أشوف ضحكتك اللي بحبها وتقلب كياني .

وأتعمد أدب في الأرض برجلي عشان ألفت انتباهك وتبصلي ، يمكن تحس إني مبقتش الطفلة اللي ربتها زمان ، أيوه مش طفلة ، أنا كبرت بحبك يا بلال .

وعينك كانت بتقول أنك بتحبني، رغم تصرفاتك وكلامك .
بس كان قلبي حاسس أنك بتحبني .

وده كان بيديني أمل أنك هتكون ليا في يوم من الأيام.

وانتظرت بلهفة وشوق اليوم اللي هيجي وتقولي بحبك يا أشرقت تتجوزيني.

ثم تعالت شهقاتها لتردد بأسى .....ولكن صحيت على كابوس جوازك يا بلال ،ومن مين ؟

من لميا الصفرا الغلاوية ، ياااه يا حسرة قلبي .
خسارة فيك فعلا حبي
خسارة يا بلال
حلال عليك لميا
وأنا واثقة أنك هتندم في يوم من الأيام .

بس ساعتها هيكون الأوان فات ومش هينفع ندم .
لتكرر بإنهيار...مش هينفع ندم .
مش هينفع ندم .

وبينما كان جدها مؤمن يمر من أمام الغرفة سمع نحيبها ، فذعر وقلق بشدة ليكون قد أصابها مكروه ما .

فطرق الباب قائلا ...حبيبتي، مالك أنتِ بخير ؟

حاولت أشرقت التماسك وجففت عبراتها سريعا بباطن يدها ثم رددت ...اتفضل يا جدو .

ولج مؤمن بخطوات ثقيلة ، حيث أنه في الآونة الأخيرة أصيب بضعف في فقرات الظهر أثر على حركته .
قامت أشرقت وأمسكت بيده وأجلسته بجانبها .

نظر مؤمن إلى عينيها التي أصبحت بلون الدم من أثر البكاء فأشفق عليها قائلا ...عروسة جدو مال عينيها حزينة كده ؟

وهي عارفة أني ممكن أجبلها الدنيا كلها بين إيديها .
بس مشوفش ولا نظرة حزن كده منها .

تنهدت أشرقت بألم واغمضت عينيها ثم همست...ياريت كان كل حاجة نقدر نشتريها بالفلوس يا جدو .

لكن للأسف فيه حجات كتير متكفهاش كل كنوز الدنيا .
زي الصحة والسعادة وراحة البال.

ابتسم مؤمن وقال...لا ده أنتِ طلعتي حكيمة مش أشرقت .

تعالي تعالي لحضن جدو حبيبك ، وارمي عليه حمولك .
يمكن أقدر أخفف عنك .

فعناقته أشرقت بحب ، ووجدت في عناقه الدفىء والحب الذي افتقدته منذ زمن طويل .

فهي لم تنعم به من والدتها التي فقدتها يوم ولادتها ،ولم تجد والدها بل لم تكن تعرف وجهه حتى، فحتى حبيبها خذلها .

مؤمن وهو يبتعد قليلا عنها ...مش عارف قلبي حاسس إن الموضوع فيه إنّ وخصوصا الشاب اللي كنت عايشة معاه اللي اسمه بلال ، وحضرتي فرحه الليلة ومن ساعتها جاية وشايلة هم الدنيا كله فوق دماغك .

إرتجفت أشرقت عند سماع أسمه وامتلأت عينيها بالدموع ورددت ...عشان خاطري يا جدو ،أرجوك متقولش اسمه قدامي تاني .
ولا تكلمني عنه .

حرك مؤمن رأسه بالموافقة ولكنه قال ...موافق بس بشرط .

أشرقت ....إيه هو الشرط ؟

مؤمن ...مشوفش دموعك دي تاني أبداً ،وتوعديني تكوني أقوى
من دلوقتي .

ومتبصيش وراكِ أبداً ، وميهمكيش غير مستقبلك وبس .
عشان تكوني أفضل دكتورة في العالم كله ،وتعالجي جدو العجوز اللي مش قادر يمشي ده .

ابتسمت أشرقت بوهن قائلة ...حاضر يا أحلى جدو ، أوعدك .
ومن تلك اللحظة ، عاهدت أشرقت نفسها أن لا تنحني إلا لله ،ولن تهتم إلا بمستقبلها فقط .

..........

صاحت لمياء بصوت عالي أخرج بلال عن شروده ...إيه روحت فين يا حبيبي ؟
مالك سرحان كده .

ثم قامت ووقفت أمامه مردفة بدلال ...بس إيه رأيك حلوة صح !

حرك بلال رأسه بسخط قائلا ...حلوة !
أنا مش شايف غير عروسة مولد .

وازاي تقبلي تحطي مكياج ثابت كده ،وتقعدي من غير صلاة .
ولا طهارة ست شهور .
مش خايفة تموتي وأنتِ كده ؟

لمياء بغضب ...أنت هتفول عليا يا سيدنا الشيخ .
ما تف من بوقك .

ده حتى الملافظ سعد يا أخويا مش كده !

وأهو فرحة وقولت أفرحك، لما تلاقيني حلوة لفترة .

بلال بسخرية....أفرح !

ومفكرتيش ازاي هتخرجي بالمنظر ده معايا ؟

لمياء... وماله منظرى زي القمر طبعا والكل هيحسدك عليا لما يشوفوني معاك .

بلال...يحسدوني !

أنتِ واعية أنك بقيتي مرات الشيخ بلال ، اللي بيقول أن زينة المرأة بتكون لبيتها ولجوزها مش في الشارع عشان متلفتش النظر .

فإزاى تخرجي معايا كده ؟
ساعتها هيقولوا بص مرات الشيخ الصيني المضروب ده ؟
وإن كلامي حاجة والواقع حاجة تانية .

لمياء بلا مبالاة. ....الناس عمرها مهتبطل كلام يا شيخنا .
ثم أرادت تلطيف الجو قليلا كي يهدأ فالتفت أمامه قائلة ...ساعدني بس يا حبيبي وافتحلي سوستة الفستان .

فقام بلال على مضض بسحبها قليلا ثم ذهب مسرعا
إلى المرحاض .

لتلتف لمياء إليه مرة أخرى فلم تجده لتردد بنفور ...يادي الليلة النكد من أولها .

لتنتظره بشوق حتى يخرج وقد ارتدت أفضل ما لديها وتعطرت ، ولكنها تفاجأت به يلملم بعض متعلقاته دون النظر إليها رغم أنها
في كامل زينتها .

وكأن القلب قد فقد بصيرته بعد أن فقد بغبائه وسلبيته حبه الوحيد أشرقت .

فلم يعد يغريه شيء بعدها .

ضيقت لمياء حاجبيها متسائلة باندهاش...أنت بتعمل إيه يا بلال ؟

بلال دون النظر إليها ....هروح أنام برا .

فضربت لمياء يدها على صدرها مرددة...يا ليلة سودة على دماغي .

هتسيب عروستك ليلة الدخلة يا شيخ .
ده في دين مين اللي بيقول كده ، وليه إن شاء الله ؟

بلال ....يستحيل أقرب منك وأنتِ بالشكل ده .

استحملي بقا لغاية ميخلص الست شهور وبعدين أبقا أفكر .
سلام يا حلوة .

ثم خرج دافعا الباب من وراءه ليتركها في حالة ذهول .

لمياء بعصبية شديدة ...لا وكتاب الله المجيد ، ده يا مجنون
يا معلول وملوش في الصنف .

ما هو مفيش واحد طبيعي يسيب عروسته في ليلة دخلتها وينام برا .

يا وقعتك المربربة يا بت لميا ، وأنا اللي كنت بقول الشيوخ دول عشان مبيبصوش برا .
هيدلع مراته ويهنيها .

شكلي اضحك عليا يا ناس .

طيب هقول إيه لأمي لما تيجي الصبح تتطمن عليا ؟

.........

تململت بسمة في فراشها وشعرت بالحاجة لدخول المرحاض ، فقامت وهي تمسح بيدها عينيها من أثر النعاس وخرجت
من غرفتها لتتفاجىء بنوم أخيها على أريكة غرفة المعيشة .

بسمة بذهول ...إيه ده معقول تكون نكدت عليه منها لله في أول يوم كده !

منا عارفة جوازة نحس من أولها .

ربنا يسامحك يا بلال والله .
على اللي عملته في نفسك وفي المسكينة اللي كانت تتمنالك الرضا ترضى ( أشرقت ) .

استمع بلال بكلماتها ، فهو لم يغلبه النوم ولكنه كان مغمضا عينينه فقط .

فتأثر لسماع اسم أشرقت ففرت دمعة ساخنة على وجنتيه، وتنهد بألم محدثا نفسه ...أشرقت كانت حورية من الجنة ، أنا فعلا مستهلهاش.

بسمة ...طيب أعمل إيه دلوقتي أصحيه أكلمه ، أقوله ميصحش كده دي ليلة العمر وخلاص بقا نصيبك كده ، أرضى بيه وخلاص .

ولا أسيبه على راحته عشان أنا أكتر وحدة حاسه بالنار اللي جواه بس يا عيني كاتم في نفسه .

وفاهمة أوي الحرباية اللي اجوزها دي وألاعيبها .

بس هو راجل بقا ومفروض يظبطها على طبعه شوية .

ده إيه الحيرة دي ؟

أقولك ، أنا هسيبه .

يمكن مع الوقت يقدر ينسى أشرقت ويتكيف مع الحيزبونة دي ويقدر يشكمها .

كانت كلمات بسمة على مسامع بلال تقع عليه كطلقات الرصاص ،ولكنه تحامل وظل متماسكا ومتظاهرا بالنعاس حتى لا يظهر ضعفه أمامها .

ولكن ما أن ابتعدت حتى أجهش بالبكاء كالطفل الذي ماتت والدته .

بلال بحسرة وندم ...أشرقت كنتي شعاع النور اللي بينور طريقي ،ودلوقتي حاسس أني مش شايف وحياتي كلها اسودت ،وللأسف أنا فعلا اللي ضيعتك من ايدي .

بس بتمنالك فعلا تلاقي واحد أحسن مني ، يقدر يحافظ عليكي ، أنا مكنتش أنفعك.

وظل يردد مكنتش أنفعك حتى ازداد بكاؤه ، وظل هكذا حتى غلبه النوم حزنا .

حتى أيقظه صوت آذان الفجر فقام مرددا ...لا حول ولا قوة إلا بالله.

اللهم إفرغ عليا صبرا وتوفني مسلما .

ثم ذهب ليتوضأ وخرج لأداء الصلاة في المسجد .
فهنأه جموع المصليين بالزواج مع الإشادة به أنه حرص على الصلاة الجماعة رغم أنه حديث الزواج .

ثم عاد للمنزل ، فأخذ يرتل من كتاب الله حتى يطمئن قلبه إلى أن أعلنت الشمس صباح يوم جديد .

ولكن غفوت عيناه من السهر وكثرة الإجهاد لبضع ساعات ليصحوا بعدها على صوت الباب وصوت الزغاريد من ورائه التي تعلن زيارة حماته المصون له فى الصباحية .

ارتبك بلال وأسرع إلى غرفته ليوقظ لمياء قائلا...اصحى يا ست هانم ، أمك بتخبط على الباب .

لمياء بنعاس ...قايمة أهو ، روح أنت بس افتحلها .

ثم فجأة تتذكر ما حدث ، لتقوم بضرب وجهها ...أمي ، طيب هقولها إيه دلوقتي ، أن عريس الغفلة كان سايبني ونايم في الصالة .

فتح بلال لوالدة لمياء مرحبا ....أهلا يا خالتي اتفضلي .

والدة لمياء مطلقة الزغاريد ...ألف ألف مبروك يا عريس .
عيني عليك باردة بسم الله ماشاء الله.

أيوه كده ، أنا عارفة بنتي كويس وش السعد .
شوف وشك منور إزاي؟

فضحك بلال قائلا بسخرية ...آه آه طبعا .
اتفضلي .

والدة لمياء بحرج ...طيب بعد إذنك يا ابني أدخل لعروستنا الحلوة .

بلال ...هي حلوة بعقل ، أدخلي أدخلي .

فولجت والدتها لتجدها على الفراش والدموع في عينيها .

فضربت على صدرها قائلة...يا لهوتي .

مالك يا بت ؟اوعي يكون الراجل جه عليكي بزيادة .
اتكلمي ،طمنيني يا معدولة .

لمياء بحرج ...بزيادة إيه يا أمى ،ده مجاش أصلا .
ونايم من امبارح على الكنبة .

حركت أم لمياء شفتيها بإستنكار وحركت يديها بسخرية
مرددة...يا مصيبتي، هو طلع من إياهم ولا إيه ؟

بس مكنش باين عليه حاجة وشكله راجل ملو هدومه .
يا حظك المنيل يا بت بطني.

لمياء...لا ياما مش كده ، بس هو مضايق مني عشان المكياج الدايم اللي حطيته ده .

وأنتِ عارفة هو محبكها حبتين ،وبيقول الصلاة والطهارة وكده .

أم لمياء ...صلاة إيه بس ،هو ده وقته !
وأنتِ خايبة يا بت ،مش عارفة تتدلعي عليه وتنسيه اسمه .
طالعة خايبة مش زي أمك .

ده أبوكي مخطاش عتبة الشارع غير بعد شهرجواز .

لمياء......طيب أعمل إيه دبريني؟

أم لمياء ....مش هو شيخ وبيعرف ربنا ، أدخليله من الحتة دي .

يعني حق الزوجة وربنا هيحاسبك وأنت بعيد عني وكده
يا بت ،وبعدين شوية دلع على شوية حركات ، هتجبيه .
اتلحلي كده متبقيش خايبة وخام .

لمياء ...منا برده مش وخدة راحتي أوي ياما ،والبت أخته فوق راسنا كده .

أم لمياء ....زهقيها لغاية متزن على عريسها يخلص تجهيزاته أوام ويجوزوا وترتاحي منها .

لمياء.....مهو برده بلال لازم يجهزها ، بس منين ؟
وأنا أصلا نفضته في العفش وخلافه .

ام لمياء ....عريسها يتكفل ، وصح مش البت اللي ما تسمى أشرقت بقت ياما هنا وياما هناك .

لمياء بغيظ ..آه محظوظة بنت اللذينة .

أم لمياء ....خلاص ،كلميها واعملي حبيبتها واشتكيلها الفقر والحوجة ، وقوليلها على بسمة عريسها مستعجل ، بس بلال معهوش وهي بقا أم المفهومية وهتتصرف .

لمياء بضحكة ماكرة ...صح والله ياما
ده اللي هيحصل فعلا وحياتك .

أم لمياء ..ودلوقتي أنا هريحك منها دلوقتي .
وهخدها في ايدي بحجة تساعدني في تحضير غدا العرسان .

ابتسمت لمياء بسعادة مرددة...ياريت ياما .

ام لمياء ...طيب تعالي ورايا .
فتبعتها لمياء للخارج .

فوجدتها تقوم بالنداء على بسمة .
لبت بسمة نداءها على الفور بقولها....نعم يا خالتي .

أم لمياء ...والله يا بتي اتهد حيلي عقبال مخبزت فطير العرسان الحلو ده .

ولسه قدامي أدبح الطير وانضفه عشان غدا العرسان .
ومفييش حيل .

فبقول يعني لو فاضية يا بنتي تيجي تساعديني وليكي الأجر والثواب .

بسمة ...آه طبعا يا خالتي من عينيه الاتنين .
ثواني هحط الطرحة على راسي ونازلة معاكي .

ام لمياء....تعيشى يا بتي ، عقبال ما أعملك الحلو كله نهار فرحك .

ثم غمزت بعينيها إلى لمياء فضحكت الأخيرة بفرحة .

استأذنت بسمة من بلال للذهاب معها ، فأذن لها على مضض .

وعندما غادروا ولجت لمياء لغرفتها لترتدي أفضل ما لديها .

أما هو فظل على الأريكة يرتل بعض آيات من الذكر الحكيم لعلها تخفف عنه ألم ما يشعر به .

حتى جاءت إليه لمياء تتغنج في مشيتها أمامه لتقول ...؟
.............
فهل ستستطيع فعلا أن تؤثر عليه ام سيرفضها مرة أخرى ؟
وكيف ستكون الحياة بعدهم بعد ذلك؟
وما مصير أشرقت سنعلم فى الحلقات القادمة بإذن الله
.........
يارب تكون الحلقة عجبتكم يا قمرات ❤️ ومنتظرة تعليقاتكم المبهجة التى تدفعنى للإستمرار
وبعتذر عن التاخير الفترة السابقة لانشغالى بامتحانات الاولاد
دعواتكم لهم بالنجاح والتوفيق ❤️
..........
نختم بدعاء جميل ❤️
"اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك، ماضِ في حكمك، عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدًا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي.. اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز و الكسل والبخل والجبن، وغلبة الدين وقهر الرجال".
بقلم
أم فاطمة



موعد البارت الجديد الساعة ( 4 م ) يوميا ان شاء الله 

هنا تنتهى احداث رواية صغيرة بلال الجزء الثاني الحلقة الأولي ، يمكنكم اكمال باقى احداث رواية صغيرة بلال الجزء الثاني الحلقة الثانية  أوقراءة المزيد من الروايات المكتملة فى قسم روايات كاملة .

نأمل أن تكونوا قد استمتعتم بـ رواية صغيرة بلال الجزء الأول ، والى اللقاء فى حلقة قادمة بإذن الله ، لمزيد من الروايات يمكنكم متابعتنا على الموقع أو فيس بوك ، كما يمكنكم طلب رواياتكم المفضلة وسنقوم بوضعها كاملة على الموقع .
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-