رواية صغيرة بلال الجزء الثاني الحلقة الرابعة عشر 14 - روايات أم فاطمة ( شيماء سعيد )

    نقدم اليوم احداث رواية صغيرة بلال الجزء الثاني الحلقة الرابعة عشر من روايات أم فاطمة . والتى تندرج تحت تصنيف روايات رومانسية ، تعد الرواية  واحدة من اجمل الروايات رومانسية  والتى نالت اعجاب القراء على الموقع ، لـ قراءة احداث رواية احببت ملتحي كاملة بقلم ام فاطمة من خلال اللينك السابق ، أو تنزيل رواية احببت ملتحي pdf كاملة  من خلال موقعنا .


رواية صغيرة بلال الجزء الثاني الحلقة 14 - روايات أم فاطمة ( شيماء سعيد )



صغيرة بلال ج2 الفصل الرابع عشر


صغيرة_بلال_2
#الحلقة_الرابعة_عشر

.......................

🌺بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله 🌺

كم مؤلم أن تنهار من الداخل، وتبقى روحاً لا تشعر ولا تحس، وتظل رغم الموت تبتسم للجميع.

طرقت بشرى ومعها أشرقت مكتب دكتور عماد ، فأمرها بالدخول، ثم ولاهما ظهره وانشغل بقراءة أحد الكتب وهو يكتم ضحكاته وينتظر بفارغ الصبر ردة فعل أشرقت عندما تراه .

بشرى بارتباك ...السلام عليكم .
حضرتك دكتور عماد ؟
أناااااا بشرى وطلبوا مني امضة حضرتك على الورق ده .

ليتلفت عماد وتتقابل عينيه مع أشرقت ، فتتسع عينيها فزعا ، ليجدها تميل على كتف بشرى وقد أغشى عليها من الصدمة.

لتشهق بشرى مرددة ...يا مصيبتي .

يا حبيبتي يا شوشو ، اتخضت يا عيني .

لتتحول نظرات عماد الضاحكة إلى قلق عندما وجدها تسقط
بين يدي بشرى ، فأسرع إليها ، فأمسك بها قبل أن تسقط
على الأرض ثم حملها ووضعها على الأريكة آمرا بشرى .....نوليني بسرعة إزازة البرفان على المكتب .

ثم أمسك سريعا معصم يديها ليطمئن على النبض .
وحمد الله عندما سمعه منتظم .

وبدأت أشرقت تستفيق بعض الشيء بعد أن نثر بعضا من العطر
على أنفها .

ولكنها ما أن فتحت عينيها ورأته ارتجفت مرددة ....أناااااا فين ؟
فابتسم عماد قائلا ....أنتِ في مكتب الدكتور بتاعك يا آنسة .

أهلا أهلا نورتي الكلية كلها .

فاعتدلت أشرقت في جلستها واحمر وجهها خجلا لتنطق بسخرية .......لا أنت مش عارف ولا إيه ؟

عماد بإستفهام.....عارف ايه ؟

أشرقت ......
إنى هنزل حالا ، أقدم طلب تحويل إن شاء الله لكلية تمريض لكن أكمل هنا مع جزار زيك لأ .

ضحك عماد بهيسترية قائلا ...تصوري حلوة جزار دي،طالعة
من بوقك سكر .

أشرقت بنفور ....بتهزر حضرتك !

فكشر عماد عن أنيابه قائلا .....بقولك إيه يا آنسة .

قومي يلا وبطلي دلع وياريت تحطي لسانك في بوقك افضل .
أحسن لأكون أول حاجة أعملها النهاردة في العمليات هي استئصاله .
عشان استريح منك، ثم ضحك مرة أخرى ليثير جنونها مرددا ...وفي الآخر بإذن الله هتكوني تلميذتي النجيبة الشطورة .

بس عايز أعرفك حاجات مهمة أنتِ وصاحبتك .

أنا بحب النظام وبحترم الوقت ومفيش طالب عندي بيدخل المحاضرة بعد ما أنا أدخل .
فاهمة ولا أقول تاني؟

تلون وجه أشرقت بالحمرة من كثرة الغضب ، وكانت على وشك الانفجار في وجهه والتلفظ بأشياء من شأنها أن تنهي حياتها الجامعية المقبلة في لحظة .

ولكن باغتتها بشرى بوضع إحدى يديها على فمها قائلة....هي طبعا مش تقصد حاجة يا دكتور .

بس أنا عارفة صحبتى كويس ، بتحب كده تهزر كتير .
وياريت حضرتك تمضي الأوراق عشان إحنا اتأخرنا أوي .

فقامت أشرقت بعض يديها لتتأوه بشرى ...آه .

فضحك عماد مرددا ...تعالي يا آنسة أمضيلك الورق قبل ما تخلص عليكي صحبتك من الغيظ .

توعدتها بشرى بنظرة ساخطة ثم توجهت نحو مكتب عماد ليقوم بالإمضاء على الورق .

وفي تلك اللحظة ، ولج دكتور حسن بروحه الفكاهية قائلا .....حبيب قلبي عماد .

إيه يا دكترة جي كده ولا سلام ولا كلام .
ولا قولت عملت إيه مع العروسة إياها ؟

إلا قولي يا أبو عماد دي العروسة الكام في الكشف ؟

أطبق عماد على شفتيه بغيظ، محمحما ثم وضع يده على فمه ليشير إليه بأن يصمت .

حسن ..إيه مالك ؟ أنت تعبان ولاااااا ثم أخيرا لاحظ وجود الفتاتين بجانب الأريكة .

فشعر بالحرج قائلا ....آسف ، مكنتش واخد بالي أن عندك حد .

مش تعرفنا يا دكتور ؟

عماد ....آه طبعا .

ثم أشار إلى أشرقت وابتسم بقوله ....دي بقا الآنسة اللي نصبت نفسها دكتورة وهي لسه كيجي طب .

فضحك حسن بقوله ....يا عم متقفلهاش كده ،خليها تفرح بنفسها حبتين ،كلهم في الأول كده .

لغاية ما يشوفوا كمية الدراسة وصعوبتها ومصاريفها ، بيلعنوا اليوم اللي دخلوها فيه .
ثم أشار حسن إلى أشرقت بقوله .....

بس أنتِ اسمك إيه يا سيادة الدكتورة ؟

ابتسمت اشرقت له لتغيظ عماد وتحدثت بصوت منخفض قائلة ...أنا اسمي أشرقت لؤي مؤمن .
ودي صاحبتي المقربة بشرى عابدين .

نظر عماد إلى أشرقت متعجبا من الرقة التي ظهرت فجأة
في حديثها مع حسن ،وهي التي كانت منذ دقائق كالوحش المفترس معه .

أما حسن فاتسعت عيناه محدثا نفسه ...يا محاسن الصدف .
دى طلعت اللى بستناها بفارغ الصبر .

ثم تابع حسن حديثه بإعجاب .. ...حضرتك حفيدة مؤمن بسيوني رجل الأعمال المشهور .
ده إيه الصدف السعيدة .

ثم مد يده قائلا ..اتشرفت بمعرفة حضرتك يا دكتورة أشرقت .

حدثت أشرقت نفسها قائلة....شكلي وقعت بين اتنين واحد ضارب والثاني عايز يرسم الدور وميعرفش أني في الأصل تربية حواري .

والله لأوريهم الإثنين ، وهخدهم على قد عقلهم .

فابتسمت إلى حسن ووضعت يدها على صدرها مرددة .....ميرسي لذوقك ، حضرتك شكلك ذوق جدا والله .
بس بعتذر لحضرتك أنا لا أسلم على رجال .

فنظر لها عماد بإعجاب لأول مرة ، أما حسن فقد شعر بالحرج والتفت إلى صديقتها مرحبا ....وحضرتك اسمك ايه وبنت مين ؟

تلون وجه بشرى بالحمرة حرجا ....فهي ليست ابنة أحد معروف مثل أشرقت ،بل ابنة رجل عامل بسيط في مصنع .

ولكنها عاتبت نفسها على هذا الحرج فقالت بثقة....انا بنت راجل شريف شقيان عشان يأكلنا بالحلال ، لغاية موصلني للي أنا فيه دلوقتي، ربنا يجازيه عني خير .

بابا عابدين عامل في مصنع للحديد والصلب .

حمحم حسن بحرج للمرة الثانية، ولكنه أعجبه ثقتها في نفسها ودقق في ملامح وجهها البريئة المختلطة بالحمرة الطبيعية وعينيها التي لونها كلون البندق .

فحدث نفسه ..صراحة قمر أوي ، بس غلبانة أوي كمان ، وأنا عايز حاجة متريشة عشان كده مستقبلي، فخليني في أشرقت هي حلوة أوي كمان مش غنية بس .

بس مش عارف ليه بشرى شدتني أكتر ، لكن المصلحة تحكم ، خلينا في أشرقت .

فردد حسن بعد أن التفت مرة أخرى لأشرقت ...طيب محتاجة أي حاجة يا دكتورة أشرقت أقدر أقدمهالك قبل ما أروح مكتبي .

فشكرته أشرقت ...جزاك الله خيرا دكتور حسن .
في أمان الله .

حسن محدثا نفسه ...لا بت روقان خالص وكلامها أورجنال .

حسن مشيرا إلى عماد .....طيب سلام يا دكتور عماد ، أسيبك تشوف شغلك .

أصاب قلب عماد الغيرة ولا يعلم لما وهو لا يطيق تلك المتعجرفة أشرقت ولكن رؤيتها تبتسم إلى حسن أثار غيرته ، فرد على حسن بغيظ قائلا ....لا يا دكتور طريق السلامة يا حبيبي .

رأت أشرقت علامات الغيظ على وجه عماد ، فشعرت أنه سينقض عليها بعد خروج حسن .

فهمست إلى بشرى ...بت أنتِ مش خلاص مضيتي الورق .

بشرى ....آه .

أشرقت ...طيب خلاص مستنية إيه ، فوريرة ورا الدكتور حسن ،نتحامى في ضهره ونخرج من هنا صاغ سليم .
إلا وش سي زفت مش بيبشر بالخير .

وشكله هيعملنا كفتة بعد ما سي حسن يخرج .

فضحكت بشرى ...والله سي حسن دي طالعة من بوقك قمر خالص .

صراحة هو سي آه وعسل كمان وحتة سكر كده .
فنكزتها أشرقت بقولها...اتحشمي يا أختاه .

ومش وقته بص وهييح ، إحنا لسه في أولها .

ثم تابعت بصوت عالى ...استنى يا دكتور حسن ، خلينا نخرج معاك .

عشان منعطلش دكتور عماد أكتر من كده .

جحظت عيني عماد عندما سمعها تقول ذلك .
ونظر لها بتوعد ولكنها لم تعره اهتماما قط ،وأمسكت يد بشرى وانطلقت بها وراء حسن الذي رحب كثيرا بذلك قائلا ...أوي أوي ، اتفضلي .

فخرجت معه ومن ورائها بشرى ، تحت أنظار عماد الساخطة .

وعندما غادرت من أمامه ، كور يده غاضبا بقوله ....كده ،طيب
يا أشرقت ، هتجيلي راكعة عشان أرحمك من اللي هعملوا فيكي .

ثم ابتسم في ذات الوقت وقال ...بس ابعدي عني عنيكي اللي بتلمع دي وأنا بكلمك .

وفى الخارج ابتسم حسن قائلا لهم ....تحبوا أوصلكم لأيّ مكان عايزينه يا بنات.

أشرقت ...لا جزاك الله خيرا .
نستأذن حضرتك .

فنظرت له بشرى نظرة وداع ، اهتز لها قلب حسن فحدث نفسه ....لا يا قلبي اثبت ، أنت مش بتاع عواطف ،مش بتأكل عيش .

مفيش أحسن من المصلحة ،وقولت خليك مع المزة أم عيون زرقاء .
ثم ردد بس العيون اللي شبه البندق سحرتني .
آه يا قلبي .

وصلت أشرقت إلى سيارتها أخيرا .

أشرقت ...إيه يا حاجة مالك وقفة مبلمة كده ؟
مش هتركبي !

بشرى ...لا أنا مجنونة أركب معاكي المخروبة دي تاني .
أنا هخدها مترو رجل أحسن .

أشرقت ...يا بنتى ، اركبي متخافيش ، أنا خلاص حفظت الطريق وأكيد المرة دي ربنا هيسلمها.

بشرى وهي تبتعد للوراء ضاحكة....لا يا أختي .
سلام يا عمري .

أشرقت بغضب ...كده يا بشرى ، ماشي .
بكرة تتحايلي عليا عشان أوصلك مش هرضى .

ثم نظرت إلى سيارتها ورددت بالخوف ...والله الود ودي أنا كمان آخدها مترو رجل ، بس البرستيج يمنعني .
هقول بس لبابا إيه ؟
هركب وأمري لله
أشهد ان لا إله إلا الله محمد رسول الله.
لتصل بعد ذلك إلى الفيلا بعد مرور ساعتين لأنها كعادتها تمشي بسرعة بطيئة .

بحثت أشرقت عن والدها في مكتبه فلم تجده ، فقامت بالنداء
على أم إبراهيم .

فلما سمعتها أم إبراهيم تنادي عليها حدثت منصور قائلة ...دي ست أشرقت بتنادي عليا .

منصور ...طيب روحلها يا أم إبراهيم ، وأنا أهو مستني لؤي بيه يخلص صلاة وأريحه على السرير .
فذهبت إليها أم إبراهيم.

أشرقت ...إزيك يا داداة ،وفين بابا ؟
وجدو ، إيه مفيش حد هنا ولا إيه ؟
مفيش صوت خالص ليه ؟

تغير وجه ام ابراهيم للحزن فقالت ....جدك يا بنتي في الشغل.

أشرقت بفزع ...ومال وشك حزين كده ، هو فيه حاجة حصلت ؟
وبابا فين ؟

أم إبراهيم ....بابا بعافية شوية في أوضته يا حبيبتي.

فلمعت عيني أشرقت بالدموع وركضت إلى غرفة والدها .
فرأت منصور قد قام باسناده على الفراش .
فأسرعت إليه وارتمت على صدره قائلة ببكاء....بابا حبيبي مالك
يا قلبي ، فيك إيه ؟
فربت لؤي على رأسها بحنان ودمعت عيناه فرحا أن ابنته
في حضنه .
فهذه أول مرة يشعر بحبها وخوفها عليه .
فحمد الله على ذلك .

ابتعدت عنه أشرقت وعيناها مليئة بالخوف قائلة ...مش بترد عليا ليه يا بابا ؟
مالك فيك إيه ؟

فأشار لؤي على فمه ثم نظر إلى منصور ليجيبها.

منصور ...يا ست هانم ، بابا كويس متقلقيش ، بس كده قدر الله مرة واحدة وقع من غير ما ياخد باله ، وزي ما تقولي من الخضة صوته اتحبس شوية .

ومع الوقت إن شاء الله هيتحسن وهيرجع يتكلم متقلقيش .

شهقت أشرقت ووضعت يدها على فمها ثم قالت بحزن ...يعني إيه ؟
أنت بجد مش قادر تتكلم يا بابا ، معقول ده !
لا أنا لازم آخدك لدكتور حالا .

منصور ...يا بنتي الدكتور لسه ماشي ومطمنا وقال هي مسألة وقت بس .
وهيرجع زي الفل ..

أشرقت ...يا حبيبي يا بابا .
أنا مش هسيبك أبداً لغاية متقف على رجلك وترجع تكلم تاني بإذن الله .
...........
اتصل سعود على لمياء
سعود ...كيفك يا حلوة ؟

لمياء بدلال ...بخير يا قلبي .

سعود ....والله ما في قلبي غيرك أنتِ لميا .
وخلاص ما عاد أصبر ، سأكتب عليكي الليلة .
ويوم الخميس هيكون ورقك جاهز وهنسافر نقضي أسبوع عسل في المالديف وبعدين نعاود على قصرك في السعودية .

اتسعت عيني لمياء من الفرحة مرددة ....المالديف دي اللي فيها بحر لونه أزرق شفاف كده ، وفيها أوض تحت البحر بيشوفوا فيها السمك من الإزاز.

سعود بضحك...آه هي هيك .

لمياء ..إلهى تنستر يا قلبي .
بس ازاي هتكتب عليا ولسه أنا في العدة قدامي تلت شهور بالطول والعرض .

سعود ....لا ما ليا صبر ، اعتبريهم انتهوا ، أنا طلعت ورقة تفيد أنك طالق من ثلث شهور .

وكده اكتب عليكي اليوم عادي ما في مشكل .

حدثت نفسها لمياء....وبعدين في كده .

بس أكيد الجوازة كده حرام عشان مخلصتش العدة لسه .
بس يعني هقدر أقوله كده ولا يصبر .

أكيد مش هيصبر وممكن يطفش مني ويضيع كل حاجة .
تبقا ولا طولت بلح الشام ولا عنب اليمن .

فعلى إيه نجوز وأبقا أستغفر ربنا مهو عارف أنه غصب عني .
( وده طبعا تمييع وحرام شرعا يا بنات وهو زواج باطل لا يجوز ) .

لمياء بدلال مصطنع ...قد كده مش قادر على بعدي يا سعودي ، ده أنت شكلك بتحبنى بقا بجد .

تنهد سعود برغبة ...آه طبعا ، كيف ما بتجولوا يا مصريين ، هموت عليكي .

لمياء ...طيب وشروطي .
مليون جنيه مقدم وزيهم مؤخر
وشقة هنا تمليك باسمي .

انفعل سعود ...إيش كل هدا ؟
كتير لميا .

لميا...كتير على لميا سعودي .

سعود محدثا نفسه ...فاكرة نفسها هتعرف تضحك عليا .
تلك الحقيرة ، على العموم دعها تفرح شوي .

سعود ...وهو كذلك يا لميا ، موافق يا غلا .

بترقص لمياء من السعادة بعد أن أغلقت معه الخط .
وترتمي بجسدها على الفراش ثم أخذت تتقلب كالاطفال مرددة ...كل العز والهنا ده ليا معقول ، يا بختك يا بت .
كنت فين من الأول يا سعودي .

ثم لمحت طيف بلال أمامها لتغمض عينيها وتهمس...صراحة محبتش حد قدك يا بلال وكنت مستنية اللحظة اللي يتقفل علينا فيها باب واحد .

وكنت فاكرة السعادة كلها معاك ، لكن للأسف صحيت على كابوس ، أنك عامل عليا قاضي ومربي وولا عمري حسيت في عينيك ليا
أي حب .
يمكن أنا كمان مبعرفش أقول حاضر ونعم ، لكن كنت بحبك بجد .
بس يلا خلاص ، نصيبك كده معايا .

ثم لمحت أمام عينيها لؤي فقالت ...تصور بلال مش صعبان عليا قدك .
بلال كده كده مكنش بيحبني ، لكن أنت كنت حبوب ولذيذ
أوي، بس يلا النصيب كده يا لولو سامحني .
يا ترى عامل إيه دلوقتي ؟
هحاول كده أتصل بيه أسمع صوته لآخر مرة .
وبالفعل اتصلت به .

ليرى لؤي رقم هاتفها الذي حفظه جيدا ، فينفعل ويرتجف جسده ،وأخذ يضرب بيده على السرير .

ثم شهق وكأنه لا يستطيع أن يأخذ أنفاسه .

ففزعت أشرقت عند رؤيته على تلك الحالة فقامت من مقعدها وأسرعت إليه قائلة بفزع ...باااابا مالك يا حبيبي ؟
حصلك إيه ؟
ومين بيتصل عشان تتعصب أوي كده ؟

ثم لمحت أشرقت رقم لمياء التي أيضا تحفظه عن ظهر قلب
فهي عدوتها اللدودة.

فلمعت عينها شرا لتجيبها بقسوة ....أنتِ عايزة إيه وبتتصلي ليه على تليفون بابا ؟

لمياء محدثة نفسها ...هي العقربة دي بترد ليه ؟
هو مفهوش يعني لسان يرد ولا إيه ؟
ولا خلاص يعني للدرجادي مقموص أوي .
طيب أقولها إيه دي ؟

لمياء...هو ده تليفون بابا ، تصوري بحسبه أنتي يا شوشو ، اتلغبطت يا حبيبتي معلش .

بس كويس أنك رديتي أنتِ .
أحسن لو كان رد عليا كنت هتحرج أوي !

أشرقت بغضب ...يرد عليكي إزاي وهو فقد النطق ،وقلبي حاسس أنك السبب يا هانم .

بس واللي خلق الخلق لو صح أنتِ السبب ، مش هسيبك في حالك أبداً وهجيبك من شعرك وهفرج عليكي اللي يسوا وميسواش
يا خطافة الرجالة أنتِ.

انفعلت لمياء...يوه ،ما وحدة وحدة عليا يا حبيبتي ،وخطافة رجالة إيه وزفت إيه !

إذ كان قصدك على حبيب القلب خلاص سبتهولك يا حبيبتي اشبعي بيه ، خلاص فنيتو.

إطلقنا يا حبيبتي ، وإذا كان على أبوكي برده خلهولك .
أنا هاخد سيد سيدهم الاتنين .
بلا أرف .

شهقت أشرقت قائلة بصدمة ...اطلقتوا ليه كده ؟
انتوا لسه مكملتوش حاجة ، وواحد تاني مين؟
أنتِ مبتتهديش يا ولية !

لمياء....لا بقولك إيه مسمحلكيش تكلميني كده .
وأنا لولا العشرة اللي بينا كنت سمعتك كلام يوريكي مقامك .
بس كمان مش فضيالك ، سلام يا قطة .
ثم أغلقت الخط في وجهها .

عم الحزن ملامح أشرقت ثم رددت ....لا حول ولا قوة إلا بالله ، ربنا يجازيكي بكل اللي عملتيه في عباده يا لميا .

ثم لمحت طيف بلال أمامها ولمعت عينيها بالدموع وحدثت نفسها ...يا ترى عامل إيه دلوقتي يا بلال ؟
وليه بس ده حصل ؟

ومش قادرة أقول أنك تستاهل ده ، لأن مهما حصل قلبي مش هيفتكر غير أحلى أيام عشتها معاك .

ثم تذكرت قول لمياء ...سبتهولك يا حبيبتي .

فتنهدت بغصة مريرة قائلة ...لااااا خلاص معدش ينفع .
أنا مقبلش أكون رقم اتنين عنده .

مهما كان قلبي لسه بيحن ليه .

بس خلاص يا قلبي ، هو مش نصيبك .
هو باعك من الأول ، فمتبكيش عليه ولا تفكر فيه .
بس ادعيله ربنا يسعده وبس .
لأن اللي يحب عمره ما يكره أبداً .

ثم هربت دمعة من جفنيها رغما عنها فوجدت يد حانية تزيلها عنها لتلتفت فتجدها لأبيها ، فتلقى نفسها في حضنه ، لتنزل دموعه
هو على وجنتيها ، فتزيلها هي وكأن الإثنين يجبران جروح بعضهما البعض .
................

ولجت بسمة إلى بلال في غرفته التي اعتكف بها من شدة الحزن على حاله وما مر به وليس على لمياء

فحزنت بسمة وأردات التخفيف عنه قائلة ...إيه يا دكتور
منزلتش شغل الكافيتريا النهاردة يعني ؟

طأطأ بلال رأسه ثم همس بغصة مريرة...مش قادر والله يا بسمة ، خصوصا أن الشغلانة دي عايزة طولة بال وابتسامة في وش الناس ، وأنا مش قادر صدقيني .

بسمة ...خلاص يا حبيبي، بلاها وشوف أي حاجة تانية .
أقولك إدي دروس خصوصية .

بس يعني متكسفش منهم وخد حقك مش حرام ولا عيب .

تنهد بلال ...لا مش بحب الشغلانة دي ، لأن أنتِ عارفة أهل الحارة على قدهم ، وشهر معاهم وشهر لأ وأنا مقدرش أكتر عليهم ، ده ساعات كنت بدفعلهم من جيبي كمان تمن المذاكرات .

بسمة ...طيب وبعدين هتعمل إيه والأقساط اللي عليك .

بلال ...مش عارف ، أنا خلاص دماغي هتنفجر ، مش عارف ألاقيها منين ولا منين ؟

بسمة...طيب ما أقولك على فكرة ، رجع العفش للراجل أنت خلاص مبقتش محتاجه .
ويوم مربنا يكرمك بعروسة تانية ، تجيب تاني جديد لأن مفيش وحدة بتقبل تخش على عفش غيرها إلا قليل أوي .

بلال ...لا جديد ولا غيره ، أنا خلاص مش هفكر في موضوع الجواز ده أبداً .

بسمة ....ازاي ده هتترهبن يا شيخ !

بلال ....بسمة أرجوكي ، أنا مش عايز كلام في الموضوع ده .

تريثت بسمة قبل أن تنطق ولكنها تشجعت لتقول ...ولا عايز أشرقت ؟

فتلون وجه بلال وابتسم ابتسامة واهنة ، فمجرد ذكر أسمها يشعره بالسعادة .

بلال ....أشرقت فين بس وأنا فين يا بسمة .
ولو كان فيه أمل واحد بس في المية عندي أني أرتبط بيها قبل لميا .
بعد اللي حصل مفيش أمل خالص .

فبترجاكي تاني تقفلي على الموضوع ده ، أنا مش قادر أستحمل صدقيني.

بسمة ....أنا هسيبك دلوقتي ، لكن مش هيأس أني أكلمك تاني ، يعالم الخير فين .

بلال ...خليكي أنتِ في نفسك دلوقتي يا بسمة .
أنتِ خلاص فرحك بعد بكرة .
جهزتي حالك ؟
محتاجة حاجة مني أقدر أقدمهالك ؟

بسمة ...مش محتاجة غير أني أشوفك مرتاح يا حبيبي .
ثم رن هاتف بسمة وكان الإتصال من جلال .
فابتسمت ففهم بلال أنه هو فقال ...طيب روحي ردي على جوزك المستقبلي يا حبيبتي ربنا يهنيكم.
فأسرعت بسمة لتجيبه ...؟
ليقول بصوت ضعيف ....؟
...............
فرحة جوا قلب بسمة ،حزن جوا قلب بلال
هل سيظل الحال هكذا أم سيتبدل الحال ؟

وللحكاية بقية
ونختم بدعاء جميل ❤️
"اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَوَاتِ وَرَبَّ الأرْضِ وَرَبَّ العَرْشِ العَظِيمِ ، رَبَّنَا وَرَبَّ كُلِّ شيءٍ، فَالِقَ الحَبِّ وَالنَّوَى، وَمُنْزِلَ التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ وَالْفُرْقَانِ، أَعُوذُ بكَ مِن شَرِّ كُلِّ شيءٍ أَنْتَ آخِذٌ بنَاصِيَتِهِ، اللَّهُمَّ أَنْتَ الأوَّلُ فليسَ قَبْلَكَ شيءٌ، وَأَنْتَ الآخِرُ فليسَ بَعْدَكَ شيءٌ، وَأَنْتَ الظَّاهِرُ فليسَ فَوْقَكَ شيءٌ، وَأَنْتَ البَاطِنُ فليسَ دُونَكَ شيءٌ، اقْضِ عَنَّا الدَّيْنَ، وَأَغْنِنَا مِنَ الفَقْرِ".

أم فاطمة 



موعد البارت الجديد الساعة ( 4 م ) يوميا ان شاء الله 

هنا تنتهى احداث رواية صغيرة بلال الجزء الثاني الحلقة الرابعة عشر ، يمكنكم اكمال باقى احداث رواية صغيرة بلال الجزء الثاني الحلقة الخامسة عشر  أوقراءة المزيد من الروايات المكتملة فى قسم روايات كاملة .

نأمل أن تكونوا قد استمتعتم بـ رواية صغيرة بلال الجزء الأول ، والى اللقاء فى حلقة قادمة بإذن الله ، لمزيد من الروايات يمكنكم متابعتنا على الموقع أو فيس بوك ، كما يمكنكم طلب رواياتكم المفضلة وسنقوم بوضعها كاملة على الموقع .
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-