رواية صغيرة بلال الجزء الثاني الحلقة السابعة عشر 17 - روايات أم فاطمة ( شيماء سعيد )

     نقدم اليوم احداث رواية صغيرة بلال الجزء الثاني الحلقة السابعة عشر من روايات أم فاطمة . والتى تندرج تحت تصنيف روايات رومانسية ، تعد الرواية  واحدة من اجمل الروايات رومانسية  والتى نالت اعجاب القراء على الموقع ، لـ قراءة احداث رواية احببت ملتحي كاملة بقلم ام فاطمة من خلال اللينك السابق ، أو تنزيل رواية احببت ملتحي pdf كاملة  من خلال موقعنا .


رواية صغيرة بلال الجزء الثاني الحلقة 17 - روايات أم فاطمة ( شيماء سعيد )



صغيرة بلال ج2 الفصل السابع عشر


الحلقة_السابعة_عشر
.............................

🌺 بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله 🌺

أحبك أكثر من أي وقت مضى، أحبك بقدر أكثر مما ينبغي، ولكن يجب أن أرحل، أنني أفقد نفسي، انه أمرٌ مؤلم ألاّ أرى نفسي، لا يمكننا البقاء معاً
....................

أخبر الطبيب سعود أن لمياء حامل
فصدم سعود واتسعت عينيه غير مصدق ليقول بصدمة ....حاااااامل ، ثم حدث نفسه ...هذا من زوجها الأول أكيد .
ثم ابتسم بمكر مرددا ...وايش يعني .
حلو حلو ، زيادة الخير ، بس عسى يكون ولد ، أعتمد عليه في المستقبل وبناتي يكون لهم ضهر وسند .
وسأكتبه بأسم زوجتي الأولى بنت عمي، أما هي سأدفع لها كي تتركه لي .
وإن كانت بنت هي لها ، لا أريدها ، يكفي ما عندي .

أما لمياء فهي الأخرى تملكتها الصدمة ولم تستطع النطق بأي شيء وحدثت نفسها ....أنا حامل معقول !
ده أكيد ابن بلال اللي أنا ظلمته ، لما اتجوزته وأنا عارفة أنه بيحب أشرقت .
وظلمته تاني لما مكنتش الزوجة الصالحة اللي عايزها وكنت بعانده في كل حاجة يقولها .
وظلمته تاني لما اتكلمت مع لؤي من وراه ، ويارتني حتى كملت
مع لؤي .
إلا في الآخر ولا طولت بلال اللي أطيب خلق الله .
ولا طولت لؤي اللي عينيه فعلا كانت كلها حب وكمان مبسوط
وفي الآخر لبست في سعود المصيبة المجنون ده .

ثم تذكرت كلمات والدتها حين نصحتها أنها ستندم على فراق بلا،وها هي بالفعل تندم ، فكان فقره مع حسن صحبته أفضل من غنى سعود وسوء صحبته .
ولكن الآن لم ينفعها الندم وستتريث حتى ترى ما سيفعل بها أيضا عندما علم أنها حامل .
فوضعت يديها على بطنها خوفا من أن يبطش بها مرة أخرى ، فيجهضها .

لمياء ...لا ابني من ريحة الغالي بلال ، لا مش هسمحله يأذيني تاني .

الطبيب ... أستأذن سيدي .
ولكن قبل أن أغادر أنصحك سيدي أن تهتم بها كثيرا من أجل الحمل وقد كتبت لها بعض المقويات وأنصحها بالراحة التامة حتى يثبت الجنين .
وأخيرا ..مبروك .

سعود ....يعطيك العافية يا دكتور .

ثم أمر حارسه أن يعطيه ما اتفق عليه معه ثم أمره أن يغادر معه .

بدأ يقترب من لمياء بعد مغادرة الطبيب والحارس ، فشعرت بالخوف أن يبطش بها مرة أخرى وارتجفت وأخذت تتراجع بظهرها حتى التصقت بجدار الفراش .
لتتفاجأ به يبتسم قائلا ....هلا بأم ولدي الغالي .

اندهشت لمياء من قوله فرددت ...أم ولدك !
ازاي ؟ ده أكيد من جوزي الأول ، عشان إحنا ملحقناش أصلا يومين مجوزين .

سعود ...لا يهم ، المهم لو ولد هيكون ابني أنا وأكتبه على اسمي ويرث مني .
و(لكنه كتم عنها أنه سيأخذه منها حتى لا تهرب به ).
فابتسمت لمياء كعادتها في الطمع عندما علمت أنه سيورثه ودعت أن يكون ولدا حقا .
ولكن دب في قلبها الخوف مرة أخرى لو كان جنينها أنثى .
فتساءلت...طيب لو كان بنت هتعمل إيه ؟

زفر سعود بضيق قائلا ...هلا ترجع إلى أبوها ، يكفيني ما عندي
من البنات لميا .

ومن هالحين حتى نعرف شو بيكي ، أوعدك هخفف عليكي حملي شوي شوي .
لكن تحمليني في الهوى فأنا أحبك لميا .
ومازالت أبغى أنهل من حبك .
لينقض عليها مرة أخرى ، غير آبه لجروحها ولا حملها ، فهو كالبعير تماما ليس له قلب أو عقل .

لتمر الأيام بعض الشيء ثم آن الأوان ليعود بها إلى موطنه السعودية .
.........
كما مرت الأيام على بسمة وأشرقت ، ولم تتركها أشرقت
حتى تعافت بعض الشيء وتقبلت الحقيقة المرة أن جلال قد مات ولكنها مازالت تتجرع الحزن يوما بعد يوم ، فهو الحبيب الذي
لا ينسى .

حمحم بلال خارج غرفة بسمة وأشرقت واستأذن الدخول .
فأسرعت أشرقت في ارتداء حجابها ، ثم أذنت له .
فولج على خجل .
وجلس على المقعد الذي أمام الفراش .
وظهر على وجهه التوتر وظل صامتا للحظات قبل أن ينطق
بعد قول بسمة له .....فيه حاجة حصلت تاني يا بلال ؟
شكلك بيقول كده .
قول قول خلاص أنا اتعودت على الصدمات .

فابتلع بلال ريقه بمرارة ثم قال ....صراحة يا بسمة .
أهل جلال الله يرحمه ، عايزين الشقة لابنهم الثاني .

فصرخت بسمة ....يعني إيه ؟
عايزني أسيب شقة جلال ، اللي روحه فيها وتعب عشان خاطري فيها ، لغاية ما راح هو فيها .
وفي الآخر أسبها ، لا ده كتير وحرام ، حرام.
ثم بدأت في البكاء بدون توقف ، فأسرعت لها أشرقت تضمها بحنو لتخفف عنها .

أشرقت. ..بس اهدي يا حبيبتي.
وشوفي أنتِ عايزة إيه وأنا أعملهولك .
لو عايزة تقعدي فيها ، أنا اشتري نصيبهم فيها .

أحرجت كلماتها بلال ، لأنه لا يستطيع أن يفعل مثل ما قالت ، وأحس بالفعل أنه عاجز أمامها وأن الفرق بينهما الآن شاسع والقرب منها بات مستحيلا .

فانفعل بقوله ...وفري فلوسك يا أشرقت .
إحنا مش محتاجين ، وبسمة من الأفضل ترجع معايا شقتنا ، وده أفضل لأن لو كملت هنا الحزن هيفضل طول عمره في قلبها وصعب كمان تعيش لوحدها هنا .
فهي تيجي نونس بعض زي زمان يا بسمة ولا نسيتي.

ثم قام وأزال دموعها بيديه وقال بحنو ...أنا فعلا محتاجلك جنبي يا بسمة .
فمعلش عارف أنه صعب عليكي ولكن صدقيني كده أحسن .

تلون وجه أشرقت حرجا من كلمات بلال فقالت ...أنا مكنتش أعرف أني بقيت غريبة أوي كده عنكم .
كنت لسه بفتكر أني أختكم بجد وأقدر أساعد .
لكن للأسف خلاص .
ثم قامت وهي تحبس دموعها قائلة ...طيب أنا كده خلاص مهمتي انتهت وأظن مليش مكان بينكم .
فبعد اذنكم أنا همشي، وهرجع لبابا وجدو .

انشق قلب بلال لكلماتها تلك وقام بسب نفسه قائلا ...غبي هتفضل طول عمرك غبي ، كل ما تحاول تقرب منها ، تبعدها عنك أكتر ، هتقولها إيه دلوقتي ، بعد ما بوظت كل حاجة .
ثم اكتفى بنظرات القهر والانكسار ولم يتحدث .

ولكن بسمة رغم حزنها قالت ..لاااا يا أشرقت ، بلال مش يقصد كده أبداً .
أنتِ أختنا وربنا عالم إحنا بنحبك قد إيه .
ومنقدرش تبعدي عنا أبداً .
حتى لو كان ليكي حياتك دلوقتي مع بابا وجدو .
بس مكانتك في قلوبنا هي هي.

فابتسمت أشرقت بوهن واحتضنتها بسمة بحب .
ثم ابتعدت قائلة ...على قد ما فعلا مش قادرة أسيب شقتي دي ، عشان روح جلال لسه فيها .
وحاسه بيه جمبي ، بس إن جيتي للعقل والحق هما فعلا أولى بيها ، حتى أنا كمان هتنازل عن حقي فيها .
أنا مش عايزة فلوس ، كفاية الحب والسعادة اللي عشتها مع جلال حتى لو كانت مجرد لحظات ولكنها كفيلة أعيش عليها العمر كله .
لتبكي مرة أخرى .

ولكن أشرقت تنهدت بغصة مريرة مرددة ...جميل الحب .

ثم نظرت إلى بلال لتتابع قولها بسخرية ....وجلال يستاهل صح البكى عليه العمر كله ،لإنه راجل وقد كلمته وليه موقف واتمسك بحبه ومبعش .

ابتلع بلال لمحة الإهانة الواضحة على كلمات أشرقت ولم يستطع المكوث معهم ، فخرج هاربا من نظراتها .

فحركت هي شفتيها باستياء مرددة ....مفيش فايدة .
آااااه لو بايدي أدفن قلبي اللي حبك .
ثم وجدت يد!ا حانية تربت على كتفها قائلة ...حبيبتي يا شوشو ، معلش أُصبري عليه شوية كمان ، بس أحلفلك بالله ، هو عمره
ما حب ولا هيحب غيرك .
وأنتِ بالنسباله حلم ، عشان كده خايف يقرب منك .
مع أنه بيتمناكي بس تفكيره غريب شوية .
ربنا يهديه وينور عقله التعبان ده .

فحركت أشرقت رأسها بلا مبالاة قائلة ...متتعبيش نفسك يا بسمة ، وحتى لو ربنا هداه ، خلاص الرغبة انتهت .
هو من طريق وأنا من طريق تاني ، ربنا يصلحله الحال .

ثم قامت لتردد...بعد إذنك يا بسمة ، أنا هضطر أمشي دلوقتي ،معلش سامحيني.
بس أنتِ معاكي رقمي في أي وقت ليل أو نهار رني عليه
لو احتجتيني هتلاقيني عندك .
فابتسمت بسمة رغم حزنها وقامت لتحضنها ، ثم ودعتها على وعد باللقاء مرة أخرى .
ثم خرجت تحت أنظاره ، فلما رآها جزع .

بلال ...تحبي أوصلك ؟

أشرقت ....لا شكرا ، أنا عارفة طريقي كويس ومش محتاجة لحد .

تلقى بلال كلماتها القاسية كالخنجر في قلبه ، حتى أنه أغمض عينيه وجعا ولكنه لم يتحدث ، بل تركها تغادر أمام عينيه .
وما إن غادرت حتى افترش مقعده الوثير ووضع يده على رأسه قائلا ....سامحيني يا أشرقت .
أنتِ فعلا تستاهلي واحد أحسن مني بكتير .
أنا إنسان وحش بجد ومش عارف أنا بعمل كده ليه ؟
ليجد بعدها بسمة قد جمعت كل ما يلزمها في حقيبة كبيرة .
لتقف أمامه قائلة ...يلا بينا يا بلال .

فنظر بلال إليها بحزن قائلا ...مقتنعة ولا غصب عنك يا بسمة ؟

بسمة ....مش فارقة يا بلال ،اللي كنت هقعد عشانه مات ، فخلاص ، أي حاجة بعد كده مبقتش تفرق .
لغاية ما ربنا يكرمني ويجمعني بيه في الجنة .

بلال ....يا حبيبتي ، ربنا يبارك في عمرك .
ودلوقتي أنا هخدك البيت تستريحي وبعدين هجيب حد ياخد العفش بتاعك .

بسمة ....لو مكنش أنت محتاج فلوسه ، كنت سبته ليهم صدقة على روح جلال .

بلال ...مش عشان الفلوس ، بس ده حقك .
ويمكن ربنا يعوضك تاني بإنسان يراضيكي .

فانفعلت بسمة ووضعت يدها على فم بلال قائلة ...لا متقولش كده يا بلال لو بتحبني .
محدش أبداً يعوض مكان جلال في قلبي .
وأنا هعيش بقية حياتي كده ، من غير جواز .
أخلص دراستي واشتغل ، عشان أساعدك شوية في المعيشة .

ابتسم بلال قائلا ....لا يا حبيبتي، أنا مش عايزك تتعبي، أنا عايزك تنوري بس البيت اللي ضلم لما بعدتي عنه ومكنتش قادر أدخله .

قم أمسك بيديها وقبلها بحنو قائلا ...تسمحلي أميرتي الصغيرة أوصلها لمملكتها من تاني .

ابتسمت بسمة وهمت لتغادر ولكنها التفتت للحظة أخرى لتشبع عينيها من ذلك البيت الدافىء الذي جمع أحلى لحظات عمرها ،كما جمع أقسى لحظات حياتها .
وفي النهاية غادرت لتعود من حيث أتت .

........................

عاد سعود ولمياء إلى الرياض حيث كما وعدها بقصر لها بمفردها .
انبهرت لمياء بفخامة القصر من الخارج والحدائق التي تحيط
من الخارج ، ونافورة المياه الملونة التي تتوسطها ، وعلى يمينه حمام سباحية كبير .

لمياء بفرحة ...كل ده بتاعي أنا ، ولكن سرعان ما ذهبت ابتسامتها عند تذكرت ما فعله بها .
وما سيفعله لو كان مولودها أنثى ؟
فحدثت نفسها....شكلك مش مكتوبلك تفرحي يا لميا .
ربنا يستر من اللي جي .
ثم بدأت تخطوا نحو الداخل .
ليفتح باب القصر أمامها لتشهق مما في داخله من زخارف وديكورات وأثاث لم تراه من قبل .
وشردت في كل ركن فيها ، ولكنها أفاقت على صدمة العمر ، عندما سمعت صوت نساء يتبادلان الحديث لبعضهما البعض قائلين .
أحدهما وتدعى ( صباح ) الزوجة الأولى لسعود وهي أم بناته الثلاث وهي سيدة متقدمة في العمل .
قالت لزوجته الثانية ( أحلام ) وأم ابنتيه أيضا .
وصلت العروسة الجديدة المصرية ، لتغمز أحلام زوجته الثالثة وأم ابنته أيضا ( مرام ) .
ثم تهمس ...هاده مصرية لئيمة ضحكت على سعود كما فعلت اللبنانية وقبلها السورية وتلك العراقية .
صباح همست لهما بمكر ...لا تخافوا بنات ،كيف ما طفشنا اللبنانية والسورية والعراقية ،نطفش المصرية .
لا أحد يعيش معنا سوى بنات السعودية .

فضحكت مرام وأحلام ونظروا إلى لمياء بتوعد ، فقذفوا في قلبها الرعب لتسأل سعود .
مين الستات دول يا سعود ؟
وبيبصولي كده ليه ؟

فضحك سعود قائلا ...لا تخافي لميا ، هذول اخواتك أو كيف
ما يچولوا عندكم في مصر, ضرتك .
تعالي أعرفك عليهم .
تعالي صباح ، تعالي أحلام ، تعالي مرام .
سلموا على أختكم لمياء زوجتي المصرية .
وكيف ما بدكم شايفين حلاوة وخف دم هتحبوها كتير .

فشهقت لمياء وضربت على صدرها مرددة ...أنا آه اتوقعت أنك
كنت مجوز بس مجاش في بالي أنهم تلاتة وكمان على ذمتك ، لا كده كتير أوي .
طيب اجوزتني ليه وأنت عندك تلاتة ؟

فضحك سعود ببرود ....أنا أحب أحلي دائما .

لمياء بغيظ ...يعني أنا الرابعة والحمد لله كده الأخيرة .
مفيش تحلية تاني كده .

فصاحت صباح ...إيه حبيبتى لا أنتِ مش الرابعة ، لا أذكر العدد .
إحنا نحسب العدد في السعوديات لكن أي جنسيات لا تحسب ، هي للهو واللعب .
اتسعت عيني لمياء وارتجفت وحدثت نفسها ...لا أنا كده وقعت وقعة سودة مربربة .
آه يا خيبتوا أنا .
ده واخدني لعبة وهيرميني ، آه يا زبالة ، يا دون .
بس أعمل إيه بس ؟
أنا كده كده وقعت خلاص في البير اللي ملوش قرار ده .
لما شوف هوصل لآخره امتى ؟

فابتسمت لميا لهن ابتسامة صفراء .

سعود ...طيب هلا يا بنات ،إيش فيه خلاص خلصنا .
كل واحدة منكم تروح لقصرها تسيبوا لميا تستريح هالحين .
وبعدين تعالوا أي وقت تحبوا تيجوا تعالوا .
هي تحب الضيافة ، اسألوني أنا .

لمياء محدثة نفسها ...كان يوم مطلعهوش شمس ،يوم ما نزلت وجبتك من تحت بنفسي عشان أضيفك .

صباح ...آه ، عندك حق .
و نظرت إلى لمياء قائلة بغيظ ...يعطيكي العافية نورتي .
ثم همست في أذنها ..عجبال ما تنوري مكان اللي جبلك .
ثم ضحكت ضحكة عالية ، أثارت خوف لمياء .

لمياء ...لا ده شكل الموضوع كبير أوي ،وأنا مش قده .
أنا لازم أكلم فتحي وأعرف إيه حكايته هو ونسوانه القرشنات دول ؟
وعملوا إيه في اللي اجوزهم التانيين ؟
استرها يارب .
فانتهزت فرصة أن قام سعود بصحبتهم للخارج ، واتصلت
بـ فتحي .
ألوووو إزيك يا ابن خالتي ؟

فتحي بعتاب ...افتكرتي دلوقتي أن ليكي ابن خالة .
آه ما خلاص بقا ضمنتي العز والهنا ،ونستيني .

فزفرت لمياء بضيق ثم قالت بتوبيخ....عز وهنا إيه يا ولا .
يارتني كنت لسه في الحارة عن الأرف ده .

فتحي باندهاش ...أرف !
أنتِ بتخزي العين عشان محسدكيش ولا إيه ؟
لا متقلقيش أنا عمرى ما بصيت لحد .

لمياء....لا يا خفيف ، بتكلم بجد .
أنت متعرفش المتنيل على عينه ، عمل فيه إيه ؟
ثم قالت بصوت يخالطه الدموع ....وكمان طلع مجوز بدل الوحدة تلاتة ،ده غير التسالي.
ومتقولش أنك مش عارف ، متضحكش عليه .
كنت قولتلي ونبهتني يا فتحي ، بدل ما إمشي على ملأ وشي كده .
إخص عليك مكنش العشم ، ده أنا من لحمك ودمك .

فتحي...بصي أن جيتي للحق أنا عارف أنه بتاع نسوان ومجوز .
بس قولت وماله المهم العز اللي هيجي من وراه .
لكن معرفش اللي بتقولي عليه عمل فيكي إيه ؟

لمياء بحرج ...لا مقدرش أقول ، عيب عيب مقدرش .

فتحي...أنا عارف أنه متصابي ، بس قولت ده صحته خلاص يعني .
متصورتش تقولي كده .

لمياء ...ده غول ووحش يا فتحي يا أخويا .
مش إنسان أبداً .

فتحي ...للدرجاتي !
بس معلش يعني ، استحمليه عشان الخير اللي وراه معلش .
واهو بقا جوزك ، وليه حق عليكي.
وإذ كان على نسوانه ،متخفيش منهم ووريهم العين الحمرا عشان يهابوا منك وميدسوش عليكي .

لمياء...لا دول شكلهم لبش أوي ،وأنا فعلا خايفة منهم .
ومش عارفة بيقولوا هتنوري مكان اللي قبلي .
معرفش قصدهم إيه ؟

فتحي ...مش عارف ، بس اللي قبلك دول معمروش وكانوا مدلعين وطلقهم سعود بسرعة .
لكن أنتِ بنت بلد وعارفة يعني الجواز وهتعيشي .
غظيهم يا لميا وعيشي يا بنت الناس .
وجبيلك منه حتة عيل ويا سلام لو طلع ولد يورث العز ده كله .
عشان هو عنده بنات بس .
ساعتها هتكون أنتِ البريمو عنده .
فابتسمت لميا ودعت الله ...يارب يكون ولد صح .
ثم رأت سعود يأتي من بعيد فقالت ....طيب سلام دلوقتي
يا ولا يا فتحي .

فتحي ...ماشي سلام .
وابقى طمنيني عليكي يا بنت خالتي .

لمياء ....تعيش ، سلام .

ليأتي سعود مبتسما وعينيه تلمع فيها الرغبة، فتزداد ضربات قلبها خوفا .
ليضع يده على ظهرها قائلا ...يلا بينا لميا ،نستريح من عناء السفر .
تعالي تعالي .
.................

عادت أشرقت إلى الفيلا وسارعت للإطمئنان على والدها
الذي استقبلها بعين مشتاقة واحتضنها بحب .

ولاحظت أنه يرتدي بذلة ، فداعبته بقولها ....أش أش .
يا عم لؤي ، أنا أسيبك يومين أرجع ألاقيك عريس كده !
فضحك لؤي وقبلها .
ثم جاء مؤمن وفرح لرؤيتها ....أهلا حبيبة جدو .
جيتي في الوقت المناسب ، أنا كنت واخد بابا الشركة يغير جو كده ، بدل الزهق في البيت .

أشرقت ....فعلا فكرة حلوة أوي يا جدو .

مؤمن ....إيه رأيك ،تيجي معانا تبصي على الشركة ، وتعرفي
يا بنتي حالك .

أشرقت ....ربنا يخليك لينا ويبارك في عمرك .
بس أنا أجي أعمل إيه ؟
أنا مفهمش في شغل التجارة خالص .

مؤمن ...لا لازم تفهمي كل حاجة ،ده مالك .

أشرقت ....الخير خيرك يا جدو .
وأنا لو هاجي عشان أونس بابا ،وخلاص.

مؤمن ...كده يا بكاشة ، أطلع أنا منها يعني .

قبلت أشرقت مؤمن في إحدى وجنتيه....لا أنت الخير والبركة
يا أحلى جدو .

مؤمن ...ماشى ،أنا هطلع بعربيتي.
وأنتِ ولؤي في عربية .
أشار لؤى برأسه أي نعم .
وبالفعل انطلق مؤمن ومن ورائه لؤي وأشرقت .

وأثناء قيادة لؤي للسيارة التفت بوجهه لأشرقت عندما كانت تحادثه ، فلم ينتبه الطريق ، واختلت عجلة القيادة ، فصرخت أشرقت .....بابا حاسب العمود .
فاصطدم لؤي بالعمود .
واصدمت رأس أشرقت بزجاج السيارة ، فسال منها الدم .
ليرى لؤي ابنته تسيل الدماء من رأسها فصرخ .........أشششششششششررررررقت .
ولكنها للأسف لم تجبه ولم تتحرك.

فصرخ لؤى ....لااااااا أوعي تموتي أنتِ كمان وتسبيني .
لاااااا مش هسامح نفسي أبداً .

....................

تسببت تلك الحادثة المؤلمة في عودة النطق إلى لؤي.
ولكن الصدمة الكبرى فيما حدث ؟
فكيف سيتحمل لؤي هذا ؟
وما مصير لمياء ؟
سنعلم في الحلقة المقبلة بإذن الله وأسيبكم دلوقتي مع الدعاء الجميل ده
«اللهم احفظ لي أولادي وأهلي ورفاقي ووفقهم لطاعتك، وبارك لي فيهم، اللهم اجعلهم هداةً مهتدين غير ضالين ولا مضلين، اللهم حبب إليهم الإيمان وزينهُ في قلوبهم، وكرّه إليهم الكُفر والفسوق والعصيان»
.......
نختم بدعاء جميل ❤️

"اللهمّ إنّي أشكو إليك ضعف قوّتي، وقلّة حيلتي وهواني على النّاس يا أرحم الراحمين، أنت ربّ المستضعفين، وأنت ربّي إلى من تكلني إلى بعيدٍ يتجهّمني أم إلى عدوٍّ ملكته أمري،إن لم يكن بك غضبٌ عليّ فلا أبالي، ولكن عافيتك هي أوسع لي أعوذ بنور وجهك الّذي أشرقت به الظّلمات،وصلح عليه أمر الدّنيا والآخرة من أن يحلّ بي غضبك، أو يحلّ عليّ سخطك، لك العتبى حتّى ترضى ولا حول ولا قوّة إلّا بك."
.......
أم فاطمة




موعد البارت الجديد الساعة ( 4 م ) يوميا ان شاء الله 

هنا تنتهى احداث رواية صغيرة بلال الجزء الثاني الحلقة السابعة عشر ، يمكنكم اكمال باقى احداث رواية صغيرة بلال الجزء الثاني الحلقة الثامنة عشر  أوقراءة المزيد من الروايات المكتملة فى قسم روايات كاملة .

نأمل أن تكونوا قد استمتعتم بـ رواية صغيرة بلال الجزء الأول ، والى اللقاء فى حلقة قادمة بإذن الله ، لمزيد من الروايات يمكنكم متابعتنا على الموقع أو فيس بوك ، كما يمكنكم طلب رواياتكم المفضلة وسنقوم بوضعها كاملة على الموقع .
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-