نقدم اليوم احداث رواية صغيرة بلال الجزء الثاني الحلقة العشرون من روايات أم فاطمة . والتى تندرج تحت تصنيف روايات رومانسية ، تعد الرواية واحدة من اجمل الروايات رومانسية والتى نالت اعجاب القراء على الموقع ، لـ قراءة احداث رواية احببت ملتحي كاملة بقلم ام فاطمة من خلال اللينك السابق ، أو تنزيل رواية احببت ملتحي pdf كاملة من خلال موقعنا .
صغيرة بلال ج2 الفصل العشرون
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
قال النبي ﷺ ينهانا:" من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فلا يسقي ماءه زرع غيره "
كل شيء حول لمياء كان ينذر بالخطر ، والمخاوف كانت حولها
من كل إتجاه ، ولم يبقى لها أمل في العيش بسلام سوى أن يكون جنينها ولد .
ولا تعلم الكارثة أنه سيأخذه منها ثم يلقي بها في الطريق غير عابىء بها وكأنها لم تكن زوجته ، وسيبحث عن أخرى لإرضاء نزواته الشيطانية .
وبالفعل أخذها سعود للطبيبة لمتابعة الحمل والكشف عن جنس المولود .
وأخذت لمياء تترقب نطق الطبيبة بفارغ الصبر عن جنس مولودها ، أثناء الكشف عليها بالسونار .
لتجد بعد ذلك الطبيبة تبتسم قائلة.....ماشاء لله .
الجنين صبى ، مبارك عليكي لميا ، ثم نظرت إلى سعود قائلة...مبارك عليك سعود .
فتهلل وجه سعود قائلا ....الحمد لله ، أخيرا سأرزق بصبي بعد السنين هذه .
بشرك الله بالخير يا دكتورة .
أما لمياء فأخيرا زار الفرح قلبها عند سماعها أنه بالفعل ولد.
وظنت أنها هكذا ستملك كل شيء ،وسيراضيها سعود في كل ما تريد .
فنظرت له بفخر ، فسخر من نظراتها سعود وحدث نفسه ...تظن تلك اللئيمة أن قدرها سيعلى لأنها أم الولد .
ولكن لا سيكون الولد سعودي أبا وأما مقابل المال .
أنا أشتري كل شيء بالمال .
ولكنه أراد أن يطمئنها لكي تحافظ على نفسها ، ولا تحاول الهرب .
سعود ....مبارك لميا ، يا أم ولدي .
أنتِ من هالحين تطلبي وأنا أنفذ يا لميا .
ابتسمت لمياء بفخر لكلام سعود فردت قائلة ...ربنا يخليك
يا سعودي .
وأنا كنت فعلا عايزاك في موضوع كده ،بس لما نروح هقولك عليه .
سعود ....اللي تريديه لميا ، أنا موافج عليه .
هاتي يدك أسعدك تجومي يا قمر .
وبالفعل عاد بها إلى القصر .
وفي غرفتهما جلس سعود بجانب لميا ، يداعب خصلات شعرها قائلا بنظرة رغبة....إيش تريدي لميا .
اطلبي ولو بلح الشام أو عنب اليمن ، أحضرله لعيونك .
فتددللت لمياء ولانت فى قولها ...بص يا سعودي .
أنا صراحة مليش في عيشة القصور دي ولا حتى الخدم .
أنا كده هعجز بدري وأنا بحب النشاط والحيوية .
وبحب أعمل حاجتي بنفسي .
بدل ما حد يعملهالي ويبصلي فيها .
سعود ...إيش تقصدي لميا ؟
حد يكره عيشة القصور ؟ده كلام غير طبيعي .
جولي حاجة أصدقها .
ايش تريدي بالظبط ؟
لمياء بخوف وفزع ...صراحة يا سعود .
أنا خايفة أوي هنا ، حاسه أنه هيجرالي حاجة .
بشوف زي ما يكون عفاريت ،ولما باجي أنام وأول ما أغمض عيني ، ألاقي حد يقرب مني وعايز يخنقني .
وأوّل ما افتح عيني ، ملقهوش.
أنا خايفة أوي سعود ، حتى الخدامين نظراتهم كده مش طبيعية أبداً وأسمعهم ديما يهمسوا بكلام مش مفهوم .
أدرك سعود أن هناك شيئا ما ، وأيقن أن هناك شيئا وراء هذا الحديث ، وهو زوجاته بسبب الغيرة منها .
كما فعلن بزوجاته السابقات ، مع أنه نبه عليهن ألا يقتربن منها بسبب الحمل .
لذا سيأخذها بالفعل إلى مكان آخر بعيدا عنهن حتى تضع المولود ، ثم سيتركها لهن يفعلن بها ما يشأن.
سعود ...حبيبي لميا ، دي تهيؤات أكيد .
أو من هرمونات الحمل .
فألحت لمياء عليه بقولها ...عشان خاطري سعودي، عشان خاطر حتى فيصل .
فابتسم سعود لأنها اختارت اسم سعودي بالفعل .
فقال لها ...كيف ما تريدي لميا ، يا أم فيصل .
ففرحت لميا واطمئن قلبها ...ربي يخليك ليا أبو فيصل.
وتناست قول الله تعالى:
﴿ ٱدۡعُوهُمۡ لِأٓبَآئِهِمۡ هُوَ أَقۡسَطُ عِندَ ٱللَّهِۚ فَإِن لَّمۡ تَعۡلَمُوٓاْ ءَابَآءَهُمۡ فَإِخۡوَٰنُكُمۡ فِي ٱلدِّينِ وَمَوَٰلِيكُمۡۚ وَلَيۡسَ عَلَيۡكُمۡ جُنَاحٞ فِيمَآ أَخۡطَأۡتُم بِهِۦ وَلَٰكِن مَّا تَعَمَّدَتۡ قُلُوبُكُمۡۚ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُورٗا رَّحِيمًا ﴾ [ الأحزاب: 5]
فنسب الجنين إلى سعود حرام شرعا ، كما أن زواجه منها باطل لأنها في العدة )
سعود ....إذا حضري أغراضك لميا ، وبالغد إن شاء الله ، أذهب بكي إلى شقة في برج سكني يخصني أيضا .
ولن يكون هناك خدم بها .
ابتسمت لمياء مرددة....هو ده الكلام .
سعود غامزا لها برغبة ....والآن لنخلد إلى الراحة .
فتمتمت ....الله يهد راحتك يا بعيد زي ما بتهدني .
وبعد إعلان الشمس قدوم يوماً جديدا ، استيقظت لمياء
ونظرت إلى سعود النائم بجوارها بكره شديد على ما يفعله بها ، وكأنها آلة يحركها كيفما يشاء ، ويفعل بها ما يشاء بأسلوب همجي ووحشي .
همست محدثة نفسها ...أنت حيوان يا سعود بجد ، مشفتش حد زيك ، ربنا يخلصني منك .
بس لازم أصبر لغاية ما يجي ابني يمكن يكون هو سلاحي قصاده وقدام ريا وسكينة والزفتة التالتة مراتته .
أنا مش عارفة صراحة بيجيب صحة منين وهو أصلا راجل رجله والقبر .
أعمل إيه بس ؟
المهم دلوقتي أخرج من السجن ده .
هصحيه عشان نمشي .
فايقظته لمياء قائلة بأسلوب هين ....قوم بقا يا سعودي .
يلا عشان نروح شقتنا يا قلبي.
سعود بنعاس ...بدرى لميا ، خليني أنعس .
لمياء محدثة نفسها .....نامت عليك حيطة يا بعيد .
لما أقوم أنا أحضر شنطة هدومي ، وأصحيه تاني ولو مصحاش هدلق عليه مية نار .
وبالفعل أسرعت لتحضير ما تريده من احتياجاتها الخاصة من ملابس وجواهر أهداها سعود لها .
ثم أبدلت ثيابها ، وأيقظته مرة أخرى .
ليحقق رغبتها تلك المرة ويستعد للمغادرة معها ، ليصل الخبر
إلى زوجاته سريعا عن طريق الخادمات .
ليتواصلوا مع بعض سريعا عبر الهاتف في مكالمة جماعية .
مرام ...ايش العمل صباح في تلك المهبولة ؟
وكيف سعود يسمع كلامها ؟
معنى هذا أنه خالص كيف ما يقولون كيف الخاتم في اصبعها .
يرضيكي هذا صباح !!
صباح....لا ما يرضيني.
وأكيد هي اشتكت لسعود ما يحدث في القصر .
ويمكن سعود شك فينا هلا أننا السبب .
وهو لا يريد ازعاجها هالحين من أجل الولد .
أحلام بنفور ...الصبي الصبي ، آخرة الدنيا صبي .
ما أحلاها البنات صباح .
صباح ...الصبي برده خير للبنات أحلام ، يحافظ عليهم
ويدير شغل سعود بعد عمر طويل .
مرام بغيظ ....يعنى نموت غيظ لحين تولد عالحية لميا .
صباح ...لا لنفكر كيف نفسد راحتها مرة أخرى ؟
..................
وفي اتصال من بشرى إلى أشرقت من أجل الذهاب معها إلى كلية الطب كما وعدتها أشرقت ، لتجدها مازالت نائمة فصاحت بها .....أشرقت هو أنتِ لسه نايمة حضرتك .
لاااا من أولها كده لا يا بنتي، أنتِ كده مش هتنفعي .
أشرقت بتثاؤب.....ليه هي الساعة كام ؟
بشرى ...كمان مش عارفة ؟
ده إحنا كده ليلتنا فل .
ومش بعيد دكتور عماد يعلقنا على باب الكلية .
بصي يا أختي أنا مش مستغنية عن نفسي .
أنا هروح وأنتِ حصليني ،ماشي يا سكر.
شهقت أشرقت ...كده بتبعيني من أولها يا بشبش .
بشرى ....معلش ما أنتِ مش عارفة عماد بيعمل إيه ، مع اللي يتأخر .
مش بيطرده وبس ، لا ده يسم بدنه بكلام يخليه راسه قد السمسمة .
أشرقت بتحدى ....يا سلام ، ليه يعني فاكر نفسه وصي علينا ، اللي يتأخر ماشي براحته يمشي ، لكن بهدلة وقلة قيمة مقبلهاش .
بشرى ...يا سلام عليكي أنتِ ، أنا عارفة أصلا أنك خايبة .
ولو أصلا كلمك هيكون شكلك عامل زي الفار المبلول .
أشرقت...فشر مش أشرقت يا ماما اللى يتعمل فيها كده .
بشرى ...يا سلام على الحمش ،ورينا الجدعنة يا اختى .
بس أنا مليش فيه ، انا مش قدك يا ماما .
وانا رايحة يا أختي ، وأنتِ كملي نوم وتعالي براحتك بدال مش خايفة .
سلام يا دوك يا حمش .
انتظرك في الجولة .
أشرقت ....إنها الخيانة يا قوم .
كده يا بشبش ، مكنش العشم .
طيب ..أنا فعلا هقوم البس هروح ولا هيهمني .
وهشوف بقا الأستاذ الدكتور هيعمل إيه ؟
لو تعدى حدوده هو حر .
ولو اتكلم بأدب ، يبقا اتقى شرى.
وبالفعل قامت للمرحاض وتوضأت وأدت صلاة الضحى .
وارتدت ملابسها .
ونزلت لتجد أباها وجدّها على مائدة الإفطار .
مؤمن ...حبيبة قلبي الغالية .
إيه النشاط ده كله ؟
صاحية بدري يعني مش عوايدك !!
أقبلت إليهما أشرقت بابتسامة جميلة ،وقبلت يد جدها وتركت قبلة على جبين والدها ثم جلست معهما قائلة بضحك ...أبشركم أهلي وعشيرتي أني تعافيت بفضل الله ، وسأذهب الآن للجامعة .
بس شكلي هتنطور ، لأني اتأخرت على معاد المحاضرة الأولى .
والدكتور هيعلمني الأدب بزيادة من أولها .
فضحك لؤي ولكن مؤمن غضب قائلا ...مين ده اللي يقدر يأدب حفيدة مؤمن بسيوني .
ده ولا في الأحلام .
ده أنا أخليه يلزم بيته ، شكلك مش عارفة مكانة جدك لسه
يا أشرقت.
ابتسمت اشرقت وقالت بهدوء ...هدي نفسك يا جدو .
بس عايزاك تعرف أن حفيدتك مش قليلة عشان تعتمد على حد يسندها .
يبقا أنت متعرفنيش ، أنا بعرف آخد حقي بدراعي .
ضحك لؤي قائلا ....أشرقت مالك قلبتي على راجل فتوة كده
يا قلبي .
فين أشرقت الرقيقة الجميلة .
أشرقت ....موجودة يا قلب بنتك ، بس كل وقت وليه أدانه .
وبعدين أنا كده هتأخر زيادة ، هقوم بعد اذنكم .
مؤمن ...طيب افطري الأول يا حبيبتي .
فأخرجت أشرقت من حقيبتها الشيكولاتة وقالت بمرح .....ده عندي أحلى فطار وكفى .
فضحك مؤمن قائلا ....طفلة رايحة الكلية .
لؤي...طيب استنى يا شوشو ، أنا هوصلك بنفسي .
أشرقت ...مش عايزة أعطلك على الشغل مع جدو يا بابا.
مؤمن ....لا يا حبيبتي ، خليه يوصلك .
والشغل يستنى ، المهم شوشو .
فابتسمت أشرقت وقذفت جدها بقبلة في الهواء .
ثم أمسكت بيد والدها قائلة ...يلا يا حبيبي أنا وبس .
وبعد أن غادروا .
حدث نفسه مؤمن ....والله اللي يشوف أشرقت ولؤي ،ميصدقش أنها بنته .
ممكن يقولوا مراته ، لأنه شكله فعلا صغير .
ربنا يعوض صبرك خير يا ابني ،ويرزقك زوجة صالحة تسعدك .
وبالفعل يوصلها لؤي إلى الجامعة ويودعها بقوله ....السواق هينتظرك بعد ما تخلصي محاضراتك.
أشرقت ...تمام يا سيادة البابا .
ثم غادر لؤي ، ودلفت هي إلى الكلية .
ثم نظرت إلى ساعتها ، فوجدتها التاسعة والربع .
فخبطت بيديها على رأسها قائلة ...تأخير ربع ساعة عن معاد المحاضرة .
ده كده هيعملني كفتة مش هيديني كلمتين في جنابي بس .
بس أنا برده ولا يهمني ، ونشوف يمكن يكون اتأخر ولسه مجاش ، يبقا ريح واستريح .
ثم ركضت مسرعة إلى مدرج المحاضرات ، لترى دكتور عماد ، قد سبقها بدقيقة واحدة فقط ، وأغلق الباب .
فوقفت لدقيقة تلتقط أنفاسها وتستجمع شجاعتها وتساءلت ...أنتِ مستعدة للمواجهة ، ولا تاخديها من قصرها .
ويا دار ما دخلك شر.
وتستهدي بالله وتصوني كرامتك وتروحي .
ولكنها كشرت عن أنيابها وقالت بثقة. ..لا مش أنا اللي أهرب
من المواجهة .
هدخل ولا هخاف .
ثم بدأت خطواتها إلى المدرج ،ولكن ببطء شديد .
مع تزايد ضربات قلبها سرعة.
حتى كادت تشعر بالاختناق لتهمس ....وبعدين اثبتي وهدي خالص مش كده .
وترددت قليلا قبل أن تطرق الباب .
ولكنها في النهاية طرقته ، ولكنها شعرت بالخوف وكادت أن تلتفت لتغادر .
لولا أن استوقفها قوله ...أنتِ.
وكاد قلب عماد أن يقفز من مكانه لرؤيتها ، فكم اشتاق إليها ، ولمعت عيناه شوقا لها .
ولكنه حدث نفسه ...أنت نسيت نفسك ولا إيه ؟
أنت دكتور عماد ، اللي طلبة بيعملولك ألف حساب .
وعارفين وحافظين قوانينك صم .
وإن اللي يجي بعدك ميدخلش .
ففوق يا عماد ويلا خد موقف بسرعة .
قبل ما الألسنة تتكلم وتقول اشمعنا دي ؟
فحمحم قائلا ببعض التوتر .....حضرتك مش عارفة أن ممنوع تدخلي بعد ما أدخل أنا .
فأومأت أشرقت برأسها ...أي نعم .
ولكنها قالت ....بس يعني ، حضرتك لسه داخل من دقيقة ،يعني أنا متأخرتش كتير ولا حاجة .
ومفهاش حاجة لما أدخل عشان متفوتش عليا المحاضرة .
فممكن أدخل بعد اذنك .
فوضعت بشرى يدها على قلبها هامسة....ليلتك بيضة النهاردة
يا أشرقت .
وهو شكل وشه بيحمر ويخضر أهو ، عشان يدهملك دفعة واحدة .
هام عماد في عينيها وكاد أن يقول لها ...أنتِ مش هتدخلي على رجليكي .
أنا هفرش قلبي الأول وبعدين تدخلي.
ولكن غلبه كبريائه ليقول بصوت عالي هز أركان المدرج ....أنتِ كمان بتناقشيني يا آنسة .
اتفضلي اطلعي برا ، ومش كمان محرومة من المحاضرة دي.
لا كمان من الأسبوع كله ، مشوفش وشك ده تاني.
عشان تتعلمي تتكلمي معايا إزاي تاني ؟
فاحتقنت الدماء في جسد أشرقت وتلون وجهها غضبا قائلة ...ده مش أسلوب دكتور للأسف ، أنت طلعت ديكتاتور ، ومش من حقك تتكلم معايا بالأسلوب ده .
فضجت القاعة بالتصفير وتهامسوا قائلين ...والله بنت بميت راجل .
محدش قدر يعملها قبل كده منا .
اضطرب عماد وتخشبت أطرافه لإحساسه بالحرج ، وهمس لذاته أنها لا تستحق ذلك .
ولكنها هي من اضطرته للإنفعال .
وصادف الحظ مرور دكتور حسن من أمام القاعة ، ليستمع لبعض الحديث ، ويرى أشرقت .
حسن ...إيه ده ؟
دي الحظ جت ، بس صراحة بت جامدة أوي .
يا خوفي بس منها ، إلا تعملهم عليا الحركات دي بعد الجواز ، ولا ترفض مشروعي اللي بحلم بيه .
إن يكون ليا أكبر مستشفى استثماري في مصر .
ثم لمح بطرف عينيه من تجلس في أول المدرج ...إنها بشرى فتاهت عينيه في عينيها ودق قلبه بشدة .
فحدث نفسه ...أنا مش عارف مالي لما بشوف البنت دي
بتخطف قلبي ببراءتها دي ، ونظراتها .
بس مينفعش كده ، أنا مش لازم أستسلم للإحساس ده .
وأبعد بسرعة ، أنا مش بتاع حب وكلام فارغ .
المهم المصلحة وبس .
فغض طرفه عنها وتجاهل نظراتها إليه ، ثم سلط نظره على أشرقت بعيون مصطنعة الحب .
ثم ولج قائلا بمداعبة ليهدىء من روعهما .
خير يا دكتور عماد ، وليه الصوت العالي ده ؟
مين زعلك بس ؟
هدي نفسك .
زاد عماد في انفعاله بتدخل حسن فقال ...آسف يا دكتور حسن ، بس دي حاجة تخصني وحاليا أنا مشغول بالمحاضرة .
ياريت حضرتك تاخد الآنسة دي معاك ،وبعدين نتكلم في الموضوع ده .
فتناثرت حبات العرق من وجه حسن ، لما تسبب له عماد من حرج .
ولكنه بطبعه بارد ، فابتسم رغما عنه ابتسامة صفراء وأغاظه بقوله ...طيب اتفضلي معايا يا آنسة أشرقت لكافيه الكلية، وهنطلب اتنين ليمون ، واحد ليكي وواحد لدكتور عماد عشان تهدوا نفسكم .
وأنا محتاج قهوة عشان أركز في الكلام معاكي .
فلم تجد أشرقت غير ذلك الحل أن تخرج معه للهروب من هذا المأزق ، ولعنت نفسها أنها وضعت روحها تحت إمرة ذلك المتكبر عماد .
ولكنها أصرت أن تلقنه درسا قريبا .
فابتسمت باصطناع إلى دكتور حسن قائلة ...ميرسي فعلا لذوقك
يا دكتور .
ثم تقدمت أمامه ، فنظر حسن إلى عماد نظرة انتصار ، فدب الغيظ والغيرة في قلب عماد .
الذى ردد بعضا من ابيات الشعر من شدة غيرته
أغار عليها من أبيها وأمها
ومن خطوة المسواك إن دار في الفم ِ
أغار على أعطافها من ثيابها إذا ألبستها فوق جسم منعم ِ وأحسد أقداحاً تقبلُ ثغرها إذا أوضعتها موضع المزج ِفي الفم ِ
......
ثم خرجت أشرقت بالفعل مع حسن الذي كان يثرثر كثيرا ولكنها لم تنتبه لكلماته .
فهو لا يعنيها في أي شيء .
لاحظ حسن شرودها فقال ....إيه القمر لسه زعلان !
ما خلاص ، ومتقلقيش أنا هكلمه عشان يخف شوية .
أنتِ فعلا متستهليش كده .
أنتِ يا اشرقت وردة جميلة ، صراحة وتستاهلي معاملة خاصة .
فرمقته أشرقت بنظرة غضب قائلة ...أظن حضرتك ، اتعديت حدودك شوية في الكلام .
وآسفة أنا مضطرة أمشي دلوقتي.
بعد إذنك .
وبالفعل تركته بين ذهوله من ردة فعلها ، فضيق عينيه وقال بتحدي ....لا يا حلوة مش حسن اللي تتعاملي معاه كده .
وهجيبك يعني هجيبك وكله بالحب ، مش هتقدري تقاومي ، أنا عارف نفسي كويس .
.....................
مر يوم آخر
وزاد فيه انعزال بلال ، فلم يذهب حتى إلى جامعته ، وشعر أن الخطر يحيط به ، فهو لم يستطع أن يحصل على المال الذي يجب عليه سداده .
لذا انتظر في منزله نهايته على يد أفراد الشرطة .
ومع كل دقة باب كان يفزع ، ظنا أنهم هم .
لاحظت بسمة اضطرابه وخوفه ، فتقدمت منه قائلة بحنو .....مالك يا بلال ؟
شكلك مش عاجبني خالص .
وليه مروحتش الكلية ؟
أنت كويس ولا شكلك فعلا تعبان .
نظر بلال إلى بسمة بإنكسار وشعور الخذلان مسيطر عليه .
وتساءل كيف ستفعل تلك المسكينة في غيابه بمفردها ؟
فأجهش بالبكاء قائلا ....سامحيني يا بسمة غصب عني يا حبيبتي .
بس عايزك توعديني إنك تخلي بالك من نفسك كويس .
وعايزك كمان توعديني إنك متقوليش حاجة لأشرقت .
اوعديني يا بسمة أرجوكي .
بسمة في حالة اندهاش ولا تعي شيئا مما يقول بلال .
ولا تعرف سر بكائه فقالت بحزن ...مالك يا حبيبي ؟
فيه حاجة أنا مش عرفاها ؟
قولى يا بلال ، أنا مش فاهمة حاجة .
وأوعدك بإيه ؟
قول أنا قلبي مش مستحمل أرجوك .
بلال ...اوعديني الأول يا بسمة .
بسمة ...أوعدك بس في إيه ؟
وهنا سمع بلال صوت رنين الباب بصورة متصلة .
فخفق قلبه وكاد أن يموت ، بعد أن أدرك أنهم الشرطة بالفعل، فقال سريعا لبسمة ...أنا خلاص انتهيت يا بسمة .
حملقت بسمة به ، وأخذت تنظر في كل اتجاه ،مع صوت رنين الجرس وهيئة بلال ،كاد أن يصيبها ذلك بالجنون.
وهنا قام بلال بخطوات متثاقلة لفتح الباب وبالفعل كانت الشرطة.
فسمع قول الضابط الذي قال بغلظة ...أنت بلال محمد ؟
بلال بإنكسار ....أيوه يا فندم .
الضابط ...طيب حضرتك هتتفضل معايا وأكيد عارف ليه ؟
بلال ...أيوه .
فصرخت بسمة ...بلاااااااااااال .
لااااااااااا هياخدوك على فين يا أخويا .
وتسبني لوحدي وأنا مليش غيرك يا بلال .
خرج أنين بلال المكتوم من جوفه قائلا ....استعيني بالصبر
يا بسمة ، وربنا معاكي أحن من أي مخلوق .
وأنا رايح معاهم ، عشان أدفع تمن غلطتي .
غلطة كلفتني حياتي وعمري .
وخسرت فيها حب عمري .
ادعيلي يا بسمة ربنا يربط على قلبي .
بسمة بصراخ .....أنت عملت إيه يا بلال ؟
بلال ....مفيش ، ده عشان مقدرتش أسدد فلوس العفش .
وضعت بسمة يدها على قلبها بألم مرددة ...يا عيني عليك يا خويا .
ليه خبيت عني كنت حاولت أتصرف من أي مكان .
فقال بلال بصرامة ....مفيش مكان غير أشرقت .
وده لا يمكن يحصل، والسجن أهون عندي من كده .
وأنتِ خلاص وعدتيني أنك مش هتقوليلها حاجة .
اوعديني تاني يا بسمة أرجوكي .
ليسمع بلال صوت الضابط أمرا له ....أظن كفاية كده .
واتفضل معانا .
ثم أمر العسكري بوضع الكلبشات في يديه .
ففعل وقام بدفعه للخارج .
بين توسلات بسمة وصرخاتها المدوية أن يتركوه .
ولكن ما باليد حيلة .
ليتركها بلال وحيدة .
فكيف ستستطيع الحياة بدونه ؟؟؟
........
وللحكاية بقية .
يا ترى إيه هيحصل تاني في قصتنا ؟
عايزة توقعاتكم .
وأتمنى أن تكون الحلقة الصعبة دي عجبتكم وأسيبكم مع الدعاء ده
"اللهمَّ إني أسألُك العفوَ والعافيةَ في الدنيا والآخرةِ اللهمَّ إني أسألُك العفوَ والعافيةَ في دِيني ودنيايَ وأهلي ومالي اللهمَّ استُرْ عوراتي وآمِنْ روعاتي واحفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي وأعوذُ بك أن أُغْتَالَ من تحتي".
.......
أم فاطمة
قال النبي ﷺ ينهانا:" من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فلا يسقي ماءه زرع غيره "
كل شيء حول لمياء كان ينذر بالخطر ، والمخاوف كانت حولها
من كل إتجاه ، ولم يبقى لها أمل في العيش بسلام سوى أن يكون جنينها ولد .
ولا تعلم الكارثة أنه سيأخذه منها ثم يلقي بها في الطريق غير عابىء بها وكأنها لم تكن زوجته ، وسيبحث عن أخرى لإرضاء نزواته الشيطانية .
وبالفعل أخذها سعود للطبيبة لمتابعة الحمل والكشف عن جنس المولود .
وأخذت لمياء تترقب نطق الطبيبة بفارغ الصبر عن جنس مولودها ، أثناء الكشف عليها بالسونار .
لتجد بعد ذلك الطبيبة تبتسم قائلة.....ماشاء لله .
الجنين صبى ، مبارك عليكي لميا ، ثم نظرت إلى سعود قائلة...مبارك عليك سعود .
فتهلل وجه سعود قائلا ....الحمد لله ، أخيرا سأرزق بصبي بعد السنين هذه .
بشرك الله بالخير يا دكتورة .
أما لمياء فأخيرا زار الفرح قلبها عند سماعها أنه بالفعل ولد.
وظنت أنها هكذا ستملك كل شيء ،وسيراضيها سعود في كل ما تريد .
فنظرت له بفخر ، فسخر من نظراتها سعود وحدث نفسه ...تظن تلك اللئيمة أن قدرها سيعلى لأنها أم الولد .
ولكن لا سيكون الولد سعودي أبا وأما مقابل المال .
أنا أشتري كل شيء بالمال .
ولكنه أراد أن يطمئنها لكي تحافظ على نفسها ، ولا تحاول الهرب .
سعود ....مبارك لميا ، يا أم ولدي .
أنتِ من هالحين تطلبي وأنا أنفذ يا لميا .
ابتسمت لمياء بفخر لكلام سعود فردت قائلة ...ربنا يخليك
يا سعودي .
وأنا كنت فعلا عايزاك في موضوع كده ،بس لما نروح هقولك عليه .
سعود ....اللي تريديه لميا ، أنا موافج عليه .
هاتي يدك أسعدك تجومي يا قمر .
وبالفعل عاد بها إلى القصر .
وفي غرفتهما جلس سعود بجانب لميا ، يداعب خصلات شعرها قائلا بنظرة رغبة....إيش تريدي لميا .
اطلبي ولو بلح الشام أو عنب اليمن ، أحضرله لعيونك .
فتددللت لمياء ولانت فى قولها ...بص يا سعودي .
أنا صراحة مليش في عيشة القصور دي ولا حتى الخدم .
أنا كده هعجز بدري وأنا بحب النشاط والحيوية .
وبحب أعمل حاجتي بنفسي .
بدل ما حد يعملهالي ويبصلي فيها .
سعود ...إيش تقصدي لميا ؟
حد يكره عيشة القصور ؟ده كلام غير طبيعي .
جولي حاجة أصدقها .
ايش تريدي بالظبط ؟
لمياء بخوف وفزع ...صراحة يا سعود .
أنا خايفة أوي هنا ، حاسه أنه هيجرالي حاجة .
بشوف زي ما يكون عفاريت ،ولما باجي أنام وأول ما أغمض عيني ، ألاقي حد يقرب مني وعايز يخنقني .
وأوّل ما افتح عيني ، ملقهوش.
أنا خايفة أوي سعود ، حتى الخدامين نظراتهم كده مش طبيعية أبداً وأسمعهم ديما يهمسوا بكلام مش مفهوم .
أدرك سعود أن هناك شيئا ما ، وأيقن أن هناك شيئا وراء هذا الحديث ، وهو زوجاته بسبب الغيرة منها .
كما فعلن بزوجاته السابقات ، مع أنه نبه عليهن ألا يقتربن منها بسبب الحمل .
لذا سيأخذها بالفعل إلى مكان آخر بعيدا عنهن حتى تضع المولود ، ثم سيتركها لهن يفعلن بها ما يشأن.
سعود ...حبيبي لميا ، دي تهيؤات أكيد .
أو من هرمونات الحمل .
فألحت لمياء عليه بقولها ...عشان خاطري سعودي، عشان خاطر حتى فيصل .
فابتسم سعود لأنها اختارت اسم سعودي بالفعل .
فقال لها ...كيف ما تريدي لميا ، يا أم فيصل .
ففرحت لميا واطمئن قلبها ...ربي يخليك ليا أبو فيصل.
وتناست قول الله تعالى:
﴿ ٱدۡعُوهُمۡ لِأٓبَآئِهِمۡ هُوَ أَقۡسَطُ عِندَ ٱللَّهِۚ فَإِن لَّمۡ تَعۡلَمُوٓاْ ءَابَآءَهُمۡ فَإِخۡوَٰنُكُمۡ فِي ٱلدِّينِ وَمَوَٰلِيكُمۡۚ وَلَيۡسَ عَلَيۡكُمۡ جُنَاحٞ فِيمَآ أَخۡطَأۡتُم بِهِۦ وَلَٰكِن مَّا تَعَمَّدَتۡ قُلُوبُكُمۡۚ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُورٗا رَّحِيمًا ﴾ [ الأحزاب: 5]
فنسب الجنين إلى سعود حرام شرعا ، كما أن زواجه منها باطل لأنها في العدة )
سعود ....إذا حضري أغراضك لميا ، وبالغد إن شاء الله ، أذهب بكي إلى شقة في برج سكني يخصني أيضا .
ولن يكون هناك خدم بها .
ابتسمت لمياء مرددة....هو ده الكلام .
سعود غامزا لها برغبة ....والآن لنخلد إلى الراحة .
فتمتمت ....الله يهد راحتك يا بعيد زي ما بتهدني .
وبعد إعلان الشمس قدوم يوماً جديدا ، استيقظت لمياء
ونظرت إلى سعود النائم بجوارها بكره شديد على ما يفعله بها ، وكأنها آلة يحركها كيفما يشاء ، ويفعل بها ما يشاء بأسلوب همجي ووحشي .
همست محدثة نفسها ...أنت حيوان يا سعود بجد ، مشفتش حد زيك ، ربنا يخلصني منك .
بس لازم أصبر لغاية ما يجي ابني يمكن يكون هو سلاحي قصاده وقدام ريا وسكينة والزفتة التالتة مراتته .
أنا مش عارفة صراحة بيجيب صحة منين وهو أصلا راجل رجله والقبر .
أعمل إيه بس ؟
المهم دلوقتي أخرج من السجن ده .
هصحيه عشان نمشي .
فايقظته لمياء قائلة بأسلوب هين ....قوم بقا يا سعودي .
يلا عشان نروح شقتنا يا قلبي.
سعود بنعاس ...بدرى لميا ، خليني أنعس .
لمياء محدثة نفسها .....نامت عليك حيطة يا بعيد .
لما أقوم أنا أحضر شنطة هدومي ، وأصحيه تاني ولو مصحاش هدلق عليه مية نار .
وبالفعل أسرعت لتحضير ما تريده من احتياجاتها الخاصة من ملابس وجواهر أهداها سعود لها .
ثم أبدلت ثيابها ، وأيقظته مرة أخرى .
ليحقق رغبتها تلك المرة ويستعد للمغادرة معها ، ليصل الخبر
إلى زوجاته سريعا عن طريق الخادمات .
ليتواصلوا مع بعض سريعا عبر الهاتف في مكالمة جماعية .
مرام ...ايش العمل صباح في تلك المهبولة ؟
وكيف سعود يسمع كلامها ؟
معنى هذا أنه خالص كيف ما يقولون كيف الخاتم في اصبعها .
يرضيكي هذا صباح !!
صباح....لا ما يرضيني.
وأكيد هي اشتكت لسعود ما يحدث في القصر .
ويمكن سعود شك فينا هلا أننا السبب .
وهو لا يريد ازعاجها هالحين من أجل الولد .
أحلام بنفور ...الصبي الصبي ، آخرة الدنيا صبي .
ما أحلاها البنات صباح .
صباح ...الصبي برده خير للبنات أحلام ، يحافظ عليهم
ويدير شغل سعود بعد عمر طويل .
مرام بغيظ ....يعنى نموت غيظ لحين تولد عالحية لميا .
صباح ...لا لنفكر كيف نفسد راحتها مرة أخرى ؟
..................
وفي اتصال من بشرى إلى أشرقت من أجل الذهاب معها إلى كلية الطب كما وعدتها أشرقت ، لتجدها مازالت نائمة فصاحت بها .....أشرقت هو أنتِ لسه نايمة حضرتك .
لاااا من أولها كده لا يا بنتي، أنتِ كده مش هتنفعي .
أشرقت بتثاؤب.....ليه هي الساعة كام ؟
بشرى ...كمان مش عارفة ؟
ده إحنا كده ليلتنا فل .
ومش بعيد دكتور عماد يعلقنا على باب الكلية .
بصي يا أختي أنا مش مستغنية عن نفسي .
أنا هروح وأنتِ حصليني ،ماشي يا سكر.
شهقت أشرقت ...كده بتبعيني من أولها يا بشبش .
بشرى ....معلش ما أنتِ مش عارفة عماد بيعمل إيه ، مع اللي يتأخر .
مش بيطرده وبس ، لا ده يسم بدنه بكلام يخليه راسه قد السمسمة .
أشرقت بتحدى ....يا سلام ، ليه يعني فاكر نفسه وصي علينا ، اللي يتأخر ماشي براحته يمشي ، لكن بهدلة وقلة قيمة مقبلهاش .
بشرى ...يا سلام عليكي أنتِ ، أنا عارفة أصلا أنك خايبة .
ولو أصلا كلمك هيكون شكلك عامل زي الفار المبلول .
أشرقت...فشر مش أشرقت يا ماما اللى يتعمل فيها كده .
بشرى ...يا سلام على الحمش ،ورينا الجدعنة يا اختى .
بس أنا مليش فيه ، انا مش قدك يا ماما .
وانا رايحة يا أختي ، وأنتِ كملي نوم وتعالي براحتك بدال مش خايفة .
سلام يا دوك يا حمش .
انتظرك في الجولة .
أشرقت ....إنها الخيانة يا قوم .
كده يا بشبش ، مكنش العشم .
طيب ..أنا فعلا هقوم البس هروح ولا هيهمني .
وهشوف بقا الأستاذ الدكتور هيعمل إيه ؟
لو تعدى حدوده هو حر .
ولو اتكلم بأدب ، يبقا اتقى شرى.
وبالفعل قامت للمرحاض وتوضأت وأدت صلاة الضحى .
وارتدت ملابسها .
ونزلت لتجد أباها وجدّها على مائدة الإفطار .
مؤمن ...حبيبة قلبي الغالية .
إيه النشاط ده كله ؟
صاحية بدري يعني مش عوايدك !!
أقبلت إليهما أشرقت بابتسامة جميلة ،وقبلت يد جدها وتركت قبلة على جبين والدها ثم جلست معهما قائلة بضحك ...أبشركم أهلي وعشيرتي أني تعافيت بفضل الله ، وسأذهب الآن للجامعة .
بس شكلي هتنطور ، لأني اتأخرت على معاد المحاضرة الأولى .
والدكتور هيعلمني الأدب بزيادة من أولها .
فضحك لؤي ولكن مؤمن غضب قائلا ...مين ده اللي يقدر يأدب حفيدة مؤمن بسيوني .
ده ولا في الأحلام .
ده أنا أخليه يلزم بيته ، شكلك مش عارفة مكانة جدك لسه
يا أشرقت.
ابتسمت اشرقت وقالت بهدوء ...هدي نفسك يا جدو .
بس عايزاك تعرف أن حفيدتك مش قليلة عشان تعتمد على حد يسندها .
يبقا أنت متعرفنيش ، أنا بعرف آخد حقي بدراعي .
ضحك لؤي قائلا ....أشرقت مالك قلبتي على راجل فتوة كده
يا قلبي .
فين أشرقت الرقيقة الجميلة .
أشرقت ....موجودة يا قلب بنتك ، بس كل وقت وليه أدانه .
وبعدين أنا كده هتأخر زيادة ، هقوم بعد اذنكم .
مؤمن ...طيب افطري الأول يا حبيبتي .
فأخرجت أشرقت من حقيبتها الشيكولاتة وقالت بمرح .....ده عندي أحلى فطار وكفى .
فضحك مؤمن قائلا ....طفلة رايحة الكلية .
لؤي...طيب استنى يا شوشو ، أنا هوصلك بنفسي .
أشرقت ...مش عايزة أعطلك على الشغل مع جدو يا بابا.
مؤمن ....لا يا حبيبتي ، خليه يوصلك .
والشغل يستنى ، المهم شوشو .
فابتسمت أشرقت وقذفت جدها بقبلة في الهواء .
ثم أمسكت بيد والدها قائلة ...يلا يا حبيبي أنا وبس .
وبعد أن غادروا .
حدث نفسه مؤمن ....والله اللي يشوف أشرقت ولؤي ،ميصدقش أنها بنته .
ممكن يقولوا مراته ، لأنه شكله فعلا صغير .
ربنا يعوض صبرك خير يا ابني ،ويرزقك زوجة صالحة تسعدك .
وبالفعل يوصلها لؤي إلى الجامعة ويودعها بقوله ....السواق هينتظرك بعد ما تخلصي محاضراتك.
أشرقت ...تمام يا سيادة البابا .
ثم غادر لؤي ، ودلفت هي إلى الكلية .
ثم نظرت إلى ساعتها ، فوجدتها التاسعة والربع .
فخبطت بيديها على رأسها قائلة ...تأخير ربع ساعة عن معاد المحاضرة .
ده كده هيعملني كفتة مش هيديني كلمتين في جنابي بس .
بس أنا برده ولا يهمني ، ونشوف يمكن يكون اتأخر ولسه مجاش ، يبقا ريح واستريح .
ثم ركضت مسرعة إلى مدرج المحاضرات ، لترى دكتور عماد ، قد سبقها بدقيقة واحدة فقط ، وأغلق الباب .
فوقفت لدقيقة تلتقط أنفاسها وتستجمع شجاعتها وتساءلت ...أنتِ مستعدة للمواجهة ، ولا تاخديها من قصرها .
ويا دار ما دخلك شر.
وتستهدي بالله وتصوني كرامتك وتروحي .
ولكنها كشرت عن أنيابها وقالت بثقة. ..لا مش أنا اللي أهرب
من المواجهة .
هدخل ولا هخاف .
ثم بدأت خطواتها إلى المدرج ،ولكن ببطء شديد .
مع تزايد ضربات قلبها سرعة.
حتى كادت تشعر بالاختناق لتهمس ....وبعدين اثبتي وهدي خالص مش كده .
وترددت قليلا قبل أن تطرق الباب .
ولكنها في النهاية طرقته ، ولكنها شعرت بالخوف وكادت أن تلتفت لتغادر .
لولا أن استوقفها قوله ...أنتِ.
وكاد قلب عماد أن يقفز من مكانه لرؤيتها ، فكم اشتاق إليها ، ولمعت عيناه شوقا لها .
ولكنه حدث نفسه ...أنت نسيت نفسك ولا إيه ؟
أنت دكتور عماد ، اللي طلبة بيعملولك ألف حساب .
وعارفين وحافظين قوانينك صم .
وإن اللي يجي بعدك ميدخلش .
ففوق يا عماد ويلا خد موقف بسرعة .
قبل ما الألسنة تتكلم وتقول اشمعنا دي ؟
فحمحم قائلا ببعض التوتر .....حضرتك مش عارفة أن ممنوع تدخلي بعد ما أدخل أنا .
فأومأت أشرقت برأسها ...أي نعم .
ولكنها قالت ....بس يعني ، حضرتك لسه داخل من دقيقة ،يعني أنا متأخرتش كتير ولا حاجة .
ومفهاش حاجة لما أدخل عشان متفوتش عليا المحاضرة .
فممكن أدخل بعد اذنك .
فوضعت بشرى يدها على قلبها هامسة....ليلتك بيضة النهاردة
يا أشرقت .
وهو شكل وشه بيحمر ويخضر أهو ، عشان يدهملك دفعة واحدة .
هام عماد في عينيها وكاد أن يقول لها ...أنتِ مش هتدخلي على رجليكي .
أنا هفرش قلبي الأول وبعدين تدخلي.
ولكن غلبه كبريائه ليقول بصوت عالي هز أركان المدرج ....أنتِ كمان بتناقشيني يا آنسة .
اتفضلي اطلعي برا ، ومش كمان محرومة من المحاضرة دي.
لا كمان من الأسبوع كله ، مشوفش وشك ده تاني.
عشان تتعلمي تتكلمي معايا إزاي تاني ؟
فاحتقنت الدماء في جسد أشرقت وتلون وجهها غضبا قائلة ...ده مش أسلوب دكتور للأسف ، أنت طلعت ديكتاتور ، ومش من حقك تتكلم معايا بالأسلوب ده .
فضجت القاعة بالتصفير وتهامسوا قائلين ...والله بنت بميت راجل .
محدش قدر يعملها قبل كده منا .
اضطرب عماد وتخشبت أطرافه لإحساسه بالحرج ، وهمس لذاته أنها لا تستحق ذلك .
ولكنها هي من اضطرته للإنفعال .
وصادف الحظ مرور دكتور حسن من أمام القاعة ، ليستمع لبعض الحديث ، ويرى أشرقت .
حسن ...إيه ده ؟
دي الحظ جت ، بس صراحة بت جامدة أوي .
يا خوفي بس منها ، إلا تعملهم عليا الحركات دي بعد الجواز ، ولا ترفض مشروعي اللي بحلم بيه .
إن يكون ليا أكبر مستشفى استثماري في مصر .
ثم لمح بطرف عينيه من تجلس في أول المدرج ...إنها بشرى فتاهت عينيه في عينيها ودق قلبه بشدة .
فحدث نفسه ...أنا مش عارف مالي لما بشوف البنت دي
بتخطف قلبي ببراءتها دي ، ونظراتها .
بس مينفعش كده ، أنا مش لازم أستسلم للإحساس ده .
وأبعد بسرعة ، أنا مش بتاع حب وكلام فارغ .
المهم المصلحة وبس .
فغض طرفه عنها وتجاهل نظراتها إليه ، ثم سلط نظره على أشرقت بعيون مصطنعة الحب .
ثم ولج قائلا بمداعبة ليهدىء من روعهما .
خير يا دكتور عماد ، وليه الصوت العالي ده ؟
مين زعلك بس ؟
هدي نفسك .
زاد عماد في انفعاله بتدخل حسن فقال ...آسف يا دكتور حسن ، بس دي حاجة تخصني وحاليا أنا مشغول بالمحاضرة .
ياريت حضرتك تاخد الآنسة دي معاك ،وبعدين نتكلم في الموضوع ده .
فتناثرت حبات العرق من وجه حسن ، لما تسبب له عماد من حرج .
ولكنه بطبعه بارد ، فابتسم رغما عنه ابتسامة صفراء وأغاظه بقوله ...طيب اتفضلي معايا يا آنسة أشرقت لكافيه الكلية، وهنطلب اتنين ليمون ، واحد ليكي وواحد لدكتور عماد عشان تهدوا نفسكم .
وأنا محتاج قهوة عشان أركز في الكلام معاكي .
فلم تجد أشرقت غير ذلك الحل أن تخرج معه للهروب من هذا المأزق ، ولعنت نفسها أنها وضعت روحها تحت إمرة ذلك المتكبر عماد .
ولكنها أصرت أن تلقنه درسا قريبا .
فابتسمت باصطناع إلى دكتور حسن قائلة ...ميرسي فعلا لذوقك
يا دكتور .
ثم تقدمت أمامه ، فنظر حسن إلى عماد نظرة انتصار ، فدب الغيظ والغيرة في قلب عماد .
الذى ردد بعضا من ابيات الشعر من شدة غيرته
أغار عليها من أبيها وأمها
ومن خطوة المسواك إن دار في الفم ِ
أغار على أعطافها من ثيابها إذا ألبستها فوق جسم منعم ِ وأحسد أقداحاً تقبلُ ثغرها إذا أوضعتها موضع المزج ِفي الفم ِ
......
ثم خرجت أشرقت بالفعل مع حسن الذي كان يثرثر كثيرا ولكنها لم تنتبه لكلماته .
فهو لا يعنيها في أي شيء .
لاحظ حسن شرودها فقال ....إيه القمر لسه زعلان !
ما خلاص ، ومتقلقيش أنا هكلمه عشان يخف شوية .
أنتِ فعلا متستهليش كده .
أنتِ يا اشرقت وردة جميلة ، صراحة وتستاهلي معاملة خاصة .
فرمقته أشرقت بنظرة غضب قائلة ...أظن حضرتك ، اتعديت حدودك شوية في الكلام .
وآسفة أنا مضطرة أمشي دلوقتي.
بعد إذنك .
وبالفعل تركته بين ذهوله من ردة فعلها ، فضيق عينيه وقال بتحدي ....لا يا حلوة مش حسن اللي تتعاملي معاه كده .
وهجيبك يعني هجيبك وكله بالحب ، مش هتقدري تقاومي ، أنا عارف نفسي كويس .
.....................
مر يوم آخر
وزاد فيه انعزال بلال ، فلم يذهب حتى إلى جامعته ، وشعر أن الخطر يحيط به ، فهو لم يستطع أن يحصل على المال الذي يجب عليه سداده .
لذا انتظر في منزله نهايته على يد أفراد الشرطة .
ومع كل دقة باب كان يفزع ، ظنا أنهم هم .
لاحظت بسمة اضطرابه وخوفه ، فتقدمت منه قائلة بحنو .....مالك يا بلال ؟
شكلك مش عاجبني خالص .
وليه مروحتش الكلية ؟
أنت كويس ولا شكلك فعلا تعبان .
نظر بلال إلى بسمة بإنكسار وشعور الخذلان مسيطر عليه .
وتساءل كيف ستفعل تلك المسكينة في غيابه بمفردها ؟
فأجهش بالبكاء قائلا ....سامحيني يا بسمة غصب عني يا حبيبتي .
بس عايزك توعديني إنك تخلي بالك من نفسك كويس .
وعايزك كمان توعديني إنك متقوليش حاجة لأشرقت .
اوعديني يا بسمة أرجوكي .
بسمة في حالة اندهاش ولا تعي شيئا مما يقول بلال .
ولا تعرف سر بكائه فقالت بحزن ...مالك يا حبيبي ؟
فيه حاجة أنا مش عرفاها ؟
قولى يا بلال ، أنا مش فاهمة حاجة .
وأوعدك بإيه ؟
قول أنا قلبي مش مستحمل أرجوك .
بلال ...اوعديني الأول يا بسمة .
بسمة ...أوعدك بس في إيه ؟
وهنا سمع بلال صوت رنين الباب بصورة متصلة .
فخفق قلبه وكاد أن يموت ، بعد أن أدرك أنهم الشرطة بالفعل، فقال سريعا لبسمة ...أنا خلاص انتهيت يا بسمة .
حملقت بسمة به ، وأخذت تنظر في كل اتجاه ،مع صوت رنين الجرس وهيئة بلال ،كاد أن يصيبها ذلك بالجنون.
وهنا قام بلال بخطوات متثاقلة لفتح الباب وبالفعل كانت الشرطة.
فسمع قول الضابط الذي قال بغلظة ...أنت بلال محمد ؟
بلال بإنكسار ....أيوه يا فندم .
الضابط ...طيب حضرتك هتتفضل معايا وأكيد عارف ليه ؟
بلال ...أيوه .
فصرخت بسمة ...بلاااااااااااال .
لااااااااااا هياخدوك على فين يا أخويا .
وتسبني لوحدي وأنا مليش غيرك يا بلال .
خرج أنين بلال المكتوم من جوفه قائلا ....استعيني بالصبر
يا بسمة ، وربنا معاكي أحن من أي مخلوق .
وأنا رايح معاهم ، عشان أدفع تمن غلطتي .
غلطة كلفتني حياتي وعمري .
وخسرت فيها حب عمري .
ادعيلي يا بسمة ربنا يربط على قلبي .
بسمة بصراخ .....أنت عملت إيه يا بلال ؟
بلال ....مفيش ، ده عشان مقدرتش أسدد فلوس العفش .
وضعت بسمة يدها على قلبها بألم مرددة ...يا عيني عليك يا خويا .
ليه خبيت عني كنت حاولت أتصرف من أي مكان .
فقال بلال بصرامة ....مفيش مكان غير أشرقت .
وده لا يمكن يحصل، والسجن أهون عندي من كده .
وأنتِ خلاص وعدتيني أنك مش هتقوليلها حاجة .
اوعديني تاني يا بسمة أرجوكي .
ليسمع بلال صوت الضابط أمرا له ....أظن كفاية كده .
واتفضل معانا .
ثم أمر العسكري بوضع الكلبشات في يديه .
ففعل وقام بدفعه للخارج .
بين توسلات بسمة وصرخاتها المدوية أن يتركوه .
ولكن ما باليد حيلة .
ليتركها بلال وحيدة .
فكيف ستستطيع الحياة بدونه ؟؟؟
........
وللحكاية بقية .
يا ترى إيه هيحصل تاني في قصتنا ؟
عايزة توقعاتكم .
وأتمنى أن تكون الحلقة الصعبة دي عجبتكم وأسيبكم مع الدعاء ده
"اللهمَّ إني أسألُك العفوَ والعافيةَ في الدنيا والآخرةِ اللهمَّ إني أسألُك العفوَ والعافيةَ في دِيني ودنيايَ وأهلي ومالي اللهمَّ استُرْ عوراتي وآمِنْ روعاتي واحفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي وأعوذُ بك أن أُغْتَالَ من تحتي".
.......
أم فاطمة
الاكثر قراءة هذا الشهر :
موعد البارت الجديد الساعة ( 4 م ) يوميا ان شاء الله
هنا تنتهى احداث رواية صغيرة بلال الجزء الثاني الحلقة العشرون ، يمكنكم اكمال باقى احداث رواية صغيرة بلال الجزء الثاني الحلقة الواحدة والعشرون أوقراءة المزيد من الروايات المكتملة فى قسم روايات كاملة .
نأمل أن تكونوا قد استمتعتم بـ رواية صغيرة بلال الجزء الأول ، والى اللقاء فى حلقة قادمة بإذن الله ، لمزيد من الروايات يمكنكم متابعتنا على الموقع أو فيس بوك ، كما يمكنكم طلب رواياتكم المفضلة وسنقوم بوضعها كاملة على الموقع .