رواية صغيرة بلال الجزء الثاني الحلقة الخامسة والعشرون 25 - روايات أم فاطمة ( شيماء سعيد )

نقدم اليوم احداث رواية صغيرة بلال الجزء الثاني الحلقة الخامسة والعشرون من روايات أم فاطمة . والتى تندرج تحت تصنيف روايات رومانسية ، تعد الرواية  واحدة من اجمل الروايات رومانسية  والتى نالت اعجاب القراء على الموقع ، لـ قراءة احداث رواية احببت ملتحي كاملة بقلم ام فاطمة من خلال اللينك السابق ، أو تنزيل رواية احببت ملتحي pdf كاملة  من خلال موقعنا .


رواية صغيرة بلال الجزء الثاني الحلقة 25 - روايات أم فاطمة ( شيماء سعيد )



صغيرة بلال ج2 الفصل الخامس والعشرون


الحلقة_الخامسة_والعشرين.

.............................

🌺بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله 🌺

قال صلى الله عليه وسلم (من نفَّسَ عن مؤمِنٍ كُرْبَةً من كُرَبِ الدنيا نَفَّسَ اللهُ عنهُ كربةً من كُرَبِ يومِ القيامة) هذا يرجعُ إلى أنَّ الجزاءَ من جنسِ العمل، وقد تكاثرتِ النُّصوص بهذا المعنى كحديث (إنَّما يرحم اللهُ من عبادِهِ الرُّحماء) رواه البخاري

أصيبت أشرقة بصدمة قوية كادت أن توقف قلبها حين خاطبها بلال بقوله ... وفرى فلوسك ، وبلاش ترميها على الأرض .
عشان مش هتستفادى من ده حاجة
وانسى اللى بتفكرى فيه ده ، أنتِ بالنسبالى مجرد وحدة ربتها وخلاص .
فاهمة أنا بقولك إيه ؟؟
فامشى من هنا ومتدخليش تانى فى اللى ميخصكيش .

كتمت أشرقت بيدها فمها كي لا تخرج منها تأويهة موجوعة لصدمتها من حديث بلال .
بعد أن غلى صدرها بغضب محموم كالقدر على الموقد وارتفع غليله من بين ضلوعها حتى بلغ رأسها ،فتوحشت نظراتها نحوه .
ولكن أخيرا خرج انينها المكتوم لتصرخ فى وجهه .....أنا وحدة ربتها يا بلال .
ياااااااااه على وجع القلب .

لتشهق بسمة قائلة بإنفعال ...لا أنت كده اتجننت رسمى
يا بلال ،أنت واعى أنت قولت إيه ؟
كده فعلا أنت مش طبيعى بجد .
ثم تتجه لأشرقت وتمسك بيديها قائلة ..اوعى تصدقيه يا أشرقت ، ده كداب ايوه .
الشيخ بلال بيكدب تصورى .

لتبكى أشرقت بمرارة وتصرخ مرة أخرى فى وجهه ..قول أنك بتكدب يا بلال .
قول حرام عليك .
حرام بجد اللى بتعمله فيه ده .

فصمت بلال ، ليتفاجأ بها تهوى على صدره وتضربه بكلتا يديها وبكل قوتها صارخة ....كداااااااب .
بس خلاص أنا كمان بكرهك ، أيوه بكرهك .
وبكره قلبي اللي حبك فى يوم من الايام .

قالت أشرقت كلماتها تلك الموجعة ، ثم أسرعت هاربة من أمامه ، لتغادر المكان على الفور .

ليصرخ بلال فى بسمة ...روحى وراها يا بسمة ، متسبهاش ارجوكى .

بادلته بسمة نظرة عتاب ولوم....انت صراحة زودتها بزيادة يا بلال.
وفعلا حرام عليك فعلا ،وصح زى ما قالت هتكرهك بسبب اللى قولته ده .
انا مش عارفة ازاى هانت عليك بالشكل ده ؟

بلال ودموعه المحتجزة بدأت تنهمر ....غصب عنى ،وكنت فعلا عايزها تكرهنى عشان تشوف مستقبها ، وتحب تانى وتجوز .
متربطش نفسها بإنسان زيى مش قادر حد يواجه نفسه يا بسمة .
بس ارجوكى مش وقت كلام ، الحقيها بسرعة ، وخليكى جمبها لغاية ما تهدى .
وطمنينى عليها .
فاستمعت بسمة لحديثه واسرعت لتلحق بـ أشرقت .

أما هو ..
فعاد إلى محبسه يجر أذيال الخيبة ، ويشعر أن السموات والأرض قد انطبقت عليه .
وتمنى أن يتوفاه الله حتى يريحه من آلام نفسه .
ولكنه تذكر حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم .
فاستغفر الله ، وطلب منه العون والصبر على ما هو فيه .

عن أنسٍ_رضي الله عنه_ قَالَ: قالَ رسولُ اللَّه ﷺ: لا يَتَمَنَّيَنَّ أَحَدُكُمُ المَوْتَ لِضُرٍّ أَصَابَهُ، فَإِنْ كانَ لا بُدَّ فاعِلًا فَلْيَقُل: اللَّهُمَّ أَحْيِني مَا كانَتِ الحَياةُ خَيْرًا لِي، وتَوَفَّني إِذا كانَتِ الوفاةُ خَيرًا لي (متفقٌ عليه.).

خرجت بسمة من مركز الشرطة ، لتجد أشرقت في سيارتها ، وقد استندت بايديها و رأسها على عجلة القيادة
وانهارت فى البكاء ، حتى أنها سمعت انين بكائها من خارج السيارة .
فطرقت بسمة زجاج السيارة عدة مرات حتى تلاحظ أشرقت وجودها .
وفى النهاية لاحظت أشرقت بالكاد طرقات بسمة ، ولكنها أشارت لها بيديها أنها لا تريد أى كلام الآن .

بسمة بإلحاح ...افتحى بس عشان خاطرى يا شوشو ، هفهمك .
عشان خاطرى متعمليش فى نفسك كده .

ولكن رفضت أشرقت اى كلام ، وحركت رأسها بالنفى ، مع نظرات انكسار وقهر اذابت قلب بسمة ورددت ...الله يهديك لنفسك يا بلال.
والله حرام اللى عملته فى البنت ده .
لوحدها بعد ذلك قد انطلقت بالسيارة مسرعة .
فوضعت بسمة يدها على قلبها مرددة...ربنا يستر عليكى
يا حبيبتى ، وتقدرى تعدى خيبتك فى بلال .
والله كتر خيرك يا أشرقت .
إذ كان أنا أخويا ومبقتش طيقاه وكتاب الله المجيد من عمايله
اللى تسد النفس .

عادت أشرقت إلى الفيلا ، وولجت لحجرتها دون أن تلتفت إلى نداء أم إبراهيم وهى تحدثها .
ازيك يا بنتى ، أحضرلك الغدا ولا هتستني بابا وجدو .

ولكن أشرقت كانت فى عالم آخر تماما ، مغيبة الوعى .
عالم الخذلان والخيبة ، والقهر .
وعندما ولجت غرفتها ، ارتمت على فراشها تبكى .
وتردد ...ليه ليه تعمل فيه كده .
ده ذنبى أنى حبيتك ، مش كفاية أنى بعدت عنك ومتكلمتش .
وروحت اتجوزت كمان ، ورضيت بقدرى .
تقوم برده فى الآخر ، تكلمنى كده وتقول أنا وحدة ربيتها .
اااااااه يا قلبى ، لا كتير عليا كده والله .
لتنشد أبيات من الشعر .
يا صدمتي في أكثر الناس ويا خيبة ظنوني
يا ضيق صدري لا ذكرت إني عليهم ما كذبت
يا طعنة خلتني أنسى من سبايبها طعوني
يا جرح ماله طب حتى لو أقول اليوم طبت البارحة
والله يكون بعون أحاسيسي وعوني
أحاول أهرب من عمايلهم ولكن ما هربت

وبينما هى كذلك رن هاتفها لتجده رقم لا تعرفه .
أشرقت ...مين ده إن شاء الله اللى بيتصل ، فى الوقت ده ؟
وفى الظروف دى أنا ناقصة .
خليه يرن .
وبالفعل رن الهاتف حتى صمت ولكنها وجدته يقوم بالاتصال مرة أخرى .
فاستجابت بانفعال ....الووووو
هو فيه إيه مش بطل زن إيه ؟

فيضحك عماد قائلا ...إيه ده هو أنتِ كده على طول بتتخنقى
مع دبان وشك .

أشرقت بإنفعال...قصدك إيه ، أنا مجنونة يعني !
وبعدين أنت جبت رقمى منين يا دكتور .
فرح عماد أنها تعرفت على صوته فردد ....مش مهم جبته منين ؟

أشرقت ...ازاى ؟ مش مهم .
طيب أعرف حضرتك اتصلت بيه ليه ؟
ولا يمكن مش مكفيك التهزيق اللى أخدته منك فى الكلية .
فجى تكمل عليه فى التليفون .

عماد ..أهدى بس عشان خاطرى شوية .

أشرقت ...يعنى حضرتك متصل عشان تقولى إهدى

عماد وقد غلبه الشوق إليها ...أشرقت ، صدقينى لو قولتلك انا مش عارف اتصلت ليه ؟
بس أنا فعلا قلقت عليكى لما مجتيش الكلية .

أشرقت ...مش حضرتك اللى قولت مجيش ولا هو كلام عيال .

احمر وجه عماد غضبا قائلا ...يخربيت لسانك يا شيخة .
ايه مبتهمديش .

أشرقت ...انا كده وهفضل كده ولو مش عجبك اشرب من البحر .
عماد ....لا عجبنى طبعا ، بس ممكن نتكلم كويس شوية .

أشرقت ...حضرتك أدخل في الموضوع على طول .
عشان أنا مليش طقطقان صراحة للف والدوران .

عماد .......تتجوزينى ؟؟؟؟؟

فوقع الهاتف من يد أشرقت من الصدمة ، لتسمع صوته ....أشرقت ، أشرقت .
فينك يا مصيبة .
أنا بحبك
معرفش ازاى وامتى حصل ده .
بس بحبك يا مجنونة .
والله العظيم بحبك .

فحملقت أشرقت فى السقف وتنفست بعمق وحدثت نفسها .....ااااه يا وجع القلب .
ربنا يسامحك يا بلال .
بس ايه رأيك بقا ، انها جت الفرصة المناسبة ، إنى اوجع قلبك زى ما وجعتنى .
وهجرب المثل اللى بيقول ( خدى اللى يحبك ومتخديش اللى بتحبيه )
فوجدت نفسها تلتقط الهاتف ..لتجيبه بإهتزاز ...اناااااااا موافقة .
ثم تغلق الخط بسرعة ، ليظن عماد أنها أغلقت من شدة خجلها .
ولا يعلم أنها وافقت لتنسى وجع بأخر .
وما أن أغلقت معه ، حتى قفز من الفرحة ، وأسرع إلى والدته يقبل يديها ووجهها .

الحاجة حسنة بابتسامة ....إيه يا واد ده ؟
إيه الرضى ده كله ؟
قلبى حاسس ان السنيورة وقعت خلاص .

عماد بعينين تلمعان فرحا ...ايوه يا أمي ، ومعرفش ازاى كده ، واحنا كنا عاملين زى العصافير بتناقر مع بعض .
بس لقيت نفسى بتصل بيها واقولها تجوزينى ، واتفاجأت بيها تقولى موافقة .

فضحكت حُسنة مرددة ...شوفى البنات ، صح المثل اللى بيقولوا عليه .
عينى فيه واقول أخيه .

فضحك عماد ...اه صح تصورى .
المهم حضرى نفسك يا ست الكل ، اول ما احدد معاد مع والدها نروح نزورهم .

الحاجة حُسنة...بس كده عيونى يا ضنايا .
ده حتى فرصة ، لسه خابزة فضلت خيرك ، فطيرتين مشللتين ، انما ايه تاكل صوابعك وراهم .
اخدهملها معايا وانا رايحة .

فضحك عماد قائلا ...فطير مشلتت ايه بس يا ماما؟
ده انا بقولك دى بنت مليونير .

الحاجة حُسنة ....وايه يعنى يا ضنايا !
ما انت جدك الله يرحمك ،كان من أعيان البلد زمان .
بس الزمن بقا جار عليه .
وهما هيشتروا راجل وده ميتقدرش بتمن .
ومدام العروسة واقعة فيك كده متشلش هم حاجة .
وانا عليا ، ابعلك حتى الفدانين اللى حلتى فى البلد .
عشان تكون كده ملو هدومك قدامهم .
ومحدش يكسر عينيك يا ضنايا .

فقبل عماد يد والدته مرة أخرى مرددا ...ربنا يخليكى ليا يا ست الكل .
ليرن هاتف عماد ، فيجد اسم حسن على الشاشة .
فيزفر بضيق ...وقته ده ؟
ويا ترى عايز ايه !
لما أرد أحسن ما يقرفنى اتصال ، منا عارفه مش عاقل.
مش عارف ازاى ده دكتور .
ليستجيب إلى اتصاله بقوله ....أهلا دكتور حسن .
أخبارك !

حسن ....بخير يا صاحبي .
وهكون بخير أكتر ، لما تيجى معايا مشوار مهم النهاردة .

عماد ...خير إن شاء الله .
مشوار ايه ده ؟
حسن ....رايح أخطب .

عماد ...والله ، الف الف مبروك .
ومين العروسة بقا ، اعرفها !

حسن .....اه عز المعرفة .

فدق قلب عماد قائلا ...مين ؟
حسن ....هتكون مين وش السعد والهنا والمستقبل كله ( أشرقت ) .

فكادت الأرض أن تبتلع عماد من صدمته فقال بضعف ...يعنى أنت كلمتها وموافقة وعشان كده رايح تخطبها.

حسن ....لا مكلمتهاش ، بس هى هترفض ليه ؟
هتلاقى حد أحسن منى دكتور ومعيد فى الجمعة ،وكمان وسيم ودمه خفيف .

فتنهد عماد بارتياح وحمد الله فى نفسه ثم حدثه ....بس يعنى كنت كلمتها الأول ، قبل ما تروح عشان لو مفيش ارتياح متحرجش نفسك .

حسن ...لا انا متأكد انها هتوافق ، من ابتسامتها وكلامها الحلو واحنا مع بعض .

انفعل عماد وجهر بصوته ...بتقول إيه ؟
لم نفسك يا حسن ، إلا وكتاب الله المجيد .
اجى اشرحك .

حسن ...وأنت إيه مضايقك كده اوى يا عماد ؟

عماد ...لأن اللى بتكلم عليها دى خطيبتى .

حسن ببلاهة ......هااااااااا.
بتقول ايه ؟
ومن ورايا ده .
وحصل امتى وازاى ؟
وبس عمال تقول عيب ومينفعش ، وأنت عايزها لنفسك يا سوسة .
لا أنت طلعت مية من تحت تبن .

عماد ....احترم نفسك ، أنا عمرى ما أكون زيك .
انا حبيتها لنفسها وأخلاقها مش فلوسها .
وانت اصلا مش بتحبها يا حسن ،انت عايزها عشان فلوسها وبس .
لكن انت بتحب بشرى .

فتلعثم حسن بقوله ...أناااااا ، بشرى ، لاااا .
أنا مفكرتش غير فى أشرقت وبس .
وبشرى دى مين ، دى حياله بنت عامل بسيط .
لا طلع ولا جه .
آه حلوة وعيونها بتشدنى ، بس مش لدرجة جواز .
أنا لما تجوز لازم أقع واقف .

عماد ...اسمعنى يا حسن ، الجواز من غير حب مينفعش .
والفلوس مش كل حاجة .
هتفيدك بايه المستشفى وانتوا بتكرهوا بعض .
وفي الآخر من كتر الضغط النفسي ، تجيلك كل الأمراض .
لكن لو أخدت واحدة بتحبها ، هيكون عندك دافع تشتغل ليل ونهار أنت وهى وفى الآخر برده ربنا هيكرمك بلى نفسك فيه بس الأساس موجود الحب .
فمتضيعهاش من ايديك يا حسن .

حسن بسخرية ...أنت بتقول كده ، عشان خلاص ضمنت المستشفى الاستثماري في ايدك .

عماد ...أقسم بالله العظيم ، ده مش بالى أصلا .
ولو النصيب كمل معاها فعلا ، هى فى حالها وانا فى حالى .
وانا هبنى مستقبلى بنفسى عشان افرح لما يجى ، أنه جه بعد تعب وشقا مش على قفا وحدة ست تذلنى بيه .

حسن ....يعنى كده خلاص طارت المستشفى .

عماد بضحك ...ايوه ، بس متخليش كمان الحب يضيع منك .
البنت فعلا حلوة وعينيها حلوة ،وممكن تتخطف بسرعة .

حسن وقد غلبته الغيرة ....ما تحترم نفسك ، ازاى تقول كده عليها .

فضحك عماد ...شوفت بقا أنت مش بتحبها وبس ، أنت بتموت فيها وبتغير عليها كمان .

حسن ...أوى أوى يا عماد يا خويا .

عماد ...طيب مستنى ايه ؟

أطلب ايديها وانا جى معاك .

حسن ...طيب أنت دلوقتي هتجوز أشرقت يعني هتخشلي
فى خطوبتى على الغلبانة دى بهدية كبيرة ماشى .

فضحك عماد ...مفيش فايدة فيك .

....................

عادت هدير إلى منزلها حالمة ، شاردة فى عماد ، فى كلماته ، فى ضحكات.
ثم نشدت
أنا، أنا كلي ملكك أنا كل حاجة حبيبي فيا بتناديك أنا، انا مش بحبك الحب كلمة قليل بالنسبة ليك
أنت فرحة جت لعندي بعد عمر من التعب في السعادة اللي بعيشها، يا حبيبي انت السبب ضحكتك، عقلك، جنونك، والحنان اللي ف عيونك هوصف ايه واحكيلك ايه

حضنت هدير وسادتها مرددة....آه من حبك يا عماد .
بس أنا فرحانة أوي أنه أخد باله منى ، وابتسملى .
وكلمته وكلمنى .
امتى يحس بحبى ، امتى تيجى اللحظة اللى يقولى فيها ....بحبك.
ياااااااه نفسى اسمعها منه ، ومش عارفه ساعتها هيكون إحساسى ايه .
ده انا ممكن اقع من طولى وربنا .

......................

ذهب بالفعل تاجر الأثاث مع مؤمن ومحاميه إلى مركز الشرطة المحتجز به بلال .
وبالعرض على وكيل النيابة الذى عرضت عليه قضية بلال.

ابتسم زياد قائلا...كنت فين حضرتك قبل ما يتبهدل معانا دكتور بلال بالشكل ده .

مؤمن ...مكنتش أعرف للأسف ، وبلال إنسان خجول ومعتز بنفسه جدا ، ومش بيطلب مساعدة من حد.

وكيل النيابة....فعلا ده اللى حسيته من كلامى معاه .

ثم نظر زياد إلى الرجل تاجر الأثاث قائلا....يارب يكون فى قلبك رحمة مع الناس شوية ، وتصبر عليهم .
مش من تأخير شهرين تسجنهم وخصوصا مع شخصية زى دكتور بلال كده .

تاجر الأثاث ...غصبا عنى يا باشا ، خوفا يضيع حقى .
ومعرفش إن وراه باشا كبير كده .
على العموم ، أنا آسف بجد وأدي الكمبيالات ، وقدامك اهو يا باشا انا بتنازل عن المحضر .

فابتسم زياد...واملى الكاتب الذى بجانبه ..اكتب يا ابنى ...انا زياد وكيل نيابة المرج ، نظرا لتنازل الشاكى عن المدعو بلال محمد ، أمرنا بالأفراج عنه .
فى ساعته وتاريخه .

فردد مؤمن ...اللهم لك الحمد .
انك جعلتنى سبب فى تفريج هم مسلم .
فلا تحرمنى الأجر فقد ذكر عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا ، نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ، ومن يسر على معسر ، يسر الله عليه في الدنيا والآخرة.
ثم استأذن مؤمن فالمغادرة .

زياد ...كده مش هتستنى دكتور بلال ، عشان يشكرك على صنعيك معاه .

مؤمن ...الشكر لله وحده ، والأجر منه .
وبلال زى مقولت لحضرتك حساس زيادة .
فياريت حضرتك لما يسألك مين دفع ، قوله فاعل خير .

زياد ...جزاك الله خيرا مؤمن بيه ، فى أمان الله .
وخرج مؤمن مع المحامى .
ولكنه مكث فى سيارته ، ليطمئن بنفسه على خروج بلال .
لأنه يعلم جيدا أن أشرقت ستسأله عن حاله بعد الإفراج عنه .
وحدث نفسه ...غريبة قلب أشرقت الصغير الجميل ده ، وغريبة قلب بلال القاسى ده .
بس أنا حاسس إن ورا القسوة دى ، حب كبير .
بس مش عارف إيه السبب فى المكابرة بتعته ، ربنا يهدى قلبه .

طلب زياد من العسكرى إحضار بلال ، فلبى نداءه على الفور .

العسكرى ...اتفضل يا أخينا سيادة وكيل النيابة عايزك .
فقام بلال على مضض ، فبعد ما حدث مع أشرقت ، شعر أن روحه قد سحبت منه ، وأصبح مجرد جسد بدون روح .
ميت يمشى على الأرض ،واستوى عنده النور بالظلام.
وأصبح لا يعنيه شيء .
فقام وسار مع العسكرى ، كخرقة جامدة يسحبها ،ولا يشعر بشيء .
ثم وقف بلال أمام زياد الذي ابتسم له قائلا ...مبروك يا بلال ، هتخرج من هنا .
فبكى بلال وخرجت كلماته غير مفهومة...هى عملتها برده ، رغم اللى أنا عملته فيها .
بس أنا مستحقش ده ، أنا مش عايز أخرج من هنا .
اقولك يا باشا .اعدمونى ، أنا مش عايز أعيش .

زياد مشفقا عليه ...مش عارف ليه حاسس وراك سر كبير .
لان أول مرة أشوف واحد أقوله افراج يبكى ،وكمان عايز يتعدم.
بس خلى بالك يا دكتور بلال ، أنت فعلا لازم تراجع دينك كويس ، لأن أفعالك كده ،مش بتدل على انسان مؤمن بقضاء الله وقدره .
وسامحنى لو قولتلك أنت ضعيف ، آسف .
بس دى الحقيقة .
ونصيحة ليك من أخ أكبر منك ، ومعلوماته في الدين مش زيك ، بس اللي أعرفه إن طول ما الواحد قريب من ربنا ، مش سهل حاجه تكسره أبداً .
وبيكون عارف إن كل أمر ربنا حلو .
إن أصابه سرّاء شكر وإن أصابه ضراء صبر .
فعلي الهمة شوية يا دكتور بلال مش كده .
واتفضل يلا خد ورقك ومتعلقاتك ، وابدء حياتك من جديد
على الكلمتين اللى قولتهملك دول .

شعر بلال بصدق ما قاله زياد ، ولكنه بالفعل أصبح لا يعرف ما يريد وأصبح مستسلما للقدر لا يقاوم .
فاكتفى أن يحرك رأسه ثم شكره .
وذهب به العسكرى لإحضار متعلقاته وأنهى بعد الإجراءات القانونية بسلام .
وخرج من مركز الشرطة ، منكس الرأس .
حتى أنه وقف ، يدور بعينيه يمينا ويسارا ،وكأنه لا يعرف طريق العودة .
ومعالم وجهه تدل على عمق حزنه ومن يراه ، يعطيه خمسينا خريفا وهو مازال فى الثلاثين من العمر .
ولكن الحزن يجعل الإنسان كهلا وهو في عمر الشباب .

رأى مؤمن بلال ، وشعر بإنكسار حاله قائلا. ...لا حول ولا قوة
إلا بالله .
صراحة ربنا يصبر أشرقت عليك ، أنت عبارة عن كتلة نكد .
ثم أشار لسائقه ..اطلع بينا يا ابنى ، انا صحتى مش ناقصة .

...........

ولج لؤي إلى غرفة أشرقت بعد أن استأذن للدخول .
فأزالت أشرقت دموعها سريعا .
ثم حاولت الابتسام على مضض .

لؤى ...قلبى الصغنن عامل ايه؟

أشرقت بغصة مريرة ...الحمد لله يا بابا .

لاحظ لؤى عينيها المنتفخة من البكاء ، وهروب إحداهما
إلى وجنتيها رغما عنها .
فحزن لؤى ومد يديها ليزيل عنها تلك الدمعة الساخنة الهاربة مرددا ...ماله الجميل زعلان من ايه ؟

أشرقت بابتسامة مصطنعة ....لا أبداً يا بابا ، بالعكس أنا فرحااانة اوى .

ضيق عينيه لؤى باندهاش قائلا ...ومن كتر الفرحة بتعيطى يا أشرقت !!

أشرقت باصطناع ...اه دي دموووع الفرح .

ثم اخفضت رأسها خجلا مرددة ...أصلو بنتك هتكون عروسة قريب .
ابتسم لؤى وظن أن اخيرا الجبل بلال قد نطق ، وسيتقدم
إلى أشرقت .

لؤى ...بجد ،ويا ترى مين هو سعيد الحظ اللى هياخد من منى أميرتي الجميلة ؟

ابتلعت أشرقت ريقها وحاولت اخراج صوتها بصعوبة ...لتنطق ....دكتور عمااااااااد .
لتتسع عيني لؤي من الدهشة مرددا ....مين ؟؟؟؟

.........

وللحكاية بقية
أتمنى تكون عجبتكم وعايزة توقعاتكم
يا ترى هيكون موقف لؤى ايه فى موضوع عماد؟
وهل ستتم الخطبة فعلا ؟
وايه حكاية بسمة ولؤى مع بعض ؟
وهل ستكون هى أيضا صغيرة لؤى ؟
أسيبكم مع الدعاء ده وأتمنى حلقاتنا تكون عجبتكم ومنتظرة بفارغ الصر توقعاتكم🥰❤

"اللهمّ ربّ السّموات السّبع وربّ الأرض، وربّ العرش العظيم، ربّنا وربّ كلّ شيءٍ، فالق الحبّ والنّوى، ومُنزِل التّوراة والإنجيل والفرقان، أعوذ بك من شرّ كلّ شيءٍ أنت آخذٌ بناصيته، اللهمّ أنت الأوّل فليس قبلك شيءٌ، وأنت الآخر فليس بعدك شيءٌ، وأنت الظّاهر فليس فوقك شيءٌ، وأنت الباطن فليس دونك شيءٌ، اقض عنّا الدّين واغننا من الفقر."

......

أم فاطمة 



موعد البارت الجديد الساعة ( 4 م ) يوميا ان شاء الله 

هنا تنتهى احداث رواية صغيرة بلال الجزء الثاني الحلقة الخامسة والعشرون ، يمكنكم اكمال باقى احداث رواية صغيرة بلال الجزء الثاني الحلقة السادسة والعشرون  أوقراءة المزيد من الروايات المكتملة فى قسم روايات كاملة .

نأمل أن تكونوا قد استمتعتم بـ رواية صغيرة بلال الجزء الأول ، والى اللقاء فى حلقة قادمة بإذن الله ، لمزيد من الروايات يمكنكم متابعتنا على الموقع أو فيس بوك ، كما يمكنكم طلب رواياتكم المفضلة وسنقوم بوضعها كاملة على الموقع .
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-