رواية المعلم الفصل الحادي عشر 11 من روايات تسنيم المرشدي

  نقدم اليوم احداث رواية المعلم الفصل 11 من روايات تسنيم المرشدي . والتى تندرج تحت تصنيف روايات رومانسية ، تعد الرواية  واحدة من اجمل الروايات رومانسية  والتى نالت اعجاب القراء على الموقع ، لـ قراءة احداث رواية احببت ملتحي كاملة بقلم ام فاطمة من خلال اللينك السابق ، أو تنزيل رواية عرف صعيدى pdf كاملة  من خلال موقعنا .


رواية المعلم الفصل 11 من روايات تسنيم المرشدي



المعلم الفصل الحادي عشر


رواية المعلِم
الفصل الحادي عشر ..
_________________________________________________

_ ظلت رنا تجوب الغرفة ذهاباً وإياباً وهي تستشيط غيظاً ، جلست بإهمال علي طرف الفراش وسحبت الوسادة ودفنت رأسها بمنتصفها وظلت تصرخ وتصرخ بصوت مكتوم حتي انهارت قواها وبكت ، انهمرت دموعها كالشلال حزناً علي حالها ،

_ لن تنكر أنها أوقعت هاني في فخ ألاعيبها الداهية لكي تصل فقط إلي ريان عندما فشلت في الاقتراب منه مباشرة ، لم يكن يوماً مثل بقية جنسه لم ينظر إليها نظرة مخلة أو خارجة لم تري سوي الاحترام الذي يأنب ضميرها إتجاهه بإستمرار ، عادت بظهرها علي الفراش وهي مازالت واضعة الوسادة أمام وجهها وواصلت بكائها المرير في صمت ..

_________________________________________________

_ وقف ريان أسفل المنزل قيد انتظار أحد عماله الذي أمرهم بإحضار كمية هائلة من الطعام وبعض المستلزمات المنزلية ، سحب مقعد وجلس عليه وأسند رأسه علي حافته وأغمض عينيه بإرهاق ،

_ ريان انت كويس ؟
_ تسائل خالد بإهتمام عندما رآي الإرهاق يعتلي ملامحه ، فتح ريان عيناه ورمقه بتفحص كأنه يتأكد من هويته ثم اعتدل في جلسته وأردف مختصراً :-
_ أنا تمام

_ سحب خالد مقعد اخر وجلس بالقُرب من ريان ووضع يده علي فخذه يُأزره وهتف بآسي :-
_ الدنيا اتلخبطت عندك صح ؟

_ التفت ريان الي خالد وهو يريد ان يبوح بما في داخله لكنه لا يدري كيفية البوح ، لم يعترف من قبل عما يدور في عقله او حتي التصريح بما لا يستطيع تحمله ، لم يعتاد علي مثل تلك الأمور أو ربما لم يسأله أحد عن حالِه في الأوقات التي كان يستطيع التحدث والاعتراف ،

_ تنهد بحرارة مستاءً من حالته المبهمة ثم أعاد رأسه للخلف وأغمض عيناه وقال بنبرة هادئة لكنها تحمل الكثير من التعب :-
_ انت كنت رايح فين كده في الوقت المتأخر ده ؟

_ رفع خالد حاجبيه بتعجب مستنكراً تغيره مساره للحوار رغم أنه يود معرفة ما حدث لكن ربما ليس آوانه ، لم يعقب عليه خالد وسحب نفساً وردد :-
_ كنت جاي اطمن عليك

_ ربت ريان علي ظهر خالد بإمتنان وقال :-
_ فيك الخير يا خالد بس انا تمام ، قوم روح لعيالك الوقت أتأخر

_ تعجب خالد من أسلوب ريان علي الرغم أنه يواجهه كثيراً لكن تلك المرة مختلفة فـ المصائب ازدادت عن حدها وهو مازال يتهرب من المواجهة والاعتراف ، تنهد خالد بيأس ثم نهض وهتف بفتور :-
_ تصبح علي خير لو احتجتني أنا موجود
_ اكتفي ريان بهز رأسه بإيماءة خفيفة بينما غادر خالد وتركه يغوص في عالمه المرهق بمفرده

_ نهض ريان عندما رأي من كلفه بشراء بعض المستلزمات وأخذ الحقائب البلاستيكية منه ثم صعد للأعلي ، قرع جرس الباب وانتظر قليلا ثم ولج للداخل عندما لم يجيبه أحد ، وضع الحقائب أرضاً فلا يوجد ما يضعهم أعلاه ، لم يسمع صوت لـ كليهما يا تري أين هم ؟

_ لم يكن أمامه سوي فتح الباب بحذر فقط للاطمئنان عليهم ، تنهد براحة عندما رآي صغيرته تغفو بين أحضان الصغيرة الأخري ، أغلق الباب برفق ثم جلس أرضاً يحاول النوم هو الآخر لكن لا يعرف للنوم سبيل

_ عقله بات مشغولاً بما حدث إلي الأن لا يستوعب ما فعله ، لا يستوعب كيفية إجبار فتاة علي الزواج منه ، بل والأغرب أنه يتزوج بأخرى دون إدراك منه أسفل غضبه المعروف به ، ناهيك عن ترك دينا لمنزلها وتشتت عائلته الصغيرة والوقوع في جدالات كبيرة ، لماذا يحدث كل هذا بربك يا ريان ؟ ماذا اقترفت بحياتك حتي يعاقبك الله ويفرق شمل عائلتك ؟..

_ تنهد بضجر بائن عندما لم يأتي بإجابة صريحة علي أسئلته ، ثم جذب هاتفه وهاتف أحد عماله قائلا بنبرة رخيمة :-
_ معلش يا عم إبراهيم عارف ان الوقت متأخر بس كنت محتاج شوية طلبات من المعرض تيجيلي البيت هنا

_ اجابه عامله بإحترام وعملية :-
_ الساعة دي يا معلم ريان ؟

_ أماء ريان رأسه كأنه أمامه ورد عليه بإرهاق :-
_ معلش يا عم إبراهيم محتاج الحاجة دي ضروري
_ أغلق الهاتف بعد أن أخبره بما يريد وهم بالهبوط الي الأسفل قيد انتظار وصوله ..

_________________________________________________
_ أستيقظ جميع من بالمنزل علي طرقات الباب ، أسرعت دينا بوضع حجاب رأسها لأنها من كانت أقرب وصولاً للباب ، فتحته وتفاجئت برنا أمامها ، وتمتمت بتعجب :-
_ رنا !

_ سحبت رنا نفساً عميقاً ثم قالت بحزن زائف :-
_ باين عليكي أنك منمتيش عشان كده انا جتلك من بدري نشوف حل لموضوعك ده انتي برده متهونيش عليا

_ قطبت دينا جبينها بغرابة ثم تراجعت عدة خطوات للخلف وهتفت مرحبة :-
_ اتفضلي ادخلي مش هنتكلم علي الباب

_ ولجت رنا الي الداخل وابتسمت بتصنع عندما رأت والدة دينا وشقيقتها وصاحت بود مصطنع :-
_ أخبارك ايه يا حجة يارب تكوني كويسة ، اخبارك ايه يابت يا اسراء وحشاني

_ اجابتها اسراء بإقتضاب :-
_ تمام

_ وما إن أنهت جملتها حتي ولجت داخل غرفتها سريعاً بينما رحبت بها والدة دينا بحفاوة :-
_ الحمد لله في نعمة اتفضلي اقعدي

_ جلست رنا ومن ثم جلست دينا بجوارها ورافاقتهم والدة دينا ، مرت دقائق معدودة ثم ازدرفت رنا بعض الدموع الزائفة و تصنعت الحزن وهتفت بنبرة منكسرة :-
_ أنا معرفتش انام خالص من وقت ما عرفت ما بالك انتي بقا ربنا يكون في عونك ،

_ تنهدت دينا بضجر عارم وأردفت بفتور شديد :-
_ رنا لو ريان باعتك عشان أرجع فـ روحي قوليله اني مش هرجع بوسايط

_ رمقتها رنا بنظرات ساخرة لتلك البلهاء التي لا يعبأ لها زوجها وهي تظن أنه يركض خلفها ، تنهدت مستاءة ثم أكملت ما أتت لأجله وقالت :-
_ أنا جاية ليكي انتي محدش باعتني ، أنا جاية اشوف لك حل ترجعي بيه بيتك

_ عقدت دينا ما بين حاجبيها بغرابة فـ العلاقة بينهم متوترة وليست علي ما يُرام فمن أين جاءت هي بتلك الجُرأة والتلقائية التي تتحدث بها ،

_ استشعرت رنا ما يدور في عقلها وأسرعت هي بالحديث قائلا بحب زائف :-
_ ليكي حق متصدقيش اللي انتي بتسمعيه مني بس انا واجب عليا أقف جنبك في محنتك دي رغم اني مش شايفة أنها محنة ولا حاجة وممكن تتحل بسهولة بس ده لو انتي حابة يعني مش حابة بقا هاخد بعضي وامشي وابقي اطمنت عليكي

_ نهضت رنا وأولتهم ظهرها لتُكمل لُعبتها التي بدأتها ، أسرعت والدة دينا برمق ابنتها تحثها علي رفض ذهابها ، بينما تنهدت دينا ثم أسرعت بالحديث :-
_ استني يا رنا قولي اللي عندك !

_ ابتسمت رنا بإنتصار ومن ثم التفتت إليها وجلست مرة أخري وهتفت بمكر :-
_ اول حاجة قعدتك هنا غلط ولازم ترجعي مينفعش تسيبي الجمل بما حمل انتي كده سيبتي جوزك للبت دي علي طبق من دهب وكده انتي بتخسري ، متفكريش بدور الضحية اللي انتي عملاه ده هيفرق ، جوزك هيلاقي واحدة صغيرة هدلعه ولا هيسأل فيكي عشان كده لازم ترجعي ،

_ اتسعت مقلتي دينا بصدمة ومررت انظارها بين رنا ووالدتها بذهول ، إلتوي ثغر رنا بإبتسامة خبيثة لأنها أوقعت بـ شِباك تلك الحمقاء دون عناء وواصلت حديثها مضيفة :-
_ الراجل مش عايز غير اللي يدلعه وبس ولو علي العشرة هتهون في ثانية فانتي لازم تثبتي نفسك وتمشي البت دي ، أنا سمعت يعني أنه اتجوزها عشان يخلصها من عيلة ابوها ودي في حد ذاتها حاجة كويسة لأننا هنقدر نبعدها عنه بسهولة

_ صمت حل لدقائق بينهم ثم هتفت والدة دينا مرحبة بفكرة رنا :-
_ قومي يا بنتي البسي رنا عندها حق مينفعش تقعدي تندبي حظك هنا قومي شوفي مستقبلك ومستقبل بنتك

_ تنهدت دينا وهي تعيد ما قالته رنا لتوها ثم نهضت وولجت داخل غرفتها وشرعت في ارتداء ثيابها لكي تعود الي منزلها وتستعيد زوجها من بين يدي تلك الفتاة التعيسة ..

_________________________________________________

_ استيقظت علي ضوء الشمس الذي يغازل عينيها لكنه كان شديد للغاية فلم تستطع فتح عينيها بسهولة ، وضعت أحدى الف كفيها أمام وجهها تحجب ذاك الضوء المُسلط عليها ثم فركت عينيها لتعتاد تلك الإضاءة القوية ، نظرت بجوارها لتتفاجئ بالصغيرة غافية تماماً ولا تشعر بمن حولها ، نهضت بحذر وتوجهت نحو الباب أدرات مقبضه لكنه لم يُفتح ، أعادت المحاولة مراراً والنتيجة ذاتها حتماً أنه موصد من الخارج ، تنهدت عنود ثم طرقت بخفة علي الباب ليأتيها صوته الذكوري قائلا :-
_ ثواني وهفتح لك

_ عقدت ما بين حاجبيها بغرابة فما يعني هذا ، لم يكن أمامها سوي الإنتظار ، مرت دقائق ولم يحدث أي جديد ، توجهت نحو المرآة وشهقت بصدمة عندما رأت حالتها الغير مهندمة ، شعرها مبعثر بشدة وملابسها تتناثر عليهم الدماء حتماً من جرح رأسها ،

_ تنهدت بضجر لحالتها المذرية تلك منذ متي وهي بذلك المظهر السئ ، أغمضت عينيها بعصبية ثم حاولت جمع خصلات شعرها قدر الإمكان وعدلت من وضعية ثيابها ثم رمقت صورتها المنعكسة بنظرة متفحصة لم تكن بتلك الروعة التي تكون عليها دائما لكن لا بأس بذلك الآن ،

_ خرجت من شرودها علي فتح الباب استدارت إليه بجسدها حيث تفاجئت بمظهره المرهق بل أكثر من ذلك بمراحل يبدو أنه لم ينم طوال الليل ، هزت رأسها بإنكار لما تفكر فيه ، فما شأنها به لكن لن تنكر أنه يربكها كثيراً بنظراته الثاقبة تلك ، وقوفه أمامها يسبب ارتفاع الادرينالين المندفع في شرايينها ، اضطرابات قوية تجتاحها أثناء وجوده

_ ابتلعت ريقها ثم اقتربت منه علي استحياء شديد ، وكلما اقتربت منه خطوة تزداد نبضاتها عنفاً عن ذي قبل ،

_ وقفت أمامه مع المحافظة علي بعض المسافة بينهم ثم أردفت بتردد :-
_ عايزة أتكلم مع حضرتك

_ أماء رأسه بموافقة علي الرغم من أنه يكاد يفقد وعيه من قلة النوم ، لكن لا بأس سيتحمل قليلاً بعد ، دلف كلاهما الي الخارج فتفاجئت عنود بما رأته ، لقد قام بتجهيز المنزل وإعداده لم تكن هناك زاوية خالية عكس ما رأته أمس ،

_ خمنت سبب الإرهاق البادي علي تعابيره بالتأكيد هو من قام ببناء جميع الاثاث هذا بمفرده ولكن لماذا فعل ذلك ؟

_ جلست علي أقرب أريكة بينما جلس هو علي الأريكة المقابلة لها في إنتظار ما ستقوله ، لكن عقله يود أن يذهب بعيداً وينعم ببعض النوم ،

_ حمحمت عنود بحرج ثم قالت بتلعثم :-
_ أنا كنت عايزة أقول إني ، يعني أنا عايزة....

_ توقفت عن الحديث من تلقاء نفسها عندما رأته يحاول جاهداً أن يصغي إليها ولا يُسلم عقله للنوم لكن لم يستطع أن يقاومه أكثر من ذلك ولم يشعر بغفوه مطلقا ،

_ ركضت هي نحوه بخطي سريعة لكي تمنع وقوعه وأمسكت برأسه التي تمايلت للأمام فجاءة ثم حاولت وضعه علي الأريكة لكنها لم تستطع بمفردها فجسده مضاعف لجسدها الصغير ، يا الله ماذا تفعل الآن ؟

_ تنهدت مستاءة ونظرت إليه وهو بين يديها ولم يكن أمامها سوي تلك الفكرة التي رادوتها ، أغمضت عينيها بتردد كبير فهي لا تتمني أن تفعل ذلك لكنها مجبرة ، أخذت نفساً عميقاً ثم احتضنت رأسه بقوة حتي يسهل حمله ووضعته علي الأريكة ،

_ الأمر لم يكن هين عليها لكنها قاومت حتي ضبطت وضعية جسده علي الأريكة ، ابتعدت عنه ثم نظرت إليه غير مصدقة ما فعلته ، لقد احتضنته بالفعل وضعت يدها أمام وجهها خجلاً ثم ركضت مهرولة الي الغرفة واوصدت الباب خلفها ووقفت تستنشق الصعداء وهي تعيد ما حدث منذ قليل ، هزت رأسها تطرد أفكارها وعادت الي الفراش وظلت تداعب خصلات الصغيرة برفق لكي لا توقظها ،

_________________________________________________

_ وصلتا كلاً من رنا ودينا أسفل البناية ، قابلهم يحيي في طريقهم حيث توقفَ وهتف يحيي بحفاوة :-
_ حمدالله علي سلامتك يا دينا كويس انك رجعتي

_ رمقته دينا بنظرات مشتعلة فهي عادت علي مضض ولم تصفي بعد من تلك العائلة التي باتت خدمتهم هي شاغلها الأساسي وبالأخير لم يعترض أياً منهم علي زيجة ريان ،

_ أخوك فين ؟
_ تسائلت دينا بفتور شديد بينما أجابها يحيي بتلقائية :-
_ نايم فوق من امبارح منزلش

_ تقوس ثغر دينا بإبتسامة سعيدة ظناً أنه لم يغادر منزلهم فقدانً لها ، تركتهم وتوجهت إلي الاعلي بالمصعد ثم فتحت باب شقتها وولجت الي الداخل و طبول السعادة تدق قلبها ، لأول مرة يتأخر ريان عن عمله بسببها ، ولجت داخل غرفتها ولم تجده بحثت في جميع أرجاء المنزل وأيضا لم تجده ، وقفت بمنتصف الردهة تمرر نظراتها عليه كـ طفلة تائهة أضاعت سبيلها ، وكأن الكون بات خالياً من اي أصوات سوي صوت نبضات قلبها التي تزداد عنفاً وقسوة ،

_ إذا لماذا أخبرها يحيي بمكوثه في المنزل طيلة الليل ، ماذا يقصد بالمنزل إن لم يكن هنا ، أين مكث طيلة الليل إن لم ينام هنا علي فراشه ، من غفي بجانبه إن لم تكن هي موجودة ؟!

_ اشتعلت نيران الغيرة في قلبها ، أيعقل أنه بات طيلة الليل بجانب عروسه الجديدة ، أيعقل أنه حدث شئ آخر بينهم ، لم تشعر بقدميها التي هرولت مسرعة إلي الاعلي وطرقت الباب بعنف ،

_ انتفضت عنود بذعر أثر صوت الطرقات هرولت مسرعة نحو الباب لكنها توقفت فجاءة عندما تذكرت ما حدث لها بالأمس ، أخذت زفيراً عميقاً وتراجعت للخلف بضعة خطوات حتي ارتطمت بجسد صلب خلفها ، التفتت بجسدها وتفاجئت به يقف أمامها ، ابتعلت ريقها بخجل ثم ابتعدت من أمامه وركضت مهرولة الي الغرفة بينما توجه ريان الي الباب وقام بفتحه ليتفاجئ بـ دينا تقف أمامه والشرار ينطق من عينيها ،

_ انت رميني عند اهلي وحضرتك قاعد هنا!
_ صاحت بيهم دينا بعصبية فائقة لم يعتادها ريان من قبل بينما أمسك ريان رأسه بقوة يمنع ذلك الألم الشديد الذي يعتلي رأسه ،

_ انت كمان مش طايق تسمع صوتي ؟
_ هتفت بهم دينا بحنق عندما رأته يوصد عينيه بينما صاح بها ريان قائلا :-
_ ششششش مش قادر اسمع حاجة اسكتي

_ اتسعت حدقتي دينا بصدمة كبيرة وقالت بإندفاع :-
_ من اول يوم يحصل كده اومال كمان اسبوع هتعمل معايا هطلقني ، بس انا مش هستني لما تيجي منك اتفضل طلقني و حالا

_ ضربت رنا وجهها بخفة وهي تقف في زواية تراقب ما يحدث وتمتمت قائلة :-
_ يخربيت غبائك جبتك عشان نخلص من التانية هخلص منك الاول ، يلا مش مهم المهم اخلص من حد فيكم ،

_ ابتسمت رنا بخبث بينما انهار ريان تماماً وصاح بدينا هدراً :-
_ ششششش قولتلك اسكتي ، آه مش قادر

_ زاد من ضغط يديه علي رأسه لكي يمنع الألم الذي ازداد أضعافاً بسبب صوتها المرتفع أمامه ، صعد يحيي علي صوته الذي صدح في الدرج ، وتسائل بتوجس :-
_ في ايه يا ريان مالك ؟

_ مش قادر مش قادر خليها تسكت
_ هتف بهم ريان وهو يولج الي الداخل بتعب شديد أسرع يحيي خلفه ومن ثم تبعته دينا التي بدي لها الأمر كـ لُعبة حتي يفر منها ، وقفت بمنتصف الردهة ترمق كل أنش وزواية التي أُعِدت من أجل تلك الفتاة ،

_ بينما تسللت رنا الي الداخل دون أن يشعر بها أحد وكادت أن تنفجر باكية علي حالة ريان المزرية للغاية ، لم تستطيع تحمل رؤيته يتألم أمامها بل يُنازع من شدة الألم البادي عليه كما أنها لن تغادر قبل أن تطمئن عليه ، لم يكن أمامها سوي الانتظار مكانها ،

_ من الصعب أن تتألم روحك التي ليست من هي حقك وتقف تتأملها وهي علي بُعد خطوات بسيطة منك ، ولا تستطيع التحرك نحوه ومساعدته وأيضاً لا يكن بمقدروك الهروب قبل تُطمِئن قلبك عليه!

_ دلفت عنود الي الخارج بعد أن ارتدت كامل ثيابها علي أثر صوتهم ، لم تفهم شئ من همهماتهم المُتداخلة فأسرعت نحوهم لكي تعلم ماذا يحدث ،
_ تنهدت ثم تسائلت بإرتباك لحالة ريان :-
_ في ايه ؟

_ التفت إليها يحيي قائلا بذعر رُسِمَ علي تعابير وجهه :-
_ مش عارف

_ اقتربت منه عنود وقد شعرت لوهلة بكلتي يديها كأنهما معقودتين من حالته المتدهورة ، ابتلعت ريقها وهتفت وهي تطالع ريان بخوف شديد :-
_ اطلب دكتور بسرعة

_ مرر يحيي أنظاره بينها وبين ريان ثم هرول الي الخارج لكي يحضر طبيباً بأقصي سرعة بينما اقتربت منه عنود وهي تطالعه بشفقه لحالته التي لا تعلم سببها لكنها تشعر فقط بذاك الألم الذي راودها منذ أن رأته علي تلك الحالة ،

_ مرت دقائق معدودة وقد عاد يحيي برفقة الطبيب الذي قام بعمله وفحص ريان بعملية ثم نهض ونظر إلي يحيي مباشرةً وأردف بهدوء :-
_ معلم ريان ضغطه كان عالي جداً فوق معدل الطبيعي وده خطر ومينفعش يتكرر تاني عموماً الحقنة اللي خدها نزلت الضغط لحالته الطبيعية بس لازم متابعة كل مدة علي مدار اليوم نطمن علي معدل الضغط ولو حصل حاجة كلمني علي طول

_ أماء يحيي رأسه بحزن وردد ممتناً له :-
_ شكراً يا دكتور

_ رافق يحيي الطبيب عند مغادرته ، بينما اقتربت منه دينا وجلست بجواره بعد أن رمقت عنود بنظرات احتقارية ثم عادت بنظرها إلي ريان وأردفت بندم :-
_ كنت فكراك بتعمل كده عشان تتهرب مني

_ لم يرفع ريان بصره اليها بل ولم يكترث لما قالته فهو لا يتحمل هرائاتها السخيفة الآن ، يشعر بتعب ، بإرهاق شديد ويريد فقط بعض الوقت لكي يستجمع نفسه ثم يغادر هذا المنزل بجدالاته التي لا تنتهي ،

_ استشاطت دينا غيظاً عندما لم يجيبها وصاحت به قائلة بهجوم :-
_ انت برده مش هترد عليا ، أنا غلطانة أصلاً اني رجعت

_ نهضت دينا بتذمر وسحبت حقيبتها قاصدة المغادرة بينما نهض ريان هو الآخر بعد أن رمقها بنظرات مشتعلة معانقة لـ للوم ثم توجه نحو الباب بخُطي ثقيلة ودلف الي الخارج وطرق الباب بعنف وهبط الي الأسفل سريعاً هارباً من كل شئ ،

_ سحق يحيي أسنانه بغضب ثم نظر إلي دينا وصاح بها :-
_ مكنتيش قادرة تسيبي زعلك علي جنب شوية لما يفوق ويكون كويس

_ رمقته دينا بنظرات مشتعلة ممزوجة بالذهول لاسلوبه الفظ معها التي تتعامل معه لأول مرة :-
_ انت بتكلمني أنا كده ازاي ؟ وبعدين أخوك اهو نزل الشغل يعني بقي كويس الدور والباقي عليا اللي مسألش فيا وهو عارف اني ماشية تاني ده حتي مفكرش يسأل أنا جاية ليه ولا حتي حسبها جِمِيلة عليه

_ رمقها يحيي شزراً ثم صاح مندفعاً بها :-
_ هو مشي عشان الكلام اللي مش في وقته خالص انتي مش شيفاه ماشي عامل ازاي وبعدين جِميل ايه اللي انتي بتتكلمي عنه ده حقه أنه يتجوز أربعة علي فكرة يعني اللي عمله ده لا حرام ولا غلط ومش من حقه ياخد رأيك كمان وانتي لو مش قابلة الوضع هو ملوش دعوة انتي حرة تقبلي أو لأ إنما أنا مش هسمح أن أخويا يتعب بسبب واحدة فيكم

_ أنهي يحيي حديثه ثم دلف للخارج بخطي سريعة مندفعة ثم طرق الباب بعنف هو الآخر وأسرع خلف ريان لكي لا يتركه وحده ، بينما ظنت دينا انه يقصدها هي وتلك الفتاة لا تعلم أنه يقصد تلك العقربة رنا ،

_ تنهدت بضيق واقتربت من عنود التي تراجعت عدة خطوات للخلف وصاحت بها :-
_ انتي مبسوطة وانتي خاربة بيتي كده ؟ أكيد يعني مش هيهمك حاجة واحدة خطافة رجالة زيك هيفرق معاها بيت يتخرب ولا بنت تتحرم من ابوها ولا زوجة تطلق من جوزها ، منك لله مش مسمحاكي ويارب زي ما اتجوزك عليا يتجوز عليكي عشان تعرفي القهرة اللي علي حق

_ وضعت عنود كلتي يديها علي فمها بصدمة لحديثها اللاذع معها ناهيك عن دعواتها التي ليس لها صحة من الأساس لتدعوها ، حاولت كتم بكائها لكنها فشلت فـ هرولت مسرعة الي الداخل وارتمت علي الفراش بإهمال ودعت العنان لدموعها في الإنطلاق واجهشت باكية بمرارة مؤلمة ،

_ بينما أمسكت دينا بيد صغيرتها وغادرت المكان سريعاً ،

_ وقفت رنا في منتصف الردهة ورمقتها ببغض وحقد ، هي الأحق أن تعيش فيها وليست تلك الفتاة هي من لها أحقية الزواج من ريان وليست هي ، هي من أحبته بصدق وعلي أتم الاستعداد لـ تلبية مطالبه كرجل وكزوج وكحبيب ،

_ تنهدت بحرارة ثم غادرت قبل أن تنهار بين يدي الفتاة التي سرقت وبكل سهولة من خططت لأعوام في الإقتراب منه

_________________________________________________

_ تقابلتا دينا وهاجر في مدخل البناية ، توقفت كليهما وبعد نظرات طالت لدقائق أردفت دينا قائلة بحدة :-
_ كويس إنك جيتي عشان تشوفي الطفلة اللي اخوكي عاملها مراته

_ اتسعت مقلتي هاجر بصدمة لقد أكدت دينا ما أخبرها به زوجها ، فلقد كذبت أذنيها وجاءت لتتأكد من صحة الخبر وها هي قد أكدته لها ، لم تعلم ما عليها فعله في مثل هذا النوع من المواقف ، هل لها أن تواسيها ما علي فعله أخيها أم تقف بجانب أخيها ، لا تدري ما عليها فعله حقا في تلك اللحظة

_ تنهدت بحرج وأردفت بتلعثم :-
_ طيب اهدي علي الأقل انتي عارفة ريان ، أكيد مش هيعمل كده غير بسبب وسبب كبير جدا ده ريان روحه فيكم هو أنا اللي هقولك برده يا دينا !

_ قهقهت دينا بسخرية ثم أردفت بتهكم :-
_ آه اخوكي اللي كان بايت معاها طول الليل واول لما شافني سابني ومشي ، اه فعلا روحو فينا سلام يا هاجر

_ غادرت دينا أسفل أنظار هاجر المُسلطة عليها وما أن اختفي طيفها توجهت إلي الداخل وصعدت إلي الاعلي لتعلم حقيقة الأمر

_ استقبلتها رنا بفتور شديد وقالت بحفاوة متصنعة :-
_ نورتي يا هاجر

_ ابتسمت هاجر بتهكم واجابتها بنبرة سريعة :-
تسلمي ، بابا موجود ؟

_ رفعت رنا بصرها للاعلي وهتفت مستاءة :-
_ هو بيخرج من هنا أصلا ، قاعد في أوضته

_ رمقتها هاجر بنظرات تحمل اللوم علي جرأتها في التقليل من شأن والدها ثم توجهت نحو غرفته سريعاً ، طرقت الباب وولجت الي الداخل عندما سمح لها ، اقتربت منه وقبلته من وجنتيه ثم جلست بالجهة المقابلة له علي الفراش وترددت في الحديث لكنه أسرع هو متسائلاً :-
_ عايزة تقولي ايه يا هاجر ؟

_ تنهدت هاجر بضيق ثم بدأت حديثها مباشرةً :-
_ هو ريان ليه يعمل كده يا بابا الموضوع مكنش مستاهل أنه يتجوز علي دينا ، كان ممكن يساعد البنت دي وخلاص بس كده حياته باظت خالص والله أعلم هتتصلح ولا لأ ، هو أكيد حر في تصرفاته بس دينا طيبة ومتستاهلش أنه يتجوز عليها دي كفاية أن كل حاجة علي راسها ومش بتتكلم واحدة غيرها مكنتش رضت بكده ده كفاية معاملة رنا ليها ولسه مستحملة ومش بتشتكي

_شهيق وزفير فعل ماهر وهتف بنبرة متريثة :-
_ ربك بيسبب الأسباب يا هاجر يا بنتي يعني دي حكمته ، حكمته أن اخوكي يتعصب في الوقت ده ومفيش حاجة تيجي علي باله غير أنه يتجوزها !

_ رمقت هاجر والدها بذهول وأردفت بعدم تصديق :-
_ يعني انت يا بابا موافق علي اللي عمله ده ؟

_ أجابها ماهر بهدوء :-
_ أنا مين يا بنتي عشان اوافق ولا موافقش ؟

_ تنهدت هاجر بحرارة ثم تابعت حديثها مضيفة بعدم اقتناع :-
_انت أبوه يعني المفروض كنت توقف الجوازة دي قبل ما تحصل وتخرب عليه

_ أبتسم ماهر لسذاجتها المفرطة وأردف موضحاً :-
_ ريان مش صغير يا هاجر ريان كبر قبل أوانه وبقا رجل يعتمد عليه وقرارته طلاما لحياته سواء صح او غلط فهي لنفسه هو موافق يتحمل نتيجتها زي ما اتحمل مسئوليه وعبئ كبير فوق كتافه ومحدش ساعده ولا حس بيه ، مينفعش أنا أجي بعد كل ده وأمنعه عن قرار اخده مش هتكون لكلمتي معني ، وبعدين مينفعش أصغره قدام كل اللي واقف كأنه عيل صغير بياخد أوامر من أبوه ، محدش عارف الخير فين يا هاجر يمكن الخير فيها يا بنتي وأحنا مش عارفين !

_ اتسعت مقلتي هاجر بصدمة جلية انعكست علي تعابير وجهها لحديث والدها الذي لم يروق لها بالمرة ونهضت ثم قالت مندفعة :-
_ الخير فيها ازاي يا بابا أنا مش قادرة أصدق كلامك بصراحة

_ أتسعت ابتسامة ماهر وأردف بتريث :-
_ هو اخوكي مبسوط في حياته ؟

_ قطبت هاجر جبينها وتسائلت بغرابة :-
_ ايه السؤال الغريب ده بس يعني مش هيكون مبسوط ليه عنده بيت وعيلة ومش ناقصه حاجة وهو عمره ما اشتكي ولا حد حس بعكس كده

_ تنهد ماهر بضيق عارم وقال بحزن :-
_ يبقي متعرفيش اخوكي يا هاجر ، انتوا اخدين بالظاهر بس شايفينه مستقر مادياً وعنده زوجة وبنت هيحتاج ايه تاني بس اخوكي محتاج وناقصه كتير اوي اخوكي عكس ما انتوا فاكرين!

_ عادت هاجر لجلستها وقالت متسائلة بفضول :-
_ ناقصه ايه ؟

_ واصل ماهر حديثه مضيفاً بعدما أخذ زفيراً وقال :-
_ ناقصه حنية يمكن هو نفسه مش شايف أنه محتاج لحاجة بس انا عارف ومتأكد

_ لم تقتنع أيضا بحديث والدها وجادلته قائلة :-
_ عارف منين يا بابا وانت بنفسك بتقول أنه هو مش شايف أنه ناقصه حاجة

_ ربت ماهر علي يديها الموضوعه علي الفراش وأجابها برزانة :-
_ نبرة صوتك وانتي بتتكلمي بيبقي باين فيها الراحة والرضا وأنك مبسوطة حتي اخوكي هاني رغم ان مراته مطلعة عينه بس نبرته ديما فيها امل وحيوية عكس خالص ريان نبرته جامدة وأسلوبه خشن وشديد أنا كنت فاكر أنه من ضغط الشغل والمسؤولية عليه بس اكتشفت اني غلط وانه السبب الأساسي أنه مش مرتاح في بيته مش شرط عشان مراته كويسة المفروض عليه أنه يكون مبسوط ، أنا علي طول بسمع هاني مع مراته وهو بيدلع عليها وبسمعك وانتي بتضحكي مع علي جوزك واسلوبكم مع بعض سهل ولين ومفيش فيه تكلف خالص ، أنا عمري ما سمعت ريان بيتكلم مع دينا بسهولة ولا حتي بيضحك علي حاجة معاها ديماً جامد وبيتكلم بأسلوب ممل وده بيأكد أن ده روتينهم وحياتهم حتي مع بعض ، أنا فاكر لما كنت اتخانق مع امك الله يرحمها كان يومي بيتقفل وكل حاجة بتكون تقيلة عليا لحد ما نتصافي ونرجع كويسين مع بعض كانت كل حاجة بتمشي بسهولة ، البيت أساس الحياة لو مكنش فيه دلع وحنية بعيد عن المسؤولية بينتج عنه شخص جامد مش شايف احتياجه ولا شايف حقوق نفسه أصلا عشان كده بقولك اخوكي ناقصه كتير ويمكن يكون الخير فيها الله أعلم لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا

_ شعرت هاجر لوهلة بالندم حيال أخيها بسبب سوء ظنها به ، أيعقل أنه يعاني في صمت لدرجة أنه لا يشعر به ، تنهدت بضيق ثم قالت بقلة حيلة :-
_ طيب أنا في أيدي ايه اعمله يا بابا عشان اساعده ، ريان غالي عندي ومش حابة أشوف حياته بتتخرب وانا واقفة اتفرج كده

_ إلتوي ثغر ماهر بسعادة وقال مرحباً :-
_ متعمليش حاجة ادعيله مش أكتر ، بس انا طالب منك طلب اطلعي اطمني علي الغلبانة اللي فوق دي يحيي قالي أنها نزفت كتير من راسها والله أعلم حالتها ايه وهي لوحدها

_ لم يروق لها طلب والدها لكن ليس بيدها ما تفعله سوي تلبيته ، نهضت ثم قالت علي مضضٍ :-
_ حاضر رغم أنه صعب عليا بس هحاول ..

_ اتسعي ثغره بإبتسامة عريضة وأردف بإمتنان :-
_ ربنا يبارك فيكي يا بنتي



موعد البارت الجديد الساعة ( 4 م ) يوميا ان شاء الله 

هنا تنتهى احداث رواية المعلم الفصل الحادي عشر ، يمكنكم اكمال باقى احداث رواية المعلم الفصل الثاني عشر  أوقراءة المزيد من الروايات المكتملة فى قسم روايات كاملة .

نأمل أن تكونوا قد استمتعتم بـ رواية المعلم ، والى اللقاء فى حلقة قادمة بإذن الله ، لمزيد من الروايات يمكنكم متابعتنا على الموقع أو فيس بوك ، كما يمكنكم طلب رواياتكم المفضلة وسنقوم بوضعها كاملة على الموقع .
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-