عشق وانتقام الفصل الرابع والعشرون
{رواية عشق وإنتقام}
((اللهم أشقي مرضانا،وأرحم موتانا،وأهدى عَصَيانا،اللهم أغفر لنا ذنوبنا،وإسرافنا فى أمرنا،اللهم أجعلنا من عُتقائك من النار،اللهم أجعل الجنة من نصيب أمى،وسعة الرزق من نصيب أبى،اللهم امين…))
"-هتقولى إنتى اللى باقيالي…...هقول حبك جوايا ناااررر
نار بتحرق جوا قلبى…....بشتاق ليوم نكون فى دااررر
لو يوم قسيت عليا……..هفكرك إن حبك جوايا نااار
ياغايب عن العين والقلب…..أتمنيت أمنية من الرب
يحفظك ويصونك م العين…..وترجعلى بشوق العاشقين
ياحلم حلمته وربك خلق…….ياسلام بَعَتُهْ فى ظرف ورق
لو وصل ليك وإستلمته……..يبقا حَبْتْنِي وقلبك عَشَقْ
ياسما صافية وجو نادى…….ياللى حُبكْ كان يوم ميلادى
وأجمل هدية يومها جاتلى…….كلمة بحبِك وإنتى قَلْبِي
يافرحة قايمَة-يادمعة نايمة…….يانَص ومكتوب فى القايمة
إن حُبَك ليا دا حاجه دايمة…….ويومها إسمى إنكتب على إسمك
وفرحتي اللى متحوطه فى رَسْمَكْ…….يارزق جالي ياحلم غالي
ياللى يوم هتبقى أبوعيالي……..يالحظة هامشه عدت عليا
يانجمة عليا عشقتك بعنيا……...ياوردة جميلة وسط جنينة
ليلةحُبَك دى أجمل ليلة………ولو يوم قسيت عليا
هفكرك إن حُبك جوايا ناررر …...ياقمر عالي يافِكْرْ ف خيالي
ياحب دايماً موجود ف بالي……...ياضهر ليا وسند دايم
ياقلب عاشق بيك وهايم……….يافرحتى بوجودك أيام
كل يوم بِحُبَكْ ف غرام……...ولو يوم قسيت عليا
هفكرك إن حُبَكْ جوايا ناررر
بقلم الملاك الصغير
عبير سعيد♥️من بعض إبداعاتى الشِعرية رأيكم فيها مع رأيكم فى البارت♥️
🔥"البارت الرابع والعشرون"🔥
-إسترخت أعصابها وهدأت أنفاسها عندما سمعت كلمته هذه ولكنها حسمت الأمر فى هذا الموقف وقالت بحدة؛:وأنا هفضل أقولك إن أنا مش بحبك يافهد…
-نظر لها بدهشه وضعف بدا بداخله ولكنه تمسك حتى لا يظهر ضعفه لها؛:طب وكلامك يامليكة اللى قولتيه دلوقتى!...
-تعجبت من تمسكه بكلامها هذا فهى قالته وهى بغير وعيها قليلاً فرمقته بسخرية؛:كلامى اللى قولته وانا مش فى وعي صح!بيقولوا ليس على المريضِ حرج ياباشمهندس أعتبرنى كنت كدا….
-تدخلت والدتها بعد أن رأت نظرة اليأس فى عين الفهد من هذه الفتاة وقالت بحدة؛:مليكة لاحظي إنَّ كلامك غلط ومالهوش لازمة….
-إستدارت لوالدتها بثبات بدا عليها؛:كلامى مافيهوش حاجه غلط ياماما هو حاول يستغل إنَّ مش فى وعيي وسألنى وسحب منى الكلام…
-قاطعتها والدتها بتساؤل؛:وليه ماكنتيش فى وعيك يادكتورة؟….
-تلبكت كثيراً فماذا عليها أن تقول!!أتقول أنها كانت شاردة بإبتسامته الذى سحرتها؟أم ماذا عليها أن تقول؟ففضلت الصمت….
-إبتسم بداخله لذلك فهى خجلت من ذكر سبب شرودها أمامهم فأستغل الفهد ذلك بذكاءه!!لا يعلم أنه سينقلب عليه وقال بخبث؛:شوفتى ياطنط إتكسفت تقولك السبب..أنا ماأتكسفتش أقول إنه بحبها برغم رفضها ليا أكتر من مره من الواضح إنها بتحبنى بس بتكابر صح يالوكا!....
-إزداااد خجلها بقدر ما إزداد غضبها منه فأستدارت له بعينٍ تُشع غضباً؛:أنا مستحيل أحبك إنت إنسان ساذج وتافه أصلاً،مين المجنونة اللى تقبل بواحد زيك ،إنا ما أتشرفش إنك تكون فى حياتى يافهد ورفضاك ودا أخر كلامى…
-لم يستطيع تحمل كل ذلك من معشوقته،أكل هذه إهانات له!ماذا فعل لذلك؟ماذا عليه أن يفعل لإرضائها؟لماذا تكرهه هكذا؟هى الوحيدة من تتطاول عليه بالحديث،هو لا يسمح لأحدٍ بتخطى الحدود معه،لماذا يسمح لها هى؟لماذا لم يرد عليها؟؟ففضل الفهد أن ينسحب بهدوء من بينهم،بالفعل أسرع للخارج وأستقل سيارة من المصفوفين بعد أخذ مفتاحها من السائق الذى ذهب لكي يقودها ولكنه تراجع بإشارة من الفهد بأنه من سيقود السيارة،وقاد بسرعة جنونية كادت أن تنقلب السيارة فى طلوعها ولكن تحكم بها ببراعة وذهب إلى حيث مُبتغاه….
-الصمت يعم المكان بينهم،النظرات موجهه لهذه المليكة تكاد تقتلها لما فعلته من جُرمٍ ،نعم إنها جرحته للمرة الرابعة برفضها له،وما أزااااد غضبهم منها هى إهانتها له التى زادت عن الحد….
-إكتفى من صمته هذا وتحدث سعد أخيراً بعتاب؛:ليه كدا"يامليكة" "فهد" بيحبك قوى أنا عمرى ماشوفت"فهد"ضعيف أبداً من يوم ما عرفته بسبب حاجه دا هو قالها لمامتك من شويه إن مافيش حاجه فى الدنيا دى تذِله وقبل بكدا معاكى ووافق يتذَلْ قدامك بإنه يقبل إهانتك ليه اللى مالهاش أى سبب دى وإنه برغم رفضك ليه هو مازال متمسك وبيقولك أنه بيحبك ليه كسرتى قلبه كدا"يامليكة"؟…..
-إستدارت له بعد أن كانت عيناها مُتعلقة بمكانه بعد رحيله وأغمضت عيناها بشدة عندما إسترسل رفيقه حديثه هذا ونظرت له بعينٍ لا يستطيع أحد تفسير نظرتها هذه ومن ثم نظرت للأرضِ بصمت…
..نظر لها بضيق ومن ثم تحرك من بينهم وأسرع لسيارة من السيارات وأستقلها وأسرع خلف رفيق دربه ربما يخفف مابه قليلاً…….
-تحدث آدم بسخرية؛:أحييكى على كلامك دا يادكتورة"مليكة" بجد شابوو ليكى على كسرة قلبه دى،بس أحب أقولك إنك مش هتلاقى حد يحبك زى"فهد" أبداً يااا أُختى العزيزة…..
-أرادت إنهاء هذا الحديث مع إبنتها فهى تعلم بعنادها هذا مثل أبيها تماماً فقالت فاطمة بهدوء آثر صدمتها من حديث إبنتها؛:يلا ياولاد يلا عشان"فارس" مايقلقش على تأخيرنا ونكمل ليلته على خير يلا يلا….
-بالفعل إنصاعوا لها جميعاً وتحركوا من أمام هذه الصامته وولجوا للداخل حتى لا يعلم أحداً بأن هناك شيئاً وذهب الشباب للعريس وأخذوه للخارج لإكتمال الليلة،وذهبت "فاطمة وحنان" لمكانهم مع النساء،وذهبت الفتيات ناحية العروس الذى كانت تجلس معها"سارة" وجلسن معاً يصفقون للأغاني التى مازالت مشتعلة بالمكان ويتراقصون ببطء وهم جالسون أمام النساء الكبار حتى تكتمل الليلة بسلام……
-بعد رحيل الجميع من أمامها ظلت تنظر للأرض بعين يملأها الدمع الذى تحكمت فى عدم نزوله أمامهم ببراعة مثالية؛ولكن كفي حبساً لتلك الدموع فقد خارت قواها وأستندت على سور البلكون بضعفٍ شديد،فماذا قلت له!!لماذا لم أعترف بحبي له؟لماذا أحاول دائماً إحباطه وكسر قلبه؟لماذا لم أسعده وأُعاند معه؟أسئلة كثيرة جااالت بخاطرها ولكن دموعها الغزيرة التى تسترسلها عيناها على وجنتيها بحرقه كانت الإجابة لتلك الأسئلة؟……
-لم تشعر بأن أحداً أتى لجوارها ولكن عندما وضع يده على كتفها أعادها لأرض الواقع من تفكيرها هذا وإستدارت بفزع له إذا ب"كمال" يقف أمامها بإبتسامه هادئه…
-نظرت له بدهشه ومن ثم أسرعت بمسح دمعاتها هذه ونظرت للأسفل بحرجٍ منه…
-إبتسم لذلك ورفع وجهها له بيديه وقال بهدوء؛:وليه الدموع دى؟مش إنتى خلاص قولتى أخر كلام عندك ليه؟!...قال جملته هذه بعمدٍ منه حتى يثير ذلك القلب المتحجر لديها….
-نظرت له بتعجب فهو كان ليس واقفاً معهم...فَهِمَ نظرتها هذه وأجابها حتى يُنهى حيرتها وقال بمشاكسة؛:أنا إستغربت لما لاقيتهم كلهم جايين ناحية البلكونة قلت أجى أشوف فى إيه فضول بقا وكدا ووقفت بعيد شويه وسمعت كلامكم كله للأسف…..
-إبتسمت تلقائياً على حديثه هذا...قال بإبتسامه لإبتسامتها؛:بتحبيه؟…
-كلمه بسيطه ولكنها شعرت ببرودة تسري بجسدها رغم إعتدال الجو من حولهم فنظرت له بعين تجمع بها الدمع من جديد فأومأت برأسها للأسفل للإجابة على سؤاله هذا….
-تعجب كثيراً ولكن تحلى بالإبتسامه أمامها؛:طب ليه دايماً بترفضيه؟..
-نظرت له وقالت بتوتر وعيناها يملاؤها الدمع:م مش عارفه بس أنا دايماً بصُد أى حد يحاول يقرب منى و…
-قاطعها بتساؤل؛:حتى لو بيحبك؟…
-نظرت له بثبات رغم دمعاتها التى هوت بدون إذنٍ منها؛:حتى لو بيحبنى….
-تعجب منها ومن ثباتها هذا بحديثها؛:ليه القسوة دى على قلبك يابنتى؟ ليه ماتحبيش أو تقبلى اللى يحبك وتعيشى الحب زى بقيت البنات؟…
-نظرت له بإبتسامه ساخرة لحديثه ومازالت دموعها فى النزول؛:أحب؟ لا أنا عمرى ما هقدر أحب وأعيش قصة حب زى بقيت البنات..عارف ليه يا عمو؟..نظر لها بإستفهام لتكمل حديثها بوجع؛:لإنى إتعودت أسمع عن القصص دى وبس لكن أعيشها دا مستحيل،إتعودت أكون"مليكة" اللى كل إصحابها البنات بيحكولها عن قصة حبهم العميقة والجميلة والرومانسية،إتعودت أكون السَّرْ لكل واحده فيهم،ماأتعودتش أكون منهم ولا زيهم أحكي لا إتعودت أسمع وبس وأشيل السَّرْ دا جوايا،كنت ببقا مبسوطة بثقتهم فيا وإنهم بيحكوا معايا بثقة وراحة،لحد ما فى يوم ظهر واحد زميلى فى الكلية أكبر منى بسنة وحبنى زى مابيقول، كنت دايماً بصدُه برضه وأرفضه وأقوله لا،ههههه تخيل السنادى عاد السنة عشان يبقى معايا فى نفس السنة فى الكلية بس أنا عمرى ما حبيته ولا فكرت فيه مجرد إعجاب حتى لإنه مغرور بنفسه وبيشرب سجاير وغيرها وفاشل فى الدراسه داخل كلية طب بفلوس باباه ماهو غنى بقا،وبتاع بنات وكل يوم مع بنت شكل وقال إيه بيحبنى أنا عنهم،عرفت ليه ياعمو مش بحب أعيش قصة حب وأعيش الحب زى البنات…..
-نظر لها بشفقة على حالها هذا وقال بهدوء؛:بس إنتى حبيتى"فهد" صح؟….
-مسحت دمعاتها هذه ونظرت له بضعف وحب ظهر بعيناها بلمعة حزينة؛:ايوه حبيته للأسف...مش عارفة ليه هو بالذات اللى حسيت معاه بأمان لوجودنا مع بعض فى مكان أكتر من مرة، حسيت إنى واثقه فيه وفى أى حاجه يعملها،بس إتصدمت لما شفته بالشر دا كله من ناحية عمه،أنا عارفة السبب وليه هو عمل كدا بس إتصدمت زيكم كلكم وقلتله كلامى اللى قلته دا عشان أكسر غروره دا؛لإنه حسسنى إنه هو اللى بيأمر وينهى وبس وكلنا تحت أوامره زى ما عمل مع"آدم"و"ياسين" وطلب منهم يسافروا لأ وكمان ما يقولوش لحد،تخيل إنه قدر يسيطر على ماما كمان وماقالتش ليا على سفرهم دا،أنا ساعتها فعلاً إتضايقت منه جامد ومن غروره دا يمكن كلامى اللى قلته ليه دا ورفضى ليه عشان كدا وعشان زعلي منكم إنكم خبيتوا عليا فطلعت خنقتى فيه هو بكلامى دا….
-صمت لبرهة وهو ينظر لها بهدوء وثبات وهى تنظر للأمام وتتحكم فى دمعاتها التى تتوالى فى النزول وقال أخيراً بهدوء؛:بوصى هحكيلك حكاية صغيرة كدا،يمكن إنتى ماتعرفيهاش وأتمنى إنها تعجبك…
-نظرت له بتعجب فأكمل بهدوء تام؛:كان فيه زمان من(١٨سنه) كدا كان فيه طفل عنده(٨سنين) باباه غنى كانت مامته متوفيه وعنده أخت صغيرة،إتخطف وهوبيلعب قدام بيتهم فى الجنينة من أعداء باباه دا وبعدين باباه رجعه منهم تانى ماهو غنى بقا وبعدين حطه فى ملجأ فى إنجلترا تخيلي عشان إيه؟عشان يحميه من أعدائه دول وغير إسمه نهائي وعرف الناس إنه سفره برا يتعلم لكن فين ماقالهومش،وبعدين الولد دا فضل فى الملجأ لحد ما بقى عنده(٢٤سنه)وطول فترة وجوده فى الملجأ دا ماكانش بيكلم أخته لدرجه إنها ماكنتش تعرفه أصلاً،الولد دا إتصاحب على تلاته إصحابه من الملجأ ودرسوا مع بعض فى كلية هندسة وبعدين خرجوا مع بعض من الملجأ دا من سنتين فاتوا كدا عملوا شِركَة صغيرة ليهم فى إنجلترا برضه بالفلوس اللى حوشوها وهما فى الملجأ رفض ياخد من باباه الغنى وقرر يعتمد على نفسه،لحد ما فى يوم باباه كمان إتوفى بقى يتيم الأم والأب كمان وفاضل أخته دى بس،حب ينزل مصر ليها عشان طمع عمها فى فلوس أبوها وعمها نسي ابن أخوه دا أصلاً،لما نزل إتفاجىء بيه جداً وكان قايل لإبنه إنَّ ابن عمه مات تخيلى مع إنه عارف إنه عايش،المهم نزل مصر لأخته اللى كانت فرحانه بيه جداً بعد ماعرفت حكايته،حصل موقف مع أخته دى خلاها سابت البيت وراحت عند ناس طيبين قوى حبها ابن الناس دى وأخوها كان مسافر يحل مشكلة عمه دا هو اللى عملهاله وماحبش يأذى عمه دا فى المره دى،وبعدين نزل وعرف اللى حصل لأخته وعرف مكانها وراح يجيبها شاف بنوته جميلة هناك وعجبته وحبها وصاحب أخوها وإصحابه وطلب منهم يساعدوه فى إنه ينتقم من عمه بس بدون أذى لعمه نفسه ووافقوا وساعدوه وبعد ماانكشفت الحقيقة عمه حب ينتقم منه تانى خطف البنت اللى حبها هى وإصحابها اللى إصحابه حبوهم بعد مانزلوا من برا وهو وإصحابه دول رجعوا البنت دى وإصحابه من عمه،وبعدين كل مايقول للبنت دى إنه بيحبها ترفضه وتقوله إنها بتكرهه مش بتحبه،وأخر مره رفضته كانت النهارده وكسرت قلبه لأكتر من مره،الولد دا هو"فهد"والبنت دى هى"مليكة" حلوة الحكاية دى!.....
-كانت تستمع له وتبكي وتزداااد دموعها فى النزول بغزارة على وجنتيها ومُغمضة العينين بشدة تكاد تعتصرهم من الشدة،وعندما ذكر إسمه وإسمها علا صوت شهقاتها قليلاً،فجذبها "كمال" لأحضانه فتشبثت به كطفلة صغيرة فى أحضان أبيها وظلت تبكى بحرقة على ما فعلته من خطأ كبير سيعود عليها سلبياً بعد ذلك……
*************************************
-ظل يقود السيارة بسرعة شديدة من شدة ضيقه وغضبه ربما لو كانت هذه السيارة إنساناً لصرخ من شدة ضغطه عليها،كلماتها تتردد على مسامعه شيئاً فشيء،رفضها المستمر له يجعله يغضب أكثر،لماذا ترفضه هكذا؟لماذا تكرهه هكذا؟….
-لم ينتبه للذى خلفه بسيارة أخرى ويسلط الضوء عليه بالمرآة لكى ينتبه له ويقف…
-قاد السيارة بسرعة ليلحق به وبالفعل لمحه من بعيد بسيارته وأنطلق خلفه وعندما أصبح وراءه تماماً ظل يسلط عليه ضوء السيارة لكي يجذب إنتباهه ليهدىء من سرعته هذه ويتوقف له لكن بلا جدوى!!...
خائفٌ قليلاً من أن يذهب ويقف أمامه بالسيارة وهى على سرعته هذه حتى لا يحدث صدام بينهم...ملَّ "سعد"بشدة من أنه يتصل به وهو خلفه بالسيارة ولكن لا يُجيب عليه….
-دوامه تفكير تحاوطه،كلما تذكر تلك الكلمات التى قالتها يضيق صدره من التنفس ويزداااد الغضب،مما جعله يحرر ذلك الجرافات من حول عنقه لشدة ضيق صدره ونفسُه،بدأت الرؤية تشوش أمامه شيئاً فشيء ولا ينتبه لتلك السيارات من حوله،ورفيقه خلفه يُحدث صوتاً عاليًا من السيارة له ويكرر الضوء له ولكن دووون جدوى،غااامت عيناه ومازالت سرعة السيارة فى التزااايد حتى أنه لم ينتبه لتلك الشاحنة الكبيرة التى تمُر بجانبه فحرك محرك السيارة الذى بيده لجهه اليمين عكس إتجاه طريق سير الشاحنة ولم ينتبه لها ومن ثم إصتدم بها وكان أخر ما تردد على مَسْمَعَهُ هو؛:"مين المجنونة اللى تقبل بواحد زيك"💔....وغاب عن الوعي تماماً..ربماً هو أراد ذلك حتى يستريح من هذا العالم…
-أوقف سيارته بإهمال على الطريق وهو ينظر ناحية سيارة رفيقه بصدمه لا مثيل لها فما هذا؟؟لم يصدق ماحدث أمام عيناه إلا عندما رأى الناس تتجمع حول سيارة رفيقه بأحشادٍ كبيرة...لم تتحمله قدماه إلى هناك فتحامل على أعصابه حتى وصل عندهم ورأى ما صدمَهُ...يستمع لقولهم من حوله"لا حول ولا قوة إلا بالله-وأخر؛:دا مات دا ولا إيه-وأخر؛:طلعوه وخدوه على المستشفى ياجماعه"...ينظر له وعيناه تزرف الدموع لهول المنظر أمامه وهو لم يشعر بهذه الدموع فسمع أخريقول؛:"إلحقوه وخدوه على المستشفى بسرعه ياجماعه لسه فيه الروح" كلمه كانت منقذة له من دوامه التفكير هذه، فأسرع ناحيته وفتح باب السيارة الذى يقابله وساعده بعض الرجال فى حمل رفيقه فجسده الرياضى هذا ضعف أمام الذى حدث، حملوه للسيارة التى معه وصعد معه رجلاً واحداً منهم لكي يدِلُه على المشفي القريب لإنقاذه سريعاً…….
********************************
-شعرت بوغزة شديدة فى قلبها فأنتضفت بشدة ففزع عليها"كمال" وأمسكها حتى تهدأ وقال بقلق؛:مالك يابنتى فى إيه؟؟…
-نظرت له بدموع وألم؛:م مش عارفه حسيت بنغزة فى قلبى كدا وبيوجعنى حاسة إنَّ فيه حاجه وحشه حصلت أو هتحصل…
-نظر لها بهدوء رغم التوتر الذى بداخله من كلامها هذا؛:ماتقلقيش ياحبيبتى تلاقيكى بس عشان زعلانه من اللى حصل…
-أشارت له بتفهم رغم آلمها هذا وقالت بهدوء؛:يمكن ياعمو...ه هو اا ف"فهد" ي يعنى م م ماقالش لحضرتك هو رايح فين؟…
-إبتسم لها وقال؛:لا ماقاليش حاجه وبعدين ياستى ماتقلقيش صاحبه راح وراه يعنى أكيد حصله وقاعدين مع بعض دلوقتى ياإما بيتكلموا ياإما ساكتين مش عارف بقا….
-نظرت له بهدوء ومازال الوجع فى إزدياد ولكنها تحكمت فيه حتى لا يقلق كمال عليها وتُخرب الليلة وقالت بتوتر؛:اا ي يعنى هو"فهد" كدا زعل منى ياعمو صح؟…
-ضحك تلقائياً على حديثها مما تعجبت من ذلك وقال بصعوبه فى الحديث من ضحكه؛:يابنتى وهو لو ماكانش زعل كان هيمشى ليه،أكيد زعل وزعل جامد كمان لإن بصراحه إهانتك ليه المرادى كانت كبيرة ومالهاش سبب فعلاً زى ماقال"سعد"....
-فهمت مقصده وتحاملت على وجعها الشديد هذا وقالت بهدوء؛:طب أعمل إيه ياعمو؟….
-قال بنفس هدوءها؛:تعملى إيه فى إيه؟…
-إستقامت فى وقفتها أمامه ونظرت له بضعف؛:مش عارفه ياعمو مش عارفه طب أعتذرله طيب؟…
-أجابها بتفكير؛:تفتكرى هيكون ليه لازمة الإعتذار دلوقتى!!..
-تنحت عن نظرها له وإستدارت تنظر للأمام وتُغمض عيناها لألمها وقالت بصوتٍ يملاؤهُ الضعف والحزن؛:يمكن يصلح جزء من اللى كسرته ياعمو…
-أجابها بنبرة غير مفهومه بالنسبة لها؛:وتفتكرى اللى بيتكسر بيتصلح "يامليكة"؟….
-إستدارت له وهى قاضبةٌ حاجبيها بتعجب لسؤاله هذا فقال بهدوء؛:اللى بيتكسر عمره ما بيتصلح يابنتى،بلاش تندمى بعد فوات الآوان وبلاش تخسرى حاجه نادرة زى الحب كدا حاجه نادرة اليومين دول ياحبيبتى،راجعى قلبك وأفكارك قبل مايفوت الآوان،ولو إنتى بتحبيه فعلاً بلاش تضيعيه منك يابنتى أنا بنفسى اللى بقولك كدا بلاش تضيعى"فهد"منك؛لإنه بيحبك بجد ياحبيبتى،بيحبك حب حقيقي كلنا شوفناه فى عينيه،والحب الحقيقي بيجي مره واحده يابنتى...وتركها ورحل للخارج بعد رسالته الواضحة لها….
-ظلت مكانها لبرهه تستوعب حديثه وما قاله لها...ماذا يقصد بكلمته"بلاش تندمى بعد فوات الآوان"؟هل قد فات الآوان؟هل قد ضاع الشيء النادر"الحب"؟هل قد لا تعود المشاكسات بينهم ثانياً؟….
-أفاقت من شرودها هذا على نغزه أخرى شديدة فى قلبها وزاد الألم به،كبتت هذه الصرخة التى كانت على وشكِ الخروج بوضع يدها على فمها لكتمها وصرخت بصمت….لمحها وهو كان يمر من أمام البلكون عندما كان خارج من الداخل فذهب ناحيتها عندما رأها هكذا تبكى وتصرخ بصمت وتضع يدها على قلبها بشدة…
-ذهب مالك ناحيتها بقلق؛:م مالك يا مليكة؟…
-إستدارت له بفزع وخوف مما جعله يقلق أكثر من مظهرها هذا؛:اا إيه مالك فى إيه؟….
-تحدثت بألم؛:ق ق قلبى قلبى بيوجعنى قووووى وشهقت بألم نقلته له؛:ح حاسة إنَّ حاجه وحشه حصلت….
-تذكر رفيقه عندما إختطفت"مليكة"وصرخ بإسمها وإحساسه بأنها فى خطر وألمه الذى كان بقلبه ومسكتهِ له مثلها هكذا،فأزداااد قلقه أكثر؛:ح حاجه حاجه زى إيه يعنى؟…
-ضغطت على نفسها بشدة لكي تتحدث؛:ا ااه ي يعنى زى مايكون كدا اا حد أعرفه حصله حاجه وهو بيفكر فيا و..قطعت باقى كلماتها بفزع وإتسعت عيناها بشدة وكأنها تذكرت شيئاً ما أوضح لها سبب ألمها….
-تأكدت شكوكه هو الآخر بما فكر به فنظرلها بصدمه؛:فهددد….
-إسمه كان سفينة النجاة لها من شرودها به فنظرت لرفيقه بدموع؛:"فهد"حصله حاجه"فهد" فى خطر أنا حاسة بيه….
-هذه نفس كلماته الذى قالها عند إختطافها فنظر لها؛:ط طب وهنعمل إيه اا ا أروح أقولهم برا…
-أسرعت وأمسكت بيديه وقالت بنفى؛:لا م مش هينفع ع عشان"فارس"،ت تعالى نطلع من هنا على برا قبل مايشوفونا وتتصل بيه أرجوك"يامالك"...
-تفعهم حديثها وأستجاب لها وبالفعل أخذها وتحرك للخارج ولم يعوق طريقهم أحد فقط عندما رأهم "كمال" ذهب ناحيتهم؛:رايحين فين ياولاد؟…
-توتروا كثيراً فقالت مليكة بهدوء؛:هنروح نشم شويه هوا بره بس ياعمو وهنرجع تانى ماتقلقش….
-أومأ لها برأسه بتفهم وتحركوا للخارج ظلوا يمشون حَتْى بعدوا عن البيت ليس ببعيدٍ وتوقفت"مليكة" بتعب؛:يلا رِن عليه…
-نظر لها بتوتر وبسرعة أخرج هاتفه وطلب الفهد وأنتظر ولكن لم يأتيه رد أبداً فقد كان مغلقاً....للحظة تذكر رفيقه"سعد" بأنه ذهب خلفه فأسرع وطلبه وإنتظر….
-وصلوا للمشفى بعد دقائق من قيادته السريعه وأسرعوا بحمله للداخل وقابله الممرضين بالحامل للمرضي وأخذوه للداخل وذهب معه رفيقه والشخص الآخر ودخلوا به غرفة العمليات سريعاً وظلوا هم بالخارج والصدمة مازاالت مسيطرة عليه مما حدث...للحظة كره تلك الفتاة كثيراً لما فعلته برفيقه وكادت أن تودى بحياته للأبد….
الشخص؛:إن شاء الله خير ياأستاذ ماتقلقش…
-نظر له وقال بهدوء؛:إن شاءالله إتفضل حضرتك تعبناك معانا…
الشخص؛:لا يا أستاذ ولا تعب ولا حاجه دا واجب عليا و سمع رنين هاتف ما فقال؛:تليفون حضرتك بيرن ياأستاذ….
-إنتبه له ومن ثم لحديثه؛:ا اه اه موبايلي وأسرع وأخرجه ربما كان ناسياً فكرة الإتصال بأحد ووجده رفيقه فأسرع بفتح الخط عليه….
سعد؛:"مالك" روح بعيد عن اللى جانبمك وكلمنى…
مالك؛:ليه فى إيه؟إنت فين إنت "وفهد" برن عليه مغلق ليه؟؟…
سعد؛:إبعد بس عن اللى جنمبك وكلمنى يامالك….
-نظر لها وعيناها ومظهرها كان كفيل بقوله؛:أنا لوحدى إتكلم….
سعد؛:طيب إسمعنى وبلاش تنفعل عشان ماحدش يأخذ باله…
مالك؛:فى إيه"ياسعد" إتكلم خوفتنى…
أراد قولها مباشرة؛سعد؛:اا"فهد" عمل حادثة دخل بعربيته فى عربية نقل كبيرة وإحنا دلوقتى فى المستشفى وهو فى العمليات وأنا برا مستني وخايف قًوى…
-صُدم مما سمعه حادث؟كيف ذلك؟
-تنظر له بخوف إزاداد بصمته هذا فحركته ببطء حتى إستعاد وعيه ونظر لها وهى تشير له بماذا حدث؟
مالك؛:ا اا ق قولى إنت فين "ياسعد"؟…
نظر للشخص أمامه وقال سعد؛:ا ا هو أحنا فين بالظبط ياأستاذ….اوكى"مالِك" إحنا فى مستشفى(.....)،تعالى ولوحدك مش عايز حد يعرف حاجه عشان"فارس" أرجوك...مستنيك يارفيقي...وأغلق معه الهاتف وجلس على المقعد الذى يقابله بإهمال ومازالت الصدمه تحاصره….
-بعد أن أُغلِقَ الهاتف سقطت يداه بالهاتف للأسفل مما أسقط قلبها معه فتمسكت به بضعف؛:قولى حصل إيييه أرجوووك…
-أدمعت عيناه وقال بحزن؛:"فهد" عمل حادثة وفى العمليات…
-دفشته بفزع شديد وضعت يدها على شفتاها بسرعه وهى تلوح بوجهها يميناً ويساراً بالنفي لما قاله؛:لا لاا لاااا وكادت أن تصرخ فأسرع إليها ووضع يده على فمها ليكتم صراخها…
-إزدااااد ألمٍ قلبها أكثر فنظرت له بدموع غزيرة فأزاح يده عنها وقالت بدموع وألم؛:أرجووك خدنى ليه…
-شعر بألمها هذا فهو جرب هذا الشعور ومازال به،فأومأ بالموافقة وأخذها وذهب ناحية السيارات المصفوفة وأخذ مفتاح إحداهن من الحارس وأستقلها هو "ومليكة" وتحرك مُسرعاً للمشفى عن طريق ال(GBS).....
********************************
"بالداخل"
-بدأت النساء يخرجون واحده تلو الأخرى فقد بدأت الليلة بالإنتهاء وكذلك عند الرجال أيضاً بدأوا بالرحيل واحداً يلو الآخر….
-بعد عدة دقائق ذهب الجميع بالداخل والخارج ودلف الشباب وعم العروس و"كمال" للداخل مع العريس عند العروس والفتيات وجلسن معاً يتحدثون حتى يذهبوا فَقَد إنتهت ليلتهم….
فاطمة بإبتسامه؛:مبارك عليكم ياحبايبى عقبال الفرحة والليلة الكبيرة بقا إن شاءالله…
فارس بإبتسامه حب؛:الله يبارك فيكى ياأمى هتكون أجمل ليلة بوجودك فيها طبعاً…
فاطمه إبتسامه؛:ربنا يسعدك ويفرح قلبك ياحبيبى…
-إبتسم لها فارس وقال بتعجب؛:أومال فين"مليكة" وباشمهندس"فهد ومالك" ؟؟…
-أجابه كمال بهدوء؛:مافيش ياعم فهد راح القصر عشان جاتله مكالمه من برا "ومليكة ومالك" طلعوا يشموا شويه هوا وراجعين تانى…
-نظرت له بتعجب وقالت فاطمة بتساؤل؛:هى"مليكة"طلعت برا؟..
-أجابها بتأكيد وإبتسامه؛:أيوه طلعت مع"مالك" يشموا هوا وراجعين علطول ماتقلقيش…
-بادلته الإبتسامه هى الأخرى وقالت بهدوء؛:طيب ماشى...ا مش يلا بقا ياولاد نمشي ولا ايه الساعه دلوقتى زمانها داخله على(١١)...
-أجابتها مي بعد أن نظرت فى ساعتها؛:ايوه ياماما الساعه
(١١ونصف) أصلاً….
-قامت من مكانها فقام الجميع معها وسلمن على بعضهن البعض وعلى العروس أيضاً وودعن العروس،وسلم العريس على العروس وأحتضنها وقبل يدها وجبينها بحب وقدم لها هدية فى علبة زرقاء صغيرة ومعها ظرف صغير وودعها هى وعمها وزوجته وأخيها الصغير ورفيقتها وذهب مع الجميع هو الآخر….
-خرجوا ناحية السيارات فوجدوا سيارتين ناقصين فتعجبوا كثيراً فلمن السيارة الاخرى؟...
-نظر لهم فارس بتعجب؛:طب باشمهندس"فهد" اخد عَربية واحده التانية لمين؟؟
-أجابه أدهم بتعجب هو الآخر؛:اه فعلاً التانية لمين؟؟
-إستدار إياد للحرس وسألهم؛:حد تانى أخد عربية من هنا غير"فهد"؟..
-أجابه أحدهم؛:أيوة ياأفندم "أستاذ مالك وآنسة مليكة" أخدوا العربية ومشيو من ساعة تقريباً…
-تعجبوا من هذا فقالت فاطمة بتعجب؛:مشيو من ساعة ونظرت لكمال؛:إنت قلت إنهم طلعوا يشموا شوية هوا وراجعين!!...
-أجابها بتعجب؛:والله هما قالولى كدا مش عارف راحوا فين؟…
-تحدث آدم بإيجاز؛:أنا هتصل"بمليكة" وخلاص ياماما….وبالفعل أخرج هاتفه وطلبها إذا بالهاتف يدق بجانبهم،بحثت عنه "مي" ووجدته بحقيبة"مليكة" التى معها…
-أغلق الهاتف وقال بإستغراب؛:يعنى هتكون راحت فين ياماما؟…
-تدخل أدهم بهدوء؛:ثوانى أنا هتصل"بمالِك"...وأرخرج هاتفه وطلب رفيقه بعد عدة دقات رد عليه أخيراً؛:أيوه يا"أدهم"..
أدهم؛:إنت فين يا"مالِك""ومليكة" معاك ولا فين؟؟…
مالك؛:أيوه "مليكة" معايا…
أدهم؛:طب إنتو فين إحنا خلصنا الحفلة وماشيين أهو واقفين قدام البيت مستنينكم إنتو فين؟…
مالك؛:هقولك إحنا فين بس بلاش تنفعل قدامهم اوكى يا "أدهم"..
أدهم؛:ا ا أوكى…
مالك؛:إحنا فى المستشفى"فهد"عمل حادثة بالعربية وهو فى العمليات دلوقتى إهدى "ياأدهم"...
أدهم؛:اييه وجد أنظارهم توجهت عليه فقال بثبات؛:ا وإيه الأخبار؟…
مالك؛:أيوه خليك ثابت كدا إنت هتقولهم إنَّ"مليكة" تعبت وأنا جبتها المستشفى هنا إسمها(......) وحالتها مستقرة وتجيبهم وتيجى بلاش يعرفوا بحاجه لحد ما توصلوا "ياأدهم"فااهم عشان"عبير"أرجووك...
أدهم؛:ا اا حاضر حاضر مع السلامة…..
-أغلق الهاتف ونظر لهم بتوتر فقالت فاطمة بقلق؛:إيه ياابنى قالك إيه؟..
-نظر لها بقلق يعكس الخوف الذى بداخله فرفيق دربه فى خطر؛:ا انا م مش عارف أقولهالكم إزاى بس اا…
-قاطعته تُقي بخوفٍ؛:إيه اللى حصل قول؟...
-نظر لهم وقد إستسلم لأوامر رفيقه وقال بقلق؛:"مالك" قالى إنَّ"مليكة" تعبت وأخدها على المستشفى وحالتها مستقرة يعنى….
-نظر له بفزع وتذكرها عندما شعرت بألم فى قلبها فقال كمال؛:اه فعلاً كانت تعبانه قبل ماتخرج معاه شكلها تعبت بجد وأخدها على المستشفى….
-فزعوا جميعاً عليها خشية من أن يأتيها الإنهيار العصبي مرة أخرى بعدما حدث فقالت فاطمة بخوفٍ؛:مستشفى إيه خدونى لبنتى…
-مسكها"آدم" من يديها وأبلغهم"أدهم" بإسم المشفي وصعدوا جميعاً للسيارات التى معهم وأنطلقوا مسرعين للمشفي…..
************************************
"بالمشفى"
-ذهب "مالك" ناحية"سعد" التى عيناه علي تلك الجالسة فى حالة ذهول وعدم تصديق لما يحدث وغاضبٌ منها كثيراً؛:أنا كلمت أدهم وقولتله زى ماانت قولتلى وهما أكيد جايين فى الطريق…
-إكتفي"سعد"بالنظر له فقط بتفهم ومن ثم رجع بعينيهِ عليها ثانياً…
-عَلِمَ"مالك" مايجول بخاطر رفيقه فوضع يده على كتفيه ليهدأ من روعهِ قليلاً وأخذه من يديه وذهب بعيداً عنها…
-بعدما وصلت للمشفى وقفت أمامه بعد أن تنحت عن السيارة،تذكرت ذلك اليوم المشؤم التى كانت ذاهبه فيه لأخيها بيوم تخطيط الفهد لذلك، توالت دموعها بغزارة لتذكرها هذا اليوم ومافعلته وقالته به،وهاااا هى الآن مؤكداً من تسببت فى ما حدث له،دفشها "مالك"برفق أعادها لأرض الواقع فنظرت له ومن ثم تحركت معه للأعلى،علموا مكانه من الإستقبال وتوجهوا له،وصلت ووجدت رفيقه فقط جالس أمام الغرفة ومعه الشخص الآخر،جلست على المقعد بإهمال ومن الصدمة لم تتحدث بحرف...رأى رفيقه بعالمٍ آخر فشكر"مالك"هذا الشخص على وجوده مع رفقائه وذهب الشخص بعد ذلك…
-بعد ذهاب "مالك وسعد" من أمامها،نظرت ناحية هذه الغرفة التى يوجد بها من عشقه هذا القلب المتمرد،من نَبَضَ له هذا القلب العنيد،من إعترف بعشقه فى الخفا هذا القلب القاسي،من أحبطته كثيراً برفضها له،من كسرت هذا القلب بداخله عدة مرات؛ولكن كفي كفي تمرد كفي عِناد كفي قسوةً عليه؛إلى أى مدى سأُحبِطَهُ هكذا؟؟إلى أي مدى سأكون عائق بحديثى ورفضى بين قلبه وقلبي؟؟إلى أى مدى سأتمرد عليه؟….
-إستندت برأسها للخلف وهى جالسه على المقعد وعيناها تأبى التوقف عن إسترسال الدمع الحارق الحامل للخذلان،تذكرت بعض المواقف بينهما،تبسمت تلقائياً ومن ثم إنكمشت ملامحها تدريجياً حتى كاد قلبها بالإنقباض وآلمها بشدة فوضعت يدها عليه بألم ولم تقدر على منادات رفيقيه من شدة الألم والغصة التى بحلقها،فإذا بخروج الممرضة من داخل الغرفة وهى تسرع والخوف على ملامحها ظاهر،علمت"مليكة" بأن معشوقها فى مرحلة خطِرة فبكت أكثر بصمتٍ من شدة ألمها….
-ذهب برفيقه بعيداً عنها وقال مالك بهدوء؛:عارف إنك زعلان منها بس هى مالهاش ذنب…
-نظر له بتعجب من هدوءه هذا؛:إنت كدا إزاى صاحبك فى العمليات بين الحياه والموت وإنت هادي كدا إزاى "يامالك"؟؟ لا وبتقولى مالهاش ذنب!! إزاى مالهاش ذنب وهى السبب فى اللى هو فيه دلوقتى….
-تحدث بهدوء عكس ما بداخله من رعب على رفيقه؛:حصل معاها نفس اللى حصل مع "فهد" قبل ماأكلمك بدقائق بعد ما مشيوا من عندها تقريباً فضلت مكانها تعيط وبعدها بشويه دخلت جوه وأنا خارج لقيتها فى البلكونة ومش قادره تاخد نفسها سألتها قالتلى قلبى بيوجعنى وحاسة إنَّ حد قريب منها كان بيفكر فيها وحصله حاجه وحشه،ساعتها إفتكرت"فهد" علطول لما إتخطفت بس هى كانت بتكتم نفسها وما صرختش عشان ماحدش يشوفها وياخد باله وهى اللى قالتلى أكلمك الأول قالت رِن على "فهد" ولقيته مغلق رنيت عليك وعرفت اللى حصل إتأكدت إنها بتحبه فعلاً وقالت كدا من ورا قلبها مش حقيقى "ياسعد" صدقنى شكلها بس جرحنى أنا شخصياً أرجوك ما تظلمهاش وتكرهها كدا….
-إلتمس بكلامه العذر لها فقال بهدوء زائف؛:أنا ما كرهتهاش بس لما شفت "فهد"وهو فى العربيه ومنظره خوفت ياصاحبى خوفت بجد وماإستحملتش أشيله لوحدى جسمى حسيت إنه إتشل قدامه ما قدرتش…
-كاد "مالك" أن يجيبه ولكن سمع كلاً منهم المنظار صوته عالياً بإتجاه غرفة العمليات التى بها رفيقهم فأسرعوا ناحيته،وجدوا "مليكة" تتألم بشدة وتبكى بصمت فذهب "مالك" ناحيتها وأمسك يدها لكي تهدأ،ووقف"سعد" أمام الغرفة برعبٍ على رفيقه والدموع تتحجر بعيناه تأبى النزول كي لا يضعف…
-تحاملت على يد "مالك" وقامت من مكانها بتعبٍ شديد وذهبت ناحية الغرفة ووجهها غارقٌ بالدموع وتنظر من تلك النافذة الصغيرة وجدت أطباء كثيرة وممرضين وممرضات بالداخل ولا يظهر منه شيء،علمت بخطورة الأمر،أتت الممرضة مسرعة لتدخل ولكن أوقفتها بتعب؛: ا ق قوليلى ا ا ايه اللى ح حصل؟…
اللمرضه؛:المريض اللى جوًا مره واحده النفس داق جداً وضربات القلب بدأت تقِل والقلب وقف بس بنحاول معاه إدعوله مايدخلش فى غيبوبة..عن إذنكم وأسرعت للداخل وأغلقت الباب خلفها….
-وقفت مصدومة مما سمعته حتى الإثنان الآخرين أيضاً وحتى الواقفين خلفهم جميعاً سمعوا كلمات تلك الممرضة ومتصنمين محلهم من الصدمة،لم يراهم أحداً منهم ولا يعلم بوجودهم أحداً إلا عندما صرخت"عبير" بأسم أخيها وأسرعت ناحية باب الغرفة ببكاء حارق عليه…
-إنتبهوا لهم ومن ثم أسرعت "مليكة" لملجأها الحاني حضن والدتها بكت بحرقة على ما إقترفته فى حق ذلك "الفهد" وتشبثت بأحضان والدتها وأخرجت ما بها بداخله….
-أسرع "إياد" ناحية "عبير" وأخذها من يدها وأجلسها على المقعد،تأبى الجلوس والإبتعاد عن غرفة أخيها تبكي بحرقة لفكرة فقدانه مثل أبيها فهى قد مرت بتلك اللحظات من قبل فى وفاة أبيها عندما كانوا بالمشفي،ذهب "كمال" ناحيتها لشعوره بأنها تذكرت يوم أبيها وجلس بجانبها ووضع يده على كتفها كنوعٍ من إطمأننها مما ألقت بنفسها فى أحضانه تبكي بشدة على ماحدث لأخيها…..
-تبكي فى أحضان والدتها بحرقة علم الجميع بعشقها له وأن ما فعلته كان عكس مابداخلها مؤكداً،رفعت يدها بتثاقل على كتفيها تربت عليهم بضعف فإبنتها تبكى على معشوقٍ لها وهو لها كإبنها فماذا عليها أن تفعل…
-شعرت بدوار ما يلاحقها منذ أن دخلت للمشفي فهى كانت مُتحامله على أعصابها عندما أخبرهم"أدهم" بأن رفيقتها بالمشفى وهذا كان خطأ كبيراً عليها لأنها مازالت مريضة،داهمها الدوار بشدة مما ضعف التنفس لديها وقلَّت ضربات قلبها المريض،كان يتابعها بعيناه منذ أن رآها وعندما شعر بأنها تتألم ذهب ناحيتها فى لحظة وصوله لها قد إنتصر الدوار عليها وسقطت مغشي عليها بين يديه والنفس يخرج بصعوبة منها،صرخ بإسمها؛:تُقي…
-إستدار الجميع ناحيتها بفزع فكل واحداً كان بمكان وحده،أسرعوا ناحيتها جميعاً برعب ووقفت"مليكة" مكانها لم تستوعب ما يحدث فمعشوقها بغرفة العمليات بحالة خطِرة ورفيقتها أيضاً جاءتها حالة مرضها ومغشي عليها!!...وتبقت "عبير" فى حضن"كمال" تبكي أكثر مما حدث وخوفها يزيد وذهب الباقين خلف"مالك وتُقي".....
-حملها سريعاً وأخذ ينادى على أحدٍ يساعده حتى أتت له ممرضه وأخذته لغرفة مجاورة لغرفة العمليات ووضعها على الفراش وفحصتها الممرضة وقالت بقلق؛:د دى لازم أحطلها جهاز تنفس بسرعة وأسرعت لجذب الجهاز ووضعته لها بحذر وفحصت ضربات القلب وجدتها بطيئة بعض الشيء،فقال لها "مالك" بحذر؛:ه هى مريضة قلب خلى بالك أرجوكى….
-أشارت له بتفهم؛:عارفة ياأستاذ بس كانت هتجيلها نوبة قلبية بس الحمدلله عدت على خير هعلقلها محلول دلوقتى هيظبط ضغط الدم عندها وضربات القلب باْذن الله هى بس شكلها ضغطت على أعصابها جامد من حاجه عشان كدا حصلها كدا...وتركتهم ورحلت لتجذب المحلول وأتت على الفور وضعته لها فى وريدها وعدلته لها وقالت؛:ساعتين بالكتير هتكون فاقت ماتقلقوش وإبتسمت لهم ورحلت….
-نظر لها بحزن شديد فمعشوقته بمأزقٍ كبير وليس بيده شيء يفعله لها،ربتت "فاطمة" على كتفيه بحنو وقالت؛:ربنا كبير ياابنى ما تقلقش هتكون بخير إنَّ شاءالله...نظر لها بضعف؛:ونعم بالله ياطنط روحوا إنتو أنا هفضل جنمبها لحد ماتفوق روحى عشان"مليكة" محتجالك دلوقتى جداً...إبتسمت له بخفوت وأخذت من بالغرفة معها وتبقت شقيقته"ريتاچ" معه…..
-خرجوا من غرفة"تُقي" ووقفوا جميعاً أمام غرفة العمليات التى بها "الفهد"...تجلس "مليكة" بإهمال على المقعد وصدمه مما يحدث حولها...ذهبت لها والدتها وجلست بجانبها وقالت؛:عمري ماكنت أتخيل إنك ممكن تاخدى كل صفة العناد الوحشة دى من أبوكى يابنتى، صحيح كنت ببقا مبسوطة بتعلقك بأبوكى بس معرفش إنه هيجى بالسلب كدا "يامليكة"....نظرت لها بدموع تحجرت بعيناه بعد سماعها حديث والدتها هذا وقالت بضعف؛:ماكنتش أقصد أزعله ياماما والله ماكنت أقصد يوصل لكدا و……
-قاطعتها والدتها بحدة؛:أومال ليه كدا يابنتى ليه بتصديه وتكسرى قلبه كدا ليه هو بيحاول يسعدك ويقولك إنه بيحبك قالها قدامنا كلنا مع إنَّ دا عكس شخصيته وإنتى عارفه كدا كويس وإنتى بكل قساوة وعِناد رفضتيه وكسرتى قلبه ليه"يامليكة" ليه يابنتى دا يتيم دا يتيم "يامليكة"يعنى محتاج الحنان والعطف مننا مهما كان إيه الظاهر منه،أنا ماربتكيش على كدا ماربتكيش إنك تخذلى الناس اللى بتحبك كدا لا يابنتى صدمتينى بجد صدمتينى فيكى…..
-صُعقت من حديث والدتها معها هكذا ولكن تذكرت كلمة "كمال" فى ذلك الوقت عندما قال لها؛:" بلاش تندمى بعد فوات الآوان وبلاش تخسري حاجه نادرة زى الحب—الحب الحقيقي بيجى مره واحده يابنتي"...جالت بخاطرها كمّ من الأفكار السيئة التى شعرت بالخوف والرعب من فكرة فقدان حبها الحقيقي فقالت بدمعٍ حارق؛:أنا كمان بحبه يا ماما والله بحبه قوى يمكن الكلام اللى قلته وأنا مش فى وعي دا يمكن هى دى مشاعرى الحقيقية وقتها،ا ان أنا كدبتها عشان خايفة خايفة أعلق نفسى بيه وأقبل حبه وفى الآخر يخذلنى ياماما خُفت على على نفسى أنا واخدة مبدأ رفض الحب والعلاقات دا من زمان ياماما بخاف على نفسى ،أنا بسمع حكايات وقصص الحب دى لكن مابفكرش أعيشها ا أنا وأخذت تعلو شهقاتها كثيراً؛:أنا بحب فهد والله بحبه قووى وصرخت بشدة؛:اااااه ق قلبى يا م ا م ا اااااه…
-أسرعوا ناحيتها برعب ومسكتها والدتها بفزع؛:مالك مالك"يامليكة" لا لا يابنتى ما تصرخيش كدا حرام عليكى"مليكة" إهدى يابنتى عشان خاطرى إهدى..ماذا تقول والدتها حالة الفزع التى بها جعلتها تقول كلاماً غير منطقى وغير ملائم للموقف…رفع "آدم" رأسها للأعلى وقال بخوف؛:إهدى ماتصرخيش خُدى نفس خُدى نفس وإهدى حبيبتى لازم تهدى،ومازالت تصرخ من شدة الألم؛:ااااه ف ف ه د م وجوع ااااه يااااارب….بكت الفتيات على حالتها هذه وأحتضنت "حنان" إبنتها "نادين" عندما بكت بشدة وإزداد بكاء"عبير" وخوفها أكثر وأكثر…
-إستمر الوضع هكذا حتى أتت الممرضة بجهاز تنفس آخر لها ووضعته لها حتى تهدأ بالفعل دقائق وهدأت أنفاسها ويقل الألم تتدريجياً وبدأ الجميع فى الهدوء...دقائق وخرج الطبيب من غرفة العمليات أسرع إليه كلاً من"كمال وعبير وآدم" وقال آدم بخوف؛:طمنى يادكتور..
-وزع الطبيب نظراته بينهم بوجهه الشاحب هذا فإرتعبت "عبير" منه ومن نظراته وتحدث أخيرًا؛:الحمدلله "فهد"باشا نجا بأعجوبة…
-هدأ الجميع وبدأو يحمدوا الله.. أسرع"سعد" ناحيتهم بقلق؛:صاحبى عنده إيه حصله إيه كان غرقان دم أرجوك إتكلم…
-نظر الطبيب له وقال بهدوء وتعجب؛:الغريبة إنَّ مافيش كسور فى جسمه نهائي ودا إدانى دافع إنى هعرف أنقذه بسرعة والإصابة سطحية لإن مش هو اللى خبط فى العربية لا العربية هى اللى إصتدمت بالعربية التانية من قدام وعشان عربيته جامدة وبتستحمل الصدمات أخدت الخبطة كلها فيها من قدام ودا كان فى صالحه أكيد وهو إتخبط فعلاً بس فى عربيته من جوه وإصابته كانت صغيرة وسطحية بس اللى أنا مستغربة إنَّ هو حصله وقف قلبْ مرتين والتنفس عنده صعب دا ليه وسببه إيه بصراحه أنا كدكتور مش عارف بس كان طول الوقت بينطق إسم واحد بس وهو إسم "مليكة" لو تعرفوا مين هى ياريت تبلغوها تيجى وتكون جنمبه هى اللى ممكن تساعده فى إنه يفوق بسرعه…
-تعجب الجميع من ذلك فعلموا أن عندما تألمت هى كان هو يتألم ويقف نَبَضَ قلبه..قال سعد بحذر؛:هو هيخرج إمته؟…
-نظر له الطبيب وقال بعملية؛:لا هو لسه تحت التخدير كمان ساعتين او أكثر ونشوف لو فاق يبقا الحمدلله وننقلة أرضه عادية ولو ما فاقش يبقا إحتمال دخوله فى غيبوبة ودا اللى خايف منه بس ياريت تيجى "مليكة" دى وتكون جنمبه ويُستحسن تتكلم معاه عشان يفوق ومايدخلش فى غيبوبة باْذن الله وإدعوله "فهد" باشا غني عن التعريف وفى عيونا وانا هاجى تانى أطمن عليه بنفسى عن إذنكم...ورحل الطبيب من أمامهم بعد أن بث بداخلهم القلق والرعب من القادم….
-رجع "آدم" لشقيقته وجدها مُغمضة العينين تبكي بصمت تأبى فتح عيناها لا ترغب فى رؤية أحد سمعت ما قاله الطبيب كاملاً مما إزداااد الرعب بداخلها وتأكدت أن عشقه لها حقيقي وبداخلها الندم الشديد ولكن هل يُفيد الندم بعد حدوث الألم؟...إنتظم نفسُها بعض الشيء فتحدث آدم بهدوء؛:"مليكة" حبيبتى إنتى سمعتى الدكتور قال إيه صح،إنتى الوحيدة اللى تقدرى تخرجى "فهد" من اللى هو فيه ياحبيبتى هتقدرى "يامليكة"أنا واثق فى أختى هتقدرى...
-تستمع له ومازالت مغمضة العينين وتبكي بصمت فذهبت لها "عبير" بترجي ودموع؛:أرجوكى "يامليكة" أرجوكى أخويا محتاجك وإنتى اللى فى إيدك إنه مايدخلش فى غيبوبة أرجوكى "يامليكة" أرجوكى ا اا إنتى بتحبى "فهد" لو بتحبيه بجد ساعديه عشان خاطرى "يامليكة" ا إدخوليله وكلميه قوليله أى حاجه عشان خاطرى ماليش غيره بعد بابا أرجوكى مش عايزه أتحرم منه زى بابا "يامليكة" أرجوووكى….
-تغلب القلب ومابه من عشق على تمرد هذه "المليكة" وأخيراً بعد طول إنتظار فتحت عيناها التى تحولت من اللون السماوي الرائع إلى اللون الأحمر الجامح من شدة بُكاءها إعتدلت فى جلستها وأخذت الممرضة جهاز التنفس من عليها وتحركت ووقفت بجانب،ونظرت لهم "مليكة" بضعف وحزن ظاهر وإستجابت لنداء هذا القلب الذى تتسارع نبضاته كإشارة لدفعها للداخل فقامت مِن مكانها وأشارت لهم بالموافقة فأخذها "آدم" وذهب بها مع الممرضة لكي تُعَقَّمْ لدخولها له غرفة العمليات وبعد دقائق جهزت للدخول وأخذتها الممرضة لداخل الغرفة...أخذتها لإزدياااد نار العشق بداخلها…أخذتها لنشوب حرباً بين قلبها وشخصيتها العنيدة….أخذتها لعالمٍ لم ترغب بوجودها به أبداً...
-كثيراً ما نحلم بالحب النقي الصافي ولا نحلم بإيجاد عشق يخلد فى ذكرانا؛لأن العشق أصعب بكثير من الحب تضحياته كثيرة وقد تكون أليمة...هل لقلوبنا من الحكم على معشوقها بحكمٍ قاسي؟؟..أُم أنه كما يقول البعض أنه عِشْقٌ إنتقام؟!!؟ فلنتمهل بإجاباتنا عن هذه الأسئلة قليلاً!!!......
*^*^*^*^*^*^*^*^*^*^*^*^*^*^*^*^*^*^*^
"فى منزل ورد إبراهيم النجار"
-بعد رحيل الجميع تبقت "سارة" معها حتى إنتهوا العمال من حمل الزينة بعد لمِّها وحملها فى عرباتهم الخاصة بهم وأشرف عليهم عمها حتى إنتهوا وهمُّوا بالرحيل…وودعها عمها وزوجته وذهبوا لمنزلهم…
-تبقت "سارة" معها فهم على إتفاق بأنها ستبيت معها هذه الليلة….أبدلوا ثيابهم وبدؤا من تنضيف المنزل معاً بسعادة بينهم وهم يتذكرون تفاصيل هذا اليوم...ونام أخيها الصغير فى غرفته فأُرهق قليلاً من كثرة لعبة اليوم….
-إنتهوا من تنضيف المنزل والمطبخ أيضاً وأتجهوا لغرفة "ورد" وجلسن معاً على الفراش…
سارة بمزاح وضحك:والله مش مصدقه يابت ياورد النحس إتفك من عليكى وإتجوزتي يابت ههههه….
أجابتها ورد بإقتضاب؛:نحس إيه يامعفنه دا أنا حلوة وزي القمر..
ضحكت سارة وقالت؛:أمر بالستر ياأختى والله ههههه….
-ضحكت ورد على كلمتها هذه وقالت؛:يخرب عقلك"ياسارة" داأنتى طلعتى مصيبة ربنا يكون فى عون"هشام"..وأكملت بزعل؛:إللى قولتى هيجى يكون معايا فى كتب كتابى وماجاش…
قالت سارة بهدوء؛:والله كلمته قالى جالي شغل مفاجيء ومش هعرف أجي وعشان كدا إستأذنته إنى أبات معاكى النهارده كمان وماما إنتى عارفة تعبانة وحركتها بسيطة ما قدرتش تيجى..ماتزعليش بقا هو لو كان فاضي كان هيجي وإنتى عارفة…
إبتسمت لها ورد بتفهم؛:عارفه ياحبيبتى ربنا يقويه وأفرح بيكم يارب..ااوووبس "فارس" إدانى علبة هدية كدا ومعاها ظرف ياترى فيها إيه تعالى نشوف يابت "ياسارة"...
أجابتها سارة بنفس نبرتها؛:تعالي نشوف يابت "ياورد"..ضحكوا بشدة على أنفسهم فهذه عادتهم،وذهبت"ورد" وجلبت العُلبة الزرقاء والظرف وجلسن على الفراش ثانياً وبدأت بفتح العُلبة أولاً وإنبهروا بما فيها إذا بسلسالٍ من الذهب الخالص به أسمها وإسمه"فارس&ورد" بحفوران بالذهب إبتسمت بعشقٍ لذاك العاشق لها منذ النظرة الأولى،ثم أمسكت بالظرف وفتحته لتقرأه ماأسعدها أكثر وجعلها مُحلقة بين سماء العِشْقْ وبحوره فكان يحتوي الظرف على؛:"وردتي..بحبك قد البحر وقد السما وقد الفرحة اللى فى قَلْبِي أنا،بحبك وهفضل أحبك لآخر نفس فيا ياأغلي من روحي وعنيا.."ورد" تعرفي لما سألونى عن الحُبْ قلت عذاب ولما سألونى عن الشوق قلت غلاب بس لما سألونى عنك قلت أغلي الأحباب...أنا مش عارف أقول إيه ولا إيه فرحتى بيكي وإنك بقيتى مراتى النهارده ما تتوصفش بس مبسوط إنى أخدت عهد على نفسي إنك بتاعتى أنا وبس ونفذت العهد وفعلاً بقيتى بتاعتى أنا وبس ربنا يقدرنى وأقدر أخليكي دايماً فرحانة ومبسوطة والضحكة اللى على شفايفك دلوقتى دى ربنا يقدرنى وأخليها دايماً ما تفارقيش و وبس خلصت كلامى لإنى مش عارف أقول إيه كفاية فرحتى بيكى النهارده ياعمري...بحبك ياأغلي حاجه وكل حاجه فى حَيَاتِي...حبيبك فارس"....
-لم تُبالي بدمع عيناها الذى يتراقص على وجنتي
-لم تُبالي بدمع عيناها الذى يتراقص على وجنتيها بعشقٍ خالدٍ نبع بقلبٍ صادقٍ،أيقنت الآن أنها لم تُخطيء فى الإختيار وأيقنت أنها ستكون ملكة على عرش قلب فارسها المُحب..أفاقت على هزة بسيطة من رفيقتها أعادتها للواقع ومن ثم إحتضنتها بسعادة غمرتها بتلك الكلمات البسيطة التى دلفت للقلب مباشرة…
-يأتينا الحُبْ بدون سابق إنذار له قد يكون عن طريق الصدفة أو عن طريق إصتدامٌ غير مقصود أو عن طريق شخصٌ يغير حياتنا للأفضل،ثم يتحول تتدريجياً لعشقٍ يتخلد بذكري كل واحدٍ منا،نتذكر دائماً قصص قديمة عن الحُبْ والعشق أيضاً
مثل"روميو وچوليت-قيس وليلي-سندريلا والأمير شارل" وغيرهم من القصص الخيالية الجميلة…. ماذا لو عشنا واحدة منهم بكل تفاصيلها الجميلة؟ماذا لو وجدنا الحُبْ الحقيقي عن طريق الصدفة؟ماذا لو إتحدَ القدر والواقع معاً وأنتجوا قصة عِشْقٍ تُكتب فى التاريخ؟!...
للعشق بدايات ولكن للقدر رأيٌ آخر…..
"اشتركوا الآن لتصلكم أحدث الفصول والتنبيهات فور نشرها"
"اشتركوا الآن لتصلكم أحدث الفصول والتنبيهات فور نشرها"