رواية عشق وانتقام البارت السابع والعشرون 27 بقلم عبير سعيد

                             

رواية عشق وانتقام البارت 27 بقلم عبير سعيد

 عشق وانتقام الفصل السابع والعشرون

{رواية عِشْقْ وإنْتِقَامْ}
((اللهم إنك حسبي ووكيلي،وقوتي وقت ضعفي،اللهم إنك أنت جابر كَسري،وأنت من يُطيب جرحي،لا تجعل حاجتي بيدا أحدٍ من خلقكَ،وأكفني بكَ عن خلقِكَ جميعاً..اللهم أمين))🌷

“تَفَأَلْتُ كَثِيراً وتَحَطَمَتْ أحْلَامِي،.....تَعِبْتُ كَثِيراً وإِنْهَزَمَتْ قُوَّاتِي. ...
تَذَكْرْتُ مَاضٍ كَانَ بِالأمْسِ،.....فَاقَتْ قُوَّاتُ وَجَعِهِ كَلْ حَوَاسِ. .....
تَمَنْيتْ أنْ أفْقِدْ ذَاكِرَتِي للأبَدْ،.....فَقَدْ هَزَمَنِى مَاضِيي بِقُوَةٍ وَعَمَدْ. ....
جَلَسْتُ وَحِيدَةً أبْكِى لَيلِى كَامِلاً،..فَسَطَعَ نَهَارٌ يُبْلِّغْ عَنْ مَجْهُولٍ هَامِشَاً...
تَعَجَبْتُ كَثِيراً مِنْ نِزُوولْ مَطَرٍ،....تَألْمْتُ عِنْدَمَا أحْسَسَتُ بِوُجَعٍ. ......
فى وَتَرٍ مِنْ أوُتَارْ قَلْبي المُتَرَنِمِ،....عَزَفْتْ سِمْفُونِيةً مَلِيئَةً بِالحُزْنِ. .....
فَرَاحَ العَقْلُ يَتَذَكَرْالمَاضِي فى ألمٍ،..لَمَحْتُ وَرْدَتِي ذَابِلَةٌ وَكَأنْهَاحَزِيْنَةٌ...
تَأَلَمَ قَلْبِي وَرَاحَ يُدَلِلُ وَرْدَتِي فى نَغَمٍ....بقلمي بيرو الملاك الصغير♥️"

🔥“البارت السابع والعشرون"🔥
"بالمشفي"
-مرَّ ما يقارب الساعه حتى أصبحت الساعه السابعة وتِلْتْ وهم بجانبها بالغرفة…منهم من نام من تعبه وإرهاقه ومنهم من يجلس شاردٌ ويفكر فيما سيحدث بعد ذلك!...
-تملمت فى الفراش بتعب وتتذكر ما حدث أمام عيناها كشريط يمر مراراً ، تتردد الكلمات على مسامعها بشدة وصوتٍ مزعج…..
"إنتى مين!! مين الناس الكتير دى ياشباب!! مين حضرتك!! أسف مش عارف حضرتك تبقي مين!! هو أنا حصلي إيه بالظبط يادكتور!!"...
-ظلت الكلمات تتردد على مسامعها بإزعاج وتغمض عيناها بشدة وتحرك رأسها يميناً ويساراً وترفض هذه الفكرة بأنه قد نساها ؛ حتى أكتفت من هذا الإزعاج وإنتفضت بشدة من على الفراش من شدة ضغط الكلمات عليها وصرخت بإسمه صرخة مدوية عالية خرجت من صميم قلبها؛:فهههدددد…..
-فزع الجميع وقام من كان نائماً وأسرعوا ناحيتها برعب وإحتضنتها والدتها عندما ألقت بنفسها داخل أحضانها وظلت تبكي بحرقة على حالها هذا ، تبكي وتبكي حتى صرخت من شدة البكاء فبكي الجميع على حالها ، حاولت والدتها أن تُهديء من روعها ولكنها ما زلت تبكي وصوت شهقاتها يعلو ويعلو حتى حنَّ قلبها لوالدها فما منها حتى صرخت وقالت ببكاء حارق؛:اااااه يابااااابااااااااا……
-بكت والدتها بشدة وشددت من إحتضانها وقالت بدمعٍ؛:كفاية بقا"يامليكة" كفاية ياحبيبتى متوجعيش قلبى عليكى يابنتي….
-فاض به فشقيقته أمامه وحالتها تزداد سوء فذهب ناحيتها وصرخ بوالدته؛:كفااايه بقا ياماما أنا مش قادر أشوفها كدا كفااايية…
-نظرت له والدته بترجي فهى الآخرى لم تتحمل حالة إبنتها هذه ولكنها وعدت إبنها الآخر"فهد" بأنها ستُساعده فعليها إكتمال مُخططه….
-سَئِمَ من نظرتها هذه ومن ثم زفر بحنق وأسرع للخارج حتى لا يصدُر منه شيئاً سلبياً ، خرج أصدقائه خلفه وخرج والد "تُقي" ووالد"ملك" أيضاً خلفه حتى لا يرتكبَ شيئاً يندم عليه!....
-جلست "مي" على فراش شقيقتها بحزن وهى تبكي على حالتها ، وتجلس "تُقي" بتعب على المقعد وبجانبها والدتها ووالدة"ملك" وتقف "ملك" بجانب ناحية الشرفة وبرأسها تدور العديد من الأفكار والأسئلة التى لا يوجد لها إجابات عندها؟!.....
-دلف الطبيب ومعه الممرضة للغرفة بعدما ذهب له "ياسين" بأمر من "آدم" ، دُهِشَ من رؤيتها هكذا!!! لم يتوقع أن تكون هكذا!!ظل ينظر لها ويتردد فى الإقتراب منها حتى فعلها…
- طلب من الممرضة أن تجلب له حقنة مُهدئه وإقترب منها بحرص وعندما وجدها هكذا نظر لوالدتها وقال بحذر؛:ا هى جالها إنهيار عصبي قبل كدا؟…
-تذكرت "تُقي" وقالت بتأكيد؛:أيوه يادكتور جالها قبل كدا…
-نظر لهم بيأس وتحدث بحزن؛:للأسف جالها إنهيارعصبي تانى…
-صُدِمَ الجميع وهى مازالت تبكي فى أحضان والدتها ، جاءت الممرضة ومعها الحقنة المُهدئه وأعطتها للطبيب وحوالوا معاً حتى نجح فى إعطائها إياها…
-إنتهى بحزن على حالتها وقال بعملية؛:لازم أحطلها محلول ضغطها واطي لسه وعندها إنهيار عصبي...
-أسرعت بالحديث وقالت فاطمه بتوتر؛:اا ط طب ماينفعش أخدها البيت!...
-أجابها الطبيب برفض؛:لا فى حالتها دى ضرورى تفضل فى المستشفى عشان المحلول دا…
-نظرت له بترجي ودمع؛:أرجوك أنا عايزة بنتى جنمبى أنا مابحبش قاعدة المستشفيات دى يادكتور و اا وا أنا هخلي إصحابها يعملولها المحلول دا هُمَّا فى كلية طب و وا أكيد هيهتموا بيها أرجوك ياابنى…
-نظر لها بشفقة وحزن ثم ألقي نظرة على تلك الفاقدة لمذاق الحياة بأكملها وإستسلم بنهاية الأمر ووافق على طلبها ، وأكدَ على رعايتها وشرح ل"تُقي وملك" ما عليهم فعله ، ومن ثم دخل"آدم" للغرفة حملها ورحلوا جميعاً من المشفي ، وضعها"آدم" فى السيارة وإستقل السيارة ليقودها وجلست والدتها بجانبها وأسندتها على قدميها بالخلف وجلس"آسر" بجانبه بالأمام حتى يصلوا للڤيلا ويأخذ هو سيارته من أمام الڤيلا ويذهب لمنزله ، وإستئذنت كلاً من "تُقي وملك" من والديهما بأنهما سيبيتون مع "مليكة"اليوم حتى تتحسن صحتها فوافقوا على ذلك وذهبوا بسيارة من سيارات الحرس ومعهم "مي" بالخلف وأتجهوا خلف"آدم" لڤيلا"آدم الدسوقي" ، وأستقل"ياسين" ووالدته وشقيقته السيارة الآخرى من سيارات الحرس وإتجه لمنزله ، وأستقل والد"ملك" سيارته وأخذ معه أهل "تُقي" لإيصالهم لمنزلهم ومن ثم يذهب هو لمنزله……...
*****************************************
-وصل الجميع لمنازلهم بعد وقتٍ مناسب ، رجعت سيارة الفهد للقصر ، وصل والد"ملك" لمنزله بعد أن أوصل أهل"تُقي" ، وصل"آسر" لمنزله وكذلك"ياسين" ووالدته وشقيقته….
-عادت"عبير" للقصر مرة أخرى ومن ثم ذهبت لغرفتها وأخذت شاور دافيء بعد يومٍ مُرهق وأدت فرضها ومن ثم إحتضنت الفراش العزيز بكل حب وسعادة للأخبارالسعيدة التى تلقتها بأخر هذا اليوم العصيب وذهبت فى ثُباتٍ عميييق….كذلك الشباب"فهد وسعد وأدهم" أخذا كلاً منهم شاور وأدو فرضهم ولبثوا فى جناحهم وغاصوا فى نومهم….
-وصل "مالك" وأهله لمنزله وذهب كلاً منهم وأخذ شاور واحداً يلو الآخر وإنتهوا جميعاً وذهبوا للنوم الذى إشتاقت له أعينهم…..
-كذلك ما حدث عند"آدم" وعائلته فأخذ هو الآخر شاور دافيء بغرفته وذهب ليستريح فداهمه النوم ، دلفت لغرفتها بتعب بعد أن إطمئنت على إبنتها وأخذت شاور بغرفتها وأدت فرضها وفرض الصباح وركعتين لله بنية شفاء إبنتها وظلت تقرأ فى كتاب الله المجيد حتى أتاها النوم فأستسلمت له….ومازالت تلك الغافلة كما هي لا تعيي لما حولها أي هماً؛يكفي ما حدث لها ياسادة!!....وأخذت كل واحدة من رفيقتيها شاور بالمرحاض الخاص بها وإرتدوا ملابس من عندها للنوم ومن ثم نامت "تُقي" بجانبها بتعب وتمددت "ملك" على الأريكة التى بالغرفة فهذه الأريكة لها مهمتان منهم للجلوس وآخرى تنفرد وتصبح للنوم ، بغرفتها تبكي على حال شقيقتها يجول بعقلها الكثير من الأفكار السيئة بعض الشيء! أيعقل أن الحب يفعل بصاحبه هكذا؟ أيكون الحب قاسي لهذا الحد على المُحبين؟ إنى أُحب نعم أُحب ولكن هل سيحدث لي مثلما حدث لشقيقتي؟ لا فقلبي لا يحتمل! أعانك الله ياأختاه على هذا العذاااب!!..ونامت مكانها والحزن والدمع بعينيها…….
******************************************
"فى منزل ورد النجار"
-جاء الصباح عليهم بنسائمه العطرة ، وداعبت خيوط الشمس الذهبية عيون الوردة الرصاصية بحرافية ورومانسية وأفاقتها من حلمها الوردي مع فارسها المُحب….
-تملمت بفراشها بحبٍ وهيام وهى مُغمضة العينين فهذا الحلم يستحق كل هذا الدلع ولكن!!!!…
-تنظر إليها بحب أخوي تخلدا فى قلبيهما منذ أن تعرفوا على بعضهم البعض تبتسم عليها بمشاكسة حتى قطع نظراتها هذه رنين هاتفها برقم معشوقها الأبدي فأجابت على الفور…..
سارة؛:ألوو صباح الخير…
هشام؛:صباح السكر والورد والفل والياسمين وكل حاجه حلوة…
سارة؛:إحمممم إيه دا كله ياأستاذ..
هشام؛:طب حطي نفسك مكانى حد يسمع الصوت الجميل دا عالصبح كدا واحنا الساعه خمسة الصبح كدا ومايبقاش مبسوط….
سارة؛:إييييه خمسة الصبح إنت الظاهر ساعتك باظت ولا إيه ونظرت لساعتها بيدها وقالت؛: داأحنا دلوقتى الساعة ٨ونص وو...وصمتت لبرهة وقالت بفزع؛:يانهاااررر الساعه ٨ونص أحييييية!! الشركة!! يخربيتك"ياورد" باشمهدس"فهد" هيرفدنى بسببك قومى يازفته قومى…ربما نسيت هذا الذى تملكته نوبة ضحك شديدة لأنه لأول مرة يستمع لتلك الكلمات منها وبهذه التلقائية المباشرة…..
-إنتفضت بفزع من حلمها الرائع على صراخ تلك التى تهزها بعنف حتى كادت أن تسقط أرضاً فأسرعت وأمسكت يدها ولحسن الحظ أمسكت يدها التى بها الهاتف وإستمعت لضحكات رجولية بِهِ ، تلقائياً وضعت يدها على فم هذه المزعجة لتنصت للصوت جَيداً فإنتبهت لها"سارة" وما تحاول سماعه وأنصتت له هى الأخري وللحظة واحدة تذكرت أنه مازال على الهاتف ، إنتزعت يدها من على فمها بشدة وخجلت كثيراً حينما أدركت ماتفوهت به ففهمت"ورد" أنه المعشوق فأرادت أن تترك لها ولخجلها هذا مساحة وخرجت هى للمرحاض ، بعد خروجها رجعت مرة أخرى للهاتف وقالت بصوتٍ يكاد يكون مسموع؛:ا ااا إن إنت س سمع ت إيه بالظبط…..
-مازال يضحك عليها ولكن كف لثانية عن الضحك وقال بصعوبة فى حديثه؛:ههه ا لا لا ماسمعتش حاجه ما ماتقلقيش…
-أجابته بخجل؛:ا اا ع على فكرة ع عا دى ي يعنى….
-تحدث بثبات زائف؛:إحمم هو إيه اللى عادى"ياسارة"....
-أجابت سارة بغضب؛:مافيش"ياهشام" أنا هقوم عشان ألبس وأروح الشركة كفاية تأخير لحد كدا...ومن شدة الغضب والخجل والغيظ التى هى بِه أغلقت الهاتف بوجهه دون الإستماع لردِه الآتي……
-خرجت من الغرفة بكامل غيظها قابلتها"ورد" وهى عائدة من المرحاض ، تعجبت من مظهرها هذا كادت بسؤالها ولكن لم تستطيع فتركتها هى الآخري وذهبت للمرحاض وهى تتمتم بكلمات غير مفهومة….
-دلفت للغرفة وهى تضحك عليها قامت بتجفيف شعرها الأسود الحريري أمام المرأة وتتذكر هذا الحلم الرائع وتتمني تحقيقة!! ربما لاتعلم أن ذاك الحلم سيكون مأساة بعد ذلك!! لم تُكمل هذا الحلم بسبب تلك المُزعجة، ربما لو كانت أكملته لأدركت أنه ليس بالرائع وإنما بالمُروِعْ لها من هذا الفارس!!!.....
-دقائق ودخلت عليها الأخري وأخذت منها المنشفة بغيظ وجففت شعرها الأكرت بعض الشيء بعبس ، فضحكت عليها وصمتت فوراً عندما رمقتها بنظرة قاتلة…
-تحدثت ورد بتعجب؛:إنت قفلتي مع"هشام" علطول كدا ليه!!...
-نظرت لها وقالت بسخرية؛:البركة فى حضرتك ياإمبراطورة…
-تعجبت كثيراً من نبرتها هذه وقالت؛: إمبراطورة إية؟ بت إنتى إتجننتي…
-تحدثت سارة بغضبٍ فتاك؛:مش هسامحك على الكسفه اللى كنت فيها "ياورد"....
-إنفجرت الوردة ضاحكةً عليها؛:هههههه طب وأنا ذنبي إيه إنتى اللى إتكلمتى مش أنا ، هو إنتى قولتي كلام جامد يعنى وكدا ولااا…
-نظرت لها سارة بغضب ثم هدأت ملامحها وقالت بتعلثم؛:ا م أن ق قلت كلام زفت….
-شهقت"ورد" بسخرية؛:ياخرااابى كلام زفت خالص مااالص….
-صرخت بها سارة بغضب؛:وررردددد يلا إنجزى إحنا إتأخرنا على الشركة ولا عايزه "فهد" باشا يرفدك من قبل ماتتقبلي أصلاً….
-أسرعت من أمامها ناحية خزانتها بخوف زائف وهى تقول؛:لا لا طبعاً هو أنا أقدر أتأخر دا أنا ماصدقت هلبس حالاً أهو….
-ضحكت تلك الغاضبة على تصرفها الكوميدي هذا ؛ فإبتسمت "ورد" بإنتصار بأنها رسمت تلك الإبتسامة والضحكة على وجهه رفيقتها ثانياً….
-الأصدقاء؛أجمل الأشخاص اللذين يمرون بحياتنا ، علاقة قد تكون ناجحة دائماً أو فاشلة دائماً ، تتوقف على الإختيار للشخص المناسب الذى يحمل لقب صديق ، فقد كان "أبي بكرٍ الصديق رضي الله عنه" "خير صديقٍ للنبي صلَّ الله عليه وسلم" ؛ فأحسَنَ النبي إختياره ، ليس الصديق وقت الضيق فقط ، بل وقت الفرح وقت النجاح وقت النُزهة، نوعٌ من الأصدقاء يفرح لفرحنا ويحزن لحزننا، والنوع الآخر يفرح لفرحنا ويشمت لحزننا وفشلنا ، كم مِنَّا فقد صديق لديه كان يعتبره الأخ والسند ، كم منَّا تمسك به صديقه لأنه صديقٌ حقيقي ، الصَّداقة حبٌ لمن يصاحب بصدق والموتُ أفضل لمن ليس لديه صديقٌ مُخلص، الصديق الحقيقي هو من يقرأك دون حروف من يفهمك دون كلام من يُحبَك دون مُقابل ، أعتقد إن الصديق الحقيقي هو بمُجرد ما تفتكر إسمه تنسي أحزانك وضيقتك ، وأعتقد أن الشعور بالحب تجاه شخص مُعين هو أفضل شعور ولكن لاحظت إن حب الصديق أروع فنحن نخسر من نُحِب ولكن لانخسر أبداً الأصدقاء المُخلصون..بإختصار الصداقة مثل الدُنيا..فانية!!..إلا من رحِمَ ربُه….ويكفي ذلك لأني مثلي مثل الآخرين الذين أصابتهم خيبة الأصدقاء وخُذلانهم!!.......
*************************************************
-مرَّ بعض الوقت عليهم وإنتهت كلاً من"ورد وسارة" من تجهيز أنفسهم وتأدية فرضهم الصباحي وحضرن الفطار معاً بسعادة بينهم ومزاح لاينتهي حتى أفاق أخيها على صوت ضحكاتهم هذه فخرج من غرفته وصبَّح عليهم ودخل للمرحاض توضأ وخرج أبدل ملابس النوم ومن ثم أدى فرضه الصباحي ، وإنتهوا الفتيات من تحضير الفطار ووضعوه على السفرة الصغيرة هذه وجاء "أحمد" وجلس معهم وشرعوا فى الأكل وهم يتحدثون معاً عن ليلة البارحة وماحدث فيها وبينهم المزاح والضحك مستمر ، إنتهوا من الإفطار وقاموا بتنضيف السُفرة والمطبخ أيضاً وطلبت"ورد" من أخيها أن يبقا بالمنزل حَتْى عودتها كالعادة وإذا رغب بالخروج فليخرج لبيت عمه فقط وإستعدت هى و"سارة" للخروج وبالفعل ذهبوا لإمبراطورية الصياد…….

-وصلوا للإمبراطورية فى الوقت الذى وصل به "فارس" أيضاً لأنه تحدث مع زوجته"ورد" بالهاتف منذ قليل وأخبرته أنهم ذاهبون للإمبراطورية ، فجاء ليأخذها ويقضون اليوم معاً كنزهة وأخبر "سارة" أنه لا يأتي أحداً من الفهد ولا أصدقاءه اليوم للإمبراطورية وأخبرهم بما حدث بالأمس وأخذ زوجته ورحل من الإمبراطورية…..
***************************************
-مرَّ الوقت ببطءٍ شديد كأنه جبلٍ من ثُقلِه يتحرك بحركة الطفل الرضيع…
-ربما إنتهي وقت المحلول لهذه المليكة ففاقت ببطء ومازال التعب يداهمها ، تملمت ببطء فى الفراش بآنينٍ خافت فاقت على أثرة"ملك" فأسرعت إليها بلهفة وجلست على ركبتيها بجانب الفراش أرضاً وإنتظرت إفاقتها وفتح عيناها….
-ظلت تقاوم التعب حتى نجحت فى فتح سماويتيها ببطء وقالت؛:ا اممم ما م ا…
-أجابت ملك بحذر؛:حبيبتي حمدالله على سلامتك ياعمري ،"مليكة" إنتى شايفانى؟….
-أجابتها بتعب وهى تفتح عيناها ببطء مرات متلاحقة؛:ا أيوة ش شيفاكي يا "م لك"...
-إبتسمت"ملك" بسعادة لردِها عليها وساعدتها فى الإعتدال لرغبتها فى ذلك...وحرصت على أن تؤكد على"مليكة" أن تنتبه للكانولة التى بيدها…
-جلست بعدما إعتدلت بإرهاق وللحظة تذكرت ماحدث فأدمعت عيناها ومن ثم هرولت الدموع على وجنتيها بسرعة كأنهما فى سباق ؛ فحزنت"ملك" عليها وأخذتها بأحضانها لتُهدئها ولو قليلاً وكأنها كانت تحتاج لمن يحتضنها ليعطي لها الإذن بالإنهيار مرة أخري ؛ فزادت من البكاء وعلت شهقاتها فأفاقت"تُقي" على صوتها ومن ثم إحتضنتها هى الأخري ويقولون لها بعض الكلمات لتهدئها…..
****************************************
-مضي اليوم والأحداث كما هى…
-لم يخرج أحداً من غرفته أو جناحه حتى حل المساء على الجميع بما يحمله من مفاجاءات......
-رجعت الوردة مع فارسها بعد يومٍ قضوه فى سعادة وحب ورومانسية من تصويرها سيشن رائع بعد أن أخذها لمول فخم وإشتري لها الكثير من الملابس ولأخيها أيضاً وكثيراً من الألعاب التى أختارتها هى لمعرفتها زوق أخيها المُشاكس والكثير من الشيبسى له والشيكولا لزوجته ، وإرتدت فستاناً باللون البنفسج الذى يعشقه هو وحجاب باللون الأبيض المُزين بالخرز المُختلط من اللونين الأبيض والبنفسج ، وتاج على رأسها وضعه بنفسه لتكون ملكة لقلبه ، ووضع لها بنفسه روچ خفيف باللون الوردي الغير ظاهر لأحدٍ غيره ، وأخذها للسيشن وإنتهوا منه وذهبوا لمكان رومانسي تناولوا الغداء ومن ثم أخذها للسينما ليشاهدوا فيلم رومانسي وبعد ذلك إستقلوا السيارة وقضوا باقى اليوم فيها وهم يتجولون بشوارع القاهرة ويشتري لها المُثلجات وغير ذلك ، حتى جاء عليهم المساء وما أحلاها القاهرة بالمساء والأنوار تُزينها كعروس جميلة بليلة زفافها ، ولا يخلوا هذا الوقت من الكلام الرومانسي بين الحبيبين…وأنتهوا من يومهم وأوصلها للمنزل ونزل وساعدها بالأشياء الكثيرة التى معها ووضعهم على الطاولة بالصالة وسَلمَ على أخيها وأعطى له ما إشتراه له وإحتضنها وقبل جبينها بحب ورحل بعد ذلك ليستريح من عناء يومين كاملين ، وبقيت هى بين السعادة والفرح وكثير من المشاعر الجميلة بهذا اليوم بسبب محبوبها ولكن هل ستدوووم؟...أخرجت هاتفها وطلبت صديقتها"سارة" لتطمئن عليها وجدتها قد عادت للمنزل وجالسة مع والدتها يتحدثان فأخبرتها بما حدث معها كاملاً وهى سعيدة والأخري تدعوا لها بالفرح والسعادة وأغلقت معها الهاتف وذهبت لتجهيز كل هذه الأشياء بمكانها الصحيح وبعد ذلك تري ماذا عليها فعله……
-فى "فيلا آدم" أفاق الجميع من نومه وبقوا بغرفهم لم ينزلوا للأسفل ، وتناول هو ووالدته العشاء فقط بعد عدة محاولات فاشلة مع شقيقتيه الإثنان بالنزول ولكن رفضوا حتى أصدقاء شقيقته…..
-فى منزل "ياسين الشرقاوي" أفاقوا من نومهم وجهزو وأدوا فروضهم وجهزوا العشاء وتناولوا معاً والحزن مُخيم عليهم لما حدث….
-فى منزل"آسر الشامي" أفاق من النوم وأبدل ملابسه وطلب طعام دليفرى عبارة عن بيتزا ومعها مشروب مُثلج ، وإنتهي منه ثم ذهب لغرفته وأمسك هاتفه وطلب معشوقته ليتحدث معها وجدها هى الأخري قد فاقت من نومها منذ قليل وإنتهت من العشاء هى الأخري وظلوا يتحدثون معاً ولا يخلو حديثهم عما حدث بالبارحة……
-فى منزل" ساندي المالكي" أفاقت من نومها لم تجد أبيها بالمنزل فدخلت للمرحاض وأخذت شاور دافيء وأبدلت ملابسها وأدت فروضها وتناولت القليل من الطعام وتفكر فيما حدث وفيما قالته "فاطمة" عن موضوع إعترافات الشباب لها ، وتفكر كيف تعترف لمن تُحب بما فى قلبها تجاهه وجلست على الأنتريه بالصالة أمام التلفاز تقلب به حتى يحلو لها شيئاً تسمعه لحين وصول أبيها من الخارج…...
"فى قصر الصياد"
-أفاق الجميع من نومه وأخبر الفهد الدادة"سعاد" بأن تُحضر لهم العشاء فلبت الطلب وهااا قد تم تجهيز العشاء…
-نزلوا جميعهم للأسفل ليتناولوا العشاء معاً ونزل الفهد بمساعدة أصدقاءه وجلسوا معاً على الطاولة وشرعوا فى الأكل…..
-بعدما إنتهوا من العشاء خرجوا للصالون وجلسوا معاً وبدأ الحديث بينهم لحين أن تأتى لهم الدادة بالمشروبات التى طلبوها منها…
-تحدثت عبير بهدوء؛:هو إنت هتشوف "مليكة" فى الإسبوع اللى حددته دا يَا"فهد"....
-أجابها بغموض؛:هو مش لازم أصلاً…
-تعجبت كثيراً وقضبت حاجبيها وقالت؛:يعنى إيه مش لازم؟….
-نظر لها وأكمل بثبات؛:يعنى قدامها أنا أصلاً ماأعرفهاش…
-تحدث سعد بترقب؛:وإيه خطتك "يافهد"؟…
-إبتسم إبتسامة هادئه وقال؛:خطة خفيفة كدا يعنى مش هتأذي حد وو قطع حديثه رنين هاتفه برقم "آدم" فأجاب على الفور لما شعر به من خوف…..
فهد؛:ألوو أيوة "يااآدم"....
آدم؛:ألوو ممكن تفهمنى دا أخرته إيه؟…
فهد؛:مش فاهم هو إيه؟…
آدم؛:اللى أختي فيه دا أخرته إيييه؟…
فهد؛:م "مليكة" ه هى مالهاا ه هى كويسه صح؟…
آدم؛:هتكون كويسه إزاى إنت ماشفتهاش كانت عاملة إزاى فى المستشفي ، أنا مش بحب أشوفها كدا مش بستحمل أشوف دموعها ولا بحب أشوفها منهارة كدا"يافهد" أرجوك…
فهد؛:أرجوك إنت أنا عارف أنا بعمل إيه كويس وإنت أكيد مش هتتعذب العذاب اللى أنا فيه وأنا عارف إنها مش كويسه ، صدقنى عايز أخليها تثبت لنفسها إنها بتحبنى قبل ماتثبتلي أنا إنت فاهمنى…..
آدم؛:فاهمك "يافهد" فاهمك بس أرجوك بلاش تخليها تشوفك الأسبوع دا أنا مش هستحمل حاجه تحصلها…
فهد؛:هحاول سيبها بظروفها "ياآدم"…
آدم؛: أنا مش عارف هى هيكون رد فعلها إيه لما تعرف اللى إحنا بنعمله دا أكيد هتزعل مننا كلنا تزعل بس دى ممكن تقاطعنا لسنين عادى إنت ماتعرفش "مليكة" زيي…
فهد؛:إن شاءالله مش هيحصل حاجه صدقنى…
آدم؛:ماشي "يافهد" لما نشوف ، المهم إنت أخبارك إيه؟..
فهد؛:أنا الحمدلله كويس إتعشينا من شويه وقاعدين أنا "وعبير" والشباب أهو وكنا لسه بنتكلم فى موضوع "مليكة" برضه….
آدم؛:طب الحمدلله إمممم طيب خططوا براحتكم فى الآخر إنت اللى هتشيل الليلة كلها لوحدك عشان حضرتك البوص والعقل المُدبر….
فهد؛:هههه ماشي ياعم ، قولي هى "مليكة" أكلت ولا لا؟…..
آدم؛:هو دا سؤال؟ بزمتك يعنى بعد كل اللى حصل دا هى هيكون ليها نفس تاكل دا ولا هى ولا حتى إصحابها نزلوا أكلوا معانا ولا حتى "مي" فى أوضتها هى كمان من ساعت ما جينا وأكلت أنا وماما بس وبالعافية كمان….
فهد؛:كمان!! طب ما حاولتش معاها ليه"ياآدم" هى بتسمع كلامك….
آدم؛:لاااا أنا ماأقدرش أتكلم معاها أصلاً لو كلمتها وشوفتها بتعيط كدا ممكن أعترف بكل حاجه قصاد دموعها دى ، "يافهد" والله أنا ساكت غصب عني ومش عايز أكون قدامها خالص ولا أشوفها عشان ماأضعفش….
فهد؛:بليززز حاول لو حتى عن طريق "ماما فاطمة" عشان ماينفعش تفضل من غير أكل كدا أرجوك ساعدنى ياأخي وإلا والله أقَفْلَكْ فى موضوع "عبير" وأخليها ماتوافقش وهى طبعاً ماتقدرش ترفضلي طلب وإنت فاهم بقا….
آدم؛:إييه لا بالله عليك أنا ما صدقت ماما إتكلمت معاك وطلبتها منك
وإن شاءالله لما خطة حضرتك تخلص هنيجى نطلبها منك وهكتب الكتاب علطول لإنى مش قادر أستنى بصراحه يعنى….
فهد؛:ياعم أعتبرنى أخوها حتى وإتكسف على نفسك شويه ، بس برضه أنا عند كلامي عشان اللى ليك إعمل اللى عليك ولا إييه؟…..
آدم؛:خلاص مااشى هحاول مع إنها صعبة شويه بس كله يهون عشان ملاكي♥️…..
فهد؛:لا أنا بس اللى أقولها ملاكي إنت فاهم ، إنت ماتقولهاش كدا أحسنلك…
آدم؛:خلاص خلاص ولا تزعل نفسك كله يهون عشان بنت قلبي وعيون بنت قلبي وقُرب بنت قلبي♥️….
فهد؛:أمممم حلوة دى وإهدى على نفسك شويه مش كدا بلاش تتدلق لحسن تتقلب على وشك ويحصل معاك زيي…
آدم؛:لاااا هو أنا زيك ولا إييه أنا أختلف عنك بكتير وبعدين أختك بتحبني وأنا بموت فيها يبقا مافيش أى مشكله الطرفين بيحبوا بعض يبقا نستنا إييه؟…
فهد؛:هههه ماشي ياعم أما نشوف هتعمل إيه..و"مي" مش بتآكل ليه؟…
آدم؛:أكيد يعنى عشان"مليكة" هى "مي" كدا من صُغرها متعلقة بيا أنا و"مليكة" جداً يمكن أكتر من ماما عشان إحنا اللى كنا معاها من صُغرها وكبرت على إيدينا برضه ولما حد فينا يكون زعلان هى كمان بتكون زعلانة وبتمنع أكل وشرب وكل حاجه برضة زينا لحد إحنا مانكون كويسين هى بترجع تانى طبيعي..وبعدين بقولك لو حبيبتي جنمبك إديهالى أكلمها…
فهد؛:إمممم "عبير" "آدم" عايز يكلمك خ..يابت ههههه طلعت تجري على المطبخ ههههه مكسوفة…..
آدم؛:بقا كدا طيب ماشى ، "فهد" إديني رقمها لو سمحت…
فهد؛: دا تهديد دا ولا إييه؟..
آدم؛: لا أبداً يابرنس مش تهديد ولا حاجه والله بس عايز رقمها عشان أكلمها طالما هى بتتكسف كدا….
فهد؛:إمممم طيب بس بشرط إديني رقم "مليكة وتُقي وملك" وأهو نوفق رسين تلاته فى الحلال أه ورقم "مي" كمان أحسن "إياد" هياكلنى……..
آدم؛: إممم ماشي بس "مي" مش معاها موبايل ودا طلبها على فكرة إنها مايكونش معاها موبايل غير لما تخلص الثانوية العامة زي ماحصل مع"مليكة" ، وإكتب عندك رقم "مليكة" ٠١٠…… ، ورقم"ملك" ٠١١……. ، ورقم"تُقي"٠١٢…….. ، ويلا بقا إديني رقم حبيبتي….
فهد؛: أوك إكتب عندك ٠١٠……. ، طب نوصل ل"مي" إزاى؟…
آدم؛:إممممم عن طريق موبايلي أنا أو موبايل "مليكة" أو عندى فكرة ممكن عند طريق موبايل ماما هقول لماما وهى هتوافق أكيد….
فهد؛: طب إدينى رقم ماما "فاطمة" "ياآدم"....
آدم؛:أوك إكتب عندك ٠١١…….. كدا تمام وربنا يستر بقا من اللى هيحصل سلام يازعيم……
-وأغلق الهاتف والفهد يبتسم على مشاكسته هذه وخوفه من القادم وما سيحدث من شقيقته….
-تدخل "سعد" بفضول؛: هو إنت جبت رقم "ملك" والبنات ليه"يافهد"؟…
-رفع عيناه الذهبية هذه له وقال بسخرية؛:أصل أنا معجب بيهم هما التلاته وهكلمهم هما التلاته برضة عندك مانع؟….
-إلتهم كلماته الغاضبة عندما أخذ المشروب الذى أتت به "عبير" وإرتشفه ليكتم غيظه من رفيقه….
-ضحك عليه "أدهم" وقال؛:هههه إنه سؤالٌ ذكي ، وإجابة مُقنعة بالفعل يارفيقي ههههه!.....
-صمت فوراً عندما رمقه"سعد" بنظرة نارية تكاد تفتك بشفتاه الضاحكتان...ونظر للفهد وقال بخوفٍ زائف؛:اا بس إنت ماجبتليش رقم "نادين" "يافهد"....
-نظر له وهو يرتشف ما بيده وقال بحدة؛:إنت مجنون "ياأدهم" هجيبلك رقم المُنتقبة دى ليه؟….
-فزع من نبرته هذه وضحكت"عبير" عليه وإنتظرت ردُه وتفاجئ هو بردِه الغريب له وقال بتعجب؛:ليه "يافهد" فيها إيه يعنى بحبها وهتجوزها يبقا إيه اللى يمنع؟…
-نظر له"سعد" وقال بسخرية؛:ولااا إنت مسلم إزاي؟ والله أشُك فى كدا! ياغبي إفهم دى مُنتقبة يعنى مُلتزمة بدينها وعندها إنها تكلم شاب لا يجوز ليها بأى صِلة دا حرام وهو حرام فعلاً.. ماتفكرش إنك عايش فى لندن وإن البنت اللى تعجبك تاخذ رقمها وتقابلها عادى لا هنا تختلف بكتير وبعدين المفروض تغير عليها شوية لو بتحبها….
-رمقة بغضب وقال؛:والله مش مضطر أثبتلك أنا بحبها قد إيه؟ وأنا بغير عليها حتى من نفسي فأكيد مش هكون زى ماأنت فاهم.. وبعدين أنا عاوز رقمها ومش هكلمها غير لما أتقدملها ياغبي إنت أنا فاهم ديني كويس وفاهم إن دا حرام مش معقول هروح أعمله يعنى…
-تحدث الفهد بنبرة حازمة لينهي الجدال بينهم؛:ممكن نسكت شويه؟ أنا تعبان ومش قادر…ونظر "لإياد" الذى يستمتع بالحديث بينهم بتسلية؛:وإنت كمان مش هتقول حاجه؟…
-نظر له "إياد" ثم إعتدل فى جلسته وقال بهدوء مُسالِمْ؛:اا لا هقول إيه يعنى؟ هو فيه كلام بعد كلامك يازعيم….
-قطعت هى الحديث بينهم مرة أخرى بقولها بصدمة؛:إنت؟؟؟…....
إستووووووووووب🤚🤚🤚
نكمل الحلقة القادمة😝😝😝

admin
admin
تعليقات