رواية عشق تحت القيود الفصل الاول 1 والفصل 2 بقلم هاجر عبد الحليم

الفصل الاول من رواية "عشق تحت القيود" بقلم هاجر عبد الحليم.

رواية عشق تحت القيود الفصل الاول 1 والفصل 2 بقلم هاجر عبد الحليم

عشق تحت القيود الحلقة الاولى

في قلب الظلام، حيث لا أحد يسمع سوى همسات القلوب، هناك حبٌ يتفجر في الصمت، محكومٌ بالقيود.

عادل، الرجل الذي اختار أن يبني حياته على أساس من العادات، لكنه لا يستطيع الهروب من قلبه الذي ملكته وسام. حبٌ خفي، ينبض بين الجدران، يكتنفه الصمت والسرية، لكنه لا يعرف الخفاء.

بينما يسكن قلبه حبٌ لا يراه أحد، تظل القيود تقيده، تراقب كل خطوة، وكل لحظة، وكل نبضة. هل يمكن لهذا الحب أن يظل في الظلال، أم ستأتي اللحظة التي تكشف فيها كل الأسرار؟

رواية عشق تحت القيود الحلقة الاولى للكاتبة هاجر عبدالحليم


كانت وسام مستلقية بجواره، تستمع لصوت أنفاسه المنتظمة، متأملة وجهه الذي بدا مسالمًا لأول مرة منذ زمن. نور الفجر يتسلل بخجل عبر الستائر، يعانق ملامحه التي تحمل تعب الأيام وضغوط الحياة. مدت يدها برفق ولمست وجنته بأطراف أصابعها، وكأنها تخشى أن توقظه. لكنه تحرك ببطء، فتح عينيه ليراها تنظر إليه بعمق.

عادل (بصوت ناعس وابتسامة):
"إيه؟ بتراقبيني وأنا نايم؟"

وسام (بخجل):
"بحاول أفهم... إزاي كل ده اللي بنعيشه حقيقي؟"

عادل (وهو يقترب منها ويمسك يدها):
"وسام، إنتِ أكتر حاجة حقيقية في حياتي. وسط الزيف اللي حواليا، إنتِ الحقيقة الوحيدة اللي متمسك بيها."

وسام (تتردد قليلًا):
"بس ياعادل ... إحنا بنعيش حاجة صعبة، حاجة مش عارفين نهايتها فين. أنا بحبك، بس بخاف من كل اللي حوالينا... بخاف نخسر بعض."

عادل (بحزم):
"مين قال إننا هنخسر بعض؟ ياحبيتي ، طول ما إنتِ جنبي، أنا قادر أواجه أي حاجة. كل حاجة حواليا، العيلة، الشغل، المشاكل... كلها بتختفي لما أكون معاكي."

وسام (وهي تنظر في عينيه):
"وأنا بحس كده برضو، بس... ساعات بحس إننا بنهرب من الواقع، وإن الحب ده مش كفاية."

عادل (يبتسم بحنان):
"إنتِ الحب الوحيد اللي محتاجه. ياروح قلبي ، لما أكون معاكِ، بحس إني حر. بعيد عن كل حاجة بتضغط عليا. في حضنك أنا مش المدير ولا الزوج، أنا بس عادل... اللي بيحبك."

تبتسم وسام، لكنها ما زالت تحمل في عينيها نظرة قلق.

وسام:
"وأنا مش عايزة أكون سبب إنك تخسر كل حاجة. مش عايزة أكون سبب تعبك."

عادل (مقاطعًا، ويمسك وجهها بكلتا يديه):
"إنتِ السبب الوحيد في إن حياتي ليها معنى. إنتِ اللي بتخليني أتحمل كل ده.
ياوسام أنا عشت حياتي كلها أدّي واجبي، ألبّي توقعات الناس، لكن عمري ما كنت سعيد بجد إلا لما عرفتك."

وسام (بدموع تحاول كتمانها):
"وأنا مش هسيبك، بس لازم نبقى أقوى. لازم نكون مستعدين لأي حاجة."

عادل (بصوت مطمئن):
"وأنا مستعد، طول ما إنتِ جنبي. إحنا هنعدي كل حاجة مع بعض."

في تلك اللحظة، كان حديثهما أشبه بعهد صامت، وعد غير منطوق بالبقاء سويًا مهما كانت الظروف. كان عادل يجد في وسام ملاذه من عالم مليء بالضغوط، بينما كانت وسام تجد فيه الأمان الذي افتقدته طويلًا.

رغم الخوف الذي يحيط بهما، كانا يتمسكان بلحظاتهما الصغيرة، تلك التي لا يعرفها أحد سواهما، حيث الكلمات تصبح أضعف من أن تحمل كل ما يشعران به.
❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️
وسام كانت واقفة في المطبخ، تحرك الملعقة في كوب القهوة الذي بدأ يبرد بين يديها. عيناها زائغتان، تفكر في حياتها معه، في اللحظات التي جمعتها بعادل، وفي الحب الذي جعلها تتمسك به رغم كل شيء. فجأة، قاطع أفكارها صوته القادم من غرفة المعيشة. كان يتحدث عبر الهاتف بنبرة دافئة، مختلفة تمامًا.

عادل (من بعيد):
"عارفة يا داليا... إنتِ أهم حد في حياتي. عمري ما هقدر أوفيكِ حقكِ، ولا أقدر أنسى اللي عملتيه عشاني."

وسام تجمدت مكانها، شعرت وكأن قلبها توقف للحظة. الكلمات اخترقت صدرها كسهام، مشاعر الغيرة والخذلان تملكتها. حاولت أن تبتلع الغصة التي في حلقها، لكن إحساس الألم كان أقوى.

أنهى عادل مكالمته ودخل المطبخ مبتسمًا، يبحث عن وسام.

عادل (بحنان):
"وسام، عاملة إيه يا روحي؟ تعالي هنا..."

مد يديه نحوها ليحتضنها، لكنها تراجعت خطوة للخلف، تنظر إليه بنظرة جامدة، تحاول أن تخفي مشاعرها المتلاطمة.

عادل (يستغرب):
"مالك؟ إنتِ كويسة؟"

لم ترد. التفتت بسرعة وخرجت من المطبخ متجهة إلى غرفتها، تحاول أن تهرب من المواجهة.

عادل تبعها بخطوات سريعة، دخل الغرفة وراءها، وعيناه تبحثان عن إجابة في صمتها.

عادل (بحدة):
"في إيه يا وسام؟ أنا حاسس إنك متضايقة. قوليلي إيه اللي مضايقك!"

وسام ظلت صامتة، عيناها زائغتان بعيدًا عنه، لكنها لم تستطع إخفاء دموعها التي بدأت تسيل بصمت.

عادل (بدأ يفقد أعصابه):
"ماينفعش كده، ياوسام ! أنا مش هقدر أستحمل إنك تبعدي عني بالشكل ده. قوليلي إيه اللي حصل!"

مد يديه إليها، أمسك ذراعيها بقوة، نظراته تحمل مزيجًا من الغضب والارتباك.

وسام (بصوت مختنق):
"سيبني يا عادل... سيبني!"

لكنه لم يستطع أن يتوقف. اقترب منها أكثر، عيناه تشتعلان بشعور من التملك والغيرة الممزوجة بالغضب.

عادل (بصوت خافت لكنه حاد):
"إنتِ ليّا، ياوسام محدش يقدر يبعدني عنك، ولا حتى إنتِ. فاهمة؟"

اقترب منها أكثر، يمرر يديه على وجهها بعنف لكنه كان عاجزًا عن كبح مشاعره. دموعها جعلت قلبه ينكسر فجأة، لكنه لم يستطع التراجع. احتضنها بشدة، وكأنه يحاول أن يثبت أنها ما زالت له.

وسام (تبكي):
"عادل... مش كده. أنا تعبت!"

صمت للحظة، ثم رفع وجهها، قبلها على جبهتها بحنان، ثم على شفتيها بقوة، وكأنه يحاول أن يزيل كل الفجوة التي بينهما. رفعها بين ذراعيه ووضعها على السرير برفق، عيناه تحكيان آلاف الكلمات التي لم يستطع نطقها.

كان الألم والخوف والحب يتصارعون داخل كل منهما. لم يكن اللقاء جسديًا فقط، بل كان محاولة يائسة لردم الفجوة التي بدأت تتسع بينهما. كل لمسة كانت تحمل اعتذارًا غير منطوق، وكل همسة كانت تصرخ بأنهما لا يستطيعان التخلي عن بعضهما البعض، مهما كانت الظروف.
❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️
كانت الغرفة ما تزال تحتفظ بدفء لحظاتهم، ولكن وسام شعرت بشيء ثقيل في صدرها، كما لو أن كل شيء قد تغير. بعد أن انتهيا من لحظاتهما الخاصة، كانت تنفث أنفاسًا متسارعة، مشاعرها متناقضة في تلك اللحظة، شعرت بشيء من الرغبة والاشتياق، ولكنها لم تكن قادرة على التعايش مع الحقيقة التي كانت تحيط بها.

أخذت خطوة بعيدة عن عادل، تحاول الهروب من نفسها. وقف عادل بجانب السرير، يعاتب نفسه في صمت لأنه شعر بالثقل في قلبها، لكنه لم يفهم بعد سبب ابتعادها المفاجئ. حاول أن يمد يده تجاهها، ولكنها رفضت بحركة سريعة.

وسام (بصوت هادئ، وفي عينيها نظرة متألمة):
"بلاش.. خليني لوحدي ارجوك انا مش ههرب منك بس محتاجة وقت لنفسي

لم يكن هناك ما يقوله عادل سوى الصمت، وقد شعر أنه لا يستطيع الدخول إلى عمقها، إلى ما كانت تشعر به. لكنها كانت تحتاج لبعض الوقت، بعض المسافة لتستطيع أن تتنفس، أن تفهم ما يدور داخل قلبها.

وسام قامت ببطء، شعرت بألم في جسدها، وبالرغم من أن رغبتها كانت ما تزال مشتعلة بداخلها، إلا أن هناك شعورًا بالقهر يغمرها. توجهت إلى الحمام بعينيها المرهقتين، وأغلقت الباب خلفها، لتغسل وجهها بالماء البارد، عسى أن يزيل بعضًا من الضغط الذي كانت تشعر به.

تحت دش الماء، تركت نفسها تتنهد. كانت تبحث عن الراحة، عن شيء يمحو عن قلبها هذا الشعور القاسي الذي بدأ يتراكم بداخلها. لكنها عندما نظرت إلى نفسها في المرآة، لم تستطع أن تنكر ما كان يحترق بداخلها.

عينها كانت تركز على انعكاسها في المرآة، كانت تبحث عن إجابة في ملامح وجهها، عن تبرير لهذا الحب الذي تعيشه في الظلام. لم تستطع أن تسيطر على نفسها، وعينيها امتلأت بدموع كانت تحاول كتمانها. كيف يمكنها أن تتقبل أن تكون في هذا الموقف، في علاقة لا تعرف النور، بينما هناك امرأة أخرى، غريمتها، تعيش مع عادل في الضوء؟

وسام (بصوت هادئ، وكأنها تتحدث مع نفسها):
"إزاي قبلت ده؟ إزاي قبلت أعيش في الضلمة دي وأنا عارفة إن في حياة تانية... ف نور... وفي حكايات تانية مع غيري ليه ياوسام رخصتي نفسك بالشكل دا عشان الحب طب ياتري هو بيحبك فعلا؟"

كانت تشعر بالقرف، ليس من جسدها، بل من نفسها. كيف كانت قد قبلت الزواج بهذا الشكل، وكيف استكانت لهذا الوضع الذي يجعلها في الظل بينما غيرها يعيش في النور؟

وسام (وهي تتنهد بصوت مختنق):
"ليه يا وسام؟ ليه قبلت تكوني في مكانة زي دي؟ مش قادرة أصدق إنك عايشة في الخفا وفي الوقت نفسه مستسلمة ليه بكل الضعف دا

شعرت وكأنها تنهار، ولكن الماء الذي ينساب على جسدها كان يخفف بعضًا من ثقلها. لكنها ما زالت عالقة بين الرغبة في حبه وبين الكراهية لواقعها. حاولت أن تجلس على حافة الحمام، عيونها مليئة بالدموع التي لا تستطيع إخفاءها.

وسام (بصوت ضعيف، وكأنها تهمس لنفسها):
"أنا ليه مش قادرة أهرب من إحساس الغيرة والضعف ده؟ ليه طول ما هو معايا، عمري ما هقدر أكون حرة؟"

أخذت نفسًا عميقًا، وأغلقت عينيها لحظة، محاولًة أن تجد إجابة، لكن الإجابة كانت غائبة تمامًا. ثم خرجت من الحمام، تحاول أن تخفي دموعها، وأن تعود إلى عالمها المظلم الذي لا يراه أحد سواها.

وفي الغرفة، وجد عادل ينتظرها بقلق، لم يتحدث، لكنه كان يعرف أن هناك شيئًا قد تغير، وأنها ما زالت تحمل في قلبها أسئلة لا جواب لها.
❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️
كانت الصباحات تملؤها الهدوء، والمطبخ يغمره ضوء الشمس الخفيف الذي يتسلل من النوافذ. كان عادل ووسام يجلسان على الطاولة، يتناولان إفطارهما في صمت، كل واحد منهما يغرق في أفكاره. لكن الصمت الذي كان يملؤه هواء الصباح، بدأ يتكسر فجأة بحديث عادل الذي كان يراقبها بعينين مليئتين بالقلق.

عادل (محاولًا كسر الصمت):
"وسام، في حاجة مش مظبوطة فيكي، مالك؟ مش عارف اللي فيكي .. مش هتقوليني إيه اللي مضايقك؟"

نظرت إليه وسام بعينيها التي لم تخفِ التوتر والضيق، كان هناك شيء ثقيل في قلبها، شيء كانت تحاول كتمانه طوال الفترة الماضية. فجأة، انفجرت فيها كل مشاعرها، وكانت كلماتها تخرج بلا وعي، وكأنها كانت تنتظر الفرصة لتفرغ كل ما في قلبها من غضب وحزن.

وسام (بصوت متصاعد، وكأنها انفجرت):
"إيه اللي مضايقني؟!! إنت مش شايف إزاي إحنا عايشين؟ عايشين في ضلمة، في خيانة، في أكاذيب! ليه أنا هنا؟ ليه حياتي كلها ضاعت؟ وأنا دايمًا عايشة ف صندوق محدش يعرف بوجودي حتي انا توهت من نفسي ، ومراتك عايشة في النور! ليه لازم أكون دايمًا الطرف التاني؟ ليه يا عادل؟"

كانت الكلمات تخرج منها مثل السهام، وكل كلمة كانت تعبيرًا عن معاناة دفينة داخلها. كانت تمسك بذراع الطاولة بعنف، وصوتها يتقطّع بين الكلمات.

وسام (بكلمات ملتهبة):
"أنا عايزة حقي! مش كفاية اللي عشته في السكوت، في الغربة! عايزة حقي في الحب... في الاحترام. في العيشة اللي تليق بيا فين حقي فيك ياعادل فين؟

لكن فجأة، في لحظة من الانفعال، لم تستطع وسام أن تمنع نفسها من اتهامه بكل ما يحترق داخل قلبها. نظرت إليه بغضب شديد، ثم انفجرت فيه مرة أخرى.

وسام (بصوت عالٍ، بالغضب):
"أنت مش راجل، أنت مجرد شخص بيعرف يلبس الأقنعة. مش قادر تحترمني، ولا حتى تحترم نفسك ياعادل عشان فعلا شايفني زوجة ليك كنت هتفتخر بيا وتطلعني لكل الناس عشان تشوفني ومستحمل تعيش مع واحدة رخيصة عشان انت ارخص منها مليون مرة

في تلك اللحظة، فقد عادل السيطرة. شعور من الغضب الشديد اجتاحه، وحركته اللاواعية كانت عنيفة. ضربها بقوة على وجهها، كأنه لم يعد يستطيع تحمل كل ما قيل.

وكانت اللحظة صادمة له ولها على حد سواء. وسام تجمدت في مكانها، والدموع بدأت تتساقط من عينيها دون أن تستطيع إيقافها، بينما عادل نظر إليها بصدمة، قلبه ينفطر على ما فعله.

عادل (بحزن عميق، وهو يقترب منها):
"وسام... أنا... مش قادر أصدق إني عملت كده. أنا... آسف، والله... سامحيني ياوسام انا بعشقك مش بقدر اعيش من غيرك ابدا انتي روحي وكياني كله انا بتتفسك ياوسام اديني بس وقت وانا والله هعرف كل الناس

لكن وسام لم تتحرك، كان قلبها مليئًا بالكرامة الجريحة، وبالرغم من حبه لها، إلا أنها كانت غاضبة من تصرفه بشكل لا يمكن أن تحتمله. تراجعت عنه بسرعة، وأبعدت يديها عنه، ونظرت إليه بعينين مليئتين بالغضب والخذلان.

وسام (بحزم، والدموع تغرق وجهها):
"سيبني... سيبني لو سمحت."

عادل وقف هناك، عاجزًا عن إيجاد الكلمات المناسبة، وكان قلبه ينهار كلما رأى نظرتها الجريحة. حاول أن يقترب منها، أن يعتذر، لكنه كان يعلم أن هناك شيئًا قد تحطم في داخلهما. وفي النهاية، انحنى على الأرض، ومسح دموعه التي بدأ يشعر بها هو الآخر، ثم خرج من البيت دون أن ينطق بكلمة.

وسام ظلّت جالسة على الطاولة، عيونها غارقة في دموعها، قلبها متفجر من الألم. كانت ترى كل شيء أمامها يتداعى. تركت نفسها تبكي بصمت، حيث لم يعد لديها أي جواب سوى ألمها العميق.

عادل غادر، وذهب إلى عمله، تاركًا إياها تتعامل مع مشاعرها المكسورة، محاولًا أن يجد حلاً لما فعله، لكن كان هناك شيء بداخله يقول له إن الحل لن يأتي بسهولة، ولن يمر كل شيء دون عواقب.
❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️
في مكتب عادل داخل شركته الكبيرة، كانت الأجواء مليئة بالحركة والنشاط. كان المكتب يعكس شخصيته القوية، مليئًا بالصور الفاخرة والميداليات التي حصل عليها في مجال عمله. كان عادل يجلس وراء مكتبه، يراجع بعض الأوراق والمستندات المهمة. فجأة، دخل سامي، شقيق داليا، الذي يعمل أيضًا في مجال الأعمال، وكان يحمل بين يديه ملفًا يحمل تفاصيل صفقة كبيرة.

سامي دخل المكتب بخطوات ثابتة، وعينيه مليئة بالجدية والاهتمام. اقترب من عادل وجلس على المقعد المقابل له دون أن يقول كلمة واحدة في البداية.

سامي (بعد لحظة من الصمت، بصوت هادئ):
"إيه الأخبار؟ وصلت لمرحلة في المفاوضات؟"

عادل (بحسم، وهو ينظر إلى سامي بنظرة مركّزة):
"ايوة، الصفقة في طريقها للاكتمال، ولكن لازم نكون حذرين في التفاوض مع الطرف الآخر. التفاصيل الصغيرة ممكن تكلفنا كثير."

سامي (مستندًا إلى الملف الذي بين يديه، يرفع حاجبه قليلاً):
"إحنا عارفين إن الصفقة دي هتفتح لينا أبواب جديدة، لكن في الوقت نفسه، لازم نكون جاهزين لأي مفاجآت. الطرف الآخر مش سهل."

عادل نظر إليه بعينيه الثاقبتين، وفكر للحظة قبل أن يجيب.

عادل (بهدوء، وهو يمرر يديه على أوراقه):
"تمام، بس إحنا لازم نكون واقعيين. لازم نضغط في النقاط اللي تهمنا، ونكون جاهزين إذا حاولوا يغيروا شروط الصفقة في اللحظة الأخيرة."

سامي أومأ برأسه موافقًا، ثم أسند نفسه إلى الكرسي وبدأ يتحدث عن بعض التفاصيل التقنية والمالية التي كانت بحاجة للمراجعة.

سامي (بصوت منخفض ولكن حازم):
"أنا متأكد إن في بعض البنود في العقد هتكون نقطة ضغط. لو قدرنا نلعب صح، ممكن نجيب شراكة دائمة بدل صفقة لمرة واحدة."

عادل (مبتسم قليلًا، وهو يلمس بيده طرف ذقنه):
"ده بالضبط اللي كنت بفكر فيه. لو نجحنا في استغلال الفرصة دي صح، نكون حجزنا مكان لينا في السوق لفترة طويلة. أهم شيء إننا نثبت لهم قوتنا ومكانتنا."

الحديث استمر بينهما بحيوية، يتبادلان الأفكار والاقتراحات، حيث كانت الساعات تمر بسرعة في هذا النقاش المثمر. لكن في وسط الحديث، كان عادل يشعر بشيء غريب في قلبه، شيء من الحزن والقلق الذي لم يستطع التخلص منه. فكر للحظة في وسام وكيف كانت الأمور بينهما في الأيام الأخيرة، لكنه حاول أن يبعد تلك الأفكار جانبًا.

سامي لاحظ صمت عادل المؤقت، فرفع نظره إليه بدهشة.

سامي (مستغربًا):
"في حاجة ؟ شكلك مش في المود كده.؟

عادل فاجأه بنظرة سريعة، ثم ابتسم قليلاً وهو يحاول إخفاء ما يشعر به.

عادل (بابتسامة صغيرة، لكن صوته كان متوترًا قليلًا):
"لا، مفيش حاجة. بس ضغط الشغل بيأثر عليا، والأمور مش سهلة في البيت كمان."

سامي أومأ بفهم، لكنه لم يعلق كثيرًا على ذلك، بل عاد إلى التركيز على تفاصيل الصفقة.

سامي (بحزم):
"إذا كنت محتاج أي مساعدة أو رأي في الصفقة، أنا موجود. لازم نكون يد واحدة عشان ننجح."

عادل نظر إليه بتركيز، وابتسم بلطف.

عادل (بإيجابية):
"أنت دايمًا في ظهري. خلينا نخلص الصفقة دي على خير، وبعدين هنشوف باقي الأمور."

استمر الحديث بينهما، وكانت نظرات عادل تركز على الصفقة أكثر من أي شيء آخر، لكنه شعر بأن الأمور مع وسام ستظل تلاحقه، حتى وإن حاول إخفاء ذلك خلف واجهته المهنية القوية.
❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️
في مكتب عادل، كان الجو مشحونًا بمزيج من الضغط النفسي والترقب. كان يراقب شاشة الكمبيوتر أمامه، لكنه لم يكن في حالة تركيز تام. عقله كان مشغولًا بشيء آخر... بشخص آخر. كان يفكر في وسام، في الكلمات التي قالها لها، في الضربة التي وجهها إليها، في نظرتها الجريحة التي لن ينساها أبدًا.

كان الهاتف يرن على مكتبه، وعندما نظر إلى الشاشة، وجد اسم داليا يظهر. تأمل لحظة قبل أن يرفع السماعة.

عادل (بصوت هادئ، لكنه مشحون بالحزن):
"أيوة يا داليا، إزيك ياحبيتي طمنيني عليكي

داليا (بصوت ناعم وجذاب، محاولة أن تكون حنونة):
"أهلاً يا عادل، إزيك؟ وحشتني والله. كنت عاوزة أتأكد إنك بخير، مفيش حاجة تانية اي اخبار الشغل؟

عادل شعر بشيء غريب يتسرب إلى قلبه، كان يحبها لكن قلبه كان مشغولًا بشيء آخر، بشخص آخر. لكنه حاول أن يبقي الحوار طبيعيًا، وأن يخفي مشاعره التي كانت تتلاعب به.

عادل (محاولًا أن يكون لطيفًا):
"أنا بخير، الحمد لله. الشغل مش سايبني في حالي، لكن كل شيء ماشي.

داليا (بتغنج، وكأنها تحاول أن تثير اهتمامه):
"بس كنت عاوزة أعرف لو في فرصة إنك تيجي النهاردة؟ عندي حاجة مهمة عايزة أتكلم فيها معاك. حاجة بخصوصنا."

سكت عادل للحظة، وعقله كان في حالة من الصراع الداخلي. كان قلبه يميل للذهاب إليها، لكنه كان يعلم أنه يجب أن يعتذر لوسام أولًا. كان عليه أن يواجه خطأه، لكن كيف سيواجهه؟ كان يعلم أنه لا يستطيع أن يخبر داليا الحقيقة.

عادل (بتردد، وهو يحاول إخفاء التوتر):
"أنا... مش هقدر النهاردة يا داليا. عندي شغل مهم لازم أخلصه ومينفعش فيه اي تاجيل

داليا (بصوت غاضب قليلًا، لكنها تحاول أن تكون لبقة):
" خلاص بقى، هتفضل تتهرب مني كتير انا مراتك وليا حق عليك انا بشحت منك الوقت بالعافية لو انا مش كفايا اتجوزتني ليه؟

كلماتها كانت قاسية أكثر مما توقع، وسرعان ما اجتاحت قلبه موجة من الغضب الداخلي. كان يشعر بأنها لا تفهمه، وأنها لا ترى ما يمر به حقًا. كان في حاجة إلى وسام، كان في حاجة إلى أن يشعر بأنها تفهمه بشكل أفضل. لكنه لم يكن يستطيع قول ذلك الآن.

عادل (بصوت عصبي، يحاول السيطرة على غضبه):
"داليا، أنا مش هقدر دلوقتي. لو عايزة تفضلي متمسكة بالموضوع، اعملي حسابك إني مش جاي. مش كل حاجة هتكون زي ما إنتي عاوزة."

داليا توقفت للحظة، وكأنها شعرت بحجم التوتر في صوته، لكن لم يكن لديها رد على كلمات عادل التي كانت تحمل حدة.

داليا (ببرود، محاولة أن تظهر عدم اهتمام):
"تمام... طالما مش هتقدر، خلينا في شغلك. بس إحنا محتاجين نتكلم قريب."

عادل كان على وشك أن يضع الهاتف، لكنه شعر بشيء بداخله يشتعل. كان يريد أن يهرب، لكن شيئًا ما داخله كان يصر على أن يواجه مشاعره. أغلق الهاتف ووقف، ثم بدأ يتنقل في الغرفة بأقدام ثقيلة، حتى وصل إلى نافذة المكتب، حيث ظل يحدق في الشارع الذي بدا خاليًا من الحركة.

هو كان يعلم أنه لا يستطيع أن يخفي مشاعره تجاه وسام. هي الشخص الوحيد الذي كان يحس به، الشخص الذي يشعره بالراحة والصدق. لكن المشكلة كانت في العائلة، في القيود التي وضعوها عليه، وفي الخوف الذي يملأ قلبه عندما يفكر في ما يمكن أن يحدث إذا عرفوا حقيقة علاقته مع وسام.💔
❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️
في غرفة الجلوس الفاخرة، كانت داليا تجلس على الأريكة، تحدق في هاتفها بتركيز وكأنها تبحث عن شيء ما. أعصابها مشدودة، وأفكارها لا تفارق عادل. رغم أنها تشعر بشيء غريب في تصرفاته، إلا أنها لم تكن مستعدة للاعتراف بأن هناك ما يهدد علاقتها. في هذه اللحظة، دخل سامي إلى الغرفة، يحمل بعض الملفات. لاحظ على الفور انشغالها ووجهها المتجهم.

سامي (بصوت هادئ، ملاحظًا تململها):

مالك ياداليا في اي تاني انتي ع طول كدا دماغك شغالة ارحمي نفسك يابنتي شوية؟

داليا لم ترفع عينيها من الهاتف، لكنها شعرت بحاجة للتحدث. أخيرًا، وضعت الهاتف جانبا وواجهت شقيقها بنظرة حادة، كأنها تحاول تحميله مسؤولية ما يحدث.

داليا (بصوت منخفض، لكن مليء بالغضب):
"أنا مش عارفة عادل إيه اللي جاب ليه التغيير ده. خلاص، مفيش تواصل زي الأول. ولا حتى بيسأل عني. مش فاهمة، حاجة! هو لو مش مهتم بيا، ليه عايزني أكون معاه طيب؟

سامي جلس أمامها، يحاول فهم ما يدور في رأسها. كان يعرف أنها تحب السيطرة على كل شيء حولها، ولكن يبدو أن هذه المرة، حتى هي لم تستطع السيطرة على عادل.

سامي (بتروي، وهو يحاول تهدئتها):
"يمكن يكون مشغول، أو عنده مشاكل في شغله. لازم تفهمي إن مش كل حاجة بتكون زي ما إحنا عايزين ولازم نقدر ظروف بعض ودأ جوزك المفروض تصبري عليه وتكوني معاه وف ضهره؟

داليا انقضت عليه بكلمات قاسية، حتى أنها شعرت أن هذا الحديث يفقدها توازنها. كانت تظن أن كل شيء في حياتها يجب أن يدور حولها، وأن عادل يجب أن يكون تحت سيطرتها تمامًا.

داليا (بلهجة حادة، مرفوعة الصوت قليلاً):
"مشغول؟! ولا خاين ؟ أنا مش مستعدة أكون في علاقة مع شخص مش قادر يشوفني. لو مش قادر يديلي انتباهه زي ما كان قبل كده، يبقى مش مهم يكون في حياتي. أنا مش عايزة حد يبعد عني. لو هو مش قد المسئولية، يبقى مع السلامة!"

سامي شعر بتسارع نبضه، لكنه حاول أن يحافظ على هدوئه. كان يعرف أن داليا تحب التملك والسيطرة، لكن هذه المرة كان الموقف أكبر من ذلك.

سامي (محاولًا أن يكون موجهًا، لكن في نفس الوقت حذرًا):
"إنتِ كده بتضغطي عليه. مفيش حد هيقدر يتحمل ده، مهما كان بيحبك. لازم تبقي هادية وتدي ليه فرصة يعبّر عن نفسه."

داليا نظرت إليه بحقد، ثم أعادت النظر إلى الهاتف كما لو أنها تلاحق كلمات عادل التي لم تأتِ. كانت غاضبة، خائفة، وتشعر بأنها بدأت تفقد السيطرة على شخص كانت تتوقع أن يكون ملكًا لها فقط.

داليا (بتفكير قاسي، لا يبدو عليها الندم):
"لو هو مش قادر يديلي اللي انا عايزاه ، يبقى أنا مش هضيّع وقتي ف شخص مش قادر يكون ليا. عارف يا سامي، أوقات بحس إن عادل بيهتم بيها أكتر مني، وإنه مش شايفني زي الأول. أنا مش هفضل أعيش في التوهة دي

سامي نظر إليها بدهشة، وعينيه مليئة بالقلق، لكنه لم يستطع أن يوقفها.

سامي (بحذر، موجهًا كلامه إلى داليا):
"إنتِ عارفة إنك ممكن تخسري كل حاجة لو فضلت على الوضع ده، صح؟ يعني لو عايزة تفقديه، خليكي كده."

لكن داليا لم تكن مهتمة بكلامه. كانت مشاعرها تتدفق وكأنها لا تعترف بأي حدود أو قيود.

داليا (بتحدٍ، وهي تقف لتبتعد عنه):
"أنا مش هسمح لحد يبقى أقوى مني في حياتي. لو عادل مش هيرجعلي زي الأول، يبقى هو اللي غلطان. مفيش حد يقدر يهرب مني."

سامي كان يحاول أن يفهمها، لكنه شعر بأنها كانت تغرق في طريق مسدود. كان يعلم أن داليا ليست الشخصية التي تتراجع بسهولة، لكنها قد تكون في طريقها لتدمير ما كانت تظن أنه ملكها. كان لديه خوف داخلي من أن الأمور قد تخرج عن السيطرة، لكن في نفس الوقت، لم يستطع فعل شيء لتغيير مسارها.

فقط تركها تبتعد، بينما هو كان متأكدًا أن الأمور بين عادل وداليا قد تتغير إلى الأبد.
❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️
في شقة وسام الصغيرة، حيث كان الهدوء يعم المكان، تجلس وسام على الأريكة تتأمل في نفسها وفي ما يحدث حولها. كانت عيونها متعبة، مليئة بالحزن والقلق، لكن داخل قلبها كان هناك شوق دفين لعادل. فجأة، فتحت باب الشقة ورأت عادل يدخل. نظر إليها بنظرات مليئة بالأسف، وكأن قلبه يحترق لما يراه في عينيها.

وقف عادل عند الباب للحظة، كأنه يود أن يقول شيئًا، لكن الكلمات كانت تتعثر في فمه. وسام لم تنطق، فقط أومأت برأسها نحو الأريكة. كان بينهما حاجز غير مرئي، حاجز من الصمت والألم، لكن في الوقت ذاته كان هناك شعور عميق بالاحتياج والتعلق.

عادل (بصوت خافت، وقد اقترب منها قليلاً):
"وسام... أنا مش عارف أبدأ منين. كل لحظة بعيدة عنك بتموتني . كان المفروض أكون هنا من زمان مش اسيبك لوحدك ولدماغك سامحيني مكنش قصدي اضربك ينقطع ايدي قبل تتمد عليكي ياهنا ايامي كلها

وسام نظرت إليه بعيون دامعة، وتنفست بصعوبة. ثم وقفت فجأة، وجاءت إليه بسرعة، ولكن دون أن تلمسه، فقط وقفت أمامه، عيونها تتسائل كيف وصلوا إلى هذه النقطة.

وسام (بصوت هادئ، مليء بالحرقة):
"أنت ليه كل مرة بتبعد عني؟ كل مرة بتحسسني إني مش موجودة في حياتك. حرام عليك ياعادل جالك قلب تمد ايدك عليا ليه مش حاسس بالتضحية اللي عملتها عشانك بس خلاص للصبر حدود وانا مش قادرة

عادل شعر بجدران قلبه تنهار وهو يسمع كلماتها. كان الألم في عينيها يؤلم قلبه أكثر من أي وقت مضى. اقترب منها بحذر، أمسك بيدها برفق، وحاول أن يطمئنها.

عادل (بصوت مملوء بالندم):
"أنا مش بعيد عنك عشان مش بحبك، بالعكس... أنتِ كل حاجة في حياتي. بس في حاجات بتضغط عليا من كل مكان. العيلة، والشغل، والناس... كله مع بعض بيخلي المواقف أصعب. لكن في النهاية، مش هقدر أعيش من غيرك وبجيلك عشان انتي ملجإي الوحيد هيهون عليكي انا وتقسي قلبك عليا انا جاي بقولك حقك عليا تعالي ف حضني بقا

وسام كان قلبها يصرخ، تتمنى أن تسمع منه كلمات أخرى، لكن في ذات الوقت كانت مشاعرها مختلطة بين حب عميق وبين خيبة أمل. مدت يدها إلى صدره، تحاول أن تجد الأمان في حضنه، لكن لم تستطع أن تكبح دموعها.

وسام (بصوت مخنوق، بين البكاء):
"أنا مش قادرة أعيش كده، مش قادرة أكون موجودة في حياتك وأنا مش الأهم. كل ما قرب منك، كل ما حسيت إني بعيدة عنك أكثر. أنت مش شايفني، مش شايف قلبي، مش شايف حبّي ليك مش قادر تضحي وتواجه دايما بتختار معايا اسهل الطرق معايا مش كل مرة تيجي وانا استسلم كدا اسفة ياعادل لو سمحت محتاجة وقت مع نفسي شوية

عادل شعر بألم شديد في قلبه من كلماتها، لكنه لم يتراجع، بل اقترب أكثر منها، وعيناه مليئة بالحب الذي لا يستطيع إخفاءه.

عادل (بصوت حزين، وهمس قريب من أذنها):
"وأنا مش شايفك؟ مش شايف حبك؟ ده أنا محتاجك طول ةلوفت لكن الحياة مش دايمًا بتكون سهلة... بس انا مكدبتش عليكي ياوسام وعرفتك الحقيقة وانتي اللي اخترتي تخوضي معايا التجربة يبقي لازم تكملي الطريق لاخره مهما كان صعب

وسام رفعت رأسها إليه، وحاولت أن تمسح دموعها بيدها، لكن عادل امسك وجهها برفق بين يديه، وأخذ يحدق في عينيها العميقتين.

عادل (بصوت عميق، ويداعب شعرها بلطف):
"وسام، انتِ كل حاجة في حياتي. ما أقدرش أعيش من غيرك. عمري ما كنت هسمح لأي حاجة تفرقنا. بس لما بتعقد الأمور بينا، بنحس إننا مش قادرين نلاقي طريق واضح. ولكن الحقيقة واحدة، احنا الاتنين محتاجين بعض يبقي ليه التعب والوجع

وسام كانت تشعر بشعور غريب بين راحتها وألمها، لكنها في نفس الوقت كانت تشعر بقلبها يفتح له. لم تستطع أن تبتعد عنه، فتقدمت بخطوة نحوه، ودفعت وجهه بيدها كي يقترب أكثر. كانت تشعر بشوق شديد له، وكأن جميع الحواجز بينهما تتلاشى في هذه اللحظة.

وسام (همسات، تعبيرًا عن الحنين):
"أنا مش هقدر أعيش من غيرك، كل لحظة بنبعد فيها عن بعضي بتكون أصعب من الثانية اللي بعدها.عايزة أعيش معاك، ودي أكون في حياتك للأبد بس كل حياتنا مهددة محتاجة منك تكون شجاع عشان خاطري ياعادل

اقترب عادل منها، واحتضنها بشدة، كأن قلبه كان يبحث عن الأمان داخلها. كانت أنفاسهما تتلاحق معًا، وشعر عادل بصدق مشاعرها في هذه اللحظة

عادل (بصوت مليء بالحب والاحتياج):
"وأنا برضه مش هقدر أعيش من غيرك. لو قلتلك إني محتاجك ، ده مش كفاية. بس بحاول أرتب حياتي عشان أكون معاكي في كل حاجة اصبري بس عليا وانا هعوض قلبك عن كل دا سامحيني ياروح قلبي."

همس بكلمات دافئة في أذنها، كان يطلب منها أن تمنحه فرصة جديدة، وأن تكون هي الجزء الأهم في حياته، رغم كل العقبات.

❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️
.داخل صالون التجميل
في الصباح الباكر، كان الصالون يعج بالحياة والضجيج المعتاد. كان الجو مليئًا بالحديث عن الجمال والموضة، بينما كانت وسام منهمكة في عملها. كانت تنقل أناملها بخفة وأناقة على الشعر، بينما كانت تفكر في أشياء أخرى... عادل، والحب المفقود، والمشاعر التي لم تجد لها مكانًا في قلبها.

الزبونة التي كانت تجلس أمامها ابتسمت بخجل عندما نظرت إلى نفسها في المرآة، بينما كانت وسام تضع اللمسات الأخيرة على تسريحتها، نظرت إلى باب الصالون فوجدت شخصًا يدخل. كانت داليا، مديرة البيوتي سنتر، التي دخلت بخطوات واثقة، محاطة بهالة من القوة.

داليا، التي لم تلاحق وسام بنظراتها من قبل، توقفت للحظة، ثم تحركت نحوها بهدوء. كانت عيونها تلمع تحت الضوء الخافت للصالون، وعندما اقتربت من وسام، ابتسمت ابتسامة كأنها تحمل سرا.

داليا (بابتسامة خفيفة):
"شغلك دايمًا مميز يا وسام، ومؤخراً لقيت شغل كتير عندك، دا شيء مفرح بالنسبالي

وسام، التي لم تكن تتوقع هذه الكلمات، ابتسمت ببساطة. كان كلام داليا يبدو طبيعيًا، لكنه في الواقع كان يترك في قلبها تساؤلات. كانت تعلم في أعماقها أن هناك شيء غامض في هذا الحوار، لكن كان من الصعب أن تحدد ماهيته.

وسام (بحذر):
"شكراً يا داليا... بس زي م انتي عارفة، دايماً بحاول أقدم الأفضل هنا."

داليا نطقت كلماتها بطريقة ناعمة، لكن عينيها كانت تحمل شيئًا من المعرفة التي لم تفصح عنها بعد.

داليا (بابتسامة مائلة):
"أنا دايمًا مؤمنة إن كل واحد فينا ليه مكانه الخاص. وانتي تستاهلي مكانك دا

كان هناك صمت بينهما، وتوقف الزمن للحظة. وسام حاولت أن تلتقط ما وراء كلمات داليا، لكن لا شيء كان واضحًا. كانت تلمح شيئًا في عينيها، شيئًا قد يكون أكثر من مجرد مجاملة، لكن كانت تجاهد لفهمه.

الزبونة (تبتسم):
"شكرًا ليكِي الشغل كان ممتاز، وبصراحة كنت متوقعة أقل من كده."

وسام ابتسمت مرة أخرى، محاولة إخفاء الارتباك الذي بدأ يظهر على وجهها. بينما داليا كانت تراقب عن كثب، وبينما كانت وسام تنتهي من عملها مع الزبونة، تساءلت: هل كانت هي مجرد جزء من لعبة أكبر؟

ولكن فجأة، اتصل هاتف وسام، وعندما نظرت إليه، لاحظت أن الشخص الذي يتصل هو عادل. شعرت بشيء من التوتر، لكن قبل أن تتمكن من الرد، اقتربت داليا منها وقالت بهدوء:

داليا (بتأكيد هادئ):
"أنا شايفة كل شيء، وفاهمة اللي بيجرا حواليا

كلمات داليا كانت بمثابة صدمة غير مباشرة، حيث تساءلت وسام: هل كانت تدرك ما يحدث بالفعل؟ ولكن لم تجرؤ على الاستفسار، واكتفت بالصمت، بينما داليا أكملت حديثها بحذر:

داليا (بنبرة غامضة):
"اطمني كله ماشي كويس

ظل الارتباك يسيطر على وسام، وهي لا تعرف إذا ما كانت قد فهمت ما تقصده داليا أم لا. كانت تلك اللحظة مليئة بالكثير من التساؤلات، والجو في الصالون بدا كأنه يحيط بها من كل جهة. وهل ما كانت تشعر به من خوف تجاه الحقيقة سيكون له تأثير؟

بينما كانت داليا تتحرك بعيدًا، تركت وسام تترقب المجهول. هل كانت مجرد مراقبة، أم أن تكون كل شيء سيكون مختلفًا في اللحظة المقبلة؟

التساؤل الذي يظل عالقًا: ماذا تعرف داليا عن وسام؟ وما هي اللعبة التي تلعبها؟

يتبع

رواية عشق تحت القيود الفصل الثانى 2

رواية عشق تحت القيود الحلقة الثانية 2


رواية عشق تحت القيود الحلقة التانية للكاتبة هاجر عبدالحليم

(الصباح يمر ببطء، والصالون ما زال يعج بالحركة، والجو العام مشحون بالتوتر غير المعلن. وسام تقف أمام المرآة، يداها تتحركان ببطء على تسريحة الزبونة التي كانت أمامها، لكن أفكارها كانت مشغولة بما دار بينها وبين داليا. قلبها ما زال يعتصره القلق، وعقلها لا يتوقف عن التفكير فيما قد يعنيه حديث داليا. بينما الزبونة تغادر، يدخل عادل من الباب فجأة، ويحمل في عينيه نظرة حادة.)

(وسام تنتفض قليلاً عندما يراها عادل، ولكنها تحاول أن تبدو هادئة. نظراته تتنقل بين الزبونة المغادرة وسام التي تواصل عملها، لكن ملامحها تُظهر ارتباكًا ملحوظًا.)

عادل (بصوت منخفض، يقترب منها): "وسام، في إيه؟ مالك وشك متغير في حاجة حصلت ضايقتك؟ انتي ع طول مركزة ف شغلك وبتحبيه اي اللي جد؟

(وسام ترفع عينيها ببطء، تحاول أن تخفي مشاعرها، ولكن عينيها تفضحها. دقات قلبها تتسارع وهي تنظر إلى عادل، بينما يحاول هو قراءة ما وراء ملامحها.)

وسام (بتوتر، محاولة السيطرة على نفسها): "مفيش حاجة، استاذ عادل بعد اذنك ممكن تسييني اركز ف شغلي الغلطة عندنا بفورة ع طول

(لكن عادل يلاحظ انشغالها، وتبدو عليه علامات الشك.)

عادل (بصوت منخفض): "مركزة؟ أو مش مركزة؟ أكيد في حاجة في دماغك في اي ؟

(وسام تحاول أن تبتسم وتبقى هادئة، لكن تعبير وجهها يوحي بأنها تخفي شيئًا. قبل أن تتمكن من الرد، يقترب عادل أكثر، ويظل يراقبها بحذر.)

عادل (بصوت خافت، لكن ثقيل): "وشك مش بيعبر عن إنك مركزة، في حاجة مش تمام جواكي وانا لازم اعرفها ومش هيهمني نظرات اي حد لينا ياوسام

(وسام تشعر بالضغط، تتمنى لو أنها تستطيع الهروب من هذا الموقف، ولكنها تبقى صامتة. عادل يقترب منها أكثر، وكأن هناك شيء غريب في الجو بينهما.)

عادل (بلمسة خفيفة على كتفها): " مفيش حاجة تستدعي الخوف انا معاكي ."

(وسام تأخذ نفسًا عميقًا، وتجد نفسها أمام معركة بين مشاعرها ورغبتها في الحفاظ على سرها. ثم، قبل أن تقول شيئًا، يتردد صوت داليا من بعيد، يدخل من الباب ببطء.)

داليا (بابتسامة هادئة، تنظر إلى عادل): "إيه، إنتو في حديث خاص بينكم وانا معرفوش؟

(عادل يلتفت فجأة إليها، وعينيه تتلاقى بعينيها. هناك شيء في نبرة داليا يوحي بأنها على علم بما يحدث، لكنها تظل هادئة، وكأنها تراقب من بعيد.)

عادل (بابتسامة متكلفة، محاولًا التستر على ارتباكه): "لا، بس وسام كانت متضايقة وملامح وشها مش تمام هي برضه انسانة صادقة وامينة ومعانا سنين كان لازم افهم منها لو محتاجة مساعدة."

(داليا تبتسم ابتسامة باردة، كأنها على علم بكل شيء، لكنها لا تقول شيئًا. تقترب منها وتنظر إلى وسام بعينين تحملان شيئًا من المعرفة.)

داليا (بصوت هادئ، نظرتها مشيرة لوسام): "وسام دايمًا عندها حاجة بتشغل بالها، بس أكيد هتتجاوزها. مش كده يا وسام؟"

(وسام تحاول أن تُظهر أن كل شيء على ما يرام، ولكن مشاعرها المخبأة لا يمكن أن تختفي من وجهها.)

وسام (بتنهدة خفيفة، محاولة أن تبدو طبيعية): "أيوة، كله تمام."

(عادل يراقبها بعينين حادتين، يتأمل كل حركة منها. داليا تقف خلفه، وكأنها تراقب اللحظة عن كثب.)

عادل (بصوت منخفض، موجهًا حديثه إلى وسام): "لو تعبانة تقدري تروحي الشغل مش هيطير واحنا هنتصرف لو فيه اي تاخير انا عارف انه في ناس جاية البيوتي سنتر ليكي وبتطلبك بالاسم قولتي اي؟



(لكن كلمات عادل لا تطمئن وسام، بل تزيد من خوفها. لا تعرف كيف ستواجهه إذا اكتشف الحقيقة، ولا كيف ستتجنب الأسئلة المتزايدة.)

(داليا، التي لم تفقد تركيزها، تراقب المشهد بصمت. ثم، بدون أن تقول شيئًا، تبتسم ابتسامة غامضة وتغادر، تاركة وراءها أجواء مشحونة.)
❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️
(في صالون التجميل، الجو مشحون بالتوتر. وسام تتنقل بين الزبائن بينما تدور في رأسها أفكار عن عادل وعلاقتهما السرية. تدخل داليا بهدوء إلى الصالون، تعبير وجهها جامد وعينيها تحملان شيئًا من الغموض. كانت تعرف تمامًا كيف تثير القلق في قلب من حولها.)

داليا (بابتسامة مائلة، ولكن عيونها تحمل تهديدًا غير مباشر):
"وسام، كنت عايزة شوية وقت معاكِ، تعالي معايا المكتب دلوقتي."

(وسام تشعر بشيء من الارتباك، لكنها لا تستطيع أن ترفض. عينيها تتنقل بسرعة إلى عادل، الذي كان يراقب المشهد من بعيد، محاولة أن تجد فيه نوعًا من الدعم، لكن عادل يظل صامتًا، عينيه مليئة بالحذر.)

وسام (بصوت منخفض، تحاول أن تخفي قلقها):

استاذ عادل حضرتك قولتلي اني لازم الوقت دا ارتاح من اي ضغط صح

(عادل يرفع حاجبه قليلاً، يبدو وكأنه يفكر في رد، لكنه لا يتدخل. داليا تلتفت إليه بابتسامة هادئة، ولكن نبرتها تُخفي وراءها ما لا يُقال.)

داليا (بنبرة هادئة، لكنها حادة):
"مفيش حاجة، بس كان في ذبونة جاية بتشتكي منك وبتقول انك حرقتي ليها شعرها بسبب الصبغة اللي عملتيها وانا بصراحة دافعت عنك لاني ادرا واحدة بشغلك بس حاليا لازم نظبط كام حاجة مع بعض مش هتاخد وقت طويل يلا بينا

(وسام تتنهد في الداخل، ثم تتابع خطواتها خلف داليا، وتبتلع ريقها في توتر شديد. تشعر بأن شيئًا سيئًا سيحدث، ولكنها لا تستطيع أن ترفض.)

❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️

(في المكتب، تقفل داليا الباب بهدوء. الجو في الغرفة يصبح مشحونًا، وكأن الساعات تجري ببطء شديد. وسام تقف هناك، تراقب داليا بحذر.)

داليا (تبتسم ابتسامة خفيفة، لكن عيونها تحمل شيئًا من التهديد):
"شغلك في الصالون ممتاز، وكل حاجة ماشية كويس... بس في حاجات تانية مش مفروض تتجاهليها."

(وسام تحاول أن تظهر هادئة، لكن ارتباكها واضح. عيناها تلمعان بالكثير من الأسئلة التي لا تجد جوابًا لها.)

وسام (بتوتر واضح، تخاطب داليا):
"مش فاهمة قصد حضرتك وبعدين ازاي شغلي ف الصالون مفيش فيه غلط وانتي جيباني ع حس شكوة ذبونة

داليا (تقترب قليلاً من وسام، وتحرك يديها في حركة رشيقة، تتوقف أمامها وتنظر إلى عينيها مباشرة):

"أنا شايفة كل حاجة، وعارفة كا حاجة مش عامية ياوسام انا دبة النملة بيكون عندي علم بيها.. وكل شيء بيني وبينكِ مش هينتهي هنا."

(وسام تتنفس بصعوبة، وعقلها يغلي بالتساؤلات. شعرت وكأن الهواء يضيق حولها. داليا تتابع حديثها، لكن نبرتها الآن أكثر حدة.)

داليا (بتهديد مبطن، مع تركيز على كلماتها):
"اللي بيننا مش لعبة، وإنتِ لو
فكرتي في حاجة غلط، هتندمي. فيه ناس عندهم القدرة على جعل الأمور أصعب مما تتخيلي."

(وسام تشعر بأن قلبها يتوقف عن الخفقان. عيونها تتسع بقلق، ولكنها تحاول أن تبقى هادئة قدر المستطاع.)

وسام (بصوت مرتجف قليلًا، تحاول أن تخفي خوفها):
"كلامك غامض اوي لو سمحت عرفيني في اي من غير لف ودوران حضرتك بتتهميني بحاجة؟

داليا (بابتسامة خفيفة، لكن عيونها تحترق بشدة):
"أنا مش هقف قدامك وأشرحلك كل حاجة، . بس لو فكرتي تعملي حاجة مش ع هوايا... هتلاقيني هنا، دايمًا موجودة."

(ثم تلتفت داليا إلى الباب، وتفتحها على مصراعيها وكأنها تشير إلى أن اللقاء انتهى. ولكن قبل أن تخرج، تلتفت إلى عادل الذي دخل للتو.)

داليا (بصوت ناعم، وهي تقترب من عادل):
"أنا محتاجة منك شوية وقت، حبيبي. بعد نص ساعة عايزاك."

(ثم تقترب منه، وتضع يدها على كتفه بطريقة مثيرة، وقبل أن يغادر المكتب، تقبله قبلة قصيرة على خده، وتهامس في أذنه.)

داليا (بهمسات):
"حاجة مهمة.".

(وسام تقف هناك، قلبها يخفق بشدة، تحاول أن تخفي غيرتها التي بدأت تتسرب إلى قلبها. تتابع داليا وهي تبتعد، بينما عادل يظل واقفًا أمامها، ينظر إليها بهدوء.)

وسام (بصوت منخفض، محاولًا كبح الغيرة في قلبها):
حضرتك عايزة مني حاجة

داليا بغموض..تعالي عايزة منك خدمة صغيرة
❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️

(في مكتب داليا، حيث كانت الأجواء مشحونة. عادل يقف بالقرب من وسام بينما كانت داليا تجلس خلف مكتبها، تتصرف وكأنها تعاني من ألم مفاجئ في قدمها. بدا المشهد مليئًا بالضغوطات النفسية والتوتر بين الجميع.)

داليا (بصوت عالي، تتظاهر بالألم):
"آه! رجلي... مش قادرة أتحمل... وسام! إيه ده؟ أنتي مش حاسة بحاجة؟ ألم جامد زي ده لي مش تاخدي بالك عورتيني براحة ياحبيتي محدش بيجري وراكي رجلي اه يارتني م طلبت منك حاجة ع طول فاشلة كدا

(داليا زحفت على الأرض بطريقة متقلبة، وفجأة دفعت وسام في اتجاهها بقوة، مما جعلها تتراجع عدة خطوات إلى الوراء.)

وسام (مصدومة ومرتبكة، تنظر إلى داليا بحيرة):
"إيه اللي عملتيه دا حضرتك زقتيني ليه؟ انا واخدة بالي كويس ومهما كان غلطي مين ايداكي الحق تزقيني انا مش خدامة عندك تهينيني واسكت

داليا (بصوت حاد، تتظاهر بالعجز):
"أنتي كمان غلطانة وبتردي عليا مش عارفة حاجة عن شغلك؟ ده مش معقول! لازم تهتمي أكثر!" والبيوتي سنتر بتاعي مش مكان للناس اللي زيك يردو ع اسيادهم بالطريقة دي غوري بقا من وشي

(في تلك اللحظة، التي دفعت داليا وسام للمرة الثانية تحرك عادل بسرعة، فامسك بكتف وسام بحركة سريعة قبل أن تقع على الأرض. نظر إلى داليا بغضب، ولم يكن في مزاج لتقبل تصرفها.)

عادل (غاضب، بصوت عالٍ):
"إيه اللي بتعمليه ده؟ مش ممكن! مفيش داعي للتصرفات دي! ، متحاوليش تسيطري على الوضع هنا كمان مش كله بيمشي بالطريقة دي مش كله عرايس تحركيهم زي م انتي عايزة دي بني ادمة حرام عليكي اومي ياوسام

(داليا، رغم كلمات عادل، ابتسمت ابتسامة غامضة، عينيها مليئة بالتحدي والدهاء. توقفت عن التظاهر بالألم، وبدلاً من ذلك اقتربت منه بخطوات هادئة، ولمحت لوسام بنظرة مبطنة.)

داليا (بابتسامة هادئة، وهي تقترب من عادل):
"إيه يا عادل؟ مش شايف إني محتاجة دعم بقولك رجلي واجعاني؟ مش مهمتك إنك تكون جمبي انت بتساعدها هي مش واخد بالك من المي؟

(حركت يدها بالقرب من جسده بحركة غير مباشرة. عادل شعر بشيء غريب في جسده، لكنه حاول أن يظهر تماسكه.)

عادل (يحاول أن يسيطر على نفسه، بصوت منخفض):
"مش ده وقته، في حاجة أكبر من كده لازم نفكر فيها."

(لكن داليا، التي كانت تحاول إظهار قوتها، تجاهلت ما قاله عادل. وفي حركة مفاجئة، احتضنته بكل قوة، جسمها قريب جدًا من جسده. لحظة التلامس جعلت عادل يشعر بهزة عميقة في داخله، ولم يكن يتوقع هذه الحركة.)

وسام (كانت واقفة في الخلف، عينيها مليئة بالغيرة والغضب، تراقب الموقف بصمت. قلبها يخفق بسرعة، وكلما اقتربت داليا من عادل، زاد شعورها بالضغط الداخلي. كانت تحاول إخفاء غيرتها قدر الإمكان):
"إيه اللي بيحصل؟ ليه ده كله قدامي؟"

(لكن قبل أن تتابع وسام تفكيرها، تحرك عادل بعيدًا عن داليا بسرعة، وتوجه نحوها بنظرة حادة.)

عادل (بصوت جاف، محاولًا إخفاء انزعاجه):
"داليا، ده مش مكان مناسب علشان تعملي كده! احترمي نفسك، وكفاية."

(لكن داليا لم ترد على كلامه، بل ابتسمت ابتسامة مليئة بالتحدي، وعينيها تشع منها إشارة إلى أن اللعبة لم تنتهِ بعد.)

داليا (بتحدي، وهي تبتعد عنه):
"تمام... لكن مفيش حاجة تخلص كده بسهولة. عارف كويس إنك مش دايمًا هتقدر تمنعني."

(عادل كان يحاول كبح غضبه، لكن داخليًا كان يعاني من تلك المشاعر المتضاربة. فكر في أن الوقت قد حان للتعامل مع الموقف بشكل حاسم.)

عادل (بغضب مكبوت، يوجه كلامه إلى وسام):
"وسام... روحي بيتك دلوقتي. كفاية اوي اللي حصل المهزلة خلصت

(وسام، التي كانت في حالة من الارتباك التام، نظرت إلى عادل للحظة، غير مصدقة أنها سمعت منه هذه الكلمات. قلبها كان مليئًا بالأسئلة، والقلق كان يزداد في داخلها. لم تستطع أن تخفي مشاعرها بعد كل ما حدث.)

وسام (بصوت مرتعش، محاولة إخفاء ألمها):
"تمام... هروح.

(بينما كانت تسير نحو الباب، شعرت وكأن قلبها على وشك أن ينفجر. نظر عادل إلى داليا، ثم عاد بنظره إلى وسام وهو يشعر بشيء من الندم على تصرفاته.)

داليا (وهي تراقب وسام، ابتسمت ابتسامة غامضة، ثم تحدثت بنبرة هادئة، وكأنها تحاول تحريك المشاعر بين الجميع):
"كان ممكن يكون في حاجة مختلفة لو الأمور كانت ماشية بالطريقة الصحيحة،

(عادل التفت إليها بغضب، لكنه كان يعلم أن اللعبة قد بدأت للتو. كان عليه أن يقرر كيف سيتعامل مع هذا الموقف، الذي أصبح أكثر تعقيدًا من أي وقت مضى.)..
❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️،
(داخل بيت وسام، الأضواء خافتة، وصوت الرياح يمر عبر النوافذ. وسام دخلت البيت وهي تكاد تنهار من البكاء، خطواتها متثاقلة، وعينيها مليئة بالدموع التي لم تستطع منعها. أغلقَت الباب خلفها بقوة، وألقت بنفسها على الأريكة، تبكي بحرقة. كان قلبها مليئًا باليأس والمرارة.)

وسام (وهي تتنفس بصعوبة، كلماتها مختنقة بين الدموع):
"كفايا... كفايا اهانات... مش هقدر أستحمل أكتر من كده."

(كانت تحاول أن تقاوم الدموع، لكن الألم كان أقوى من أن تخفيه. نظرت إلى نفسها في المرآة، فشعرت وكأن الصورة التي تراها ليست هي نفسها، كانت امرأة مكسورة، فقدت جزءًا كبيرًا من كرامتها.)

وسام (بصوت مرتعش، تنظر إلى نفسها في المرآة وكأنها تحدق في المجهول):
"حبيته بصدق... كان حلمي... كان كل شيء... لكن هو... مش شايفني غير كأني مجرد لعبة."

(جلست على الأرض، بدأت تجمع كل شيء حولها كأنها تلم شظايا قلبها المكسور. أخذت حافظة نقودها وحقيبتها، وبصعوبة كانت تحاول تنظيم ملابسها. وعينها مليئة بالغضب والتحدي.)

وسام (بصوت عالٍ، وكأنها تحاول أن تعلن قرارها للجميع):
"مش هفضل في علاقة كده... مش هتستمر أبدًا. النهاردة هطلب الطلاق. كفاية."

(ثم، مسحت دموعها عن وجهها وأخذت نفسًا عميقًا، محاولًة أن تبقي نفسها هادئة. كان قلبها ينبض بسرعة، لكنها قررت أن تتخذ هذه الخطوة. كانت تعي تمامًا أن قرارها قد يكون أصعب خطوة في حياتها، لكنها كانت مصممة.)

وسام (وهي تجمع ملابسها وتضعها في حقيبتها، بصوت عازم):
"هخرج من هنا... ولو بكيت، هبكي لوحدي. هخرج وأبدأ من جديد... هعيش ليا أنا."

(بينما كانت تواصل ترتيب حقيبتها، كانت تذكر كل اللحظات التي جمعتها مع عادل، وكل الوعود التي قطعها لها والتي تبين أنها لم تكن إلا مجرد أكاذيب. كانت تلك اللحظات تحمل مرارة جديدة.)

وسام (بتنهد عميق، وهي ترتدي معطفها):
"ما فيش حاجة تقدر توقفني دلوقتي... ده قراري... ده بداية جديدة ليا."..
❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️
-: في مكتب داليا، بعد خروج وسام.

(الغرفة مظلمة قليلًا، ورائحة السجائر تملأ المكان. عادل يقف بجانب المكتب، محاولًا إخفاء انزعاجه. داليا جالسة على الكرسي الفاخر، تراقب تصرفاته بدقة، وعينيها تلمعان بنظرة ساخرة. هي لا تترك له مجالًا للهروب من الصراع الذي تحاول إشعال نيرانه.)

داليا (بابتسامة مستفزة، وهي ترفع سيجارتها):
"أنا عارفة إنك متضايق، ياحبيبي بس مش فاهمة ليه كل ما تكون حاسس بشيء غلط، دايمًا بتفكر تهرب. هروبك مش هيوصلك لحاجة

(قالتها بنبرة هادئة، لكن هناك تحدي في عينيها، وكأنها تحاول أن تتلاعب به لتكتشف ما يشعر به.)

عادل (غاضبًا، يحاول السيطرة على انفعالاته):
"أنا مش هنا عشان نتناقش في دا، لو. فكرّتي تسيطري على كل حاجة في حياتي؟ لو فاكرة إنك تقدر تجريني زي ما انتي عايزة، إنتِ غلطانة اوي ف دا فوقي بقا من اللي انتي فيه

(تحرك خطوة إلى الوراء، لكنه لم يترك الباب وراءه. كان يحاول أن يظل بعيدًا عن محيطها، لكن داليا لم تكن لتتركه يغادر بهذه السهولة.)

داليا (تنفث دخان السيجارة في الهواء، وتحاول أن تراقب تأثير كلامها عليه):
"إيه دا؟ بتقولي دا زي لو إنت ما تعرفش حاجة عن نفسك؟ إنت مش قادر تعترف إنك ضايع مش قادر تكون قوي قدام شخص زيي؟ مش عاجبك إنك تحت سيطرتي؟"

(ابتسمت ابتسامة ناعمة، ولكن مليئة بالقوة، وكانت قادرة على إرباكه أكثر. فهي تعرف كيف تتلاعب بالكلمات لتأخذه إلى نقطة الضعف.)

عادل (محاولًا إخفاء التوتر، لكنه لا يستطيع كبح الغضب المتراكم):
"إنتِ فاكرة إنك هتقدر تملكي كل شيء حوليا؟ أ

(قالها بعصبية وهو يحاول أن يثبت نفسه أمامها، لكن داليا لم تبدو متأثرة بتصرفاته. هي كانت تستمتع بمراقبته وهو يكبح مشاعره.)

داليا (بابتسامة ساخرة، تقف لتقترب منه تدريجيًا):
"إزاي؟ لما كل حاجة في حياتك بقت ف ايدي؟ لما كل خطوة بتاخدها تكون محسوبة؟ إنت مش قادر تبعد عني، مش قادر ترفضني. وكل ما تحاول، كل ما تبقى ضعيف اكتر

(كانت تقف أمامه الآن، قريبة جدًا منه. كانت عيونها تُرسل إليه رسائل غامضة، وتبتسم بشكل يجعل عادل يزداد توترًا.)

عادل (يحاول تحكيم نفسه، لكن مشاعره تشتعل داخل صدره):
"بلاش تهديدات، أنا مش فاضي لكل القرف دا . وإنتِ مش هتقدر تفرضيني على مزاجك طول الوقت."

(كان يحاول أن يخفف من حدة الموقف، لكنه كان يشعر بالحاجة للتأكيد على أنه ليس تحت سيطرتها.)

داليا (بتحدي، تلمس ذراعه بحركة ناعمة):
"ما تقدرش تقول كده وأنت مش قادر تبعد عني. أقولك إيه؟ هروبك مش هينفعك. إحنا مع بعض، سواء عجبك أو لا."

(حركتها كانت متعمدة، محاولةً أن تثيره أكثر. كانت تضع يديها عليه بشكل لطيف لكنها كانت تستمتع بتوتره.)

عادل (بصوت متحشرج، محاولة لإخفاء غيظه):
"أنتِ مش هتسيطر عليّا، مش هتقدري."

(قالها وهو يبتعد خطوة أخرى، محاولًا أن يحافظ على مسافة بينهما، لكنه شعر بشيء داخل صدره لا يستطيع تفسيره. كان هناك صراع داخلي بين الرغبة في الهروب من سيطرتها وبين الانجذاب إليها.)

داليا (بابتسامة ناعمة، تُطفئ سيجارتها وتقترب منه أكثر):
"دا اللي إنت عايز تصدقه، صح؟ لكن مهما حاولت، أنا عارفة إنك مش هتقدر ترفضني. في النهاية، هتحتاجني أكتر من أي حد تاني."

(كان الجو بينهما مشحونًا بالإثارة والتحدي. داليا كانت تسيطر على الموقف بشكل كامل، أما عادل فكان يحاول أن يظل صامدًا.)

عادل (متنهدًا، يحاول أن يظهر قوته الداخلية):
"لو كنتِ فاكرة إنك هتخليني أستسلم، فأنتِ بتحلمي مش هترتاحي لحد ما تلاقي شخص تاني غيري تفرضي سيطرتك عليه وانا هتخسريني خالص "

(وفي تلك اللحظة، كانت عيونهم مليئة بالصراع الداخلي، وبينما كانت داليا تبتسم، كان عادل يشعر أنه ربما يكون في حرب مع نفسه.)

داليا (بتحدي، بخفوت):
"الوقت هيثبت مين فينا الأقوى، . مهما حاولت، هتضطر تشوف الحقيقة في عينا لوحدي

(ثم، بابتسامة ساخرة، ابتعدت عنه، مما جعله يشعر وكأن شيئًا كبيرًا قد تغير في تلك اللحظة. لكنه لم يعرف كيف يتعامل مع هذا التحدي.)
❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️
(بعد أن خرجت وسام من المنزل وهي غاضبة، عادل يراقبها من بعيد، شعر بشيء غريب يتسلل إلى قلبه، مزيج من الغضب والتوتر، شعور مفاجئ كأنه فقد شيء ثمين. كان يعلم أن كل شيء قد يتدمر إذا تركها تبتعد بهذا الشكل.)

عادل (ينادي بغضب، وهو يركض نحوها):
"وسام! وسام اقفي عشان خاطري وسام والله م كنت اعرف حاجة وسااااااام

(لكنها لم تتوقف، بل أضافت سرعة إلى خطواتها، وكأنها تهرب من شيء أكبر من مجرد كلمات، تهرب من ألم لا تستطيع تحمله.)

عادل (يصل إليها ويحاول الإمساك بها، صوته صارم):
"وسام، رايحة فين؟! هتسيبي كل حاجة كده؟! مش هقبل ده!" انتي سامعة مين سمحلك تسييي البيت واي الشنطة اللي ف ايدي دي؟ يلة ياحبيتي خلينا نروح ونتكلم بهدوء ف كل اللي انتي عايزاه عشان الناس متتفرجش علينا وصدقيني مش هعدي حركتك دي بالساهل عشان تبقى تسيبي بيت جوزك كويس ياعالم لو مكنتش شوفتك كان اي اللي هيجرا ليكي مين غيري ياوسام؟

(أمسك ذراعها بعنف، كان قلبه يتسارع، وكأن كل جزء في جسده يرفض أن يراها تهرب. كانت نظراته مليئة بالغضب، لكن هناك شيء آخر، كان يريدها أن تتوقف.)

وسام (تلتفت نحوه، دموعها تتناثر على خديها، الغضب في صوتها يختلط بالحزن):
"انت فاكر اي ها ! إنك تسيء ليا وتخلي داليا تهينني كده، وأنا أعيش في الخوف ده؟ إيه اللي فاضل يتعمل ووقف ها اي اللي فاضل خلاص ياعادل انا اللي استاهل انا اللي رخصت نفسي بس الطريق جاب اخره معايا وانت اللي حكمت علينا ب ايدك

(كانت كلماتها تطعن في قلبه، كل واحدة منها كانت تدميه، لكنه كان لا يستطيع إيقاف نفسه. أراد أن يصرخ في وجهها، لكنه كان يعلم أن الغضب ليس هو الحل.)

عادل (بصوت متحشرج، يضغط على ذراعها أكثر):
"وسام، أنا مش هسمحلك تهربي. لازم نتكلم بلاش تفتكري حبي ليكي نقطة ضغف ليا مش هسكت عن كلامك دا كتير

(وسام كانت ترتجف من الغضب والخوف في ذات الوقت، قلبها يتهدم، وكل كلمة كانت تزيد من شعورها بالخذلان.)

وسام (تبتعد عن يده بعنف، صرخاتها تتناثر في الهواء):
"أنتَ مش فاهم ياعادل لي ! مفيش حاجة ممكن تصلح الوضع ده، خلاص! كل يوم بحس إني صغيرة قدامكم، مش قادرة أتحمل بقولك اي يااخي اي فوق بقا انا مش وسيلة لرغباتك وبس بلاش انانية بقااااا

(عادل كان يقف أمامها، قلبه يخفق بشدة، يحاول السيطرة على نفسه، لكنه شعر بنيران الغضب تلتهمه. لم يرد أن يراها تبتعد بهذه الطريقة.)

عادل (يقترب منها بسرعة، وأمسك بها من معصمها، صوته صارم وعيناه تشتعلان بالغضب):
"وسام، إنتِ مش هتروحي من هنا. مش هسمحلك تهربي مني. مش هخليك تسيبي البيت وتفكري تسيبيني!"

(لم يكن ينظر إليها وكأنه يسيطر عليها، بل كان يحاول أن يوقف ما يشعر به من فقدان. حاول أن يُظهر لها أنه بحاجة لها أكثر مما كانت تتصور.)

وسام (بصوت محطم، تحاول التمرد عليه):
"ليه إنتَ كده؟! ليه بتخليني في الوضع ده؟! عايزني أكون مجرد شغالة في حياتك، لو عايزني فعلا اديني حقي اللي اتهدر بسبب ضعفك قدام عيلتك ومراتك متخلنيش اكرهك ياعادل

(بدأت تبكي بحرقة، وعادل شعر بعجزه. كانت نظراته مشوشة، كل كلمة قالتها كانت تدمره من الداخل، لكنه كان عارفًا في قرارة نفسه أنه لو تركها تذهب، سيفقدها للأبد.)

عادل (يصرخ بألم، يرفع يدها بقوة ليمنعها من الهروب):
"إنتِ مش هتروحي، مش هخليك تروحي! فاهمة؟! إنتِ مش لوحدك في ده! أنا معاك، وأنا هقف جنبك مهما حصل!"

(شعر بشيء ثقيل في قلبه، لكنه كان يحاول أن يثبت لها أنه يريدها أن تبقى معه. وأمسك بها بشدة، بينما كان قلبه يخفق سريعًا.)

وسام (بصوت مخنوق، تبكي أكثر):
"بطل تكرر كلامك عشان مش هيخليني اضعف وحافظ ع اللي ف قلبي ليك بدل م تقل ف نظري اكتر من كدا

(بينما كانت تنفجر في وجهه، كان عادل يسحبها نحوه بعنف، شالها بين ذراعيه، لم تقدر على المقاومة أكثر. كان قلبه ينفطر، لكنه لم يستطع أن يتركها تبتعد عنه.)

عادل (بتنفس ثقيل، يحملها ويُدخل بها الشقة من جديد، صوته مليء بالإصرار):
"والله هعملك اللي انتي عايزاه بس اصبري عليا

(ثم جلس على الأريكة واحتضنها بشدة، ولكن نظراته كانت مليئة بالحيرة. كان يحاول إيقاف تلك الجدران التي بنوها حولهم.)

وسام (بصوت ضعيف، تحاول أن تدفعه بعيدًا):
"إنتَ مش هتقدر. مش هتقدر تحتفظ بيا كده ياتعمل اللي اطلبه منك ياتسيبني اروح لحال سبيلي
❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️

(داخل غرفة وسام، بعد ما أغلقت الباب بقوة كانت وسام جالسة على السرير، عيونها مليئة بالدموع، وحالة من الغضب الشديد تسيطر عليها. كانت تتنفس بصعوبة، بينما كان عادل يقف في الممر بالخارج، يحاول تهدئة نفسه. ثم اقترب ببطء من الباب.)

عادل (بصوت منخفض وعميق، بينما كان يضع يده على الباب):
"وسام... افتحي الباب، من فضلك. انتي كدا هتخلينا نوصل لحيطة سد

(لكن كانت وسام جالسة، وجهها محني، تدير ظهرها له. كان صوتها مشوشًا، وصدى الكلمات يظهر في داخلها كما لو كانت تتردد في رأسها.)

وسام (من داخل الغرفة، بصوت مشحون بالحزن والغضب):
"مفيش حاجة نتكلم فيها. ياعادل انا خت قراري وانت اللي بتماطل وطريقنا نهايته معروفة

(كانت كلماتها تخرج بألم، وكأنها ترفض مواجهته. لم تعد قادرة على التحدث أو حتى النظر إليه بعد كل ما حدث.)

عادل (يحاول فتح الباب بلطف، وهو يوجه كلامه لها بصوت مؤثر):
"وسام... من فضلك، مش عايزك تظلمي نفسك وتحمليها فوق طاقتها بالشكل دا يعلم ربنا انا كان دمي محروق ازاي وانا شايفها بتعاملك كدا وصدقيني خدت جزأها مني

(كان يحاول أن يظهر ضعفه وقلقه، لكن على الجانب الآخر، كانت مشاعره محطمة. لا يستطيع تحمل فكرة فقدانها.)

وسام (رفعت رأسها قليلاً، ودموعها تتساقط على وجهها):
"أنت مش فاهم، يا عادل. مفيش حاجة هتقدر تصلح بينا. كنت دايمًا متأكدة انك استحالة تحترمني لو اتحمقت عليا كنت قولت الحقيقة قصاد الدنيا بحالها بس انا عذراك مش هطالبك بحاجة اقوي منك ياابن كمال

(كانت كلماتها تؤلم قلبه بشدة، وكانت حقيقة مريرة لما فعلته الأحداث بها. لكن عادل كان يحاول أن يفهم ما يحدث داخلها.)

عادل (بصوت منخفض وهو يضغط يده على الباب، وكأن قلبه يكاد ينفجر):
"أنا آسف، حقك ع راسي مش عايزك تفكري كده. كل حاجة غلط أنا عملتها بعترف بيها، بس مستعد أعمل أي حاجة عشان إصلحها اديني فرصة اخيرة. افتحي الباب، من فضلك."

وسام (بانفعال، وهي ترفع صوتها قليلاً):
تصلح إيه يا عادل؟ انت بتعاملي كأني مش موجودة. كنت دايمًا بسكت، وبخاف أقول رأيي. وبعدين تطلع عليا داليا يعني انتو الاتنين عليا. مش كفاية بقى؟"

(كانت كلماتها مليئة بالمرارة، وكأنها تتنفس حزنًا وألمًا كبيرًا. كان قلبها ينفجر من الداخل، لكن لم يكن أمامها سوى العزلة.)

عادل (بصوت خافت، والضغط واضح عليه):
"وسام، احنا نقدر نرجع زي الأول واحسن متبقيش انتي كمان مصدر قسوة ليا دا انا بجري لحضنك عشان الوحيد اللي بيسعني تحرميني منه ليه؟

وسام (وهي تبكي، بينما كانت تتحرك بعيدًا عن الباب):
أنا كرهت نفسي بسببك. كرهت كل حاجة حواليا، كل حاجة حرفيا . أنت مش عارف الحقيقة عني، مش عارف قد إيه أنا تعبت. معاك كنت دايمًا التانية البديل المؤقف
عايزة احس بكياني مع راجل يستاهلني

(كانت كلماتها تخرج بحزن شديد، ودموعها تتساقط بشكل أسرع. كانت تحاول أن تبقى قوية، لكن لا تستطيع التوقف عن البكاء.)

عادل (من خلف الباب، صوته يرتجف مع كل كلمة):
"وسام... لو كنت اعرف أني ضايقتك كده، ما كنتش هقدر أعيش مع نفسي. أرجوكي افتحي الباب، لازم نحل ده مع بعض."

وسام (بصوت مخنوق، وهي تضع يديها على وجهها):
"حل إيه؟! إنت بتهينني قدام كل الناس... وبعدين تيجي وتقولي نحل؟ عايزني أرجع كأني ما شفتش حاجة؟!"

(أخذت لحظة، ثم أضافت بصوت ضعيف وباكتئاب شديد.)

وسام (بهمسات متكسرة):
"إنت مش عارف حتى كل اللي عشته، مش عارف قد إيه كنت بصرخ جوايا... دلوقتي بجد، بقت مشاعري مكسورة. أنا مش قادرة أكمل،

عادل (بتأثر، يضع يده على رأسه، وكأن الوقت قد توقف بالنسبة له):
"وسام، ما تعمليش كده. ممكن نتغير مع بعض، بس لازم تكوني معايا. أنا مش قادر أعيش من غيرك، بجد. كل حاجة كانت غلط، وأنا كنت ضعيف في التعامل معاكي، بس ما كنتش أعرف إزاي أوريك إني بحبك."

(وقف لحظة يفكر في كلماتها، ثم قال بعزيمة وقلق أكبر.)

عادل (بإصرار):
"مفيش حاجة هتغير حبي ليكي افتحي الباب عشان نكون سوا. أنا مش هسيبك لوحدك في الحزن ده."

وسام (بتنهد، وهي تجلس على السرير، عيونها مليئة بالدموع):
"ليه كل الكلام ده دلوقتي؟ عايزني أرجع، ليه؟ بعد كل الوجع ده؟ مش قادر أصدق أي حاجة بتقولها

(كانت عيونها تملؤها مشاعر مختلطة من الحزن والغضب والخيانة.)

عادل (بحزم، بينما يقف أمام الباب، صوته مليء بالعاطفة):
"وسام، أنا هنا. لو في حاجة واحدة لازم تعمليها دلوقتي، هي إنك تفتحي الباب وتسمحلي أكون معاكي واوعدك هفرحك وهراضيكي"

(بعد لحظات من الصمت، بدأت وسام تنحني رأسها في الأسفل، كما لو كانت تفكر في كلامه. ثم في النهاية، وبخطوات مترددة، تقدمت نحو الباب.)

   الفصل التالى   

"اشتركوا على قناتنا على تليجرام أو قناة واتساب ليصلكم أحدث الفصول والتنبيهات فور نشرها"

واتسابتليجرام
admin
admin
تعليقات