الفصل العاشر الى الفصل الحادى عشر من رواية "غزل البنات" بقلم دينا ال شملول، اقتباس"حيرتني دائمًا "أحلام اليقظة" التي كنت أغرق فيها لساعات وهي تروح وتجيء في ذاكرتي، كان لها في نفسي جمالٌ ومعه حماقة الرجاء وجنونه."
أحببناها مريمـيـه الحلقة العاشرة
أحببناها مـريـمـيـه { ١٠ }
بقلمـ : دنـيا آلـ شملول 💛
قُضي يوم آخر بسلام .. سلام ظاهري .. لا يشبه حرب الصدور او انفعالات القلوب .. يحيي كل منهم في عالمه .. عالمه الخاص ..
فجود ينظر لسقف غرفته وهو ممدد الي فراشه ويحاول أن يجد طريقه يتحدث بها مع مروان ليفهم منه ان كان بداخله شئ لأخت إسلام .. ربما لم يحدث شئ كبير يجعله يشك بالأمر لهذه الدرجه .. لكنه في النهايه أخيه الذي رباه بنفسه .. ويعلم متي تكون نظرته قلق ومتي تكون اهتمام ومتي تكون لا مبالاه .. لكنه يعترف بأنه لم يفهم نظرته اليوم بحق .. ان كان يشعر بشئ ما تجاهها .. لمَ لا يتحدث معه ويخبره حتي يُقرب جود بينهما ؟.. أيعقل أن مروان يرفض الفكره بسببه ؟.. ولمَ لا .. فهو منذ سنتين وهو يهتم كثيرًا لحياة جود .. ان كان مروان حقًا يرفض التفكير بها لمجرد أن أخاه ثابت في مكانه فهو لن يصمت أكثر .. سيبحث عن مريمته ليشق طريقه ويبعد أخاه عن تضييع فرصة كارتباطه بأخت إسلام التي يثق تمامًا بأنها ستكون نفس أخلاق أخيها .. تنهد باستسلام للنعاس الذي داهمه وترك كل الأمر علي ربه .
بينما يجلس مروان الي شرفته يتابع الطريق بالأسفل في شرود تام .. كيف استطاع عمر بكل سهوله أن يضحك علي فتاة بهذه الطريقه ؟.. كيف يبتزها هكذا ؟.. وكيف صادقه هو دون أن يري فيه هذا الجانب المعيب لرجولته وأخلاقه ؟.. لمَ لم يلاحظ عليه ذلك من قبل ؟.. ولم لم يقف الي جانبه ويرشده ويكون له عونًا وخير صديق ؟.. هل الحق عليه الآن أم ماذا ؟..
تحول مسار تفكيره لما حدث اليوم .. مريم والقائها لنفسها بين يدي أخاها .. تري ماذا حدث معها كي تأتي اليه بعمله ؟..
فجأه انحدر تفكيره الي جود الذي لاحظ اهتمامه وقلقه .. ماذا ان لم يصدق جود ما قاله مروان في ذلك الوقت بأنه فقط منجذب لعلاقة اسلام بأخته ؟.. ماذا لو حقًا قرأ اهتمامه وقلقه عليها ؟.. ماذا إن أصر بأن يعلم ماهية شعوره تجاهها ؟.. وماذا ان اكتشف حقًا شعوره هذا ؟.. جود لن يقبل بمريم أبدًا إن شعر بمجرد شعور فقط بأن مروان يهتم لأمرها .. فما باله ان علم بحبه لها ؟.. سيضحي جود بكل تأكيد ودون تردد .. لكنه لن يسمح بذلك .. ان أحبها جود حقًا فسوف ينتزع مروان قلبه الذي نبض لأجلها من الوهلة الأولي .. سيدفن هذا الحب الي الأبد .. لن يسمح بتضحيات أخري من جود .. يكفي ما هدره من عمره لأجله .. يكفي .
جافاه النوم فاستسلم متمنيًا بأن ينصلح الحال قريبًا .
في حين كانت مريم تراجع بعض الدروس ولكن عقلها يذهب قليلًا لما حدث معها خلال اليوم .. هي نادرًا ما تخطئ في شعورها تجاه أحد .. لمَ لم تنتبه لكون معاذ يمثل عليها ؟.. لمَ حقًا شعرت بالعطف تجاهه ؟.. لمَ شعرت بكونه يحتاج حقًا للمساعده ؟..
أغمضت عينيها بقوه فلا يجب أن تفكر في شئ الآن .. وخصوصًا ان كان هذا الشئ هو معاذ .. لا يجب أن تنسي ما فعله بها .. ولا تعلم لماذا أتي ببالها فجأه جود خالد .. الرجل الذي دق قلبها لحروفه .. لقد نسيته بالفتره الأخيره تمامًا .. عنفت نفسها وزجرتها بقوه .. بماذا تفكر الآن ؟.. انه مجرد وهم .. وهم فقط ولا شئ آخر .
تحركت بخفه توضأت وصلت ركعتي قيام ومن ثم ذهبت في سبات عميق .
اما عن معاذ فهو رغم كونه في الواحد والعشرين من عمره الا انه يشعر بكونه أصبح بالأربعين .. هو السبب ولا أحد آخر .. هو فقط من جعل أخته وتوأمه تعاني بهذا الشكل .. هو ولا أحد غيره .. كم فتاه تحدث معها بدون وجه حق ؟.. وكم فتاه طلب صورها وهددها بإنهاء علاقته بها ان لم تفعل ما يريد ؟.. كم فتاة اعترفت له بالحب ولوَّح بيده لها مودعًا اياها بقول جملة واحده ثابته تقال للجميع " انا مش بتاع حب .. انا مجرد بقضي وقت مش اكتر " .. ضحك علي نفسه .. والآن شهده توأمه روحه حياته وما بقي له من الدنيا يقال لها نفس الجمله .. تذكر مريم .. مريم بعفتها بحجابها بوقارها وهدوئها وطيبة قلبها وحسن نيتها .. مريم التي أطاحت بكرامته هو وسالي من دون أن تلفظ بلفظ أو تنحرف عن شفتيها كلمه خاطئه .. مريم التي أتت بأخيها وكان يسير بها مرفوع الرأس .. ولمَ لا .. فهو سند لها وعون .. وهذا واضح جدًا .. وكذلك يبدو عليه الوقار مثلها .. ولهذا لم يستطع بتخطيطه هو وسالي بأن يوقعا بأخته .. تألم بحق لأنه لا يستطيع أن يفعل مثلما فعل اسلام .. والآن عليه أن يبدأ بإصلاح نفسه أولاً .. نفسه أولًا .
--*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*--
في صباح اليوم التالي استعدت مريم للذهاب الي الجامعه .. واتصل اسلام بجود وأخبره بأنه سيتأخر قليلًا اليوم .. وصلت أروي واستقلوا جميعًا السياره في هدوء ..
مريم مقاطعه الصمت السائد : هو اي اللي هيتم ؟
اسلام بهدوء : هيعتذرولك قدام الكل .
مريم : بس يا اسلام انا ..
اسلام مقاطعًا اياها : مريم عشان خاطري .. انا ده اللي هيريحني .. انتي مش واثقه فيا ؟
مريم : مش واثقه فيك ازاي بس !.. امال جتلك ليه من الأول .
اسلام بابتسامه : يبقي سيبيني أعمل الصح يا حبيبتي .
مريم باستسلام : حاضر .
وصلوا اخيرًا الي الجامعه .. وترجلوا بهدوء وصعدوا حيث مكتب العميد ..
العميد بابتسامه : اتفضل يا اسلام .. اتفضلوا يابنات .
اسلام بهدوء : شكرًا لحضرتك .
العميد بتنهيده : شوف يا بني اللي حصل كالتالي .. بعد ما البنات مشيوا سالي ومعاذ شدوا قصاد بعض واللي فهمته من كذا طالب حكي اللي سمعه بينهم ان سالي هي اللي مسلطه معاذ .. بس بعد ما مريم مشيت معاذ بهدل سالي وقالها انه لو شافها تاني مش هيحصل كويس .. يعني باختصار .. ربنا ضرب الظالمين بالظالمين .
اسلام : يعني !
العميد : يعني هما اعترفوا علي نفسهم قدام الكل وهما بيفضحوا بعض .. والكل عرف الحيقيقه .
اسلام : برضو يعني !!
العميد : انا مش فاهم انت عايز ايه !
اسلام بنبره جاده : يعتذروا .. وميهمنيش اللي حصل بينهم حتي لو قتلوا بعض .. انا يهمني اختي يتقدملها اعتذار عن اللي حصلها .
العميد بتنهيده : خلاص تمام .. هبعت اجيبهم يعتذروا .
اسلام : لا حضرتك هما هيقابلونا قدام الكافتريا .. لانهم هيعتذروا من مريم قصاد الكل .. عشان كل واحد يعرف ان الله حق .
العميد : اللي تشوفه مفيش مشكله ده برضو حقك .
اسلام : شكرًا جدًا لحضرتك ولتعاونك معايا .
العميد : عيب يا اسلام متقولش كده .. انت برضو خريج الجامعه دي وبتقدير امتياز ماشاء الله عليك وليك كل الاحترام والتقدير عشان انت تستاهل .. ربنا يوفقك .
اسلام بابتسامه وهو يمد يده لمصافحة العميد : انا متشكر جدًا لحضرتك .. نستأذن بقا ..
العميد : اتفضل يابني .. و ولا شكر علي واجب .. وانتي يا آنسه مريم في اي وقت احتجتي حاجه مكتبي مفتوحلك يابنتي .
مريم بابتسامه هادئه : متشكره جدًا لحضرتك يا سيادة العميد .. بعد اذنك .
غادر ثلاثتهم المكتب باتجاه الكافتريا .. فوجدوا احد المعيدين والذي كان زميل لإسلام يقف ومعه سالي ومعاذ ..
اقترب اسلام وصافحه بهدوء ليتحدث المعيد : ازيك يا اسلام عامل اي ؟
اسلام بابتسامه : بخير الحمد لله .. انت عامل اي؟
المعيد : نحمد الله .. مش كنت اتعينت يابني هنا وكان زماننا سوا دلوقتي .
اسلام بابتسامه : النصيب بقا .. انت عارفني مبحبش الشرح والجو ده .
المعيد : ربنا يوفقك ياعم .. اا .. جاي هنا محتاج حاجه ؟.. اقدر اقدملك مساعده ؟
نظر اسلام تجاه معاذ الذي ينظر للأرض بتيه ثم حول نظره للواقفه بجانبه تنظر لمريم بشر : انت جايب معاك طلبه عشان تعتذر من زميله ليهم مش كده ؟
المعيد : ايوه فعلا .. دي مشكله كده حصلت امبارح وهما جايين يردوا اعتبار البنت اللي اتأذت .
اسلام : وانا اخو البنت اللي اتأذت .
المعيد : بتتكلم بجد ؟؟!!
اسلام بهدوء : طبعًا .. ودلوقتي يا آنسه سالي بعد اذنك طبعًا يا مستر .. زي ما جمعتي انتي ومعاذ الطلبه امبارح عشان تشوهوا صورة مريم .. هتجمعوا تاني الطلبه عشان تعتذروا منها .
سالي : انا لا يمكن هعمل كده .. سامع .. انا مش هعتذر من دي .
كانت تقول اخر كلامتها وهي تؤشر علي مريم بسبابتها من الأعلي للأسفل .
أغمض اسلام عينيه كي لا يتفوه بما يغضب الله وحتي لا يتهور .. فتدخل المعيد الذي نطق بحده : سالي .. احترمي نفسك والزمي حدودك .
كان صوت المعيد وحدته كافٍ لأن يجذب انتباه الطلبه الموجودين .. فتابع المعيد بنفس الحده : ودلوقتي حالا هتعتذري .. سواء انتي او معاذ بيه .. سامعين .. طالما غلطتوا هتعتذروا .. وأظن محدش فيكم دافع عن نفسه قدام العميد امبارح ولا النهارده .. وده ملوش غير معني واحد .. وانكم غلطانين .. غير الطلبه اللي شهدت علي اللي حصل .. فياريت الموضوع ميطولش عشان مضطرش اني اخلي المعيد يتدخل شخصيًا وننهي المهزله دي .
اقتربت مريم من اسلام وأمسكت بذراعه وهي تتمتم بصوت خفيض : اسلام خلاص .. مفيش داعي لكل ده .
هنا وانفجر معاذ الذي تحدث بصوت عالي جذب انتباه الجميع والدموع تتجمع في عينيه : خلاص ايه ها ؟.. خلاص ايه ومفيش داعي لـ ايه ؟؟ انتي مجنونه .. عندك أخ جاي يهد الجامعه علي اللي فيها عشان يجيبلك حقك وبتقوليله مفيش داعي ؟.. عندك مبادئك وسمعتك اللي كانت هتتدهور في لحظه وتقوليله مفيش داعي ؟!.. انتي لا يمكن تكوني عاقله ابدًا .. عشان العاقل بياخد حقه لو من عين التخين .. سامعه .. حقك تاخديه من عين التخين .. ومتسمحيش لحد ابدًا يقلل من شأنك او يهز ثقتك في نفسك ولا يقلل من كرامتك ولا ييجي عند سمعتك .. متبقيش غبيه .
انهي حديثه تحت انظار الجميع الموجهه له .. والصمت السائد في المكان .. أخذ شهيقًا طويلًا أخرجه سريعًا وهو يُلقي جملته الأخيره : أنا آسف علي اللي حصل مني امبارح .. ياريت تسامحيني .. انا كنت مغفل وبعترف بده واتردتلي في اقرب الناس ليا .. وآسف عشان زعقتلك دلوقتي .. بس انتي بني آدمه مستفزه بكلامك وطيبتك الزياده .. وفي فرق بين التنازل عن الحق وبين الطيبه .. ياريت متتنازليش عن حقك ابدًا .. وبعتذر مره تانيه .. بعد اذنكم .
تحرك معاذ خطوتين فقط ليري أمامه آخر من يود رؤيتها .. شهد أمامه تبكي في صمت ..
تحرك معاذ بهدوء وهو يتمتم : شـ شهد .
تركت شهد المكان وتحركت بسرعه فلحق بها وهو ينادي بإسمها ..
في حين تنهد اسلام وهو يحاوط مريم التي تقاوم البكاء .. ثم وجه نظره لسالي التي تقف في ذهول مما حدث ..
اسلام بهدوء : انا متشكر لحضرتك يا مستر .. وبتمني اشوف حضرتك في فرصه افضل من كده .
المعيد بهدوء : يارب ان شاء الله .. ومتزعلش نفسك .. ازمه وعدت الحمد لله .
اماء اسلام بهدوء ثم وجه حديثه لسالي : واعتذارك عمره ما هيقلل من شأنك ولا هيبين انك ضعيفه .. بل بالعكس .. الاعتذار محتاج شجاعه وقوه .. وانتي معندكيش لا ده ولا ده .. يلا يامريم انتي وأروي علي محاضراتكم .
انفض الجمع .. صعدت مريم مع اروي لقاعة المحاضره .. وذهب اسلام حيث عمله .. والجميع ذهب من المكان .. باستثناء المعيد وسالي .
نظر المعيد تجاهها بهدوء : مش عايزه تقولي حاجه يا سالي ؟
هنا وانفجرت سالي في البكاء .. فوضعت يديها علي وجهها تداري دموعها التي تسقط بغزاره .. لم يتحدث المعيد بعدها وفضل تركها حتي تهدأ وحدها .. لكنه اعطي مالًا لإحدي الشباب المارين من جانبه وطلب منه بإحترام أن يشتري له زجاجة مياه ... وقد فعل .. فوضعها المعيد بجانبها ..
هدأت تدريجيًا ثم أخرجت بعض المناديل وجففت عيونها ووجها ..
المعيد : فضفضي متفضليش كاتمه كتير في نفسك .
سالي بتنهيده : مفيش حاجه يامستر .. شكرا لاهتمامك .. بعد اذنك .
المعيد : سالي .
التفتت سالي اليه في صمت ليمد يده بزجاجة المياه : انفضلي دي ليكي .
أخذتها من يده وشكرته بهدوءد ثم غادرت .. فتنهد المعيد بهدوء قبل ان يصعد الي عمله .
--*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*--
ذهب خلفها حتي جلست الي احدي المقاعد .. فجلس الي جانبها بهدوء .. وبعد صمت دام لفتره طويله تحدثت شهد : سمعت باللي حصل من امبارح من واحده من صحباتي اللي متعرفش انك توأمي .. والنهارده كانت عند المدرجات وشافتكم متجمعين فكلمتني وقالت اجي اتفرج .
معاذ بتنهيده : شهد انا ..
شهد : ده مش ذنبك .. انا اللي رخصت نفسي وهنت نفسي يا معاذ .. انا اللي سمحت لواحد زي ده يعمل معايا كده .. انت ملكش ذنب .
معاذ : لا طبعًا كل الذنب عليا انا .. انا وبس .. انا لو مكنتش عملت كده في البنات اللي عرفتهم مكنش ده حصل معاكي .. ده بيتردلي .. عشان أفوق لنفسي ولتصرفاتي .. تعرفي .. من اول مره شفت فيها مريم .. وهي فيها حاجه شدتني ليها .. حسيتها بريئه .. بريئه أكتر من اللازم .. بس انا مرحمتش برائتها .. طيبتها وحسن نيتها مشفعوش ليها عندي .. يمكن أنا ندمان اني عملت فيها كده اكتر من اي واحده تانيه .. بس حسيت بالضعف لما شفت اخوها واخدها في حضنه وجاي ياخد حقها بنفسه .. حسيت اني واطي وحقير اوي عشان مش قادر اعمل زيه واخدك في حضني واجبلك حقك لان انا اصلا اللي مضيع حقك .
شهد : انت اعتذرت .. بس هل ده معناه انك هتتغير ؟
معاذ : طبعا هتغير .. لازم اتغير .
شهد : وانا معاك هتغير .
معاذ بابتسامه : طب ما تجيبي بوسه وانتي عسل كده .
شهد وهي تلكزه في كتفه : انت مهزأ ليه !
معاذ : ما دي بداية التغيير يابت .
شهد : لا يا حبيبي انت هتتغير للأحسن مش للأوقح .
معاذ : اوقح ؟.. امال لو مش توأمك كنتي عملتي فيا اي ؟
شهد : كنت ضربتك بالقلم ... ا نا بس محترمه التلت دقايق فرق اللي بينا .
معاذ بضحكه : طب قومي ياختي .. قومي خليني أأكلك واكل لحسن انا مكلتش من امبارح ومصارين بطني بتتعارك جوه .
--*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*--
دلف لمكتبه بهدوء وطلب قهوته الصباحيه .. ولم يكد يمر الكثير من الوقت حتي طُرق باب المكتب ليدلف مروان ..
جود بملامح ذهول وصدمه : اي ده ؟.. معقوله !!
مروان وهو يرمش بعدم فهم : اي .. في اي ؟
جود : انت .. انت ازاي .. اي اللي .. ازاي بس .. ازااي ؟
مروان بقلق : جود في ايه .. اي اللي حصل ؟
جود بضحكه : انت داخل عليا من غير بسكوت .
وقف مروان لثوان يحاول استيعاب ما قاله جود قبل أن يقترب منه وهو يمسك بعنقه وكأنه سيخنقه ولكن بمزاح : انت مش هتبطل ام حركاتك دي ؟.. ها .. مش هتبطل بقي ياخي هتقطع خلفي في يوم م الايام ياخي .
جود وهو يضحك : خلاص خلاص حرمت .
ابتعد مروان ولا يزال واقفًا بجانب جود .. جود وهو ينظر له بحاجب مرفوع : هتفضل فوق دماغي كده ؟
مروان : براحتي .
جود : براحتك في اي حته الا هنا ياحيلتها .. يلا هويني .
مروان : مش هتحرك بقي قبل ما اشوف اميلها .. لاني معنديش استعداد اسافر بعد يومين من غير ما اكون عملت حاجه مفيده .
جود : اميل مين ؟
مروان : هتكون مين يعني .. انجز يلا .
جود : طب ابعد شويه بدل ما انت لازقلي كده .
مروان : ولا خطوه .. يلا .
تنهد جود باستسلام وبدأ في تشغيل الجهاز .. في حين وقف مروان يكتم أنفاسه يستعد لأي شئ قد يقوله جود .. يستعد لآخر نبضه تخص مريم بداخله .
جود : انت يا زفت .
مروان بانتباه : اي ياعم ؟
جود : بقالي ساعه بكلمك .. سرحان في اي ؟
مروان : هسرح في اي انت كمان .. يلا وريني .
فتح جود صفحته الشخصيه ثم أتي بصفحة مريم ووقف عندها .
مروان وهو ينظر للإميل أمامه بغصه وحلق جاف : هـ هي دي ؟
جود : ايون .. تقدر بقا حضرتلك تقولي هتعرفها ازاي ؟
مروان محاولا التماسك : استني بس .. مريم الشوادفي .. انا لي حاسس ان اسم الشوادفي ده مش غريب عليا .
جود : انا قلت نفس الشئ برضو اول ما شفته .. بس مفكرتش تاني في الموضوع .
مروان : طيب .. هحاول اشوف ولو عرفت حاجه هقولك .. هعمل كام حاجه علي السريع كده واستناك في البيت .
جود : ماشي .. بس خلي بالك من نفسك .
ابتسم مروان بهدوء ثم غادر المكان بسرعه قبل ان ينهار وينكشف أمره أمام أخيه .. عليه أن يكون متماسك .. خاصة وأنه يتكفل بمهمة إخباره بكونها أخت إسلام .. عليه ان يكون مقنع ومتماسك ولا يبدو عليه الانفعال او التأثر .. لا يجب ان يشعر جود بأي شئ من ناحيته سوي الفرح .. الفرح وفقط .. ستكون مهمه صعبه .. لكنه سيفعلها لأجل أخيه .. اخيه الذي لم يتخلي عنه أبدا ولم يشعره في يوم من الأيام بكونه عبء عليه .. اخيه الذي تنازل عن ابسط حقوقه من أجله .. اخيه الذي يضعه في المقام الأول قبل أي شئ وقبل نفسه .. عليه أن يضحي بحبه لها من أجل سعادة أخيه .. سينسي .. سيعوضه ربه عنها .. يعلم ذلك ويثق بذلك تمام الثقه .. لكن عليه أن يتماسك الليله .
--*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*--
انتهي اليوم الدراسي واستعدت مريم واروي للذهاب .. وبينما تتحدثان وهما تسيران بهدوء فإذا بها تستمع لأحدهم ينادي عليها .. التفتت الفتاتان لتجدا فتاة تبدو من نفس عمرهما تقريبًا ببشره بيضاء وحجاب قصير وبنطال جينز أسود يعلوه تيشرت نبيتي يصل لما بعد الفخذين بقليل فقط مع حذاء رياضي نبيتي بعينان بنيتان وأنف حاده .. تذكرتها مريم علي لفور فهي نفسها الفتاه التي ركض معاذ خلفها .. لكن ملامحها تشبهه كثيرًا ان لم تكن مخطئه ..
شهد : السلام عليكم .
مريم واروي : وعليكم السلام .
شهد : انا شهد .. يشرفني اتعرف عليكم .
صافحتها اروي أولا وهي تتمتم : وانا اروي .
ثم مدت يدها لمريم وصافحتها كذلك : وانا مريم .
شهد بابتسامه : تسمحولي أتمشي معاكم شويه لحد المكان اللي هتركبوا منه ؟
مريم بهدوء : أكيد .
سارت الفتيات الثلاث تحت نظرات معاذ المبتسم في زاوية ما ينظر تجاه اخته بحب وهو يتمتم : ان شاء الله هشوفك زيها وأحسن يا شهد .
شهد بهدوء : مريم انا .. انا أخت معاذ وتوأمه .
مريم بهدوء : وفين المشكله؟
شهد : يعني لو مش عايزين او لو مش حابين تمشوا معايا ..
قاطعتها مريم : ايه الكلام ده .. لا طبعًا مش كده خالص .
شهد بابتسامه : احنا ممكن نكون أصحاب ؟
اروي بهدوء : وايه المانع ؟.. انتي كلية ايه ؟
شهد بابتسامه واسعه : تربيه انجليزي .
مريم : واحنا في تجاره عربي قسم محاسبه .
اروي وهي تكمل عنها : وتقدري تعتبرينا قسم تشريح لو حابه .
ضحكت الفتيات معًا ثم تحدثت شهد مجددًا : ممكن نقعد شويه مع بعض ؟.. يعني محتاجه اتكلم معاكم شويه ؟
نظرت مريم واروي لبعضهما .. ثم نظرت مريم للساعه وتحدثت بهدوء : مفيش مشكله بس هتصل بماما أعرفها اني هتأخر شويه ... وانتي كمان يا أروي .
شهد بسرعه : لا لا .. خلاص يبقي مره تانيه .. الايام جايه كتير .
اروي بابتسامه : تمام برضو مفيش مشكله .
شهد : ده رقم تليفوني .. وقت ما يكون عندكم وقت فاضي كلموني .. اوك ؟
اروي وهي تأخذ الورقه المكتوب بها رقم شهد : ولا يكون عندك فكره .
ابتسمت لهما شهد بصفاء ثم ذهبت بهدوء بعد ان صافحتهما مجددًا .
اروي بتنهيده : حاسه بـ إي ؟
مريم : مش عارفه .. وانتي ؟
اروي : مش عارفه برضو .
مريم : سلميها لله .. يلا بينا .
--*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*--
عاد جود لمنزله في المساء .. ودلف بهدوء ليجد مروان يحضر العشاء بالمطبخ ..
جود : بتعمل اي ياض في المطبخ .
مروان : بعمل اكل ياخويا هكون بعمل اي يعني !
جود : طب انجز لحسن انا واقع .
مروان : عما تصلي وتيجي هكون خلصت .
جود : هغير وانزل .. انا صليت في المسجد .
وبالفعل بدل جود ملابسه لملابس مريحه ثم دلف للمطبخ بهدوء : ها .. عامللنا اي علي العشا ؟
مروان بابتسامه : اللي بعرف اعمله .. يلا سمي الله وابدأ .. هولع علي الشاي بس وجايلك .
بدآ في تناول الطعام بصمت قطعه مروان بتحفز مزيف : الا انت معرفتش مين الشوادفي ده يا جود ياخويا ؟
جود بانتباه : لا .. انت .. انت عرفت حاجه ؟
يوسف بابتسامه مزيفه : اومااال .. دا انت هتضرب نفسك دلوقتي لما تعرف مين .
جود : ليه ؟.. حد مش كويس؟
مروان : مش كويس اي ياعم انت .. دا انت بتعشقه .
جود : هو مين ده ؟
مروان بمزاح مصطنع : حذر فزر .
جود : واد انت انطق علي طول .
مروان بغمزه : اسلام يا عم .
نظر له جود مطولًا لينظر له مروان : اي مالك ؟
جود : لا مفيش .
مروان : مفيش ازاي بس .. مالك بجد ؟
جود : مروان انت قصدك اي مش فاهم .
مروان : قصدي اي في اي يابني .. بقولك مريم الشوادفي اخت اسلام الشوادفي .. اي اللي مش مفهوم في كلامي .
جود : دي مريم اللي انت ..
قاطعه مروان بمراوغه : ايون بالظبط .. مريم اللي انا اديتها رقمي تديه لاسلام عشان يكلمني عن الندوه .. مش بقولك اسم مش غريب عليا .. متعرفش انا فرحان قد ايه بجد .. اكيد هي هتكون في اخلاق اخوها .. واكيد هتحبها اكتر واكتر لما تطلبها .. دا انت حبيتها من غير ما تشوفها ولا تعرف هي مين .
كان مروان يتحدث بحماس جعل جود مشوش التفكير ..
مروان : جود مالك ؟
جود : مفيش .. انا شبعت الحمد لله .. هصب انا الشاي .
تحرك جود فترك مروان العنان لأنفاسه التي كان يحبسها بداخله وهو يمسد تجاه صدره ويتمتم : ربنا يسعدك ياحبيب اخوك .. ربنا يسعدك .
عاد جود بالشاي وجلس هو ومروان بالبلكون ..
جود : مروان انت محبتش قبل كده ؟
الجم مروان سؤال جود المفاجئ .. لكنه استطاع تمالك نفسه سريعًا وهو يتحدث بمزاح : حب اييييه اللي انت جاي تقول عليييه .
جود بضحكه : انت مش هتعقل ابدًا .
مروان : لا ياسيدي مش ناوي اعقل .. بس هو عشان انت حبيت انا المفروض احب انا كمان ؟.. ياعم سيبني اعيش حياتي ياعم .
جود : عيشها ياخويا عيشها .
مروان : ها .. هتفاتح اسلام امته ؟
جود بتنهيده : مش عارف .
مروان : انا بقول خير البر عاجله يعني .
جود : اه يعني اعمل اي؟.. اروح اتجوزها دلوقتي مثلا !
مروان : لا مش القصد .. بس يعني ممكن تكلم اسلام في الموضوع وتمهدهوله بحيث هو يفاتح اهله واخته .. كده يعني .
جود : سيبك دلوقتي .. انت مش محتاج حاجه ؟
مروان : لا ياعم انا زي الفل الحمد لله .. وانجز كده خليك حلو عشان عايز احضر خطوبه وكبت كباك الاجازه الجايه .
جود بضحكه : كبت كباك !!.. يخربيت اللي يزعلك ياشيخ .
ضحك مروان معه .. ودلف جود بعد بعض الوقت الي غرفته .. نظر لسقف الغرفه بشرود وأخذ يتذكر حواره مع مروان وتحفز مروان للأمر وفرحته بذلك .. هل أخطأ حقًا في تفسير نظرة أخيه لها ؟؟.. هل حقًا كان منجذب فقط لعلاقة اسلام بأخته ؟.. لم لم ينتبه لاسمها وكونها اخت اسلام ؟..
ظلت الافكار تداهمه حتي غط في نوم عميق ..بينما عليي الجانب الآخر وفي غرفة مجاوره تمامًا لغرفة جود يجلس مروان الي فراشه وينظر الي الفراغ أمامه وهو يتمتم في نفسه : ربنا يسعدك يا جود .. انت تستاهل كل خير .
♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️
أحببناها مـريـمـيـه { ١١ }
بقلمـ : دنـيا آلـ شملول 💛
كانت تجلس علي أحد المقاعد تقرأ في كتاب ما بتركيز .. صدح صوت هاتفها معلنًا عن قدوم اتصال من رقم غير مسجل لديها .. أجابت في هدوء : آلو .
أروي : شوفي ياشهد ياختي .. انا اللي بتعمله فيا مريم هطلعه عليكي .. لما تبقي تفتحي علي حد ابقي قولي السلام عليكم .. أوك ياحبيبتي ؟.. يلا انا هقفل وارجع اتصل تاني وسمعيني هتقولي ايه .
نظرت للهاتف في يدها وهي تراها قد اغلقت حقا .. ابتسمت باتساع وهي تري نفس الرقم يرن مجددًا فتحمحمت لتنظف حلقها ومن ثم أجابت : آلـ .. اا .. السلام عليكم .
ضحكت اروي بخفه : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ياقمر .. خدت تلاتين حسنه وانتي عشره بس .
شهد : طب لي ؟.. انا قولت زي ما انتي قولتي اهو .
اروي : هقولك ياستي ..
جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : " السلام عليكم " ، فردَّ عليه السلام ، ثم جلس ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : ( عشر ) ، ثم جاءَ آخَرُ فقال : " السلام عليكم ورحمة الله " ، فرد عليه فجلس ، فقال : (عِشْرُونَ) ، ثم جاء آخَرُ فقال : " السلام عليكم ورحمة الله وبركاته " ، فرد عليه فجلس ، فقال : (ثلاثون) .
شهد بابتسامه : فهمت ياقمر .. شكرا اوي .
اروي : لا شكر علي واجب يا اوختي .. يلا قوليلي بقا انتي فين عشان نطب عليكي ونقعد شويه سوا .
شهد : بجد هتيجوا ؟!.. انا .. انا .. انا عند حقوق كده قاعده علي الاستراحه .
اروي : اوك ياقمر .. دقايق ونكون عندك ان شاء الله .
شهد بابتسامه : ماشي مستنياكوا .
اغلقت شهد الهاتف وابتسامتها تتسع لا اراديا عنها وهي تتنهد في راحه .. معاذ لم يخطئ حينما أخبرها بأنها ستكسب الكثير ان كانت رفيقة لهما .. فها هو أول شئ كسبته الآن .. ابتسامه صافيه نابعه من القلب .
تنهدت بارتياح .. ودارت عينيها حولها حتي لمحتهما آتيتان من بعيد .. مريم بحجابها الأبيض الطويل الذي يغطي نصفها العلوي تمامًا مع فستانها السيموني ذو النقوش البيضاء من نهايته .. تبدو كأميره جميله ولطيفه .. وكذلك أروي التي ترتدي جيب واسع كحلي يعلوه شميز أبيض يدخل بالجيب ويحاوطه حزام أبيض بفيونكه كحليه وحجابها الكحلي المنقوش الطويل أيضًا .. وصلتا حيث مكان جلوسها ..
مريم واروي معا : السلام عليكم .
شهد : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .. خدت تلاتين حسنه وانتوا عشره بس .
ضربت اروي جبينها وهي تنظر لها بابتسامه : واضح اننا هنتسابق بعد كده .
شهد بضحكه : شكلنا كده .. اتفضلوا .
جلست الفتيات معًا بهدوء وصمت قطعته شهد وهي تتمتم : انا مش عايزه اكون متطفله علي حياتكم وعلاقتكم .. بس انا معنديش صحاب .. مليش في الدنيا غير معاذ أخويا ورقيه بنت عمي ودي أكبر مني بسنه .. وبعتبرها اختي بالظبط .
مريم بابتسامه : عيب اللي بتقوليه ده ياشهد .. احنا مع بعض وده المهم .. وبعدين انا واروي مش اصحاب .
شهد : انتوا اخوات ؟؟
مريم بهدوء : بالظبط كده .. اخوات بالأيام والعشره والمواقف كمان .. وفوقيهم مرات اخويا .
شهد بابتسامه : بجد !!.. ربنا يديمكم في حياة بعض يارب .
مريم بود : يارب ياقمر .. ويجعلنا كلنا صحبة خير .
شهد بتنهيده : انا .. انا عايزه اكون زيكم .. يعني .. عايزه اغير حياتي و .. واخليها افضل .. عايزه اعمل حاجات كتير اوي ومش عارفه ابدأ بإيه ومنين .
اروي وهي تغمزها في كتفها : واحنا اهو معاكي ونعمل ونبدأ كلنا سوا .
شهد بابتسامه : انتوا ربنا بعتكم ليا نجده بجد .. هحكيلكم اللي حصل معايا وانتوا نورولي طريقي .. اتفقنا ؟
مريم بهدوء : اتفقنا .
أخذت شهد شهيقًا طويلا أخرجته ببطء مع كلماتها التي أخبرتهم فيها بما حدث معها .
مريم بابتسامه : لو عايزه تتغيري يبقي لازم اول حاجه تعترفي بالغلط .. وانتي اعترفتي بيه .. كده مش باقي غير خطوه واحده كمان وهتلاقي نفسك ماشيه علي الطريق الصح لوحدك وكإن فيه ايد خفيه بتشدك للصح .
شهد : اي هي ؟
مريم بابتسامه : التوبه .
شهد : يعني اعمل اي؟
اروي بهدوء : مريم قصدها انك تتوبي لربنا .. ترجعيله بقلبك وعقلك .. تندمي وتبيني ندمك علي الخطأ بين ايديه .. تسلمي قلبك لربنا وتطلبي منه التوبه والمغفره .
شهد بتنهيده : ربنا هيقبلني بكل عيوبي دي؟
مريم بهدوء : اي هي عيوبك ياشهد ؟
شهد بهدوء : اللي عملته في نفسي بموضوع عمر .. وكمان لبسي .. وعدم صلاتي .. اني عايشه اليوم بطوله وخلاص بمعني اصح .
مريم بابتسامه : وانا قلتلك طالما معترفه بالغلط يبقي تقدري تصلحي نفسك .. ودي الخطوه الاولي واهي اتحققت .. باقي الخطوه التانيه .. تقدري تقوليلي ناويه علي ايه فيها ؟
شهد : اتوب .. بس ازاي ؟.. يعني ازاي اقرب من ربنا واتوب واندم ؟.. انا فعلا ندمانه .
اروي بهدوء : تقربي من ربنا بالصلاه وقراءة القرآن واتباع سنة نبيه .. بمعني انك تنوي لتغيير حياتك بالتوبه .. فأول شئ هو الوقوف بين يدي الله وطلب المغفره منه علي الأخطاء اللي اقترفناها في حقه وحق انفسنا .
مريم متابعه حديث اروي : وتقرأي في كتابه عشان تحسي بالقرب منه اكتر لان كتابه هو اللي هيعلمك ازاي تاخدي الخطوه التالته بعد كده وازاي تمشي الخطوات بشكل اسرع لحد ما توصلي لطريق الهدايه والتوبه والقرب من ربنا .
شهد بابتسامه واسعه : انا .. انا مش عارفه اقولكم ايه .. انا بجد .. انتوا .. يعني مش عارفه والله بس .
مريم وهي تمسك بيدها : متقوليش حاجه يا شهد .. احنا جنبك وهنساعدك وهنبقي سوا ديمًا بأمر الله .
امسكت اروي بيدها الاخري وهي تقول بمزاح : زي ما مريم قالت بالظبط بس انا ماسكه ايدك عشان اقولك انا بجد جعانه اوي ومحتاجه اكل بأي شكل .
ضحكت الفتيات عليها ثم ذهبوا للكافتريا كي يجلبوا لهم طعامًا ..
--*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*--
انهي اجتماعه ثم خرج بهدوء متجهًا الي مكتبه ولكن اوقفه صوت مروان الذي يتحدث بصخب : جووود .. ياجوووود .
جود وهو ينظر اليه : ايه يابني انت ده .. انت بتنده علي حد تايه .. مـ توطي صوتك .
مروان وهو يلاعب حاجبيه بعبث : ياعم بعملك زيطه .. دا انت راجل علي وش جواز .
جود وهو يضرب كف بآخر : انت خلاص هتجوزني كمان .
مروان : بقولك اي انا مسافر بعد بكره ومش هتتعتع من هنا الا وانت مكلم اسلام .
جود وهو ينظر له بثقب : ولو انا قلت مش عايزها ؟
مروان بتماسك : هي اي دي اللي مش عاوزها ؟.. جود انت فيك اي ؟.. مالك ؟
جود وهو يغمض عينيه بقوه بسبب افكاره المتخبطه وشعوره المتأرجح : مفيش يا مارو .. انا مرهق بس شويه من الشغل .
مروان بهدوء : بس انت مكنتش كده قبل ما تعرف ان مريم هي نفسها اخت اسلام !.. ممكن اعرف اي اللي حصل ؟.. طب مثلا انت تعرف اخت اسلام كشخصيه مثلا بعيد عن كتاباتها ؟
جود : ولا عمري شفتها .. دي حتي لما جت المكتب مشفتهاش .
مروان : امال مالك طيب ؟.. مش هو ده جود اللي كان بيكلمني عن مريم اللي ملكت قلبه ببوستات وكلمات بتكتبها .. اي اللي حصل ؟.. طب انت شايف حاجه مش كويسه في اسلام ؟
جود بسرعه : لا طبعا ابدا .. انا بس .. متوتر ممكن .
مروان بابتسامه عابثه : قول كده بقا .. طب اتماسك كده لحد ما نقول لإسلام .. وسيب شوية توتر ليوم ما نروح نخطبها .
تنهد جود وهو ينظر بعيون مروان في محاوله أخيره لكشف حقيقة مشاعره في ذاك اليوم .. لكنه لم يستطع قراءة اي شئ سوي الشغف والحماس ..
مروان : رحت لحد فين ؟
جود بابتسامه : لسا هنا .. امشي امشي هاتلنا بسكوت وتعالي عما اطلب شاي .
مروان وهو يتحرك : ماشي بس اتصل بإسلام يطلع .
جود : طيب يا خويا .
تحرك مروان وهو يتنفس بسرعه نتيجة لذاك المجهود الذي بذله وهو يداري علي مشاعره امام اعين جود .. واخذ يتمتم في نفسه : انا مش عايز غير سعادتك .. ومهما كلفني الوضع ده مش هعمل غير عشان سعادتك .. مش هتشوف في عيني اللي انت بتعافر دلوقتي عشان تشوفه وتتأكد منه ياجود .. لسا برضو مستعد تضحي عشاني بيها .. بس المره دي دوري انا اللي اضحي .
جلب البسكوت ثم صعد لمكتب جود فوجد اسلام هناك .. تصافحا بحب ثم جلس مروان بهدوء وهو ينظر لجود الذي ينظر تجاه اسلام بتردد وتوتر ..
مروان بهدوء : اا .. اسلام .
نظر له اسلام وكذلك جود الذي نظر له بأعين مترقبه ..
مروان بهدوء : كنت عايز افاتحك في موضوع كده انا وجود .
اسلام : اكيد طبعا .. اي هو ؟
نظر مروان تجاه جود الذي امسك بأوراق أمامه ومثَّل انشغاله عنهم فابتسم مروان بهدوء ثم نظر لإسلام مجددًا وتمتم بهدوء : ما تيجي نروح مكتبك ونسيب جود يشتغل .
رفع جود رأسه لهما وهو يتحدث بسرعه : لا لا انا معاكم .
اسلام : في اي مالكم ؟
جود : مفيش .. انت عارف مروان بيحب يهزر .
مروان : بس المرادي جد مش هزار .
اسلام : في اي طيب ؟
مروان بهدوء : شوف .. انا عايزك تقولي اي رأيك في جود بصراحه .. يعني هو قرر يخطب وانا عايزك تقولي رأيك فيه .
اسلام : عايز رأيي في صاحبي ومديري ؟
جود : اي مديري دي .. امال لو مش من اول يوم قلتلك احنا اصحاب .
اسلام بابتسامه : خلاص ياسيدي .. عايز رأيي في صاحبي ؟
مروان : لا مش صاحبك .. عايز رأيك في جود كشخصيه .. مش كصاحب ليك .
اسلام : شوف يا مروان من غير لف ودوران .. اي بنت في الدنيا محترمه وكويسه تتمني جود بشخصيته .. مش عشان صاحبي زي ما اتفقنا .. لا انا هتكلم بقا عن اللمحه اللي خدتها عنه من اول يوم دخلت فيه الشركه هنا .
مروان : هو ده اللي انا عايزه بالظبط .. اي بقا .
اسلام : انا دخلت المكتب وعجبني اوي تواضعه .. مكنش جود في مكانه وكان لسا خارج من الحمام وكان بيغسل وشه عشان كان عنده برد وبيحاول يفوق نفسه .. كنظره خارجيه ارتحتله اوي لاني شفت انسان بسيط متواضع اجتماعي وعملي .. ولما اتكلم معايا عرفت انه كمان بيتمتع بجانب ديني كويس اوي .. فوق منها كمان كشخصيه اداريه عجبني جدا لانه مبيحسسش اي حد هنا انه مجرد عامل او موظف .. لا الكل واحد .. ده بالمختصر المفيد يعني .
مروان بابتسامه : طيب ولو البنت المحترمه والكويسه دي انت تعرفها ؟
اسلام : اعرفها ازاي مش فاهم؟
مروان : يعني مثلا .. مثلا يعني .. توافق ان جود يرتبط باختك ؟
اسلام وهو يرمش بسرعه في محاوله لفهم الأمر لكنه اجاب سريعًا : انا لسا عندكلامي برضو .
جود بهدوء : طب وفرق السن؟
اسلام بتلقائيه : فرق سن اي ياعم انت .. دا انت حيالله تمنيه وعشرين سنه .. هتكبر نفسك بالعافيه .
جود بابتسامه : يعني !
اسلام بهدوء : يعني بيتنا مفتوح في اي وقت ياغالي تشرف وتآنس وتنور .
جود بابتسامه واسعه : بتتكلم جد ؟
اسلام : جد الجد .
مروان : علي بركة الله .. شوف معاد مناسب وبلغنا وياريت يكون بكره عشان انا مسافر بعد بكره .
جود : مروان !!
مروان بضحكه : ياعم خير البر عاجله بقا .
اسلام وهو ينظر لجود وكأنه تذكر شئ ما : بس يا جود انت .. اا ..
جود وقد فهم ما يريد اسلام قوله : لو حصل نصيب هبقي اقولك اللي انت عايزه ان شاء الله .
اماء اسلام بابتسامه ثم استأذن وغادر كي يتم عمله .. في حين وقف مروان ودار حول مكتب أخيه وأخذه بين أحضانه وهو يتمتم : مبروك مقدمًا ياحبيبي وان شاء الله تكون نصيبك وربنا يفرح قلبك ويسعدك .
جود وهو يبادله الاحتضان بحب : ربنا يخليك ليا يا كل اللي ليا .
--*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*--
كان يجلس علي ارجوحة في حديقة الفيلا وينظر للفراغ في شرود تام ..
جلست الي جانبه بهدوء لينتبه لها فضمها اليه بحب مقبلا جبينها ..
شهد بهدوء : معاذ .. عايزه اروح محل ملابس .
معاذ بابتسامه : عيوني ياشهدي .. بكره ان شاء الله نروح سوا .
شهد : مش ينفع دلوقتي ؟
معاذ عاقدًا حاجبيه : اشمعنا دلوقتي ؟
شهد : تعالي معايا وهتعرف .
معاذ باستسلام : تمام ياستي .. يلا غيري وتعالي هنروح سوا .. وكلمي رقيه كمان لو حابه تيجي معانا .
قبلته في وجنته وقامت بسرعه متجهه الي رقيه التي تجلس في غرفة الجلوس تتابع إحدي البرامج علي التلفاز .
شهد وهي تقفز الي جانبها : رقياااااه .
رقيه بضجر : يابنتي اعقلي بقا حرام عليكي .
شهد بضحكه : طب قومي البسي وتعالي معانا .
رقيه : معاكوا فين ؟
شهد : هنروح انا ومعاذ نجيب هدوم ليا .
رقيه : هدوم ؟.. انتي عايزه هدوم ؟
شهد : ايوه لاني قررت اغير كل هدومي .
رقيه : طب لي ؟
شهد : تعالي بس نغير هدومنا وهقولك واحنا بنلبس .
وبالفعل تحدثت شهد مع رقيه عما حدث في اليومين السابقين .. وأخبرتها بأنها ستجعلها تتعرف الي مريم وأروي ذات يوم ..
نزلت الفتاتان حيث معاذ الذي ينتظرهما في الأسفل .. وذهبتا معه الي محل الملابس الذي اختارته شهد تحت نظرات معاذ المستغربه ..
دلفوا خلفها ووقفوا بهدوء ينتظرونها حتي تختار بعض الثياب الطويله والمحتشمه .. وكان معاذ ينظر لها في دهشه .. جميع ما اختارته اما جيب طويل او فساتين طويله .. انهوا ما يفعلونه وذهب بهما معاذ الي احد المطاعم ليتناولوا العشاء معًا ..
كانت رقيه تتابع معاذ في كل حركه تصدر عنه .. تنظر له بحب .. وتتمني لو فقط يشعر بها ويبادلها شعورها تجاهه .. لكنها لا تجد منه سوي معامله اخويه لا تتعدي ذلك .. في حين كانت شهد ولأول مره تلاحظ تلك النظره بعيون رقيه لأخيها .. فقررت بداخلها ان تتحدث عن رقيه كثيرًا مع معاذ كي توفق بينهما .. فهي تعلم جيدًا ان ابنة عمها خير من تراها زوجة لأخيها لطالما تحبه في صمت .. وليست هناك مشكله في كونها أكبر منه بعام .. فلا مانع في ذلك .
عادوا بعد فتره للمنزل وصعدت رقيه الي غرفتها في حين جلست شهد مع معاذ ليتحدثوا قليلًا ..
شهد بهدوء : معاذ .
معاذ : هممم .
شهد : ايه رأيك في رقيه ؟
معاذ بعدم فهم : يعني اي مش فاهم؟
شهد : يعني كأخلاق وكشخصيه .. اي رأيك فيها ؟
معاذ : انت هبله يابت ؟.. عيزاني اقول رأيي في شخصية واخلاق بنت عمي واختي .
شهد : بس رقيه مش أختك يا معاذ .
معاذ بهدوء : شهد .. اللي بتفكري فيه ده لا يمكن يحصل ابدًا .. احنا اتربينا مع رقيه وعشنا عمرنا معاها .. يعني هي مش أكتر من اختي .
شهد بهدوء : وليه لأ يا معاذ ؟.. رقيه شخصيه جميله اوي وكيوت وهاديه وجميله ومحترمه اوي وملهاش دعوه بحد وفي حالها .. اي اللي يمنع ؟
معاذ : اللي يمنع هو ان قلبي مشغول بحد تاني .
شهد : حد تاني ازاي يعني ؟!!!.. ومين ؟.. ولي مقلتليش طيب ؟
معاذ : عشان .. عشان مينفعش .
شهد : اي اللي مينفعش .. مينفعش اعرف مين اللي في قلب اخويا ؟
معاذ : لا مش قصدي كده .. انا قصدي يعني مينفعش اا .. مش عارف ياشهد .
شهد بهدوء : طب بس براحه واهدي .. انا مش معرضاك يا بني .. انا معاك في كل حاجه واي وقت .
معاذ بتنهيده : بصي .. انا معرفش اي شعوري بالظبط ناحيتها .. يمكن يكون ندم .. يمكن يكون اعجاب .. يمكن يكون حب .. لكن في الحقيقه مش عارف .
شهد بحذر : انت بتتكلم عن مريم ؟
معاذ وهو يبتلع ريقه بغصه : اتدايقت لما شفت اخوها واخدها في حضنه قبل ما اعرف هو مين بالنسبالها .. واتعصبت علي سالي اللي طول عمري انا وهي اصحاب اوي وقطعت علاقتي بيها عشان اللي عملناه في مريم رغم اننا عملنا اوسخ من كده في غيرها ومتهزتش كده .. مش عارف يا شهد مجرد اني مش عارف .
شهد بهدوء : طب ما تبعد صورة مريم عن حياتك وحاول تشوف رقيه .. شوفها بشكل مختلف .. مش كأخت ليك .. شوفها زي ما هيا بطبيعتها وتلقائيتها .. بحبها لينا وخوفها علينا .. هي اه اكبر مننا بسنه بس ده ميمنعش ابدا .. دي السيده خديجه زوجة الرسول كانت اكبر منه بخمستاشر سنه .. تزوجها وهي عندها اربعين سنه وهو كان لسا خمسه وعشرين .
معاذ بهدوء : يلا ننام .
شهد : معاذ ..
معاذ مقاطعًا اياها : عشان خاطري .. وقت ما هقدر اتكلم اكتر مليش غيرك .. بس دلوقتي ننام .
وافقت شهد وصعدت لغرفتها وفعل بالمثل ..
تمدد الي فراشه ونظر لسقف غرفته يفكر بجديه .. هل أحبها حقًا ؟.. هل ما ضايقه يوم ان رأي اسلام محاوطًا اياها هو حبه لها ام لأنه يحتضنها امام الجميع في حين اودت بكرامته الهاويه بسبب ما فعله معها ؟.. بما يفكر حاليًا ؟؟.. الهذه الدرجه وصلت به الحماقه؟.. الا يستطيع التفرقه بين الغضب والغيره ؟..
انحدر تفكيره الي رقيه .. يحاول تذكر اي شئ لها .. لكن لا شئ .. كأنها غريبة عنه لا يعرفها .. حتي لا يعرف ما تحب وما تكره .. لماذا تحدثت عنها شهد اليوم ؟
غرق في النوم وهو متخبط بأفكاره تاركًا كل شئ للوقت .. الوقت سيحدد ويبين ما سيحدث في النهايه .
--*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*--
وصل لمنزله وابتسامه رضا تملء وجهه ..
يتذكر ذاك اليوم الذي جلس فيه مع جود ووجده مختلف بعض الشئ وسأله عما به فأخبره ببساطه بأنه أعجب بإحداهما .. يتذكر كلماته جيدًا في هذا اليوم .. لقد قال له بالنص : " بص يا إسلام أنا مش هكدب عليك .. انا معرفهاش .. و .. وقلبي دق لمجرد حروف هي كتباها .. انا شفت الإميل بتاعها صدفه و .. ومعرفش اي السبب اللي خلاني أدخله .. وكل ما اقرأ ليها بوست قلبي يفرح بزياده وكإني حاسس انها كاتبه الكلام ده ليا .. عارف انت اللي هو احساس ان .. ان يعني طول الفتره دي .. او كل اللي حصل في حياتي كان سبب عشان أنتظرها مثلا او .. او .. مش عارف يا إسلام .. مش عارف اقولك اي او اوصفلك اللي حاسس بيه . " .. ازدادت ابتسامته وهو يتذكر ملامحه التي تحولت الي توتر حينما تحدث مروان عن الأمر ..
لكنه قضب حاجبيه سريعًا حينما تذكر بأن أخته تكتب صفحتها الشخصيه بإسمها واسم العائله .. لماذا قال بأنه لم يعرفها ؟.. تنهد قليلًا وقد عزم علي سؤاله فيما بعد .
دلف لمنزله .. وألقي السلام عليهم وجلس معهم بهدوء ..
والده بابتسامه : عامل ايه يابني في شغلك ومع مراتك؟
اسلام بابتسامه : كل خير يا حج الحمد لله .. اا .. كنت عايز افاتحكم في موضوع كده .
والدته بسرعه : قول ياحبيبي .. باينه موضوع يفرح من ابتسامة وشك .
اسلام بضحكه : ديما تقفشيني من تعابير وشي .. المهم .. مريم جايلها عريس .
والده بهدوء : مين يابني ؟.. تعرفه يعني ؟
اسلام : اي اللي اعرفه .. ده صاحبي واقرب حد ليا .
والده بعدم فهم : قصدك مين ؟
اسلام بابتسامه : جود .. جود السيوفي صاحب الشركه اللي انا شغال فيها .
والده وهو يضم حاجبيه بعدم فهم : صاحب الشركه ازاي يعني ؟.. قصدك ابنه ؟
اسلام : لا يابابا هو جود نفسه .. جود متجوزش اصلا .. عنده تمنيه وعشرين سنه وعاش عمره يربي ويكبر اخوه وراعي شركة والده الله يرحمه وكبرها .. شخصيه محترمه جدًا ويتحب من نظره بس وقلبك يرتاحله .
والدته بابتسامه : انت كلمتني عنه قبل كده .. بس هو انت بتحبه اوي كده ؟
اسلام : بحبه اكتر من كده .. هو طالب من حضرتك معاد .
والده بهدوء : بس يابني مش كبير علي مريم ؟
اسلام بتكشيره : كبير اي بس يا حج .. لسا في عز شبابه ومسئول .. اخلاق ودين ورجوله .
والده بتنهيده : انا واثق فيك يا اسلام يابني وواثق انك مش هتكلمني عن حد لاختك الا وانت عارف انه ميتخيرش عنك .. قوله يابني يحدد المعاد اللي يناسبه وبيتنا مفتوح وربنا يقدم اللي فيه الخير .
اسلام بابتسامه : طب بعد اذنك بقا ادي مريم خبر .
والده بابتسامه : اكيد يا بني .
--*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*--
كانت تجلس الي الحاسوب تقرأ بوستاته الجديده بابتسامه .. لا تدري لمَ كلما أخذت قرارًا بـ ألا تدخل لصفحته الشخصيه يخونها قلبها وتدخلها ..
كانت تقرأ إحدي بوستاته التي تحمل صوره لمنتقبه وملتحي يشيران الي السماء بسبابتهما ومكتوب عليها " اللهم اجعلها رفيقة دربي و إلي الجنه " .
طرق باب غرفتها فخرجت من صفحته سريعًا وقد عنفت نفسها بشده لأنها تُخطئ بما تفعله .. ان لم يكن خطأ لما خشيت هكذا ..
مريم بصوت مبحوح : اتفضل .
دلف اسلام بابتسامه : عامله ايه يابت ؟
مريم : كويسه ياخويا الحمد لله .. تعالي..
دلف بهدوء وجلس الي جانبها فوق الفراش وتحدث بهدوء : اممم .. في حاجه عايز اقولهالك .
مريم : قول علي طول .
اسلام : في عريس متقدملك .
مريم وقد احمرت وجنتيها : اا ... انت بتقولي انا ليه ؟
اسلام بضحكه : عشان تكوني عارفه ان في حد جاي وقبل ما ييجي لازم تكوني موافقه بدخوله البيت .
مريم وهي تبتلع ريقها وعقلها مع جود : مـ مين هو ؟
اسلام بابتسامه : هتفرق ؟
مريم : لا مش القصد بس يعني حد نعرفه ؟
اسلام : يعني علي الاقل انا اعرفه .
مريم : خلاص وانت مش هتقولي الا لو شخص ترتضيه ليا صح ؟
اسلام : بالظبط .. وجود خير من أرتضيه زوج ليكي .
دق قلبها بعنف وتسارعت انفاسها وهي تستمع لهذا الاسم : مـ مين جـ جود ؟
اسلام بهدوء : جود ده صاحب الشركه اللي انا شغال فيها .. جود السيوفي .. شاب مشارف علي التلاتين يعني لسا تمنيه وعشرين .. أخلاقه كويسه جدًا ورغم انه صاحب الشركه بس عمره ما اتعامل مع الموظفين وكأنهم شغالين عنده .. ديمًا يعاملهم كأنهم اصحابه مثلًا .. بس مقللش من حد ابدا .. غير انه مسئول وقد المسئوليه ماشاء الله عليه وكمان ربي اخوه وكبره لحد ما بقي في الجيش دلوقتي .. وطبعًا القرار الأول والأخير ليكي .. ادي نفسك فرصه تتعرفي عليه وتشوفيه .. وأكيد ربنا مش هيعمل غير الصالح .
اماءت مريم بهدوء فقبل اسلام رأسها ثم خرج بهدوء الي والده واتفق معه علي ان يتحدث الي جود كي يأتي غدًا واخبرهم بأن مروان سيسافر بعد الغد فوافقوا بترحاب .
--*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*--
دلفت الي الجامعه بابتسامه وأمل جديد يرفرف امام عينيها وقلبها .. ولكن قبل أن تصل الي الرصيف كادت ترتطم بأحدهم .. لكنه تراجع سريعًا للخلف وهو يرفع يديه باستسلام : اسف اسف .
شهد باستغراب : مروان ؟!!
"اشتركوا على قناتنا على تليجرام أو قناة واتساب ليصلكم أحدث الفصول والتنبيهات فور نشرها"
"اشتركوا على قناتنا على تليجرام أو قناة واتساب ليصلكم أحدث الفصول والتنبيهات فور نشرها"