الفصل الاخير من رواية "سلطان الهوى" بقلم سمر رشاد.
سلطان الهوي البارت الاخير
الفصل الأخير
يجلس الجميع داخل المستشفى في حالة من القلق والحزن والبكاء، ففي الداخل يرقد سلطان ورغم أن إصابته بسيطة، إلا أن قلوبهم تتآكل خوفًا ورعبًا
خرج الطبيب من الغرفة، ورأى على وجوههم القلق الشديد
مالكم يا جماعة؟ الأستاذ سلطان بخير والحمد لله الحرق بسيط، وخلال 15 يومًا بالكثير هيختفي. عملناله اللازم
تمتم الجميع بارتياح: الحمد لله
قالت السيدة حنان:
ممكن ندخله يا بني؟
آه طبعًا يا حاجة، اتفضلوا
تقدّم سعد من الطبيب يسأله:
طيب إيه حالة زينب؟
الحمد لله كويسة جدًا، والحرق في دراعها بسيط
سألت أماني:
طيب يا دكتور، وعلاء؟
للأسف لسه في غرفة العمليات… ادعوله
أغمض سعد عينيه للحظة، ثم التفت إلى أماني وقال:
هتعملي إيه يا أماني؟ هترجعيلُه بعد ما طلبتي الطلاق؟
نظرت إليه قائلة بحزم:
تفتكر بعد ده كله هرجع لواحد قلبه مليان سواد زي علاء؟ مقدرش أكمل معاه تاني… بس ده مايمنعش إني أطمن عليه
عندِك حق طيب، بعد إذنك هروح أطمن على زينب وأشوف علاء خرج ولا لسه
خدني معاك يا سعد، بعد اذنك ياماما
تنهدت السيده حنان وقالت
روحي يابنتي
نظرت إليها سعد وقال
مش هتدخلي لسلطان؟
نخلي ماما ووجد يدخلوا الأول لما نرجع نبقى ندخلهم احنا
دخلت السيدة حنان ووجد إلى سلطان اقتربت الأم بلهفة وقالت:
حمد الله على سلامتك يا حبيبي
الله يسلمك يا أمي بتعيطي ليه بس؟ والله أنا كويس
الحمد لله يا ابني
التفت سلطان إلى التي تقف بجوار والدته صامتة، والدموع تتساقط من عينيها، وبحب قد فاق الوصف قال
قرّبي يا وجد، واقفه بعيد ليه ؟
اقتربت وجد، أمسكت يديه، وقالت بخفوت:
حمد الله على السلامة يا سلطان
الله يسلمك يا وجد، أشار إليها أن تقترب أكثر وقال
_ أنا مكنتش اعرف إن إسمي حلو كدا
ظهر الخجل على وجه وجد وابتسمت ابتسامة حب يراها سلطان لاول مره
ساد الصمت للحظات حتى قالت السيدة حنان:
أنا خارجة أشوف أماني وهرجعلك تاني يا ابني
وخرجت تاركة لهما المكان، بعد أن رأت الشوق بعينيها
اندهش سلطان عندما رأى وجد تبكي بصمت قال بلهفة
ممكن أعرف بتعيطي ليه؟
مسحت وجد دموعها وقالت:
كنت خايفة عليك جدًا أنا آسفة يا سلطان على أي كلمة زعلتك في الأول كنت مضايقة من طريقة جوازنا وخايفة أعيش مش سعيدة، وكمان… كنت سامعة عنك حاجات
ضحك سلطان عاليًا وقال
حجات ايه قولي يوجد خارجي كل اللي جواكي
صمتت قليلا وقالت
انك يعني .. يعني
قال سلطان بدلا عنها كي يخفف هذا الحرج الذي بدأ عليها
إنّي بتاع ستات صح؟
أومأت بخجل وقالت
وكمان لقبك اللي بيندهوا عليك بيه
اللي هو إيه؟
قالها سلطان ومازال يضحك
"سلطان الهوى" قالتها سريعا ثم وضعت يدها على قلبها حتى شعرت أنه سيخرج من مكانه من كثرة دقاته
قالها سلطان مبتسمًا:
أنا فعلًا سلطان الهوى… بس هوى وجد وبس مفيش حد غيرك في قلبي انتي دنيتي الحلوة أنتي الحاجة الصح اللي اخترتها في حياتي كنت ضايع بعيد عن ربنا، لحد ما ربنا بعتك ليا كنت براقبك وانتي بتدخلي المكان اللي بتدي فيه الدروس للأطفال كنت بسمعك وانتي بتحفظيهم القرآن كلامك كان بيدخل قلبي زي البلسم صوتك وانتي بتقري القرآن كان بيغسلني من جوه أنا حبيت كل حاجة فيكِ يا وجد
ارتمت وجد في حضنه وقالت:
كنت فاكرة إنك وقعت في هوى وجد… لكن العكس اللي حصل دلوقتي وجد هي اللي وقعت في هوى سلطان
في الخارج، كانت السيدة حنان تحكي لمجدي ما جرى، فتنفس الصعداء قائلًا:
الحمد لله محصلش لهم حاجة وعلاء خد جزاءه
---
أما سعد وأماني، فوصلا إلى غرفة زينب شكرتهم بشدة واعترفت بخطئها، ثم سألت أماني:
هتسيبيه يا أماني؟
ماينفعش أكمل معاه يا زينب، مهما كانت الأسباب
طيب، هو لسه ما خرجش من العمليات
هنروح نتطمن عليه ونطمنك بعدين
---
خرج علاء من غرفة العمليات بعد ساعات ذهب سعد وأماني للاطمئنان على سلطان، وطلب سلطان من أماني أن تتنازل عن المحضر، لكنه ترك لها حرية القرار وبالفعل تنازلت، لكنها أصرت على الطلاق
أفاق علاء، وطلب أن تدخل أماني إليه دخلت، ألقت السلام واقتربت:
حمد لله على السلامة يا علاء… ولا أقولك يا زاهر؟
ماتفرقش
قالها بفتور
ساد الصمت قليلا وتحدث علاء بصوت مكسور:
عارف إني استاهل كل اللي حصلي كنت فاكر إني لما أنتقم هرتاح، لكن اكتشفت إني كنت بنتقم من نفسي… بعد فوات الأوان أماني؟
أيوه؟
انتي طالق عارف إنك مش هتقدري تعيشي معايا وكمان عارف إنك بتحبي سعد… وهو كمان بيحبك أنا راجل وبعرف نظرة الراجل ممكن تسامحيني؟
لم تتردد أماني فحالته لاتسمح بالجدال فقلبها الطيب جعلها تسامحه
وقالت بسرعة
سامحتك يا علاء… بعد إذنك
وخرجت لتجد سعد ينظر إليها بحب واشتياق، وعلى شفتيه بسمة رضا بعد أن وجد على وجهها علامات الراحه والطمئنينه
---
بعد أيام، تماثل الجميع للشفاء حان وقت العودة للمنزل. سأل سلطان الطبيب عن حالة علاء، فأخبره أنه فقد بصره حزن سلطان بشدة، ثم ذهب إليه لأنه يشعر بالذنب، وأنه السبب للمره الثانيه
السلام عليكم، ممكن أدخل يا زاهر؟
اتفضل
حمد لله على سلامتك
الله يسلمك، شكرا
صمت سلطان لايعلم ب ماذا يبدا؟ ثم أخذ نفسا عميقا وقال:
حقك عليا يازاهر ، أنا عارف اني اسأت ليك كتير ماتقلقش انت غلطت وانا كمان غلطت ومش هسيبك هسفرك تتعالج برّه وإن شاء الله ترجع تشوف
ماتعتذرش يا سلطان يمكن دي عقوبة ربنا لذنوبي أنا راضي بقضاء الله
يعني سامحتني؟
ربنا يسامحنا كلنا
قال زاهر وهو يبكي
ناوي أبيع الكازينو أتبرع بفلوسه لله وأفتح مطعم سمك صغير في إسكندرية، كفايا الفلوس الحرام اللي عشت بيها في الاخر عملت ليا ايه ولا حاجه
المشروع محتاج فلوس كتير يازاهر
هبدأ على قدي
لا، أنا هشاركك ونفتح صفحة جديدة، علشان اتأكد انك سامحتني
خرج سلطان من غرفة زاهر وعلى وجهه الهدوء والسكينه فوجد زينب برداء واسع ووشاح على رأسها ابتسم لها وقال
إزيك يا زينب؟
الحمد لله
رايحة فين؟
أطمن على زاهر هو سندي الوحيد ماليش غيره
هتقدري؟
هقدر يمكن تكون دي البداية الصح ادعيلي يا سلطان
مبارك الحجاب
شكرا بس هتبركلي لما ألبسه صح
---
بعد مرور عام…
في مطعم كبير بالإسكندرية، وفي حفل افتتاح ضخم بمناسبة زواج سعد وأماني، وزاهر وزينب، وعمل الشيخ محمد مع سلطان
كان سلطان يقف بجوار وجد التي تحمل جنينها في شهرها التاسع
وجدها تضغط على شفتيها بقوة وتغمض عينها فقال بلهفة
مالك يا وجد؟
(تتماسك وهي تتألم) حاسة إني بولد يا سلطان
إيه! يلا بينا على المستشفى
شكلي مش هلحق يا سلطان
تمت بحمد الله.
"اشتركوا على قناتنا على تليجرام أو قناة واتساب ليصلكم أحدث الفصول والتنبيهات فور نشرها"
"اشتركوا على قناتنا على تليجرام أو قناة واتساب ليصلكم أحدث الفصول والتنبيهات فور نشرها"
.png)