رواية سلطان الهوى الفصل الاول 1 بقلم سمر رشاد

الفصل الاول من رواية "سلطان الهوى" بقلم سمر رشاد.

رواية سلطان الهوى الفصل الاول 1 بقلم سمر رشاد

سلطان الهوي البارت الاول

سلطان الهوى
الفصل الأول
سَلَكَتْ طريقًا لم تعرف أين سينتهي، فقد أغواها هوى سلطان،
بعد أن عاهدت نفسها ألّا تقع يومًا في هواه فهل على القلب سلطان، أم سلطان الهوى هو من أغواها؟
........................................
مستحيل يا جدي! أتجوز الراجل ده؟ أنا مبطيقهوش وبعدين ده لا بيصلي ولا ملتزم وأنا يا جدي أخدت عهد على نفسي إني ما اتجوزش غير واحد ملتزم، يخاف ربنا ويخاف عليا
صفعها جدها على خدها بكف يده حتى سال الدم من جانب شفتاها
وضعت "وجد" يديها على خدها بقهر وحزن، وتسمّرت مكانها من الصدمة؛ فلأول مرة يضربها جدها، وهو من احتواها بعد وفاة والديها
قال بغضب اجتاحه:
هتتجوزيه يا وجد غصب عنك! ده أكبر تاجر في البلد كلها، غير شركة التصدير بتاعته
بس يا جدي ده مش شبهي ولا أنا شبهه سمعته وحشة، وبتاع ستات، وكمان معروف إنه بلطجي ويا عالم كمان فلوسه دي بيجيبها منين!
هو اتقدملك وأنا وافقت، ومفيش كلام تاني هييجي يشوفك بكرا علشان نقرأ الفاتحة ونتفق على كل حاجة إنتي فاهمة؟
ثم تركها وذهب
جلست وجد في مكانها تبكي حسرةً على ما وصلت إليه
<وجد الحسيني، تبلغ من العمر عشرين عامًا. كان حلمها دخول الجامعة، لكن بسبب موت والدتها اكتفت بالثانوية التجارية هي حافظة لكتاب الله، وتساعد أطفال ونساء منطقتها في تحفيظ القرآن. لم يبقَ من أحلامها إلا أن تتزوج رجلًا ذو خلق ودين، يحافظ عليها. لكن سلطان كان عكس ما تتمنى.>
.....................................
يجلس سلطان على مكتبه داخل شركته الصغيرة، وأمامه ذراعه اليمين وصديقه في العمل "سعد"
سعد: مالك يا سلطان سرحان ليه؟ انت مش خلاص اتقدمت لوَجد وجدها وافق. مالك بقى؟
تنهد سلطان بحيرة وبنبرة قلقة حزينة وقال:
خايف ترفضني يا سعد أنا بجد بحبها، وما حبيتش غيرها
طيب، ما هو انت هتخطبها ومسيرها تعرف إنك بتحبها
بس وجد ما بتحبنيش يا سعد أنا قوي في السوق وبين الناس لكن قدام وجد بحس إني صغير قوي وضعيف
هي لسه ما عرفتكش يا سلطان لما تعرفك صدقني هتحبك
هو أنا غلطان إني هتجوزها غصب عنها؟ لولا إني أغريت جدها بالفلوس ما كانش ضغط عليها
ربنا يسهلك الحال يا سلطان بقولك، ما تيجي نسهر في المكان اللي بنسهر فيه دايمًا ونفصل شوية من الشغل. وكمان البت زيزي عاملة حفلة تجنن.
بس يا سعد أنا كنت بقول أبعد عن القرف ده أنا هتجوز، ووجد ما تستهلش إني أعرف عليها واحدة تانية
ما تحبكهاش يا سلطان اعتبر نفسك بتودع العزوبية، ولما تتجوزها ابقى بطل كل حاجة يلا بقى، ما تحبكهاش
وبالفعل ذهب سلطان وسعد إلى المكان الذي اعتادا السهر فيه
شرب سلطان حتى أصبح لا يعي ما يقول
قال وهو يترنح:
تعرفي يا زيزي، أنا عمري ما حبيت غير واحدة، بس هي اللي شقلبت كياني لكن هي ما بتحبنيش، شايفاني شيطان تعرفي، عندها حق أنا ما استهلهاش هي محترمة، بتصلي، وما بتغضبش ربنا لكن أنا إيه؟ واحد سكران، معاه فلوس كتير، بس ما بعملش بيها غير إني آكل وأشرب وأسهر
قام سلطان مترنحًا مما هو فيه وقال:
أنا ماشي
زيزي: رايح فين يا سلطان؟
أنا… أنا رايح لعروستي "وجد" سلام يا زيزي
خرج وراءه سعد:
على فين يا سلطان؟ لسه السهرة ما خلصتش
لا، كفاية كده، أنا تعبت وبعدين لسه هروح أجيب أمي بكرا من عند أماني
ماشي يا سلطان، خلي بالك من نفسك سلام
ذهب سلطان نحو سيارته، ولحسن حظه أنه أخذ السائق الخاص به اليوم
يلا يا محمود، روحني على البيت
عاد سعد إلى الطاولة التي كان يجلس عليها، بحال غير الحال. فـ"أماني"، حب حياته التي لم تشعر به يومًا، أو هكذا يعتقد هو. لكنه لا يستطيع أن يفعل مثلما فعل سلطان؛ فسعد لا يملك المال مثل سلطان، ولا يملك الجرأة ليقول له إنه يحب أخته
فقد تزوجت أماني منذ عامين، فأحس أن قلبه أصبح حطامًا لا يداويه أحد ولا تستطيع جمع شتاته إلا أماني، لكنها أصبحت لغيره
.........................................
استيقظ سلطان على صوت جرس الباب كانت رأسه تؤلمه كثيرًا، فقام يترنح من شدة الصداع وفتح الباب فإذا أمامه أمه وأخته بوجه صبوح بشوش؛ فأماني تشبه والدتها الجميلة السيدة "حنان" والتي كان اسمها فعلًا على مسمى
حنان بحب: صباح الخير يا بني
صباح الخير يا ماما إنتي جيتي إزاي؟ أنا كنت رايح أجيبك
قالت أماني وهي تحتضن أخاها:
هو انت ما كنتش ناوي تقولي يا سلطان إنك رايح تخطب؟
إزاي بس يا أماني! دي كانت قعدة تعارف، وأكيد كنت هاخدك معايا
لا يا خويا، أنا هاجي معاك وبعدين نفسي أشوف عروستك هي مين يا سلطان؟ أمك بتقولي مفاجأة
طيب، مدام أمي قالتلك مفاجأة، تبقى مفاجأة
إخص عليك يا سلطان! قول بقى، ما تبقاش رخِم
خلاص يا ستي، هقولك العروسة هي… وجد
نطّت أماني من الفرح وقالت بحماس:
تقصد وجد الحسيني؟
أيوه، وجد الحسيني
أنا فرحانة قوي يا سلطان! أخيرًا هتاخد اللي بتحبها
ثم سكتت وشردت قليلًا فقالت والدتها:
مالك يا أماني سكتي ليه؟ وشك قلب ليه؟ أنا سايباكي تتكلمي عشان عارفة إنك هتفرحي لما تعرفي مين العروسة
دخلت أماني غرفتها وأغلقت الباب خلفها دون أي كلمة
قال سلطان: هو في إيه يا ماما؟ مالها أماني؟ يكنش علاء الكلب أذاها؟ أنا عارفه الحقير ده
انت عارف يا بني إن قلبها كان متعلق بسعد، وكانت فاكرة إنه هو كمان بيحبها
يعني يا ماما كنتي عايزاني أروح أقوله: تعال اتجوز أختي، أصلها بتحبك، وإنت جبله مش حاسس بيها؟
بس يا بني، أنا كنت حاسة إنه بيحبها
ولو كان بيحبها يا ماما، ما جاش ليه يخطبها مني؟ ساكت ليه؟ وبعدين، يا ماما، ده ولد فلاتي وبتاع نسوان
سكتت حنان قليلًا وقالت:
وأنت يا سلطان تبقى بتاع إيه؟ سلطان الهوى! قالتها ساخرة
سكت سلطان قليلًا بحزن
اقتربت منه والدته، وربّتت على يده وقالت:
ما تزعلش مني يا بني، بس حالك مش أحسن من حاله ربنا يهديك يا حبيبي
ثم قامت ودخلت غرفتها لتبديل ملابسها
وقام هو أيضًا بتبديل ملابسه وهو شارد الذهن

"اشتركوا على قناتنا على تليجرام أو قناة واتساب ليصلكم أحدث الفصول والتنبيهات فور نشرها"

واتسابتليجرام
Raghad Ali
Raghad Ali
تعليقات