رواية سلطان الهوى الفصل الرابع 4 بقلم سمر رشاد

 الفصل الرابع من رواية "سلطان الهوى" بقلم سمر رشاد.

رواية سلطان الهوى الفصل الرابع 4 بقلم سمر رشاد

سلطان الهوي البارت الرابع

سلطان الهوى

الفصل الرابع

مرت الأيام بين وجد وسلطان عادية جدًا، لا جديد فيها كلٌّ منهما يقيم في غرفة منفصلة، بناءً على رغبة وجد، ولم يعترض سلطان كانت تحضر له الطعام وتجلس معه في صمت، بينما هو يملأ الجو بالكلام، منتظرًا منها كلمة، ابتسامة، تفاعلًا، أي شيء يشعره أنها تشعر به وبشوق قلبه الذي يحترق يومًا بعد يوم.
قرر سلطان أن يبوح بما في داخله، وما يثقل صدره
كانا يجلسان على مائدة الطعام حين بدأ سلطان الحديث قائلًا:
وجد...
رفعت رأسها نحوه، همست:
أيوه يا سلطان؟
تنهد بعمق، وقال:
وجد، بقالنا أسبوعين متجوزين، وأنا اللي دايمًا بتكلم وانتي ساكتة ليه يا وجد؟ ليه مش عايزة تقربي مني؟ ليه مش عايزة تعرفيني؟ ليه اخترتي تنامي لوحدك؟ أنا كنت فاكر إنك هتفضلي معايا على الأقل في نفس الأوضة... لما خيرتك، كان علشان أسيبك براحتك، مش علشان تنقلي كل حاجتك للأوضة التانية
ارتعش صوته ثم علا:
أنا ممكن أفرض نفسي، وانتي عارفة بس قلت أسيبك براحتك لحد ما تفهمي لكن أنا تعبت، تعبت من العيشة دي
ثم صرخ فجأة:
أنا تعبت بجد يا وجد! اعترفتلك بحبي علشان تحسي بيا، علشان تقربي مني يمكن غلطت، بس بحاول، والله بحاول أقرب من ربنا أكتر عارف إني عصيت ربنا كتير، والمفروض تساعديني تاخدي بإيدي... لكن انتي لسه شايفاني مش شبهك انتي المفروض أقرب لربنا مني، تفهمي الدين أكتر... انتي نسيتي إنك مراتي وإن ليّا حقوق! شكلّي اتسرعت
ظلّت وجد صامتة، عيناها تدمعان، وكلماته تخترق قلبها كسهم وقف سلطان فجأة وقال ساخرًا:
أنا زهقت... أنا ماشي على الشغل بعد إذنك يا مدام وجد
قالها بسخرية وانصرف
سقطت دموع وجد خاطبت نفسها بحرقة:
معقول يا وجد؟ انتي عهدتي نفسك تقربي منه، تغيريه، تخلي زواجك عمل صالح فين وعودك؟ ليه اخترتي البُعد؟ هو اعترف بحبه وبدأ يتغير، وانتي حسيتي ده قلبك كمان بدأ يدق ليه، لكن انتي بتكابري، بتقفلي عليه علشان ما يبانش...
ترددت ثم ردّت على نفسها:
يمكن بيعمل كده علشان نفسه مش علشاني
لكنها عادت لتلوم قلبها:
وإيه اللي عرفك؟ دخلتي قلبه؟ شفتي نيته؟ لأ... انتي غلطانة يا وجد
مسحت دموعها، وعزمت على التغيير قامت إلى غرفتها، نقلت ملابسها كلها إلى غرفة سلطان أعدّت له الطعام، وارتدت ملابس تليق بزوجة، فردت شعرها الطويل الذي لم يره من قبل كانت فاتنة بحق، نظرت في المرآة وابتسمت برضا، تنتظر عودته بقلبٍ حائر
. . .
أما سلطان، فقد ذهب إلى الشركة استقبله الموظفون بالتهنئة على زواجه، ثم دخل مكتبه تبعه سعد قائلًا بمرح:
مبروك يا عريس! ايه الغيبة دي؟ وحشتني يا جدع
ابتسم سلطان ابتسامة باهتة:
وانت كمان يا سعد
رمقه سعد بتعجب:
مالك؟دا شكل عريس، في إيه وشك مكشر كده ليه ؟
قال سلطان بفتور:
عريس... فعلًا عريس
قول يا صاحبي، مالك بجد؟
رد سلطان فجأة:
أنا عايز أسهر النهارده
تفاجأ سعد:
ليه بس يا سلطان؟ مش انت قلت خلاص مش هترجع للقرف ده تاني؟ مهما كانت المشكلة، تقدر تحلها
أصر سلطان:
قلتلك هسهر... هتيجي معايا ولا أروح لوحدي؟
هز سعد رأسه بحزم:
لأ. أنا كمان بدأت أتغير عصينا ربنا كتير، يمكن ربنا عاقبني وحرمها مني، وما بقيتش من نصيبي
فهم سلطان قصده، فسأله:
ومين دي يا سعد؟ اللي اتحرمت منها؟
أشاح سعد بيده:
خلص الكلام... مابقاش له فايدة المهم، أنا مش رايح الأماكن دي تاني خليني أروح أكمل شغلي
تركه وخرج
بقي سلطان ممزقًا بين رغبته وتوبته يعلم أنه مخطئ، لكنه لم يغلب شيطانه، بل غلبه هواه أنهى عمله متأخرًا، وقاد سيارته نحو المكان الذي اعتاد السهر فيه
هناك، ما إن رأته زيزي حتى أسرعت نحوه فرحة:
كنت عارفة إنك هتيجي! ما تقدرش تستغنى عني
نظر إليها باحتقار، لكنها تجاهلت ذلك وضحكت بصوت عالٍ:
إيه يا باشا، جاي لوحدك؟ ولا الهوى رماك؟ ولا العروسة مش مدلعاك؟
لم يكمل كلامها، أمسكها من شعرها بقسوة وقال من بين أسنانه:
اسمعي يا زينب... لو جبت سيرة مراتي على لسانك، أقطعهولِك. انتي متعرفيش سلطان المنشاوي ممكن يعمل إيه غورِي من وشي، وما أشوفش وشك قدامي تاني
ارتعدت زيزي، وعرفت من نبرته أن غضبه نار قد تحرقها أسرعت مبتعدة، لكنها أقسمت في قلبها أن تنتقم منه
جلس سلطان بعدها، يطلب الخمر ليمحو طيف وجد من رأسه لكنها كانت تطارده حتى في غيابه، تعريه من كل ستار، تكشف ذنوبه أمامه عارية، فيخجل من نفسه لقد عزم على التوبة، لكنه بدلًا من ذلك، غرق مرة أخرى في هوى الدنيا
ما زال سلطان أسير هواه... وآهٍ من هوى سلطان

"اشتركوا على قناتنا على تليجرام أو قناة واتساب ليصلكم أحدث الفصول والتنبيهات فور نشرها"

واتسابتليجرام
Raghad Ali
Raghad Ali
تعليقات