الفصل الخامس من رواية "سلطان الهوى" بقلم سمر رشاد.
سلطان الهوي البارت الخامس
سلطان الهوى
الفصل الخامس
تجلس أماني على سريرها منذ أسبوعين منكمشة على نفسها، وعلى وجهها آثار ضرب وجسمها أيضًا
أغمضت عينيها تتذكر ما حدث لها بعد عودتها من فرح أخيها
بعد أن أوصل سعد أماني وزوجها علاء الذي يمقته كثيرًا، ذهب سعد مجهدًا ومتعبًا وقلبه يتقطع ألمًا وحسرة، فأماني الفتاة الهادئة الجميلة ضاعت من يديه
فحدث نفسه قائلًا:
أكيد أنت ما تستحقهاش يا سعد، أنت تكون ليها! ليه؟ أكيد ربنا بيعاقبك علشان أنت بعيد عنه، ما قربتش منه علشان يقربك منها
أماني دي القلب الطيب النقي… أنت تبقى إيه علشان تقرب منها؟ هي بتصلي ومحجبة وما بتسيبش فرض، وأنت إيه؟
أنا تعبت، متلخبط وتايه… أنا تعبان
دخل سعد إلى المنزل فوجد أمه تنتظره
تعجب سعد، فلأول مرة يراها قلقة هكذا، دائمًا يدخل المنزل يجدها قد نامت سعد هو أكبر إخوته، فله ثلاث بنات أصغر منه وزوجهن جميعًا، فلم يبق في البيت غيره هو وأمه
أمه التي يتركها وحيدة… عندما نظر في وجهها الحنون عرف أنه بعيد كل البعد عنها، وجهها به بعض الألم كيف تركها هكذا وحيدة؟ فهو دائمًا يجلس على مائدة الإفطار شارد الذهن، ويعود ليلًا إما شاردًا أو سكران، ويجد أمه نامت… أو هذا ما كان يظنه
– سلام عليكم يا ما
– وعليكم السلام يا قلب أمك
– إيه اللي مقعدك للوقت المتأخر كدا يا أمي؟
– عايزة أطمّن عليك يا بني، قلبي وجعني علشانك، تعالَ يا بني في حضني واشكيلي
ارتمى سعد في حضن أمه يبكي كالطفل الصغير ويشدّد من حضنها الدافئ
– أنا تعبان… تعبان قوي يا ما، ضيعت البنت اللي بحبها أنا مبقتش عارف أعمل إيه… حاسس إني تايه زي المركب اللي مش لاقيه برّ ترسي عليه ماشي والأمواج بتخبط فيا شمال ويمين، وخايف في يوم أغرق وما لاقيش حد ينجدني
– بعيد الشر عنك من التوهان واللخبطة يا قلب أمك
بُص يا حبيب أمك، المركب اللي إنت بتجاهد علشان ترسي عمرها ما هترسي طول ما إنت بعيد عن ربنا
قرب من ربنا يا بني، هو حلَّال الأمور، هو اللي أقرب لينا من حبل الوريد ناجي ربنا يا بني، اسأله واطلب منه يغفرلك ويتوب عليك طول ما إنت هتبقى في طاعة ربنا، ربنا هينجيك، وهتلاقي مرسى ترسي عليه بسلام وأمان
قوم يا بني اتوضى وصلي، هتلاقي في قربه الراحة اللي إنت بتتمناها أنا يا ما نصحتك وانت ما كنتش بتسمع كلامي، ما كانش بإيدي حاجة أعملها غير إني أدعيلك يا بني ربنا ينور قلبك وتوصل لطريق الهداية
قبّل سعد يد أمه، وقام ودخل إلى الحمام واغتسل، وخرج إلى غرفته وفرد سجادة الصلاة وقام بين يدي الله، وقال "الله أكبر"، وأجهش في بكاء مرير يقطع قلب من يسمعه
استجمع سعد نفسه وأكمل صلاته وهو يشعر بالندم والحسرة على كل شيء جميل أضاعه من بين يديه
ثم ذهب إلى النوم، فلأول مرة منذ وقت طويل ينام سعد قرير العين بقلب راضٍ يشعر بالراحة، وأغمض عينيه وذهب في سبات عميق
......................
تذكرت أماني كيف فعل بها زوجها عندما دخلت المنزل أمسكها من شعرها وجرها إلى غرفة النوم، ثم ألقاها على السرير وهي تصرخ ولا تعلم ماذا حدث ثم صفعها على وجهها وسحب حزام بنطاله وانهال عليها بالضرب المبرح، وقال لها:
– إنتِ يا بنت الكل…ب، بتستغفليني! أنا شفتك وإنتِ بتبصي للي اسمه سعد ده أنا كنت حاسس إنك بتحبي واحد تاني ولما إنتِ بتحبيه اتجوزتيني ليه؟ وافقتي عليّا ليه؟ هاااه قولي! وعاملالي فيها الخضرة الشريفة يا روح أمك! ده أخوكي يا بت خمورجي وبتاع نسوان، إنتِ فاهمة؟ احمدي ربنا إني رضيت أناسب أخوكي لولا فلوس أخوكي ما كنتش عبرتك يا روح أمك آه وماتبصيش ليا البصرة دي ، وكمان اعتبري نفسك هنا خدامة فاهمة؟ وإن سمعت منك شكوى أو روحتي قلتي لأخوكي، هخلص عليكي إنتِ وأخوكي فاهمة يا بت؟ أنا صايع ، وأنا هتصرف مع اللي اسمه سعد ده، لازم أخلص منه جتكم القرف!
ثم تركها تدمي من كثرة الضرب، وقلبها يدمي ندمًا أنها تزوجته
كان الأفضل لها أن تظل دون زواج ويظل حب سعد ساكنًا داخل قلبها لكن لحماقتها اعتقدت أنه عندما توافق على العريس سوف يغار سعد ويتقدم لخطبتها، ولكن اكتشفت أنه لا يحبها
وظل حب سعد داخل قلبها لم يتحرك أنشًا واحدًا
ولكن ازدادت ضربات قلبها عندما تقابلت نظراتها مع نظرات سعد في المرآة، فقد قالت العيون ما لم يستطع اللسان قوله
.........................................
أما سلطان الهوى فقد شعر بالضياع، عاد إلى المنزل يترنح من كثرة السكر
سمعت وجد صوت السيارة فاعتدلت من مكان نومها، فقد نامت في مكانها من كثرة الانتظار ثم نظرت إلى نفسها في المرآة بقلب يرتجف من كثرة التوتر
دخل سلطان وهو يغني ويترنح من كثرة الشرب توترت وجد أكثر من صوته
ودخل غرفته فرأى أمامه فاتنته ط، ترتدي فستان بحمالات يصل إلى ما فوق الركبة، وشعر طويل يصل إلى خصرها، مع غرة رائعة تزيدها جمالًا… فهي حقًا فاتنة
تسمّرت وجد في مكانها عندما رأته بهذه الحالة واغرورقت عيناها بالدموع
أما سلطان الهوى فقد وقع في هواها للمرة التي لا يعرف عددها، وفغر فاهه وقال:
– حتى طيفك هنا يا وجد! إنتِ ليه مش بتروحي من بالي؟ إنتِ قلبتي حياتي وشغلتي عقلي وقلبي… للدرجة دي إنتِ احتلتيني؟
أنا تعبت منك… ومن قلبي اللي بيحبك
سقطت الدموع من مقلتيها شلالًا وقالت:
– بس أنا هنا فعلًا يا سلطان… كنت مستنياك بس إيه اللي إنت عملته في نفسك ده؟ حرام عليك يا سلطان، إنت كنت بدأت تبعد عن القرف ده، رجعت تاني ليه؟
اقترب منها بخطى مترنحة وبدأ يلمس وجهها وشعرها ويقول:
– يعني إنتِ هنا بجد يا وجد؟ يعني إنتِ هنا في أوضتي وبين إيديا؟ أنا بحبك أوي يا وجد
واقترب منها حتى يقبلها.
أبعدته وجد بقوة وقالت:
– ابعد يا سلطان! إنت سكران، وأنا عمري ما أخليك تقرب مني وإنت سكران… فاهم؟
– بس إنتِ مراتي… عارفة يعني إيه مراتي؟ آخد حقي منك زي ما أنا عايز، فاهمة؟
ثم حملها سلطان إلى السرير ووضعها بقوة، وبدأ يقترب منها وهي تقاوم بكل قوة، حتى قالت له:
– ابعد عني يا سلطان! إنت مش هتاخد مني حاجة بالقوة، أنا بكرهك… بكرهك!
سمع سلطان منها هذا الكلام، ثم تركها وترك لها الشقة بأكملها، وأخذ السيارة وخرج.
أما وجد فظلت تبكي بشدة ولا تعلم ماذا تفعل
ارتدت ملابسها وذهبت إلى حماتها السيدة حنان، فهي تعلم أنها طيبة القلب وسوف تساعدها.
"اشتركوا على قناتنا على تليجرام أو قناة واتساب ليصلكم أحدث الفصول والتنبيهات فور نشرها"
"اشتركوا على قناتنا على تليجرام أو قناة واتساب ليصلكم أحدث الفصول والتنبيهات فور نشرها"
.png)