الفصل السابع من رواية "سلطان الهوى" بقلم سمر رشاد.
سلطان الهوي البارت السابع
سلطان الهوى
الفصل السابع
حملت وجد والسيدة حنان أماني إلى غرفتها، وحاولتا الاتصال بسلطان، لكن هاتفه كان خارج نطاق الخدمة اضطرت وجد للاتصال بسعد
أتى سعد ومعه طبيب، وقلبه ينزف وجعًا على حبيبة قلبه، خاصة بعد أن رأى حالتها؛ وجهها مليء بالكدمات، وجروح في جسدها، وكسر في يدها قام الطبيب بالإسعافات اللازمة، ثم قال إن حالتها النفسية غير مستقرة، وهناك احتمال لارتفاع درجة حرارتها، وكتب لها الأدوية المطلوبة
رفض سعد أن يتركهم في هذه الحالة بينما سلطان غائب، وحاول الاتصال به كثيرًا، لكن الهاتف كان مغلقًا
– انت فين يا سلطان؟ رحت فين يا صاحبي؟
جلسوا جميعًا حول أماني، وسعد يساعدهم في تركيب المحاليل بدأت حرارتها ترتفع، وجلست وجد بجوارها تضع الكمادات على رأسها كانت أماني تهذي بكلام غير مسموع، ثم صرخت فجأة:
– لا يا علاء… متضربنيش أرجوك… سعد! الحقني يا سعد!
انتفض سعد عند سماعها تردد اسمه، وخرج مسرعًا من المنزل، وظل يبكي بكاءً شديدًا لم يكن قادرًا على فعل شيء، حتى لو ذهب وضرب علاء، فما الصفة التي سيذهب بها؟ أمسك رأسه يائسًا غير قادر على التصرف ذهب إلى أقرب مسجد، صلى ودعا لها أن يشفي الله جروحها… ويشفي قلبه من حبها
............................................
أما عند سلطان، فقد نام في المسجد، لا يعرف كم من الوقت مر حتى انتفض على صوت أذان الظهر قام وتوضأ وصلى، ثم تحدث قليلًا مع محمد، وأخذ عنوانه وتبادلا أرقام الهواتف بعدها عزم على العودة إلى بيته ومحاولة إصلاح ما يمكن إصلاحه من حياته
وصل سلطان إلى المنزل فوجد سعد يجلس أمامه يبكي
– مالك يا سعد؟ في إيه؟ أمي فيها حاجة؟
هز سعد برأسه نافيًا
– طيب، وجد حصل لها حاجة؟
أشار أيضًا نافيًا
– أمال إيه يا بني آدم؟ رد عليا! إيه اللي مقعدك كدا وبتعيط؟ تكنشي خالتي أم سعد؟!
قاطعه سعد وهو غير قادر على التحدث فقال بصعوبة
– اطلع يا سلطان… أماني فوق
انطلق سلطان إلى شقة والدته بخطوات يلتهمها الخوف على أخته طرق الباب سريعًا، ففتحت له وجد، نظر إليها نظرة ندم ومعاتبة، ثم دخل غرفة والدته رأى أماني في حالة يُرثى لها، وقال بلهفة:
– في إيه يا ماما؟! أماني… إيه اللي حصل لها؟ ومين اللي عمل فيها كدا؟!
قالت السيدة حنان بحزن:
– سلطان، ابني… حبيبي… كنت فين يا بني؟ قلقتني عليك
ارتمى سلطان في حضنها:
– حقك عليا يا أمي… كنت محتاج أعيد حساباتي من تاني بس مقولتيش… مين اللي عمل كدا؟
ردت وجد وهي واقفة عند الباب تبكي:
– جوزها… هو اللي عمل فيها كدا بس مانعرفش إيه اللي حصل هي من ساعة ما جت وهي في الحالة دي واتصلنا عليك كتير، وتليفونك مقفول… اضطرينا نكلم سعد، وهو اللي أنجدنا
صرخ سلطان:
– علاء الكلب! أنا لازم أشرب من دمه!
قالت وجد بخوف ولهفة
– استنى يا سلطان، رايح فين؟ هتأذي نفسك
– وأسِيبه كدا من غير ما آخد حق أختي؟!
– قدّم فيه بلاغ… بس ما تأذيش نفسك علشان خاطري يا سلطان
نظر إليها سلطان نظرة حزينة، ثم تركها وخرج
قالت وجد بقلق:
– ليه يا ماما ما وقفتيهوش؟! سلطان هيأذي نفسه وممكن يعمل حاجة فيه
ردت السيدة حنان بقلب مفطور
– أنا مهما اتكلمت… سلطان هيعمل اللي في دماغه ودي أخته يا بنتي والله ما أنا عارفة أعمل إيه إن شاء الله هيفكر صح ويعمل الصح ربنا يهديه، ويرجعه بالسلامه
ثم نظرت إلى أماني قائلة:
– ربنا يشفيكي يا بنتي… عليه العوض ومنه العوض
نزل سلطان مسرعًا ليستقل سيارته، فجرى عليه سعد:
– رايح فين يا سلطان؟ استنى!
– سيبني يا سعد… أخلص على الكلب دا وأشوف إيه اللي وصل الحال لكدا
– استنى… أنا هاجي معاك مش هسيبك لوحدك
وبالفعل ركب سعد مع سلطان، وانطلقا إلى بيت علاء
طرقا الباب، فخرج علاء عاري الصدر، شعره مشعث، ولما رأى سلطان أمامه جحظت عيناه رعبًا، فهو يعلم أن المواجهة قادمة منذ أن خرجت أماني تظاهر بالقوة وقال:
– سلطان الهوى!
لكمه سلطان في وجهه، فسقط علاء أرضًا، ثم كال له سلطان عدة لكمات أخرى، فأمسكه سعد بقوة ليبعده ظل علاء يضحك بشدة، ما أثار استغراب سلطان وسعد
قال سعد بحدة:
– بتضحك على إيه يا روح أمك؟!
قال علاء:
– أصل أنا عرفت إن سلطان بيتلعب عليه من ورا ضهره!
تعجب سلطان من كلامه وأمسك تلابيبه وقال:
– انت بتقول إيه يا كلب؟! تقصد إيه؟
– أقصد إن صاحبك داير على أختك… اللي هي مراتي… من ورا ضهرك! ولما عرفت بخيانتها اتضايقت… فضربتها من حرقة قلبي مش من حقي لما أعرف إن مراتي بتخوني… أعلّمها الأدب؟
اقترب منه سعد وضربه بعنف:
– انت بتقول إيه يا ابن ***؟! انت متعرفش بتتكلم عن مين يا ابن ***!"
أبعده سلطان:
– اهدى يا سعد… هيموت في إيدك!
مسح علاء الدم عن وجهه، وفتح هاتفه ليُريهم صورة تجمع أماني وسعد، وهو يضع يده على كتفها الصورة توحي كأنهما في أحضان بعض
بُهِت سلطان وسعد من المشهد
قال سلطان:
– عارف يا علاء… لو جبت لي ألف صورة، برضو مش هصدقك أكيد حصل ظرف للموقف دا، وإنت استغليت الموضوع وصورتهم وكمان أنا واثق إن صاحبي عمره ما يخون
ثم نظر إلى سعد نظرة ألم:
– مش كدا يا صاحبي؟
قال سعد:
– انت مش فاهم حاجة يا سلطان… والكلب دا لازم يتربى!
قال سلطان:
– فعلا… لازم يتربى
تركهما سلطان وخرج، ولحقه سعد
نادى سعد على سلطان بلهفة ووجع مما حدث
– سلطان! استنى يا سلطان… اسمعني!
وقف سلطان، أغمض عينيه، ثم التفت إلى سعد:
– عايز إيه يا سعد؟ أنا عارف إنك بتحب أختي من زمان بس كنت مستنيك يا أخي تيجي تتقدم وتقول: (أنا عايز أتجوز أختك يا سلطان)
رد سعد بانكسار:
– خفت… خفت ترفضني وخفت تكون هي ما بتحبنيش مع إني شوفت الحب في عينيها… بس خوفت أنا فين وانت فين يا سلطان؟! أنا يدوب واحد على قدي، ما حيلتوش غير مرتبه.ط معايا دبلوم تجارة بس… إنما أماني خريجة جامعة، وكمان أخت سلطان المنشاوي! هي فوق في السما… وأنا تحت في الأرض
قال سلطان بغضب:
– علشان إنت غبي… غبي وما بتفهمش! لو كنت عملت خطوة واحدة وجيت حكيت اللي في قلبك… كان الحال اتغير كنت ارتحت أنا، واطمنت إن أختي مع واحد هيخاف عليها ويحبها بجد
بص سعد برجاء:
– يعني إيه يا سلطان؟! يعني هي كمان بتحبني؟ قول… ريّح قلبي
تنهد سلطان:
– مبقاش ينفع الكلام دا دلوقتي يا سعد… أنا عايز أعرف حكاية الصورة دي
رد سعد:
– حاضر يا سلطان… هحكيلك.
"اشتركوا على قناتنا على تليجرام أو قناة واتساب ليصلكم أحدث الفصول والتنبيهات فور نشرها"
"اشتركوا على قناتنا على تليجرام أو قناة واتساب ليصلكم أحدث الفصول والتنبيهات فور نشرها"
.png)