الفصل التاسع من رواية "سلطان الهوى" بقلم سمر رشاد.
سلطان الهوي البارت التاسع
سلطان الهوى
الفصل التاسع
أحست وجد أن هناك شيئاً خاطئاً
وسألت نفسها: "لماذا سلطان طلب منها أن تسامحه؟ ولماذا جاءها هذا الاتصال في هذا الوقت؟ ولماذا ذهب سريعاً بعد أن قال إنه سيرتاح قليلاً؟"
لم تخطُ وجد أي خطوة، عادت إلى حماتها بقلب يرتجف، وفي عقلها ألف سؤال دخلت وجد شقة حماتها وهي شاردة الذهن
تعجبت حماتها منها
وسألتها بلهفة ممتز جه بالغرابه : مالك يا وجد يا بنتي؟
قصت لها وجد ما حدث، لعلها تجد حلا
ردت أماني بتعب قائلة: أكيد دا حد عايز يوقع ما بينكم يا وجد إنتي عارفة سلطان كبير في السوق وأكيد في حد عايزه يقع، تأكدي إن سلطان بيحبك قوي يا وجد وعمره ما يفكر يعمل حاجه تزعلك، اخويا اتغير علشانك، وكمان فكري فيها كدا، مش معقول يقولك داخل أرتاح وينزل بعدها مستعجل ومايعديش دقائق ويجيلك الاتصال دا
_ عندك حق يا أماني، وده اللي خلاني أقلق أكتر، أنا مش عارفة أعمل إيه
_ اتصلي على سعد يا وجد، أكيد يعرف إيه اللي حصل
..............................................
أما عند سعد، فكان يراقب علاء نزل علاء من منزله وذهب إلى منزل زيزي تعجب سعد: ما علاقة زيزي بعلاء؟
دخل علاء المنزل، وبعدها بنصف ساعة رأى سلطان أنام منزل زيزي مما أثار الشك في قلب سعد، ذهب إليه سعد بلهفة قائلا
_ سلطان! بتعمل إيه هنا؟
_ إنت اللي بتعمل إيه هنا يا سعد؟ إنت مش بتراقب الكلب علاء؟
_ ما هو أنا فعلاً براقبه ولسه داخل عند الزفتة زيزي
_ إيه؟ إنت بتقول إيه؟ دي زيزي لسه بتكلماني وبتقولي إن في مصيبة جوه!
وفي أثناء كلامهم، رن هاتف سعد، نظر سعد إلى المتصل، وبعدها نظر إلى سلطان وقال: سلطان، دي وجد
أغمض سلطان عينيه بحزن ثم تنهد وقال:
_ رد عليها وافتح السماعة
فعلا سعد مثلما قال له صديقه
_ أيوه يا مدام وجد
_ الحق يا سعد! في واحد كلمني وقالي إن سلطان مع واحدة اسمها زيزي، قالت هذا وهي تبكي بكاء شديد
وأخذ سلطان الهاتف من سعد محاولا تنظيم أنفاسه المتلاحقة من الغضب والحزن
_ أيوه يا وجد
_ سلطان! سلطان، إنت معايا؟ إنت كويس؟
_ أيوه يا وجد أنا كويس إنتي مصدقة يا وجد إني ممكن أكون مع واحدة تانية؟ إنتي لسه ما تعرفينيش كويس بس اللي أنا عايزك تعرفيه إن مفيش حد في حياتي وسكن قلبي وهدم كل زاوية وسكن فيه غيرك إنتي، إنتي بس اللي ساكنة جوه قلبي يا وجد
صمت وسكون... فقط لم يسمع سلطان من وجد غير صوت شهقاتها
_ ردي عليا يا وجد
_ خلي بالك من نفسك يا سلطان قالتها وجد بحزن
ثم أغلقت الهاتف
أما سلطان فقد أعطى الهاتف لسعد
أخرجه سعد من شروده قائلاً: هنعمل إيه دلوقتي يا سلطان؟ وكدا اللعبة وضحت، وزيزي وعلاء يعرفوا بعض ولعبوا علينا كلنا
ظل سلطان على صمته، وبعد قليل من التفكير قال: روح خد أماني ووجد وقدّم بلاغ في علاء واحكي كل حاجة للظابط، وأنا هدخل أدي درس كويس للي اسمه علاء، وهستناك أما تيجي وتجيب معاك الشرطة، تمام؟
_ تمام يا صاحبي، وخلي بالك من نفسك
وبالفعل ذهب سعد إلى منزل سلطان وأخذ أماني، وأصرت وجد على الذهاب معهم
وحكى سعد على كل ما حدث، حتى الصورة التي التقطها علاء لهم. وبالفعل أخذ الضابط إذن نيابة بالقبض على علاء وزيزي، لأن سعد قال أيضاً إن علاء يمكن أن يقتل صديقه.
..............................................
أما عند سلطان، فقد رن جرس المنزل. فتحت زيزي الباب وهي تظهر بملابس لا تستر من جسدها شيئاً
أغمض سلطان عينيه وارتجف قلبه مما هو مقبل إليه، ودعا الله سبحانه وتعالى أن يبعد عنه مكرهم
تقدمت زيزي تحيطه بيديها قائلة: وحشتني يا سلطان
أبعد سلطان يديها عنه وقال: خير يا زيزي، إيه المصيبة اللي إنتي فيها وجبتيني على ملا وشي علشان أنجدك؟ أنا سلطان يا زيزي، مقدرش أشوف حد محتاج حاجة وأسيبه
_ عارفة يا سلطان... طيب ادخل، هتفضل واقف برا كدا؟ ولا حبيبة القلب محرجة عليك؟
ضرب سلطان زيزي على وجهها، مما جعل وجهها يذهب في الجهة الأخرى. وضعت زيزي يدها على خدها وقالت، بضحكة عالية: أنا بقى جبتك هنا علشان أنتقم منك إنت سيبتني وروحت اتجوزت حبيبة القلب، وأنا اللي حبيتك وكنت معاك في كل وقت، ولما كنت بتبقى مضايق تيجي لي أنا، تلجأ لي أنا!
رد سلطان والندم يأكله
_ علشان كنت غبي، مغفل لجأت ليكي وللخمر وللمعاصي، وما لجأتش للي لا بيغفل ولا بينام بعدت عن ربنا وعصيته، بس الحمد لله فوقت ربنا بعتلي وجد علشان أفوق فوقي يا زينب من اللي إنتي فيه محدش يعرف الموت هيخبط على بابنا إمتى فوقي يا زينب قبل فوات الأوان أنا فوقت القرب من ربنا حلو قوي... قوي يا زينب
بكت زينب من كلام سلطان وكانت تخجل من نفسها كثيراً
خرج علاء يصفق بيديه قائلاً:
_ يا سلااام يا شيخ سلطان، كلامك مؤثر جداً ويا ترى مين اللي علمك الكلمتين الحلوين دول؟ حبيبة القلب بتاعتك؟ أختك هي كمان زيك كدا، عاملة فيها الخضرا الشريفة
تعرف يا سلطان؟ أنا مش اسمي علاء، ولا أنا من إسماعيلية تعرف أنا مين؟
تعجب سلطان وعقد حاجبيه مما يقول، هو سلطان رأسه بمعنى لا
قال علاء بابتسامة سخريه تحمل كل الحزن
أنا زاهر منصور! مش فاكر يا سلطان؟ مش فاكر زاهر اللي إنت علمت عليه وهو صغير وخليت عيال الحتة يضحكوا عليه علشان كان تخين وتقول عليه "قلبظ"؟ هااا... نسييييت؟
نسيت كمان وإحنا في ثانوي لما كنت بحل ورقة الأسئلة وتهددني إن لو مش ساعدتك هتخلص عليا؟ ولما رفضت، بعد لما طلعت من الامتحانات ضربتني بآلة حادة لحد ما شوهت وشي؟ وعلشان إحنا ناس على قدنا، أبوك جه لأبوي ودخلني المستشفى واتكفل بالعلاج وأبويا مرضيش يعمل محضر وقال: دا قضاء وقدر وبعدين مشينا برا البلد كلها، وروحنا على إسكندرية وعشنا هناك عملت عملية غيرت ملامح وشي، ومن وقتها قررت إني أنتقم منك مش هسيب حقي هشوهك زي ما شوهتني من برا ومن جوا هشوهك ودلوقتي جاي تقول إنت تبت؟ يعني في الآخر إنت بقيت ملااااك، وأنا شيطاااان؟
تعجب سلطان مما قاله علاء كان قلبه يتقطع: ألهذا الحد كان سلطان شيطان؟ كان بشع؟
صمت سلطان، ثم نظر إلى علاء وقال: صح انت صح، انا شيطان عمري ما ندمت اني عملت كدا دائما بحب مصلحتي بحب آخد كل حاجه وأي حاجه مهما كان التمن، بس بجد انا اتغيرت وتبت، ودلوقتي بقولك أنا آسف
ضحك علاء ضحكة تحمل من القهر والحزن الكثير:
_ آسف؟! هههه... آسف دي هترجع روحي المكسورة؟ هترجع كل وجع اتوجعته؟ إنت مش عارف أنا عملت إيييه علشان أوصل للي أنا فيه؟ على فكرة يا سلطان، أنا صاحب المكان اللي إنت بتسهر فيه. وآه... زينب دي أنا اللي زقتها عليك وخليتها تعرف منك كل حاجة وتجوزت أختك... وعلشان عارف إنها متجوزاني علشان صاحبك العبيط يحس بيها، ولما ما تقدمش ليها هي وافقت عليا، بس خليتها حطام اسألها أنا عملت فيها إيييه أنا كنت كل لما أشوفها أفتكرك، أطلع كل غلي فيها
_ كفاية يا زاهر، كفاية بقى أنا ما كنتش أعرف إني سببتلك كل دا. إحنا كنا صغيرين
_ بس أنا ما نسيتش!
وأخرج من جيبه زجاجة غريبة وقال:
_ عارف دي إيه؟ دي مية ناا، اار... علشان أحرقك بيها وأشوهك زي ما شوهتني قبل كدا. أنا بقيت متشوه من جوه ومن برا.
وكاد أن يلقيها على سلطان، لكن كانت يد زيزي هي الأسرع تناثرت الزجاجة في كل مكان، وأصابت جزءاً من قدم سلطان وذراع زيزي، أما الباقي فقد وقع على عين زاهر، الذي انتفض من مكانه وظل يصرخ
خلع سلطان سترته وغطى بها زيزي، وذهب إلى زاهر وأمسكه كان زاهر يقاوم ويقول له:
_ سيبني... سيبونيييي... آاااه!
طرقات شديدة على الباب أجفلت لها زيزي، التي كانت تبكي بشدة بسبب حرق يديها ذهبت لفتح الباب، فصُدم سعد ورجال الشرطة من هذه الفوضى التي حلت بالمكان وتم الاتصال بالإسعاف، وأخذوهم جميعاً إلى المشفى.
"اشتركوا على قناتنا على تليجرام أو قناة واتساب ليصلكم أحدث الفصول والتنبيهات فور نشرها"
"اشتركوا على قناتنا على تليجرام أو قناة واتساب ليصلكم أحدث الفصول والتنبيهات فور نشرها"
.png)