رواية اكتشفت زوجى فى الاتوبيس الحلقة الاولى 1 - روايات دعاء عبد الرحمن

  نقدم اليوم احداث رواية اكتشفت زوجى فى الاتوبيس الحلقة 1 من روايات دعاء عبد الرحمن . والتى تندرج تحت تصنيف روايات رومانسية ، تعد الرواية  واحدة من اجمل الروايات رومانسية  والتى نالت اعجاب القراء على الموقع ، لـ قراءة احداث رواية اسيرة العادات والتقاليد كاملة بقلم مريم نصار من خلال اللينك السابق ، أو تنزيل رواية جريمة عشق 4 pdf كاملة  من خلال موقعنا .


رواية اكتشفت زوجى فى الاتوبيس الحلقة الاولى 1 - روايات دعاء عبد الرحمن


 اكتشفت زوجى فى الاتوبيس الفصل 1


( 1 )

أنا اسمي " منى" فى المرحلة الثانوية ومدرستي للبنات فقط , أنتمي للطبقة المتوسطة والتى تكاد تندثر ببلدنا, محجبة , " طارق" هو أكبر إخوتي وهو متزوج ويسكن بالجوار ويليه "هشام" وهو خاطب من فتاة تكبرني بعدة أعوام ولكنه يعمل فى إحدى الدول العربية فى الوقت الحالي .
أنا أصغر إخوتي ووحيدة جدًا جدًا , أبى مشغول دائما ً فى عمله أو مع أصدقائه ؛ لذلك كانت أمى هى المسئول الأول والأخير عن كل شىء يخص المنزل أو يخصنا نحن الأبناء.

أمى كأي أم مصرية عادية للغاية ، طيبة، ومطيعة لوالدي لأقصى حد من الممكن تصوره ولا تستطيع حتى مناقشته فى الأمور اليومية فهى لا تجيد أمامه سوى كلمة " حاضر " ؛ لذلك لم يكن من الغريب أن أصبح ما أنا عليه الآن ، شخصية مهزوزة .. متوترة .. أتطلع إلى أصحاب الرأي وكأنهم من كوكب آخر .. التقليد منهجي والنقمة على حالي من أهم هواياتي ، فلم يكن قاموسي يحتوى سوى على نصف الكوب الفارغ فقط وذلك كان سبب جميع مشاكلي فيما بعد .

وخلال ثلاث سنوات كاملة ويوميًا وفى طريقي إلى مدرستي ألحظ " طارق" أخى الأكبر يمشي خلفي ويراقبنى دون سبب وكأننى مجرم تحت المراقبة والمضحك أنني إعتدت على ذلك وهو لا يعلم أنى أراه من الأصل ، كنت مستسلمة تماما لما يحدث حولى وكل ما يهمني هو الخروج من هذا المنزل فقد سئمت تساؤلاتى حول شخصيته المتشككة فى كل امرأة وفتاة على وجه البسيطة لا يتعب ولا يمل , حتى انتهى العام الدراسي الأخير بشق الأنفس وقد حصلت على درجات تؤهلنى بالكاد لدخول كلية الشعب " التجارة "

أول يوم دراسي بالجامعة كنت كما يقولون " زى اللى كان فى جَـرة وطلع برة " دُهشت بشدة عند رؤيتي لكل هذا العدد من الشباب والرجال " إيه ده كل دول ولاد ؟ كانوا فين دول !! "

وكرد فعل طبيعي زاد إنطوائى وخِفتُ أكثر وأصبحت أذهب للكلية وأعود وكأنني سراب أو غير مرئية , إلى أن قابلت " سماح " .

كانت " سماح " زميلة لي فى السنة الثانية من المرحلة الثانوية ثم تركت المدرسة وانتقلت لمدرسة أخرى لانتقال أسرتها إلى مكان إقامة جديد فلم أراها منذ ذلك الحين ومن الأصل كانت معرفتي بها معرفة شكلية فقط وتحية بعيدة وفقط ، حتى قابلتها فى الكلية وتعرفت عليها برغم من تغير ملامحها قليلا بفضل طبقات ألوان الزينة المتراكمة فوق بشرتها وعينيها وطلاء شفتيها الداكن لدرجة غريبة ، مظهرها الجديد أقلقني وجذبني فى نفس الوقت ولكن طبيعتى الجبانة أمرتنى أن أستدير وأنصرف دون أن أكلمها, ولكنى فوجئت بها تحث الخطى نحوي بابتسامة واسعة وهى تقول :
- أنتِ كنتِ معايا فى مدرسة ( ..... ) صــــح ؟
إحتضنتني بشدة وأنا فى حالة ذهول ودهشة وفرحة وابتسامة بلهاء !

فى يوم وليلة أصبحت "سماح" صديقتى الحميمية وصارت وجهتي وقدوتي ومثلي الأعلى فى كل شىء ، كلمة تقليد كانت قليلة على ما كنت أفعله ، ولكن بيئتي كانت تحكمني فلم أستطع تغيير طريقة اختيارى لملابسي ولكني كنت آخذ مجموعة ألوان الزينة بحقيبتي وعندما أدخل بصحبتها حمام الكلية أضع الألوان على وجهي فتتغير ملامحي تماما وكأنني أخرى لا أعرفها ولكنى أحبها هكذا متمردة !.

"سماح" كانت سعيدة جدا بي وقد أصبحت كالعجين بيدها تشكلنى كيفما تشاء وقد كانت تعلم بمراقبة أخي لي فى البداية فتأخذنى وتخرج بي من أبواب أخرى بخلاف باب الكلية المعتاد وكنت أنا منبهرة بالمغامرات التى تقودني إليها , وسعيدة بأن مراقبي قد مل من كثرة عدد أبواب الجامعة وتفرقها فعدل أخيرا عن فكرة المراقبة ووجه طاقته نحو زوجته ومضايقتي فى المنزل فقط !

أتذكر خفقان قلبي للمرة الأولى وأنا أخطو بداخل أحد دور السينما وأنظر حولى كالبلهاء وكأنها كوكب مختلف عن كوكبي .

بعد عدة أشهر أصبحت تلك الأماكن معتادة لدي وأصبح الكذب على والدتى اسمه ذكاء وفطنة وتحرر من القيود وبالطبع كان من النادر تواجدنا فى مدرج الكلية , ورغم كل ذلك فكل ما فات كان أبسط بكثير مما هو آتٍ .
فى أحد الأيام وأثناء جلوسنا بكافتريا الكلية مالت "سماح" بجزعها مستندة إلى الطاولة وهى تقول بسأم :
- أنا زهقت من الفسح والخروج ، ماتيجى نغير شوية
- إزااى ؟
ابتسمت سماح وقالت :
- تيجى نروح عندى البيت أفرجك على ألبومات صور من ساعة ما كنت صغيرة لحد دلوقتى ونقعد فى البلكونة أحكيلك على مغامراتى ، يعنى أهو نضيع وقت وخلاص قلت بتردد:
- لا يا ستى هاتكسف من أهلك
زفرت "سماح" بقوة ثم قالت :
- ماتبقيش هبلة , بابا وماما عساسيل خالص ومتفتحين وبعدين إحنا هنقعد فى أوضتي يعنى هنبقى براحتنا خالص
وبتفكير وببعض القلق المشوب ببعض الحماس قلت :
- ماشى
منزلها كان أنيق للغاية مما جعل حالة القنوط وعدم الرضى على حياتي ترتفع معدلاتها لأقصى حد وبالأخص حينما قابلت والدتها ووالدها قبل أن يخرج لعمله ورأيت أن هناك نوع آخر من الآباء من الممكن أن يضحك مع ابنته ويضمها بفكاهة ويبتسم ويرحب بصديقتها , والأغرب أن والدتها قالت له فى إحدى عباراتها كلمة " لا " فهل هذا معقول ؟!

دقائق وذهب والدها لعمله بينما إلتقطت والدتها الهاتف وأخذتني "سماح" لغرفتها وردية الطلاء ، غرفة رائعة رغم بساطتها ورغم احتوائها على كل ما تحتاج بالإضافة إلى مساحة واسعة للتحرك بسلاسة عكس غرفتي التى بالكاد تتسع للسرير وخزانة ملابس صغيرة وجهاز الحاسوب الذى لا أفقه فيه شىء سوى محادثتي أنا وأمى الأسبوعية لأخى "هشام" عن طريق برامج الاتصالات عبر الشبكة العكنبوتية فهى أرخص بكثير من محادثات الهاتف .
- إيه يابنتى فوكى كده وخاليكى براحتك أنتِ فى بيتك
- أفك إيه ؟
لوحت بيدها وهى تقول :
- فوكى الحجاب , إستنى أجيبلك هدوم علشان تقعدى براحتك
إعترضت بشدة :
- لالا هدوم إيه وبعدين مينفعش أفك الحجاب يمكن حد يدخل علينا
- محدش هيدخل .. إيه اللى هيجيبهم هنا وأخويا مش بيصحى إلا المغرب
إنتفضت مكانى هاتفة :
- أخوكى ! أنتِ مش قولتِ أنه ماعندوش أجازات النهاردة
- منا كنت فاكرة كدة ولما جيت هنا ماما قالتلى إنه جه الصبح ومن كتر تعبه دخل نام أصله ياعينى منامش طول الليل بيتعبوا أوى بتوع الجيش دول الحمد لله أن إحنا بنات معندناش جيش
- إنتِ بتستهبلى والله يا سماح وكمان عايزانى أفك الحجاب
- بقولك إيه هتعمليلى فيها أم الشعور خلاص ياختى خاليكى كده حرانه وزهقانه هاتشربي إيه يابرنسيسة ؟
- أى حاجة

بعد خروج "سماح" من غرفتها انتابني فضول شديد ، وددت التعرف على أشيائها وخزانة ملابسها ومنضدة الزينة الخاصة بها وما عليها والصور المعلقة على الجدران ، وفجأة سمعت من يهتف من خلفي عند باب الغرفة :
- سماااااااح إنتِ جيتى إمتى يـــ ..
إلتفت بفزع وذهول لأجده يقف عند الباب المفتوح وقد ابتلع بقية عبارته وينظر لي بدهشة
قال:
- أنا .. آسف ماكنتش أعرف أن سماح معاها حد
وقبل أن يستدير هتفت سماح باسمه وهى تحتضنه بسعادة كبيرة
سماح:
- حبيبى إنت صحيت إمتى حمدلله على السلامة ومزاح
إبتعدت عنه قليلا ثم نظرت لي بحرج قائلة :
- معلش يا منى ماكنش يعرف إنك هنا , ده سامح أخويا ماتتخضيش كدة
ثم قدمتنى له قائلة:
- شوف بقى يا حبيبى دى منى صاحبتى الأنتيم
سامح بابتسامة :
- أهلا وسهلا نورتى يا آنسة منى
ثم إلتفت سامح إلى أخته قائلا:
- مقولتليش يعنى يا سماح إن عندك صاحبات حلوين كده
ضحكت سماح ضحكة عالية عندما لاحظت تورد وجهي وقالت :
- إيه يا منى إنتِ هاتكسفى من سامح ده زى أخوكى
عندما لاحظ قلقى إستأذن وانصرف سريعًا فتبعته سماح لدقائق ثم عادت مرة أخرى وما إن وقفت أمامي حتى قالت معاتبة :
- إيه يا منى مردتيش عليه ليه ؟
زفرت بقوة وقلت بضيق وخجل مما حدث:
- إنتِ تسكتى خالص .. كفاية الموقف البايخ ده
سماح:
- والله ماكنت أعرف إنه صاحى وهو ماكنش يعرف إنك هنا هى جات كده معانا خلاص بقى متوجعيش دماغى تعالى إشربى النسكافية
- طيب يا سماح هنشرب النسكافية ونمشى.. أنا محرجة جدا
هتفت سماح بنزق :
- نعم ياختى أنا هاضرب المشوار ده كله علشان النسكافية .. كنا شربناه فى أى حته وخلاص .. البيت بعيد يا منى بلاش إستعباط
صمت مستسلمة لرغبة سماح وبعد قليل طرق سامح باب الغرفة فعدلت من جلستي سريعًا وسماح تهتف :
- أدخل
فُـُتح الباب وأدخل سامح رأسه بطريقة مضحكة وقال بتفكه :
- تشربوا شاى معايا
سماح:
- أه إعملى معاك
فنظر لي ووجه حديثه نحوي وكأنه يعرفني منذ زمن :
- وإنتِ يا منى تشربى شاي؟
قلت بحرج بالغ :
- لا شكرا
سامح بتساؤل:
- ليه مش بتحبيه ؟
منى:
- لا مش بحبه
مط شفتيه بأسى وهو يقول :
- يا عذابه
شعرت بالدماء تندفع بأوردتى بقوة وتلون وجهي لكلمته , دقائق أخرى قليلة وعاد سامح حاملا معه صينية بها أكواب شاي له ولأخته وكأس عصير لي ووضعه أمامنا وجلس وهو يقول ببساطة:
- ممكن أزعجكوا شوية
سماح:
- بتستأذن , مؤدب أوى يعنى
ابتلعت لساني وأنا أنظر إلى سماح وهي تلتفت إليه وتقول باهتمام :
- أحكيلى بقى محمد صاحبك عامل إيه
سامح:
- كويس الحمد لله .. بيحاول يشيل السلاح بس فى الغالب السلاح هو اللى بيشيله
وجدت نفسي أبتسم رغمًا عني ورغم اندهاشي ليس من سؤالها فقط وإنما من رده وكأنها تسأله عن الطقس مثلا وحدثت نفسي " أيه ده بتسأله على صاحبه عادى كدة .. وهو بيرد عليها عادى خالص ..
ده أنا لو أخويا طارق عرف أنى فاكرة اسم صاحبه يقتلنى"
جذبتني عبارة سماح من شرودى عندما قالت:
- هو محمد مش جاى معاك الأجازة دى ولا إيه؟
سامح:
- لسه نازل بكرة
سماح:
- ياخسارة لسه بكرة ده قعدته ميتشبعش منها
سامح :
- بكرة هايجى عندنا طول اليوم يقرفنا إبقى إشبعى منه براحتك وريحينى من إزعاجه شعرت بأن عيني تدور في مكانهما كما يحدث في أفلام الرسوم المتحركة وابتسامة بلهاء مرتسمة على وجهي بمنتهى السذاجة وأتمتم بداخلي " ينهار مش فايت !! عادى كده ؟..
هما فيهم حاجة غريبة ولا أحنا اللى عايشين فى كهف"

ومرة أخرى يجذبني حديث سامح ليخرجني من حالة البلاهة التي أعاني منها ببعض المواقف المضحكة والنكات التى استمرت طوال جلسته معنا وخطوة خطوة ذهب الخجل أدراج الرياح وعلت ضحكاتي بل وتفاعلت معهما بما أحفظ من نكات مضحكة وأصبحت الجلسة حميمية وكأننا أصدقاء منذ زمن بعيد , وفي النهاية رأيت سماح تمسك برأسها وقد تجعد جبينها بقوة وهي تتأوه ثم نهضت تبحث عن دواء مسكن.
فقلت بحرج :
- طيب أنا هقوم أروح بقى
حاول سامح أن يثنيني عن رغبتي فى الرحيل ولكننى رفضت بتهذيب فقالت سماح بتأوه وهى تضغط
جبينها :
- أنا مش هقدر خالص يا منى معلش
قلت لها بهمس:
- مش قولتى هتيجى تعرفينى أروح أزاى أنتِ بتستهبلى
هتفت بعصبية:
- إيه يا منى ... مش شايفة دماغى هتفرقع إزاي
وتابعت وهى توجه كلامها لسامح :
- معلش يا سامح ممكن تنزل مع منى تعرفها الطريق أصلها أول مرة تيجى هنا
سامح:
- معلش ليه يا سماح مفيش مشكلة خالص أنا فاضى
رفضت اقتراحها بانفعال فغضبت بشدة وهنا تدخل سامح قائلا ببساطة :
- إيه بس إنتوا عاملين أزمه ليه .. مالك بس يا منى فيها إيه لما أوصلك هو أنا مش زى ابن خالة مرات عمك ولا إيه
ابتسمت رغمًا عني على أثر دعابته فكأن ابتسامتي كانت تعني رضوخي وموافقتي فقال وهو يتجه نحو الباب :
- خلاص أنا هنزل أستناكى تحت هاسخن الدبابة على ما تنزلى ، حملت حقيبتي ورمقت سماح بنظرة عدم رضى وعتاب وتوجهت للخارج خلفه تماما, صافحت والدتها وغادرت منزلهم سريعا وعندما وصلت للأسفل وجدته في انتظارى وبمجرد رؤيتي رفع يده وهو يؤدي التحية العسكرية قائلا بروتينية مصطنعة :
- تمام يا فندم , حاولنا نسخن الدبابة بس واحنا بنسخنها نسيناها فى الفرن فاتحرقت يا فندم

كل مرة كانت ابتسامتى تزيد وتتحول لضحكات لا تنتهي , سرنا في طريق طويل إلى حد ما ، حتى وصلنا لمكان السيارة الوحيدة التى يمتلكونها , وهي السيارة الخاصة بوالده فلقد تركها اليوم لابنه وغادر بدونها, كنت أريد الجلوس فى الكنبة الخلفية لكنه قال بطريقة عسكرية :
- أنا كده هبقى سواق حضرتك يا فندم

فضحكت وركبت بجواره في المقعد الأمامي وكان هذا التنازل ضمن كمية التنازلات الكثيرة التي قمت بها اليوم معه ، المدن الجديدة هي عشقي لذلك لم تترك عيني النافذة وأنا أتابع الكثبان الرملية والمباني البعيدة التى لم يكتمل بناؤها بعد وبعض الشجيرات القليلة المزروعة على حافتي الطريق والهواء يضرب وجهي فأبتسم بانتشاء.
إنتزعنى سامح مما أنا فيه من استمتاع بالطريق بسؤال مباغت قائلا:
- منى إيه رأيك نبقى أصحاب؟
عقدت حاجبي متسائلة:
- إزاى يعنى
بكل جرأة وثقة منحنى هاتفه وهو يقول بلهجة آمره :
- سجلى رقمك هنا
أخذت الهاتف وجعلت أقلبه في راحتي بتردد فأردف وكأنه يقرأ أفكاري ويعطيني الحلول :
- على فكرة سماح أختى معاها رقم محمد صاحبى وهو كمان معاه رقمها وبيكلموا بعض عادى
قلت بحذر لا يخلو من الدهشة:
- بتقول كده ليه
سامح:
- علشان أنا عارف دماغك
- لحقت تعرف دماغى
بجدية مضحكة قال:
- إنتِ بتتعاملى مع أذكى جهاز مخابرات فى العالم يا منى
باستسلام ضحكت وسجلت رقمى لديه بتلقائية وكأنني مسحورة
دخلت بيتى وأنا بين السعادة والإحساس بالذنب وقد زاد هذ الشعور بداخلي عندما وجدت أمى جالسة تقرأ فى كتاب الله بسكينة وهدوء , يالهذه الأم الطيبة المسكينة , هى واثقة فى تصرفاتى وأنا أخون هذه الثقة بمنتهى الامبالاة .
سلمت على أمى بشىء من الخجل وقبلت يدها فابتسمت وقالت بحنان :
- أكلتى حاجة ولا لسه؟

وعندما أخبرتها أننى قد أكلت بالخارج وأحتاج إلى النوم بشدة قالت :
- طيب أدخلى نامى
وعندما إستدرت باتجاه غرفتي سمعتها تقول داعية لي :
- ربنا يبعد عنك ولاد الحرام يا بنتى
الدعوة إخترقت قلبى فدخلت غرفتي بحزن غريب لا أعلم سببه ولم ينقذني منه سوى النوم العميق.
فى اليوم التالي استيقظت باكرا على غير عادتي وتوجهت للجامعة وانتظرت سماح فى مكاننا المعتاد ولكنها لم تأتي .. ياترى ما السبب ؟! , هاتفتها فردت بصوت نائم معتذرة عن الحضور اليوم نظرا لزيارة محمد البهية التى تنتظرها بشغف على فترات متباعدة , وعندما أغلقت الهاتف وأنهيت المكالمة نظرت حولي وقد تأكد لي أننى آتي للكلية لأي سبب فى الدنيا سوى الدراسة , كانت المحاضرات ثقيلة وكئيبة فلم أستطع إنهاءها كاملة وتوجهت عائدة لمنزلي مشيا بتثاقل وأنا أفكر فى حالى ووحدتي التى لا تنتهي .
حدث فى اليوم الثاني والثالث نفس ماحدث تماما , أهاتفها فتعتذر عن الحضور نظرا لزيارات محمد المتوالية وخروجهم للتنزة والتسوق معا وكأنها رحلات يومية , شعرت بالقهر وأنا أتخيلها تتنزة وتتسوق بصحبتهم والضحكات تعلو بينهم وأنا المسكينة الوحيدة التى لا تنظر سوى لوجهها الكئيب بالمرآة ! , فأصدرت قرارا سريعا بغيظ شديد "والله ما هاعبرك تانى يا سماح براحتك ,, إيه هو مافيش غيرك يعنى"

وفى لحظة غضبي تلك تذكرت صديقتى القديمة وجارتي " حياء" فاتجهت لشقتها والتى تقبع فى المنزل المقابل لمنزلنا تماما .
بالطبع لم تصدق "حياء" عينيها وهى تنظر لي على باب شقتها بعد تلك الفترة من إهمالى لزياراتها وانقطاعي عنها ورغم ذلك رحبت بي بشدة واشتياق, قضيت مع "حياء" وقت ممتع حقا ذكرتنى فيه بأيامنا السابقة وعرفتنى عن طريق الإنترنت على منتديات كثيرة كلها إسلامية ونسائية وشجعتنى على الإشترك والتفاعل معهم وشرحت لي طريقة الدراسة الشرعية عن طريق الإنترنت وكأنها لاحظت الخواء الذى أمر به فى تلك المرحلة من حياتي .
طبعا كالعادة أظهرت حماسي ووعدتها بالتفاعل والمشاركة , وانطلقت عائدة لمنزلى بضمير مرتاح لأول مرة منذ شهور !
لكن .. هل يبقى الوضع على ما هو عليه ؟




موعد الحلقة الجديدة الساعة  9 م  يوميا ان شاء الله .

هنا تنتهى احداث اكتشفت زوجى فى الاتوبيس الحلقة 1 ، يمكنكم اكمال باقى احداث رواية اكتشفت زوجى فى الاتوبيس الحلقة 2 أوقراءة المزيد من الروايات المكتملة فى قسم روايات كاملة .

نأمل أن تكونوا قد استمتعتم بـ رواية اكتشفت زوجى فى الاتوبيس ، والى اللقاء فى حلقة قادمة بإذن الله ، لمزيد من الروايات يمكنكم متابعتنا على الموقع أو فيس بوك ، كما يمكنكم طلب رواياتكم المفضلة وسنقوم بوضعها كاملة على المدونة .
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-