نقدم اليوم احداث رواية ما بعد الجحيم الجزء الثانى الفصل الرابع من روايات زكية محمد . والتى تندرج تحت تصنيف روايات رومانسية ، تعد الرواية واحدة من اجمل الروايات رومانسية والتى نالت اعجاب القراء على الموقع ، لـ قراءة احداث رواية ما بعد الجحيم كاملة بقلم زكية محمد من خلال اللينك السابق ، أو تنزيل رواية ما بعد الجحيم pdf كاملة من خلال موقعنا .
ما بعد الجحيم 2 الفصل الرابع
الفصل الرابع
شعرت بإعصار شديد إرتطم بها وكأن سكينا إنغرزت في صدرها. سقط الهاتف من يدها ونظرت لهم بأعين ممتلئة بالدموع وضياع
ولم تحملها قدميها فسقطت أرضا بعنف.
ركض الجميع ناحيتها فمسكها معتز قائلا بخوف :- في إيه؟ حبيبة مالها؟
إلا إنها لم ترد وإنما بقيت كالتمثال وكأنما إنفصلت عن العالم أجمع فرفض عقلها العودة إلى الواقع المؤلم المرير.
مسك مراد الهاتف الذي كاد يجن فهتف :- ألو حبيبة إنتي فين. ..
أتاه صوتها الباكي قائلا :- أنا إيمان يا أنكل مراد تعال علي المستشفي بسرعة حبيبة. ..حبيبة في حد إغتصبها. .
أردف بصدمة :- إيه؟ إنتي اتجننتي ولا إيه؟
هتفت ببكاء :- بالله عليك بسرعة ...
أغلق الهاتف ولم تقل صدمته عن شقيقته فهتف معتز بصياح :- في إيه؟ مالها بنتي ردوا عليا. ..
هتف بتماسك :- حبيبة عملت حادثة بسرعة يلا نروحلها. ...
ساعد شقيقته علي النهوض ثم خرجوا وصعدوا للسيارة وقادها معتز بسرعة للاطمئنان علي ابنته.
بعد دقائق وصلت السيارة أمام المشفي الخاص بهم وترجلوا منها وفي غضون دقائق كانوا في الدور المتواجد به ابنتهم بعدما إستعلموا عنها
وصلوا للغرفة فوجدوا إيمان تجلس بإهمال علي إحدي المقاعد وما إن رأتهم نهضت وإحتضنت تسنيم وسرعان ما إستوعبت هي فبكت بصوت عالي ومسموع.
خرجت الطبيبة من الغرفة فقاطع طريقها معتز قائلا بخوف وقلق ينهشانه :-
حبيبة مالها يا دكتورة؟ طمنيني عليا أبوس إيدك.
نظرت له الطبيبة بأسف ثم هتفت :- للأسف بنت حضرتك إتعرضت للإغتصاب. ياريت تبلغوا البوليس وتعملوا محضر.
قالت ذلك ثم غادرت أما هو هتف بضياع :-
يعني إيه بنتي راحت ضاعت مني؟
إقترب مراد قائلا بهدوء مغاير لحالته :-
إهدي يا معتز أاا. ...
صرخ بصوت عال :- أهدي إيه وزفت إيه بنتي ضاعت دي مش تعويرة ولا كسر بنتي ضاعت مني ضاعت.
إقتربت لمار المصدومة مما سمعت من تسنيم
وقامت بإحتضانها وبكت معها فهي تحبها كأبنتها ولا تصدق ما حدث لها ....
خرجت الممرضة من الغرفة القابعة فيها تلك المسكينة فهتف معتز برجاء ودموع عالقة :-
نقدر نشوفها دلوقتي يا بنتي؟
هتفت بأسي :- اه طبعا بس متطولوش.
قالت ذلك ثم غادرت فدلفوا للغرفة وهم يتقدمون بساق ويتأخرون بأخري. ..
كانت ممدة علي الفراش لا حول لها ولا قوة ترتدي رداء المرضى بيدها إبرة منغوزة تصل بخرطوم رفيع آخره كيس به محاليل. .
إقتربت والدتها منها بخطي ضائعة وجلست علي حافة الفراش ومسكت يدها الاخري بأيدي مرتعشة ثم قربتها من فمها وقبلتها بدموع غزيرة وسرعان ما ألقت نفسها علي صدر إبنتها تبكي بمرار. أخذت تقول من بين بكائها :- قومي يا حبيبة قومي يا حبيبة ماما طمنيني عليكي. ....آااااه يا بنتي آااااه ....
بينما والدها إقترب منها بنظرات زائغة وقد غلبته دموعه فتساقطت حزنا علي ابنته قائلا :- لله الأمر من قبل ومن بعد. ..
ساد الصمت في الغرفة إلا من بكائهن . إقترب مراد من إيمان قائلا :- إيه اللي حصل يا إيمان؟
هتفت ببكاء :- بعد ما خلصنا تدريب هي. .هي متعودة تمشي مع فارس بس هو. .هو مجاش النهاردة فقالتلي هتاخد تاكسي. ..وبعدين أنا كنت مستنية بابا يجي ياخدني بس. ..بس بعدين رقم حبيبة إتصل بيا إفتكرتها هي بس من أول ما رديت كان صوت راجل قالي صاحبة التليفون دي مرمية في **** تعالوا
خدوها وقفل السكة. أنا قلقت وبابا مجاش فلقيت. ...لقيت الدكتورة هالة في وشي طلبت مساعدتها فطلعنا بالعربية وخدنا واحد زميلنا للمكان اللي هناك ولما وصلنا. ......لاقي. ...لاقيناها. ...مرمية. ...و....
ولم تكمل كلامها بسبب إنخراطها في البكاء ولم تحتاج لتكمل الحديث فالباقي معلوم. .
إزداد بكائهن حينما استمعوا لحديثها أما معتز شعر بخناجر تطعنه واحد تلو الآخر وهو يتخيل ابنته بين براثن ذلك الذئب؟
سب نفسه بأفظع الشتائم علي تركه إياها في يد فارس ذلك المستهتر اللعوب فبسببه ابنته تعرضت لكل ذلك شعر بالحقد تجاهه ود لو يكون أمامه فيخنقه ولكن عليه خنق الفاعل أولا ذلك النجس الخسيس . ...
وضع يديه علي وجهه وهو ضائع تماما ثم رفع بصره تجاهها ونظر لها بحزن وندم شديد وسرعان ما جز علي أسنانه بغيظ حينما تذكر ابنه الذي لولاه ربما لتغيرت الأقدار.
خرج من الغرفة بهدوء ثم أخرج هاتفه وأتصل عليه فهتف بفحيح حينما أتاه رده :- إنت فين؟
هتف بتعجب من نبرة والده :- في النادي.
أردف بغضب مكتوم:- في ثواني تكون هنا تيجي علي المستشفى علطول فاهم.
قال ذلك ثم أنهي المكالمة فأخذ فارس يتطلع للهاتف بدهشة فسألته هنا :-
مالك يا فارس شكلك متغير؟
أجابها بحيرة :- بابا قالب عليا مش عارف ليه. قومي أوصلك علشان ألحق أشوفه.
بعد مرور بعض الوقت كان في الطابق الذي أخبره إياه والده وما إن وصل أردف بقلق :- بابا فيه إيه ؟
لم يرد عليه وإنما قام بصفعه بقوة ينفث بها عن غضبه.
وضع يده بصدمة علي وجنته هذه أول مرة يصفعه والده ولكن لماذا؟
مسكه من تلابيب ملابسه قائلا بغضب :-
بتصيع في النادي وسايب بنت عمتك يا حيوان للحيوانات اللي زيك.
إرتجف قلبه بعنف قائلا :- مالها حبيبة يا بابا؟ حصلها إيه؟
نظر له بنظرات نارية وهو يقول :- بنت عمتك إتعرضت للإغتصاب يا أستاذ. .
وقع عليه الخبر كالصاعقة وبردت أطرافه وشحب وجهه من هول ما سمع.
إستمر الأمر لدقائق ليستوعب تلك الفاجعة. تقدم بخطوات ضائعة نحو الغرفة وفتح الباب وما إن وقع عليها إنشطر قلبه وهوي بين قدميه. تجمعت الدموع في عينيه وهو يطالعها بأسف وندم وخذي من نفسه فبسبب أنانيته تركها ولم يعبأ بها وها هي النتيجة، ربما لا بالتأكيد لو ظل بالمشفي وأخذها بنفسه الي المنزل لما حدث ذلك. نظر لعمته بخذي وقد شعر بها توجه له إتهاما بعينيها إنه السبب الغير مباشر لما حدث لابنتها.
أما معتز إقترب منه بغضب شديد قائلا :-
جاي ليه؟ ها بعد إيه؟ إطلع برة برة. ..
هتف بتوتر:- يا عمي أنا. ....
لم يكمل كلامه بسبب تلك اللكمة العنيفة فهدر فيه بعنف :- قلت اطلع برة مش طايق
أشوف وشك.
شعر بالإختناق الشديد فركض مسرعا غير عابئ بنداء والدته. خرج من المشفي وأنزوي بركن مبتعد منها وسمح لدموعه بأن تنهمر بعد أن حبسها بالأعلى لا يصدق ما حدث وكأنه يحلم ولكنه واقع مرير للأسف.
(بقلم زكية محمد )
أخذ يضرب بيديه المقعد بعنف ويلوم نفسه أين حمايتها التي وعدها إياها والتي دائما ما كان يحميها من أي أذي منذ الصغر ولكنه لم يستطع حمايتها تلك المرة لقد خذلها.
بالأعلى هتف معتز بهدوء:- أنا هاخدها البيت دلوقتي معانا.
أردف مراد بهدوء:- تاخدها إزاي؟ إنت مش شايف حالتها ؟
أردف بحدة :- بنتي مش هتقعد هنا ثانية تاني شوية والصحافة تشم خبر وتبقي سيرتها علي كل لسان.
أردف بتهكم:- من امتي بتعمل حساب للناس؟
هتف بغضب :- أنا مابعملش حساب لحد. أنا بعمل دة لمصلحتها مش عاوزها تتأثر بحاجة ولا حد يوجهلها كلمة تجرحها كفاية اللي هي فيه. ..
هتف مراد :- طيب هنبلغ الشرطة
هتفت تسنيم مسرعة:- لا يا مراد بنتي هتتفضح.
أردف بغيظ :- فضيحة إيه يا تسنيم بنتك ضحية وحقها مش هيروح هدر.
هتف معتز بتأكيد :- تسنيم عندها حق.
أردف بغيظ :- اعملوا اللي تعملوه بس أنا مش هسيب حقها وهعرف أجيبهولها كويس.
هتف معتز بهدوء:- وياريت محدش تاني يعرف باللي حصل.
أردف بموافقة :- فعلا وخصوصًا أحمد ورنا.
بعد وقت قام معتز بإجراءات النقل وحمل ابنته وأخذها معه وتبعه البقية. .
صعد فارس للأعلى مجددا بعد أن غسل وجهه ولكن ما أن وصل للغرفة وجدها فارغة وأخبروه بأن المريضة التى كانت متواجدة بها غادرت مع أهلها فركض للأسفل وصعد الي سيارته وقادها بسرعة وهو لا يعلم أين يذهب يود الصراخ بصوت عال لعل ذلك يريح ما يعتريه داخل صدره وبالفعل صرخ بصوته العال صرخة جريحة ولم تتوقف عينيه عن البكاء.
دلفوا للداخل فوجدوا البقية بإنتظارهم فصاح أحمد بقلق عندما رأي شقيقته لا تتحرك وأبيها يحملها :- مالها حبيبة يا بابا؟
أردف بإبتسامة مصطنعة :- مفيش داخت شوية ووقعت في المستشفي.
هتف بقلق :- وهي كويسة دلوقتي؟
هتف مراد بهدوء:- كويسة يا سيدي إدي سكة لبابا يطلعها أوضتها.
أردف مسرعا :- هات عنك يا بابا أطلعها أنا.
زفر بضيق قائلا :- لا إبعد أنا اللي هطلعها.
صعد بها للأعلى ثم دلف بها الي غرفتها ومددها برفق علي الفراش ثم مال يقبل جبينها بدموع فخانته دموعه فهتف بصوت متحشرج :- قومي يا حبيبة بابا وطمنيني عليكي. حقك عليا يا بنتي حقك عليا. ..
دلفت تسنيم هي الاخري ثم جلست الي جوارها وأخذت تبكي بصوت مكتوم علي فلذة كبدها. .
في وقت متأخر من الليل دلف فارس الي الداخل فلمح الضوء في مكتب والده فتوجه ناحيته وطرق الباب بخفة ثم دلف فوجد والده يجلس علي الاريكة يضع رأسه بين راحتي يديه .
رفع أنظاره للأعلى حينما شعر بوجوده شعر بقليل من الشفقة علي ابنه فقد كان وجهه شاحبا وعيناه بها أثر البكاء.
تقدم فارس من والده وجلس علي ركبتيه أمامه قائلا بصوت متحشرج :- بابا
نظر له بلوم فأكمل قائلا :- والله يا بابا غصب عني لو أعرف إن دة هيحصل مكنتش سبتها.
أنا. ..أنا مروحتش التدريب أصلا لو كنت
(بقلم زكية محمد ) روحت أكيد مكنتش هسيبها تيجي لوحدها أنا آسف يا بابا والله آسف أنا عارف إن أسفي مش هيرجع حاجة بس والله أنا موجوع يا بابا موجوع عليها أوي ومش هقدر أبص في وشها ولا في وش عمتي وعمي حتي إنت. ...أنا السبب. ...أنا السبب.
ضم ابنه إليه قائلا :- بس كفاية إنت مش السبب في حاجة. وبطل تقول لو لإنها من الشيطان.
هتف بحدة:- بابا لازم نقبض علي المجرم دة وأنا هقتله بنفسي.
أردف بهدوء:- متقلقش بس تهدي وناخد أقوالها وربنا يسهل بعد كدة قوم يلا روح طمن أمك عليك.
هتف بموافقة :- حاضر يا بابا. ..
☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆
صباحا إنتفضت تسنيم من مكانها علي أثر صوت بكاء إبنتها وشهقاتها العالية وتبعها معتز.
إحتضنتها والدتها قائلة بدموع:- إهدي يا حبيبتي إهدي. .
هتفت ببكاء :- أنا آسفة غصب عني والله غصب عني. ..أنا أنا بقيت. ......بقيت خاطية.
صاح والدها بحدة :- ما اسمعكيش تنطقيها تاني. ثم هتف بلين :- لا يا حبيبتي إنتي مش كدة إنتي ملكيش ذنب في حاجة. متقلقيش هجيبه من تحت الأرض وهقتله واشرب من دمه. .....
ربت علي رأسها وهو يغلي بداخله يريده حيا أمامه ويقطعه إربا إربا ويفعل كل الافاعيل ويشفي جروحه وجروح ابنته
بعد وقت غفت مجددا فقاموا بتمديدها علي الفراش لكي تنام براحة وتوجهوا للاريكة وأخذوا يتطلعوا لها بأسي وكلا منهم يريد الانفجار في البكاء.
فألقت بنفسها بين زراعيه وأخذت تبكي بعنف اما هو نزلت دموعه بصمت وأحتار أيواسيها أم يواسي نفسه. .....
☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆
أمام فيلا الداغر كانت رحمة تقف بجوار سيارتها خارج الفيلا تنتظر قدوم همس والتي رفضت بشدة أن تدلف للداخل حتي لا تلتقي بحمزة، ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن حيث إنتفضت من مكانها علي إثر صوته قائلا بسماجة :-
صباح الخير علي أحلي عيون في مصر كلها.
نظرت له بغضب قائلة :- إيه يا بني آدم ده إنت إتجننت!
زم شفتيه بضيق قائلا :- وليه الغلط علي الصبح بس؟
أجابته بحنق :- أهو كدة وغور من وشي الساعة دي.
هتف بإستنكار :- غور! دى تربية واحدة class !
هتفت ببرود :- اه عاجبني إنت إيه اللي حشرك أوف.
هتف بخبث :- بس إيه الحلاوة دي يا عم طلبة ما كنتش أعرف إنك حلو كدة؟
فهمت ما يرمي إليه فهتفت بصدمة وأعين متسعة :- إنت. ..إنت قليل الأدب. .
ضحك قائلا :- لا لا مش معقول عم طلبة بيتكسف يا راجل قول كلام غير دة.
عضت علي شفتيها بخجل ولأول مرة لا تعرف ما تقول فقد أخجلتها كلماته وما إن تذكرت الموقف إزداد خجلها أكثر فهتف بضحك :- مالك سكتي ليه مش متعود منك علي كدة؟ !
نظرت له بغضب قائلة بتهديد :- لو ما مشتش من قدامي هتصل وأقوله إنك بتتعرضلي وشوف بقي هيعمل فيك إيه؟
تراجع بذعر قائلا :- مين إياد؟ !
ضحكت بتشفي قائلة :- أيوة كدة يا جبان.
أغضبته كلماتها فتقدم منها فإلتصقت بالسيارة فوضع زراعيه علي السيارة وهي بالمنتصف قائلا بخبث :- مين دة اللي جبان؟
شهقت بصدمة قائلة بتوتر:- أاا لو لو سمحت إبعد.
أجابها بخبث :- لا أنا عاجباني الحتة دي وجمال الحتة دي.
نظرت له بضيق ثم علي حين غرة قامت بعضه في زراعه بقوة فأبتعد عنها صائحا بألم :- الله يخرب بيتك. .آااااه
هتفت بتشفي :- أحسن تستاهل.
هتف بغضب :- كدة. طيب والله لأردهالك.
إتسعت عينيها بذعر ثم بسرعة ركضت الي داخل الفيلا وهي تصرخ بصوت عال خرج علي إثره من بالداخل.
ما إن وجدت ورد إختبأت خلفها قائلة بذعر :- إلحقيني يا طنط ابنك عاوز يعضني.
هتفت بدهشة:- يعضك!
أتي حمزة قائلا بغضب :- إطلعي من ورا أمي يا جبانة.
تدخلت ندي قائلة :- في إيه بس؟
هتف بغيظ :- الهانم عضتني في دراعي زي الكلبة السعرانة.
أظهرت رأسها من خلف والدته قائلة :- أهو انت.
صاحت ورد بصرامة :- بسسس.
ثم نظرت لحمزة قائلة:- عملتلها إيه؟
فرغ فاهه بصدمة قائلا :- إيه يا أمي انتي معايا ولا معاها ؟
هتفت بجمود :- والله لما أعرف سيادتك بتتصرف غلط يبقي لازم أبقي معاها. عملت إيه خلاها تتصرف معاك كدة.
أردف بتلعثم:- ها أاا. ...
ثم نظر في ساعته قائلا :- إيه دة إتأخرت علي الشركة سلام.
قال ذلك ثم ركض واختفى من أمامهم فهتفت ورد:- ولد تعال هنا.
ولكن لا حياة لمن تنادي فإنفجرت ندي ضاحكة وتبعتها رحمة وأيضا ورد.
خرجت همس قائلة :- خير يا جماعة بتضحكوا علي إيه؟
هتفت رحمة بسخرية :- إنتي جيتي أخيرا قدامي يا أختي قدامي بعد إذنكم يا جماعة سلام. ...
هتفت ندي بضحك بعد رحيلها:- سلام يا مجنونه
هزت رأسها بموافقة قائلة :- فعلا مجنونة بس يجي المجنون التاني علشان نفهم إيه الحكاية.
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
في قسم الشرطة كان إياد يعمل علي إحدي القضايا حينما دلف طارق قائلا :-
إزيك يا عمنا؟ مبروك نجاح العملية الأخيرة.
إبتسم له قائلا :- الله يبارك فيك يا طارق. إقعد.
جلس قبالته قائلا :- قبضتوا علي الممول ولا لا؟
هز رأسه بنفي قائلا :- لا لسة الرأس الكبيرة بتاعتهم لا واللي قبض عليهم محدش قادر يقر ويعترف بحاجة ودة معناه ان الشخص دة خطير ولازم نقبض عليه في أسرع وقت.
أومأ له طارق قائلا :- اها ربنا معاك. ثم هتف بمرح :- مش كنت تفكك من القسم بتاعك دة وتيجي معايا قسم الآداب دة حتي قسم لوز اللوز.
نظر له بضجر قائلا :- والله انت فايق ورايق.
ضحك قائلا :- يا عم اسمع كلامي تكسب. أقرب طلعة هاخدك معايا مليش دعوة.
هتف بسخرية :- ليه طالع رحلة. طارق فاضي لهزارك دة سيبني اشتغل.
هتف بإصرار :- مش همشي إلا لما أخد موافقتك.
سأله بضجر :- يا ابني فيك إيه علي المسا؟
ضحك قائلا :- في إنك توافق تيجي معايا. دا إنت هتشوف عجايب.
تأفف بضيق قائلا :- ماشي ماشي أوكي يا طارق حل عن سمايا دلوقتي.
نهض قائلا بضحك :- هو دة الكلام يلا اسيبك دلوقتي أشوفك بعدين.
هز رأسه بيأس وعاد ليتابع عمله. .....
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
دلفت لمار غرفة حبيبة للإطمئنان عليها فوجدتها تجلس إلي جوار والدتها وهي تنظر للأرض بشرود.
تقدمت منهن قائلة :- عاملة إيه يا حبيبتي دلوقتي؟
لم ترد عليها فهتفت تسنيم بدموع :- زي ما انتي شايفة علي حالها من إمبارح. بنتي ضاعت مني يا لمار.
إلتمع الدمع في عينيها ولكنها هتفت بتماسك :- متقوليش كدة يا تسنيم إن شاء الله هتكون كويسة بس انتي ادعيلها.
وكمان مينفعش تعيطي كل شوية كدة قدامها هتتحسن إزاي كدة. .
قالت ذلك ثم جلست الي جوار حبيبة من الجهة الاخرى ثم إحتضنت وجه حبيبة الشاحب بكفتي يديها قائلة بحنان :- بيبة حبيبتي بصيلي. ..
وجهت أنظارها ناحيتها فهتفت بحنان :- حبيبتي أنا عارفة اللي حصل مش سهل مش سهل أبدا بس بردو مينفعش نوقف حياتنا عليه (بقلم زكية محمد )ونفضل محلك سر دة إختبار من ربنا بيختبرك وبيختبر صبرك وإن شاء الله لما ترمي تكالك علي ربنا هياخدلك حقك دنيا واخرة. قومي بقي ما تستسلميش ...
إحتضنتها بشدة وأخذت تبكي مجددا وترتجف بعنف فربتت علي ظهرها بحنان قائلة :- بس يا روحي خلاص إهدي. ...
هتفت تسنيم ببكاء:- بنتي هتروح مني ......أنا هروح أنادي معتز. ...
هتفت لمار بحدة :- تعالي ساعديني ندخلها الحمام تاخد شاور تفوق. ...
هزت رأسها بموافقة ثم أسندوها سويا حتي دلفت الحمام وقاموا بمساعدتها علي الاغتسال وهي تسير معهم بجسد بلا روح وبعد ذلك أحضروا لها ملابس لترتديها وبعد أن انتهوا هتفت لمار :- يلا يا حبيبتي علشان تفطري تحت ..
هزت رأسها بنفي قائلة بضعف :- لا مش عاوزة.
أردفت بتصميم :- لا إحنا قلنا إيه؟ يلا يا حبيبتي جدتك بتسأل عليكي تحت وكمان أحمد ورنا.
هتفت بدموع وتوسل :- علشان خاطري مش عاوزة. عاوزة أنام بس سيبوني لوحدي.
تدخلت والدتها قائلة :- طيب كلي شوية صغيرين علشان تاخدي الدوا. ..
هتفت ببعض الحدة :- مش عاوزة مش عاوزة سيبوني لوحدي ممكن. .
تدخلت لمار قائلة بهدوء:- حاضر يا حبيبتي علي راحتك ...
توجهت للفراش وإندثرت تحت الغطاء وإنخرطت في البكاء بصوت مكتوم.
هتفت لمار بخفوت :- سيبيها شوية لوحدها وبعدين نطلعلها تاني. ..
أومأت بموافقة وهي تنظر لابنتها بشفقة وحسرة وقلب مشطور ثم غادرن الغرفة. ..
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
في الظهيرة أمام فيلا عمر توقفت السيارة علي بعد من البوابة بعيدا عن مرمي الأنظار.
خلع نظارته ونظر للقابعة الي جواره قائلا :-
أخيرا وصلنا.
نظرت حولها بخوف وإرتجفت لما هي مقدمة عليه فليس بيدها حيلة طالعته برجاء قائلة :-
بلاش يا حمدي بالله عليك خلينا نرجع.
صاح بحدة :- نعم يا روح أمك! بقي أنا قاطع المسافة دي كلها وجايب لامك أحسن ممرضة وسكن تتاوو فيه وتيجي تقوليلي في الآخر بلاش. إحنا هنهزر متعصبنيش وتخليني أقتلك دلوقتي.
هزت رأسها بخوف منه قائلة بسرعة :-
حححاضر خلاص خلاص.
مسح علي وجهه بيده زافرا بغضب وهو يقول :- ما كان من الأول ولا لازم تفوري دمي علي المسا. المهم زي ما فهمتك لو سألوكي قوليلهم زي ما حفظتك وهتقولي العنوان الجديد بتاع حي بولاق علشان كل حاجة تمشي مظبوط مش عاوز غلطة إنتي سامعة.
أومأت بموافقة وهي تقول :- سامعة. .
هتف بهدوء:- يلا دلوقتي إتوكلي خليني أشوف شطارتك مش عاوز أكرر لو ما شغلوكيش هعمل إيه؟
ثم مد لها بهاتف حديث فتناولته منه فقال :-
دة الموبايل اللي هتتواصلي بيه معايا يلا اتكلي ورينا جمال خطوتك.
ترجلت من السيارة وهي تلتفت حولها بخوف شديد وسرعان ما صرخت بفزع حينما وجدت من يسحبها من زراعها عنوة فنظرت له وجدته شقيقها فهتفت بتذمر وهي تلتقط أنفاسها بعنف :- حرام عليك يا حمدي مفاصلي سابت.
شدد قبضته علي زراعها قائلا بفحيح :-
أول غلطة لازم أصححهالك بدل ما تضيعينا ماشية تتلفتي يمين وشمال كأنك عاملة عملة كدة بتقوليلهم يا اللي مش عارف تعال اعرف. مش ناقص غباء إتصرفي علي طبيعتك.
هزت رأسها بموافقة ثم واصلت سيرها بخطي ثقيلة ناحية الفيلا أما هو ذهب لسيارته وظل يراقب الأوضاع من داخلها عن بعد.
وصلت للباب فوجدت مجموعة من الحراس فدب الخوف بأوصالها وما إن تذكرت والدتها شجعت نفسها قائلة بخفوت: - يلا يا شجن يلا كله علشان أمك يهون.
تقدمت علي إستحياء من أحدهم قائلة بصوت منخفض:- لو سمحت أنا. ...أنا عاوزة أقابل صحاب الفيلا.
قطب الحارس حاجبيه بتعجب قائلا :- إنتي مين وعاوزة إيه؟
هتفت بتلعثم:- أصل. ..أصل عاوزة اشتغل. .
مط شفتيه بسخرية وهتف بضيق :-
مفيش شغل هنا روحي دوريلك علي شغل في حتة تانية.
هتفت بذعر :- لا لا بالله عليك روح قلهم مش هتخسر حاجة. أنا عاوزة الشغل ضرورى أمي صاحبة عيا وأنا بصرف عليها وملهاش غيري اللهي ربنا يسترك.
تأفف قائلا :- إنتي هتحكيلي قصة حياتك. .
توسلت له قائلة :- ربنا يكرمك يا بيه إسألهم مش هتخسر حاجة. ..
في تلك الأثناء عاد إياد من قسم الشرطة وهو يكاد يبصر من كثرة الإجهاد ولكنه توقف حينما لمح طيفها تتحدث مع إحدي أفراد الأمن فنزل من سيارته وتوجه لهم قائلا بحدة:- إيه اللي بيحصل هنا؟
إنتفضت مكانها إثر صوته الحاد وما إن إستدارت ورأته إتسعت عيناها بصدمة إنه هو الذي قام أخيها برؤيتها إياه وعلمت إنها النهاية من منظره وأخذ يدور برأسها الكثير من السيناريوهات حيث تقف مكبلة ويتم جرها للسجن والحكم عليها بالإعدام عند تلك النقطة لم تستطع التحمل إذ حاوطتها الظلمة وإستسلمت لها سريعا وخرت أرضا.
طالعها بدهشة قائلا :- مين دي؟
أجابه الحارس بعملية :- دي واحدة جاية تدور علي شغل يا إياد باشا. سيبني أنا أتعامل مع الأشكال دي. أنا عارفها كويس دى أكيد بتمثل.
قال ذلك ثم وكزها بعنف بقدمه قائلا :- قومي يا بت من هنا. .
إلا انه لا حياة لمن تنادي فهتف إياد بإنزعاج:- خلاص يا جمال أنا هتصرف.
قال ذلك ثم إنحني قليلا ثم وضع يده خلف ظهرها و الاخري أسفل ركبتيها ثم توجه بها للداخل فهتف جمال مسرعا :-
يا باشا ميصحش كدة قولتلك أنا هتعامل معاها.
أردف بهدوء:- مفيش مشكلة يا جمال أنا هدخلها جوة عند ماما تشوفها.
قال ذلك ثم سار بها ناحية الداخل. كانت سجود تجلس الي جوار عمتها فرغت فاهها عندما رأت إياد مقبلا عليهم ولكنه ليس بمفرده يحمل فتاة.
نظرت خديجة إلي ما تنظر إليه فصدمت هي الاخري.
نهضت سجود من مكانها مسرعة وتبعتها خديجة.
هتفت بقلق :- مين دي يا إياد؟
أجابها بهدوء:- ما اعرفش.
هتفت بإستنكار:- ولما إنت ماتعرفش جايبها هنا ليه؟
تدخلت خديجة قائلة :- استني بس يا سجود نفهم إيه الحكاية.
زفر بضيق قائلا :- يا ماما أنا لما دخلت الفيلا لقيتها واقفة مع الحارس بتدور علي شغل ووقعت مرة واحدة مااعرفش ليه. !
هزت رأسها بتفهم قائلة :- خلاص يا ابني حطها علي الكنبة هنا علي ما افوقها.
إمتثل لأوامر والدته ووضعها برفق ثم إعتدل قائلا :- أهي يا أمي هتعملي معاها إيه أنا طالع أنام. ..
قال ذلك ثم صعد للاعلي بينما ذهبت سجود وطلبت من المربية فاطمة أن تحضر لها كوب ماء فأخذته منها وعادت مرة أخرى وقامت بنثر القليل من الماء علي وجهها فبدأت تفتح عيناها فأعتدلت وأخذت تتطلع حولها بإستغراب وعندما وجدتهن في وجهها تراجعت للخلف بخوف فهتفت سجود :-
ما تخافيش يا بنتي. إنتي كويسة؟
طالعتها بتعجب ثم طالعت خديجة أيضا بنفس النظرات فهتفت دون وعي :- انتوا عنيكم رمادي زيي.
وما إن تداركت ما قالته تحمحمت بخجل ثم نهضت قائلة :- أنا. ..أنا آسفة بس أنا عاوزة أشتغل عندكم أي حاجة.
هتفت سجود بدهشة :- تشتغلي. ! حبيبتي إنتي لسة صغيرة وأكيد بتدرسي. عاوزة تشتغلي ليه؟
تذكرت والدتها فقالت بدموع :- أنا عاوزة اشتغل علشان أمي تعبانة والعلاج مصاريفه كتيرة وإحنا لوحدنا ومعندناش حد. أرجوكي يا ست هانم.
هتفت بضيق :- هانم إيه بس. يا حبيبتي أنا هديكي المبلغ اللي إنتي تطلبيه.
هزت رأسها برفض قائلة :- لا لا يا هانم أنا عاوزة فلوس من عرق جبيني مش عاوزة شفقة من حد.
أردفت بتفهم :- ماشي خلاص يا بنتي زي ما تحبي.
أردفت بإمتنان :- ربنا يكرمك يا ست هانم. يعني خلاص هشتغل؟
هتفت بضيق:- يوووه ما قلنا بلاش هانم دي. .دادة فاطمة. ...دادة فاطمة. ..
أتت فاطمة قائلة :- أيوة يا بنتي. ...
أردفت بهدوء :-خدي أاا. ....هو إنتي إسمك إيه؟
هتفت بخفوت :- شجن.
هزت رأسها قائلة :- خدي شجن معاكي المطبخ من النهاردة هتبقى مساعدتك عاوزاكي تفهميها كل حاجة.
أردفت بطاعة :- حاضر يا بنتي يلا يا شجن. .
هزت رأسها بموافقة متنهدة براحة فها هي قد تخلصت من أول عبئ ثم توجهت معها. ..
هتفت سجود بشفقة:- والله صعبانة عليا بنت زي القمر والدنيا مبهدلاها ربنا يعينها وكمان عندها عزة نفس رغم إنها محتاجة فلوس إلا إنها رفضت تاخدهم من غير مقابل.
هتفت خديجة بحذر:- بس بردو حرص ولا تخون.
أردفت بعدم فهم :- تقصدي إيه يا عمتو؟
هتفت بتوضيح :- يعني يكون نصابة ولا حاجة زي كدة الدنيا بقت وحشة أوي يا بنتي.
هزت رأسها بموافقة وهي تقول :- عندك حق يا عمتي. بس متقلقيش هخلي إياد يتأكد من دة. ربنا معاها ويشفيلها مامتها.
هتفت بتأميم :- آمين يا رب.
**************
بعد مرور إسبوع قام إياد بالتحري عنها وعن مكان سكنها فأخبر والدته إنها تقطن في إحدي الحواري في القاهرة مع والدتها المشلولة وإنها قدمت حديثا إلي تلك المنطقة بحثا عن العمل.
فلم يفوت حمدي ذلك الأمر إذ قام بإحضار والدتها بصحبة الممرضة حتي لا يشكوا في الأمر ويبدو طبيعيا وها هي تعمل وتغادر الساعة الرابعة عصرا ( بقلم زكية محمد) وحاولت في تلك المدة أن تأتي بأية معلومات له ولكنها كانت تخاف من أن يكشف أمرها ولكن ما إن تذكرت المدة التي أعطاها إياها أخيها يزداد خوفها علي والدتها لذلك شجعت نفسها وحسمت الأمر فعليها أن تتعجل في تنفيذ مهمتها وتنقذ والدتها من بطش أخيها.
تحسنت حالة حبيبة قليلا وسط الدعم النفسي الذي تقدمه عائلتها لها فخفت حدة التوتر لديها والبكاء أيضا.
☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆
في إحدي الليالي كان مراد في مكتبه عندما دلف فارس وجلس قبالته.
إنتبه له فنظر ناحيته قائلا :-
إيه يا فارس محتاج حاجة؟
فرك يديه بتوتر وكأنه في إمتحان فقال بتلعثم:- بابا أنا. ..أنا عاوزة أقلك حاجة كدة.
تمعن بالنظر له قائلا :- حاجة إيه؟ اتكلم أنا سامعك.
حك مؤخرة رأسه بحيرة من أمره أن يخبره ذلك القرار الذي توصل إليه فحسم أمره قائلا :- بابا أنا يعني كنت عاوز أقلك إني. ...إني
تحدث والده حتي يحثه علي الحديث قائلا :- ها كمل سامعك.
أغلق عيناه وأردف بسرعة :- بابا أنا عاوز أتجوز حبيبة. ........
شعرت بإعصار شديد إرتطم بها وكأن سكينا إنغرزت في صدرها. سقط الهاتف من يدها ونظرت لهم بأعين ممتلئة بالدموع وضياع
ولم تحملها قدميها فسقطت أرضا بعنف.
ركض الجميع ناحيتها فمسكها معتز قائلا بخوف :- في إيه؟ حبيبة مالها؟
إلا إنها لم ترد وإنما بقيت كالتمثال وكأنما إنفصلت عن العالم أجمع فرفض عقلها العودة إلى الواقع المؤلم المرير.
مسك مراد الهاتف الذي كاد يجن فهتف :- ألو حبيبة إنتي فين. ..
أتاه صوتها الباكي قائلا :- أنا إيمان يا أنكل مراد تعال علي المستشفي بسرعة حبيبة. ..حبيبة في حد إغتصبها. .
أردف بصدمة :- إيه؟ إنتي اتجننتي ولا إيه؟
هتفت ببكاء :- بالله عليك بسرعة ...
أغلق الهاتف ولم تقل صدمته عن شقيقته فهتف معتز بصياح :- في إيه؟ مالها بنتي ردوا عليا. ..
هتف بتماسك :- حبيبة عملت حادثة بسرعة يلا نروحلها. ...
ساعد شقيقته علي النهوض ثم خرجوا وصعدوا للسيارة وقادها معتز بسرعة للاطمئنان علي ابنته.
بعد دقائق وصلت السيارة أمام المشفي الخاص بهم وترجلوا منها وفي غضون دقائق كانوا في الدور المتواجد به ابنتهم بعدما إستعلموا عنها
وصلوا للغرفة فوجدوا إيمان تجلس بإهمال علي إحدي المقاعد وما إن رأتهم نهضت وإحتضنت تسنيم وسرعان ما إستوعبت هي فبكت بصوت عالي ومسموع.
خرجت الطبيبة من الغرفة فقاطع طريقها معتز قائلا بخوف وقلق ينهشانه :-
حبيبة مالها يا دكتورة؟ طمنيني عليا أبوس إيدك.
نظرت له الطبيبة بأسف ثم هتفت :- للأسف بنت حضرتك إتعرضت للإغتصاب. ياريت تبلغوا البوليس وتعملوا محضر.
قالت ذلك ثم غادرت أما هو هتف بضياع :-
يعني إيه بنتي راحت ضاعت مني؟
إقترب مراد قائلا بهدوء مغاير لحالته :-
إهدي يا معتز أاا. ...
صرخ بصوت عال :- أهدي إيه وزفت إيه بنتي ضاعت دي مش تعويرة ولا كسر بنتي ضاعت مني ضاعت.
إقتربت لمار المصدومة مما سمعت من تسنيم
وقامت بإحتضانها وبكت معها فهي تحبها كأبنتها ولا تصدق ما حدث لها ....
خرجت الممرضة من الغرفة القابعة فيها تلك المسكينة فهتف معتز برجاء ودموع عالقة :-
نقدر نشوفها دلوقتي يا بنتي؟
هتفت بأسي :- اه طبعا بس متطولوش.
قالت ذلك ثم غادرت فدلفوا للغرفة وهم يتقدمون بساق ويتأخرون بأخري. ..
كانت ممدة علي الفراش لا حول لها ولا قوة ترتدي رداء المرضى بيدها إبرة منغوزة تصل بخرطوم رفيع آخره كيس به محاليل. .
إقتربت والدتها منها بخطي ضائعة وجلست علي حافة الفراش ومسكت يدها الاخري بأيدي مرتعشة ثم قربتها من فمها وقبلتها بدموع غزيرة وسرعان ما ألقت نفسها علي صدر إبنتها تبكي بمرار. أخذت تقول من بين بكائها :- قومي يا حبيبة قومي يا حبيبة ماما طمنيني عليكي. ....آااااه يا بنتي آااااه ....
بينما والدها إقترب منها بنظرات زائغة وقد غلبته دموعه فتساقطت حزنا علي ابنته قائلا :- لله الأمر من قبل ومن بعد. ..
ساد الصمت في الغرفة إلا من بكائهن . إقترب مراد من إيمان قائلا :- إيه اللي حصل يا إيمان؟
هتفت ببكاء :- بعد ما خلصنا تدريب هي. .هي متعودة تمشي مع فارس بس هو. .هو مجاش النهاردة فقالتلي هتاخد تاكسي. ..وبعدين أنا كنت مستنية بابا يجي ياخدني بس. ..بس بعدين رقم حبيبة إتصل بيا إفتكرتها هي بس من أول ما رديت كان صوت راجل قالي صاحبة التليفون دي مرمية في **** تعالوا
خدوها وقفل السكة. أنا قلقت وبابا مجاش فلقيت. ...لقيت الدكتورة هالة في وشي طلبت مساعدتها فطلعنا بالعربية وخدنا واحد زميلنا للمكان اللي هناك ولما وصلنا. ......لاقي. ...لاقيناها. ...مرمية. ...و....
ولم تكمل كلامها بسبب إنخراطها في البكاء ولم تحتاج لتكمل الحديث فالباقي معلوم. .
إزداد بكائهن حينما استمعوا لحديثها أما معتز شعر بخناجر تطعنه واحد تلو الآخر وهو يتخيل ابنته بين براثن ذلك الذئب؟
سب نفسه بأفظع الشتائم علي تركه إياها في يد فارس ذلك المستهتر اللعوب فبسببه ابنته تعرضت لكل ذلك شعر بالحقد تجاهه ود لو يكون أمامه فيخنقه ولكن عليه خنق الفاعل أولا ذلك النجس الخسيس . ...
وضع يديه علي وجهه وهو ضائع تماما ثم رفع بصره تجاهها ونظر لها بحزن وندم شديد وسرعان ما جز علي أسنانه بغيظ حينما تذكر ابنه الذي لولاه ربما لتغيرت الأقدار.
خرج من الغرفة بهدوء ثم أخرج هاتفه وأتصل عليه فهتف بفحيح حينما أتاه رده :- إنت فين؟
هتف بتعجب من نبرة والده :- في النادي.
أردف بغضب مكتوم:- في ثواني تكون هنا تيجي علي المستشفى علطول فاهم.
قال ذلك ثم أنهي المكالمة فأخذ فارس يتطلع للهاتف بدهشة فسألته هنا :-
مالك يا فارس شكلك متغير؟
أجابها بحيرة :- بابا قالب عليا مش عارف ليه. قومي أوصلك علشان ألحق أشوفه.
بعد مرور بعض الوقت كان في الطابق الذي أخبره إياه والده وما إن وصل أردف بقلق :- بابا فيه إيه ؟
لم يرد عليه وإنما قام بصفعه بقوة ينفث بها عن غضبه.
وضع يده بصدمة علي وجنته هذه أول مرة يصفعه والده ولكن لماذا؟
مسكه من تلابيب ملابسه قائلا بغضب :-
بتصيع في النادي وسايب بنت عمتك يا حيوان للحيوانات اللي زيك.
إرتجف قلبه بعنف قائلا :- مالها حبيبة يا بابا؟ حصلها إيه؟
نظر له بنظرات نارية وهو يقول :- بنت عمتك إتعرضت للإغتصاب يا أستاذ. .
وقع عليه الخبر كالصاعقة وبردت أطرافه وشحب وجهه من هول ما سمع.
إستمر الأمر لدقائق ليستوعب تلك الفاجعة. تقدم بخطوات ضائعة نحو الغرفة وفتح الباب وما إن وقع عليها إنشطر قلبه وهوي بين قدميه. تجمعت الدموع في عينيه وهو يطالعها بأسف وندم وخذي من نفسه فبسبب أنانيته تركها ولم يعبأ بها وها هي النتيجة، ربما لا بالتأكيد لو ظل بالمشفي وأخذها بنفسه الي المنزل لما حدث ذلك. نظر لعمته بخذي وقد شعر بها توجه له إتهاما بعينيها إنه السبب الغير مباشر لما حدث لابنتها.
أما معتز إقترب منه بغضب شديد قائلا :-
جاي ليه؟ ها بعد إيه؟ إطلع برة برة. ..
هتف بتوتر:- يا عمي أنا. ....
لم يكمل كلامه بسبب تلك اللكمة العنيفة فهدر فيه بعنف :- قلت اطلع برة مش طايق
أشوف وشك.
شعر بالإختناق الشديد فركض مسرعا غير عابئ بنداء والدته. خرج من المشفي وأنزوي بركن مبتعد منها وسمح لدموعه بأن تنهمر بعد أن حبسها بالأعلى لا يصدق ما حدث وكأنه يحلم ولكنه واقع مرير للأسف.
(بقلم زكية محمد )
أخذ يضرب بيديه المقعد بعنف ويلوم نفسه أين حمايتها التي وعدها إياها والتي دائما ما كان يحميها من أي أذي منذ الصغر ولكنه لم يستطع حمايتها تلك المرة لقد خذلها.
بالأعلى هتف معتز بهدوء:- أنا هاخدها البيت دلوقتي معانا.
أردف مراد بهدوء:- تاخدها إزاي؟ إنت مش شايف حالتها ؟
أردف بحدة :- بنتي مش هتقعد هنا ثانية تاني شوية والصحافة تشم خبر وتبقي سيرتها علي كل لسان.
أردف بتهكم:- من امتي بتعمل حساب للناس؟
هتف بغضب :- أنا مابعملش حساب لحد. أنا بعمل دة لمصلحتها مش عاوزها تتأثر بحاجة ولا حد يوجهلها كلمة تجرحها كفاية اللي هي فيه. ..
هتف مراد :- طيب هنبلغ الشرطة
هتفت تسنيم مسرعة:- لا يا مراد بنتي هتتفضح.
أردف بغيظ :- فضيحة إيه يا تسنيم بنتك ضحية وحقها مش هيروح هدر.
هتف معتز بتأكيد :- تسنيم عندها حق.
أردف بغيظ :- اعملوا اللي تعملوه بس أنا مش هسيب حقها وهعرف أجيبهولها كويس.
هتف معتز بهدوء:- وياريت محدش تاني يعرف باللي حصل.
أردف بموافقة :- فعلا وخصوصًا أحمد ورنا.
بعد وقت قام معتز بإجراءات النقل وحمل ابنته وأخذها معه وتبعه البقية. .
صعد فارس للأعلى مجددا بعد أن غسل وجهه ولكن ما أن وصل للغرفة وجدها فارغة وأخبروه بأن المريضة التى كانت متواجدة بها غادرت مع أهلها فركض للأسفل وصعد الي سيارته وقادها بسرعة وهو لا يعلم أين يذهب يود الصراخ بصوت عال لعل ذلك يريح ما يعتريه داخل صدره وبالفعل صرخ بصوته العال صرخة جريحة ولم تتوقف عينيه عن البكاء.
دلفوا للداخل فوجدوا البقية بإنتظارهم فصاح أحمد بقلق عندما رأي شقيقته لا تتحرك وأبيها يحملها :- مالها حبيبة يا بابا؟
أردف بإبتسامة مصطنعة :- مفيش داخت شوية ووقعت في المستشفي.
هتف بقلق :- وهي كويسة دلوقتي؟
هتف مراد بهدوء:- كويسة يا سيدي إدي سكة لبابا يطلعها أوضتها.
أردف مسرعا :- هات عنك يا بابا أطلعها أنا.
زفر بضيق قائلا :- لا إبعد أنا اللي هطلعها.
صعد بها للأعلى ثم دلف بها الي غرفتها ومددها برفق علي الفراش ثم مال يقبل جبينها بدموع فخانته دموعه فهتف بصوت متحشرج :- قومي يا حبيبة بابا وطمنيني عليكي. حقك عليا يا بنتي حقك عليا. ..
دلفت تسنيم هي الاخري ثم جلست الي جوارها وأخذت تبكي بصوت مكتوم علي فلذة كبدها. .
في وقت متأخر من الليل دلف فارس الي الداخل فلمح الضوء في مكتب والده فتوجه ناحيته وطرق الباب بخفة ثم دلف فوجد والده يجلس علي الاريكة يضع رأسه بين راحتي يديه .
رفع أنظاره للأعلى حينما شعر بوجوده شعر بقليل من الشفقة علي ابنه فقد كان وجهه شاحبا وعيناه بها أثر البكاء.
تقدم فارس من والده وجلس علي ركبتيه أمامه قائلا بصوت متحشرج :- بابا
نظر له بلوم فأكمل قائلا :- والله يا بابا غصب عني لو أعرف إن دة هيحصل مكنتش سبتها.
أنا. ..أنا مروحتش التدريب أصلا لو كنت
(بقلم زكية محمد ) روحت أكيد مكنتش هسيبها تيجي لوحدها أنا آسف يا بابا والله آسف أنا عارف إن أسفي مش هيرجع حاجة بس والله أنا موجوع يا بابا موجوع عليها أوي ومش هقدر أبص في وشها ولا في وش عمتي وعمي حتي إنت. ...أنا السبب. ...أنا السبب.
ضم ابنه إليه قائلا :- بس كفاية إنت مش السبب في حاجة. وبطل تقول لو لإنها من الشيطان.
هتف بحدة:- بابا لازم نقبض علي المجرم دة وأنا هقتله بنفسي.
أردف بهدوء:- متقلقش بس تهدي وناخد أقوالها وربنا يسهل بعد كدة قوم يلا روح طمن أمك عليك.
هتف بموافقة :- حاضر يا بابا. ..
☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆
صباحا إنتفضت تسنيم من مكانها علي أثر صوت بكاء إبنتها وشهقاتها العالية وتبعها معتز.
إحتضنتها والدتها قائلة بدموع:- إهدي يا حبيبتي إهدي. .
هتفت ببكاء :- أنا آسفة غصب عني والله غصب عني. ..أنا أنا بقيت. ......بقيت خاطية.
صاح والدها بحدة :- ما اسمعكيش تنطقيها تاني. ثم هتف بلين :- لا يا حبيبتي إنتي مش كدة إنتي ملكيش ذنب في حاجة. متقلقيش هجيبه من تحت الأرض وهقتله واشرب من دمه. .....
ربت علي رأسها وهو يغلي بداخله يريده حيا أمامه ويقطعه إربا إربا ويفعل كل الافاعيل ويشفي جروحه وجروح ابنته
بعد وقت غفت مجددا فقاموا بتمديدها علي الفراش لكي تنام براحة وتوجهوا للاريكة وأخذوا يتطلعوا لها بأسي وكلا منهم يريد الانفجار في البكاء.
فألقت بنفسها بين زراعيه وأخذت تبكي بعنف اما هو نزلت دموعه بصمت وأحتار أيواسيها أم يواسي نفسه. .....
☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆
أمام فيلا الداغر كانت رحمة تقف بجوار سيارتها خارج الفيلا تنتظر قدوم همس والتي رفضت بشدة أن تدلف للداخل حتي لا تلتقي بحمزة، ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن حيث إنتفضت من مكانها علي إثر صوته قائلا بسماجة :-
صباح الخير علي أحلي عيون في مصر كلها.
نظرت له بغضب قائلة :- إيه يا بني آدم ده إنت إتجننت!
زم شفتيه بضيق قائلا :- وليه الغلط علي الصبح بس؟
أجابته بحنق :- أهو كدة وغور من وشي الساعة دي.
هتف بإستنكار :- غور! دى تربية واحدة class !
هتفت ببرود :- اه عاجبني إنت إيه اللي حشرك أوف.
هتف بخبث :- بس إيه الحلاوة دي يا عم طلبة ما كنتش أعرف إنك حلو كدة؟
فهمت ما يرمي إليه فهتفت بصدمة وأعين متسعة :- إنت. ..إنت قليل الأدب. .
ضحك قائلا :- لا لا مش معقول عم طلبة بيتكسف يا راجل قول كلام غير دة.
عضت علي شفتيها بخجل ولأول مرة لا تعرف ما تقول فقد أخجلتها كلماته وما إن تذكرت الموقف إزداد خجلها أكثر فهتف بضحك :- مالك سكتي ليه مش متعود منك علي كدة؟ !
نظرت له بغضب قائلة بتهديد :- لو ما مشتش من قدامي هتصل وأقوله إنك بتتعرضلي وشوف بقي هيعمل فيك إيه؟
تراجع بذعر قائلا :- مين إياد؟ !
ضحكت بتشفي قائلة :- أيوة كدة يا جبان.
أغضبته كلماتها فتقدم منها فإلتصقت بالسيارة فوضع زراعيه علي السيارة وهي بالمنتصف قائلا بخبث :- مين دة اللي جبان؟
شهقت بصدمة قائلة بتوتر:- أاا لو لو سمحت إبعد.
أجابها بخبث :- لا أنا عاجباني الحتة دي وجمال الحتة دي.
نظرت له بضيق ثم علي حين غرة قامت بعضه في زراعه بقوة فأبتعد عنها صائحا بألم :- الله يخرب بيتك. .آااااه
هتفت بتشفي :- أحسن تستاهل.
هتف بغضب :- كدة. طيب والله لأردهالك.
إتسعت عينيها بذعر ثم بسرعة ركضت الي داخل الفيلا وهي تصرخ بصوت عال خرج علي إثره من بالداخل.
ما إن وجدت ورد إختبأت خلفها قائلة بذعر :- إلحقيني يا طنط ابنك عاوز يعضني.
هتفت بدهشة:- يعضك!
أتي حمزة قائلا بغضب :- إطلعي من ورا أمي يا جبانة.
تدخلت ندي قائلة :- في إيه بس؟
هتف بغيظ :- الهانم عضتني في دراعي زي الكلبة السعرانة.
أظهرت رأسها من خلف والدته قائلة :- أهو انت.
صاحت ورد بصرامة :- بسسس.
ثم نظرت لحمزة قائلة:- عملتلها إيه؟
فرغ فاهه بصدمة قائلا :- إيه يا أمي انتي معايا ولا معاها ؟
هتفت بجمود :- والله لما أعرف سيادتك بتتصرف غلط يبقي لازم أبقي معاها. عملت إيه خلاها تتصرف معاك كدة.
أردف بتلعثم:- ها أاا. ...
ثم نظر في ساعته قائلا :- إيه دة إتأخرت علي الشركة سلام.
قال ذلك ثم ركض واختفى من أمامهم فهتفت ورد:- ولد تعال هنا.
ولكن لا حياة لمن تنادي فإنفجرت ندي ضاحكة وتبعتها رحمة وأيضا ورد.
خرجت همس قائلة :- خير يا جماعة بتضحكوا علي إيه؟
هتفت رحمة بسخرية :- إنتي جيتي أخيرا قدامي يا أختي قدامي بعد إذنكم يا جماعة سلام. ...
هتفت ندي بضحك بعد رحيلها:- سلام يا مجنونه
هزت رأسها بموافقة قائلة :- فعلا مجنونة بس يجي المجنون التاني علشان نفهم إيه الحكاية.
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
في قسم الشرطة كان إياد يعمل علي إحدي القضايا حينما دلف طارق قائلا :-
إزيك يا عمنا؟ مبروك نجاح العملية الأخيرة.
إبتسم له قائلا :- الله يبارك فيك يا طارق. إقعد.
جلس قبالته قائلا :- قبضتوا علي الممول ولا لا؟
هز رأسه بنفي قائلا :- لا لسة الرأس الكبيرة بتاعتهم لا واللي قبض عليهم محدش قادر يقر ويعترف بحاجة ودة معناه ان الشخص دة خطير ولازم نقبض عليه في أسرع وقت.
أومأ له طارق قائلا :- اها ربنا معاك. ثم هتف بمرح :- مش كنت تفكك من القسم بتاعك دة وتيجي معايا قسم الآداب دة حتي قسم لوز اللوز.
نظر له بضجر قائلا :- والله انت فايق ورايق.
ضحك قائلا :- يا عم اسمع كلامي تكسب. أقرب طلعة هاخدك معايا مليش دعوة.
هتف بسخرية :- ليه طالع رحلة. طارق فاضي لهزارك دة سيبني اشتغل.
هتف بإصرار :- مش همشي إلا لما أخد موافقتك.
سأله بضجر :- يا ابني فيك إيه علي المسا؟
ضحك قائلا :- في إنك توافق تيجي معايا. دا إنت هتشوف عجايب.
تأفف بضيق قائلا :- ماشي ماشي أوكي يا طارق حل عن سمايا دلوقتي.
نهض قائلا بضحك :- هو دة الكلام يلا اسيبك دلوقتي أشوفك بعدين.
هز رأسه بيأس وعاد ليتابع عمله. .....
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
دلفت لمار غرفة حبيبة للإطمئنان عليها فوجدتها تجلس إلي جوار والدتها وهي تنظر للأرض بشرود.
تقدمت منهن قائلة :- عاملة إيه يا حبيبتي دلوقتي؟
لم ترد عليها فهتفت تسنيم بدموع :- زي ما انتي شايفة علي حالها من إمبارح. بنتي ضاعت مني يا لمار.
إلتمع الدمع في عينيها ولكنها هتفت بتماسك :- متقوليش كدة يا تسنيم إن شاء الله هتكون كويسة بس انتي ادعيلها.
وكمان مينفعش تعيطي كل شوية كدة قدامها هتتحسن إزاي كدة. .
قالت ذلك ثم جلست الي جوار حبيبة من الجهة الاخرى ثم إحتضنت وجه حبيبة الشاحب بكفتي يديها قائلة بحنان :- بيبة حبيبتي بصيلي. ..
وجهت أنظارها ناحيتها فهتفت بحنان :- حبيبتي أنا عارفة اللي حصل مش سهل مش سهل أبدا بس بردو مينفعش نوقف حياتنا عليه (بقلم زكية محمد )ونفضل محلك سر دة إختبار من ربنا بيختبرك وبيختبر صبرك وإن شاء الله لما ترمي تكالك علي ربنا هياخدلك حقك دنيا واخرة. قومي بقي ما تستسلميش ...
إحتضنتها بشدة وأخذت تبكي مجددا وترتجف بعنف فربتت علي ظهرها بحنان قائلة :- بس يا روحي خلاص إهدي. ...
هتفت تسنيم ببكاء:- بنتي هتروح مني ......أنا هروح أنادي معتز. ...
هتفت لمار بحدة :- تعالي ساعديني ندخلها الحمام تاخد شاور تفوق. ...
هزت رأسها بموافقة ثم أسندوها سويا حتي دلفت الحمام وقاموا بمساعدتها علي الاغتسال وهي تسير معهم بجسد بلا روح وبعد ذلك أحضروا لها ملابس لترتديها وبعد أن انتهوا هتفت لمار :- يلا يا حبيبتي علشان تفطري تحت ..
هزت رأسها بنفي قائلة بضعف :- لا مش عاوزة.
أردفت بتصميم :- لا إحنا قلنا إيه؟ يلا يا حبيبتي جدتك بتسأل عليكي تحت وكمان أحمد ورنا.
هتفت بدموع وتوسل :- علشان خاطري مش عاوزة. عاوزة أنام بس سيبوني لوحدي.
تدخلت والدتها قائلة :- طيب كلي شوية صغيرين علشان تاخدي الدوا. ..
هتفت ببعض الحدة :- مش عاوزة مش عاوزة سيبوني لوحدي ممكن. .
تدخلت لمار قائلة بهدوء:- حاضر يا حبيبتي علي راحتك ...
توجهت للفراش وإندثرت تحت الغطاء وإنخرطت في البكاء بصوت مكتوم.
هتفت لمار بخفوت :- سيبيها شوية لوحدها وبعدين نطلعلها تاني. ..
أومأت بموافقة وهي تنظر لابنتها بشفقة وحسرة وقلب مشطور ثم غادرن الغرفة. ..
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
في الظهيرة أمام فيلا عمر توقفت السيارة علي بعد من البوابة بعيدا عن مرمي الأنظار.
خلع نظارته ونظر للقابعة الي جواره قائلا :-
أخيرا وصلنا.
نظرت حولها بخوف وإرتجفت لما هي مقدمة عليه فليس بيدها حيلة طالعته برجاء قائلة :-
بلاش يا حمدي بالله عليك خلينا نرجع.
صاح بحدة :- نعم يا روح أمك! بقي أنا قاطع المسافة دي كلها وجايب لامك أحسن ممرضة وسكن تتاوو فيه وتيجي تقوليلي في الآخر بلاش. إحنا هنهزر متعصبنيش وتخليني أقتلك دلوقتي.
هزت رأسها بخوف منه قائلة بسرعة :-
حححاضر خلاص خلاص.
مسح علي وجهه بيده زافرا بغضب وهو يقول :- ما كان من الأول ولا لازم تفوري دمي علي المسا. المهم زي ما فهمتك لو سألوكي قوليلهم زي ما حفظتك وهتقولي العنوان الجديد بتاع حي بولاق علشان كل حاجة تمشي مظبوط مش عاوز غلطة إنتي سامعة.
أومأت بموافقة وهي تقول :- سامعة. .
هتف بهدوء:- يلا دلوقتي إتوكلي خليني أشوف شطارتك مش عاوز أكرر لو ما شغلوكيش هعمل إيه؟
ثم مد لها بهاتف حديث فتناولته منه فقال :-
دة الموبايل اللي هتتواصلي بيه معايا يلا اتكلي ورينا جمال خطوتك.
ترجلت من السيارة وهي تلتفت حولها بخوف شديد وسرعان ما صرخت بفزع حينما وجدت من يسحبها من زراعها عنوة فنظرت له وجدته شقيقها فهتفت بتذمر وهي تلتقط أنفاسها بعنف :- حرام عليك يا حمدي مفاصلي سابت.
شدد قبضته علي زراعها قائلا بفحيح :-
أول غلطة لازم أصححهالك بدل ما تضيعينا ماشية تتلفتي يمين وشمال كأنك عاملة عملة كدة بتقوليلهم يا اللي مش عارف تعال اعرف. مش ناقص غباء إتصرفي علي طبيعتك.
هزت رأسها بموافقة ثم واصلت سيرها بخطي ثقيلة ناحية الفيلا أما هو ذهب لسيارته وظل يراقب الأوضاع من داخلها عن بعد.
وصلت للباب فوجدت مجموعة من الحراس فدب الخوف بأوصالها وما إن تذكرت والدتها شجعت نفسها قائلة بخفوت: - يلا يا شجن يلا كله علشان أمك يهون.
تقدمت علي إستحياء من أحدهم قائلة بصوت منخفض:- لو سمحت أنا. ...أنا عاوزة أقابل صحاب الفيلا.
قطب الحارس حاجبيه بتعجب قائلا :- إنتي مين وعاوزة إيه؟
هتفت بتلعثم:- أصل. ..أصل عاوزة اشتغل. .
مط شفتيه بسخرية وهتف بضيق :-
مفيش شغل هنا روحي دوريلك علي شغل في حتة تانية.
هتفت بذعر :- لا لا بالله عليك روح قلهم مش هتخسر حاجة. أنا عاوزة الشغل ضرورى أمي صاحبة عيا وأنا بصرف عليها وملهاش غيري اللهي ربنا يسترك.
تأفف قائلا :- إنتي هتحكيلي قصة حياتك. .
توسلت له قائلة :- ربنا يكرمك يا بيه إسألهم مش هتخسر حاجة. ..
في تلك الأثناء عاد إياد من قسم الشرطة وهو يكاد يبصر من كثرة الإجهاد ولكنه توقف حينما لمح طيفها تتحدث مع إحدي أفراد الأمن فنزل من سيارته وتوجه لهم قائلا بحدة:- إيه اللي بيحصل هنا؟
إنتفضت مكانها إثر صوته الحاد وما إن إستدارت ورأته إتسعت عيناها بصدمة إنه هو الذي قام أخيها برؤيتها إياه وعلمت إنها النهاية من منظره وأخذ يدور برأسها الكثير من السيناريوهات حيث تقف مكبلة ويتم جرها للسجن والحكم عليها بالإعدام عند تلك النقطة لم تستطع التحمل إذ حاوطتها الظلمة وإستسلمت لها سريعا وخرت أرضا.
طالعها بدهشة قائلا :- مين دي؟
أجابه الحارس بعملية :- دي واحدة جاية تدور علي شغل يا إياد باشا. سيبني أنا أتعامل مع الأشكال دي. أنا عارفها كويس دى أكيد بتمثل.
قال ذلك ثم وكزها بعنف بقدمه قائلا :- قومي يا بت من هنا. .
إلا انه لا حياة لمن تنادي فهتف إياد بإنزعاج:- خلاص يا جمال أنا هتصرف.
قال ذلك ثم إنحني قليلا ثم وضع يده خلف ظهرها و الاخري أسفل ركبتيها ثم توجه بها للداخل فهتف جمال مسرعا :-
يا باشا ميصحش كدة قولتلك أنا هتعامل معاها.
أردف بهدوء:- مفيش مشكلة يا جمال أنا هدخلها جوة عند ماما تشوفها.
قال ذلك ثم سار بها ناحية الداخل. كانت سجود تجلس الي جوار عمتها فرغت فاهها عندما رأت إياد مقبلا عليهم ولكنه ليس بمفرده يحمل فتاة.
نظرت خديجة إلي ما تنظر إليه فصدمت هي الاخري.
نهضت سجود من مكانها مسرعة وتبعتها خديجة.
هتفت بقلق :- مين دي يا إياد؟
أجابها بهدوء:- ما اعرفش.
هتفت بإستنكار:- ولما إنت ماتعرفش جايبها هنا ليه؟
تدخلت خديجة قائلة :- استني بس يا سجود نفهم إيه الحكاية.
زفر بضيق قائلا :- يا ماما أنا لما دخلت الفيلا لقيتها واقفة مع الحارس بتدور علي شغل ووقعت مرة واحدة مااعرفش ليه. !
هزت رأسها بتفهم قائلة :- خلاص يا ابني حطها علي الكنبة هنا علي ما افوقها.
إمتثل لأوامر والدته ووضعها برفق ثم إعتدل قائلا :- أهي يا أمي هتعملي معاها إيه أنا طالع أنام. ..
قال ذلك ثم صعد للاعلي بينما ذهبت سجود وطلبت من المربية فاطمة أن تحضر لها كوب ماء فأخذته منها وعادت مرة أخرى وقامت بنثر القليل من الماء علي وجهها فبدأت تفتح عيناها فأعتدلت وأخذت تتطلع حولها بإستغراب وعندما وجدتهن في وجهها تراجعت للخلف بخوف فهتفت سجود :-
ما تخافيش يا بنتي. إنتي كويسة؟
طالعتها بتعجب ثم طالعت خديجة أيضا بنفس النظرات فهتفت دون وعي :- انتوا عنيكم رمادي زيي.
وما إن تداركت ما قالته تحمحمت بخجل ثم نهضت قائلة :- أنا. ..أنا آسفة بس أنا عاوزة أشتغل عندكم أي حاجة.
هتفت سجود بدهشة :- تشتغلي. ! حبيبتي إنتي لسة صغيرة وأكيد بتدرسي. عاوزة تشتغلي ليه؟
تذكرت والدتها فقالت بدموع :- أنا عاوزة اشتغل علشان أمي تعبانة والعلاج مصاريفه كتيرة وإحنا لوحدنا ومعندناش حد. أرجوكي يا ست هانم.
هتفت بضيق :- هانم إيه بس. يا حبيبتي أنا هديكي المبلغ اللي إنتي تطلبيه.
هزت رأسها برفض قائلة :- لا لا يا هانم أنا عاوزة فلوس من عرق جبيني مش عاوزة شفقة من حد.
أردفت بتفهم :- ماشي خلاص يا بنتي زي ما تحبي.
أردفت بإمتنان :- ربنا يكرمك يا ست هانم. يعني خلاص هشتغل؟
هتفت بضيق:- يوووه ما قلنا بلاش هانم دي. .دادة فاطمة. ...دادة فاطمة. ..
أتت فاطمة قائلة :- أيوة يا بنتي. ...
أردفت بهدوء :-خدي أاا. ....هو إنتي إسمك إيه؟
هتفت بخفوت :- شجن.
هزت رأسها قائلة :- خدي شجن معاكي المطبخ من النهاردة هتبقى مساعدتك عاوزاكي تفهميها كل حاجة.
أردفت بطاعة :- حاضر يا بنتي يلا يا شجن. .
هزت رأسها بموافقة متنهدة براحة فها هي قد تخلصت من أول عبئ ثم توجهت معها. ..
هتفت سجود بشفقة:- والله صعبانة عليا بنت زي القمر والدنيا مبهدلاها ربنا يعينها وكمان عندها عزة نفس رغم إنها محتاجة فلوس إلا إنها رفضت تاخدهم من غير مقابل.
هتفت خديجة بحذر:- بس بردو حرص ولا تخون.
أردفت بعدم فهم :- تقصدي إيه يا عمتو؟
هتفت بتوضيح :- يعني يكون نصابة ولا حاجة زي كدة الدنيا بقت وحشة أوي يا بنتي.
هزت رأسها بموافقة وهي تقول :- عندك حق يا عمتي. بس متقلقيش هخلي إياد يتأكد من دة. ربنا معاها ويشفيلها مامتها.
هتفت بتأميم :- آمين يا رب.
**************
بعد مرور إسبوع قام إياد بالتحري عنها وعن مكان سكنها فأخبر والدته إنها تقطن في إحدي الحواري في القاهرة مع والدتها المشلولة وإنها قدمت حديثا إلي تلك المنطقة بحثا عن العمل.
فلم يفوت حمدي ذلك الأمر إذ قام بإحضار والدتها بصحبة الممرضة حتي لا يشكوا في الأمر ويبدو طبيعيا وها هي تعمل وتغادر الساعة الرابعة عصرا ( بقلم زكية محمد) وحاولت في تلك المدة أن تأتي بأية معلومات له ولكنها كانت تخاف من أن يكشف أمرها ولكن ما إن تذكرت المدة التي أعطاها إياها أخيها يزداد خوفها علي والدتها لذلك شجعت نفسها وحسمت الأمر فعليها أن تتعجل في تنفيذ مهمتها وتنقذ والدتها من بطش أخيها.
تحسنت حالة حبيبة قليلا وسط الدعم النفسي الذي تقدمه عائلتها لها فخفت حدة التوتر لديها والبكاء أيضا.
☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆
في إحدي الليالي كان مراد في مكتبه عندما دلف فارس وجلس قبالته.
إنتبه له فنظر ناحيته قائلا :-
إيه يا فارس محتاج حاجة؟
فرك يديه بتوتر وكأنه في إمتحان فقال بتلعثم:- بابا أنا. ..أنا عاوزة أقلك حاجة كدة.
تمعن بالنظر له قائلا :- حاجة إيه؟ اتكلم أنا سامعك.
حك مؤخرة رأسه بحيرة من أمره أن يخبره ذلك القرار الذي توصل إليه فحسم أمره قائلا :- بابا أنا يعني كنت عاوز أقلك إني. ...إني
تحدث والده حتي يحثه علي الحديث قائلا :- ها كمل سامعك.
أغلق عيناه وأردف بسرعة :- بابا أنا عاوز أتجوز حبيبة. ........
موعد الحلقة الجديدة الساعة 6 م يوميا ان شاء الله .
هنا تنتهى احداث رواية ما بعد الجحيم الجزء الثانى الفصل الرابع ، يمكنكم قراءة احداث رواية ما بعد الجحيم الجزء الثانى الفصل الخامس أوقراءة المزيد من الروايات المكتملة فى قسم روايات كاملة .
نأمل أن تكونوا قد استمتعتم بـ رواية ما بعد الجحيم 2 ، والى اللقاء فى حلقة قادمة بإذن الله ، لمزيد من الروايات يمكنكم متابعتنا على الموقع أو فيس بوك ، كما يمكنكم طلب رواياتكم المفضلة وسنقوم بوضعها كاملة على الموقع .