رواية سر غائب البارت الحادى والعشرون 21 - روايات سماح نجيب ( سمسم)

 نقدم اليوم احداث رواية سر غائب البارت الحادى والعشرين من روايات سماح نجيب . والتى تندرج تحت تصنيف روايات رومانسية ، تعد الرواية  واحدة من اجمل الروايات رومانسية  والتى نالت اعجاب القراء على الموقع ، لـ قراءة احداث رواية سر غائب كاملة بقلم سماح نجيب من خلال اللينك السابق ، أو تنزيل رواية سر غائب pdf كاملة  من خلال موقعنا .


رواية سر غائب البارت 21 - روايات سماح نجيب ( سمسم)



سر غائب الفصل الحادى والعشرون

سر غائب
البارت الحادى و العشرين

اتسعت حدقتيه وهو يناظرها فكيف اهتدت بتفكيرها الى تلك الإجابة فهو يحاول جاهداً ان يخفى ما بداخله أن لايجعل الحب ظاهرا على محياه وخاصة عندما تقع عيناه عليها ويصبح قلبه كجمرة من لهيب عندما يراها تجلس برفقة أمير
- ايه اللى خلاكى تقولى كده
اقتربت جيسكا من أذنه تهمس بصوت ناعم:
- علشان انا ملاحظة انت بتبصلها ازاى وعينيك اللى بتلمع لما بتشوفها على فكرة انا خبيرة فى قراءة العيون يا أيسر
رفع ايسر احدى حاجبيه قائلا:
- واضح يا جيسكا وطالما انتى شاطرة كده وعرفتى ليه عايزة تتجوزينى يعنى تتجوزى واحد وهو بيفكر فى واحدة تانية
حركت جيسكا اصبعها على وجنته بدلال قائلة:
- لأن عارفة ان خلاص ثراء هتتجوز أمير وان اكيد عمها عزام مش هيرضى ان بنت اخوه تتجوز الحارس بتاعها لكن انا اقدر اتجوزك قدام الكل وانا مش خايفة وبابى مش هيرفضلى طلب ثم أنا بامكانى أنسيك عشرة زى ثراء
قالتها وهى تبتسم باغواء فمن يستطيع مجابهة سحرها وجاذبيتها فهى رأت من أرتمى أسفل قدميها من أجل نظرة رضا سواء منها أو من والداها رجل الأعمال الثرى
مد أيسر يده ينفض اصبع جيسكا من على وجهه قائلا بضيق:
- انتى كده عايزة لعبة عجبتك فعايزة تشتريها بفلوسك بس انا مش للبيع عن اذنك
تركها أيسر يكمل سباحته إلى الشاطئ ومازالت جيسكا تقف فى منتصف المياة وابتسامة عريضة مرسومة على وجهها من كبرياء ذلك الرجل الذى رفض كل تلك المغريات فهو معتد بكبرياءه وكرامته .خرج أيسر وجسده يقطر ماءا مد يده يسحب منشفه يجفف بها رأسه وجسده عندما التفت خلفه وجد ثراء تقف عاقدة ذراعيها تنظر اليه بنظرات مبهمة غامضة ولكنها نظرات غير مريحة فبادر أيسر قائلا:
- مالك يا أنسة ثراء واقفة ليه كده وبتبصيلى بالشكل ده
مازالت واقفة وقلبها يتفتت لوعة فهى رأت كل ما دار بينه وبين تلك المدعوة جيسكا رأتها تضع يدها حول عنقه تتحسس وجهه بيدها فمنذ متى وأيسر يسمح لاى انثى ان تقترب منه الى هذا الحد الذى اذا راه احد سيجزم انهم اثنان عاشقان فى خلوة خاصة بهم حاولت الكلام خرجت حروفها مبعثرة كقلبها الذى أصبح مبعثر النبضات
- انت و جيسكا والماية وهى حاطة ايدها حوالين رقبتك
انت حبيتها يا أيسر عجبتك وهى ماشية قدامك كده بالمايوة كانت بتعرض نفسها عليك وعجبتك البيعة
اتسع بؤبؤ عينيه من حديثها فهى طفقت تردد ذلك الكلام كأنها مصابة بالهذيان كشخص أصابته حمى شديدة واخرج ما بداخله حتى رأها تغلق عينيها وتفتحهما بصعوبة كمن أصيب بدوار وما كاد يجيبها حتى سقطت مغشياً عليها صرخ باسمها
- ثراااء
انحنى اليها يحاول افاقتها وجدها تكمل هذيانها ،مد يده بتردد يريد ان يربت على وجهها حتى تفيق الا انه يشعر بقيود تجعل يده عاجزة عن الاقتراب منها فظل ينادى باسمها لعلها تفيق
- انسة ثراء اصحى مالك انسة ثراء
نظر حوله وجد الشاطئ خاليا فأين ذهبت أمها وصديقتها يريد ان يساعده احد فى افاقتها وجد ضحى تظهر على بعد مسافة منهم فأقترب منها بوجه وملامح خائفة
- أنسة ضحى الانسة ثراء مغمى عليها تعالى معايا فوقيها
سمعت ضحى ما قاله ايسر اسرعت الخطى حيث جسد ثراء الملقى على رمال الشاطئ انحنت اليها بخوف شديد تربت على وجهها
- ثراء فوقى ثراء فى ايه اصحى
اقترب أيسر منها يناولها زجاجة مياة لتنثر منها على وجهها فاخذتها منه ضحى وبدأت فى رشق وجه ثراء بالماء حركت ثراء رأسها بتململ ورفرفت برموشها عدة مرات حتى وجدت ضحى تطل عليها بابتسامة خائفة ومن خلفها أيسر ساعدتها ضحى لتستقيم فى وقفتها اعتدلت ثراء فنظرت اليه بدون ان تتكلم فاللعنة على قلبها الذى لم يتحمل تلك الحميمية التى رأتها من جيسكا له نظر اليها أيسر يريد الاطمئنان عليها
- حضرتك دلوقتى كويسة يا انسة ثراء
أنسة ثراء..فهكذا دائما ما يناديها وسيظل ينادى اسمها مسبوقا بتلك الكلمة ولن تسمع منه كلمة باتت روحها تتشوق إليها ولكن ما الفائدة الآن فهى بعد بضع ساعات ستضع باصبعها خاتم رجل اخر وستعقد خطبتها على أمير
تحركت قدميها تريد الذهاب لغرفتها فظلت ضحى تسندها حتى وصلت الى الغرفة جلست على فراشها واراحت جسدها فأصبحت الدموع كطوفان يغرق وجهها فتأوهت بصوت عالى
- ااااااه ااااااه
شعرت ضحى بالرعب فاقتربت من الفراش تجلس بجوارها تربت على جسدها لعلها تهدأ فدفنت ثراء وجهها بالوسادة تكتم صوت بكاءها الذى مزق نياط قلبها وقلب صديقتها حاولت ضحى ان تجعلها تكف عن البكاء
- ثراء حبيبتى اهدى مش كده بطلى عياط هو حصل ايه لده كله
قبضت ثراء بيدها على شرشف السرير كأنها ستمزقه نظرت لضحى وعيناها دامعتان تخرج كلماتها بصعوبة
-مش قادرة استحمل يا ضحى أكتر من كده قلبى مش مستحمل شوفته مع جيسكا وهى حضناه وحاطة ايدها حواليه وبتكلمه وبتضحكله ازاى يسبها تلمسه ازااااااى وليه يعمل كده
لم تفهم ضحى ما تقوله ثراء فهى لم ترى شيئا ولكنها تعلم ان صديقتها تشعر بالغيرة التى بانت اثارها واضحة على وجهها وعويلها وبكاءها ولكن ماذا تفعل هى الآن ؟
- ثراء طب وبعدين وخطوبتك اللى بعد كام ساعة دى هتعملى فيها ايه دا خلاص حتى فستانك وصل وجبتهولك هنا على الأوضة لو كده قولى لباباكى وعمك انك خلاص مش عيزاه مترميش نفسك فى النار يا ثراء
مسحت ثراء دموعها بكف يدها بعنف تنهر نفسها من الانجراف وراء طوفان الغيرة الأعمى فقالت باصرار
- لاء خلاص يا ضحى انا هتخطب لأمير أيسر انا مش فى دماغه اصلا خليه مع جيسكا جايز هى تقدر تخليه يحبها وأمير اكيد هيعرف يخلينى احبه هو بيحبنى واكيد انا كمان هحبه
ربتت ضحى على جسد ثراء بأسف ومواساة فهى تعلم ان ما تقوله ثراء لا تعنيه حقا ودموعها التى تتسابق على خديها خير دليل على انها لم تعى ما تقوله..!!!
تسمرت يد أيسر على الباب فهو كان على وشك دق الباب للاطمئنان عليها ولكنه عندما أتى الى هنا لم يستمع الا لجملتها الاخيرة التى جعلته يعدل عن طرق الباب ابتعد عن الغرفة يمشى حائرا لم ينتبه لتلك الفتاة القادمة تجاهه والتى اصطتدم بها ولم تكن سوى ميرا فنظرت اليه بتعجب
- مالك يا أيسر ماشى زى ما تكون تايه ليه كده
تطلع اليها أيسر بعينان زائغتان كأنه يرى أمامه الف وجه وليس وجه واحد
- ها لاء مفيش يا أنسة ميرا عن اذنك
قبل ان يتجاوزها عائدا الى غرفته وجدها تجذبه من يده فهى شعرت بالقلق
- استنى يا أيسر فى ايه مالك فى حاجة حصلت واه صحيح ايه حكاية جيسكا دى كمان معاك انا سمعت أمير كان بيتكلم معاها فى الموضوع ده واللى فهمته ان عينها منك بجد الكلام ده
تغيرت ملامح وجهها ولكنها لاتعرف لماذا هل لأنها لا تريده ان يبتعد عن منزلهم فهو كأنه أصبح يقوم بمهام ذلك الدور الذى من المفترض ان يأديه شقيقها شهاب هل هى راغبة بمزيد من ذلك الشعور الاخوى..أخوى كأن تلك الكلمة فسرت ما تشعر به تجاهه فميرا لا تشعر سوى بانها تريد ان يكون لديه سلطان الأخ الخائف على شقيقته فحرمانها من ذلك الشعور من جانب شقيقها شهاب جعلها تبحث عنه من الآخرين حتى وان كان عامل لديهم فهل وصل بها الحال بسبب تفكك عائلتها الباطنى إلا ان تحبذ ذلك الاحساس الذى شعرت به من أيسر بسبب مجابهته لها بالرفض على تصرفاتها الطائشة وجدت نفسها تقول:
- أيسر اعتبرنى زى اختك وقولى اللى مضايقك جايز أقدر أساعدك
عقد أيسر حاجبيه من حديثها فنظرت اليه بابتسامة هادئة كأن اكتشافها الحالى اراح قلبها فربما الآن ستعرف كيف سيكون تعاملها معه
- متستغربش يا أيسر تعال معايا وقولى فى ايه
لم يتزحزح أيسر من مكانه فقال محاولا الانصراف فهو ليس بحال يستطيع به الكلام فاعتذر منها مغادرا
- معلش يا انسة ميرا انا عايز اروح أوضتى علشان مصدع شوية نبقى نتكلم بعدين
أسرع أيسر خطواته للذهاب الى غرفته حركت ميرا كتفيها بيأس لتتحرك هى الاخرى الى غرفتها
_________
صوت طرقات عالية على باب الشقة جعلت منير يستفيق من تلك القيلولة التى كان يغفو بها أنزل قدميه من على السرير يلتقط انفاسه قبل ان يقوم ليرى من الطارق فى ذلك الوقت تحرك بخطواته البطيئة حتى وصل إلى باب الشقة فتح الباب فوجد من يطالعة ببسمة شامتة فنظر إليهم منير باشمئزاز
- ايه عايزين ايه وعايزة ايه يا فايزة مش خلاص طلقت ايه اللى جابك هنا تانى
مدت فايزة يدها تزيحه من طريقها تدلف الى الداخل يتبعها شقيقها أشرف يحمل حقيبتين سفر نظر اليهم منير متسائلا
- ايه الشنط دى وانتوا جايين تعملوا ايه هنا
وضع أشرف الحقيبتين على الأرض ينظر اليه بابتسامة سمجة
-جايبن نعيش فى ملك اختى مش نص الشقة دى ملكها فهى حابة تقعد هنا وانا مقدرش اسيبها فى مكان مع واحد غريب
نزل الكلام على رأس منير كدلو الماء البارد فهو لم يخطر بباله انها ربما ستتشبث باقامتها معه فى شقة واحدة بعد تطليقه لها ولكن ربما تلك حيلة منها من شقيقها البغيض
- انتوا بتقولوا ايه تقعدوا هنا ازاى يعنى
وقفت فايزة التي كانت تجلس بارتياح على احد المقاعد تقترب منه تضع احدى يديها بخصرها تطالعه من رأسه لاخمص قدميه
- انا جاية اقعد فى ملكى يا منير ولو مش عاجبك الباب يفوت جمل واعلى ما فى خيلك اركبه يلا يا أشرف ندخل الشنط فى الأوضة جوا
خانته منير قدماه فلم يتحمل الوقوف فجلس على أقرب مقعد وجده أمامه فماذا يفعل فى تلك الكارثة التى حلت على رأسه وستحل على رأس ابنته أيضا فهو لايستطيع أن يعيش تحت سقف واحد مع رجل كان بامكانه أن يسلب ابنته أعز ما تملكه ولكن ماذا يفعل هو الآن ؟ فلابد من أن يجد حلاً سريعاً قبل ان تعود أبنته إلى المنزل فهى بالكاد ما تتحدث معه منذ علمها بشأن وفاة والداتها ،فهو من جلب كل هذا منذ البداية..!!!
_______
نظر حسام من نافذة السيارة يلقى نظرة خاطفة على ذلك المنافس الذى بدأ برطم سيارته بتلك السيارة التى يستقلها حسام فى محاولة منه لتشتيت انتباهه لجعله يخسر ذلك السباق الذى يتنافس عليه أربع سيارات بوضع رهانات عالية من باقى الأفراد الذين بدأو بتنظيم تلك السباقات بيوم واحد من الأسبوع وهم مجموعة من شباب الأثرياء يقومون بتنظيم تلك السباقات من اجل الترفيه والتسلية يتراهنون فيما بينهم على الفوز بالسباق فمجدى منذ علمه بمهارة حسام فى قيادة السيارات جعله يخوض تلك السباقات وكل مرة يجعله يربح من المال الوفير وحسام يفعل ذلك بسبب ذلك المال الذى اقترضه منه فى سبيل اصلاح الاحوال المادية للورشة ليستغل مجدى ذلك ويجعله منصاعا له أتسعت حدقتيه وهو يرى ذلك المنحنى أمامه والذى يعلم أيضاً انه لن يستطيع تجاوزه فبات يردد بداخله
-سامحنى يا جدى أنت وتيتة أشهد أن لا إله إلا الله وأن سيدنا محمد رسول الله
وماهى إلا ثوانى حتى انحرفت سيارة حسام تصدم بسيارة أخرى صارخا هو بصوت عالى:
- اااااااااه
شعرت سميرة بالقلق البالغ فحسام لم يعود للمنزل للأن فأين هو ؟ ظلت تذرع الصالة ذهابا وإياباً والخوف يتأكلها على غياب حفيدها خرج رضوان من الحمام بعد ان انهى وضوءه يسحب المنشفه يجفف وجهه وساعديه لينظر اليها قبل ان يقوم ببسط سجادة الصلاة
- مالك يا سميرة راحة جاية كده زى ما يكون فى حاجة ضايعة منك
تنهدت سميرة بضيق لتجلس على اقرب مقعد وجدته خلفها تشابكت أصابعها بقلق شديد
-حسام لسه مرجعش لدلوقتى حتى مش موجود فى الورشة لما نزلت كان عفيفى بيقول انه من بعد الضهر وهو مش موجود وحتى تليفونه مقفول فانا خايفة يكون حصل حاجة يا رضوان
تسرب الخوف بقلب رضوان هو الآخر فليس من عادة حسام ان يغلق هاتفه او انه يترك الورشة كل هذا الوقت الا انه جاهد فى اخفاء قلقه حتى لا يزيد من تعقيد الأمور لدى زوجته فهو يعلم مدى قلقها البالغ على حسام فحاول تخفيف ذلك الضيق الذى تشعر به
- متخافيش زمانه جاى دلوقتى يا سميرة ثم هو بنت هتخافى عليه ده راجل قد الدنيا
باشر رضوان ببدأ صلاته وهو يدعو الآن أن يعود حفيده إلى المنزل بخير بعد ان انتهى من صلاته سمع رنين هاتفه سحبه يضعه على أذنه قائلا:
-السلام عليكم أيوة انا رضوان جد حسام رضوان خير
استمعت سميرة لحديث زوجها فأقتربت منه سريعاً لمعرفة ماذا حدث فقالت بلهفة:
-فى ايه يا رضوان ومين ده وماله حسام
اشار لرضوان لزوجته أن تصمت ليتسنى له معرفة ماذا يريد المتصل منه إلا انها رأت تغير ملامح وجهه وسقط الهاتف من يده وجدت دموعها تنزل على وجنتيها وهى تستشعر بوجود خطب ما بحفيدها حتى قبل ان يتحدث زوجها فأقتربت منه تتمسك بذراعه قائلة بدموع:
-حسام ماله يا رضوان حفيدى جراله إيه رد علياااا
صرخت سميرة وهى ترى الدموع التى طفرت من عين زوجها فأيقنت أن هناك سوء ألم بحفيدها فصرخت باسمه
-حساااااااااام
أقترب منها رضوان يحاول اسكاتها ولكنه لم يفلح فى ذلك فهتف مترجيا:
-سميرة كفاية ويلا بينا نروح المستشفى هم عايزنى ضرورى
رنت تلك الكلمة فى أذنيها (مستشفى) كأن قدميها أصبحت رخوة فظلت ترتعش حتى سقطت على الأرض بدون حراك..!!!
_________
اقترب أمير من تلك السيارة التى ترجل منها والديه فهم وصلا للتو من مدينة الضباب لندن لحضور حفل خطوبة ابنهم الأوحد اقترب أمير من والده يحتضنه بفرحة عارمة
- بابا حمد الله على السلامة
- الله يسلمك يا حبيبى
ربت والده على كتفه ليقترب من والداته هى الاخرى التى شددت من احتضناها له
- حبيبى وحشتنى أوى يا أمير
اخذ امير يد والدته يقبلها وهو ينظر اليها بسعادة لحضورها ذلك اليوم الهام بحياته فهو كان يخشى ان يحدث شئ يعرقل حضورهم ولكن ربما سارت الأمور على مايرام وحضر والديه
- وانتى كمان يا ماما وحشتينى اوى يلا اطعلوا ارتاحوا علشان حفلة الخطوبة بالليل
سارع عاملين باحضار الحقائب الخاصة بفهمى وزوجته يتجهون بها الى تلك الغرفة التى أصر عليهم أمير بأن ينالوا راحتهم بها فتلك الغرفة المسماة الغرفة الملكية يوجد منها غرف معدودة بذلك الفندق الفخم ويسكنها حاليا ثراء وعائلتها
حل المساء سريعاً وضعت ثراء اللمسات الأخيرة بعد ارتداءها ذلك الثوب بلون الدراق العسلى المنوط بها ارتداءه اليوم من اجل حفلة خطبتها فهى لم تشأ بارتداء ثوب باللون الأبيض او ما شابه نظرت لنفسها بالمرآة فالان لن تعد تجدى الدموع نفعا فكأن كل شئ حى بها قد مات أيضاً فهى تتصرف كأنها أصبحت جسد منزوع الروح نظرت خلفها وجدت ضحى قد انهت هى الاخرى ارتداء ملابسها ضمت ضحى شفتيها كأنها لاتريد لتلك الكلمات المحبوسة بحلقها ان تخرج فزفرت بقوة فلم تجد مفر من قولها
-مبروك يا ثراء
ابتسمت ثراء ابتسامة حزينة تقول بصوت منخفض يوشك على البكاء
- الله يبارك فيكى يا ضحى عقبالك
سمعن طرق على باب الغرفة فتحت ضحى الباب فكان أيسر هو الطارق نظرت اليه ثراء من الداخل نظرت الى هيئته والى تلك الثياب الانيقة التى يرتديها التى كانت عبارة عن بدلة سوداء وقميص أبيض وربطة عنق باللون الاسود يتخللها خيوط فضية فهتف بنبرة مقتضبة:
- انسة ثراء دكتور جمال بعتنى لحضرتك لو خلصتى اتفضلى علشان كمان شوية هتبدأ الحفلة وكمان القاعة فى الفندق اللى قريب من البحر مش فى الفندق ده
خرجت ثراء من الغرفة ترفع ثوبها قليلا بيدها حتى لا تتعثر بمشيتها تبعتها ضحى واغلقت باب الغرفة سارت معه عبر ذلك الممر الطويل فمن يراهم وهم يسيرون بجانب بعضهم البعض يظن أنهم عروسان على وشك الزواج ظلت تنظر اليه بطرف عينيها لتعاود النظر أمامها فهو من أتى ليجلبها من أجل رجل اخر فأى سخرية للقدر هذه التى تجعل الحبيب يرى محبوبته وهى تصبح ملك لرجل اخر وجدث ثراء والديها ينتظرانها أمام تلك القاعة المخصصة للاحتفالات اقتربت منها امها تقبلها على وجنتيها وهى تشعر بسيلان الدموع على وجنتها من السعادة
- حبيبة ماما الف مبروك يا حبيبتى
ليقترب جمال هو الاخر منها يقبلها على رأسها يطالعها بحب أبوى تجلى على وجهه الوسيم
- الف مبروك يا حبيبتى يلا بينا
دلفت ثراء برفقة والداها سمعت تصفيق حارا من المدعوين الذين تعج القاعة بهم فهى لم تتخيل ان يكون الحفل صاخبا هكذا او ان يحضر كل هؤلاء المدعوين اقترب منها أمير مبتسما
-جاهزة يا ثراء علشان نلبس الدبل
اومأت ثراء برأسها وعينيها تطوف بالحاضرين لترى أين ذهب أيسر الآن ليأتى ويرى وهى ترتدى خاتم رجل اخر باصبعها ليشهد على اختناق روحها وقلبها ولكنها لا تراه فحدقت بذلك الخاتم الذى اخرجه أمير من علبة تحوى بداخلها على طقم كامل من الألماس وضع الخاتم باصبعها لترتد هى خطوة الى الخلف كأنه أصابها بسهم مسموم فظلت عينيها تحدق بالخاتم بدون ان ترف جفونها اراد وضع ذلك السوار الماسى بيدها فوجد سوار فضى فطالعها بابتسامة



موعد البارت الجديد الساعة ( 4 م ) يوميا ان شاء الله 

هنا تنتهى احداث رواية سر غائب البارت الحادى والعشرون ، يمكنكم اكمال باقى احداث رواية سر غائب البارت الثانى والعشرون  أوقراءة المزيد من الروايات المكتملة فى قسم روايات كاملة .

نأمل أن تكونوا قد استمتعتم بـ رواية سر غائب " متاهة العشق والإنتقام" ، والى اللقاء فى حلقة قادمة بإذن الله ، لمزيد من الروايات يمكنكم متابعتنا على الموقع أو فيس بوك ، كما يمكنكم طلب رواياتكم المفضلة وسنقوم بوضعها كاملة على الموقع .
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-