رواية أصبحت أسيرته البارت الثاني 2 - روايات سماح نجيب ( سمسم)

  نقدم اليوم احداث رواية اصبحت اسيرته البارت الثاني من روايات سماح نجيب . والتى تندرج تحت تصنيف روايات رومانسية ، تعد الرواية  واحدة من اجمل الروايات رومانسية  والتى نالت اعجاب القراء على الموقع ، لـ قراءة احداث رواية اصبحت اسيرته كاملة بقلم سماح نجيب من خلال اللينك السابق ، أو تنزيل رواية اصبحت اسيرته pdf كاملة  من خلال موقعنا .


رواية أصبحت أسيرته البارت 2 - روايات سماح نجيب ( سمسم)



أصبحت اسيرته الفصل الثاني


أصبحت أسيرته
٢- " لقد ضقت بك ذرعاً "

ران الصمت على شفتيها ،كضيف يأبى الرحيل فماذا هى فاعلة الآن ؟ أو ماذا تقول ؟ حمحمت تجلى صوتها كأن أحبالها الصوتية أنقطعت فجأة تحاول هى إيصالها لتخرج الكلمات من بينهما فلم تزدها محاولتها سوى سريان الخوف بعروقها فتلعثمت قائلة:
-أنا أنا

قطب حاجبيه بغرابة من تلعثمها الواضح:
-أنتى إيه يا أنسة

أعتصرت جفنيها قائلة :
-أصل أصل أنا يعنى هى الحكاية يعنى أن أنا

لوح بيده أمام وجهها قائلاً بضيق:
-هو فى ايه انتى جاية تفقدى الذاكرة هنا ما تقولى عيزانى فى إيه يا أنسة

ازدردت تالين لعابها قائلة:
-انا بس مش عارفة ابدأ منين أو أقول إيه

نفخ بضيق وحدق بساعة معصمه قائلاً بنفاذ صبر:
-من أى حاجة بس بسرعة علشان انا مش فاضى ورايا مواعيد كتير والصراحة معنديش أي نية أفضل باقى اليوم أستناكى تتكلمى لو كده روحى بيتكم ولما تعرفى هتقولى إيه أبقى تعالى

أقترب من الباب يدير مقبضه فسارعت تالين قائلة:
-الصراحة انا ابقى اخت شاب من الشابين اللى انت بدور عليهم وأتسببوا فى موت إبنك

كمن أصابه أحد بضربة قوس فشجت رأسه فأستدار إليها قائلاً بإستنكار:
-انتى قولتى إيه دلوقتى أخوك مين فيهم إبن طلعت الزينى ولا التانى

أجابته تالين بصوت خافت:
- أنا أخت الشاب التانى إسمه بسام بس انا جاية لحضرتك علشان اقولك أخويا برىء وملوش ذنب دا صاحبه الندل اللى عمل كده وهرب من البلد كمان

إزدادت قسمات وجهه قساوة لدى سماعه تصريحها بهوية الشاب الآخر وصلتها به فجز على أنيابه قائلاً :
-وأنتى عندك الجرأة انك تقوليلى الكلام ده وكمان الكلب التانى هرب أنا مش هسيبه وهجيبه لو فى أخر الدنيا

حاولت تالين أن تستدر عطفه قائلة بتوسل:
-والله انا اخويا برىء حتى قالى أنه حاول يساعدك أنت وأبنك يوم الحادثة بس صاحبه اللى خوفه وهدده وكمان ضحك عليه

حملق بها جواد بعدم إكتراث بتوسلها له فرد قائلاً:
-وأنا إيه اللى ياكدلى أن الكلام ده صحيح أحب أعرفك أن اللى كان السبب فى موت ابنى مش هرحمه فاهمة يعنى إيه مش هرحمه
__________
يجلس بغرفة مكتبه الفارهة ،يضع سيجاره الفاخر بفمه ينفثه ببطئ ،وإبتسامة تزين ثغره من كونه إستطاع إخماد إشتعال نيران غضب جواد النصرواى ببضع كلمات ووعود واهية ، ليأتى له بعد ذلك بمفاجئة أخرى ،وهى تهريبه لنجله الصغير خارج حدود الأراضى المصرية ، ليكمل تنعمه بذلك الثراء الذى لا حد له، تحول بصره ناحية باب الغرفة يتذكر ذلك اليوم الذى أتى به جواد لمقابلته
عودة لوقت سابق
أعلنت السكرتيرة بتهذيب عن رغبة أحد رجال الأعمال فى مقابلته ، لم ينكر دهشته بعد سماع إسم من يريد مقابلته ،فأشار إليه بأن تتيح له المجال بالدخول ليرى ماذا يريد منه بهذا الوقت الباكر ؟

ولج جواد بخطاه الثابتة وقال:
-أهلا يا طلعت بيه أنا جواد النصراوى لو حضرتك سمعت عنى

مد طلعت يده بإبتسامة ترحيباً بذلك الشاب الذى ذاع صيته بعالم الأعمال فهو وريث " حسنى النصراوى'' الذى كان يعد بعصره من أعتى رجال الأعمال
-أهلا بيك أتفضل أيه سبب الزيارة السعيدة دى

بعد أن سحب جواد يده بعد المصافحة أتخذ مقعده أمام المكتب ليعود طلعت لجلوسه ثانية خلف مكتبه

حدق به جواد بصمت حتى خرجت أخيراً تلك الكلمات من فمه قائلا:
-أنا جايلك النهاردة علشان إبنك الصغير رامز اتسبب فى موت إبنى

لم تظهر علامات الدهشة أو الغرابة على وجه طلعت كأنه معتاد على سماع تلك الأخبار عن نجله، فلم يفه بكلمة بادئ الأمر إلا أنه رد قائلاً ببرود:
-وإيه المطلوب منى

نقر جواد بإصبعه على حافة المكتب وقال:
-المطلوب منك تسلمه للبوليس هو والواد التانى شريكه علشان يتحاسبوا على اللى عملوه

سحب طلعت دخان سيجاره مطولاً، لينفثه بعد ذلك ببطئ تتكون سحابة بيضاء من الدخان أمام وجهه توارى خلفها إبتسامة ساخرة من ذلك الطلب الذى تقدم به جواد له

فإستطرد جواد قائلاً بإصرار:
-لازم يتعاقب على تصرفاته اللى عملها فاهمنى طبعا

أومأ طلعت برأسه يرتسم على وجهه ملامح الجدية يحاول أن يجاريه فرد قائلا بتهذيب مصطنع:
-أنا طبعا مقدر اللى أنت فيه بس ممكن تدينى يومين وهرد عليك لأن طبعا دى مش حاجة سهلة وأنت فاهمنى واوعدك ان كل شئ هيخلص

ترك جواد مقعده يومئ برأسه موافقاً، بالرغم من شعوره بعدم الراحة والاقتناع بخنوع طلعت لمطلبه بهذه السرعة ولكن فضل الإنتظار ، فحتى إن كان مخادعاً ،فهو يعلم كيف يسترد حقه فهو ليس بالشخص الهين

عودة للوقت الحالى..
سمع صوت رنين هاتفه ،نظر بشاشته فرأى إسم ولده الهارب ،فتح الهاتف يضعه على أذنه قائلاً بإبتسامة عريضة:
-حبيبى عامل إيه واخبارك إيه دلوقتى مبسوط ومرتاح ولا فى حاجة مضيقاك

جاءه الرد على الطرف الآخر من رامز قائلاً:
-أوى يا بابا تسلملى بس كنت عايز فلوس علشان الفلوس اللى معايا خلصت ومحتاج اشترى شوية حاجات

أنحنى طلعت قليلا للأمام ومازال الهاتف على أذنه قائلاً:
-بس كده من عنيا يوصلك الفلوس النهاردة

إستمرت المكالمة بين الوالد والإبن طويلاً للإطمئنان عليه ،غير عابئين بجراح غيرهم ، فطلعت ما يهمه الآن أنه إستطاع تخليص ولده من بين براثن جواد النصراوى
___________
تتابعت أنفاسه الساخطة وظل صدره يعلو ويهبط من فرط حنقه وهو يتذكر صوت صراخ طفله بأن يغيثه،طفله الذى لم يكن تجاوز الخامسة من عمره فكان بسمته وضحكته التى كان يحيا بها بهذا العالم

زفرت تالين بيأس قائلة:
-والله حضرتك اخويا اصلا مبيعرفش يسوق مش هو السبب صدقنى

غرز جواد يده بشعره يشد عليه قليلاً قائلاً:
-شىء ميخصنيش مش كان موجود فى العربية اللى كانت السبب فى موت ابنى يبقى هو شريكه فى الجريمة

علقت عيناها بساعة الحائط تتابع تسابق عقرب الثوانى كأنها تحسب وقتها بإقناعه:
-بس كده حرام شاب زيه ومستقبله يضيع بسبب حاجة هو معملهاش وملوش ذنب فيها غير أنه كان موجود وقت الحادثة

رد جواد قائلاً ببرود:
-دا بقى هيبقى شغل النيابة تعرف هو مظلوم ولا لاء أبقى روحى قوليلهم أن أخوكى مظلوم

أنتابها الفزع والخوف من تخيل المصير الأسود الذى ينتظر شقيقها فهتفت قائلة:
-أرجوك بلاش النيابة دا بابا عنده القلب لو عرف هيموت فيها حرام عليك تدمر أسرة بحالها أنا عارفة أن خسارتك لأبنك متتعوضش بس فى نفس الوقت أخويا هيتظلم وبابا ممكن يجراله حاجة تخيل كده هتبقى حياتى أنا وأمى من غيرهم أحنا هنضيع

أثناء إستماعه لها ودفاعها المستميت على الحفاظ على مستقبل شقيقها ومستقبل أسرتها أنفتح الباب تلج منه شابة جميلة تشبه فتيات أوروبا ترتدى ثياب تكشف اكثر مما تستر

رأتها تالين فزوت ما بين حاجبيها تهمس بداخلها:
-استغفر الله العظيم يارب إيه ده هى ماشية كده إزاى بس أنا مالى يمكن مراته وهى حرة فى بيتها بس حرية إيه السودا دى

إلتفت إليها جواد يصيح بها قائلاً:
-فى ايه يا ديما وإيه القرف اللى أنتى لبساه ده غورى غيرى هدومك يلا وحسك عينك أشوف بلبسك ده تانى فاهمة

تجاهلت ديما وعيده لها فأقتربت قليلاً منه وأشاح بوجهه عنها فتمتمت بصوت ناعم خلاب:
- بيبى كنت فين كنت بدور عليك من بدرى علشان عيزاك فى حاجة ضرورية

أنتفخت أوداجه بغضب شديد قائلاً:
-قولتلك قبل كده متقوليش يا بيبى دى انا مش طفل فى الحضانة وحضرتك بتدلعيه فاهمة

أكسبت ديما صوتها نبرة حانية قائلة:
-حبيبى بطل عصبية بقى وتعالى معايا يلا أنت مأكلتش من الصبح وأنا مستنياك ناكل مع بعض

رفع يده يشير إليها بالخروج قائلاً :
-أنتى مش شايفة انى مش فاضى يلا قولتلك غورى غيرى هدومك أحسن ما أولعلك فيها وفيكى ومش عايز أكل يا ستى أنا شبعان يلا بقى حلى عن دماغى

ردت ديما بعدم إكتراث قائلة:
-طب هتيجى معايا البارتى بتاع صاحبتى النهاردة

نفخ بضيق شديد زاجراً إياها بنظرة غاضبة:
-أنتى مفكرانى مش ورايا حاجة غيرك ثم قولتلك خروج مش هتخرجى يا ديما فاهمة يلا مش فاضيلك

زمت ديما شفتيها بغضب طفولى قائلة :
-مش هتبطل عمايلك دى معايا وتفضل تزعقلى على الفاضى والمليان حرام عليك بقى يا جواد

دلك جواد مؤخرة عنقه قائلاً بإرهاق:
-ديما

تهلل وجه ديما من منادته لها فردت قائلة بإبتسامة جذابة:
-نعم يا عيون ديما

أومأ برأسه إيماءة خفيفة قائلاً :
-اطلعى برا يلا ومتخلنيش أزعلك يلا أخرجى وبطلى عندك ده أنا مش فايقلك

قضمت ديما طرف إصبعها بين شفتيها قائلة بغنج:
-نرفوز أوى أنا هخرج دلوقتى وهستناك ناكل مع بعض
ظلت تالين تنقل بصرها بين ديما تارة وبين جواد تارة أخرى كأنها تشاهد إحدى الأفلام العربية تتابع الموقف كأنه للتسلية والترفية فهى لو كانت بوقت غير هذا لربما وصلت ضحكتها مسامعهم فدمدمت لنفسها هامسة
-هم بسلامتهم مش ناويين يخلصوا النهاردة ولا إيه أنا زهقت

نفذ صبره فسحبها من مرفقها قائلاً:
- قولتلك اطلعى برا يا ديما وتانى مرة بلاش لبسك المستفز ده أنتى فاهمة أنتى مش عايشة هنا فى أوروبا أفهمى بقى يا غبية مينفعش حد يشوفك كده هقولهالك كام مرة حرام عليكى تعبتينى معاكى

حدقت ديما بثيابها قائلة بزهو وتفاخر:
-ماله لبسى دا أحدث موضة وجيباه كله من برا مصر دا كله براندات

أخرجها جواد قبل أن يتمكن من الرد عليها وأغلق الباب قائلاً:
-صبرنى يا رب عليها قبل ما أقتلها واخلص منها

مسحت تالين وجهها بكف يدها تزفر أنفاسها المضطربة قائلة بسخرية:
-لو سمحت بقى يا بيبى عايزين نخلص موضوعنا عايزة أروح

حملق بها جواد قائلاً بنزق :
- انتى قولتى ايه حضرتك بيبى ده إيه كمان أنتى هتصاحبينى بس تصدقى حلوة منك

أتسعت عيناها على آخرها ،وتدفق الدم حاراً بوجنتيها فهتفت تالين بأسف قائلة:
-سورى مكنش قصدى أقول كده أصل سمعت الكلمة من المدام اللى كانت هنا فلزقت فى دماغى

فتح جواد الباب قائلاً بعدم إكتراث:
-طب حضرتك نكمل كلامنا بعدين علشان مش فاضى دلوقتى ورايا ميعاد مهم وأكيد هنتكلم تانى يا أنسة

سألته تالين قائلة:
-أمتى يعنى نقدر نكمل كلامنا علشان ابقى عارفة

وضع يده بجيب بنطاله يستند بذراعه على مقبض الباب قائلاً :
-بعد أسبوع إن شاء الله

دمدمت تالين ساخطة:
-ايه اسبوع كده كتير وحرام تسيبنى أنا وأخويا ده كله علشان نعرف هتعمل إيه هتنبسط بحرق دمنا

رفع كفه يشير لها بالخروج قائلاً :
-ده الميعاد اللى فاضى فيه مع السلامة يا آنسة اتفضلى

لم تجد جدوى من أن تجادله ففضلت الخروج قبل أن يقوم بطردها مثلما فعل مع تلك الفتاة المدعوة ديما، فهو يبدو عليه إنه شخص جاف بمعاملته

أخرج جواد هاتفه من جيبه سريعاً بعد خروجها يهاتف أحد الحراس المتواجدين بالخارج قائلاً:
-البنت اللى لسه خارجة من هنا دلوقتى جبلى كل الأخبار عنها وعن عيلتها كلها مفهوم

بعد إصدار أوامره ،أغلق الهاتف ووضعه بجيبه ثانية وهو ما زال يفكر فيما سمعه من تالين

ألقت تالين نظرة أخيرة لمنزل جواد قبل أن تشير لإحدى عربات الأجرة لتعود للمنزل، ظلت تنظر من نافذة السيارة تضع يدها على وجنتها تفكر فيما ستفعله،ظلت شاردة حتى سمعت صوت السائق يخبرها بشأن وصولهم،دفعت ما عليها من أجرة تترجل من السيارة تجر أذيال الخيبة خلفها ،ولجت للشقة فتذكرت أن والدايها خارج المنزل الآن

وجدت بسام يخرج من غرفته بعد سماع صوت إغلاق الباب فأقترب منها مسرعاً قائلاً:
-عملتى ايه ياتالين طمنينى أنا قاعد على أعصابى من ساعة ما خرجتى حاسس ان أنا هموت

ردت تالين بقلة حيلة قائلة :
- ولا حاجة يا بسام كنا بنتكلم دخلت واحدة باينها مراته فضلت تتدلع وتتمايص عليه كده شوية ومخلصناش الكلام

لطم بسام خده قائلاً:
-وبعدين يا تالين أنا كده روحت فى داهية خلاص

مدت تالين يدها تشد على يده قائلة بحنان:
- أهدى يا حبيبى لسه هروح له تانى بعد اسبوع ويمكن الموضوع يتحل متندبش من دلوقتى يا بسام

دار بسام حول نفسه بجنون قائلاً بتيه:
-هو أنا لسه هستنى اسبوع بحاله دا انا بموت كل دقيقة من التفكير وكل شوية أتخيل البوليس داخل عليا وجايين يأخدونى

أرتمت تالين على مقعد خلفها تستند برأسها على حافته قائلة:
-طب اعمل ايه يا بسام فى البنى أدم الرخم اللى قابلته ده دا مبيتفاهمش

قطب بسام حاجبيه بجهل قائلاً:
-البنى أدم الرخم مين ده يا تالين

لوت تالين شفتيها بإمتعاض قائلة:
-اللى اسمه چواد ده اصلك مشوفتوش يا بسام عامل زى الحيطة وكلامه زى الدبش ومعندوش ريحة الذوق أنا لما شوفته خفت أكتر ما كنت خايفة

حاول بسام تغيير دفة الحديث قائلاً:
-احنا مش فيه دلوقتى احنا فى المصيبة اللى احنا فيها

تركت تالين مقعدها قائلة:
-مفيش قدامنا غير ان احنا نصبر على الاسبوع ما يخلص يا بسام مفيش فى إيدنا حاجة غير الصبر أنا هدخل أنام علشان تعبت

جرت ساقيها حتى وصلت لغرفتها أرتمت على فراشها فرفعت كف يدها اليمنى تحملق بأصابعها وخاصة بخاتم خطبيتها فماذا سوف يحدث عندما يعلم الجميع بما تخفيه هى وشقيقها فحتما سينقلب عالمها رأساً على عقب
____________
فى الجامعة...مثلما ولجت لقاعة المحاضرات مثلما خرجت منها لم تفقه شئ مما قاله المحاضر فمنذ ذلك اليوم الذى قابلت به جواد وهى تعيش بدائرة مفرغة تدور بها بين أفكارها السوادء من إحتمال هدم مستقبل شقيقها بل وهدم حياة أسرتها بأكملها إذا أصاب والداها مكروه أو سوء، لم تنتبه لنداء صديقتها لها حتى شعرت بيد سمر توكزها بكتفها قائلة
-تاليييين أنتى يابنتى

أنتفضت تالين من صراخ سمر بإسمها فحملقت بها قائلة بإستياء :
-فى ايه يا سمر بتصرخى كده ليه حد قالك أن مبسمعش

ردت سمر قائلة :
-بقالى شوية بكلمك وانتى فى عالم تانى خالص مالك يا بنتى فى إيه

ربتت تالين على يد سمر بخفة قائلة:
-معلش يا سمر اصل دماغى مشغولة اليومين دول شوية

رفعت سمر شفتها العليا قائلة بإمتعاض:
-دا كله علشان الاستاذ مروان يعنى

أغمضت تالين عينيها قائلة بإرهاق:
-انتى ما تصدقى تيجى سيرة مروان علشان تشتمى هتبقى انتى وبسام عليا

هتفت سمر قائلة بحبور:
- والله عنده نظر الواد بسام ده يمكن تراجعى نفسك فى الجواز من إبن أمه ده

لم تعر تالين إنتباهاً لما تفوهت به سمر فغمغمت قائلة:
- والله بسام شكله كده هيلبسنى فى مصيبة مش هعرف هحلها إزاى

زمت سمر شفتيها قائلة بحيرة:
- مصيبة ! مصيبة إيه كفى الله الشر هو فى إيه يا تالين بالظبط

أنتبهت تالين على ما تفوهت به سمر فهبت واقفة تلملم كتبها وحقيبتها قائلة:
-مفيش انا هروح البيت سلام

تركت سمر مكانها هى الأخرى قائلة:
- والمحاضرات اللى عندنا يا بنتى لسه فى محاضرتين
-مش قادرة اقعد أكتر من كده يا سمر انا ماشية سلام
قالتها تالين وهى تبتعد ،فحملقت سمر بأثرها بتعجب مما أصابها فلم تفه سوى بكلمتين :
-مع السلامة
_________
منزل لم يخلو من الضحكات والضجيح أصبح هادئاً بشكل يثير الريبة فمفتعلى الضحكات أصبحوا صامتين وكثرت جلساتهم الكئيبة والمنفردة بعيداً عن والدايهم فحملق جلال بوجه زوجته قبل أن ينظر لأولاده ،فهو لا يعلم ما أصابهم جعل الحزن والكأبة تعتلى قسمات وجهيهما فهتف بهم قائلاً:
-مالك يا تالين اليومين دول سرحانة ومش مركزة خالص حصل إيه

رفعت تالين رأسها بعد أن كانت تضعها بين يديها قائلة بإبتسامة واهنة:
-مفيش بس امتحانات الترم قربت وانت عارف رهبة الامتحانات بقى يا بابا وأن بخاف لما الامتحان بيقرب

حول جلال بصره لبسام قائلاً:
-وانت يا بسام عندك رهبة امتحان أنت كمان

حركت زينب كتفيها بيأس قائلة:
-أنا مش عارفة هما مالهم اليومين دول مش عوايدهم دا أنتوا لو عاملين مصيبة مش هتبقوا فى الحالة دى

حدق بسام وتالين كل منهم بوجه الآخر قبل أن يلتفت بسام لوالده قائلاً:
-اه ما انت عارف يابابا بقى الامتحانات ومشاكلها

هتفت زينب بعدم إقتناع قائلة:
-من أمتى يا بسام دا انت بتروح الامتحانات وترجع فى قمة انبساطك سواء حليت ولا محليتش مبيفرقش معاك الكلام ده أنت عايشها بالطول والعرض

رد بسام قائلاً:
-ما هو انا ناوى التزم بقى فى الجامعة يا ماما وأجيب تقدير

ربت جلال على يد بسام قائلاً بإبتسامة:
- ربنا يهديك يا إبنى ويصلح حالك

ذهبت زينب للمطبخ لجلب الحلوى التى صنعتها خصيصاً من أجل أسرتها وضعتها على المائدة فأردفت قائلة:
-هو مروان خطيبك عازمنا النهاردة عندهم فى البيت يا تالين هتيجى معانا ولا غيرتى رأيك

رمشت تالين بعينيها عدة مرات كأنها لم تعى ما قالته والداتها فدمدمت قائلة:
-ها بتقولى ايه يا ماما معلش مسمعتش قولتى إيه

ضربت زينب كف بالآخر قائلة:
-لا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم انتوا ايه اللى جرالكم

تأففت تالين قائلة:
-مفيش يا ماما انتى كنتى بتسألى على عزومة مروان أه إن شاء الله هجى معاكم

وضع جلال الجريدة من يده قائلاً:
-انتوا عملتوا ايه فى موضوع الموبيليا يا تالين

ردت تالين قائلة بشرود:
-ولا حاجة يابابا لسه مخترنهاش

فى المساء ..دق جلال جرس الباب ترافقه أسرته تلبية لرغبة والدة مروان فى تناول العشاء سوياً ،وإلحاح مروان لهم بالحضور
فتح مروان الباب قائلاً بإبتسامة عريضة:
-أهلا وسهلا أتفضلوا شرفتونا ونورتونا

ولجوا جميعاً للداخل ،تركهم مروان من أجل مناداة والدته للترحيب بهم

دقائق وولجت عزيزة يسير خلفها مروان وقع بصرها على تالين فهتفت بها قائلة:

-أزيك يا تالين يا حبيبتى عاملة إيه

حاولت تالين تجاهل نبرة صوتها الهازئة بها فهى لديها من الهموم ما يكفيها فهى ليست بمزاج يسمح لها بمجادلة هذه المرأة فردت قائلة بهدوء:
-الحمد لله يا طنط اخبارك أنتى إيه

جلست عزيزة تستريح بجلستها قائلة:
-الحمد لله نحمد ربنا يا حبيبتى وحشانى والله

إبتسم مروان لتالين قائلاً:
-أزيك يا تالين ازيك يا عمى أخباركم إيه كلكم

صمت الجميع فرد جلال قائلاً بصوت رزين:
-تمام الحمد لله أخباركم أنتوا إيه وشكراً مقدماً على العزومة

وكزت عزيزة مروان بكتفه ليكف عن التحديق بتالين فنظرت هى لها قائلة:
-مش ناوية بقى تختارى الموبليا يا تالين ، عايزين نخلص بقى من الموضوع ده دا خلاص كام شهر وهتتجوزوا ولا حابة تفضلوا بقية عمركم مخطوبين

قلبت تالين عينيها بملل قائلة:
-ماهو لما اخترت يا طنط معجبتش ابنك أعمله إيه يعنى اخليه يشتريها بالعافية ،قوليله هو الكلام ده مش أنا

لوت عزيزة شفتيها قائلة:
-اه ماهو مروان قالى على لونها بس لونها مش حلو خالص الموديل بتاعها وحش جدا أنا عديت على المحل إمبارح وشوفتها ايه يا حبيبتى أنتى حتى مش عارفة تختارى شوية عفش

رفعت تالين إحدى حاجبيها قائلة:
- والله بجد الكلام ده يا طنط مكنتش أعرف وعندك حق ما أنا مبعرفش أختار حاجة حلوة علشان كده أختارت إبنك

يتبع...!!!!





موعد البارت الجديد الساعة ( 4 م ) يوميا ان شاء الله 

هنا تنتهى احداث رواية أصبحت اسيرته البارت الثاني ، يمكنكم اكمال باقى احداث رواية اصبحت اسيرته البارت الثالث  أوقراءة المزيد من الروايات المكتملة فى قسم روايات كاملة .

نأمل أن تكونوا قد استمتعتم بـ رواية أصبحت أسيرته ، والى اللقاء فى حلقة قادمة بإذن الله ، لمزيد من الروايات يمكنكم متابعتنا على الموقع أو فيس بوك ، كما يمكنكم طلب رواياتكم المفضلة وسنقوم بوضعها كاملة على الموقع .
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-