رواية أصبحت أسيرته البارت الخامس 5 - روايات سماح نجيب ( سمسم)

  نقدم اليوم احداث رواية اصبحت اسيرته البارت الخامس من روايات سماح نجيب . والتى تندرج تحت تصنيف روايات رومانسية ، تعد الرواية  واحدة من اجمل الروايات رومانسية  والتى نالت اعجاب القراء على الموقع ، لـ قراءة احداث رواية اصبحت اسيرته كاملة بقلم سماح نجيب من خلال اللينك السابق ، أو تنزيل رواية اصبحت اسيرته pdf كاملة  من خلال موقعنا .


رواية أصبحت أسيرته البارت 5 - روايات سماح نجيب ( سمسم)



أصبحت اسيرته الفصل الخامس


* أصبحت أسيرته*

٥–«دموع على الثوب الوردى»

دقيقة تليها أخرى وهى مازالت تحدق بكفيه فأثارت دهشته ،فرفع يداه أمام وجهه يجيل النظر فيها ، ليرى ما الشئ الخاطئ بها يجعل تلك الفتاة تحدق بها هكذا

فهتف بها بحيرة قائلاً:
–أنتى مالك بتبصى على إيدى ليه كده فى إيه

أنتبهت على حديثه لها فرفعت وجهها إليه قائلة بتلعثم :
– أاانا لا أبداً مفيش حاجة هو أنت جيت هنا ليه

نظر حوله يدير بصره بالمكان وهو يجيبها:
–مفيش مكان نقعد فيه نتكلم علشان خلاص المهلة خلصت وجيت علشان أعرف رأيك النهائى إيه وخصوصاً تلاقيكى عرفتى بخبر قتل رامز إبن طلعت الزينى

لا تعلم هل قال ذلك لإعلامها بشأن ما حدث ؟ أم يحمل حديثه تهديداً خفياً إذا هى جابهته برفضها للزواج منه

– لاء لاء خلاص أنا موافقة أتجوزك موافقة موافقة بس أبعد عن أخويا وسيبه فى حاله لاء خلاص موافقة
أنطلقت جملتها من فمها بدون أن تدرى ما قالت ؟ فظلت تردد كلمة الموافقة كمن أصيبت بالهذيان

فزوى جواد ما بين حاجبيه قائلاً بغرابة:
–أنتى مالك فى إيه أنتى تعبانة

تعجبت من نبرة صوته الحانية وقلقه الذى بدا ظاهراً للعيان على قسمات وجهه ،فأبتلعت ريقها قائلة:
– لاء أنا تمام

مد جواد يده بداخل سترته فأخرج بطاقته التعريفية فناولها إياها قائلاً بهدوء:
–دا الكارت بتاعى فيه أرقام التليفونات بتاعتى علشان تكلمينى تبلغينى أجى أمتى أنا ووالدتى علشان نخطبك ويكون فى معلومك يا تالين مبحبش حد يلعب بيا علشان أنا زعلى وحش أوى

عندما أنفرجت شفتيها لتبدأ حديثها ،لمحت قدوم مروان يحث الخطى بالاسراع نحوها ، فتسألت ، ما الذى جاء به فى هذا الوقت ألا يكفى ما تعانيه؟

أقترب منها مروان باسماً قائلاً بتلهف واضح :
–تالين حبيبتى أخبارك إيه

فى بادئ الأمر لم ينتبه مروان على وجود جواد ،فالمكان مكتظ بالطلبة والعديد من الأفراد فأستطرد متأسفاً:
– أنا كنت جاى النهاردة علشان أعتذرلك على اللى حصل يوم العزومة أنا مش عايزك تزعلى يا تالين والنهاردة هنخرج نشترى كل الموبيليا اللى على ذوقك أنتى ماشى يا حبيبتى

حدق بها جواد فى إنتظار سماع ردها على ما قاله مروان ، فصمتت كمن فقدت النطق ، فماذا تقول ؟ أو ماذا تفعل؟

ظنت تالين أن جواد سينصرف ولكنه ظل واقفاً مكانه يضيع يداه بجيبه ينقل بصره بينهم ليرى إلى ماذا ستؤل الأمور

فهتفت تالين بصوت متحشرج :
–مروان مش وقته الكلام ده دلوقتى أنا عندى محاضرات وهتأخر نتكلم بعدين

لو بيدها لكانت بكت الآن ، فلما تأخرت سمر هكذا ،فهى تريد أى شئ ينقذها من هذان الرجلان ،فأحدهم يحدجها بنظرة باردة لا تخلو من التحدى ، والآخر يرمقها بنظرة وديعة كمن يستعطفها بأن توافق على ما قاله وتترك غضبها وضيقها منه جانباً ، لم ينقذها من ذلك سوى رؤيتها سمر تقترب من مجلسها فهبت واقفة تعتذر بلطف قائلة:
–أنا المحاضرة هتبدأ دلوقتى سلام

هرولت راكضة تجاه سمر فتأبطت ذراعها تجعلها تعيد أدراجها ثانية ،فحنت منها إلتفاتة للخلف ،فرأت جواد يقترب من سيارته ومروان مازال واقفاً مكانه كمن لديه النية التامة بإنتظارها حتى تفرغ من محاضراتها
__________
فى المساء بمنزل چواد النصراوى

ظلت ديما ترنو إليه بوداعة لعله يجيب مطلبها تلك المرة ويجعلها تذهب لإحدى صديقاتها اللواتى أصر هو على أن لا تجمعها بهن صلة، فهن فتيات يعشن حياتهن بقيم ومبادئ منحلة لم يكن يوافق عليها أحد

فزجرها بنظرة مستاءة قائلاً:
–قولتلك مش هتخرجى يا ديما وده أخر كلام عندى فاهمة ولا مش فاهمة

أنكمشت ملامحها الرقيقة بحزن وطفرت عيناها بالدموع وهى تقول:
–كده حرام كل حاجة لاء لاء هو أنا فى سجن هنا لو كده هروح أعيش فى بيت بابى الله يرحمه

أخذت كريمة الشفقة عليها ،فهى تعلم أن جواد لا يفعل ذلك إلا خشية عليها من تلك البؤرة الفاسدة التى من الممكن أن تزل بها قدميها بدون أن تعى، فديما حمقاء هوجاء لا تحسب حساباً لعواقب أفعالها، فربما هذا عائداً لنمطها المخملى الذى عاشت معظمه بالدول الأوروبية من أجل دراستها ،لتعود بقيم وأخلاق ، تتنافى مع الواقع الشرقى الذى تحيا به الآن

فهتفت كريمة بحنو بالغ :
–ديما حبيبتى جواد بيعمل كل ده علشان مصلحتك علشان أنتى أمانة فى رقبته وأحنا هنا فى مصر يعنى حياتك اللى عيشتيها فى أوروبا لازم تغيريها هنا

جففت ديما عبراتها بتلك المحرمة الورقية التى مد چواد يده بها رغبة منه فى أن تكف عن ذرفها من أجل أن تستدر عطفه عليها

زفر جواد بخفوت قبل أن يحدق بوجه تلك الحانقة فرد قائلا:
–ديما أنا مش ممانع أنك تخرجى أو تتفسحى بس بلاش صحباتك المقرفين دول اللى بيجوا مخصوص هنا علشان يفوروا دمى

افلتت ضحكة من بين شفتى ديما قائلة:
–دول حتى معجبين بيك وعايزين يتجوزوك كمان

–اتجوزهم كلهم مرة واحدة دا حتى ضد الشرع الشرع محلل أربعة لكن اتجوز صحباتك الستة إزاى
قالها جواد متندراً بسخرية ، ليعقب بعد ذلك قائلاً:
–ثم لما أكون مجنون ابقى أتجوز واحدة من صحباتك دول اللى طول النهار فى النوادى والبيوتى سنتر والشوبينج ومش بيعملوا حاجة مفيدة فى حياتهم

– خلاص أتجوزنى أنا
قالت ديما جملتها ثم عقبت بضحكة عالية رنانة من ذلك الأمر الذى اقترحته لتوها فهى ربما تعلم بما سيجيبها جواد الآن ، فهى لا تعرف سر سعادتها عندما تصل به إلى حافة صبره ، أو تسمع صوته الغاضب ،فهى تعرفه منذ ان أبصرت نور الحياة

رفع جواد أحد حاجبيه وهو يقول:
–دا لما أبقى غبى وناوى أموت ناقص عمر يا ديما أو أموت مشلول

زجرته ديما بنظرة متكاسلة قائلة هى بزهو:
–ليه يعنى هو أنا وحشة دا أنا مليون واحد يتمنوا يتجوزونى دا أنا ديما حسن النصراوى

نهض جواد تاركاً مقعده قائلاً بإبتسامة مشاكسة:
–أنعم وأكرم يا ديما بس نسيتى تقولى الغبية

قالها جواد وأنصرف وهى يضحك على قسمات وجهها الممتقعة بذهول من إصراره على نعتها دائما بصفة الحماقة والغباء
_________
ألقت من يدها تلك المحرمة الورقية التى تبللت بالكامل من طوفان دموعها الذى يأبى الانحسار عن عينيها ، سحبت محرمة أخرى نظيفة تتابع تجفيف وجنتيها الرطبتين ، دق شقيقها الباب يلج للداخل يحدق بغرابة فى كم تلك المحارم الورقية التى تناثرت حول شقيقته على الفراش

فأقترب منها بقلق وهو يقول:
–تالين فى إيه وبتعيطى ليه وايه المناديل دى كلها حصل إيه

رفعت تالين عينيها الدامعتين نحو شقيقها قائلة بنشيج :
–أنا هتجوز جواد النصراوى يا بسام

إمتقع وجه شقيقها من تصريحها بالموافقة فرد قائلاً بذهول:
–تالين أنتى بتقولى ايه يعنى إيه تتجوزيه

إستندت برأسها للخلف تحملق بسقف الغرفة فإنسابت دموعها على جانبى وجهها قائلة بحزن:
–انت سمعتنى كويس أنا مش عارفة افكر هنعمل ايه تانى ما هو يا اتجوزه يا انت هتروح فى داهية يا بعد الشر يحصلك زى اللى حصل لرامز

–خلاص يا تالين متفكريش يعمل اللى يعمله انا مش هضحى بيكى
صاح بها بسام منفعلاً ، فعاودت تالين النظر إليه قائلة:
– وأنا مش هسمح ان مستقبلك يضيع يا بسام لازم أوافق على جوازى منه والا أنت هتضيع ومش أنت بس بابا كمان ممكن يجراله حاجة وهخسركم أنتوا الاتنين

أقترب بسام من الفراش ،يجلس مقابل لها مد يده يسحبها حتى اعتدلت بجزعها العلوى، ربت على وجنتها وهو يقول بحنان :
– تالين انتى نسيتى انك مخطوبة وهتقولى لبابا وماما ايه ولا هتقولى ايه لمروان

على ذكر إسم خطيبها ،تسمرت عينيها على خاتم خطبتها ،واصابع يدها الأخرى تعبث به وتديره حولها إصبعها فغمفمت بخفوت قائلة:
– هو انت مش كنت كل شوية تحرضنى انى اسيب مروان يا بسام وتقولى أن أستاهل حد أحسن منه

أطرق بسام برأسه أرضاً فأجابها بصوت غلب عليه حزنه على حال شقيقته الذى يؤل من سيئ لأسوء:
– أنا مكنش عاجبنى ماشيه ورا كلام امه وكل حاجة ماما ماما وملوش رأى فى حاجة خالص بس مش معنى كده أنك ترمى نفسك في النار

وجدت نفسها تسحب الخاتم من إصبعها الذى أنزلق بسهولة بكف يدها الآخرى، كأنه بإنتظارها أن تفعل ذلك أو لأنه ليس مناسباً لها ،فهى بالأساس لم تكن من إختارته ولكن فرضته عليها والدة خطيبها قسراً ،متذرعة بأن الخاتم كان لها بالسابق وذكرى من زوجها وتريد رؤية زوجة إبنها ترتديه ، ولكن علمت تالين أنها لم تفعل ذلك إلا توفيراً للنفقات

خرجت زفراتها حارة مغلوبة على أمرها قائلة بهدوء:
–خلاص بقى يا بسام مبقاش له لازمة الكلام ده دلوقتى اللى حصل حصل والجوازة لازم تتم ما أنا مش هتسبب فى ضياعك أو أن بابا يجراله حاجة وأنا كان فى ايدى اساعدكم فسيبنى دلوقتى انا عايزة انام يا بسام علشان بكرة لازم اقابل مروان وأنهى معاه الموضوع لأن جواد منتظر أتصل بيه أقوله على الميعاد اللى هييجى يقابل فيه بابا

لم يفه بسام بكلمة ،ولكن تعابير وجهه تغنى عن أى سؤال ،فهو يرى شقيقته الوحيدة تلقى بنفسها بالجحيم من أجله ومن أجل عائلتها ، ولا يستطيع هو حمايتها أو أن يحول بينها وبين ذلك المطلب الأشد غرابة الذى وضعه جواد كقيود وأصفاد بيد تالين
__________
حماسه الذى برز بوضوح على وجهه ، وهو يقف أمام المرآة يتأنق بثيابه، لا يصدق أن تلك المرة سيقابلها بمفردها مثلما أبدت رغبتها أن تقابله بذلك المطعم بجوار منزلها من أجل أمر حتمى لا يعلمه هو ، ولكن يكفى أنه سيراها فمنذ ذلك اليوم بالجامعة وهو لم يراها ،سمع صوت خطوات والدته تقترب منه تلج الغرفة بملامح مبهمة، ولكنه ليس بأعمى ليعلم أن تلك الملامح الحانقة التى رسمتها بكل وضوح على وجهها لم يكن لها سبباً ،سوى أنه ذاهباً لمقابلة تالين

وضعت عزيزة إحدى يديها بخصرها تطالعه من رأسه لأخمص قدميه بغضب جم قائلة:
–وأنت دلوقتى رايح تقابل الست الهانم ليه مش قولت ان يوم ما روحت الجامعة قالتلك مش فاضية علشان تتكلم معاك زى ما يكون بسلامتها وراها الدكتوراة بتحضرها ثم اسمع بقى يا مروان موضوع شغلها ده أنا مش موافقة عليه فاهم

إختلجت عضلة بقرب فم مروان من توتره من حديث والدته ،فهو لا يستطيع أن يرفض لها طلباً فحاول قمع غضبها فهتف بصوت منخفض:
– متقلقيش يا ماما كل اللى أنتى عيزاه هيتنفذ بس نتجوز

رمقته عزيزة بعدم إقتناع قائلة:
–أنت شايف كده دى باين عليها قوية ومحدش بيمشى عليها كلمة دا حتى أبوها لما هى طولت لسانها لما كانت هنا مقالش ليها عيب

يعلم هو كل هذا ، فتالين مدللة والداها ، ولكنه يحبها فمنذ أن رأها أول مرة عندما كان بزيارة صديق له يقطن بالبناية السكنية المواجهة للبناية التى تقطن هى بها ، فهو يتذكر أدق تفاصيل ذلك اليوم عندما كانت تقف بالشرفة تطعم عصافيرها الصغيرة تحدثهم و تبتسم لهم كأنهما أصدقاء منذ عقود طويلة

وضع هاتفه بجيبه يسرع فى لملمة متعلقاته قبل أن يتفاقم الوضع أكثر فتبسم بوجه والدته قائلاً:
–حقك عليا أنا يا ماما سلام بقى علشان ألحق مشوارى

سمعت عزيزة صوت إغلاق باب الشقة ، فجلست حانقة على أحد المقاعد خلفها وهى تتمتم لنفسها بغيظ:
–والله وشكلها هتحطك تحت ضرسها يا إبن عزيزة ومش هتعرف تمشى عليها كلمة كان مالها بنت خالتك لما قولتلك اتجوزها اتنططت زى ما يكون ركبك عفريت وقولت لاء

أشار مروان لسائق سيارة الأجرة أن يقف بالقرب من ذلك المطعم فهو لمح تالين تجلس على إحدى الطاولات ترتشف كوب العصير خاصتها ،فترجل من السيارة ينطلق السائق بسرعة مخلفاً سحابة ترابية خلفه أدت لسعال مروان عدة مرات ، فأخرج من جيبه محرمته القطنية يمسح بها وجهه وشفتيه لا تكف عن التفوه بعبارات التذمر والتبرم مما حدث فظلت تالين تطالعه بصمت وبهدوء كأنها تعيد أكتشافها له من جديد ،فحتى لا يتحمل ذرات الغبار ، أحياناً تشعر بهشاشته كورقة بمهب الريح إذا عصفت بها رياح قوية ، فكيف لها الاعتماد عليه كزوج ومسئول عن أسرة فى ظل خنوعه الدائم لوالدته ،زفرت بخفوت فى إنتظاره أن يجلس ولكن ضاق صدرها

فعلا صوتها قائلة بحدة:
– هو أنت هتفضل واقف عندك كتير يا مروان مش هتقعد خلاص بقى أقعد

أقترب من الطاولة يسحب أحد المقاعد الملتفة حولها يجلس عليه فانحنى بجزعه للامام يستند بذراعيه على الطاولة قائلاً بإبتسامة عريضة:
–معلش يا حبيبتى مبحبش ريحة التراب ولا هدومى تتبهدل

– ليه مامتك بتعاقبك لو هدومك اتبهدلت
تفوهت تالين بجملتها بسخرية فجة ، فحدق هو بها تعتلى وجهه ملامح الاستياء على تلميحها الدائم بكونه " إبن أمه''

فرد قائلاً بإستياء :
– أنتى كنتى عيزانى فى إيه يا تالين جيبانى علشان تقوليلى الكلمتين دول

ربما جعلها تشعر برعونة قولها ، فأطرقت برأسها أرضاً تعنف نفسها على ما قالته فهى ليست فتاة سليطة اللسان ولكن لا تعرف ما أنتابها بتلك الآونة الأخيرة منذ أن قابلت ذلك الرجل المدعو " جواد النصراوى"

فتمتمت بأسف قائلة:
–سورى يا مروان لو كنت ضايقتك بس فى موضوع مهم كنت عايزة أكلمك فيه

أنصت إليها مروان بإهتمام وهو يقول:
–خير يا تالين موضوع إيه ده

أخذت حقيبة الهدايا الموضوعة بجوار مقعدها ، فرفعتها على الطاولة ووضعتها أمامه

حدق بها مروان بعدم فهم وغرابة قائلاً:
–شنطة إيه دى مش دى الهدايا اللى كنت جيبهالك

أومأت تالين برأسها إيماءة خفيفة قائلة:
– أيوة هى ودى كمان دبلتك إحنا مش هننفع نكمل مع بعض يا مروان احنا الاتنين مختلفين عن بعض مننفعش لبعض بمعنى أصح

حملق بها مروان بتيه لايصدق ما تتفوه به فرد قائلاً بذهول:
– أنتى بتقولى ايه يا تالين وجاية تقولى ده دلوقتى وإحنا خلاص بنختار عفش الشقة

أجابته تالين قائلة بصوت منخفض:
– معلش سامحنى يا مروان احنا الاتنين طباعنا مش زى بعض ولو اتجوزنها هنتعب فى حياتنا فكده احسن نسيب بعض واحنا على البر أحسن ما نتجوز وبعد كده نطلق لأن مقدرش أعيش مع واحد ملوش قرار فى حاجة ولا رأى

ربما ما تفوهت به إزال عبء عن كاهلها ، بإثارتها كراهيته لها حتى لا تشعر بتأنيب ضميرها

طالعها مروان بإمتعاض يجيل ببصره على وجهها قائلاً بنبرة أقرب للإشمئزاز:
– اسامحك ! عندها حق ماما انها مكنتش موافقة عليكى من الأول يا تالين وأنها قالت عليكى أنك واحدة قوية ومحدش بيمشى كلمة عليكى

إبتلعت تالين إهانته لها فهذا ما أرادته فردت قائلة بهدوء:
– بلغ تحياتى لامك على بعد نظرها مع السلامة يا مروان وخليها تدورلك على عروسة تناسبها وتناسبك مش واحدة قوية زيى سلام

تركته جالساً مكانه، ونهضت عن مقعدها تسير بطريقها لتعود إلى الشقة ، وتلك الدموع تنساب من عينيها تخضب وجنتيها ،فهى ترى أحلامها التى رسمتها تُهدم واحد تلو الآخر

ولجت لغرفتها بعد عودتها وأغلقت الباب خلفها أخرجت هاتفها تبحث عن ذلك الرقم الذى أخذته من البطاقة التعريفية ، وجدته فلم تمهل نفسها دقيقة أخرى فهاتفته ، جاءها الرد سريعاً مما أصابها بالغرابة كأنه على علم بأنها ستتصل به الآن فظلت صامتة

فخرج هو عن صمته قائلاً بهدوء:
–أنتى متصلة بيا علشان تسمعينى صمتك يا تالين

تضاعفت دهشتها فكيف علم أنها هى فردت قائلة بدهشة:
– أنت عرفت أن أنا إزاى

تعالت صوت ضحكته الساخرة وهو يقول:
– يعنى عرفت عنك كل حاجة مش هعرف رقم تليفونك بس مش ده المهم كنتى بتتصلى عليا ليه عايزة حاجة

ترفعه بالحديث معها ، وإجادته للسخرية جعلاها تريد أن لو كان أمامها ربما لكانت قذفت الهاتف بوجهه فردت قائلة:
– وهعوز منك إيه لو عليا أنا مش عايزة أشوف وشك ولا حتى اسمع صوتك بس مجبرة على العموم إتصلت أقولك أن أنا هأجل موضوع الخطوبة شوية لأن طبعا مينفعش أكون أنفصلت عن خطيبى العصر وبالليل اقول لبابا فى واحد تانى عايز يتجوزنى فأجل الموضوع ده شهر ولا حاجة حتى أكون خلصت إمتحان

– قدامك أسبوع مش أكتر من كده ياتالين لو بعد الاسبوع الخطوبة وكتب الكتاب متموش مضطر احرمك من أخوكى
قال جملته وأغلق جواد الهاتف قبل ان تفه بكلمة ،فألقت الهاتف من يدها على الفراش بغيظ وحنق عظيم ، فلما هو يصر على أن تصل إلى نقطة اللاعودة بنفاذ صبرها ،فتلك الأمنية الحمقاء التى باتت تحيكها بداخلها من أن يصبح كل ما تعانيه تلك الأيام كابوساً وليأتى أحد ويوقظها ماهى إلا أحلام اليقظة ، فتلك القيود بدأت بالضغط حول عنقها ، كمن توشك على لفظ أنفاسها الأخيرة
__________
غربت شمس اليوم الثالث منذ إنفصالها عن مروان وهى مازالت حبيسة غرفتها ، جالسة على فراشها تضم ساقيها بذراعيها وتحدق بالفراغ ، حتى رأت والداتها تلج الغرفة تحمل لها بعض الطعام الذى أمتنعت عن تناوله منذ الصباح الباكر

وضعت زينب ما تحمله من طعام أمام إبنتها وجلست على الفراش مقابل لها تربت على يدها بمواساة:
–حبيبتى اللى حصل حصل ومتزعليش نفسك أنتى مش أول واحدة تسيب خطيبها ولما أنتى قولتلنا أنك عايزة تسبيه انا وباباكى سيبناكى براحتك علشان دى حياتك ومش عايزينك تعيشى تعيسة فيا قلبى متفكريش كتير وبكرة أن شاء الله يجيلك سيد سيده كمان هو أنتى شوية دا أنتى زى القمر وألف مين يتمناكى

–ماما فى واحد فعلا عايز يتجوزنى
قالتها تالين بدون مواربة أو دهاء ، وراحت تحدق بقسمات وجه والداتها التى انكمشت بغرابة مما سمعته فلم يدم على تركها لخطيبها سوى ثلاثة أيام فقط لتأتى الآن وتخبرها بشأن عريس أخر

قبل أن تجيبها زينب على ما قالت لمحت تالين أبيها ينضم إليهن هو الآخر ففكرت أنها فرصة سانحة لتعلمهم بشأن طلب جواد للزواج منها

فأقترب من الفراش وأنحنى بجزعه قليلاً يقبلها على رأسها مثلما أعتاد أن يفعل معها فتبسم لها قائلاً:
–حبيبة بابا عاملة إيه دلوقتى هتفضلى حبسة نفسك فى الاوضة كتير ده مش حلو علشان يا قلبى

مالت تالين برأسها على يد أبيها الموضوعة على كتفها تستند إليها تستشعر الأمان الذى كان هو دائماً وأبدا مصدره ،فغمغمت قائلة:
–أنا كويسة يا بابا وكويس أنك جيت دلوقتى علشان فى حاجة كنت عايزة أقولك عليها أنت وماما أنا قولتلها وجه دورك أنت كمان علشان تعرف أن فى عريس عايز يتقدملى

أظهر جلال إندهاشاً عظيماً هو الآخر مما سمعه ، وطال صمته هو وزوجته وكل منهم ينظر للآخر بإنتظار أن يبدأ أحد منهم الرد على ما قالته تالين إلا أنها عقبت هى بصوت شابه الرجاء:
–بابا أرجوك أنت وماما توافقوا على العريس ده علشان هو عاجبنى وفرصة مش هتتكرر

قطب جلال حاجبيه من إصرار إبنته على موافقته إلا أنه رد قائلاً بهدوء:
– تالين أنتى عايزة تتخطبى وأنتى لسه سايبة خطيبك من كام يوم اقرب حاجة الناس هتقولها دى سابت خطيبها الاولانى علشان تتجوز واحد تانى وأنتى عارفة كلام الناس

زفرت تالين بقلة حيلة قائلة بتوسل:
–بابا والله دا عريس كويس أرجوك مترفضش دا حتى هو راجل غنى أوى ويمكن تكون سمعت عنه هو اسمه چواد النصراوى

تضاعفت دهشته بسماع الإسم فرد قائلاً بغرابة:
–وأنتى عرفتيه إزاى ده يا تالين أو هو شافك فين

خرجت زينب عن صمتها قائلة بتساؤل:
–أنتى تعرفه يا جلال مين چواد النصراوى ده كمان

إستدار جلال برأسه لزوجته يطالعها بهدوء قبل أن يجيبها على ما سألته إياه:
–ده رجل أعمال شاب وصيته معروف لأن باباه كان راجل اعمال مشهور برضه وكمان أعرفه لأن أنا شغال فى مصلحة الضرائب يا زينب ولا نسيتى

تابعت تالين حديث والداها عنه بصمت تنتظر إنتهاءه من إخبار والداتها عن من سيكون زوج إبنتها المستقبلى والتى تتمنى أن لا يأتى هذا اليوم ،فهى لا تريد أن تصبح زوجة بالإجبار ولكن قدرها يدفعها بطريق الخضوع الذى لم تعتاده بحياتها

عاد والدايها لصمتهم ثانية فرأت والداها يحك جبهته بتفكير مما سمعه ولكن لم ترى تالين بوادر الرفض على وجهيهما فربما لن تكون مهمة صعبة بإقناعهم بالموافقة ولكن يحتاج الأمر منها بعد الإلحاح الذى لا يستطيع أبيها مقاومته وخاصة أنها مدللته والتى لم يرفض لها طلباً أو أمراً من قبل
___________
كم مر من الوقت وهو ينتظر إتصال أخر منها ؟
يوم..يومان..لا بل خمسة أيام وهو ينتظر بين وقت وآخر أن تهاتفه وتخبره بالموعد المرتقب ،ولكن طال صمتها ،فعنفه عقله على تلهفه لسماع صوتها قبل أن تعلمه بموافقة أبيها ، فتلك المدة التي حددها لها لم تنتهى بعد ، ولكن فكر أيضاً أنها ستتراجع عن موافقتهاً التى أعلمته هى بها صريحة عندما قابلها ذلك اليوم بالجامعة، لم يخرج من بئر ظنونه الذى سقط به عقله سهوا إلا على صوت والداته وهى تناديه بصوتها الرقيق وهى تقول:
–چواد مالك يا حبيبى فى إيه بنادى عليك مش بترد

رفع رأسه يطالعها بإبتسامة خفيفة قائلاً:
–مفيش يا أمى بس كنت بفكر فى حاجة شغلانى فى الشغل

سمع رنين هاتفه فألتقطه بتلهف واضح تعجبت له والداته وزاد تعجبها عندما أبدا إعتذاره مغادراً مجلسهم ،وصل لأحد الأشجار المصفوفة بحديقة المنزل ،فتح الهاتف يجلى صوته قائلاً بثبات:
–أيوة يا تالين

كم تمقته وتمقت لسانها على ما ستتفوه به الآن ولكن لامفر من قول تلك الكلمات التى كانت كشفرة لسكين حاد نحرت قلبها :
–أنا قولت لبابا وماما على أنك عايز تتجوزنى وهم مستنينك بكرة بعد العشا علشان يتعرفوا عليك

لم يسمع كلمة أخرى ،فلم يصل لأذنيه سوى ذلك الرنين الذى أعلن عن نهاية المكالمة التى لم تدم سوى ثوانى معدودة وتضمنت جملة مقتضبة قصيرة من فمها ،أنفاسه الغاضبة التى زفرها حنقًا لم تكفى لتهدئته ، ولكنه سيرجئ كل هذا لاحقاً فالأن سيعلم والداته بشأن إقدامه على الزواج مرة أخرى فعاد إليها ووجد ديما تجلس برفقتها هى الأخرى فوجدها فرصة سانحة لإعلامهن بما يريد

فأقترب يتخد مقعده بجوار والداته قائلاً:
–أمى أنا خلاص قررت أتجوز وفى بنت شوفتها وعجبتنى وهنروح نخطبها بكرة إن شاء الله

تهلل وجه كريمة بما سمعته من ولدها فهتفت قائلة بسعادة:
–بجد يا حبيبى هتتجوز بتتكلم جد يا جواد ألف مبروك يا حبيبى فرحت قلبى

أومأ برأسه إيماءة بتأكيد ، فحدقت ديما بوجهه ثانية لتعود وتطالع هاتفها قائلة بمشاكسة:
–ومين دى اللى هتبليها بذاتك المصون يا چواد

أراد إثارة غيظها وغضبها فرد قائلا ببرود:
–أكيد طبعا واحدة أحلى وأجمل منك يا ديما

أتسعت عيناها وزمت شفتيها قائلة بغيظ :
–بقى كده وتطلع مين دى اللى أحلى منى دى كمان وأنا عارفة أنك بتقول كده علشان تغيظنى يا جواد بس مش هتغاظ إيه رأيك بقى

تبعت حديثها بلمحة مختالة من عينيها ،كمن تخبره أنه لن يفلح فى إخراجها عن طورها اليوم ولن يحدث تلك المشادة التى تحدث بينهم يومياً وتنتهى بخروجه منها دائماً ظافراً
________
بغرفتها عملت تالين على إنهاء إرتداء ثيابها ببطئ متعمد ،فهو وصل برفقة والداته منذ ما يقارب النصف ساعة تقريباً ،فهى لم تستجمع قوتها بعد للخروج لرؤيته وتحمل تلك الابتسامات الزائفة المنوط بها رسمها على شفتيها من أجل إقناع والدايها من أنها مرحبة بتلك الزيجة بل أكثر منذ ذلك ، فإلحاحها لم تكف عنه إلا بعد سماع موافقة أبيها وطلبه لرؤيته، لا يشعر أحد بما تخفيه خلف ذلك التلهف الذى أظهرته لوالدايها من أجل الموافقة سوى شقيقها بسام ، فالندم يتأكله عندما يرى حزن شقيقته التى حاولت هى إخفاءه عن الجميع

فتقدم منها قائلاً بحزن:
– أنتى برضه هتنفذى كلامك يا تالين وتتجوزيه

زفرت تالين بخفوت وهى تقول:
– مبقاش بايدى ما هو يا اتجوزه يا انت هضيع ومش انت بس انتى ناسى ان بابا عنده القلب وممكن يجراله حاجة لو عرف ان ابنه ممكن يتحبس وشوفت حصل إيه للى أسمه رامز ده فأنا مش هستنى لما تضيع زيه يا بسام ويلا بينا نخرج كفاية عليه إنتظار لحد كده

تأبطت ذراع شقيقها التى شعرت هى بإرتجافه ليس مما سيحدث ولكن من خشيته مقابلة جواد فتباطأت قدميه فى الوصول لغرفة الصالون فإلتفتت إليه هى قائلة بثبات:
–بسام متخافش أنت ملكش ذنب ومش هو خلاص هيأخد اللى هو عاوزه فأنا مش عيزاك تخاف منه أو تبينله خوفك ده

دفعته بكتفها ليتقدمها فولج الغرفة يزدرد لعابه فإبتسم لهم أبيهم قائلاً:
– تعالوا يا حبايبى دا بسام ودى تالين

بدأت والدته الحديث قائلة بإعجاب ظاهر :
–بسم الله ماشاء الله ربنا يباركلك فيهم وعروستنا زى القمر

تبسمت لها تالين قائلة بأدب واحترام:
– شكرا يا طنط كله من ذوق حضرتك

ربتت كريمة على ساق ولدها ومازالت مبتسمة المحيا وهى تقول:
– بجد عرفت تختار يا حبيبى

جلست تالين بجوار والداتها التى ضمتها إليها بحب وهى قائلة:
– وتالين برضه عرفت تختار إبن حضرتك باين عليه ذوق وأخلاق ولبق جدا فى كلامه

تعمدت أن لا تنظر إليه ،لعله يعلم أنها لا ترحب به برضاها ، فلم يجد جهداً هو الآخر فى إثارة إعجاب والدايها بالدقائق الماضية بتلك الأشعار التى كان ينشدها بها

سبقته إبتسامته فى إخبارها بمدى نجاحه فى إستئثار إهتمام والدايها فنظر لجلال يهيئ نفسه لقول تلك الكلمات الحبيسة بجوفه فبدأ حديثه قائلاً:
– أنا يا عمى يشرفنى ويسعدنى أن أطلب إيد بنتك وصدقنى أنا هشيلها فى عينيا الاتنين

رفع جلال يده يشير لإبنته قائلاً:
– الرأى رأى تالين لأن هى اللى هتتجوز وسعادتها تهمنى فأنتى رأيك إيه يا تالين

تململت تالين بجلستها إلا أنها أستطاعت القول:
– موافقة يا بابا

زفر جواد براحة بسماع موافقتها ، فالأن لن يجد مشقة بإقناع والدها بالاسراع فى عقد القرآن

–ممكن يا عمى نكتب الكتاب بعد بكرة والجواز يكون فى إجازة نص السنة لما هى تخلص إمتحان

حملقت به بعيون جاحظة من ذلك الاقتراح الذى تقدم به لوالدها ،فهو يعمل على غلق كل سبيل بوجهها لتفلت من بين براثنه ،فهو يبدو عليه أنه شديد الدهاء والحنكة

ومثلما أراد وافق والدايها على عقد القران، فلم يبدوا أعتراضاً على ما قال
فمر اليوم التالى حتى جاء الذى يليه فالشقة أكتظت ببعض المدعوين من أقارب والدايها والجيران جاءوا لحضور عقد القران ولم يخفى عليها تلك الهمسات الدائرة بين بعض النسوة على ما حدث من تركها لخطيبها وزواجها من أخر ،فإقتربت إحداهن منها قائلة بخبث:
– مبروك يا تالين فرحتلك أوى والله أن ربنا عوضك بعريس أحسن من الاولانى وده باين عليه بسم الله ماشاء الله حيلته كتير أنا مش بحسد كفى الله الشر أنا بس فرحنالك أوى

فردت المرأة الاخرى التى أنضمت إليهن قائلة ببعض الغيرة:
– ناصحة وواعية أنتى يا تالين مش زى بناتنا خيبة عرفتى تصطادى عريس زى ما بيقولوا مال وجمال

تبعت المرأة حديثها بضحكة ساخرة حاولت من خلالها أن تظهر أنها لم تقول ذلك إلا على سبيل المزاح ،فصمتت تالين ولم تجيب أحد منهن

فأرادت الصراخ أن يكفوا عن تلك الأقاويل التي يعلم الله أنها بريئة منها ،فهى لم تسعى إليه ولكن ساقه القدر إليها ،فأطرقت برأسها أرضاً لتتساقط دموعها على ثوبها الوردى، الذى أرسله هو صباح اليوم من أجل أن ترتديه ،فتبلل قماش الثوب الحريرى بدموعها ، تخشى أن ترفع رأسها ويراها أحد
تشبثت بتلك اليد التى مُدت إليها تربت على يديها بحنان ،فرفعت رأسها لشقيقها الذى لم يخفى دموعه هو الآخر فهمس لها قائلاً:
–سامحينى يا تالين أنا أسف بس خلاص مش هتكملى فى اللعبة دى كل حاجة لازم تنتهى ودلوقتى

أنتفض من مكانه فرفع بسام هامته بثبات نحو الجمع المجتمع بمنزلهم ،فهو لن يدعها تكمل بذلك الأمر فصاح بالجميع بجماع صوته قائلاً:
– فى حاجة كلكم لازم تعرفوها وأن تالين أختى مش موافقة على الجوازة دى بمزاجها .......
يتبع....!!!!!!


موعد البارت الجديد الساعة ( 4 م ) يوميا ان شاء الله 

هنا تنتهى احداث رواية أصبحت اسيرته البارت الخامس ، يمكنكم اكمال باقى احداث رواية اصبحت اسيرته البارت السادس  أوقراءة المزيد من الروايات المكتملة فى قسم روايات كاملة .

نأمل أن تكونوا قد استمتعتم بـ رواية أصبحت أسيرته ، والى اللقاء فى حلقة قادمة بإذن الله ، لمزيد من الروايات يمكنكم متابعتنا على الموقع أو فيس بوك ، كما يمكنكم طلب رواياتكم المفضلة وسنقوم بوضعها كاملة على الموقع .
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-