رواية جنة وهدان الحلقة السادسة والعشرون 26 - روايات أم فاطمة ( شيماء سعيد )

     نقدم اليوم احداث رواية جنة وهدان الحلقة 26 من روايات أم فاطمة . والتى تندرج تحت تصنيف روايات رومانسية ، تعد الرواية  واحدة من اجمل الروايات رومانسية  والتى نالت اعجاب القراء على الموقع ، لـ قراءة احداث رواية جنة وهدان كاملة بقلم ام فاطمة من خلال اللينك السابق ، أو تنزيل رواية اصبحت اسيرته pdf كاملة  من خلال موقعنا .


رواية جنة وهدان الحلقة 25 - روايات أم فاطمة ( شيماء سعيد )



جنة وهدان الفصل السادس والعشرون


الحلقة السادسة والعشرون

..........

🌹 بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله 🌹

وَعَنْ أَبي هُرَيْرةَ  قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ ﷺ: مَا يَزَال الْبَلاءُ بِالْمُؤْمِنِ وَالْمؤمِنَةِ في نَفْسِهِ وَولَدِهِ ومَالِهِ حَتَّى يَلْقَى اللَّه تَعَالَى وَمَا عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ رواه التِّرْمِذيُّ

مرت شهور شهور الحمل لـ قمر على ما يرام وحدد لها الطبيب موعد الولادة حسام ...ياااه أخيرا اتحدد اليوم
يا قمري، وتاني يوم الولادة هكتب عليكِ ونروح على بيتنا على طول عشان نربي ابننا سوا .

فابتسمت قمر قائلة بمداعبة...لاااا كده على طول .
أنا نفسي ألبس الفستان الأبيض وأحس أني عروسة بجد وأعمل فرح .

أنا اتحرمت أول مرة بغبائي من الفرحة دي ومش عايزة أكررها تاني .

حسام مبتسما ...بس كده غالي والطلب رخيص ، أحلى فرح هعمله ليكِ يا قمري ولو كنت أنا صبرت كتير وكنت عايز نكتب الكتاب على طول .

قمر ...عادي نكتب الكتاب بس أفضل هنا في الفيلا ولما أتم نفاسي وأقدر أقف على رجلي نعمل الفرح .

حسام ... بدال كده ،خلاص موافق يا قمري .

قمر ...ربي يخليك ليا .

ودلوك أتصل بوهدان أخوي عشان يحضر نفسه ويچي يحضر الولادة.
فالتقطت الهاتف بالفعل وقامت بالإتصال به
ألووو...كيفك يا خوي.

وهدان ...قمر الغالية بزيادة.
أنا بخير الحمد لله ،كيفك أنتِ؟

قمر ...زينة يا أخوي وخلاص يومين وهولد وعايزاك تكون چمبي يا أخوي .

تنهد وهدان بغصة مريرة قائلا ... آه طبعا لازمن أكون موچود ،متچلچيش .

قمر ...إن شاءالله يخليك .
وعندما أغلق وهدان معها، قال بحزن شديد ...أهو چه اليوم اللي كنت خايف منيه .

يستحيل يعيش الواد ده ؟ ويفكرني باللي عملته في أسامة ، وهي بردك هتفضل فاكرة اللي حوصل ، فعلى إيه ، يروح ويچي غيره من الدكتور حسام أحسن .
ثم عزم الأمر على السفر وترتيب الأمر كيفما يريد .

....

قابل وهدان حسام في المستشفى.

وهدان ....كنت عايز أتكلم معاك في موضوع أكده على انفراد .

حسام ...أوي أوي اتفضل في الإستراحة برا.

ازدرد وهدان ريقه بغصة مريرة قبل أن يحدثه ...بص
يا دكتور حسام عشان تاخد بالك من الكلام اللي عتچوله لقمر كويس لما تسأل عن ابنها لما يتولد .

اتسعت عيني حسام بدهشة قائلا ... مش فاهم وكلام إيه ؟

وهدان ببعض التردد ...عنچول لقمر بعد متولد أن ابنها مات .
عشان أنا مش عايز أي حاچة تفكرها بموضوع أسامة ده نهائي ولا حتى ابنه وكمان عشان تعيش حياتك براحتك معاها .

حسام بإنفعال شديد ...مااااااات ، إزاي ؟
أنت بتقول إيه ؟؟
أنا لا يمكن أقبل بالجريمة دي، إزاي يهون عليك تقتل طفل بريء ملهوش ذنب في اللي حصل .

أمسك وهدان بيده قائلا ...أچعد بس يا دكترة عشان نتفاهم .

حسام ...نتفاهم في أي حاجة غير أنك تموت الطفل ده ،خاف من ربنا يا أخي.

اهتز جسد وهدان لكلمة الله فأغمض عينيه بألم
ثم قال ...خلاص مش هنموته ،مع أن الموت راحة ليه بس هنچولها بردك أنه مات عشان تنساه والعيل نديه لأي حد يربيه ،ها إيه چولك بچا ؟

حسام...وليه تحرق قلب أم منتظرة بفارغ الصبر لحظة أنها تشوف ابنها وتحضنه ،حرام والله .

فانفعل وهدان ...بچولك إيه يا دكتور ، حرام مش حرام ده اللي هيحصل .

ولو اتچنيت في عچلك وچولتلها الحچيچة ،مفيش چواز منيها واصل ويمكن تحصل المرحوم چوزها الأولاني بردك .
ها چولت إيه ؟ لو مستغني عنيها خلاص چولها الحچيچة .

حسام ...لاااا مقدرش أعيش من غير قمر ، بس مش هتحمل ذنب زي ده .

وهدان ...متچلچش يا سيدي ، أنا اللي هتحمل الذنب .

حسام ...خايف بس تتعرض لأزمة نفسية تاني وأنا مصدقت خفت .

وهدان...لو تعبت أديك دكتور وهتعرف تداويها تاني .

حسام ...أنت قلبك جامد أوي .

وهدان بصرامة ...أظن أنك اتعديت حدودك في الكلام معايا وأنا بفكر أغير رأيي في الچوازة دي .

حسام بذعر...لااااا تغير إيه؟؟

أمري لله ، وربنا يسامحني على الكدبة دي .

بس لو فعلا عايز تدي الطفل لحد يبقا أهل أبوه أولى بيه ،حتى يعوضهم عن ابنهم اللي مات من القهر والحزن .

تمعض وجه وهدان قائلا...دي أعمار ، وماشي زي بعضه .
بس أنت عرفت أنه مات إزاي ؟

حسام بغصة مريرة...اللي يسأل ميتهش .

بس طبعا مقدرتش أقول لقمر عن أي حاجة أو أنه مات .

وهدان ...وليه مچولتش بدال أنت حساس چوي إكده؟

حسام ...مش عارف من خوفي عليها يمكن لتنتكس تاني ويمكن كمان أنانية عشان تفضل تحبني انا .

بس كل يوم بيعدي عليا بحس بتأنيب الضمير ولسه كمان موضوع الولد مش عارف هبص في وشها إزاي ؟

وهدان بسخرية ...متكبرش الموضوع يا دكترة ، وبص عادي مش هتبچا مرتك .

ويلا نچوم إكده ، أنا هچف چدام العمليات ، وأول ميطلعوا العيل تاخده طوالي على بيت جده .

وترچع بسرعة عشان أكيد هتسأل عليك .

فضم حسام شفتيه بإنكسار واكتفى بإيماء رأسه بحزن شديد.

وبالفعل تمت الولادة وخرج الطفل أولا وأشار وهدان لحسام ليفعل ما أراده ،كما اتفق وهدان مع الدكتور وطاقم التمريض بإبلاغها أن الطفل قد مات وهذا طبعا مقابل مبلغ مالي كبير تقبله ضعفاء النفوس والإيمان .

ضم حسام الطفل بحنو ولمعت عيناه بالدموع ، فارتبك وهدان بعض الشيء وطلب أن ينظر لوجهه، وتفاجأ أن الطفل يشبه جدا أسامة فقال بإنفعال...يلا اچري بيه بسرعة من إهنه قبل مغير رأيي .

فأسرع به حسام إلى مهران وعندما وصل إلى البيت طرق الباب وبعد لحظات فتح له مهران ليتهلل وجهه لرؤية حسام الذي يذكره دوما بفلذة كبده أسامة .

مهران ...أهلا يا ابني، أخيرا افتكرت عمك وجيت تزوره !
إيه الغيبة الطويلة دي ؟
اتفضل اتفضل .

لفت نظر مهران أن حسام يحمل مولودا ، فقال...ايه ده أنت لحقت اتجوزت وخلفت ماشاء الله امتى ؟

حسام بغصة مريرة...ده مش ابني، ده حفيدك ابن أسامة وقمر .
فارتجف مهران وانهمرت دموعه قائلا بصوت مهزوز ...إبن أسامة ، يااااااه .

ثم مد ذراعه ليحمله وعندما نظر لوجهه أجهش بالبكاء أكثر مرددا بنحيب ...سبحان الله ، اللي خلف مامتش .
وقام بالنداء على زوجته سريعا... تعالي يا حاجة ،تعالي ، أسامة رجع ، قصدي ابن أسامة .

فأسرعت إليه زوجته تنقل بصرها بينه وبين المولود غير مصدقة وأصبحت الدموع هي وسيلة التعبير الوحيدة عن هذا الموقف الذي لن تستطيع بعض الكلمات وصفه .

لم يستطع حسام التماسك أكثر من هذا أمامهم ،لذا قال ...طيب بعد اذنكم دلوقتي عشان أرجع لقمر وأدعوا ربنا يصبرها على بعد ابنها .

مهران ...لااا يا ابني الضنا غالي ،واحنا عارفين ده كويس عشان مجربينه ، فلو هي عايزة تربيه تخده .

حسام ...للأسف مش هينفع ،ده حكم القوي ،وهدان ربنا يهديه .

فحرك مهران فمه بأسى وإنكسار قائلا ...القوي فيه اللي أقوى منه يا ابني ،مش هقدر أدعي عليه عشان متعودتش على كده ، مش هقول غير ربنا ميسلطهوش على ظلم حد تاني ويهديه .
( فهل ستسجاب الدعوة ؟؟)

حسام ...يارب .

استأذنكم أنا ومش هوصيكم على الطفل وبالمناسبة هتسموه إيه ؟

مهران بتلقائية ...أساااااااااامة طبعا عشان كل مناديه أحس أن ابني مماتش .

لم يستطيع حسام الرد واكتفى هو الآخر بالدموع وغادر منكسرا لايعلم كيف سيواجه قمر بالأمر ؟؟

استفاقت قمر من البنج وفتحت عينيها فوجدت وهدان وحسام بجانبها فابتسمت مرددة بخفوت ...الحمد لله أنكم چمبي وفي حياتي .

وهدان ... حمد لله على السلامه يا قمر .

قمر ...الله يسلمك .

أما حسام فلاذ بالصمت ،فتعجبت قمر من صمته فرددت ...مش بعادتك يعني يا حسام ساكت إكده !!
ده أنت حتى عتصدعني من كتر الكلام .

حسام ..المهم أنتِ حاسه بإيه كويسة ؟

قمر ...الحمد لله ثم التفتت بعينيها باحثة عن ابنها الوليد مرددة ...هو فين ابني عايزة أشوفه .
هو لسه هيشطفوه ولا إيه ؟
طيب چولهم يبعتوه ليا ،نفسي أحضنه أوي .

فنظر حسام لـ وهدان بعتاب وكأنه يقول له ...رد عليها ،شوف هتقدر تقولها إنه مات إزاي ؟ أنا مش هقدر .

فتنهد وهدان وفكر كثيرا قبل أن ينطق ولم يجد سوى قوله ...خلي بالك بس من نفسك يا قمر وسيبك من الواد ده .

قمر بإنفعال ...كيف يعني ده ولدي، چطعة من چلبي ، چولهم يلا يچيبوه بسرعة ،معنديش صبر أستحمل اكتر من إكده .

وهدان ...الواد صراحة نزل تعبان وهو في الحضانة ومش هينفع تشوفيه خالص دلوك ،لما يخف الأول .

ارتجف قلب قمر مردفة بصوت عالى ...ابني تعبان ،لاااا أنت مهتجولش الحچيچة.

ثم حاولت الإعتدال من نومتها قائلة ...أنا هروح أشوف ابني ولكنها لم تستطع الجلوس من الألم فبكت وأراحت ظهرها مرة أخرى .

فأسرع إليها حسام وعيونه مليئة بالدموع ...قمر مينفعش كده ،لازم تستريحي عشان الجرح وشوية هحاول أساعدك تقومي تتمشي بس مش دلوقتي.

فنظرت قمر لعيونه الباكية قائلة ...ابني حصوله حاچة صوح وأنتم مخبين عليا ؟

فصمت حسام وأدار وجهه الباكي عنها .

فباغتها وهدان بقوله ... صراحة إكده ،ولدك اتولد ميت .
ومتزعليش بكرة تچوزي حسام وتچيبي بدل الولد عشرة .

فصرخت قمر صرخة مدوية هزت أركان الغرفة ...ابني ماااااااااات ،لااا ممصدچاش ، انتوا هتكدبوا عليا .

وأمسكت بيد وهدان تقبلها مردفة بقهر ...أيوس يدك
يا خوي، چول أنك هتكدب ، وروح هات ولدي .

فنزغ وهدان يده قائلا ...وبعدين چوتلك مات ابن أسامة وخد الشر وراح ، فكري دلوك في صحتك وحياتك مع الدكتور وبس .

فصرخت قمر ...لااااا ،ورددت حسام مالك هتخبي وشك ليه ؟

قول يا حسام أن ولدي عايش وأن وهدان هيكدب عليا .

فالتفت لها حسام والدموع في عينيه قائلا ...حبيبتي ، ربنا يصبرك وقولي ربنا يخلف عليا خيرا منه .

قمر ...حتى أنت يا حسام .

ثم دخلت في بكاء هستيري .

فنظر حسام إلى وهدان بعتاب ، فردد وهدان ...معلش هو في أولها صعبة وبعدين هتخف لما تچوزك وتچيب منك عيال هتنسى ده خالص .

حسام بنفاذ صبر...أنا رايح للتمريض أجيب منهم حقنة تريح أعصابها وتنام ،وربنا يسامحنا على اللي عملناه .

وبالفعل أتى بالحقنة ، فنامت لبعض الوقت ولكن تخلل نومها أتين يصحبه بكاء .

فانفطر قلب حسام عليها أما وهدان فكان يخفي حزنه عليها أمام جبروت الكبرياء .

وهدان ...دلوك نعود بيها للفيلا أحسن من چعدة المستشفى اللي هتفكرها باللي حوصل .
البيت أحسن .

حسام ....بس لسه تعبانة ومحتاجة رعاية .

وهدان ...ما أنت هتكون چنبها وعلى بالليل هچيب المأذون عشان تراعيها بدون حرچ.

عشان أنا كمان محتاچ على بكرة أعاود الصعيد عشان أشغالي هناك .

ابتسم حسام بوهن محدثا نفسه ...يعني يوم ما أفرح أنك هتكوني مراتي ،تكوني بالحالة دي يا قمر وأنا كمان السبب فيها .
يبقا هتيجي منين الفرحة ؟؟

.....

وبالفعل نقلوا قمر تحت تأثير المخدر إلى الفيلا ومكث بجانبها حسام وود لو ذهب وأحضر أسامة الصغير لها ليتخلص من عذاب النفس ولكنه بالمقابل سيحرم منها مثل ما حرم أسامة ولعله يلاقي نفس مصيره .

لذا قرر الصمت أفضل والدعاء بأن تمر تلك الأزمة على خير .

استيقظت قمر على صراخ مرة أخرى وقام حسام تلك المرة بقراءة آيات من الذكر الحكيم عليها .

يقول الله تعالى في سورة البقرة : ( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ).

فوجدت نفسها تردد ...إنا لله و إنا إليه راجعون .
ثم هدأت بعض الشيء ،فولج وهدان ومعه المأذون .
فاندهش حسام من جرأته ، أن يحضر المأذون بتلك السرعة وقمر في هذه الحالة .

وهدان ...اتفضل يا شيخ وتعال يا عم جمعة أنت واللي معاك عشان تشهدوا على العقد .

فوقف حسام قائلا ... حضرتك شايف أن ده وقت مناسب ؟

وهدان ..هو ده عزه يا دكتور .

حسام ...بس هي تعبانة ومش فايقة.

فتفاجأ حسام برد قمر ....أنا موافچة يا حسام .

فابتسم حسام رغم انكساره وانحنى إليها ودقق النظر لعينيها بشدة قائلا ...أقسم بالله لأعوضك عن كل لحظة ألم عشتيها يا قمري ومش هتندمي لحظة بإنك أخدتي القرار ده .

فابتسمت قمر بوهن قائلة ...وأنا مش عايزة منك أكتر من كده .

فضحك وهدان...نقول مبروك يعني.
يلا ابدء يا شيخ .

وتم بالفعل عقد القران ، ثم ودعهم وهدان وعاد أدراجه إلى الصعيد مرة أخرى .

وتولى حسام رعاية قمر ، فكان لها الأب والأم والأخ والحبيب وربما أيضا الإبن .

وتوالت الأيام حتى امتثلت للشفاء ولكن بقيت غصة مريرة في قلبها بسبب وفاة وليدها الذي لم تره، ولكن الغريب أنها كانت تحلم به يوميا حتى جاءها إحساس أنه لم يمت ولكن لم تحدث بذلك أحدا.

مضت أيضا بضعة أشهر، قام بها حسام بعمل فرح لقمر كما وعدها في قاعة صغيرة شملت عددا محدودا من الأقارب والأصدقاء حتى وهدان لم يحضر لقرب ولادة جميلة التي أضناها التعب والألم ولكنها كانت تكابر من أجل سلامة مولودتها.

قمر والفرحة تزين وجهها ...أنا مش مصدقة حالي، معچول عروسة ولبسه فستان الفرح الأبيض .

حسام متأملا إياها كأنه حقق أقصى أحلامه ...أنتِ أحلى عروسة والفستان جميل بيكِ.

ثم ضمها لحضنه وتراقصا على أنغام أغنية .
نصيبي وقسمتي الحلوه ونور عيني
في بحر عيونك الحلوه تدوب عيني
انا لو أجبلك الدنيا علي كفي ولا يكفي غرامي وشوقي وحنيني.

لامس قلب عزام والده كلمات تلك الأغنية فنظر لزوجته بحب، تلك الزوجة الصالحة التي اكتشف مؤخرا أنه يحبها حبا حقيقيا وما فات من سنوات كان يتوهم حبا زائفا ليس له .

فوجئت زوجته بأنه أمسك بيديها فتملكها الحرج وكأنها مازالت فتاة في خضرها.

عزام ...يلا بينا نرقص زيهم ، إحنا ملناش نفس ولا إيه ؟

فضحكت رقية بحرج ...إحنا كبرنا على الكلام ده يا دكتور خلاص .

عزام بضحك ...لا فشر كبرنا إيه ؟
ده إحنا لسه بنقول يا هادي وحجزلك أسبوع عسل كمان في الغردقة .

اتسعت عيني رقية بفرحة غير مصدقة وفوجئت به يشدُ بيديها وتراقصا على نفس الأغنية التي اكتملت بـ
بحبك آه بحبك مش كلام وخلاص
مفيش أصلا كلام يوصفلك الإحساس
لقيت فيكي اللي ملاقتهوش في كل الناس .

فدمعت عيني رقية محدثة نفسها ...أحمد وأشكر فضلك يارب أنك جبرت قلبي بعد السنين دي كلها .

حسام وقمر أيضا قضوا أسبوع عسل في شرم الشيخ .
الذي أسفر بعد ذلك عن نبتة طيبة ولكن هيهات أن تنسيها ولدها البكر.

..................

وفى ظلام الليل الحالك سمع وهدان صراخ جميلة من غرفة نومه هو ووردة فقام الإثنان بفزع وأسرعا إليها .
ولجت وردة إليها في بادئ الأمر قائلة ...مالك يا حبيبتي ؟
ثم وهدان خلفها ...فيه إيه ، ليه هتصرخي إكده ؟

كما استيقظت تالين وزين تبعوهما إلى جميلة .

جميلة بألم شديد ....حاسه روحي بتطلع يا وهدان ، وألم چامد في بطني كأني بولد .

وهدان ...تولدي كيف لساكِ في التامن !!

چميلة بصراخ ...مش چادرة غيتوني بموت يا ناس .
فاقتربت منها تالين وامسكت بيديها وشعرت بأن نبضها ضعيف فاستاغث ...بسرعة أطلب الإسعاف يا وهدان .
ثم انفجر كيس المياه .

فوضعت وردة يدها على فمها ثم قالت ...شكلها ولادة صوح ، أستر يارب ، نچيها عشان خاطر حبيبك النبي .

أمسك وهدان برأسه وامتلكه التوتر فاقتربت منه وردة وربتت على كتفه بحنو قائلة ...متخافش وچول يارب، فرفع وهدان بصره للسماء قائلا ...يارب .

أنا فعلا خايف تموت ، أندم على كل لحظة عملتها فيه وحش غصب عني، وهي ضحت بحياتها عشان تچبلى عيل يفرحني .

وبعد فترة من تألم وصراخ جميلة جاءت سيارة الإسعاف وتم نقلها سريعا إلى المستشفى وتبعها زين وتالين ووهدان ووردة وجميعهم يغمرهم القلق والفزع أن يحدث لها شيء .

وبالفعل دخلت غرفة العمليات وبعد لحظات أخرجوا الفتاة الصغيرة چنة ولكن إلى الحضانة لاكتمال نمو الرئة بجانب حجمها الصغير الضعيف .

رآها وهدان فبكى بكاءا شديدا ...يا عيني عليكِ يا بتي ، أمك تعبت فيكِ كتير عشان تيچي للدنيا ، فاتشبتي بيها عشان خوطرها .

عاد وهدان من الحضانة لينتظر خروج جميلة من غرفة العمليات ، فخرج الطبيب ولكن ملامحه لا تنذر بالخير .
أسرع إليه وهدان وزين ووردة وتالين.

نظر لهم الطبيب بأسى...صراحة يا جماعة وضعها خطير جدا للأسف .

وأتوقع خلال ساعتين تكون خلاص فاضت روحها لبارئها لأن أجهزة جسمها أغلبها وقفت والقلب نبضه ضعيف جدا .

الحمل والولادة كانوا خطر جدا على حالتها لكن في الآخر ده مقدر ومكتوب ، أنا فعلا آسف .

وهي لسانها مش بيردد غير وهدان وآخر مرة قالت وردة .

فبكت وردة...يا لطيف يارب .

وهدان بغصة مريرة ...طيب ممكن نشوفها يا دكتور .

الطبيب ....اتفضلوا وياريت تفضلوا جمبها وتلقنوها الشهادة وتذكروها بالجنة ،ده أفضل وقت ترغبوها في رحمة الله .

فبكت وردة ...يا چلبي يا جميلة ، ربنا يعوض شبابك في الجنة .

وبالفعل ولجا إليها واقتربا منها وسمعا بالفعل تمتمتها...وهدااااان .

فأمسك يدها وهدان وبدأت دموعه تتفلت منه على وجنتيه قائلا ...أنا أهو چمبك يا چميلة ، شدي حيلك عشان تربي بنتك جنة ، طالعة شبهك چميلة چوي .

جميلة بوهن ...البركة فيك وفي وردة أنا هسبها وأنا مطمنة أنها معاكم ، بس ابقوا ذكروها بيه واوعى تنسوها إن كان ليها أم ضحت بحياتها عشان خوطرها .

وردة بغصة مريرة .....ليكِ الجنة يا جميلة .
حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين دخل على عبادة بن الصامت في مرضه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أتعلمون من الشهيد من أمتي فأرم القوم، فقال عبادة : ساندوني فأسندوه فقال: يا رسول الله: الصابر المحتسب، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن شهداء أمتي إذًا لقليل؛ القتل في سبيل الله عز وجل شهادة، والطاعون شهادة، والغرق شهادة، والبطن شهادة، والنفساء يجرها ولدها بسرره إلى الجنة » أخرجه الإمام أحمد في ( مسنده )
فابتسمت جميلة ثم حشرجت روحها فأسرعت وردة لتلقينها الشهادة .

چولي يا جميلة ورايا
أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله .

فرددت جميلة الشهادة ثم فاضت روحها إلى بارئها .

فبكى وهدان وبكت وردة بكاءا شديدا حزنا عليها .

.......

وبعد فترة من الزمن خرجت جنة من الحضانة وقامت وردة بعنايتها فكانت أحن من والدتها عليها وأحبتها كثيرا ، كما عشقها وهدان فكانت لا تبرح ذراعيه ودللها كثيرا .

كما انتقل زين وتالين إلى القاهرة مرة أخرى فقد أوشكت على الوضع ولتكون بجانب والدها .

وبالفعل أكرمها الله بزياد الصغير الذي ملأ حياتهم سرورا وفرحا .

ومضت الشهور حتى بلغت جنة الصغيرة عاما ولكن تلاشت فرحة وهدان ووردة حين أصيبت بحمى شديدة .
فيا ترى ما سيحدث لها ؟؟
وهل سيعاقب وهدان بجنته على كل ما فعله؟
تابعونا فلم يبق بجعبتنا الكثير، دمتم سالمين.

"اللهم رب السماوات وما أظللن.. ورب الأرضين وما أقللن.. ورب الشياطين وما أضللن.. ورب الرياح وما ذرين.. احفظنا من كل شيطان مريد.. ومن كل جبار عنيد.. ونعوذ بك يا ربنا من الكبر والغرور.. اللهم نجنا من الكبر والغرور.. ومن قول الزور.. ونعوذ بك من قول الزور.. ومن كل فتنة تمور.. ونعوذ بك من ظلمة القبور."



موعد البارت الجديد الساعة ( 4 م ) يوميا ان شاء الله 

هنا تنتهى احداث رواية جنة وهدان الحلقة 25 ، يمكنكم اكمال باقى احداث رواية جنة وهدان الحلقة 26  أوقراءة المزيد من الروايات المكتملة فى قسم روايات كاملة .

نأمل أن تكونوا قد استمتعتم بـ روايه نار وهدان ، والى اللقاء فى حلقة قادمة بإذن الله ، لمزيد من الروايات يمكنكم متابعتنا على الموقع أو فيس بوك ، كما يمكنكم طلب رواياتكم المفضلة وسنقوم بوضعها كاملة على الموقع .
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-