رواية جنة وهدان الحلقة السابعة والعشرون 27 - روايات أم فاطمة ( شيماء سعيد )

     نقدم اليوم احداث رواية جنة وهدان الحلقة 27 من روايات أم فاطمة . والتى تندرج تحت تصنيف روايات رومانسية ، تعد الرواية  واحدة من اجمل الروايات رومانسية  والتى نالت اعجاب القراء على الموقع ، لـ قراءة احداث رواية جنة وهدان كاملة بقلم ام فاطمة من خلال اللينك السابق ، أو تنزيل رواية اصبحت اسيرته pdf كاملة  من خلال موقعنا .


رواية جنة وهدان الحلقة 27 - روايات أم فاطمة ( شيماء سعيد )



جنة وهدان الفصل السابع والعشرون


الحلقة السابعة والعشرون

.........

🌹 بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله 🌹

في رواية أنس بن مالك عنه -عليه الصلَّاة والسَّلام- أنَّه قال: (اتَّقوا دعوةَ المظلومِ، و إن كان كافرًا، فإنه ليس دونها حجابٌ)

مضت الشهور حتى بلغت جنة الصغيرة عاما وملأت حياتهم بهجة وسرور ولكن تلاشت فرحة وهدان ووردة حين أصابتها حمى شديدة .

وردة بذعر ...البت چايدة نار ومش نافع معاها دوا ولا كمادات مية، والحرارة مش عايزة تنزل واصل .

يا چلب أمك يا جنة ، ربنا يشفيكِ يا بتي ، أسترها يارب .
فاتصلت بوهدان لتخبره بالأمر ففزع ...كيف ده ؟
آه _ أنا مش ناچص حرچ دم .
ثواني وأكون عندك نوديها للحكيم .
وبالفعل أسرع إليها لينقلها إلى المستشفى .

وفي المستشفى .
شخص الطبيب حالتها بإلتهاب رئوي مزمن وتحتاج دخول الرعاية .

دق قلب وهدان وفزع بقوله للطبيب ...رعاية إيه بس ؟
مكل العيال هتسخن وهتبچا زي الفل يا دكتور .
اديها أنت بس حچنة تنزل الحرارة .

الطبيب ...للأسف البنت حالتها شديدة شوية وعشان كمان جسمها ضعيف فمش متحمل.

فأجهشت وردة بالبكاء فتوتر وهدان قائلا ...يعني إيه ؟
أنا مش فاهم حاچة .

الطبيب ...يعني مفيش حاجة قدمنا غير الدعاء ربنا يعافيها .

وهدان بصدمة .. ..يعني إيه خلاص ، بتي هتروح مني !!

لا أعمل أي حاچة يا دكتور عشان تخف ،حتى لو هسفرها برا تتعالچ .

يستحيل بتي تروح مني لاااا .

فاشفقت عليه وردة لتربت بيدها على كتفه قائلة..هون على نفسك وچول يارب وإن شاء الله تخف وتبچا زينة .

ردد وهدان بدون وعي ...هتخف جنة هتخف .

لتأتي الممرضة سريعا للطبيب قائلة ...إلحق يا دكتور البنت جهاز قلبها وقف .

فأسرع إليها ومن ورائه وهدان ووردة غير مصدقين ما يحدث .

وحاول الطبيب كثيرا إنعاش قلبها بالصدمة الكهربائية مرارا وتكرارا ولكن للأسف فاضت روحها البريئة إلى خالقها وكأنه عقاب ونچاة في ذات الوقت .

حيث حرم أخته من فلذة كبدها بسبب تكبره وعناده وعدم توبته إلى الآن رغم محاولة وردة من جهة وزين من جهة أخرى ولكنه أصر على التجارة في الممنوع .

ولكن دائما تحمل المحنة بداخلها منحة لا يراها سوى أصحاب القلوب السليمة .

فموت ابنته سيكون طريقه للنجاة من النار والتوبة .

نظر الطبيب ببالغ الأسى إليهما قائلا ...للأسف البنت ماتت .

ده نصيب وقدر وربنا يخلف عليكم غيرها .

فشهقت وردة وأجهشت بالبكاء ، ولم يصدق وهدان موتها .

فأمسك بتلابيب قميص الطبيب وعنفه بحدة قائلا...أنت عتچول إيه ؟

لاااا بتي ممتتش ، شوفها بچولك ، چومها ، خليني أسمع صوتها وهي هتبكي.

الطبيب...اهدى يا وهدان ، وچول اللهم أچرني في مصيبتي واخلفني خيرا منها .

ورددت عليه الدعاء ولكنه أصر على الانتقام من الطبيب لظنه أنه أخفق في رعاية البنت وتسبب بموتها .

فانهال عليه بالضرب وسدد له لكمات شديدة في إحدى عينيه حتى صرخ الطبيب ...عيني عيني ، ونزفت الدماء منها .
ففقد البصر في تلك العين فسبب له وهدان بذلك عاهة مستديمة يعاقب عليها القانون.

وحاولت وردة تهدئته وإبعاده عنه وحاول الناس إبعاده عنه ولكنهم لم يستطيعوا لإصراره على مواصلة ضربه بدون شعور .

فلجأت إدارة المستشفى إلى الإتصال بالشرطة التي جاءت على الفور وألقت القبض عليه بين انكسار وردة وفاجعة الموت وكأنه مغيب عن الوعي فاستسلم بهدوء لهم ولم يتحدث بالكلمات ولكن دموعه كانت كالفيضان ولسان حاله يردد ...جنة جنة.

صرخت وردة حين القبض عليه وحاولت شده من بين ايديهم قائلة بصراخ ...لااااا يستحيل تاخدوه ، سبوه كفاية اللي هو فيه ، حرام عليكم .

ولكن وهدان نظر لها بإنكسار قائلا ...إظاهر چت اللحظة اللي هدفع فيها تمن اللي عملته زمان يا وردة.
ثم بكى قائلا ..ادعيلي يا وردة ، ربنا يسامحني ويصبرني.

وخلي بالك من نفسك كويس ، عشان خوطري .

ثم لاح أمام عينيه شريط ذكرياته في الجبل منذ ما كان صغيرا،
وما قام به من سرقة ونهب وعبث وعندما كبر زاد عبثه أكثر وأكثر
من المحرمات في العمل بالمواد المخدرة والآثار .
وما أصابه في مقتل موت أسامة بسببه وكذبه على قمر أن ابنها قد مات وهو حي يرزق .

وهدان بندم ...ياااااااه أنا عملت كل ده ،وربنا سترني لكن متعظتش ولا چولت يارب .

لكن أهي چت في البت اللي لما چت نورت دنيتي بس أهي راحت مني، روحتي يا جنة وراح معاكِ النور ، وأديني هتحبس كومان .

آه يا وچع چلبي، وأديني لأول مرة بچول يااااااارب .

يارب سامحني وأغفر لي ، أنا خابر أنك حنين چوي وكريم چوي، ومهما العبد عمل بس چه وچت يچولك يارب .
هتسامحه وهتغفر له .

أنا سمعت آية من وردة قوله تعالى:{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ[الزمر:53].

يارب أنا عشمان في رحمتك .

وبالفعل تم ترحيله بعد القبض عليه إلى السجن وتم الحكم عليه بخمس سنوات بسبب ضربه للطبيب بقوة في إحدى عينيه فأصابه بالعمى .

بكت وردة وزين وقمر بعد النطق بالحكم عليه
وأسرعوا إليه في القفص الحديدي .

وهدان بإنكسار ...مهتبكيش يا وردة ، أنا فعلا أستحچ إكده وأكتر كومان .

وأنتِ اكتر وحدة اذيتك ، أنتِ كنتِ تستحقي واحد أحسن مني بكتير مش ابن ليل .

ثم ابتلع ريقه بغصة مريرة والدموع في عينيه ، اتبع قائلا ...ولو عايزة أسرحك لوچه الله وتشوفي حالك يا بنت الناس عشان عمرك ميرحش هدر ، أنا مستعد .

فصرخت وردة ...لاااااا يا وهدان ، أنا مرتك وهستناك إن شاء الله مية سنة ، أنا عحبك چوي ، رغم أني كان غصب عني أعملك إكده ساعات بس عحبك.

وهدان بغصة مريرة لفراقها ...وأنا عمري ما حبيبت ولا عحب غيرك يا وردة ، أنتِ نعمة كبيرة ربنا نولهالي رغم اللي عملته .

ربي يصبرني على فراچك يا قرة عيني .

زين بأسى ...شد حيلك يا وهدان أنت چدها وچدود يا أخوي، شدة وتزول إن شاء الله .

وهدان ...بإذن الله يا خوي والحمد لله أن ربنا أنعم عليك بالتوبة وزوچة صالحة وذرية طيبة ، أنا فرحان ليك چوي چوي .

ومش هوصيك على وردة ، وياريت لو تهملوا مصر وتستقروا في الصعيد وتچفل حساب الشركة هناك .

تالين ... بس بابا واخواتي .

زين ...خلاص خلينا شوية في الصعيد وشوية هناك عشان نريح الطرفين .

تالين ...ماشي الكلام .

وهدان ...كفاية بكى يا قمر ، وياريت يا بت أبوي تسامحيني، عشان أنا أكتر واحد أذيتك .

قمر بإندهاش...أنت ياخوي تأذيني !!،ده انت كنت أحن الناس عليا بعد ربنا .

وهدان ...مسير الأيام هتفهمك بس ساعتها ياريت تسامحيني .

قمر ...مسمحاك يا خوي وربنا يفك ضيچتك وتطلع بألف سلامة .

وهدان ...خلي بالك من چوزك ده ابن حلال مصفى .

قمر ...فعلا ده آية من آيات الله ونعمة كبيرة ، ربنا يحفظه ليا .

ثم استودهم جميعا الله .

لتبدأ معاناته داخل السجن ولكن انتهزها فرصة في حفظ كتاب الله على يد شيخ زائر لهم في السجن يعلمهم من كتاب الله وسنة رسوله حتى بدأ هو يعلم من حوله .
واقترب منه صديق له في السجن اسمه همام .

كما وضحنا ما حدث في بداية الجزء الأول من نار وهدان .

همام أيضا حُبس عدة مرات بسبب السرقة وكان يعاني من سجين آخر ( سيد الشحات ) يقوم الاعتداء عليه وكان يستجيب خوفا منه .

كما كانت ترواد وهدان الكثير من الأحلام عن نشأته وحبه لوردة أثناء نومه لدرجة أن صوته كان يعلو بها قائلا .

كانت عايزة تموتني نچية وأنا كنت لساني حتة لحمة حمرا أنا وأختي بس لحچتني هانم وچوزها وخدوني عنديهم في الچبل وحوصل اللي حوصل .

مش كانت موتتني أحسن ما كنت أشوف العذاب اللي شوفته ده في دنيتي وأنا مليش ذنب .
ثم ردد اسم زوجته وردة أيضا في الحلم .

آه يا حبة چلبي يا وردة
وحشتيني چوي چوي
وردة ، وردة ، وردة

استيقظ همام زميله في السجن على صوت وهدان وهو يحلم .

فحرك رأسه في أسى حزينا على صديقه وهدان فهتف قائلا...مفيش فايدة فيك يا صاحبي ،كل ليلة بردك ، هتحلم وهتخطُرف بإسم مرتك وردة.

مش عارف كيف راچل يحب وحدة ست الحب ده كله ؟
أمال أنا ولا بتيچي في دماغي خالص البهيمة اللي اتچوزتها ليه ؟
بالعكس أنا حاسس إن السجن ده أهون من عشرتها اللي تغم النفس دي .

يا وعدي عليكم .

ياما نفسي أخرج أشوفلي وردة حلوة أنا كومان ، أهيص وأعيش حياتي اللي راحت بين بوز النكد اللي چوزتها والسجن .

استيقظ أيضا على صوت وهدان سجين آخر يدعى سيد الشحات يشتهر بسوء أخلاق، فصاح قائلا مصوبا نظره نحو همام...خلي صاحبك يتكتم ويچصر الشر أحسنله.
بدل ما أچوم أكتمه أنا بيدي، عشان نخلص من تخاريفه كل ليلة.

تملك همام الخوف من نظرات سيد المنذرة بعواقب وخيمة، فمال على جسد وهدان ونغزه بيده ليستفيق قائلا...چوم يا وهدان چوم ، وبطل تخاريفك دي .

يأما هتكمل نومتك في المستشفى ومش بعيد المشرحة لو زاد غضب اللي ميمسى سيد عليه لعنة الله ، إمتى ربنا يريحنا منه ومن أذاه ؟
اضطرب وهدان في نومته فاعتدل فجأة صائحا بغير وعي .....إيه ؟
حوصل إيه؟
أنتِ بخير يا وردة ؟

فضحك همام ثم رخم صوته ليظهر بصوت أنثوي بعض الشيء...بخير طول ما أنت بخير يا بغلي ههههه.

همام...والله تعبتني يا وهدان ، وإن شاء الله لو فضلت على إكده ، مش بعيد تچضي الشوية اللي فضنلك دول في مستشفى المچانين .

إنتبه وهدان لصوت همام وأدرك أنه كان يحلم فتنهد بألم ...ميتى بس الحلم يكون حچيچة ؟؟

السنين هتمر وخايف أموت چبل ما أطلع من إهنه .

أشفق همام على صديقه وهدان بقوله...يا راچل چول كلام غير ده ، هتطلع من إهنه إن شاء الله صاغ سليم .
وهتطلع لوردتك وتچبلنا چوز فل وياسمين إكده عال العال .

رفع وهدان بصره السماء ودعا بقلب واثق ...يارب ، يارب .
أنت عالم بحالي وعالم إني توبت عن كل حاچة عفشة عملتها وده بفضل نعمتك عليه ثم بفضل أحن الناس عليه وأحبهم وردة .
فيا چامع الناس ليوم لا ريب فيه ، إجمعني بيها عن چريب، أنا مشتاچ ليها چوي چوي .

نكزه همام في ذراعه بدرعابة و مردفا...مفيش دعوة لأخوك همام هو كومان ، كله وردة ، وردة .

فضحك وهدان واتبع دعاءَه ...ويارب توب على أخويا همام ويبطل سرچة واهدي چلبه .

أصدر همام صوتا...إيـــه ولما أبطل سرچة ، هأكل العيال وأمهم منين ؟
وهـجيب طلباتها اللي ملهاش آخر دي منين ؟
ويارتني هتمتع بيهم ؟
إلا أنا هتحبس إهنه كل شوية ، وهي هتصرف هي والعيال اللطخ اللي أنا مخلفهم دول .

وهدان.....يا همام يا خويا اللي خلچك عمره مهينساك واصل، والرزق بتاع ربنا ،المهم تتچي الله {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا (2)وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ}.

...........

أما وردة فقد عانت الوحدة بعد سجن وهدان ولاشيء يسعدها سوى بعض الذكريات لهما معا .

وفي أحد الأيام زارتها أخت لها تدعى ولاء .

ولاء ...وحشتيني چوي يا بت أبوي .

وردة ...وأنتِ كومان يا ولاء وحشتيني چوي.

ولاء ....و كيفك وكيف وهدان ؟

والله كان نفسي تطلچي نفسك منه ، وتشوفي حالك بدل متضيعي شبابك إكده على الفاضي ، وكتير مين يتمناكِ يا چمر أنت ِ غير أخلاچك ودينك يا بت أبوي .

ارتجفت وردة وكأنها أصابتها الحمّى لتهتف ...كيف هتچولي إكده يا ولاء ؟
وهدان ده حب عمري كلاّته من وأنا صغيرة ، يعني هو النّفس اللي هتنفسه ومن غيره أموت حتى لو بعيد عني، بس طيفه عمره ما سبني لحالي ، وأحسه معايا في كل حاچة ، وانتظر خروچه بفارغ الصبر وأدعيله ربنا يچيبه ليا بالسلامة ، فكيف يعني اتطلچ منه ، يعني حكمتي عليه بالموت .

رددت ولاء بذهول....وه وه ، كل ده حب لـ وهدان ، مكنش يعني ابن ليل وكل عمايله عفشة ، وآخرتها سچن وچلة چيمة ، فكيف هتحبيه وأنتِ حافظة كلام ربُنا .

نهضت وردة من مكانها وعضّت على شفتِها السفلى بحرج قبل أن تهمس ...إيه مش بحبه بس ،أنا بعشچه كومان .

وخابره إنه ابن ليل لكن الحب ده مش بِيَدِّي واصل ، دي حاچة بتاعة ربنا ، محدش يچدر يتحكم فيها .

بس عشان أنا آه حافظه كتاب ربنا وخابرة كويس الحلال والحرام ، موفچتش إني أكون ليه حتى لما اچوزني غصب ، وكمان مش هتصدچي إني چولت ليه إني هكرهه، رغم إن كل حتة فيه بتقول عحبه .

وحولت كتير معاه أنه يصلح من نفسه ويتوب عن كل اللي ييعمله وعرفته الحلال والحرام بس أنا خابرة إن كل ده كان غصبا عنه ، مش بيده .

هو اتربى في الچبل ، عارفة يعني إيه الچبل ؟

يعني ناس بتسرچ ، ناس بتچتل ، ناس بتعمل كل حاچة حرام .

فهو عايزاه يطلع إيه يعني ؟

ومحدش دلّه الطريق الصح أو عرفه الحلال من الحرام .
لكن حبه ليه ،كان أول الطريچ، وبعدين كملت أنا ووعيته أن كل اللي هيعمله حرام وأنا عمري مهكون ليه إلا لو تاب .
وهو تعبني فترة كبيرة عچبال محصل ده ،عشان مكنش بالساهل يتحول مرة واحدة .

لكن في النهاية الحمد لله ربنا تاب عليه واللي بيتوب ربنا بيبدل سيئاته حسنات .

ولاء ...ياه كله ده حب ، ربنا يخرجه بالسلامة وتتهني معاه ويعوض عليكم بالخلفة الصالحة يا چلب أختك .

وردة ...يارب ويهديلك چوزك ويهدي عادل أخوي .

ولاء ...يارب ، بس ده منه لله ، مسمعتيش عايز يچوز بته لراچل كبير عشان غني.

وردة ...لساه هيموت على الچرش ومستعد يبيع حتى بته عشانه .
إيه ده ؟ حرام كده والله .

ولاء ...أيوه والبت شمس طيبة چوي وطالعة شبهك في كل حاچة ومتستهلش إكده واصل .

ثم استأذنت ولاء العودة إلى منزلها
فودعتها وردة بعناق حار مع دعوات لها بالسعادة .

وفي آخر يومها انتبهت وردة ، لطرقات سريعة على الباب في منتصف الليل ، فجزعت ودقّ قلبها لتهمس ...خير يارب مين چي السعادي ؟
فقامت على الفور من جلستها بعد أن كانت تستعد للنوم بعد قراءة وردها القرآني .

وأسرعت للباب متسائلة بلهجة تنم عن القلق ...مين على الباب ؟؟
لتجيبها ابنة أخيها شمس بتوتر وخوف ...أنا شمس يا عمة، افتحي الباب بسرعة .

ففتحت وردة الباب ، لتجدها قد إرتمت في أحضانها قائلة بصوت مبحوح من كثرة البكاء ، غتيني يا عمة غتيني أبوس يدك .

فحاوطتها وردة بيديها وشدت من احتضانها وتطمئنها بقولها...حبة چلبي يا شمس ، إهدي يا چلبي ، إهدي إكده وبعدين أدخلي ارتاحي وبعدها احكيلي اللي حوصل ؟

استنكانت شمس بعض الشيء وهدّأت من روعها كلمات عمتها فربتت على كتفها وردة قائلة....أدخلي يلا چوه يا حبة چلبي ، وأنا حالا هروح أعملك كوباية لمون سچعة تروچ بالك إكده .

شمس بضعف......ملوش لزوم يا عمة .
تعالي نچعد وأنا هحكيلك على كل حاچة .

فولجت معها وردة للداخل ثم أجلستها بجانبها .

وردة بنظرة حانية ...ها خير يا بت أخوي.

نظرت شمس لها نظرة إنكسار مردفة...أبوي يا عمة ، عايز يچوزني غصب لراچل كبير وچال إيه عشان مچتدر وهيعشني في چصر .

بس أنا معيزاش الچصر أنا عايزة ثم أخفضت عينيها أرضًا خجلًا.

فضحكت وردة قائلة .....ها كملي عايزة إيه ؟

شمس بصوت خافت متردد...أنا رايدة چلال واد عمي صابر البچّال .

ثم دمعت عينيها قبل أن تستكمل... لكن أبوي مش رايده وكل مرّة يتچدملي أبوي يرفضه بحچة إنه فچير وهو رايد واحد غني يخدني إكده بشنطة هدومي .

يراضيكِ إكده يا عمة ؟
أبوي فكرني بيعة هيبيع ويشتري فيه كإني چاموسة مش بني آدمة .

تنهدت وردة بضيق ، فهي تعلم حقيقة أخيها جيِّدا منذ الصغر ، فقد نشأ على الأنانيّة وحبِّ الذّات وهذا من فرط دلع والدها له لأنه الولد الوحيد على ثلاث بنات .

وكثيرا ما حاول تزويجها رغما عنها لكن عناية الله كانت محيطة بها .
ولكنه استطاع تزويج أختيها رغما عنهما ، كما استولى على ميراثهم من الأب ، معلِّلا أن أزواجهم غرباء وليس لهم حق أن يتمتعوا بالميراث وأنه أحق بذلك وحده .

تمعضت وردة رافضة ...لا مهيرضنيش واصل يا چلبي ، وأنتِ من حچّك ترفضي العريس ده .

شمس....كيف بس وهو هيچول أن كتب كتابي عليه بكرة .

عشان إكده چيت عندك تغتيني يا عمة .

زفرت وردة بأسى على حال ابنة أخيها وتمنّت لو كان وهدان معها الآن ، لأنه الوحيد الذي يعرف كيف يتصدى له .
ولكن هي للأسف ليس بيديها أيّ شيء .

وفجأة سمعوا صوت الباب ، فتخشبت شمس وظهر على ملامحها الذعر والخوف، فضمتها وردة قائلة...متخفيش يا حبيبتي.

إرتجفت شمس واهتزّت شفتيها ناطقة بصعوبة ...ده أكيد أبوي،
چي ياخدني ، غتيني الله يخليكِ ،متخلهوش يخدني لو أنا غالية عندك صوح .

وردة بثقة مهزوزة ...لا مش هيچدر يخدك غصب .

ثم اتجهت لفتح الباب ، لتتمسك شمس بذراعها استعطافًا منها مردفة ...لا يا عمة ، بلاش تفتحي الله يخليكِ .

وردة...مينفعش يا بتّي مفتحش ، ما أنتِ ناضرة من كتر الخبيط الباب هيدشش في إيديهم .

فتركتها شمس بدموع الحسرة ولكنها أسرعت لتختبىء في خزانة الملابس .

فتحت وردة الباب ، ليندفع أخيها عادل للداخل بقوة ملتفتا يمينا ويسارا باحثا بعينيه على ابنته شمس مردفا...خبتيها وين يا بت أبوي ، إكده برده تَعصّي بتّي عليه .

هو ده الدين اللي هتتكلموا فيه ، ومهتعرفيش طاعة الأبو .

وردة وقد تلوّن وجهها غضبا...إيه اللّي هتچوله ده يا عادل ؟

طاعة أبو إيه بس ؟ واللي هتعمله ده بتّك حلال ؟

‌عادل بصوت أجش صارم ...آه طبعا عايز أسترها مع راچل يعرف چيمتها ويعيّشها في نعيم .

وردة بإستهزاء... يعيّشها هي في نعيم ولا أنت عشان ينوبك من الحب چانب .

رمقها عادل بنظرة ساخطة قائلا....شيلي يدك أنتِ منها وملكيش فيه .

فاستعطفته وردة.......حرام عليك يا عادل ، تچوِّز بتّك لواحد مش ريداه .

فردَّ عليها بصوت محتد ...أُمَال عايزاني أچوزها لواحد ريداه وبتعشچه كيف الغوازي ؟؟

لا معنديش أنا الحبّ والمسخرة دي.
وهتچوز اللي أنا چولت عليه ، أنا أبوها وخابر مصلحتها أحسن منِّيها.

وردة بنفاذ صبر...مفيش فايدة يا خوي ، طول عمرك ما يهمك غير مصلحتك بس ،أناني ، وظلمتني أنا واخواتي وهتظلم بتّك كومان.

فاشتعل عادل غضبا ورفع يده فصفعها على وجهها هادرًا بصوته........اتچننتي إياك ، كيف تكلمي أخوكِ الكبير إكده ؟

ولولا إنك دلوك في عصمة راچل ، كنت سيّحت دمك .

صرخت وردة من ألم صفعته لها وصرخت شمس حزنا على ما أصاب عمّتها وشعرت بالأسف عليها لإنها السبب في هذا .
فانطلق عادل لمصدر صوت الصراخ ، ليعبث في أرجاء الغرفة بحثا عنها بطريقة فوضوية حتى أخرجها من خزانة الملابس ، ساحبا إياها من غطاء شعرها بقوة وراءه كالبهائم؛ و شمس تصرخ صرخات مدوية متألمة
و مستغيثة بعمتها......غتيني يا عمة ، غتيني هيموتني .

لتسرع لها وردة في محاولة منها أخذها من بين يديه بجذبها من ذراعها قائلة....سبها يا عادل ، حرام عليك بتك .
ليقابلها عادل بلكمة قوية في صدرها لتصيح بصوت زلزل أركان البيت فأردف بغلٍّ....ملكيش صالح أنتِ وابعدي عن طريچي.

لم تتمالك وردة نفسها من شدّة الألم ، فافترشت الأرض وعيونها تلاحق عيني شمس المتوسّلة بأسى وحسرة .

لتدعوا اللّه .....اللّهم عليك بكل چبار طغى في الأرض بظلمه .

......................

حينما علم جلال ابن الحاج صابر الذي يحب شمس عندما علم بقرب زواجها من ذلك الكهل العجوز المتصابي غلت الدماء فى عروقه .
فقرر أن يذهب إليها ويعرض عليها الهروب معه خارج البلدة ثم الزواج بعدها ، فهو لن يتحمل زواجها بغيره وسيقتله ثم يقتل نفسه إن فعلت هذا.

وبالفعل ذهب إليها وبحجارة صغيرة قذفها على نافذتها فعلمت إنه هو ، فأسرعت لفتحها .

لتنظر له بنظرة قهر وبدأت الدموع تنسال من عينيها لتهمس....خلاص يا چلال ، كل شيء جسمة ونصيب وأبوي هيچوزني بكرة ، روح يلا وربنا يسعدك ببنت الحلال اللي تسعدك.

جلال نافيا ...لا يمكن أچوز وحدة غيرك يا شمس ، أنتِ ليه أنا ويستحيل أسيبك تچوزى غيري ، ده أنا هچتله.

شمس وقد تملكها الخوف...لا لا هتروح في حديد ، بلاش ابعد ابعد أحسنلك يا چلال.

جلال.......چولتلك مچدرش ، ولو بتحبيني صوح وعايزاني ، لمي خلچاتك وتعالي نُهرب من إهنه خالص ونچوز بعيد .

شمس...... نچوز ؟؟؟

استنكرت شمس قول جلال بقولها ....نُهرب كيف ؟
أهرب عشان أچوز وأتبسط أنا وأبوي يحط رأسه في الطين وأصغره چدام الناس كلاتها .

لا يا جلال ، أبوي مهما كان وحش ، بس ميستهلش منى إكده واصل ، ده أبوي بردك اللي رباني وشچى عليه أنا واخواتي وأنا أحبه مهما عمل .

وأثناء حديث شمس مع جلال تطرق لسمع عادل أن ابنته تتحدث مع جلال ، فغلت الدماء في عروقه وتناول بندقيته ليتخلص من تلك الفتاة التي ستأتي له بالعار على حسب ظنه .

ولكن عندما اقترب منها وسمع ما قالته لجلال وأنها تحبه رغم
ما يريد أن يفعل بها ، تخشب جسده ووقعت البندقية من يده وتساقطت دموعه ندما على ما كان سيفعل في فلذة كبده .

أصاب جلال الحزن مما قالته شمس فأردف......إكده يا بنت الناس .
بس رغم حزني على فراچك ، بس چدرت چد إيه أنتِ بنت أصول وحبيتك أكتر مما كنت عحبك ومفيش حاچة أچدر أچولها غير يارب وهو عالم بحالنا .

ثم نظر لها نظرة أخيرة محملة بعتاب وحب ثم التفت ليغادر وخطى أول خطواته ولكنه توقف عند سماع صراخ شمس وهي تهتف....أبوي أبوي! .

فعندما سقطت البندقية من يد عادل ،أصدرت صوتا فزع له قلب شمس ، فولجت فوجدت أباها يبكي .

ففزعت وظنت أن سوءا أصابه فصرخت ...أبوي .
أنا آسفة يا أبوي، هچوز ماشي اللي چولت عليه، بس اتكلم متچفش إكده ، أبوي اتكلم چول إنك بخير ، طمني عليك .

فما كان من عادل إلا أن مد يده لها وضمها لصدره قائلا بصوت يحمل الندم...سامحيني يا بتي، ده أنتِ طلعتي راچل أحسن مني وأنا اللي وحش جوي، كنت هظلمك وأنتِ مهتستهليش إكده واصل .

وأنا خلاص موافچ تچوزي جلال ومش هچوزك للحاج عصران .

فبكت شمس من الفرحة مردفة بعدم تصديق...بچد يا بوي !

عادل...چد يا چلب أبوكِ، ويلا عاد نادي الولد جلال بسرعة چبل ميمشي أو أرچع في حديتي .

فابتسمت شمس وأسرعت نحو النافذة لتچد جلال مازال واقفا وعلى وجهه علامة استفهام قائلا...خير يا شمس، طمنيني ماله أبوكِ .

فزينت ثغرها ابتسامة أمل وحب مرددة...أبوي وافچ على چوزنا
يا چلال وبيچولك تعالى بسرعة .

جحظت عيني چلال وفتح فمه ببلاهة مرددا ...وكتاب الله المچيد، وافج ولا عايزني عشان يطخني چوه .

شمس بضحك...لا متخافش تعال يلا .

جلال....فوريرة أهو چي ، يا فرچ الله.

وبالفعل اتفق معه على موعد للخطبة في أقرب وقت ، أما الزواج فبعد خروج زوج أخته وردة من السجن .
وللحكاية بقية

.......

لعلنا تذكرنا بتلك المشاهد بعض أحداث الجزء الاول التي كانت بدون ترتيب عن قصد لأشغل عقولكم وتستفسروا عن كيفية وقوعها ؟؟
وتم تسلسل تلك الأحداث بالترتيب مع الجزء الثاني بعد ما اتضحت بعض الحقائق التي كانت مبهمة في الجزء الأول .

.......

أتمنى أن تكون استوعبتوها الأن 😊😊

وعجبتكم 😂

وللقصة بقية 💖 بـــــــــــــاي😜😜🥰

"اللهمّ إنّ الظالم مهما كان سلطانه لا يمتنع منك فسبحانك أنت مدركه أينما سلك، وقادر عليه أينما لجأ، فمعاذ المظلوم بك، وتوكّل المقهور عليك. ... اللهم عليك بالظالمين فإنهم لا يعجزونك، حسبنا الله ونعم الوكيل، اللهم يا مجيب الدعاء، أسألك بعزّتك وبقوتك، أن ترينا في الظالمين عجائب قدرتك."



موعد البارت الجديد الساعة ( 4 م ) يوميا ان شاء الله 

هنا تنتهى احداث رواية جنة وهدان الحلقة 27 ، يمكنكم اكمال باقى احداث رواية جنة وهدان الحلقة 28  أوقراءة المزيد من الروايات المكتملة فى قسم روايات كاملة .

نأمل أن تكونوا قد استمتعتم بـ روايه نار وهدان ، والى اللقاء فى حلقة قادمة بإذن الله ، لمزيد من الروايات يمكنكم متابعتنا على الموقع أو فيس بوك ، كما يمكنكم طلب رواياتكم المفضلة وسنقوم بوضعها كاملة على الموقع .
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-