رواية جنة وهدان الحلقة الثامنة والعشرون 28 - روايات أم فاطمة ( شيماء سعيد )

نقدم اليوم احداث رواية جنة وهدان الحلقة 28 من روايات أم فاطمة . والتى تندرج تحت تصنيف روايات رومانسية ، تعد الرواية  واحدة من اجمل الروايات رومانسية  والتى نالت اعجاب القراء على الموقع ، لـ قراءة احداث رواية جنة وهدان كاملة بقلم ام فاطمة من خلال اللينك السابق ، أو تنزيل رواية اصبحت اسيرته pdf كاملة  من خلال موقعنا .


رواية جنة وهدان الحلقة 28 - روايات أم فاطمة ( شيماء سعيد )



جنة وهدان الفصل الثامن والعشرون


الحلقة الثامنة والعشرون .

.........

🌹 بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله 🌹

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما نقصَتْ صَدَقَة مِنْ مالٍ ومَا زادَ اللهُ عبداً بعفوٍ إلا عِزاً وما توَاضَعَ أحدٌ للهِ إلا رفعهُ اللهُ»

بمرور السنوات رزق الله تالين وزين بعد زياد بنوتة جميلة أطلقوا عليها اسم زينة .

زين بفرحة شديدة ...هي البنت آه حتة من اسمي بس كلها شبهك أنتِ يا چلب زين ، وإكده مش هسبها من يدي واصل .

تالين بغيظ مصحوب بإبتسامة...يعني إيه، راحت عليا أناخلاص،وهتحب بنتك وتنساني ؟؟

زين ...لا ده كله مهطل في وشها عحبك أنتِ أكتر ، عشان أنتِ السبب في الفرحة اللي أنا فيها دلوك دي .

تالين ...ربي يحفظك ليا يا أبو العيال وروح قلبي .

ضمها زين بحب قائلا ...أنتِ الروح كلها ونبض چلبي .
أنا محستش إني بني آدم غير لما اعرفتك .
وأنتِ سبب كل خير في حياتي دلوك .

تالين ....يعني خلاص أنا اللي قعدة على قلبك ونسيت حبيبة القلب بتاعة زمان قمر ، اللي غلبتني عشانها.
فابعدها زين برفق بعد أن غلبه الضحك ، ليقول بمداعبة...مين قمر اللي عچولي عليها ديه ؟
أنا معرفش حد بالاسم ده .

فنكزته قمر قائلة بضحك...الكداب بيروح النار .

زين ...القمر اللي منور حياتي هو تولا وبس

...............

فى جلسه رومانسية بين حسام وقمر أخت وهدان بالرضاعة .

حاوطها حسام بذراعيه وهما يشاهدان التلفاز ثم همس
في أذنها ...بحبك ، بس يا ترى أنتِ فعلا بتحبيني يا قمر زي مابحبك ؟

داعبت همساته أذنها فابتسمت بخجل ورددت ...كيف معحبكش
يا حسام ، ده أنت اللي رديت فيه الروح ، بعد عذاب سنين .

حسام...أنا نفسي تنسي كل اللي فات يا قمر ومتفكريش غير
في النهاردة وبس .

وبمعنى أصح متفكريش غير فيه أنا وفي ابننا مروان .

تنهدت قمر ثم أردفت بغصة مريرة ...وابني اللي معرفاش عنه حاچة بچالي سنين ده .

معرفاش إذا كان حي ولا ميت ، عشان حتى أرتاح .

تنهد حسام بحزن قائلا ...مش وهدان قلك مات بعد مولدتيه ، ليه مش راضية تقبلي بالحقيقة دى !!
ثم اتبع .
أنتِ خلاص خفيتي يا قمر ، لكن بأسلوبك وتفكيرك ده ، ممكن حالتك تنتكس تاني.

فليه تفكرى في حاجة ملهاش وجود ، وربنا عوضك بإبن تاني مروان .

ولا عايزاه عشان تفتكري به المرحوم ؟

ابتسمت قمر من تعابير الغيرة على وجه حسام ، فضمته إلى صدرها لتهمس في أذنه ...أسمع كده نبضات چلبي، عتلاجيها تچول حسام حسام وبس .

حسام محدثا نفسه ...مش عارف يا قمر ، لما تعرفي الحقيقة
أن ابنك فعلا لسه عايش ، وأنا كنت سبب في بعدك عنه هتفضلي تحبيني ولا هتكرهيني ؟؟

أنا خايف فعلا من اليوم ده أوي ، بس صدقيني كان غصب عني ، وحتى وهدان ندمان أوي ، بس مش عارفين نقولك إزاي ؟

خايفين من ردة فعلك أوي إحنا الإثنين وخايفين نخسرك .
بس صراحة مش قادر أخبي عليكِ أكثر من كده .
فقال والخوف يملؤه ...بقولك إيه يا قمر ؟؟

قمر ....نعم يا ضي عينيه .

حسام وهو يبتلع ريقه بمرارة من خشية ما سيترتب على حديثه فهو على وشك أن يفقدها ....إلبسي عايز أخرجك .

فتهلل وجهها فرحا وقبلته في إحدى وجنتيه قائلة ...بجد يا چلبي ، أخيرا وچت حضرتك هيسمح تخرجنا ، أنا فعلا زهچانة چوي چوي ولا أچولك خلاص كفاية صعيدي عشان الواد مروان ، ميلقطش الكلام والعيال يتنمروا عليه فى المدرسة .

حسام بتنهيدة حارة...طيب اجهزوا وأنا هستناكم تحت في العربية .

قمر ...فوريرة ، بس هتفسحنا فين ؟

حسام ...مكان جديد بس متأكد أنك هتستريحى فيه أوي .

بس عايز أقولك كلمتين قبل ما نروح .

قمر...قول يا حبيبي .

حسام بإنكسار...أنا حبيتك لدرجة أني كنت مستعد أبيع حتى نفسي عشان أفوز بيكي ، وعشان كده عايزك تسامحيني .

مررت قمر على وجه حسام بحب ولطف قائلة ...حبيبي أنت بتقول كده ليه ؟

بالعكس أنت اللي تسامحني عشان تعبتك معايا كتير أوي .

ويلا هروح ألبس بقا عشان شوقتني للمكان ده .
فتركها حسام والدمع في عينيه قائلا ...يا ترى فعلا هتسامحيني ولا ممكن لما تعرفي تفارقيني؟
يارب أسترها وتعدي على خير .

وبالفعل ذهب بها إلى بيت عمران والد أسامة بعد مرور خمس سنوات على عمر الصغير أسامة .

ولكن خلال تلك السنوات كان حسام يزوه سرا ، ليطمئن عليه ولإحساسه بالذنب نحوه لأنه كان سببا في حرمانه من أحب الناس إليه أمه .

فكان يغدق عليه بالهدايا ويساعد عمران بالمال لينفق عليه ويحسن تربيته .

قمر بإندهاش ..أنت جايبني هنا ليه يا حسام ؟
إيه المنطقة بس دي والبيوت الغريبة دي ، فكرتنى بالبلد زمان .

حسام ...تعالي بس نطلع فوق وهتفهمي كل حاجة .
خلي بس بالك من مروان كويس عشان ميقعش ، ولا أقولك هاتين أنا أشيله أفضل ، فناولته إياه .

وعند وصوله للطابق عند شقة عمران ، طرق الباب فأسرع الصغير أسامة لفتح الباب فتهلل وجهه قائلا ...عمو حسام ، أخيرا جيت أنت وحشتني أوي .

ابتسم حسام قائلا ...وأنت كمان يا أوسس وحشتني كتير .

أسامة ..جبتلي معاك شيكولاتة وألعاب كتير زي كل مرة؟.

حسام ..جبتلك حاجة أحسن من كده بكتير .

أسامة ببراءة الطفولة ...يبقى جبت ماما صح ، هي جت من السفر ولا لسه ؟

نفسي أشوفها أوي ، كل العيال عندهم ماما وأنا لا.

فأتى عمران من ورائه قائلا بحنو وهو يمسد على شعره ...ليه بتقول كده يا حبيبي ،ما أنت عندك ماما الحاجة .

أسامة...آه بس هي تيتا أنا عايز ماما بتاعتي أنا .

دمعت عيني حسام ثم أفسح عن ظهره حيث كانت تقف وراءه قمر ومروان بعد ما أنزله من يده على باب الشقة .
حسام بين دهشة قمر بالذي سمعته أذنيها لتتفاجأ بقوله الذي خرج من فمه المرتعش ببطء ...أهي ماااااااما يا أسامة .

تهلل الصغير واقترب منها وأمسك ما طالته يديه على مقدار طوله الصغير( فخذها) فاحتضتنه قائلا ...ماما ، ماما .

فتبدلت تعابير قمر وسرت القشعريرة في جسدها وأخذت تنتقل بالبصر بين حسام والصغير أسامة .

وكأنها تتساءل أحقا هو ابنها ، نعم نعم ، فهي لم تصدق لحظة أنه مات وكان يأتيها هاتف دوما أنه على قيد الحياة .

فدققت النظر في ملامحه مرة أخرى ،لتنتعش ذاكراتها من جديد ، وكأنها ترى أسامة أمام عينيها مرة أخرى ، ووراءها شعور غريب بين الحب والظلم الذي تعرضت له من قبله .
ولكن ها هو فلذة كبدها أمام عينيها ولكن كيف ولما قيل ما قيل إنه مات ؟

وما دخل حسام بهذا ؟

ولكنها نفضت عنها كل تلك الهواجس ولم تشعر بنفسها إلا وهي تنحني للصغير أسامة وتحتضنه بكل قوتها وهي تجهش بالبكاء مرددة إبنــــــــــــــــي.

ثم قبلته في كل أنحاء وجهه وشعره ثم يده .
فأمسك الصغير مروان عمره ثلاث سنوات بملابسها باكيا ....ماما ماما ،مين ده وليه بتعيطي كده ؟

حسام...تعال يا حبيبي ،سلم على أخوك الكبير أسامة .

ليجد فجأة من تقف أمامه قائلة بحدة واندفاع ...أنت إزاي كنت عارف إن ابني حي مماتش زي مقال وهدان ،وسكت كل ده ، وبعد خمس سنين بحالهم لسه جايبني ليه النهاردة ؟
تقدر تفهمني إزاي ده ؟

لم ينطق حسام من إحساسه بالذنب ،ولكن عمران قال...يا بنتي اقعدي وأنا هفهمك كل حاجة ومتقسيش على حسام ولا تظلمي المرحوم أسامة .

إظاهر آن الأوان لتفهمي كل حاجة .

بس اتفضلي أقعدي الأول ، فجلست قمر وأجلست أسامة الصغير على قدميها .

وبدأ يقص لها عمران ما حدث مع أسامة بسبب وهدان ، ووهدان أيضا سبب بعد ابنها عنها وأن حسام نفذ رغبته رغما عنه لخوفه من ألا يزوجها له .

فوقفت فجأة قمر وأمسكت بيد صغيرها أسامة ، فنظرت له بأسى قائلة ... يا عيني يا ضنايا اتحرمت من أبوك وأمك بسبب واحد قاسي أناني اسمه وهدان .

ثم نظرت بعتاب إلى حسام قائلة ...وأنت كنت عارف كل ده وساكت .

حسام ...أنااااا.
قمر بحدة ...أسكت مش عايزة أسمع ولا كلمة .
كفاية أوي لغاية كده .

ومش مصدقة أن وهدان أخوي عمل كل ده وأتاريه هيقولي سامحيني وأنت كمان ؟

بس إزاي أسامحكم على حرق القلب ده كله ؟؟

ثم نظرت إلى عمران قائلة...معلش يا حاج ، تسمحلي آخد الولد ، بس أوعدك أجيبه لك زيارة كل ما تحب تشوفه .

فجاءت زوجته قبل أن ينطق عمران قائلة ببكاء ...لاااا يا بتي منقدرش نبعد عنه ، عارفة أنه ابنك وحقك.

بس إحنا اللي ربينا وتعبنا وكان عوض من ربنا لينا بدل أسامة الله يرحمه .

قمر ...بس أنا اتحرمت منه كتير ويستحيل أسيبه تاني .

فحاوط عمران يده بظهر زوجته قائلا ...أنا كمان يعز عليا فراقه
يا أم أسامة، بس فعلا الولد لأمه مهما كان غالي علينا .
وإحنا مش هنسيبه برده، يا يزورنا يا نزوره .

قمر ...طبعا أي وقت تشرفوا .

في فيلا القديمة طبعا اللي شوفت فيها وحبيت فيها أسامة ، ربنا يرحمه .

تفاجأ حسام بقولها فنظر لها بعتاب وكأنه يقول هو أنتِ لسه بتقولي حبيبك، أمال أنا إيه ؟

أنا شكلي هندم ندم العمر أني صارحتك بالحقيقة !!
ولكنه لم يتكلم وآثر الصمت .

ولكنها حدثته بقولها ...للأسف يا حسام أنا مش هرجع معاك البيت مش هقدر بعد اللي حصل صدقني.

أنت ضحكت عليه حتى ولو كان غصب عنك بس أنت أناني فضلت نفسك عن فرحتي بإبني وحرمتني منه .

فانفعل حسام بحدة قائلا ...أنا عارف أني غلطت بس كان غصب عني عشان حبي ليكي وده مفروض يشفعلي عندك يا قمر، مش تهدمي كل ده في ثانية كده وعايزة تفارقيني بعد كل الحب
اللي قدمته ليكي ولو كان على حساب نفسي.

أنا كنت هبيع الدنيا كلها عشان خاطرك .

نظرت له قمر بحزن ولكن صدمتها كانت أكبر من حبها له وفضلت البعد عنه والإكتفاء بطفليها رغم أنها من داغلها ترغب في البقاء معه ولكنها أرادت البعد لا محالة .

وبالفعل أخذت طفليها وعادت إلى الفيلا .
فرح الصغير أسامة بالعالم الجديد الذي دخل فيه ،حيث كان
كل شيء متوفر له هناك .

ولكنه كان يشتاق أيضا لجدته وجده، فكانت تبعث لهم قمر السيارة ليقضوا مععم اليوم .
وعندما كان يسأل عن حسام فكانت تكتفي بالدموع ولا تجيبه .

أما حسام فدخل في نوبة نفسية لبعده عن قمر وحاولت والدته التخفيف عنه ولكن حالته كانت تسوء يوما عن يوم، حتى أنه اعتزل كل شيء واعتكف في غرفته لا يخرج منها .

كما طلبت قمر زيارة خاصة لوهدان في السجن وأخذت منها أسامة ومروان .

فرح وهدان بالزيارة وولج إليها بوجه فرح ومد ذراعيه ليضمها ولكنه تفاجأ بها تبتعد عنه وترفع أسامة له قائلة والدموع
في عينيها ...عارف ده مين يا وهدان ؟

ضيق وهدان عينيه وأصابه القلق وارتجف قلبه عندما دقق نظره للصغير ورأى به أسامة ،فشعر بالدوار وأمسك برأسه وحدث نفسه ...چه اليوم اللي كنت خايف منه يا وهدان ، يعلم الله أني كنت ببكي ندم على اللي عملته ، بس إظاهر چه يوم الحساب ولسه كمان في الآخرة .

قمر بإنفعال ...ده أسامة ابني اللي كنت سبب في موت أبوه عشان بعدتني عنه بسبب چبروتك وظلمك .

فمات في عز شبابه مچهور، ومكفكش هو كومان، لا چيت
على الطفل البريء ده وحرمته من حضن أمه وحرمتني منه .

لم تتمالك قدما وهدان ما سمعه مع أنه كان يتوقعه يوما ما ولكن الأمر نزل عليه كالصاعقة ، فوقع من الصدمة مغشيا عليه .

فصرخت قمر ...أخوي، إلحچوني .

فاتصلوا سريعا بالطبيب الذي جاء وأمر بنقله إلى المستشفى بعد أن أصابه شلل مؤقت من الصدمة .
وعندما أفاق وجد بجانبه وردة تبكي فقد علمت ما حدث عندما اتصلت بها قمر لتكون بجانبه .

وقمر أيضا تبكي لحاله وحالها أيضا.
وهدان بخفوت ودموع تتسابق على وجنتيه ندما ...أرجوكِ سامحيني يا قمر ، أرچوكِ، أبوس يدك ، أنا مش مستحمل عتابك فكيف هتحمل عچاب ربنا ، سامحيني يا بت أبوي چبل ما أموت .

قمر ...وإزاي هتچيب أسامة يسامحك !!

وهدان وقد اشتد نحيبه ...هو بين يد الله وأنا كومان بين يد الله ، إن شاء عذبني وإن شاء غفر لي .

ولو عاد بيه الزمن مكنتش عملت إكده واصل، بس كنت ساعتها معرفش ربنا ودلوك الحمد لله هداني وبدأت صفحة چديدة.

وعشان أكده بترچاكِ تسامحيني يا قمر .

ثم حاول أن يقوم ولكنه لم يستطع فبكى قائلا ... هو حصولي إيه ؟

فقامت وردة له مسرعة تساعده على الإعتدال وهي تبكي قائلة...مفيش يا وهدان ، أعصابك بس تعبت من اللي حوصل وبكرة هتخف وتبچا تمام .

وهدان ...أنا مش حاسس برچلي واصل .
أنا اتشليت ولا إيه ؟

فبكت وردة وبكت قمر لإحساسها بالذنب تجاهه لأنها السبب
في هذا الشلل .

فقامت وقبلت رأسه قائلة ...مسمحاك يا أخوي وعفا الله عما سلف وخلينا نبدأ من چديد .

فابتسم وهدان قائلا الحمد لله.
وهدان ...أنا خابر زين أن حسام هو اللي چالك ، بس هو وافچ غصب عنه ، ياريتني كنت بچلب الراچل ده .
ربنا عوضك بيه والله يا قمر.

فبكت قمر ...بس أديني هضيعه بإيدي؟

وهدان ...ليه ؟

قمر ...مستحملتش أنه خبى عليا فسمعته كلام صعب وسبت البيت ورچعت أعيش في الفيلا .

وردة ...ليه بس إكده يا قمر ، حسام راچل كويس چوي وعيحبك، وهو حس بغلطته وندم فمعلش سامحيه وعيشي حياتك واِحمدي ربنا أن ولدك چع لحضنك.

فتحدث أسامة الصغير...آه أنا عايز بابا حسام .

قمر بأندهاش...عتقول بابا يا أسامة !!

أسامة ...آه عشان هو حنين أوي وبيحبني وبيجبلي كل حاجة
أنا عايزها .

ثم تحدث مروان ...وأنا كمان عايز بابا .

وهدان ...ارچعي لبيتك يا قمر، بيتك أولى بيكي دلوك لغاية مربنا يفك كربي وأخرچ من السچن وهنعيش كلنا في الفيلا وعهمل الصعيد .

وردة ...ليه إكده بس يا وهدان ؟

وهدان ...عشان كل حتة فيه عتفكرني أني كنت ابن ليل مش ابن العمدة واصل .

فعايز أعيش حياة چديدة مختلفة على مية بيضة في طاعة الله .

ثم سأل قمر ...بس أنتي چيتي كيف من مصر الصعيد لحالك أكده مع العيال ؟

قمر...چيت بالطيارة ذهاب وعودة ومعادي معاها بعد ساعتين إن شاء الله .

وهدان ...عتنزلي منها على بيتك ، فاهمة؟.

فابتسمت قمر وأومأت برأسها ، ثم قالت ربنا يشفيك يا أخوي .

ثم جاء الطبيب ...أخبارك يا وهدان ؟

قوم يا راجل وشد حيلك ، على فكرة الأشعة بتقول أنك معندكش أي سبب عضوي .

يعني ده معناه نفسي، وعشان كده أنا هقولك خبر هيخليك مش تمشي بس ، لا هتقوم تجري كمان .

وهدان مستبشرا ...الله يبشرلك بالخير يا دكتور، إيه خير چولي ؟

الطبيب ...حالا چت إشارة أنك من الچماعة اللي الرئيس عفا عنهم لحسن سلوكك وأخلاقك في السجن بمناسبة عيد الأضحى ، يعني خلاص خلال أيام هتطلع، من هنا كمان مش هتروح الزنزانة تاني .

فوجد نفسه وهدان يقوم وكأنه لم يصبه شيء ، فقام ثم سجد لله شاكرا على فضله ونعمته وجوده .

ثم قامت وردة بإطلاق الزغاريد فرحا هي وقمر .
وسبحان الله القائل ..{ فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا } .

فإن وراء كل محنة منحة لا يبصرها إلا العاقل الذي يعلم أن لله
في خلقه شؤون .

وكأن الله قد اطلع على قلبه وعلم أن به خيرا كثيرا ، فصبر عليه حتى جاء اليوم الذي عاد له تائبا فالله يحب توبة عبده .

.....

تجهز حسام في منزل والدته للخروج، فرأته والدته فسألته قائلة ...على فين يا ابني، خليك بايت عندي بدال مراتك مش في البيت .

حسام بإنكسار...هروح برده يا ماما، وحتى لو مش موجودة ، بس بحس بروحها في كل مكان جانبي .

رقية ...قد كده بتحبها يا ضنايا !!

حسام ...أنا اتعديت مراحل الحب معاها ، ده أنا بعشقها .
وهي تستاهل رغم أنها من بيئة مختلفة عني خالص وأنا دكتور بس هي بتفهمني أكتر من نفسي، وبلاقيها معايا في كل خطوة، وبتعاملني كأني ابنها الكبير .

بنسى في حضنها هموم العالم كله .

رقية ...كده يا واد وحضن أمك! .

ابتسم حسام قائلا وهو يضم والدته لصدره ...لاااا طبعا مفيش
زي حضنك يا ست الكل .

رقية ...ربنا يسعدك يا ابني، ويمكن ربنا يهديها وترجع تلاقيها .

حسام ...ياريت عشان وحشتني أوي .

وبالفعل استقل سيارته وشغل المسجل وتصادفت معه أغنية...
وما يهمكش عادي أسمع مني الساعة دي
مش وقت عتاب أو لوم
فيها إيه لو نرجع ثاني
وبدل ما تكون وحداني تسندني معاك ونقوم
فاضي شوية نشرب قهوة في حتة بعيدة
إعزمني على نكتة جديدة وخلّي حساب الضحك عليّ
فاضي شوية ده أنا واحشاني القعدة معاك
وإن ما قدرتش تيجي هناك هستناك المرة الجاية.

فدمعت عيني حسام وقال ...فيها إيه لو نرجع تاني
يا قمر ،وحشتيني أوي يا قلب حسام .

ثم عاد أدراجه إلى المنزل وفتح الباب بمفتاحه الخاص
ليتفاجأ بصوت أسامة ومروان مسرعان إليه قائلين بفرحة ...بابا بابا جه .

ثم تعلقا بعنقه .

ومن فرط سعادة حسام برؤيتهم حملهما الإثنين معا وقبلهم بشوق وحب قائلا...حبايبي وحشتوني أوي .
إيه المفاجأة الحلوة دي !!

ثم ظهرت قمر أمامه لتقول بمداعبة ...إيه الحب كله لعيالك
يا دكتور.

وأنا مليش حظ ولا إيه ؟

فأنزل ببطء أسامة ومروان وإقترب منها بشدة وحاوطها بذراعيه وحدق النظر في عينيها بحب قائلا...كنت متأكد أن الحب اللي بينا أقوى من أي حاجة ، متصوريش أنتِ وحشتيني قد إيه ؟؟

قمر ...وأنت كمان وحشتني أوي أوي، وأنا فعلا محستش قد إيه بحبك غير لما بعدت عنك .

حسام ..يستحيل تبعدي عني تاني أبداً .
ثم ضمها لصدره بقوة وگأنه يريد أن يخبئها داخله كي لا تبتعد عنه مرة أخرى، ليتجدد بينهما الحب الأبدي الذي ليس له نهاية .

...........

ثم جاء موعد خروج وهدان من مستشفى السجن
وكان في انتظاره تالين وزين وزهرة وعطية ووردة وأخوها عادل بعد أن هداه الله هو الآخر .

وأيضا حسام وقمر والطفلين .

وأيضا والدته بدور وإخوته الولاد أحمد ومحمد من بدور
وعائشة وزوجها مصطفى .

هذا بجانب فرقة أحضرها مصطفى للإحتفال بخروجه .
وأُطلِقت الأعيرة الناريّة أيضا ابتهاجًا به .
نظر وهدان لهذا الجمع المحب الذي ينتظره .
فسجد لله شكرا مرة أخرى ثم قام وتلى آياتٍ من الذكر الحكيم بصوته الشجي .

"وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّىٰ إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَن لَّا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (118)"

وهدان ...فعلا بعد ما ضاقت عليه الأرض ، ربنا كرمنىي وتاب عليه وخرجت تاني لوسع الله مع كل أحبابي .
ثم التفوا حوله فرحين به.

فعانق والدته في بادىء الأمر ثم وردة عناق خاص .

هامسا في أذنها ...وحشتيني چوي چوي چوي يا وردتي.
والليلة فرحنا من جديد .

فخجلت وردة قائلة ...وبعدين يا چليل الرباية .

فضحك وهدان من قلبه لأول مرة بعد سنين العذاب والحرمان قائلا ...إكده يا وردتي .
حسابك معايا عسير چوي چوي .

وردة ...هتعمل إيه يعني ؟

وهدان غامزا لها ...لا دي حاچة متتقلش بالكلام ، تتحس بس
يا چلب وهدان .

ثم احتضن قمر بحب واحتضن إخوته الأولاد .
ثم اتجه بالجميع إلى دوار العمدة القديم سالم الصوامعى .

لتقوم الذبائح وتجمع أهل النچع حوله مهنئين وداعين له بالخلف الصالح .

فنظر إلى السماء قائلا ..يارب
لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين .
يارب أنت كرمتني كتير چوي، وأنا طمعان أكتر في رحمتك أنك ترزچني الذرية الصالحة وتعوض عليه عوض الصالحين أنا وكل مشتاچ .

......

فهل سيستجيب الله لدعائه ؟
سنعلم في حلقتنا التاسعة والعشرون والأخيرة بإذن الله



موعد البارت الجديد الساعة ( 4 م ) يوميا ان شاء الله 

هنا تنتهى احداث رواية جنة وهدان الحلقة 25 ، يمكنكم اكمال باقى احداث رواية جنة وهدان الحلقة 26  أوقراءة المزيد من الروايات المكتملة فى قسم روايات كاملة .

نأمل أن تكونوا قد استمتعتم بـ روايه نار وهدان ، والى اللقاء فى حلقة قادمة بإذن الله ، لمزيد من الروايات يمكنكم متابعتنا على الموقع أو فيس بوك ، كما يمكنكم طلب رواياتكم المفضلة وسنقوم بوضعها كاملة على الموقع .
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-