نقدم اليوم احداث رواية جنة وهدان الحلقة 4 من روايات أم فاطمة . والتى تندرج تحت تصنيف روايات رومانسية ، تعد الرواية واحدة من اجمل الروايات رومانسية والتى نالت اعجاب القراء على الموقع ، لـ قراءة احداث رواية اصبحت اسيرته كاملة بقلم سماح نجيب من خلال اللينك السابق ، أو تنزيل رواية اصبحت اسيرته pdf كاملة من خلال موقعنا .
جنة وهدان الفصل الرابع
الحلقة الرابعة
..................
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
طريق الحرام يكون في البدء سلسا وسهلا ولكنك كلما تغمقت فيه يشتد ويصعب .
قطع الطريق أمام عربة الترحيلات التي تنقل السجناء
إلى المحكمة عربة نقل كبيرة ، وقفت أمامها لتضطر عربة الترحيلات للوقوف فجأة حتى تمايل بعضهم على بعض
من شدة الوقوف المفاجىء ، حاول يونس التماسك ثم صاح في رجاله قائلا ...لحظة الحسم چت يا رچالة استعدوا يلا .
ثم سمع دوي إطلاق النار بين أفراد الشرطة وبين المسلحين ، فقام الشابط بالاتصال سريعا بالإدارة...ألوووووو نتعرض لهجوم من قبل مسلحين ، أرجوا المساعدة ولكن لم يسعفه الحظ للأسف لإستكمال المكالمة فقد أطلق عليه احد المسلحين عيارًا ناريًّا أصابه في مقتل .
وقد أصيب أيضا أحدُ المسلحين ولكن أصيب أكتر من رجال الشرطة لأن المسلحين تفوقوا عليهم عددا وعتادا وكان النصر للمسلحين فقاموا بإطلاق النار على باب عربة الترحيلات ليفتح فتهلل وجه يونس .
عماد...أهلا بواد عمي مدكور ، عيشك يا راچل ، كفيت والله ، نخدمك في الافراح .
مدكور ...تسلم يا عماد يا خوي بس شهل يلا أنت والرچالة چبل متيچي حملة من الشرطة ، عشان الظابط ابن الإيه ده اتصل بيهم وأكيد هيلحچوهم بمدد من عنديهم .
عماد ...لا يلا بينا .
عامر...يا ستير على صوت صراخ الستات ، أچولك يا يونس خليهم إهنه مش ناچصين خوتة يا بوي ، دول فضايح متنقلة.
يونس ضاحكا ...عندك حچ ، بس برده منچدرش نستغنى عنيهم وهما برده خايفين من صوت الرصاص وميعرفوش إيه حوصل ؟ولما يشوفونا دلوك هيكتموا ويفرحوا .
عامر...آه لما نشوف .
ساعد مدكور الرجال في نزع أسوارهم الحديدية
حتى يتحركوا بحرية .
ثم انطلق يونس وعامر وفتحوا باب عربة النساء، وعندما رأت جميلة يونس صاحت ...أخوي أخوي حبيبي .
ثم أسرعت إليه واحتضنته بحب قائلة ...اتوحشتك چوي .
يونس ...وأنتِ كومان يا جميلة .
جميلة... والله طول عمرك راچل يا خوي ، عملتها كيف دي ؟
كيف رتبت كده وأنت چوا السچن .
يونس بفخر...شكلك مش خابرة زين أخوكِ ، أنا چادر أرتب الكون وأنا چاعد في مكاني بس همي يلا مش وچته حديت دلوك .
ثم صاح في باقي النساء ...ها يا حرمة منك ليها ، فيه منيكم هييچي معانا للچبل تتهنى وتاكل وتشرب وتدلع الرچالة ولا هتنتظروا الشرطة عشان تكملوا سچن،
اختاروا بسرعة چبل متكبس علينا الحكومة .
فاختار البعض منهن فعلا الذهاب معهم للجبل، بينما رفضن الأخريات طريق الجبل وفضلوا تسليم أنفسهم للعدالة ليقضوا بقية مدتهم بسلام ثم يحصلوا على حريتهم ويخرجوا للنور بدلا من العيش في ظلمات الجبل.
جميلة ...يلا يا أخوي ، ربي يخليك ليا .
وبالفعل توجه الهاربين مع يونس وبعض الرجال إلى السيارة النقل لتقودهم إلى الجبل مجددا .
وفي الجبل جمع يونس الرجال حوله صائحا فيهم بلغة شديدة اللهجة... دلوك أنا الريس بتاعكم من إهنه ورايح ، يعني الكلمة كلمتني والشورى شورتي.
تهامس عماد مع عامر ...شكل ليلتنا طين ، عامل فيها ريس ، اللي يشوفه زمان چدام وهدان وهو عامل كيف الفار المبلول ميشفهوش دلوك .
بس زي معيچولوا إن غاب القط ألعب يا فار .
فضحك عامر قائلا بسخرية ...آه والله حديتك صوح
بس أتصور أنا وحشني چوي وهدان ، كان بمية راچل .
عماد ...آه والله ، نستنى بس شوية نشوف خرابة الخردة ده هيعمل إيه فينا وهينظمها كيف وبعدين ولا مين شاف ولا مين دري نروح نشوفه إكده، يمكن كومان ينوبنا من الحب چانب .
عامر ...بس ده بچا ابن العمدة وممكن فىفي يوم من الأيام يكون العمدة ، تفتكر عيعبر حد فينا الناس مچامات بردك .
عماد ...مش خابر ، بس وهدان أصيل من يومه وخلينا نچرب من هنخسر حاچة.
شاهدهم يونس يتهامسان ويضحكان فدب الغيظ والغضب في قلبه وخصوصا عندما تطرق لأذنه اسم وهدان .
فحدث نفسه ...أنت ورايا ورايا يا وهدان ، حتى لما بچيت
أنا الكبير لكن برده چلوبهم متعلچة بيك ، لكن أنا هنسفك خالص من وچه الأرض .
ثم صاح بهما ...إيه شغل النساوين ده ، عتتهمسوا في إيه ؟
أنا عايز شغل رچالة وإلا أنتم حرين ، أنا چرصتي والچبر
ويلا كل واحد يشوفله مكان يريح فيه ساعتين إكده وبعدين هنچوم نشوف شغلنا وأوله نحصن الچبل زين من الحكومة .
عماد ...كيف يعني؟
يونس ...عنزرع قنابل في الطريق الموصل للچبل في مناطچ لازم نحفظها كويس چوي ، عشان دي فيها حياتكم لو غلطتم فيها وساعتها أنا مش مسؤول عشان نبهتكم .
عامر ...يا ستير أستر يارب ، بس ده موت يا يونس
لو محدش خد باله .
يونس...لازم تاخدوا بلكوا يإما هنعيش في خوف دايما عشان الحكومة مش هتسكت وعتعمل حملة چريب أوي عشان ترد الصاع صاعين، أنتوا ناسين أننا چتلنا منهم كتير چوي وهربنا .
عماد...ماشي ، بس على الأچل نعمل أي علامات إكده عشان مننساش المكان .
يونس...ماشي بس علامات بسيطة تخلي الحكومة متخدش بالها، ويلا زي مچولت عشان عايز أرتاح .
فذهب كل واحد منهم في اتجاه ، ونظر يونس حوله فلم يجد جميلة ، فبحث عنها فوجدها في مستراح وهدان سابقا ، تبكي على فراشه وتهمس ...ياااه يا چلب جميلة ، لو تعرف كيف اتوحشتك چوي چوي ؟
لو تعرف چد إيه كنت بحبك وأنت مفيش لحظة حسيت بيه ؟
لو تعرف عذبني حبك ده چد إيه ؟
حتى وأنا في السچن معدتش لحظة واحدة وأنا بفكر فيك
يا ضي عينيه .
بس للاسف كان چلبك مش ليا ، كان للي متسمى وردة .
آه يا ناري لو أعرف هي فيها إيه زيادة عني؟
أنا أچمل منها كتير وخابرة طبعك وعيشتنا كانت واحدة ولچمتنا واحدة .
يعني أنا أكتر واحدة فهماك وأنا أولى بيك .
بس دلوك الحال اتغير وبچيت وهدان سالم الصوامعى ، يعني يستحيل تفكر فيا خالص يا حبة چلبي .
آه يا چلب حبيت اللي محبكش
زي متكون نار چايدة في صدري ومش هتهمد واصل .
ثم أجهشت بالبكاء .
جزع يونس من بكائها ولمعت عيناه بالدموع وحدث نفسه ...آه يا خيتي أنا وأنتِ حبينا ومطلناش ، حب من طرف واحد مهيعمرش ولا ليه أي لزمة .
مخدناش منه غير العذاب وچلة الچيمة .
هما عيتهنوا مع اللي يحبوهم وأنا وأنتِ عنغني ظلموه وعنبكي على الأطلال .
بس لا واللي خلچ الخلچ لأخليهم يتعذبوا زي متعذبنا إحنا كتير چوي .
وهاخد حچي من وهدان ومن هيام تالت ومتلت .
ثم تقدم من جميلة ومسح على شعرها بحنو قائلا...لسّاكِ عتبكي يا بت أبوي على واحد ميستهلش دمعة من عينيكِ دي .
انسيه وأنا هچوزك أحسن واحد من الرچالة اللي برا.
مسحت جميلة دموعها بأصابع يدها قائلة ....لااااا
أنا مش عايزة أتچوز حد واصل وهچعد أكده لحالي .
يونس ...كيف ده ؟ عتترهبني إياك !
جميلة ...يعني أنت اللي عتچوز ؟؟
فصمت يونس وأغمض عينيه بحزن وتذكر هيام ولكنه كبرياءه كان في المقدمة فأردف...أيوه عتچوز وأعيش
حياتي ، ومحدش يستاهل زعلي واصل .
وأنتِ كومان مفروض إكده ، وأوعدك إن اللي داس عليكِ
فى يوم من الأيام ، هچيبه تحت رچلك .
يأما هچطعه لديابة الچبل تأكله .
فصرخت جميلة ... لاااااا عشان خوطري يا يونس ، إياك تأذيه ، لو أذيته كأنك هتأذي روحي .
فحرك يونس رأسه مستهزئا ثم قال ...بس بلا دلع .
ثم تركها وغادر
جميلة محدثة نفسها...ربي يحميك يا حتة من چلبي
يا وهدان .
.............
اخترقت الرصاصة صدر زين فانفجرت دماؤه وظن القاتل أنه قد لقي حتفه ولكن القدر كان له رأى آخر .
فبعد هروب القاتل و فريق الأمن الخاص به أيضا خوفا من المسؤولية .
وجد زين نفسه يصارع الموت ويتألم بشدة وتكاد تنقطع أنفاسه وأظلمت الدنيا من حوله وأخذ يردد بخفوت ...ااااااااه ااااااااااه
ويشاء الله عز وجل أن يبعث إليه في تلك اللحظة فتاة كانت تعبر الطريق متجهة إلى مقر عملها في المشفى الدولي كطبيبة .
فتاة في منتصف العشرينات ، طويلة بيضاء يكتسي وجهها بحمرة طبيعية تشبه كثيرا قمر في ملامحها .
تفاجأت تالين بسيارة زين المهشم زجاجها والدماء تتسرب من باب السيارة وسماعها لصوت أنين خفيف لإنسان يتألم .
ألقت نظرة لتجد شابا يستند بظهره على المقعد ويضع يده على صدره متألما وقد غرق جسده بالدماء المنفجرة من صدره .
ففزع قلبها وصرخت ...إيه ده وحصل أزاي ؟
ثم حاولت التماسك بعض الشيء للتصرف بحكمة وفتحت باب السيارة وأمسكت بيده فوجدت أن نبضه بطيء للغاية .
تالين ...يا ربي ده خلاص قرب ينتهي من كتر النزيف ، فأخرجت هاتفها المحمول سريعا واتصلت بالمشفى ليبعثوا لها عربة الإسعاف سريعا مجهزة لإنقاذه .
ثم حدثته ...أرجوك تماسك ، الإسعاف جاية في الطريق بسرعة .
حاول زين بكل جهده فتح عينيه بصعوبة وكانت رؤيته مشوشة بعض الشيء ، فرأى تالين فابتسم قائلا بخفوت...قمر .
ليغمضها مرة أخرى مجددا ثم فقد الوعي .
تالين ...لاااااا أرجوك خليك معايا .
ولم تمضي لحظات حتى أتت سيارة الإسعاف .
تالين ...أرجوكم بسرعة ، اتحركوا ثم قامت بمساعدتهم
في نقله إلى السيارة ثم ركبت معه وظلت ممسكة بيده طوال الطريق .
تتابع استقرار حالته بعد أن وضع على التنفس الصناعي، وتم ضماد الجرح بعض الشيء للتخفيف من حدة النزيف .
ثم أخذت تتأمل وجهه .
فزين ذو جسد عريض وملامح رجولية وبشرة خمرية .
تالين ...شكله راجل جامد ، وشخصية مهمة بس يا ترى مين عمل فيه كده وليه ؟
ويا ترى مين قمر اللي كان بيهمس بإسمها دي؟
ممكن تكون خطيبته أو مراته .
بس شكله بيحبها أوي .
ربنا قادر يخرجه من الأزمة دي على خير .
وقفت السيارة أمام المشفى فدلفوا سريعا للداخل .
تالين لأمن الحرس المشفى ...حالا تكون جايب دكتور فريد استشاري الجراحة لغرفة العمليات وأنا هسبقه لغرفة العمليات .
كما تم استدعاء سريعا طبيب التخدير واصطف الجميع حول زين وأشرفت تالين بنفسها حول سير العملية ومع كل دقيقة تمضي كان قلبها يدق بشدة خوفا من خسارة زين .
فحدثت نفسها ...مالك قلقانة أوي كده ، متهدي .
هي أول حالة تشوفيها بالمنظر ده ؟
ياما عدّى عليكي ناس ،وناس ماتت كمان قدامك .
مكنتيش متوترة أوي كده ، اثبتي يا تالين ...مش عارفه ليه هو دوناً عن غيره عايزة ربنا ينجيه .
ده لسه شاب في مقتبل العمر ، خسارة يروح فيها .
حاول طبيب الجراحة فريد بكل جهده إنقاذ زين وتم بالفعل استخراج الرصاصة ولكنه فقد كثيرا من الدم
وعلم من بطاقته الشخصية سريعا فصيلة دمه وكانت O سالب وهي نادرة نوعا ما .
فريد ...وبعدين كده نجي من الرصاصة لكن ممكن يموت من كتر كمية الدم اللي نزفها ولازم نقل دم حالا .
فصاحت تالين بثقة ...أنا يا دكتور عزام نفس الفصيلة ، اتفضل خد مني أنا ، هاتوا سرير تاني بسرعة .
مط فريد شفتيه قائلا بتوجس ...بس هو محتاج كتير وأنتِ يا تالين مش هتقدري، فليه تتعبي نفسك بالشكل ده ؟؟
تالين ..يستحيل أسيب إنسان يموت قدامي وفي إيدي نجاته وإن شاء الله ربنا هيقويني .
فريد ...ولو إني قلقان عليكِ بس مفيش فعلا قدمنا غير كده، اتفضلي استريحي على السرير.
ثم أمر الممرضة بإحضار عصائر لها لتستعيد نشاطها بعد نقل الدم .
وبالفعل تم نقل الدم وإنقاذ زين وشعرت تالين بالإعياء
حتى أنها فقدت وعيها فسارع الطبيب بتركيب محلول ليساعدها في استعادة وعيها حتى استفاقت .
فريد ببشاشة وجه ...حمد لله على السلامه يا تالين، كنت عارف إن ده هيحصل لأنك نقلتي ليه كمية دم كبيرة .
تالين بصوت ضعيف ...الحمد لله وهو عامل إيه ؟
فريد...أهو يا ستى جمبك بدأ يفوق هو كمان وصدعنا برطمة وهدان شوية وشوية قمر وشوية يشتم .
بس هو شكله صعيدي عشان كلماته باللهجة الصعيدي،
بس لازم نبلغ الشرطة عشان نخلي نفسنا من المسؤولية .
تالين...آه طبعا وأنا هقوم أتابع حالته .
عزام ...استريحي يا بنتي شوية ، ومتقلقيش دكتور فواز هيتابع الحالة .
تجهم وجه فواز قائلا ...آه استريحي أنتِ يا دكتورة تالين وأنا هتعامل، بس ياريت أعرف سر اهتمامك الكبير بالحالة لدرجة أنك تعرضي نفسك للخطر وتنقليله دم وأنتِ اصلا محتاجة دم عشان مش بتحسي !!
تالين بنزق ...أفندم يا دكتور .
فحمحم فواز ... قصدي يعني ضعيفة جدا .
هو أنتِ تعرفيه ؟
تالين ...لأ ، بس ده واجبنا كأطباء أننا نساعد في إنقاذ انسان .
فصمت فواز ...الحمد لله كنت بظن فيه بينها وبينه حاجة ، امتى بس تحسي بحبي ليكِ يا تالين ؟
ولا ممكن تكوني حاسه ومتجاهلة، لااااا أنا ممكن أموت فيها لو ده صح ، التجاهل معناه أني مش موجود في قلبك .
...................
أفزع صوت طلقات الرصاص نچية فهرولت سريعا للمطبخ تحضر الإفطار .
وكانت تلتقط سريعا بعض الطعام لتسد جوعها ، فهي لم تأكل منذ الأمس ، تلك التي كانت تقضي نهارها وليلها في تناول كل ما لذ وطاب حتى زاد وزنها لدرجة أنها تمشى بتثاقل شديد، فها هي الآن تأكل كأنها تسرق وما أن انتهت
حتى أحضرت بعض الطعام اليسير من الجبن القريش والعسل الأسود وبعض الفطائر .
نجية ...الود ودي أحط عليه زرنيخ عشان أخلص منكم نوبة واحدة إكده بس الطور وهدان أكيد هيخليني أدوچ منه .
بس لازم أتصرف بردك مش عهنيهم على لچمة ، عشان
على آخر الزمن أنا ست النچع كله أخدم خدميني .
فنظرت حولها حتى وقع عينيها على برطمان الشطة والملح .
فقامت بنثر الكثير منهم داخل الجبنة والعسل والفطير أيضا .
ثم ابتسمت بمكر ورصت الأطباق في صينية كبيرة نوعا ما ، و توجهت بها إلى كل واحد منهم في غرفته .
فطرقت غرفة وهدان ووالدته في البداية ، فأذن لها وهدان .
قامت بدور بطبيعتها الحنونة لمساعدتها ولكن نهرها وهدان بقوله ...لاااااا يمه ، أنتِ تچعدي متستتة وهي تچيب الوكل لغاية عندك .
بدور بغصة مريرة ...يا ابني چولتلك چبل سابچ ملهوش عازة الحديت ده ارحم عزيز قوم ذل .
وهدان بغلظة ...وأنتِ كان مين رحمك يومها ؟؟
ثم صاح في نچية...تعالي إهنه ، حطي چدامنا الوكل .
فوضعت نچية الطعام أمامهما في ثبات مصطنع رغم النار التي في جوفها منهما ثم همت بالإنصراف ولكن استوقفها وهدان بقوله ...استني عندك ، أنا چولت بردك أمشي؟
نچية بغيظ ونزق...عايز مني إيه تاني يا ابن بدور ؟؟
وهدان ...عايز أحرچ چلبك كيف محرچتي چلب أمي،تعالي إهنه دوچي الوكل ده الأول .
مطت نچية على شفتيها وتقدمت بتثاقل ، ثم أمسكت طرف الفطير والتهمته ثم ابتسمت بتهكم.
نظر لها وهدان بريبة ثم قال ...لا عايزك تغمسي الفطير
في الچبنة والعسل الأسود ده اللي كيف عملك الردي.
حدثت نفسها نچية ولو أني بطني عتوچعني بس ماشي ، المهم كومان هما يتألموا ويحرموا يچولوا تاني أعملهم وكل ، چتكم حش وسطكم يا بعدة ، إن شاء الله يكون ده آخر زاد ليكم .
ثم تقدمت نچية مرة أخرى وإلتهمت جزءا يسيرا من الجبن والعسل وكادت من طعمه الحار أن تشهق ولكنها تماسكت ومضغته على مهل.
ثم قالت ببرود...أيِّ أوامر تانية يا وهدان .
فصاح بها وهدان قائلا ...إيه وهدان دي ، چولي يا عمدة من دلوك ، عشان خلاص چربت أچدم طلب وهسحبها من چوز بتك ،أنا أولى بيها طبعا .
فتلون وجه نچية غضبا وبرزت عروقها ووقفت الكلمات
في جوفها ولكنها فضلت التروي حتى تشفي غليلها منهما
فتحركت للخارج .
فسمعت صوته يقول بسخرية ضاحكا....متنسيش تچدمي الوكل لستك نعيمة ، وكمان العمدة سابچا زي بعضه وإياكِ متنفذيش ، هخلص وكل وهاچي أشوف بنفسي .
أومأت نچية برأسها ثم غادرت حاملة بقية الأطباق إلى نعيمة .
ففتحت عليها الباب عنوة دون استئذان ، فأصدر الباب صوتا مفزعا چعلها تنتفض من مكانها .
نعيمة بذعر...عارفة لو چربتي مني ، سي وهدان مش هيسيبك ، فابعدي عني أحسنلك.
ضحكت نچية بتهكم قائلة ...والله لو چبتي ألف كيف وهدان محدش عيغيتك مني، هاخد روحك دي بيدي .
أنتِ خونتي العيش والملح وأنا اللي كنت فكراكِ عتساعديني وعتخافي عليا ، طلعتي كيف الكلب ، بس الكلب إيه ؟
ده الكلب أوفى منك ، طلعتي حرباية عينك من سيدك وتاچ رأسك وفكرتي هتعملي راسك براسي .
لكن حتى لو قل من نفسه واتچوزك عشان مچرد يشبع نفسه وفي الآخر كان هيبات حدايا ، أنتِ كنت مچرد تسلية ، لكن أنا الأصل يا نعيمة .
فأوعي تفكري نفسك ست بصحيح ، أنتِ ولا تسوي في صنف الحريم .
فصاحت نعيمة ...لسّاكِ فيكِ النعرة الكدابة دي ؟
متفوچي لنفسك شوية ، واعرفي دلوك مچامك ، اللي خلاه وهدان هو والأرض واحد .
ده أنتِ خلاص يا نچية رچلك والچبر ، ومعدتش ليكِ صيت ولا كلمة ، فعلى إيه ده كله ؟
فحركت نچية شفتيها قائلة بسخرية ... أنا دلوك مش هرد عليكِ بالكلام يا نعيمة .
لكن هرد عليكِ بالفعل وهخليكِ تندمي على كل كلمة چولتيها دلوك .
بس يلا دلوك اتسممي دلوك وخلصينا .
وآه چبل ماتچولي دوقى أهو چدامك هاكل أهو .
فالتهمت منها جزء يسير ، ثم تركتها مغادرة سريعا ، فلفظت ما أكلته أرضا وأسرعت لشرب الماء ليهون عليها حرارة جوفها .
أسرعت نعيمة لنهم الطعام سريعا ولكن ما أن استغاصته حتى لفظته مرة أخرى وأخذت تشهق وتسعل حتى كادت روحها
أن تخرج منها .
ولم تجد ماءا في غرفتها ، فأسرعت لتفتح الباب لتخرج ولكن منعها حرس وهدان .
ودفعوها للداخل فسقطت على الأرض تبكي جوعا وعطشا وأيضا ذلا وسبحان المنتقم الجبار .
.........
أما بدور فقد سمت الله عز وجل لتبدأ بتناول الطعام ، ليمسك وهدان يدها ، ويطلب منها أن تنتظر حتى يجربه أولا .
فردت بدور ...ليه بس يا ولدي،مهي كلت چدامك ، يعني
الوكل زين مفهوش حاچة .
وهدان ...معلش استني بس عشان چلبي مش مطمن واصل ليها .
ثم التقط قطعة مغمسة بالعسل ، فشهق هو الآخر ولفظها
وشرب الماء سريعا لاهثا ، فاضطرب قلب بدور وقامت فزعة تربت على ظهره قائلة بخوف ...إيه يا ولدي زورت ولا إيه ؟
سمي الله إكده يا ولدي .
وهدان ...أهو االلي كنت خايف منه ، الهانم مغرچة الوكل شطة وملح ، بس وديني مهسبها .
............
في غرفة العناية المركزة فتح زين عينيه بصعوبة ، ليخيل إليه وجه قمر أمامه فابتسم قائلا ...أنتِ چيتى يا قمر ، طلعتي ميتى من المستشفى ؟وفين وهدان ؟
شعرت تالين بنغصة في قلبها محدثة نفسها ...برده بيقولي
يا قمر!!
ماله الراجل ده ؟ هي الرصاصة جت في صدره ولا في عقله،
ثم أردفت ...يا أستاذ أنا مش قمر ، فوق شوية ، أنا دكتورة تالين اللي نقلتك المستشفى .
زين ...دكتورة كيف ده ؟
ثم ولج وكيل النيابة إليهما ليحقق في الحادثة .
وكيل النيابة... حمد لله على السلامة ؟
أعرفك بنفسي...أنا حازم وكيل النيابة .
وياريت لو حالتك تسمح تجاوبني على بعض الأسئلة،
وأهمها طبعا أنت بتتهم مين اللي عمل فيك كده ؟
زين .......؟؟؟؟؟
تفتكروا هيقول إيه ؟؟؟
ويا ترى فعلا تالين هتحبه بجد وهو هيحبها ؟؟
ولا هيصر على ارتباطه بقمر ؟
وهدان هيعمل إيه في نچية ؟
ونچية تفتكروا هتنتقم إزاي من نعيمة ؟؟؟
إستنونا لحتى تعرفوا الإجابة
"الحمد لله الّذي لا يُرجى إلّا فضله، ولا رازق غيره، الله أكبر ليس كمثله شيء في الأرض، ولا في السماء، وهو السّميع البصير، اللهمّ إنّي أسألك في صلاتي ودعائي بركةً تطهّر بها قلبي، وتكشف بها كربي، وتغفر بها ذنبي، وتصلح بها أمري، وتُغني بها فقري، وتذهب بها شرّي، وتكشف بها همّي وغمّي، وتشفي بها سقمي، وتقضي بها ديني، وتجلو بها حزني، وتجمع بها شملي، وتبيّض بها وجهي يا أرحم الرّاحمين."
..................
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
طريق الحرام يكون في البدء سلسا وسهلا ولكنك كلما تغمقت فيه يشتد ويصعب .
قطع الطريق أمام عربة الترحيلات التي تنقل السجناء
إلى المحكمة عربة نقل كبيرة ، وقفت أمامها لتضطر عربة الترحيلات للوقوف فجأة حتى تمايل بعضهم على بعض
من شدة الوقوف المفاجىء ، حاول يونس التماسك ثم صاح في رجاله قائلا ...لحظة الحسم چت يا رچالة استعدوا يلا .
ثم سمع دوي إطلاق النار بين أفراد الشرطة وبين المسلحين ، فقام الشابط بالاتصال سريعا بالإدارة...ألوووووو نتعرض لهجوم من قبل مسلحين ، أرجوا المساعدة ولكن لم يسعفه الحظ للأسف لإستكمال المكالمة فقد أطلق عليه احد المسلحين عيارًا ناريًّا أصابه في مقتل .
وقد أصيب أيضا أحدُ المسلحين ولكن أصيب أكتر من رجال الشرطة لأن المسلحين تفوقوا عليهم عددا وعتادا وكان النصر للمسلحين فقاموا بإطلاق النار على باب عربة الترحيلات ليفتح فتهلل وجه يونس .
عماد...أهلا بواد عمي مدكور ، عيشك يا راچل ، كفيت والله ، نخدمك في الافراح .
مدكور ...تسلم يا عماد يا خوي بس شهل يلا أنت والرچالة چبل متيچي حملة من الشرطة ، عشان الظابط ابن الإيه ده اتصل بيهم وأكيد هيلحچوهم بمدد من عنديهم .
عماد ...لا يلا بينا .
عامر...يا ستير على صوت صراخ الستات ، أچولك يا يونس خليهم إهنه مش ناچصين خوتة يا بوي ، دول فضايح متنقلة.
يونس ضاحكا ...عندك حچ ، بس برده منچدرش نستغنى عنيهم وهما برده خايفين من صوت الرصاص وميعرفوش إيه حوصل ؟ولما يشوفونا دلوك هيكتموا ويفرحوا .
عامر...آه لما نشوف .
ساعد مدكور الرجال في نزع أسوارهم الحديدية
حتى يتحركوا بحرية .
ثم انطلق يونس وعامر وفتحوا باب عربة النساء، وعندما رأت جميلة يونس صاحت ...أخوي أخوي حبيبي .
ثم أسرعت إليه واحتضنته بحب قائلة ...اتوحشتك چوي .
يونس ...وأنتِ كومان يا جميلة .
جميلة... والله طول عمرك راچل يا خوي ، عملتها كيف دي ؟
كيف رتبت كده وأنت چوا السچن .
يونس بفخر...شكلك مش خابرة زين أخوكِ ، أنا چادر أرتب الكون وأنا چاعد في مكاني بس همي يلا مش وچته حديت دلوك .
ثم صاح في باقي النساء ...ها يا حرمة منك ليها ، فيه منيكم هييچي معانا للچبل تتهنى وتاكل وتشرب وتدلع الرچالة ولا هتنتظروا الشرطة عشان تكملوا سچن،
اختاروا بسرعة چبل متكبس علينا الحكومة .
فاختار البعض منهن فعلا الذهاب معهم للجبل، بينما رفضن الأخريات طريق الجبل وفضلوا تسليم أنفسهم للعدالة ليقضوا بقية مدتهم بسلام ثم يحصلوا على حريتهم ويخرجوا للنور بدلا من العيش في ظلمات الجبل.
جميلة ...يلا يا أخوي ، ربي يخليك ليا .
وبالفعل توجه الهاربين مع يونس وبعض الرجال إلى السيارة النقل لتقودهم إلى الجبل مجددا .
وفي الجبل جمع يونس الرجال حوله صائحا فيهم بلغة شديدة اللهجة... دلوك أنا الريس بتاعكم من إهنه ورايح ، يعني الكلمة كلمتني والشورى شورتي.
تهامس عماد مع عامر ...شكل ليلتنا طين ، عامل فيها ريس ، اللي يشوفه زمان چدام وهدان وهو عامل كيف الفار المبلول ميشفهوش دلوك .
بس زي معيچولوا إن غاب القط ألعب يا فار .
فضحك عامر قائلا بسخرية ...آه والله حديتك صوح
بس أتصور أنا وحشني چوي وهدان ، كان بمية راچل .
عماد ...آه والله ، نستنى بس شوية نشوف خرابة الخردة ده هيعمل إيه فينا وهينظمها كيف وبعدين ولا مين شاف ولا مين دري نروح نشوفه إكده، يمكن كومان ينوبنا من الحب چانب .
عامر ...بس ده بچا ابن العمدة وممكن فىفي يوم من الأيام يكون العمدة ، تفتكر عيعبر حد فينا الناس مچامات بردك .
عماد ...مش خابر ، بس وهدان أصيل من يومه وخلينا نچرب من هنخسر حاچة.
شاهدهم يونس يتهامسان ويضحكان فدب الغيظ والغضب في قلبه وخصوصا عندما تطرق لأذنه اسم وهدان .
فحدث نفسه ...أنت ورايا ورايا يا وهدان ، حتى لما بچيت
أنا الكبير لكن برده چلوبهم متعلچة بيك ، لكن أنا هنسفك خالص من وچه الأرض .
ثم صاح بهما ...إيه شغل النساوين ده ، عتتهمسوا في إيه ؟
أنا عايز شغل رچالة وإلا أنتم حرين ، أنا چرصتي والچبر
ويلا كل واحد يشوفله مكان يريح فيه ساعتين إكده وبعدين هنچوم نشوف شغلنا وأوله نحصن الچبل زين من الحكومة .
عماد ...كيف يعني؟
يونس ...عنزرع قنابل في الطريق الموصل للچبل في مناطچ لازم نحفظها كويس چوي ، عشان دي فيها حياتكم لو غلطتم فيها وساعتها أنا مش مسؤول عشان نبهتكم .
عامر ...يا ستير أستر يارب ، بس ده موت يا يونس
لو محدش خد باله .
يونس...لازم تاخدوا بلكوا يإما هنعيش في خوف دايما عشان الحكومة مش هتسكت وعتعمل حملة چريب أوي عشان ترد الصاع صاعين، أنتوا ناسين أننا چتلنا منهم كتير چوي وهربنا .
عماد...ماشي ، بس على الأچل نعمل أي علامات إكده عشان مننساش المكان .
يونس...ماشي بس علامات بسيطة تخلي الحكومة متخدش بالها، ويلا زي مچولت عشان عايز أرتاح .
فذهب كل واحد منهم في اتجاه ، ونظر يونس حوله فلم يجد جميلة ، فبحث عنها فوجدها في مستراح وهدان سابقا ، تبكي على فراشه وتهمس ...ياااه يا چلب جميلة ، لو تعرف كيف اتوحشتك چوي چوي ؟
لو تعرف چد إيه كنت بحبك وأنت مفيش لحظة حسيت بيه ؟
لو تعرف عذبني حبك ده چد إيه ؟
حتى وأنا في السچن معدتش لحظة واحدة وأنا بفكر فيك
يا ضي عينيه .
بس للاسف كان چلبك مش ليا ، كان للي متسمى وردة .
آه يا ناري لو أعرف هي فيها إيه زيادة عني؟
أنا أچمل منها كتير وخابرة طبعك وعيشتنا كانت واحدة ولچمتنا واحدة .
يعني أنا أكتر واحدة فهماك وأنا أولى بيك .
بس دلوك الحال اتغير وبچيت وهدان سالم الصوامعى ، يعني يستحيل تفكر فيا خالص يا حبة چلبي .
آه يا چلب حبيت اللي محبكش
زي متكون نار چايدة في صدري ومش هتهمد واصل .
ثم أجهشت بالبكاء .
جزع يونس من بكائها ولمعت عيناه بالدموع وحدث نفسه ...آه يا خيتي أنا وأنتِ حبينا ومطلناش ، حب من طرف واحد مهيعمرش ولا ليه أي لزمة .
مخدناش منه غير العذاب وچلة الچيمة .
هما عيتهنوا مع اللي يحبوهم وأنا وأنتِ عنغني ظلموه وعنبكي على الأطلال .
بس لا واللي خلچ الخلچ لأخليهم يتعذبوا زي متعذبنا إحنا كتير چوي .
وهاخد حچي من وهدان ومن هيام تالت ومتلت .
ثم تقدم من جميلة ومسح على شعرها بحنو قائلا...لسّاكِ عتبكي يا بت أبوي على واحد ميستهلش دمعة من عينيكِ دي .
انسيه وأنا هچوزك أحسن واحد من الرچالة اللي برا.
مسحت جميلة دموعها بأصابع يدها قائلة ....لااااا
أنا مش عايزة أتچوز حد واصل وهچعد أكده لحالي .
يونس ...كيف ده ؟ عتترهبني إياك !
جميلة ...يعني أنت اللي عتچوز ؟؟
فصمت يونس وأغمض عينيه بحزن وتذكر هيام ولكنه كبرياءه كان في المقدمة فأردف...أيوه عتچوز وأعيش
حياتي ، ومحدش يستاهل زعلي واصل .
وأنتِ كومان مفروض إكده ، وأوعدك إن اللي داس عليكِ
فى يوم من الأيام ، هچيبه تحت رچلك .
يأما هچطعه لديابة الچبل تأكله .
فصرخت جميلة ... لاااااا عشان خوطري يا يونس ، إياك تأذيه ، لو أذيته كأنك هتأذي روحي .
فحرك يونس رأسه مستهزئا ثم قال ...بس بلا دلع .
ثم تركها وغادر
جميلة محدثة نفسها...ربي يحميك يا حتة من چلبي
يا وهدان .
.............
اخترقت الرصاصة صدر زين فانفجرت دماؤه وظن القاتل أنه قد لقي حتفه ولكن القدر كان له رأى آخر .
فبعد هروب القاتل و فريق الأمن الخاص به أيضا خوفا من المسؤولية .
وجد زين نفسه يصارع الموت ويتألم بشدة وتكاد تنقطع أنفاسه وأظلمت الدنيا من حوله وأخذ يردد بخفوت ...ااااااااه ااااااااااه
ويشاء الله عز وجل أن يبعث إليه في تلك اللحظة فتاة كانت تعبر الطريق متجهة إلى مقر عملها في المشفى الدولي كطبيبة .
فتاة في منتصف العشرينات ، طويلة بيضاء يكتسي وجهها بحمرة طبيعية تشبه كثيرا قمر في ملامحها .
تفاجأت تالين بسيارة زين المهشم زجاجها والدماء تتسرب من باب السيارة وسماعها لصوت أنين خفيف لإنسان يتألم .
ألقت نظرة لتجد شابا يستند بظهره على المقعد ويضع يده على صدره متألما وقد غرق جسده بالدماء المنفجرة من صدره .
ففزع قلبها وصرخت ...إيه ده وحصل أزاي ؟
ثم حاولت التماسك بعض الشيء للتصرف بحكمة وفتحت باب السيارة وأمسكت بيده فوجدت أن نبضه بطيء للغاية .
تالين ...يا ربي ده خلاص قرب ينتهي من كتر النزيف ، فأخرجت هاتفها المحمول سريعا واتصلت بالمشفى ليبعثوا لها عربة الإسعاف سريعا مجهزة لإنقاذه .
ثم حدثته ...أرجوك تماسك ، الإسعاف جاية في الطريق بسرعة .
حاول زين بكل جهده فتح عينيه بصعوبة وكانت رؤيته مشوشة بعض الشيء ، فرأى تالين فابتسم قائلا بخفوت...قمر .
ليغمضها مرة أخرى مجددا ثم فقد الوعي .
تالين ...لاااااا أرجوك خليك معايا .
ولم تمضي لحظات حتى أتت سيارة الإسعاف .
تالين ...أرجوكم بسرعة ، اتحركوا ثم قامت بمساعدتهم
في نقله إلى السيارة ثم ركبت معه وظلت ممسكة بيده طوال الطريق .
تتابع استقرار حالته بعد أن وضع على التنفس الصناعي، وتم ضماد الجرح بعض الشيء للتخفيف من حدة النزيف .
ثم أخذت تتأمل وجهه .
فزين ذو جسد عريض وملامح رجولية وبشرة خمرية .
تالين ...شكله راجل جامد ، وشخصية مهمة بس يا ترى مين عمل فيه كده وليه ؟
ويا ترى مين قمر اللي كان بيهمس بإسمها دي؟
ممكن تكون خطيبته أو مراته .
بس شكله بيحبها أوي .
ربنا قادر يخرجه من الأزمة دي على خير .
وقفت السيارة أمام المشفى فدلفوا سريعا للداخل .
تالين لأمن الحرس المشفى ...حالا تكون جايب دكتور فريد استشاري الجراحة لغرفة العمليات وأنا هسبقه لغرفة العمليات .
كما تم استدعاء سريعا طبيب التخدير واصطف الجميع حول زين وأشرفت تالين بنفسها حول سير العملية ومع كل دقيقة تمضي كان قلبها يدق بشدة خوفا من خسارة زين .
فحدثت نفسها ...مالك قلقانة أوي كده ، متهدي .
هي أول حالة تشوفيها بالمنظر ده ؟
ياما عدّى عليكي ناس ،وناس ماتت كمان قدامك .
مكنتيش متوترة أوي كده ، اثبتي يا تالين ...مش عارفه ليه هو دوناً عن غيره عايزة ربنا ينجيه .
ده لسه شاب في مقتبل العمر ، خسارة يروح فيها .
حاول طبيب الجراحة فريد بكل جهده إنقاذ زين وتم بالفعل استخراج الرصاصة ولكنه فقد كثيرا من الدم
وعلم من بطاقته الشخصية سريعا فصيلة دمه وكانت O سالب وهي نادرة نوعا ما .
فريد ...وبعدين كده نجي من الرصاصة لكن ممكن يموت من كتر كمية الدم اللي نزفها ولازم نقل دم حالا .
فصاحت تالين بثقة ...أنا يا دكتور عزام نفس الفصيلة ، اتفضل خد مني أنا ، هاتوا سرير تاني بسرعة .
مط فريد شفتيه قائلا بتوجس ...بس هو محتاج كتير وأنتِ يا تالين مش هتقدري، فليه تتعبي نفسك بالشكل ده ؟؟
تالين ..يستحيل أسيب إنسان يموت قدامي وفي إيدي نجاته وإن شاء الله ربنا هيقويني .
فريد ...ولو إني قلقان عليكِ بس مفيش فعلا قدمنا غير كده، اتفضلي استريحي على السرير.
ثم أمر الممرضة بإحضار عصائر لها لتستعيد نشاطها بعد نقل الدم .
وبالفعل تم نقل الدم وإنقاذ زين وشعرت تالين بالإعياء
حتى أنها فقدت وعيها فسارع الطبيب بتركيب محلول ليساعدها في استعادة وعيها حتى استفاقت .
فريد ببشاشة وجه ...حمد لله على السلامه يا تالين، كنت عارف إن ده هيحصل لأنك نقلتي ليه كمية دم كبيرة .
تالين بصوت ضعيف ...الحمد لله وهو عامل إيه ؟
فريد...أهو يا ستى جمبك بدأ يفوق هو كمان وصدعنا برطمة وهدان شوية وشوية قمر وشوية يشتم .
بس هو شكله صعيدي عشان كلماته باللهجة الصعيدي،
بس لازم نبلغ الشرطة عشان نخلي نفسنا من المسؤولية .
تالين...آه طبعا وأنا هقوم أتابع حالته .
عزام ...استريحي يا بنتي شوية ، ومتقلقيش دكتور فواز هيتابع الحالة .
تجهم وجه فواز قائلا ...آه استريحي أنتِ يا دكتورة تالين وأنا هتعامل، بس ياريت أعرف سر اهتمامك الكبير بالحالة لدرجة أنك تعرضي نفسك للخطر وتنقليله دم وأنتِ اصلا محتاجة دم عشان مش بتحسي !!
تالين بنزق ...أفندم يا دكتور .
فحمحم فواز ... قصدي يعني ضعيفة جدا .
هو أنتِ تعرفيه ؟
تالين ...لأ ، بس ده واجبنا كأطباء أننا نساعد في إنقاذ انسان .
فصمت فواز ...الحمد لله كنت بظن فيه بينها وبينه حاجة ، امتى بس تحسي بحبي ليكِ يا تالين ؟
ولا ممكن تكوني حاسه ومتجاهلة، لااااا أنا ممكن أموت فيها لو ده صح ، التجاهل معناه أني مش موجود في قلبك .
...................
أفزع صوت طلقات الرصاص نچية فهرولت سريعا للمطبخ تحضر الإفطار .
وكانت تلتقط سريعا بعض الطعام لتسد جوعها ، فهي لم تأكل منذ الأمس ، تلك التي كانت تقضي نهارها وليلها في تناول كل ما لذ وطاب حتى زاد وزنها لدرجة أنها تمشى بتثاقل شديد، فها هي الآن تأكل كأنها تسرق وما أن انتهت
حتى أحضرت بعض الطعام اليسير من الجبن القريش والعسل الأسود وبعض الفطائر .
نجية ...الود ودي أحط عليه زرنيخ عشان أخلص منكم نوبة واحدة إكده بس الطور وهدان أكيد هيخليني أدوچ منه .
بس لازم أتصرف بردك مش عهنيهم على لچمة ، عشان
على آخر الزمن أنا ست النچع كله أخدم خدميني .
فنظرت حولها حتى وقع عينيها على برطمان الشطة والملح .
فقامت بنثر الكثير منهم داخل الجبنة والعسل والفطير أيضا .
ثم ابتسمت بمكر ورصت الأطباق في صينية كبيرة نوعا ما ، و توجهت بها إلى كل واحد منهم في غرفته .
فطرقت غرفة وهدان ووالدته في البداية ، فأذن لها وهدان .
قامت بدور بطبيعتها الحنونة لمساعدتها ولكن نهرها وهدان بقوله ...لاااااا يمه ، أنتِ تچعدي متستتة وهي تچيب الوكل لغاية عندك .
بدور بغصة مريرة ...يا ابني چولتلك چبل سابچ ملهوش عازة الحديت ده ارحم عزيز قوم ذل .
وهدان بغلظة ...وأنتِ كان مين رحمك يومها ؟؟
ثم صاح في نچية...تعالي إهنه ، حطي چدامنا الوكل .
فوضعت نچية الطعام أمامهما في ثبات مصطنع رغم النار التي في جوفها منهما ثم همت بالإنصراف ولكن استوقفها وهدان بقوله ...استني عندك ، أنا چولت بردك أمشي؟
نچية بغيظ ونزق...عايز مني إيه تاني يا ابن بدور ؟؟
وهدان ...عايز أحرچ چلبك كيف محرچتي چلب أمي،تعالي إهنه دوچي الوكل ده الأول .
مطت نچية على شفتيها وتقدمت بتثاقل ، ثم أمسكت طرف الفطير والتهمته ثم ابتسمت بتهكم.
نظر لها وهدان بريبة ثم قال ...لا عايزك تغمسي الفطير
في الچبنة والعسل الأسود ده اللي كيف عملك الردي.
حدثت نفسها نچية ولو أني بطني عتوچعني بس ماشي ، المهم كومان هما يتألموا ويحرموا يچولوا تاني أعملهم وكل ، چتكم حش وسطكم يا بعدة ، إن شاء الله يكون ده آخر زاد ليكم .
ثم تقدمت نچية مرة أخرى وإلتهمت جزءا يسيرا من الجبن والعسل وكادت من طعمه الحار أن تشهق ولكنها تماسكت ومضغته على مهل.
ثم قالت ببرود...أيِّ أوامر تانية يا وهدان .
فصاح بها وهدان قائلا ...إيه وهدان دي ، چولي يا عمدة من دلوك ، عشان خلاص چربت أچدم طلب وهسحبها من چوز بتك ،أنا أولى بيها طبعا .
فتلون وجه نچية غضبا وبرزت عروقها ووقفت الكلمات
في جوفها ولكنها فضلت التروي حتى تشفي غليلها منهما
فتحركت للخارج .
فسمعت صوته يقول بسخرية ضاحكا....متنسيش تچدمي الوكل لستك نعيمة ، وكمان العمدة سابچا زي بعضه وإياكِ متنفذيش ، هخلص وكل وهاچي أشوف بنفسي .
أومأت نچية برأسها ثم غادرت حاملة بقية الأطباق إلى نعيمة .
ففتحت عليها الباب عنوة دون استئذان ، فأصدر الباب صوتا مفزعا چعلها تنتفض من مكانها .
نعيمة بذعر...عارفة لو چربتي مني ، سي وهدان مش هيسيبك ، فابعدي عني أحسنلك.
ضحكت نچية بتهكم قائلة ...والله لو چبتي ألف كيف وهدان محدش عيغيتك مني، هاخد روحك دي بيدي .
أنتِ خونتي العيش والملح وأنا اللي كنت فكراكِ عتساعديني وعتخافي عليا ، طلعتي كيف الكلب ، بس الكلب إيه ؟
ده الكلب أوفى منك ، طلعتي حرباية عينك من سيدك وتاچ رأسك وفكرتي هتعملي راسك براسي .
لكن حتى لو قل من نفسه واتچوزك عشان مچرد يشبع نفسه وفي الآخر كان هيبات حدايا ، أنتِ كنت مچرد تسلية ، لكن أنا الأصل يا نعيمة .
فأوعي تفكري نفسك ست بصحيح ، أنتِ ولا تسوي في صنف الحريم .
فصاحت نعيمة ...لسّاكِ فيكِ النعرة الكدابة دي ؟
متفوچي لنفسك شوية ، واعرفي دلوك مچامك ، اللي خلاه وهدان هو والأرض واحد .
ده أنتِ خلاص يا نچية رچلك والچبر ، ومعدتش ليكِ صيت ولا كلمة ، فعلى إيه ده كله ؟
فحركت نچية شفتيها قائلة بسخرية ... أنا دلوك مش هرد عليكِ بالكلام يا نعيمة .
لكن هرد عليكِ بالفعل وهخليكِ تندمي على كل كلمة چولتيها دلوك .
بس يلا دلوك اتسممي دلوك وخلصينا .
وآه چبل ماتچولي دوقى أهو چدامك هاكل أهو .
فالتهمت منها جزء يسير ، ثم تركتها مغادرة سريعا ، فلفظت ما أكلته أرضا وأسرعت لشرب الماء ليهون عليها حرارة جوفها .
أسرعت نعيمة لنهم الطعام سريعا ولكن ما أن استغاصته حتى لفظته مرة أخرى وأخذت تشهق وتسعل حتى كادت روحها
أن تخرج منها .
ولم تجد ماءا في غرفتها ، فأسرعت لتفتح الباب لتخرج ولكن منعها حرس وهدان .
ودفعوها للداخل فسقطت على الأرض تبكي جوعا وعطشا وأيضا ذلا وسبحان المنتقم الجبار .
.........
أما بدور فقد سمت الله عز وجل لتبدأ بتناول الطعام ، ليمسك وهدان يدها ، ويطلب منها أن تنتظر حتى يجربه أولا .
فردت بدور ...ليه بس يا ولدي،مهي كلت چدامك ، يعني
الوكل زين مفهوش حاچة .
وهدان ...معلش استني بس عشان چلبي مش مطمن واصل ليها .
ثم التقط قطعة مغمسة بالعسل ، فشهق هو الآخر ولفظها
وشرب الماء سريعا لاهثا ، فاضطرب قلب بدور وقامت فزعة تربت على ظهره قائلة بخوف ...إيه يا ولدي زورت ولا إيه ؟
سمي الله إكده يا ولدي .
وهدان ...أهو االلي كنت خايف منه ، الهانم مغرچة الوكل شطة وملح ، بس وديني مهسبها .
............
في غرفة العناية المركزة فتح زين عينيه بصعوبة ، ليخيل إليه وجه قمر أمامه فابتسم قائلا ...أنتِ چيتى يا قمر ، طلعتي ميتى من المستشفى ؟وفين وهدان ؟
شعرت تالين بنغصة في قلبها محدثة نفسها ...برده بيقولي
يا قمر!!
ماله الراجل ده ؟ هي الرصاصة جت في صدره ولا في عقله،
ثم أردفت ...يا أستاذ أنا مش قمر ، فوق شوية ، أنا دكتورة تالين اللي نقلتك المستشفى .
زين ...دكتورة كيف ده ؟
ثم ولج وكيل النيابة إليهما ليحقق في الحادثة .
وكيل النيابة... حمد لله على السلامة ؟
أعرفك بنفسي...أنا حازم وكيل النيابة .
وياريت لو حالتك تسمح تجاوبني على بعض الأسئلة،
وأهمها طبعا أنت بتتهم مين اللي عمل فيك كده ؟
زين .......؟؟؟؟؟
تفتكروا هيقول إيه ؟؟؟
ويا ترى فعلا تالين هتحبه بجد وهو هيحبها ؟؟
ولا هيصر على ارتباطه بقمر ؟
وهدان هيعمل إيه في نچية ؟
ونچية تفتكروا هتنتقم إزاي من نعيمة ؟؟؟
إستنونا لحتى تعرفوا الإجابة
"الحمد لله الّذي لا يُرجى إلّا فضله، ولا رازق غيره، الله أكبر ليس كمثله شيء في الأرض، ولا في السماء، وهو السّميع البصير، اللهمّ إنّي أسألك في صلاتي ودعائي بركةً تطهّر بها قلبي، وتكشف بها كربي، وتغفر بها ذنبي، وتصلح بها أمري، وتُغني بها فقري، وتذهب بها شرّي، وتكشف بها همّي وغمّي، وتشفي بها سقمي، وتقضي بها ديني، وتجلو بها حزني، وتجمع بها شملي، وتبيّض بها وجهي يا أرحم الرّاحمين."
الاكثر قراءة هذا الشهر :
موعد البارت الجديد الساعة ( 4 م ) يوميا ان شاء الله
هنا تنتهى احداث رواية جنة وهدان الحلقة الرابعة ، يمكنكم اكمال باقى احداث رواية جنة وهدان الحلقة الخامسة أوقراءة المزيد من الروايات المكتملة فى قسم روايات كاملة .
نأمل أن تكونوا قد استمتعتم بـ روايه نار وهدان ، والى اللقاء فى حلقة قادمة بإذن الله ، لمزيد من الروايات يمكنكم متابعتنا على الموقع أو فيس بوك ، كما يمكنكم طلب رواياتكم المفضلة وسنقوم بوضعها كاملة على الموقع .