رواية جنة وهدان الحلقة السادسة 6 - روايات أم فاطمة ( شيماء سعيد )

  نقدم اليوم احداث رواية جنة وهدان الحلقة 6 من روايات أم فاطمة . والتى تندرج تحت تصنيف روايات رومانسية ، تعد الرواية  واحدة من اجمل الروايات رومانسية  والتى نالت اعجاب القراء على الموقع ، لـ قراءة احداث رواية اصبحت اسيرته كاملة بقلم سماح نجيب من خلال اللينك السابق ، أو تنزيل رواية اصبحت اسيرته pdf كاملة  من خلال موقعنا .


رواية جنة وهدان الحلقة 6 - روايات أم فاطمة ( شيماء سعيد )



جنة وهدان الفصل السادس


الحلقة السادسة

..................

🌺 بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله 🌺

سامح حتى تكون الإنسان الذي لا يترقب زلات الآخرين، سامح حتى لا تكون يدك ملطخة بالأحقاد والأضغان والكره وغيره من الأمور التي تلوث الطبائع الحسنة النقية.

ملىء قلب وهدان الفرحة من جديد عندما وافقت قرة عينه وردة على الذهاب معه لبيت العمدة سالم الصوامعى وكان الجميع بانتظاره لإتمام عقد الزواج .

كانت بدور مع هيام في غرفتها تساعدها على إرتداء فستان جديد أحضره لها حمدي عندما كان مسافرا ، فقد كان يتلهف لليومِ الذي سترتديه فيه له ،وها قد حان اكتمال القمر الذي يضيء سماءه .

تعالت دقات قلب بدور من فرط سعادتها بإبنتها هيام .

بدور...ربي حرسك وصينك ، بسم الله وماشاء الله ،زيّ الچمر يا بتي .

ابتسمت هيام مردفة...بچد يمه حلوة ، وهعچبه بالفستان !؟

بدور ...ده عتعچيبه وتعچيبه كومان .
ربنا يسعدك يا بت بطني .

هيام ...متصوريش يمه أنا فرحانة چد إيه ، أنك معايا
في يوم زيِّ ده، ده أنا كنت شايلة همه ، أنه يچي وأنا معنديش أم تساندني وتفرح معايا .

لمعت عيني بدور بالدموع ثم ضمتها لصدرها بحنو مردفة ...ربي يچدرني وأعوضك عن كل سنين الحرمان اللي عشتيها من غيري يا بتي.

وأثناء ذلك طرق الباب سالم واستأذن للدخول فأحكمت بدور حجابها ثم أذنت له .

ولج سالم على حرج ولكن دخلت السعاده قلبه عندما رأى ابنته والفرحة تملىء وجهها بفستانها الوردي وحجابها الأبيض الذي زادها جمالا .

سالم ...بسم الله ماشاء الله ، چمر يا هيام .

ابتسمت هيام وحن قلبها لوالدها عندما رأت صدق فرحته بها في عينيه فرددت...ربي يكرمك يا بوي .

فاتسعت عيني سالم فرحا قائلا ...أخيرا سمعتها منك يا بتّي ، عچبال مسمعها من أخوكِ كومان .

ثم اقترب منها وبتلعثم ردد...ممكن يا بتّي آخدك
في حضني ، متصوريش أنا محتاچ ده چد إيه ؟

فلمعت عيني بدور وهيام بالدموع ،ونظرت هيام
إلى والدتها ، فأومأت لها بالموافقة لطيب قلبها .

فارتمت هيام في صدر والدها الذي ضمها بقوة وأجهش بالبكاء وقال بنحيب ...ياريت تسامحيني يا بتي ، أنا فعلا كنت غلطان بس والله ندمت چوي ، وأنا محتاچلكم چمبي چبل ما أموت .

ابتعدت هيام عنه مرددة...بعد الشر عليك يا بوي ، ربنا يبارك في عمرك والمسامح كريم .

ثم التفت سالم إلى بدور وعينيه تفترش الأرض خجلا من ماضيه معها .

لتتفاجأ به يجلس على ركبتيه أمامها ويمسك بإحدى يديها يقبلها قائلا بنحيب...وأنتِ كومان يا بدور ، ياريت تسامحيني .

وكان وهدان في هذه اللحظة قد فتح الباب ومعه دفتر الزواج لتمضي عليه هيام .

فرأى ما يفعله ويتفوه به والده سالم فتجمدت أطرافه وسكن في مكانه ولم ينبس بكلمة وانتظر رد فعل والدته .

سالم بندم ...أنا خابر زين اللي أنا عملته فيكِ يا بدور وخابر أني ظلمتك وچيت عليكِ بزيادة چوي چوي ، وأنتِ مكنتيش تستهلي إكده مني واصل.

بس كان غصب عني ، كنت عايز أحافظ على بيت العمودية ده ونچية منها لله كانت أچوى مني .

وياريت كان كله راح بس مخسرش نفسي چدامكم ، ثم
أجهش بالبكاء سامحيني عشان لما أچابل وچه الكريم يسامحني ، أرجوكِ.

وأنا مستعد أكتب عليكِ دلوك چدام كل الخلق تحت وأحاول أعوضك في اليومين اللي فضلولي عن أي حاچة زمان زعلتك ، لو وفچتي يبچا طاچة الچدر اتفتحتلي من چديد وربنا راضي عني .

شعرت بدور بغصة مريرة وهي تسترجع شريط الذكريات
وما تعرضت له من قسوة وقهر وظلم على يديه ويد زوجته نچية ونعيمة ولكن لاح لها فى الأفق قوله تعالى:( وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ )

فأرادت العفو والعوض من الله عز وجل ، فكتمت غيظها مردفة ...بص يا سالم ، أنتَ عملت فيا كتير چوي ، بس عشان ربنا سبحانه وتعالى ، أنا مسمحاك من چلبي .
لكن چواز يستحيل ، أنا هعيش عمري كله على ذكرى الراچل اللي آواني في بيته وأكرمني وحبني من چلبه واچوزني وخلفت منه وكنت معاه أسعد إنسانة في الدنيا وهنتظر ربنا سبحانه وتعالى يچمعني بيه في الچنة زي مچمعنا في الدنيا ، الله يرحمك يا حبيبي يا عبد الجواد أنت والست سامية الله يكرمها .

دمعت عيني وهدان وهيام لتلك المرأة الوفية لذكرى زوجها ولقلبها الطيب المسامح .

سالم ...أنتِ كده بتخليني أندم على اللي عملته أكتر وإكده مش هسامح نفسي واصل ، كان نفسي فعلا يكون ليَّا زوچة وفيّة زيك لكن حرمتني ذنوبي .

أسأل الله العفو والعافية والنجاة من النار .

وقد شهد الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام لرجل من الصحابة بدخول الجنة حين قال ...يدخل عليكم الآن رجل من أهل الجنة فأصر عبد الله بن عمر بن العاص أن يبيت معه ليرى عمله الذي شهد له الرسول صل الله عليه وسلم بالجنة فوجده رجل عادي جدا، لا يطيل في القيام ولا يزيد
في العبادات ولكنه لاحظه عندما يبيت يقول ...اللهم أشهدك أني سامحت كل عبادك ، فالمسامحة كانت سبب في دخوله الجنة .

سالم بعد أن غلبه الأمر ...طيب أنا مش عايز أنكد عليكم
في يوم فرحتكم دي وهسيبكم تكملوا حالكم وعندما التفت وجد وهدان فطأطأ رأسه خجلا .

فحن له وهدان لما رأى من صدق ندمه ، فحدثه بقوله ...إيه يا بوي ، عتعدي من غير متسلم عليا .

ثم مد له ذراعيه ، فلمعت عيني سالم من الفرحه وارتمى على صدره يضمه قائلا ...أنا كده خلاص ارتحت يا ولدي
بعد ما كان چلبي چايد نار .

ربنا يحفظكم ليا وأشوف فيكم أنتم اللي مچدرتش أعمله زمان .

وهدان .....خلاص كفاية بُكى خلينا نفرح،ويلا يا عروسة أمضي على ورچة چوازك .

فوقعت هيام بسعادة وأطلقت بدور الزغاريد ليخرج وهدان بالدفتر فيقابله أحد الأمن يستوقفه قائلا... يا وهدان بيه...الست نچية قربت تجبلنا شلل من الزعيق والتنطيط وتشتم فينا وعايزة تخرج وأنا حيشها بالعافية .

وهدان ...طيب أنا هتصرف ، مصرة بنت الشيطان دي تبوظ الليلة.

نادى وهدان على الغفير ... يا غفير الغبرة أنت تعال .

الغفير ...أيوه يا وهدان بيه ؟

وهدان ...چبت اللي چولتلك عليه ؟

الغفير ... أيوه أهو في الكيس عمال يتحرك وعايز يتنفس .

وهدان ...وها زي مچولتلك مش سام أنا مش عايزها تموت ، عايزها تخاف بس وتتصرع .

الغفير بضحك ...دي مش هتتصرع بس ، دي ممكن تموت
من الخوف مش من السم .

وهدان ...ياريت وده المطلوب .

يلا خده دخله عليها من عقب الباب خليه يشغلها عچبال منخلص الليلة على خير .

ونبه على إسماعيل يضرب نار كتير ويشغل الأغاني عشان محدش يسمع صوتها وهي عتصرخ .

الغفير...أمرك يا وهدان بيه .

ثم تسلل إلى غرفة نچية التي كانت تصيح ...والله لأطربچها على دماغكم يا بُعدة .

فتح الغفير الچراب الذي به الثعبان فانطلق من تحت عقِب الباب لداخل غرفة نجية .

وبينما هي تصيح ...والله بچا خلاص البيت بيتك أنت وأمك وأختك يا ابن بدور ، من ساعة مچيت وأنت شچلبت الحال وچلبت البيت .

ثم كررت كلمة چلبت البيت لتتذكر قول العرافة معالي
فصرخت ...آه يا معالي الزفت ،كنتِ وش الشوم، بس أعمل إيه بس ،كيف أرچّع الحال زي مكان ؟

وفچاة رأت خيال الأفعى على الحائط فتخشبت مكانها
ثم دققت النظر فرأتها تمشي أمامها ، فخارت قواها
ومن الصدمة حاولت النطق ولكنها لم تستطع فأخذت تصيح بصوت غير مفهوم ومنخفض ...ععععععععععععع .

ارتجفت نجية وجحظت عينيها خوفا ، ثم زحفت الأفعى
في اتجاهها فقفزت من مكانها وخرج صوتها أخيرا .....إلحچوني يا خلچ هو .

إلحچوني ولكن لم يسمع أحد لصراخها بفعل صوت المزمار والأغاني الفلكورية والزغاريد وإطلاق النار في عقد قران هيام وحمدي .

أخذت نچية تتراجع خوفا حتى التصقت بالحائط ، والأفعى وراءها .

حاولت تجنبها وأمسكت بعصا لتبعدها ولكنها لم تستطع .
وفي النهاية هاجمتها بعضة ، فأغشي على نچية من الخوف ولكنها ليست سامة .

.....

تم عقد القران بين فرحة أهل النچع جميعا وقد حضرت زهرة عقد القران وظهرت البشاشة على وجهها واستأذنت للولوج إلى هيام .

فأذنت لها هيام وابتسمت لمجيئها قائلة ...أهلا بزهرة الدنيا كلاتها ، وحمد الله على السلامة.

لمعت عيني زهرة فرحا ...الله يسلمك يا خيتي ، أنا بس چيت أبارك وأهني وأعرفك أنِّ ليكِ أخت ، متصوريش أنا من زمان من ساعة مماتوا إخواتي وأنا حاسة إني وحيدة چوي ، ولما عرفت أنكم اخواتي فرحت چوي چوي .

هيام ...يا حبيبتي،وأنا كمان ، تعالي لحضن أختك.

ثم ولجت وردة فقالت بمداعبة ...خيانة يا بت يا هيام ، هتحضني وتحبي غيري.

فضحكت هيام مردفة...أنتِ أخيرا چيتي تُطلي
على صاحبتك ، ده أنا زعلانة منك كتير چوي ، ولا من لاقى أحبابه يا ستي ومبروك عليكِ وهدان .

وردة...لا أبدا منستكيش أبداً ، يا بت ده أنتِ الحتة الچوانية ثم ضمتها بحب .

لتسأذن زهرة بعدها للخروج والإطمئنان على والدتها فقابلها وهدان متسائلا ...على فين يا زهرة ؟؟

زهرة...هروح أطمن على أمي ولو معندكش مانع يا خوي .

فغمز وهدان للغفير ففهم أن يدخل إليها أولا ليعيد الأفعى
إلى جرابها .فولج إليها ووجدها مغشيا عليها ، فأسرع أولا للإمساك بالأفعى ثم سكب عليها الماء فاستفاقت تصرخ ...غيتوني يا ناس .

زهرة...ده صوت أمي عتصرخ ، لما أشوف مالها .

وهدان ...روحي ، بس حاولي تعچليها شوية يا بت أبوي ، عشان أنا صابر عليها عشان خوطرك بس .

زهرة بحرج...معلش يا خوي ، ربنا يهديها ، أنا خابرة أنها غلطت في حچكم كتير ، بس أنت خابر هي في الآخر أمي
اللي عحبها مهما عملت ، فياريت يكون چلبك كبير وتسامحها وتخليني أحاول معاها يمكن تبطل أسلوبها ده وترضى بالأمر بالواقع .

فضحك وهدان بسخرية ...ترضى ، والله أنتِ چلبك طيب چوي ، ده أنا خايف عليكِ منيها ، تحبي أدخل معاكِ.

زهرة ...لا يا خوي ، دي أمي وعمرها مهتأذيني ، وإذ كان
على اللي حوصل فأنا خابرة أنها مكنتش تچصدني .

وهدان ...آه خابر وياريت چت فيا أني وأنتِ مكنتيش تعبتي إكده .

زهرة بحب ...تسلم يا ولد أبوي ، ربنا يسلمك من كل شر .

ثم تركته وذهبت لوالدتها التي وجدتها تهلوس خوفا مرددة ...حوشوا عني التعبان ، حوشوه عني.

دمعت عيني زهرة مردفة ...لا حول ولا قوة إلا بالله .
مالك بس يمه ؟ مفيش تعبان ولا حاچة ، وإيه اللي غرچك مية إكده ؟ تعالي بس چومي أغيرك هدومك .

هتفت نچية بحدة ...فكراني اتچننت ولا إيه يا زهرة .
لاااا أنا لسه نچية ست النچع كلاته .

ولو عتحبي أمك صوح ، عايزاك تاخدي بتارها وتچتلي وهدان بن بدور ، اچتليه يا بتي ، چبل ميكوش على كل حاچة ، حتى العمودية هياخدها من چوزك .

غضبت زهرة وتغيرت ملامحها قائلة بغصة مريرة...إيه اللي عتچوليه ده يمه ...عايزاني أچتل أخوي .
وليه وعشان إيه ؟عشان المال ولا حتى العمودية ، ده كله فاني يمه ، ومفيش حاچة بتدوم لحد وآخرنا هندارى
في التراب ومش هناخد حاچة معانا غير العمل اللي هنتچازى عليه .
واللي هيبچا لينا سيرتنا الحلوة ، وده أخوي يعني لحمي ودمي وسندي بعد ربنا .

ياريت يمه تفوچي لنفسك چبل ما يفوت الأوان ، عشان ربنا يسامحك على اللي عملتيه زمان ، عشان حتى خوطري .

تحركت شفتي نچية ببسمة متهكمة ثم حدقتها بنظرة نارية....أنتِ كومان يا بت بطني بعتيني زيهم ،ده بدل متزعلي على أمك واللي حصولها من ساعة مچه ابن بدور .
بس أنا مش هسكت واصل وخليكِ أنتِ مستشيخة إكده ، شوفي هينفعك بإيه ؟ لما يخليكِ تشحتي اللچمة وهو يچعد إهنه هو وأمه وأخته يتهنوا .

وأنا هعرف كيف آخد بتاري منه ومن أبوكِ عشان هو السبب في حرچة چلبي لما أچوز أمه زمان .

زهرة بغصة مريرة ...مفيش فايدة فيكِ يمه ، حرام إكده
اللي هتعمليه .

نچية بصوت محتد...حرمت عليكِ عشتك يا بت.
چومي يلا فزي من چدامي ، ومن النهاردة طول ما أنتِ مش في طوعي وهواكِ معاهم ولا أنتِ بتي ولا أعرفك .

كتمت زهرة تأويهة موچوعة بيديها لشدة كلام نچية
ثم زفرت بحنق...إكده برده !!

على العموم أنا هسيبك يمه لحالك زي ما أنتِ عايزة ، وربنا چادر يرد عچلك في راسك ، لكن أنا مينفعش واصل أطوعك لأن لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق .
ثم خرجت زهرة تچر أذيال الخيبة .

...............

ولج عزام والد حسام لغرفة ابنه.

حسام ...أهلا يا بابا ، إيه النور ده حضرتك جاي بنفسك لغاية عندي .

ابتسم عزام بحب مردفا ... عرفك بكاش ، أنا بس جيت أطمن عليك وأسألك عن آخر أخبار قمر عشان وهدان أخوها اتصل يطمن وزعلان أوي أن مفيش نتيجة لغاية دلوقتي .

زفر حسام بضيق وبغصة مريرة قال...أعمل إيه ؟
محضرتك عارف الحمل مخليني مش عارف أديها أدوية تساعدها أكتر على الشفا ؟

عزام ...عارف بس فيه أدوية بعد شهور الحمل الأولى متعدي بتاخدها عادي،وكمان جلسات كهربا مش هتأثر على الجنين ،ده كمان بجانب الرياضة والدعم النفسي .

انفعل حسام بدون شعور .....لا كهربا لأ لأ ، مش هقدر أشوفها كده .

نظر له عزام ببعض الريبة قائلا بإستفهام ...إيه يا دكتور ، من إمتى بنقول على مريض منقدرش ، هو فيه حاجة
في الموضوع أنا مش عرفها ؟؟

خصوصا أنا شايف أنك مهتم جدا بالحالة دي زيادة وبتقعد معاها مدة طويلة عن اللازم .

تغير وجه حسام خجلا وخشي من افتضاح حبه الذي يظهر في عينيه جليا فتلعثم قائلا ...لاااا يعني مفيش ، كل الموضوع أنّها بس صعبانة عليا عشان ظروف حملها وكده .

ضيق عزام النظر إليه ثم قال ...كده مينفعش يا دكتور ، ده مش أسلوب علاج ، وبكده أنا مضطر أنقل الحالة لدكتور تاني عشان مفيش حاجة اسمها صعبانة عليا .
فيه حاجة لازم وضروري لأن كل ما حالتها هتتأخر ده هيأثر على سمعة المستشفى .

جلس حسام على مقعده وأرخى ظهره ودمعت عيناه حزنا ثم أردف ...أنا آسف يا بابا بس مكنتش عايزها تتألم ، بس لو سمحت عشان خاطري خليني أكمل معاها ، هي خلاص أخدت على وجودي معاها ولما بتشوفني دلوقتي بتهدى وبتبتسم ، فممكن لما تتابع مع دكتور تاني ترجع للهيجان تاني .

انحنى دكتور عزام بجذعه على حسام ووضع يده على كتفه وبنظرة حنو اتبع ...حسام قول الحقيقة أنت مشاعرك للبنت دي واضح انها مش مشاعر دكتور لمريضة عادية ، ده شكله حب فعلا.

طأطأ حسام رأسه حرجا ثم قال بخجل ...أيوه يا بابا حبتها معرفش إزاي وإمتى ؟

وعارف أنه غلط وأنها مريضة ومش في وعيها
وحتى لو اتعلقت بيه وهي لسه مريضة ، احتمال كبير
لما تعود لوعيها تنسى مشاعرها دي وده أكيد هيكون صادم بالنسبالي ، بس أعمل إيه مش بإيدي .

لقيت نفسي فجأة منجذب ليها بكل مشاعري، بضحك لما بتضحك ،بحزن لما بشوفها بتبكي، بموت لما بشوفها بتتألم وأنا مش قادر أساعدها .

غير أن لو عدّى يوم وانشغلت عنها ومشوفتهاش ، بحس زي مايكون حاجة نقصاني ومش مرتاح ، قمر بتكمل يومي وبيكون ليه معنى .

تنهد عزام بأسى ... للدرجة دي يا دكتور حسام ،بس مفكرتش أن البنت مطلقة وحامل كمان وكمان متعرفش مستوى تعليمها ولا ظروفها وكل اللي نعرفه عنهم بس أنهم مرتاحين ماديا وده مش كافي.

فأنا شايف يا ابني أنكم مختلفين تماما وده هيأثر على شكل علاقتكم فيما بعد .

بنصحك كصديق قبل أب ، أنك تسيب الحالة لدكتور
تاني وتحاول تنساها ، كده أفضل في البداية ، قبل ما الموضوع يتطور معاك أكتر.

حرك حسام رأسه نافيا ...لا يستحيل ، أنا مش بحبها بس ، أنا بعشقها .

صمت عزام وآثر التريث في الموضوع ثم ردد...مش عارف أقول إيه ؟بعد إذنك هروح أرتاح .

ثم تركه غاضبا وحدث نفسه ...أنا لازم اتصرف وبسرعة
في الموضوع ده ، مش هسيب ابني أبداً يضيع نفسه بالشكل ده ، وكمان سمعتنا لما الناس تعرف أن ابننا أجوز من مريضة نفسيا كان بيعالجها .ده لا يمكن أبدا !!
فماذا سيفعل ؟؟

ليتنهد حسام بحرارة ...قمر روح الروح ويستحيل أستغنى عنها .

..............

ولج وهدان لهيام في غرفتها ولمعت عيناه فرحا بها قائلا...إيه الحلاوة والچمال والدلال ده يا چلب أخوكِ.

ابتسمت هيام بخجل...تعيش يا خوي .

وهدان ...ها أدخّل الراچل اللي اسمه حمدي ده ، عشان عمال يزن بچاله ساعة تحت عشان يطلع يشوفك بعد ما كتب الكتاب وكأنك هتوزعي لحمة العيد .

فضحكت هيام ...اللي تشوفه يا خوي .

فقام وهدان بالنداء على حمدي الذي استجاب سريعا بقوله ...أنا چيت ،نورت البيت .

فضحك الجميع ، أسرع إلى هيام هاتفا بصوت عالٍ ...مراتي حبيبتي ،أتوحشتك چوي چوي ، إيه الحلاوة دي كلاتها ،معچول الچمر ده ليا وحدي.

ثم همّ أن يعانقها ولكنها تراجعت خجلا .

فتلون وجهه غيظا مردفا ...أنا خابر حظي زين ، فچري طول عمري .

فضحك وهدان قائلا ...ماتسبيه يا فوزية يعيش اللحظة .

فوضعت هيام يدها على وجهها مردفة بخجل ...أباي ، لا ده چليل الرباية ،وعيب إكده چدامك .

فغمز حمدي وهدان ...طيب متهملنا لحالنا يا وهدان ، يمكن أبو الهول ينطچ .

وهدان بنزق ..إيه اللي هتچوله ده ؟ كيف أهملكم يعني ، هي سايبة ولا ايه ؟

آه أنت كتبت الكتاب بس لساها في طوعنا ، لما تبچا تدخل بيتك أبچا أتحدث .

وضع حمدي يده على رأسه ونادى على والدته ...تعالي يمه شوفي ابنك الحيلة بيلعبوا بيه الكورة وهدان وأخته .
وأنا اللي كنت بچول هكتب من إهنه والدنيا هتلعلع من إهنه ، لا وكتاب الله المچيد أني شكلي أضحك عليه يمه .

فضحك الجميع على حمدي في سعادة وقامت بدور بإطلاق الزغاريد مرة أخرى.

...................

عبد المتجلى يحدث أبناءه ...والله عال يا شاكر أنت ورؤوف ،چولتم خلصتم على زين وارتحنا وأتاريه لساته عايش ، وصوره مالية الچرايد في المستشفى .

ومش بعيد يكون چال علينا حاچة وهنروح في الرچلين .

شاكر ...لا ميقدرش ، ده روحه في إيدينا ويخاف عشان سمعته .

رؤوف ...طيب هنسيبه كده ، يعيش ويطلع يضايق فينا ويشوف نفسه أكتر وممكن كمان يفكر ينتقم مننا لأنه عارف ومتأكد أننا اللي عملنا كده .

شاكر بصوت كفحيح الأفعى ...لا طبعا ، وأنا جاهز بالخطة التانية ، ومش هسيبه غير لما روحه تطلع المرة دي .

عبد المتجلى ...كيف ده ؟

شاكر...المستشفى اللي هو فيها أنا عرفها كويس وفيها حبايب كتير ، نفسهم يخدومنا .

وهي سهلة إبرة فاضية يعني هوا بس ، تنغرس في دراعه ، يروح فيها على طول .

فضحك رؤوف ...الله عليك ، ده أنت داهية .

شاكر ...تلميذك يا ابني.

عبد المتجلى ...وميتى ده هيحصل ؟

شاكر ....الليلة ، ويمكن كمان دلوقتى يكون دخل عليه الممرض سعفان ، بالمطلوب وأديني أهو مستني البشرى معاكم .

وفي هذا الوقت تسلل سعفان ببطء شديد لغرفة العناية
في ظل انشغال التمريض عن غرفة زين .
وأثناء ذلك كانت تالين في غرفتها وقت استراحة المستشفى تحدث نفسها ...أنا خلاص مش هروح له تاني هو أصلا دمه ثقيل بتاع قمر ده ومش ظريف خالص ، وكفاية الإحراج
اللي اتعرضتله من دكتور زفت فواز السمج ده ، إزاي أفهمه أني مش بطيقه خالص ، ومستحملة استظرافه بالعافية ؟؟

ثم شردت في ابتسامة زين قائلة ...بالرغم من أنو واد تقيل كده في نفسه أوي ، وشكله باله مشغول ، بس مش عارفه إيه شغلني بيه أوي كده ؟؟وعايزة أشوفه ؟
...لا مش هروح ، مش ناچصة أسمع كلمتين في چنابي من دكتور فواز .
..طيب وانا مالي بيه ؟والله لو قال حاجة لأكون رافعه عليه المشرط الطبي وأشرحه ...لا جامدة يا بت .

طيب قومي يلا شوفيه ، بس افرضي قلك قمر تاني .
...هقوله حد يبص للقمر ويسيب الشمس بحالها .
...أموت فيكِ وأنتِ رومانسية كده .
...طيب هقوم بقا أغلس عليه حبتين .
...وأدي قومة .

وبخطوات خفيفة وهي تلتفت يمينا ويسارا ، حتى تتأكد
أن دكتور فواز لا يراها ولجت لـ زين فوجدت ؟؟؟؟

فماذا يا ترى ستفعل ؟
وماذا سيفعل دكتور عزام والد حسام ؟؟
يونس هل سيترك وهدان وهيام أم رغبة الإنتقام ستشتعل بقلبه أكثر وأكثر ؟؟
وبكدة خلصت حلقتنا النهاردة وإن شاء الله ننتلاقى بحلقة جديدة وأسيبكم مع الدعاء ده
"اللهمَّ إنك حسبي ووكيلي وقوتي وضعفي، اللهمَّ إنك أنت جابر كسري، وأنت من يطيّب جرحي، لا تجعل حاجتي بيد أحدٍ من خلقِك، واكفني بك عمّن سِواك
اللهُمّ لا تحرمني خَيرك بقلةِ شُكري، ولا تخِذلني بقلةِ صَبري، ولا تُحاسِبني بقلةِ اسَتغفاري، فأنت الكريمُ الذي وسِعَت رحَمتُكَ كُل شيء."


موعد البارت الجديد الساعة ( 4 م ) يوميا ان شاء الله 

هنا تنتهى احداث رواية جنة وهدان الحلقة السادسة ، يمكنكم اكمال باقى احداث رواية جنة وهدان الحلقة السابعة  أوقراءة المزيد من الروايات المكتملة فى قسم روايات كاملة .

نأمل أن تكونوا قد استمتعتم بـ روايه نار وهدان ، والى اللقاء فى حلقة قادمة بإذن الله ، لمزيد من الروايات يمكنكم متابعتنا على الموقع أو فيس بوك ، كما يمكنكم طلب رواياتكم المفضلة وسنقوم بوضعها كاملة على الموقع .
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-