نقدم اليوم احداث رواية احببت ملتحي الجزء الثانى الحلقة 3 من روايات أم فاطمة . والتى تندرج تحت تصنيف روايات رومانسية ، تعد الرواية واحدة من اجمل الروايات رومانسية والتى نالت اعجاب القراء على الموقع ، لـ قراءة احداث رواية احببت ملتحي كاملة بقلم ام فاطمة من خلال اللينك السابق ، أو تنزيل رواية احببت ملتحي pdf كاملة من خلال موقعنا .
احببت ملتحي 2 الفصل الثالث
الحلقة التاسعة والعشرون
.................................
أدهم بفزع...خديجة ، خديجة ،ردى عليه ,فى إيه ؟
مالك ؟
فلم يسمع أدهم غير صوت صرخاتها؟
لاحظ سامر الهاتف فى الأرض وصوت أدهم ينبعث منه فالتقطه ليبث سمومه ساخرا.
سامر.....أهلا بالباشا الكبير، متقلقش إحنا هنظبطلك المدام والولاد .
أنفجر أدهم به قائلا....أنتم مين يا سافلة ، يا ويلكم لو مسيتوا شعرة منها أو من ولادى مش هرحمكم .
سامر...مش لما تلاقينا الأول .
أدهم ...هجبكم ولو تحت سابع أرض .
فضحك سامر وألقى بالهاتف على الأرض ثم دعسه بقدميه حتى تناثرت أشيائه.
أدهم ...خديجة خديجة ، يا ولاد*****
هب أدهم واقفا بنظرات تائهة غير مستوعب أو مصدق ما سمعه متسائلا...معقول الإنسانة الوحيدة اللى ليه وأولادى اللى تمنتهم من ربنا يروحوا منى فى لحظة فصرخ ....لاااااااااااا لاااااااااااااااااا
ثم قبض على يديه بقوة وضرب الحائط بها حتى تألم قائلا .....هجبكم وساعتها محدش هيرحمكم من تحت إيدى ولو خسرت فيها وظفتى .
بس ألاقيهم وألاقى خديجة والولاد بخير ، أما لو حصلهم حاجة أنا مش هعيش ولو لحظة وحدة من غيرهم .
ثم ارتدى ملابسه على وجه السرعة واستدعى رجاله من أفراد الشرطة ثم توجه إلى منزل خالد .
ثم شرد فى معاذ وما حدث لزوجته وأطفاله وربط ما حدث لزوجته فهتف ...دول قصدنا بقه .
ثم تسائل ...إيه الرابط بينى وبين معاذ وخالد ؟
ثم أجاب ....اااااااااااااااه الجماعة معقول ، تانى .
ليييييه ، إنتقام أكيد .
أنا هنسفكم من وجه الأرض يا كلاب وهوريكم مين هو أدهم .
خلال هذا الوقت كان أستطاع سامر ومن معه فى تخدير خديجة وأطفالها ثم ذهب لغرفة جويرية .
فوجدها تتلو آيات الله وكأنها بذكر الله لا تنتبه ولا تشعر بما يحدث حولها .
فوجئت به خديجة أمامها فشهقت وبحثت بيدها عن حجابها حتى تستر نفسها .
فالستر عندها أهم من روحها نفسها ( ما أجمل الستر والعفاف ) .
حولت جويرية مد يدها لجذب حجابها ولكن باغتها سامر وأمسك بيدها.
سامر بنظرات إعجاب لجمال جويرية الذى أذهب بعقله من أول نظرة .....ملهاش لزمة الطرحة ، أنتِ كده أحلى وأطعم يا قمر .
أنتفضت جويرية وانهمرت دموعها وحاولت جذب يدها منه قائلة...إبعد عنى يا قذر ، أنت إزاى تسمح لنفسك بدخول حرمة البيوت كده والتهجم علينا .
أنت أكيد متعرفش ربنا .
ضحك سامر بسخرية قائلا....منه هخدك عشان تعرفينى وتعلمينى بس الأول تدلعينى .
صفعته جويرية بيدها الأخرى على وجهه صارخة....أنت مجنون ، أتقى الله ، أنا لا أحل لك ، أنا زوجة وأم ، أسئلك بالله أن تتركنى لوجه الله حتى لا يحل عليك سخط من الله .
تلون وجه سامر من الغضب وبرزت عروقه وبصوت جهورى...وفرى الخطبة بتاعتك دى لبعدين وهدفعك تمن القلم ده غالى اوى ، بس مش وقته دلوقتى .
حاولت جويرية الإستغاثة ولكنه باغتها بالمخدر فسقطت بين يديه مغشى عليها .
سامر ...ياااه اللى يشوفك وأنتِ بريئة كده وأنتِ نايمة، ميشوفكيش وأنت قطة شقية بتخربش من شوية .
حملها سامر وأمر رجاله بحمل خديجة والأطفال ثم اسرعوا إلى السيارة هاربين إلى موقعهم .
سامر فى إتصال مع غسان ......كله تمام سيدى الأمير ،والغنيمة معى فى السيارة .
غسان بسرور.....أحسنت يا سامر ، ولك ما تريد جزءا لإخلاصك ونجاحك .
سامر....اريد جويرية لى وحدى .
غسان بضحك....ساحرتك تلك الشقية من أول نظرة هكذا .
سامر....نعم وصدقت شقية جدا ، وسوف تتعبنى كثيرا حتى تلين .
صمت غسان وشرد فى أشجان فهى كتلك ثم قال...لا تخشى ، نحن اقوى وسنجعلهم كما نريد ، لا مجال أمامهم سوى الإنصياع أو القتل .
سامر ... إن شاءالله الإنصياع ، ونحن قد أقتربنا إليك ، فلتفتح البوابة .
غسان ....يا مرحبا .
غسان ...افتحوا البوابة وأستقبلوا الظافر سامر .
.............................
وصل أدهم بقلب مرتجف لمنزل خالد وصعد الدرج سريعا ليجد شقة خالد مفتوحة ، فولج للداخل سريعا وأتبعته القوة .
ولكنه لم يجد لهم أثرا ووجد هاتف خديجة محطم فى الأرض .
فكز على أسنانه بغضب وتلألأت الدموع فى عينيه قائلا...مش هرحمكم بس أعرف أنتم فين ، يا ويلكم منى.
ثم همس فى داخله...خديجة فرحة قلبى ، متخافيش يا ضى عينيه ، هجيلك .
ثم نزل أدهم لشقة أبو خالد الذين لم يشعروا بإى شىء وتفاجئوا بما قاله أدهم ، فصرخت أم خالد.......بنتى ومرات ابنى ، والعيال .
لا إله إلا الله ، ياارب ارحمنا برحمتك واسترها بسترك يا كريم .
أما أبو خالد فقد أمسك بقلبه وأستند للحائط وكاد أن يغشى عليه فأمسك به أدهم بوهن على ما أصابهم وأجلسه على المقعد .
وانحنى بجسده إليه وأمسك يده ونظر فى عينيه قائلا .....متخفش يا عمى ، ووعد منى هجبهم ومش هرحم اللى عمل كده أبدا .
أبو خالد بهمس....ياارب يا ابنى ، استرها يارب .
ثم اعتدل أدهم قائلا..ودلوقتى هسيبك ومش هرجع إلا ومعايا خديجة وجويرية والعيال.
ثم رن هاتف أم خالد والمتصل ( خالد ) .
فبكت أم خالد بمرارة حتى تقطع قلبها مردفة....هقوله إيه دلوقتى .
فأقترب منها أدهم وعناقها وبكى هامسا.....والله يا أمى هرجعهم ، أنا واثق فى ربنا سبحانه وتعالى ، وهو مش هيخيب ظنى ، دعواتك بس .
أم خالد .....ونعم بالله ، يارب فرجك .
ثم التقط الهاتف وحدث خالد.
خالد....الباشا بيرد عليه بنفسه ، يادى الهنا .
أدهم بصوت حزين ...إزيك يا خالد ؟
خالد بقلق...هو فى إيه ؟ صوتك ماله ؟
أمى وأبى كويسين ؟
أدهم ....بخير الحمد لله .
أنت فين ؟
خالد ....خلاص قربت أوصل فى الطريق .
أدهم ....طيب تعال على مكتبى ، متروحش البيت .
خالد بصوت جهورى....متقولى فيه إيه ؟
كتم أدهم أنفاسه لثوانى ثم تنهد بألم قائلا....إظاهر إن الجماعة إياها أفتكرتنا تانى بس الدور المرة دى كان مع الستات للأسف .
خالد بغصة مريرة....يعنى ايه ؟
أدهم بتعلثم...يعنى جويرية ، خديجة ، أشجان مع الأولاد أتخطفوا .
خالد بصراخ ....يااااااااااا الله .
جورى ، ولادى .
أدهم بصوت مكلموم...مستنيك فى المكتب ، سلام .
ثم اغلق الخط وارتدى نظارته السوداء حتى لا يرى أحد دموعه .
وأخذ كاميرات المراقبة أيضا .
ليتضح فى مكتبه بعد تفريغها إنهم نفسى الرجال اللى خطفوا أشجان ونفس السيارة .
أدهم ...يا ولاد *** ومش قادرين على الرجالة المرة دى ، أخدتوا الحريم .
إيما خلتكم شبه الحريم مبقاش أنا أدهم .
يا عرة الناس والدين برىء منكم ومن أمثالكم ..
ثم أتصل على معاذ.
معاذ بلهفة.....ها خير ، أتوصلت لحاجة يا سيادة المقدم .
أدهم ....للأسف يا معاذ ، الجماعة اللى كنت معاهم زمان ظهروا بشكل جديد ، وهما اللى خطفوا أشجان وكمان خطفوا مرات خالد ومراتى .
عشان ينتقموا منا فيهم .
معاذ....لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم .
ثم بكى وانتحب....ياريتنى ما عرفت الطريق ده ولا مشيت فيه .
ثم نظر للسماء قائلا....يارب لو لسه متقبلتش توبتى ، وبتعاقبنى ، فعاقبنى أنا ومتخلهاش فى أشجان والأطفال ملهمش ذنب .
يارب أنا ندمت وتبت ليك ، وأنت أعلم بيه منى .
أدهم....إثبت يا معاذ وربنا عالم أكيد ، وإن شاءالله هنرجعهم وهتعدى .
بس تعال المكتب وخالد كمان جى ، عشان أنت اكيد لسه فاكر إزاى بيفكروا وبيتجمعوا وبيعرفوا مين ؟
ومين بيساعدهم ؟ واحتمال وجودهم فى أماكن معينة ، كده ، أنت اكيد أدرى بالحجات دى .
معاذ.....ايوه ، بس أنا بقالى سنين وديما بيحصل تغيير فى الأفكار والخطط وحتى القادة بتتغيير وكمان الحلفاء بيتغيروا حسب التمويل .
أدهم بنفاذ صبر....خلاص تعال ونشوف ، هنعمل ايه فى المصيبة دى .
ثم اغلق الخط بعصبية .
فدمعت عين معاذ وتمتم....كفاية ذنبى ، كمان هتحمل ذنب الناس الطيبة دول معايا .
يارب رحمتك .
...........
ولج سامر ورجاله إلى غسان ويدفعون بإيديهم أمامهم جويرية وخديجة أما الأطفال فقد أودعوهم مكان تربية الأطفال مع شاب فى مقتبل العمر يدعى همام يعلمهم المعتقدات الخاطئة ويفسر لهم القران على هواه .
وشابة صغيرة تقوم على خدمة الطعام والشراب لهم تدعى رتيل .
لم تتحمل جويرية الدفع فسقطت على وجهها ، فأسرعت لها خديجة لتساعدها على الوقوف .
غسان بسخرية....لا حلوة اوى روح الإيخاء والمساعدة دى .
نظرت له خديجة بإشمئزاز ثم أشاحت وجهها عنه .
غضب غسان واقترب منها ولمس وجهها ليعيده له .
فضربت خديجة يده صارخة.....اوعى أيدك القذرة دى تلمسنى تانى أنت فاهم .
ضحك غسان ضحكته الشيطانية مرددا..لا مش فاهم ومش عايز أفهم ، عشان منزعلش من بعضنا كده من أولها ، خلينا حلوين مع بعض ، عشان القعدة هتطول .
خديجة...ده بعينك ، وهتشوف بنفسك جوزى المقدم أدهم قدامك فى أى لحظة ، وساعتها هتندم ندم عمرك كله على اللى عملته .
فالأحسن إنك تسبنا ناخد ولادنا ونروح قبل متقول ياريت .
غسان بتصنع الخوف...لا لا أنا بخاف ،ثم ضحك بسخرية قائلا ....هو أدهم مش هو اللى هيجى ، إحنا اللى هنجيبه ويشرف معانا هنا ، ونشغله ونديله أضعاف ما بياخد مع الكفرة بتوعه .
جويرية بإستنكار...لا حول ولا قوة إلا بالله .
ده مين اللى يخليكم تكفروا أى حد كده بدون بينة .
قال الله عز وجل: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ فَتَبَيَّنُوا وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِناً تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا إِنَّ اللهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً
والحديث ...قال صل الله عليه وسلم: “إذا كفر الرجل أخاه فقد باء بها أحدهما.
غسان وقد أحتقن وجهه....أسكتى، أنتِ مش فاهمة ولا عارفة حاجة ، وإحنا هنعلمك الدين من أول وجديد .
خديجة بسخرية...انتم اللى اتعلمونا ، مهو واضح ،تعاملكم كويس معانا وأخلاقكم بتعبر عنها .
الرسول صل الله عليه وسلم ما ضرب امرأة قط .
وعندما سئلت السيدة عائشة عن أخلاقه ....كان قران يمشى على الأرض .
أنتم فين من ده كله ؟ أنا مش شايفة غير مناظر ، شكل بس لحية من غير أساس ، بتضروا أكثر مبتنفعوا .
الرسول صل الله عليه وسلم قال الدين معاملة
غسان بتهكم...خلصتى الدرس بتاعك ، نبتدى الدرس بتاعنا .
طبعا عارفين حاجة اسمها الجهاد وكان الرسول محلل جهاد المتعة فى الغزوات .
فأنتم وظيفتكم جهاد المتعة وليكم الأجر والثواب عشان هتأهلوا المقاتلين نفسيا ويخرجوا لعملياتهم بنفس راضية .
جويرية بغضب كامح....أنت قذر ، وبتألف فى الدين ، أتقى الله ، وان كان الرسول صل الله عليه وسلم سمح بده فى غزوة كانت طويلة جدا يعنى حرب ، وكمان حرم هذا الزواج فى خطبة الوداع ، يعنى دلوقتى محرم .
فأنتوا بتحللوا الحرام ليه دلوقتى .
وإحنا زوجات فاتقوا الله ، ربنا هيحاسبكم .
غسان ....متشوف يا سامر الحلوة بتاعتك ، أنا مش ناقص محاضرات ، أنا ورايا شغل كتير .
فأقترب سامر من جويرية متوددا وأمسك بيديها هامسا...سيبك من كل ده وتعالى معايا ، أكيد جعانة صح ؟
فى الجناح بتاعى هتلاقى كل اللى بتتمنيه .
ضيقت جويرية عينيها بغضب وحررت يدها من قبضته قائلة بنفور...أبعد عنى ، والله ما هتمس شعرة منى ولا هاجى معاك إلا على جثتى .
ثار سامر كالثور الهائج وصرخ فى وجهها ...مش سامر اللى تكلم معها وحدة زيك كده .
ثم جذبها من شعرها ولم يأبه لصراخها ودفعها ورائه إلى حجرته .
دب الذعر فى قلب خديجة وانتفضت وحاولت أن تخلصها من هذا المجرم وأسرعت ورائها وهى تنادى ....سيبها يا قذر ، ولكن وجدت من تصدى لها من الرجال .
غسان ...هاتوها القطة الشقية دى اوضتى ، فحملوها رغم مقاومتها إلى غرفة غسان .
ولج عليها غسان فى غرفته ...وعندما اقترب منها ، فوجدها انقضت على ذراعه وعضته كالكلب الشرس .
فتأوه غسان ألما قائلا بغضب......يا بنت العضاضة.
لا ده أنا هخدك تحت عند صاحبتك أشجان تشوفيها بعينيكِ حصلها إيه يمكن تتعظى وتلينى يأما هربطك زيها .
فأخذها غسان إلى بهو الفيلا ، لتصعق خديجة عندما وجدت أشجان معلقة من ايديها وارجلها ومشعثة الشعر بملابس ممزقة ويظهر على جلدها اثر السوط من كثرة الضرب .
خديجة بقهر....اه يا كفرة أنتم بجد .
غسان بسخرية...مش كنتِ بتقولى حرام نكفر .
خديجة .. بس انتم اللى بتعملوه ده ، يستحيل تكونوا فعلا مسلمين ولا حتى اى دين ولا إنسانية ، أنتم حيوانات .
فلطمها غسان على وجنتيها ثم أشار أن يفعلوا بها كما فعل بأشجان حتى ترضخ لمطلباتهم .
ثم أقترب من أشجان ورفع خصلات شعرها من على وجهها متأملا وجهها بحب وتألم من داخله ولكن كبرياؤه يمنعه أن يغفر لها ما تفوهت به تجاهك .
غسان بحب.... قلبك لسه محنش يا أشجان ، مش معقولة مش حاسة إنى بحبك وإنى معملتش كده إلا لما جرحتينى بكلامك وبعدك عنى وأنا بحلم من سنين باليوم اللى اشوفك فيه .
مش كفاية زمان كان صهيب وخدك منى اغلب الوقت وفين وفين لما كان بيرضى تروحى لغيره .
كنتِ باللنسبالى حلم ونفسى احققه وقعدت سنين اخطط لليوم ده ويوم ميتحقق الأقيكِ بتقوليلى جوزى ومعاذ يعنى برده حبتيه ، طيب وأنا مليش اى نصيب فى قلبك .
ضيعتى كل احلامى ، وعذبتينى بجد ، عشان كده عذبتك يمكن تحسى بالنار اللى جوايا .
وبكلمة وحدة بس منك تقدرى تطلعى من هنا لأحلى قصر ليكِ لوحدك نعيش فيه سوا مع بعض ونعوض السنين اللى راحت من عمرنا .
نظرت له أشجان نظرة مزرية ثم تفوهت بألم ....شكلك ضيعت سنين كتير فعلا فى حب ملهوش أى معنى ولا أساس ، أنت غلطان للأسف يا غسان ، اللى كنا بنعمله ده مكنش حب أبدا ، ده كان نزوات متسترة ، الحب الحقيقى بيكون فى الحلال الطيب ،بين روحين همهم رضا الله سبحانه وتعالى وإنشاء بيت يحبه الله ورسوله .
لكن غير كده بيبقى ضياع ووهم وأنكسار وذل صدقنى لإنى جربته مع خالد فاكره اللى اتهمه صهيب ظلم ، فصدقنى الحب لازم يكون متبادل ولازم يكون طريقه النور ، عشان كده نسيت خالد لإنه مش نصيبى ولقيت معاذ فى طريقى وكان هدفنا واحد وهو طريق ربنا الصح بعيد عن طريق الشيطان بتاع الجماعة ، ولقيته بيبصلى نظرة مختلفة عن كل اللى شوفتهم ، اللى كان بيبصولى على إنى جسد بس ، لكن هو حب فيه الروح اللى جوايا ، اللى مكنتش شيفاها اصلا وساعتها حسيت بنفسى وحبيتها لأول مرة معاه لما أتجوزنا وبقيت حلاله وحبيبته فعلا لإنه راجل بيتقى الله وبيخاف عليه من الهوا وعوضنى عن كل سنين الذل والهوان اللى شوفتها معاكم .
فجى تقولى دلوقتى ارجع لنفس الذل والهوان بعد مشوفت العزة بإسم الحب المزيف ، فلا يا غسان ، أبدا مش هطاطى وعذبنى زى منته عايز لغاية مربنا يمن عليه بالشهادة الحقيقية .
انقبض قلب غسان وتأثر للحظات لكلماتها ولكن سرعان ما عاد لنفسه الشغوفة بحب المال والسلطة والتحكم فصرخ فى وجهها ...ماشى يا أشجان هنولك الشهادة اللى عايزاها ثم أشار إلى إحدى رجاله بضربها مرة أخرى بالسوط.
فبكت خديجة على حالها ودعت الله بالفرج القريب .
...............
فى حجرة الأطفال سمع نحيب أكثر الأطفال يتسائلون عن أمهاتهم .
وكان يعنفهم الشاب الصغير القائم عليهم (همام ..) .
ولكن أنس رغم صغر سنه كان رجلا بحق ، فلم يبكى مثل باقى الأطفال بل كان يأخذ بيديهم وياربت على ظهورهم ويذكرهم بالله والصبر وأنها محنة ستتحول إلى منحة وسنعود قريبا إلى أحضان أمهاتنا .
لاحظ همام سكوت طفل بعد طفل عن البكاء ممن يقترب منه هذا الطفل أنس الذى يرى فى عينيه بريق لامع وحنو لا يراه فى باقى الأطفال .
فأقترب منه ليسمع ما يقوله لهم حتى يكفوا عن البكاء .
فوجده يقول ......أنت بتعيط ليه يا جميل ؟
الطفل...عايز ماما وخايف من الراجل الوحش اللى بيضرب ده .
أنس....ماما اكيد هتيجى تاخدك بس نصبر شوية وبلاش عياط ، وتعال أحكيلك عن الجنة الجميلة اللى ربنا خلقهلنا عشان إحنا صبرنا فى الدنيا وسمعنا الكلام
الطفل ...وفيها إيه الجنة دى ؟ يارب يكون فيها حلويات والعاب وملاهى وبحر ، لو فيها أنا هصبر ومش هعيط تانى .
أنس بإبتسامة بريئة ...اه فيها كل حاجة أنت عايزها أو تيجى فى بالك هتلاقيها قدامك وكمان مش بتخلص أبدا وهتلاقى منها كتير وكمان مش بتعب فيها أبدا ومش بنام وفيها قصر كبير بجنينة فيها أشجار وورد وفيه انهار وفيه دهب وفيه لبس جميل زى منته عايز .
الطفل...الله ياريت ، أنا عايز أدخل الجنة .
أنس...طيب أنت بتحفظ قران ولا بتصلى .
الطفل....لا .
أنس..عشان ندخل الجنة لازم نصلى ونحب القران وياريت لو حفظناه ،عشان على قد متحفظ على قد متدخل جنة أكبر .
الطفل...خلاص هصلى واحفظ بس أنا معرفش .
أنس ...هعلمكوا إزاى نصلى وهحفظكم قران.
فاجتمع الاطفال حول أنس وعلمهم الصلاة وحفظهم سورة قصيرة بصوت عذب أثر فى قلب همام وتعجب لقلب هذا الصغير .
ثم قام أنس بالصلاة على أكمل وجه .
فتسائل همام ....أنا مش بشوف حد هنا بيصلى كده وكل اللى يعرفوه أن ده حرام وده كافر ولازم نقاتل عشان الجنة ، لكن مفيش صلاة بالجمال اللى صلى بيه الطفل ده .
شعر همام ببعض الدوار ولاحظ أنس هذا فأسرع إليه ، ولكن سقط همام أمامهم فهو يعانى من السكر ويصيبه بإغماء كل فترة .
أسرع إليه أنس وأخرج من جيبه حلوة صغيرة ووضعها فى فم همام ، فبدء همام فى إستعادة وعيه ورأى أنس أمامه بإبتسامته العذبة قائلا.....ألف سلامة عليك يا عمو .
همام بصوت رخيم....أنت ليه مش خايف منى ؟ زى باقى العيال .
وكمان بتدينى حاجة حلوة وأنقذتنى من الغيبوبة .
ليه بتعمل كده وأنت اصلا صغير كده ؟
أنس...عشان بابا علمنى ، إنى مخفش غير من ربنا وإنى أساعد الناس الحلوين والوحشين عشان اخد الثواب من ربنا .
وأنا عطيتك حاجة حلوة عشان كنت بشوف تيتا بتعمل كده مع جده لما يغمى عليه.
همام....أنت جميل اوى يا أنس وعشان كده أنا هعلمك إزاى تبقى راجل وتمسك سلاح.
أنس...هنروح نحارب اليهود ،ونحرر فلسطين .
همام ...لا إحنا بنحارب الناس اللى مش بتسمع الكلام .
أنس...لا اللى بيحارب عشان تحرير الوطن لكن اللى مش بيسمع الكلام ده حسابه مع ربنا ، إحنا مش بنحاسبه ، كده غلط يا عمو .
تعجب همام من تفكير هذا الصغير وشرد فى طفولته قبل أن ينضم للجماعة .
....................
حاولت جويرية الإبتعاد عن سامر كلما اقترب إليها .
سامر بسخرية ...هتروحى منى فين ؟ مفيش مهرب من هنا .
جويرية بذعر...إبعد عنى ، الموت عندى أرحم من اللى عايز تعمله .
سامر...متنشفيش دماغك الا هكسرهالك .
ثم أقترب منها بشدة فانتفض جسد جويرية وتذكرت
دعاء السيدة سارة زوجة ابراهيم عندما روادها ملك مصر
فدعت جويرية. قائلة .....اللهم أنت تعلم أنى آمنتُ بك وبرسولك، وأحصنتُ فرجى إلا على زوجي، فلا تسلط على هذا الفاسق .
فأصاب سامر نوبة صرع شديدة .
فماذا فعلت معه جويرية ؟؟
.................................
أدهم بفزع...خديجة ، خديجة ،ردى عليه ,فى إيه ؟
مالك ؟
فلم يسمع أدهم غير صوت صرخاتها؟
لاحظ سامر الهاتف فى الأرض وصوت أدهم ينبعث منه فالتقطه ليبث سمومه ساخرا.
سامر.....أهلا بالباشا الكبير، متقلقش إحنا هنظبطلك المدام والولاد .
أنفجر أدهم به قائلا....أنتم مين يا سافلة ، يا ويلكم لو مسيتوا شعرة منها أو من ولادى مش هرحمكم .
سامر...مش لما تلاقينا الأول .
أدهم ...هجبكم ولو تحت سابع أرض .
فضحك سامر وألقى بالهاتف على الأرض ثم دعسه بقدميه حتى تناثرت أشيائه.
أدهم ...خديجة خديجة ، يا ولاد*****
هب أدهم واقفا بنظرات تائهة غير مستوعب أو مصدق ما سمعه متسائلا...معقول الإنسانة الوحيدة اللى ليه وأولادى اللى تمنتهم من ربنا يروحوا منى فى لحظة فصرخ ....لاااااااااااا لاااااااااااااااااا
ثم قبض على يديه بقوة وضرب الحائط بها حتى تألم قائلا .....هجبكم وساعتها محدش هيرحمكم من تحت إيدى ولو خسرت فيها وظفتى .
بس ألاقيهم وألاقى خديجة والولاد بخير ، أما لو حصلهم حاجة أنا مش هعيش ولو لحظة وحدة من غيرهم .
ثم ارتدى ملابسه على وجه السرعة واستدعى رجاله من أفراد الشرطة ثم توجه إلى منزل خالد .
ثم شرد فى معاذ وما حدث لزوجته وأطفاله وربط ما حدث لزوجته فهتف ...دول قصدنا بقه .
ثم تسائل ...إيه الرابط بينى وبين معاذ وخالد ؟
ثم أجاب ....اااااااااااااااه الجماعة معقول ، تانى .
ليييييه ، إنتقام أكيد .
أنا هنسفكم من وجه الأرض يا كلاب وهوريكم مين هو أدهم .
خلال هذا الوقت كان أستطاع سامر ومن معه فى تخدير خديجة وأطفالها ثم ذهب لغرفة جويرية .
فوجدها تتلو آيات الله وكأنها بذكر الله لا تنتبه ولا تشعر بما يحدث حولها .
فوجئت به خديجة أمامها فشهقت وبحثت بيدها عن حجابها حتى تستر نفسها .
فالستر عندها أهم من روحها نفسها ( ما أجمل الستر والعفاف ) .
حولت جويرية مد يدها لجذب حجابها ولكن باغتها سامر وأمسك بيدها.
سامر بنظرات إعجاب لجمال جويرية الذى أذهب بعقله من أول نظرة .....ملهاش لزمة الطرحة ، أنتِ كده أحلى وأطعم يا قمر .
أنتفضت جويرية وانهمرت دموعها وحاولت جذب يدها منه قائلة...إبعد عنى يا قذر ، أنت إزاى تسمح لنفسك بدخول حرمة البيوت كده والتهجم علينا .
أنت أكيد متعرفش ربنا .
ضحك سامر بسخرية قائلا....منه هخدك عشان تعرفينى وتعلمينى بس الأول تدلعينى .
صفعته جويرية بيدها الأخرى على وجهه صارخة....أنت مجنون ، أتقى الله ، أنا لا أحل لك ، أنا زوجة وأم ، أسئلك بالله أن تتركنى لوجه الله حتى لا يحل عليك سخط من الله .
تلون وجه سامر من الغضب وبرزت عروقه وبصوت جهورى...وفرى الخطبة بتاعتك دى لبعدين وهدفعك تمن القلم ده غالى اوى ، بس مش وقته دلوقتى .
حاولت جويرية الإستغاثة ولكنه باغتها بالمخدر فسقطت بين يديه مغشى عليها .
سامر ...ياااه اللى يشوفك وأنتِ بريئة كده وأنتِ نايمة، ميشوفكيش وأنت قطة شقية بتخربش من شوية .
حملها سامر وأمر رجاله بحمل خديجة والأطفال ثم اسرعوا إلى السيارة هاربين إلى موقعهم .
سامر فى إتصال مع غسان ......كله تمام سيدى الأمير ،والغنيمة معى فى السيارة .
غسان بسرور.....أحسنت يا سامر ، ولك ما تريد جزءا لإخلاصك ونجاحك .
سامر....اريد جويرية لى وحدى .
غسان بضحك....ساحرتك تلك الشقية من أول نظرة هكذا .
سامر....نعم وصدقت شقية جدا ، وسوف تتعبنى كثيرا حتى تلين .
صمت غسان وشرد فى أشجان فهى كتلك ثم قال...لا تخشى ، نحن اقوى وسنجعلهم كما نريد ، لا مجال أمامهم سوى الإنصياع أو القتل .
سامر ... إن شاءالله الإنصياع ، ونحن قد أقتربنا إليك ، فلتفتح البوابة .
غسان ....يا مرحبا .
غسان ...افتحوا البوابة وأستقبلوا الظافر سامر .
.............................
وصل أدهم بقلب مرتجف لمنزل خالد وصعد الدرج سريعا ليجد شقة خالد مفتوحة ، فولج للداخل سريعا وأتبعته القوة .
ولكنه لم يجد لهم أثرا ووجد هاتف خديجة محطم فى الأرض .
فكز على أسنانه بغضب وتلألأت الدموع فى عينيه قائلا...مش هرحمكم بس أعرف أنتم فين ، يا ويلكم منى.
ثم همس فى داخله...خديجة فرحة قلبى ، متخافيش يا ضى عينيه ، هجيلك .
ثم نزل أدهم لشقة أبو خالد الذين لم يشعروا بإى شىء وتفاجئوا بما قاله أدهم ، فصرخت أم خالد.......بنتى ومرات ابنى ، والعيال .
لا إله إلا الله ، ياارب ارحمنا برحمتك واسترها بسترك يا كريم .
أما أبو خالد فقد أمسك بقلبه وأستند للحائط وكاد أن يغشى عليه فأمسك به أدهم بوهن على ما أصابهم وأجلسه على المقعد .
وانحنى بجسده إليه وأمسك يده ونظر فى عينيه قائلا .....متخفش يا عمى ، ووعد منى هجبهم ومش هرحم اللى عمل كده أبدا .
أبو خالد بهمس....ياارب يا ابنى ، استرها يارب .
ثم اعتدل أدهم قائلا..ودلوقتى هسيبك ومش هرجع إلا ومعايا خديجة وجويرية والعيال.
ثم رن هاتف أم خالد والمتصل ( خالد ) .
فبكت أم خالد بمرارة حتى تقطع قلبها مردفة....هقوله إيه دلوقتى .
فأقترب منها أدهم وعناقها وبكى هامسا.....والله يا أمى هرجعهم ، أنا واثق فى ربنا سبحانه وتعالى ، وهو مش هيخيب ظنى ، دعواتك بس .
أم خالد .....ونعم بالله ، يارب فرجك .
ثم التقط الهاتف وحدث خالد.
خالد....الباشا بيرد عليه بنفسه ، يادى الهنا .
أدهم بصوت حزين ...إزيك يا خالد ؟
خالد بقلق...هو فى إيه ؟ صوتك ماله ؟
أمى وأبى كويسين ؟
أدهم ....بخير الحمد لله .
أنت فين ؟
خالد ....خلاص قربت أوصل فى الطريق .
أدهم ....طيب تعال على مكتبى ، متروحش البيت .
خالد بصوت جهورى....متقولى فيه إيه ؟
كتم أدهم أنفاسه لثوانى ثم تنهد بألم قائلا....إظاهر إن الجماعة إياها أفتكرتنا تانى بس الدور المرة دى كان مع الستات للأسف .
خالد بغصة مريرة....يعنى ايه ؟
أدهم بتعلثم...يعنى جويرية ، خديجة ، أشجان مع الأولاد أتخطفوا .
خالد بصراخ ....يااااااااااا الله .
جورى ، ولادى .
أدهم بصوت مكلموم...مستنيك فى المكتب ، سلام .
ثم اغلق الخط وارتدى نظارته السوداء حتى لا يرى أحد دموعه .
وأخذ كاميرات المراقبة أيضا .
ليتضح فى مكتبه بعد تفريغها إنهم نفسى الرجال اللى خطفوا أشجان ونفس السيارة .
أدهم ...يا ولاد *** ومش قادرين على الرجالة المرة دى ، أخدتوا الحريم .
إيما خلتكم شبه الحريم مبقاش أنا أدهم .
يا عرة الناس والدين برىء منكم ومن أمثالكم ..
ثم أتصل على معاذ.
معاذ بلهفة.....ها خير ، أتوصلت لحاجة يا سيادة المقدم .
أدهم ....للأسف يا معاذ ، الجماعة اللى كنت معاهم زمان ظهروا بشكل جديد ، وهما اللى خطفوا أشجان وكمان خطفوا مرات خالد ومراتى .
عشان ينتقموا منا فيهم .
معاذ....لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم .
ثم بكى وانتحب....ياريتنى ما عرفت الطريق ده ولا مشيت فيه .
ثم نظر للسماء قائلا....يارب لو لسه متقبلتش توبتى ، وبتعاقبنى ، فعاقبنى أنا ومتخلهاش فى أشجان والأطفال ملهمش ذنب .
يارب أنا ندمت وتبت ليك ، وأنت أعلم بيه منى .
أدهم....إثبت يا معاذ وربنا عالم أكيد ، وإن شاءالله هنرجعهم وهتعدى .
بس تعال المكتب وخالد كمان جى ، عشان أنت اكيد لسه فاكر إزاى بيفكروا وبيتجمعوا وبيعرفوا مين ؟
ومين بيساعدهم ؟ واحتمال وجودهم فى أماكن معينة ، كده ، أنت اكيد أدرى بالحجات دى .
معاذ.....ايوه ، بس أنا بقالى سنين وديما بيحصل تغيير فى الأفكار والخطط وحتى القادة بتتغيير وكمان الحلفاء بيتغيروا حسب التمويل .
أدهم بنفاذ صبر....خلاص تعال ونشوف ، هنعمل ايه فى المصيبة دى .
ثم اغلق الخط بعصبية .
فدمعت عين معاذ وتمتم....كفاية ذنبى ، كمان هتحمل ذنب الناس الطيبة دول معايا .
يارب رحمتك .
...........
ولج سامر ورجاله إلى غسان ويدفعون بإيديهم أمامهم جويرية وخديجة أما الأطفال فقد أودعوهم مكان تربية الأطفال مع شاب فى مقتبل العمر يدعى همام يعلمهم المعتقدات الخاطئة ويفسر لهم القران على هواه .
وشابة صغيرة تقوم على خدمة الطعام والشراب لهم تدعى رتيل .
لم تتحمل جويرية الدفع فسقطت على وجهها ، فأسرعت لها خديجة لتساعدها على الوقوف .
غسان بسخرية....لا حلوة اوى روح الإيخاء والمساعدة دى .
نظرت له خديجة بإشمئزاز ثم أشاحت وجهها عنه .
غضب غسان واقترب منها ولمس وجهها ليعيده له .
فضربت خديجة يده صارخة.....اوعى أيدك القذرة دى تلمسنى تانى أنت فاهم .
ضحك غسان ضحكته الشيطانية مرددا..لا مش فاهم ومش عايز أفهم ، عشان منزعلش من بعضنا كده من أولها ، خلينا حلوين مع بعض ، عشان القعدة هتطول .
خديجة...ده بعينك ، وهتشوف بنفسك جوزى المقدم أدهم قدامك فى أى لحظة ، وساعتها هتندم ندم عمرك كله على اللى عملته .
فالأحسن إنك تسبنا ناخد ولادنا ونروح قبل متقول ياريت .
غسان بتصنع الخوف...لا لا أنا بخاف ،ثم ضحك بسخرية قائلا ....هو أدهم مش هو اللى هيجى ، إحنا اللى هنجيبه ويشرف معانا هنا ، ونشغله ونديله أضعاف ما بياخد مع الكفرة بتوعه .
جويرية بإستنكار...لا حول ولا قوة إلا بالله .
ده مين اللى يخليكم تكفروا أى حد كده بدون بينة .
قال الله عز وجل: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ فَتَبَيَّنُوا وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِناً تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا إِنَّ اللهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً
والحديث ...قال صل الله عليه وسلم: “إذا كفر الرجل أخاه فقد باء بها أحدهما.
غسان وقد أحتقن وجهه....أسكتى، أنتِ مش فاهمة ولا عارفة حاجة ، وإحنا هنعلمك الدين من أول وجديد .
خديجة بسخرية...انتم اللى اتعلمونا ، مهو واضح ،تعاملكم كويس معانا وأخلاقكم بتعبر عنها .
الرسول صل الله عليه وسلم ما ضرب امرأة قط .
وعندما سئلت السيدة عائشة عن أخلاقه ....كان قران يمشى على الأرض .
أنتم فين من ده كله ؟ أنا مش شايفة غير مناظر ، شكل بس لحية من غير أساس ، بتضروا أكثر مبتنفعوا .
الرسول صل الله عليه وسلم قال الدين معاملة
غسان بتهكم...خلصتى الدرس بتاعك ، نبتدى الدرس بتاعنا .
طبعا عارفين حاجة اسمها الجهاد وكان الرسول محلل جهاد المتعة فى الغزوات .
فأنتم وظيفتكم جهاد المتعة وليكم الأجر والثواب عشان هتأهلوا المقاتلين نفسيا ويخرجوا لعملياتهم بنفس راضية .
جويرية بغضب كامح....أنت قذر ، وبتألف فى الدين ، أتقى الله ، وان كان الرسول صل الله عليه وسلم سمح بده فى غزوة كانت طويلة جدا يعنى حرب ، وكمان حرم هذا الزواج فى خطبة الوداع ، يعنى دلوقتى محرم .
فأنتوا بتحللوا الحرام ليه دلوقتى .
وإحنا زوجات فاتقوا الله ، ربنا هيحاسبكم .
غسان ....متشوف يا سامر الحلوة بتاعتك ، أنا مش ناقص محاضرات ، أنا ورايا شغل كتير .
فأقترب سامر من جويرية متوددا وأمسك بيديها هامسا...سيبك من كل ده وتعالى معايا ، أكيد جعانة صح ؟
فى الجناح بتاعى هتلاقى كل اللى بتتمنيه .
ضيقت جويرية عينيها بغضب وحررت يدها من قبضته قائلة بنفور...أبعد عنى ، والله ما هتمس شعرة منى ولا هاجى معاك إلا على جثتى .
ثار سامر كالثور الهائج وصرخ فى وجهها ...مش سامر اللى تكلم معها وحدة زيك كده .
ثم جذبها من شعرها ولم يأبه لصراخها ودفعها ورائه إلى حجرته .
دب الذعر فى قلب خديجة وانتفضت وحاولت أن تخلصها من هذا المجرم وأسرعت ورائها وهى تنادى ....سيبها يا قذر ، ولكن وجدت من تصدى لها من الرجال .
غسان ...هاتوها القطة الشقية دى اوضتى ، فحملوها رغم مقاومتها إلى غرفة غسان .
ولج عليها غسان فى غرفته ...وعندما اقترب منها ، فوجدها انقضت على ذراعه وعضته كالكلب الشرس .
فتأوه غسان ألما قائلا بغضب......يا بنت العضاضة.
لا ده أنا هخدك تحت عند صاحبتك أشجان تشوفيها بعينيكِ حصلها إيه يمكن تتعظى وتلينى يأما هربطك زيها .
فأخذها غسان إلى بهو الفيلا ، لتصعق خديجة عندما وجدت أشجان معلقة من ايديها وارجلها ومشعثة الشعر بملابس ممزقة ويظهر على جلدها اثر السوط من كثرة الضرب .
خديجة بقهر....اه يا كفرة أنتم بجد .
غسان بسخرية...مش كنتِ بتقولى حرام نكفر .
خديجة .. بس انتم اللى بتعملوه ده ، يستحيل تكونوا فعلا مسلمين ولا حتى اى دين ولا إنسانية ، أنتم حيوانات .
فلطمها غسان على وجنتيها ثم أشار أن يفعلوا بها كما فعل بأشجان حتى ترضخ لمطلباتهم .
ثم أقترب من أشجان ورفع خصلات شعرها من على وجهها متأملا وجهها بحب وتألم من داخله ولكن كبرياؤه يمنعه أن يغفر لها ما تفوهت به تجاهك .
غسان بحب.... قلبك لسه محنش يا أشجان ، مش معقولة مش حاسة إنى بحبك وإنى معملتش كده إلا لما جرحتينى بكلامك وبعدك عنى وأنا بحلم من سنين باليوم اللى اشوفك فيه .
مش كفاية زمان كان صهيب وخدك منى اغلب الوقت وفين وفين لما كان بيرضى تروحى لغيره .
كنتِ باللنسبالى حلم ونفسى احققه وقعدت سنين اخطط لليوم ده ويوم ميتحقق الأقيكِ بتقوليلى جوزى ومعاذ يعنى برده حبتيه ، طيب وأنا مليش اى نصيب فى قلبك .
ضيعتى كل احلامى ، وعذبتينى بجد ، عشان كده عذبتك يمكن تحسى بالنار اللى جوايا .
وبكلمة وحدة بس منك تقدرى تطلعى من هنا لأحلى قصر ليكِ لوحدك نعيش فيه سوا مع بعض ونعوض السنين اللى راحت من عمرنا .
نظرت له أشجان نظرة مزرية ثم تفوهت بألم ....شكلك ضيعت سنين كتير فعلا فى حب ملهوش أى معنى ولا أساس ، أنت غلطان للأسف يا غسان ، اللى كنا بنعمله ده مكنش حب أبدا ، ده كان نزوات متسترة ، الحب الحقيقى بيكون فى الحلال الطيب ،بين روحين همهم رضا الله سبحانه وتعالى وإنشاء بيت يحبه الله ورسوله .
لكن غير كده بيبقى ضياع ووهم وأنكسار وذل صدقنى لإنى جربته مع خالد فاكره اللى اتهمه صهيب ظلم ، فصدقنى الحب لازم يكون متبادل ولازم يكون طريقه النور ، عشان كده نسيت خالد لإنه مش نصيبى ولقيت معاذ فى طريقى وكان هدفنا واحد وهو طريق ربنا الصح بعيد عن طريق الشيطان بتاع الجماعة ، ولقيته بيبصلى نظرة مختلفة عن كل اللى شوفتهم ، اللى كان بيبصولى على إنى جسد بس ، لكن هو حب فيه الروح اللى جوايا ، اللى مكنتش شيفاها اصلا وساعتها حسيت بنفسى وحبيتها لأول مرة معاه لما أتجوزنا وبقيت حلاله وحبيبته فعلا لإنه راجل بيتقى الله وبيخاف عليه من الهوا وعوضنى عن كل سنين الذل والهوان اللى شوفتها معاكم .
فجى تقولى دلوقتى ارجع لنفس الذل والهوان بعد مشوفت العزة بإسم الحب المزيف ، فلا يا غسان ، أبدا مش هطاطى وعذبنى زى منته عايز لغاية مربنا يمن عليه بالشهادة الحقيقية .
انقبض قلب غسان وتأثر للحظات لكلماتها ولكن سرعان ما عاد لنفسه الشغوفة بحب المال والسلطة والتحكم فصرخ فى وجهها ...ماشى يا أشجان هنولك الشهادة اللى عايزاها ثم أشار إلى إحدى رجاله بضربها مرة أخرى بالسوط.
فبكت خديجة على حالها ودعت الله بالفرج القريب .
...............
فى حجرة الأطفال سمع نحيب أكثر الأطفال يتسائلون عن أمهاتهم .
وكان يعنفهم الشاب الصغير القائم عليهم (همام ..) .
ولكن أنس رغم صغر سنه كان رجلا بحق ، فلم يبكى مثل باقى الأطفال بل كان يأخذ بيديهم وياربت على ظهورهم ويذكرهم بالله والصبر وأنها محنة ستتحول إلى منحة وسنعود قريبا إلى أحضان أمهاتنا .
لاحظ همام سكوت طفل بعد طفل عن البكاء ممن يقترب منه هذا الطفل أنس الذى يرى فى عينيه بريق لامع وحنو لا يراه فى باقى الأطفال .
فأقترب منه ليسمع ما يقوله لهم حتى يكفوا عن البكاء .
فوجده يقول ......أنت بتعيط ليه يا جميل ؟
الطفل...عايز ماما وخايف من الراجل الوحش اللى بيضرب ده .
أنس....ماما اكيد هتيجى تاخدك بس نصبر شوية وبلاش عياط ، وتعال أحكيلك عن الجنة الجميلة اللى ربنا خلقهلنا عشان إحنا صبرنا فى الدنيا وسمعنا الكلام
الطفل ...وفيها إيه الجنة دى ؟ يارب يكون فيها حلويات والعاب وملاهى وبحر ، لو فيها أنا هصبر ومش هعيط تانى .
أنس بإبتسامة بريئة ...اه فيها كل حاجة أنت عايزها أو تيجى فى بالك هتلاقيها قدامك وكمان مش بتخلص أبدا وهتلاقى منها كتير وكمان مش بتعب فيها أبدا ومش بنام وفيها قصر كبير بجنينة فيها أشجار وورد وفيه انهار وفيه دهب وفيه لبس جميل زى منته عايز .
الطفل...الله ياريت ، أنا عايز أدخل الجنة .
أنس...طيب أنت بتحفظ قران ولا بتصلى .
الطفل....لا .
أنس..عشان ندخل الجنة لازم نصلى ونحب القران وياريت لو حفظناه ،عشان على قد متحفظ على قد متدخل جنة أكبر .
الطفل...خلاص هصلى واحفظ بس أنا معرفش .
أنس ...هعلمكوا إزاى نصلى وهحفظكم قران.
فاجتمع الاطفال حول أنس وعلمهم الصلاة وحفظهم سورة قصيرة بصوت عذب أثر فى قلب همام وتعجب لقلب هذا الصغير .
ثم قام أنس بالصلاة على أكمل وجه .
فتسائل همام ....أنا مش بشوف حد هنا بيصلى كده وكل اللى يعرفوه أن ده حرام وده كافر ولازم نقاتل عشان الجنة ، لكن مفيش صلاة بالجمال اللى صلى بيه الطفل ده .
شعر همام ببعض الدوار ولاحظ أنس هذا فأسرع إليه ، ولكن سقط همام أمامهم فهو يعانى من السكر ويصيبه بإغماء كل فترة .
أسرع إليه أنس وأخرج من جيبه حلوة صغيرة ووضعها فى فم همام ، فبدء همام فى إستعادة وعيه ورأى أنس أمامه بإبتسامته العذبة قائلا.....ألف سلامة عليك يا عمو .
همام بصوت رخيم....أنت ليه مش خايف منى ؟ زى باقى العيال .
وكمان بتدينى حاجة حلوة وأنقذتنى من الغيبوبة .
ليه بتعمل كده وأنت اصلا صغير كده ؟
أنس...عشان بابا علمنى ، إنى مخفش غير من ربنا وإنى أساعد الناس الحلوين والوحشين عشان اخد الثواب من ربنا .
وأنا عطيتك حاجة حلوة عشان كنت بشوف تيتا بتعمل كده مع جده لما يغمى عليه.
همام....أنت جميل اوى يا أنس وعشان كده أنا هعلمك إزاى تبقى راجل وتمسك سلاح.
أنس...هنروح نحارب اليهود ،ونحرر فلسطين .
همام ...لا إحنا بنحارب الناس اللى مش بتسمع الكلام .
أنس...لا اللى بيحارب عشان تحرير الوطن لكن اللى مش بيسمع الكلام ده حسابه مع ربنا ، إحنا مش بنحاسبه ، كده غلط يا عمو .
تعجب همام من تفكير هذا الصغير وشرد فى طفولته قبل أن ينضم للجماعة .
....................
حاولت جويرية الإبتعاد عن سامر كلما اقترب إليها .
سامر بسخرية ...هتروحى منى فين ؟ مفيش مهرب من هنا .
جويرية بذعر...إبعد عنى ، الموت عندى أرحم من اللى عايز تعمله .
سامر...متنشفيش دماغك الا هكسرهالك .
ثم أقترب منها بشدة فانتفض جسد جويرية وتذكرت
دعاء السيدة سارة زوجة ابراهيم عندما روادها ملك مصر
فدعت جويرية. قائلة .....اللهم أنت تعلم أنى آمنتُ بك وبرسولك، وأحصنتُ فرجى إلا على زوجي، فلا تسلط على هذا الفاسق .
فأصاب سامر نوبة صرع شديدة .
فماذا فعلت معه جويرية ؟؟
الاكثر قراءة هذا الشهر :
موعد البارت الجديد الساعة ( 4 م ) يوميا ان شاء الله
هنا تنتهى احداث رواية احببت ملتحي ج2 الحلقة الثالثة ، يمكنكم اكمال باقى احداث رواية احببت ملتحي ج2 الحلقة الرابعة أوقراءة المزيد من الروايات المكتملة فى قسم روايات كاملة .
نأمل أن تكونوا قد استمتعتم بـ رواية احببت ملتحى ، والى اللقاء فى حلقة قادمة بإذن الله ، لمزيد من الروايات يمكنكم متابعتنا على الموقع أو فيس بوك ، كما يمكنكم طلب رواياتكم المفضلة وسنقوم بوضعها كاملة على الموقع .