نقدم اليوم احداث رواية احببت ملتحي الجزء الثانى الحلقة 5 من روايات أم فاطمة . والتى تندرج تحت تصنيف روايات رومانسية ، تعد الرواية واحدة من اجمل الروايات رومانسية والتى نالت اعجاب القراء على الموقع ، لـ قراءة احداث رواية احببت ملتحي كاملة بقلم ام فاطمة من خلال اللينك السابق ، أو تنزيل رواية احببت ملتحي pdf كاملة من خلال موقعنا .
احببت ملتحي 2 الفصل الخامس
الحلقة الواحدة والثلاثون
.............................
أسرع سامر إلى غرفته فقد أوحشته جويرية حقا وتمنى فى داخله أن تكون قد إستكانت وسلمت بالأمر الواقع وأن ترضخ له .
ولكن ما إن ولج لغرفته حتى وجدها ؟؟؟
تصلى وقد سترت جسدها من مخمص شعرها إلى قدميها بغطاء كان على الفراش .
وكانت تقف فى خشوع وثبات ولم تشعر بوجوده وكأنها كانت فى عالم أخر ليس به سواها مناجيه ربها .
ثم أستمع سامر لتلاوتها لأيات من الذكر الحكيم بصوت ملائكى أثر به
: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}.
فتفكر سامر أن الله بعظمته وقدرته يغفر لعباده الذنوب مهما كانت ، فكيف لعبد مثله أن يأخذ غيره بالذنب ويعاقبه عليه وهو مخلوق مثله ، من أين له ذلك ، هل حقا معتقداتهم خاطئة وغيرهم على صواب ؟
ثم أمسك برأسه ، فالتفكير فيما يعتقده وفيما يفعله وفيما يراه من جويريه يكاد يفتك برأسه .
فقد أصبح لا يعلم ما هو الحق ؟
ثم رآها تسجد لله سجدة طويلة وسمعها كأنها تحادثه وكإنه قريب منها .
نعم ففى الحديث ( أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد ) .
وقوله تعالى ( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186))
جويرية......يارب أنت أعلم بحالى ولا يخفى عليك شىء فى الأرض ولا فى السماء ، يارب فرج الكرب ، يارب حصن فرجى واسترنى ولا تفضحنى وأخرجنى وخديجة وأشجان وأولادنا من هنا سالمين ويارب إهدى سامر للحق فأنت القائل كلكلم ضال إلا من هديته فاهديه ولا تسلطه على أحدا غيرنا بعد الأن ويارب أربط على قلب خالد زوجى حتى نعود له سالمين .
ضرب سامر بيده على يده الأخرى مع وحرك رأسه متعجبا من قلب تلك الجورى ، كيف كان يعاملها بقسوة ويريد إنتهاك عرضها بينما هى تدعو له بالصلاح ، فأى قلب هذا تحمله بين جانبيها؟
تلألأت العبرات فى عين سامر وقام بالجلوس أمامها منتظرا أن تنتهى من صلاتها .
وما أن أنتهت حاول أن يمسك يديها ليقبلها ولكنها انتفضت وأسرعت بإبعاد يدها .
جويرية بغضب....يا عبد الله إنى لا أحل لك ، فلتتقى الله .
سامر....بس أنتِ تعتبرى سبايا ،وانتِ عرفة أن السبايا حلال لمن أخذها ، فتعالى يا جورى ، أنتِ وحشتينى بجد .
جويرية بسخرية .....ليه أنت وخدنى من حرب ، أنت وخدنى من بيتى وكمان زمن السبايا ده أنتهى وولى ومينفعش دلوقتى عشان الزمان غير الزمان .
سامر .....على فكرة أنا ممكن اخدك غصب ومش هتقدرى تتنفسى بس لغاية دلوقتى أنا عايزك بحب ورضا.
جويرية.......وأنا مش بحب غير زوجى ومش هكون إلا ليه وحتى لو على موتى .
ثم تابعت جويرية.....ليه عايز الحرام ؟
طالما قدامك الحلال .
سامر ...إزاى ؟
جويرية....تجوز زى الناس ، امرأة تصونك وترعاك وتحب وتجبلك ذرية طيبة .
فضحك سامر وقال بسخرية....أتجوز وأجيب عيال ليه فاكرانى موظف وليه حياة مستقرة.
أنتِ مش عارفة حياتى أنا عاملة إزاى ؟
مفهاش راحة ،مفهاش استقرار ، مهددة ديما إنها تنتهى فى اى وقت ، حتى لما باجى أنام بنام وأنا مغمض عين وفاتح التانية ، عمرى محسيت بالهدوء وراحة البال فإزاى اكون أسرة وبيت ، أنا اصلا مليش مكان محدد ، أنا شوية هنا وشوية هنا .
نظرت له جويرية بآسى ثم رددت ...طيب مسألتش نفسك أنت بتعمل ده ليه ولمين ولإمتى ؟
سامر...طبعا عشان ربنا والدين ولإمتى معرفش ؟
ضحكت جويرية بسخرية...ربنا والدين ،هو ربنا قال تقتل مسلم زيك أو ذمى معاهد مسالم .
وأسئل نفسك أنت ماشاءالله مؤدى فروضك على أكمل وجه وعمرك مغلطت عشان كده بتحاسب غيرك .
ده ربنا سبحانه وتعالى بيقول ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بإنفسهم ) .
فلو عايز الصلاح الدين غير إبتدى بنفسك أنت الأول .
شعر سامر إن مع كل كلمة تنطقها جويرية يهتز قلبه لها ولكن ما أمامه لو تخلى عن ما يفعله ؟
الأعدام على يد الشرطة أو إلصاق تهمة الخيانة له من قبل الجماعة ثم أغتياله .
إذا فهو فى جميع الأحوال ميت لا محالة .
سامر بإنفعال ....عايزانى أعمل إيه ؟ ده خلاص بقه طريقى وحياتى ملهاش مفر ولا رجوع .
جويرية....إزاى كلنا نقدر نغير من حياتنا ونرجع لربنا وهو بيتقبل التوبة مهما فعلت .
سامر ...أنا هموت فى كل الأحوال كده .
جويرية.....والله الموت علينا حق كلنا هنموت بس فرق كبير بين إنك تموت وأنت خسرت دنيتك واخرتك وفرق كبير من إنك تموت وقدامك حياة تانية فى الجنة تعوضك عن كل حاجة خسارتها فى الدنيا .
لم يتمالك سامر نفسه من البكاء ، فبكى حتى أنتحب وأخفى وجهه بيديه .
ولاحظت جويرية بعض الدماء على يديه وعلى ملابسه فشعرت بالذعر وانتفضت قائلة ....دم مين ده اللى عليك ؟
إرتبك سامر وتغيرت ملامحه للقسوة مرة أخرى قائلا.....ده دم الخونة الكفار .
......................
مازال أنس يلتف حوله الأطفال وإعجاب همام به يزداد فهو يذكره بنفسه وهو صغير .
أنس ...إيه رئيكم يا ولاد نعمل مسابقة أسئلة نستفاد منها .
ياسين ببكاء.....ده وقت أسئلة يا أنس ، إحنا عايزين نمشى من هنا ونروح البيت .
أنس...معلش هنروح قول يارب بس .
ياسين ....يارب بس إمتى ؟ أنا خائف أوى .
أنس ....بابا ديما كان بيقولى اللى معاه ربنا ميخفش .
عشان كده إثبت ومتخفش وربنا هيردنا تانى بإذن الله .
عشان كده خلينا دلوقتى نتذكر معلوماتنا.
ياسين...ماشى .
أنس ...طيب أنا هسئل واللى يعرف الإجابة منكم يرفع إيده .
وأنت كمان يا همام شارك معانا .
أشار همام بيده على نفسه متعجبا من ثقة أنس ....أنااااااا.
أنس....اه أنت ، وأنت كبير وأكيد عارف .
فصمت همام خجلا .
أنس.....أول سؤال ....ما هم الثقلين ؟
فرفعت حفصة يدها ......هم الجن والإنس .
أنس.....أحسنتِ .
أنس ..السؤال الثانى....ما هو أول طعام أهل الجنة ؟
همام ...مش عارف .
ياسمين ....زيادة كبد الحوت .
أنس ....ما أركان الإسلام ؟
فانتبه همام لمن سيجيب على هذا السؤال.
عائشة....شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله.....إقام الصلاة ...إيتاء الزكاة ...صوم رمضان ...حج البيت لمن إستطاع إليه سبيلا .
فسئل همام.....يعنى اللى بيعمل الأركان دى يبقى مسلم .
أنس....ايوه .
فحدث نفسه همام....امال ليه إحنا بنموت فيهم بدال مسلمين زينا ، ده إحنا اللى مش بنحقق كل الأركان دى .
ده من النادر لما بنصلى والأغلب بيفطر وبيتحجج بإنه تعبان و معاهم فلوس على قلبهم قد كده ومشوفتش حد بيزكى ولا حد قال أنا رايح أحج بيت الله .
أنا كده أتلغبطت معقول أنتم الصح وإحنا الغلط .
فأقتربت منه تالين وهى فتاة فى عمر الزهور يميل قلب أحدهما للأخر .
تالين......مش قولتلك يا همام إنى حاسه أننا بنعمل غلط كبير لإنى أمى قبل ماتموت قلتلى لو لقيتى أى فرصة تهربى بيها إهربى زى معملت أشجان وقالتلى ياريت أنا عملت زيها وأخدتك وهربت بس أنا كنت جبانة وخوفت ومقدرتش .
ثم انهمرت دموع تالين......واهى ماتت وسابتنى ليهم وماتت بعد معذبوها لإنها كانت تعبانة ومش قادرة تواصل الحجات القذرة اللى بيطلبوها منها .
همام بغصة مريرة...كفاية طيب دموع يا تالين ، أنتِ كده بتعذبينى ، وأنا مش قادر أعمل حاجة .
وبتعذب كل ماشوف حد بيخدك قصاد عينى ومش قادر أمنعه .
رتيل ....وأنا أعمل إيه ومفيش فى أيدى غير الدموع لغاية .....؟
وضع يديه همام على فمها آمرا إياها بالصمت قائلا....هشششش الحيطان ليها ودان ولو حد سمعنا هتطير فيها رقابنا .
نظرت لها تالين بإنكسار هامسة....يعنى برده يا همام مش قادر تاخد موقف ، هتفضل ضعيف كده لغاية إمتى ؟
نكس رأسه همام مردفا....لغاية مربنا يأذن .
تالين بنفاذ صبر...طيب ، أنا هروح دلوقتى لإشجان حالها يصعب على الكافر هحاول أقوم بواجبى اللى بيضايقك وأنت مش عارف تعمل حاجة .
عشان أقدر أشربها بوق مية ولا تأكل أى ثمرة فاكهة عشان لو فضلت كده هتموت .
وأطمنها على ولادها عشان عمالة تصرخ بأسمائهم .
همام بإستنكار.......طيب وأنتِ شغلة بالك بيها ليها متسبيها تموت ، هى من بقية عيلتك .
تنهدت رتيل بألم مردفة.......أشجان غالية عليه لإنها من ريحة أمى الله يرحمها كانوا زى الأخوات وهى ياما شلتنى على ايديها ولغاية دلوقتى فاكرة لما كانت بتخدنى فى حضنها لما أبكى من معاملتهم وضربهم ليه .
همام......بحبك وأنتِ قلبك طيب ،ماشى روحلها يا حنينة.
رتيل.....ربنا يرزقك لين القلب يا همام ، أنت برده جواك كويس ، بس محتاج تشيل الغشاوة اللى على عنيك قبل فوات الأوان .
ثم تركته رتيل وغادرت بإبتسامة واهنة ،فاعتصر قلبه ألما ، لطالما تمنى أن يزيل الحزن الذى فى عينيها وأن تكون له وحده .
فنظر إلى السماء متفوها ....يا الله .
فوجد من يجذبه من عبائته فنظر إليه فوجده أنس .
أنس ببراءة الأطفال...مدام قلت ياالله ، فهو مش هيضيعك ابدا يا عمو .
................
ولجت رتيل على حظر لبهو الفيلا حيث أشجان فاعترضها الحارس ( جابر ) فتغنغت بجسدها أمامه واطلقت ضحكاتها ولمست وجهه بيديها قائلة ...مالك يا جابر ، قلبك بقه قاسى ليه عليه كده ؟
مبقتش عجباك ؟
إرتبك جابر من لمسة يديها وأشعلت نار الشوق فى قلبه فهمس...أنتِ تعجبى الباشا يا باشا .
بس وجودك هنا خطر عليه .
رتيل بدلال....معلش مش هاخد اكتر من دقيقة اطمن بيها على خالتى أشجان .
جابر ...بس يعنى ..؟
رتيل...عشان خاطرى يا جابر .
جابر...اه من عنيكِ الحلوة دى ، طيب متكتريش ، دقيقة واحدة بس الله يخليكِ ، عشان مضعش فيها رقابنا احنا الاتنين .
تراقصت الابتسامة بين شفتيها هامسة...إن شاءالله يخليك ، حاضر ، دقيقة.
ثم أسرعت إلى أشجان التى كانت فى حالة يرثى لها.
تتأوه ألما من كثرة الضرب بالسوط وأكاد تموت جوعاً وعطشا.
أغمضت رتيل عينيها حزنا عليها ثم قالت ...خالتى أشجان ، يا عينى عليكِ وعلى اللى صابك .
كنتِ إرتاحتى من الهم ده بس قدر الله ، وإن شاءالله فرجه قريب .
أشجان بصوت خافت ..أنتِ مين شكلك مش غريب عليه ؟
رتيل..أنا رتيل يا خالة مش فاكرانى .
أشجان بإبتسامة واهنة ...رتيل حبيبتى ،
كبرتى وبقيتى عروسة ، ويا خوفى أكيد هتمرى بلى مريت بيه أنا وأمك .
فنكست رتيل رأسها بخزى...هو لسه همر ، منه مريت ولى كان كان .
مش وقته بس الكلام ده ، خدى اشربى بسرعة ، وكلى الموزة دى .
نظرت لها أشجان بإمتنان ثم قالت ..طيب شربى اختى خديجة الأول وبعدين أنا.
خديجة بضعف...أشربى يا أشجان .
وكأنهم قيل فيهم من كتاب الله عز وجل
( ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم قصاصة ).
رتيل..اشربوا بسرعة عشان مينفعش اقعد اكتر من كده وبطمنكم على ولادكم فوق تحت رعايتى متقلقوش .
فشربت خديجة وأشجان وشكروا الله وسئلوا الله الفرج القريب ثم شكروا رتيل .
رتيل.....أدعيلى يا أشجان ربنا يكرمنى زيك وأرتاح من العذاب اللى أنا فيه ده ، ويهدى همام ويشرح قلبه للحق .
أشجان ....ربنا يصلح قلبه وقوليله طريق الحق بيبدء بخطوة فخليه يستعين بالله ويثق أن مفيش حد هينفعه أو يضره بشىء إلا وقد كتبه الله له .
رتيل ...هو خايف وأنتِ عرفة الناس هنا كويس .
أشجان.......أول بس ما يمشى خطوة ربنا ، ربنا هيتولاه ومش هيسيبه أبدا .
تنهدت رتيل بإرتياح مهمهمة ....ونعم بالله ،هحاول معاه
أخفضت صوتها أشجان قائلة...احفظى الرقم ده ، رقم المقدم أدهم .
فضربت رتيل على صدرها هامسة...بوليس يعنى هنطلع من هنا على حبل المشنقة.
أشجان...متخفيش منه قدامك أهو أخدنا حكم مخفف عشان ساعدنا العدالة.
إبتسمت رتيل وشعرت بالأمل يتسرب إليها من جديد ثم أسرعت إلى همام .
نظر لها همام بآسى وسئلها على حرج...ها قدمتى إيه لجابر مخلى شكلك فرحان كده اوى .
ابتسمت رتيل لتأكدها من حبه لها ثم قالت ربنا بيقول ( ۚ وَمَن يُكْرِههُّنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِن بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَّحِيمٌ )
ربنا غفور ورحيم اوى يا همام ومتقلقش مقدمتش ليه غير كلمتين وبس .
همام.....عارف يا رتيل ، وأنا مستصغر نفسى جمب ايمان الولد الصغير ده ، بس مش عارف أعمل إيه ونخلص إزاى من الورطة اللى إحنا فيها دى ؟
مهو يا هما يأما حبل المشنقة.
رتيل...لا مهو قدامك معاذ وأشجان متعدموش واخدوا حكم مخفف عشان بلغوا عنهم .
فزع همام من كلماتها ووضع يده على قلبه وتلون وجه قائلا بصوت منخفض....نبلغ ، أنتِ عارفة ده معناه إيه ؟
رتيل بخوف...عارفة بس ربنا هيكرمنا ويتولانا إن شاءالله.
همام...لو شمو خبر ، مش هيموتونا كده بالساهل ، ده هيخلونا نتمنى الموت عشان نخلص من العذاب اللى هنشوفه من تحت إيديهم .
وأديكِ شوفتى بعينيكِ أشجان عاملة إزاى تحت .
أبتلعت رتيل ريقها بصعوبة من الخوف ثم قالت .....من يتق الله يجعل له مخرجا .
وحتى لو أتعذبت أشجان فربنا قدرلها إحنا هنساعدها وأكيد مش هيسبنا أو أتحطينا فى نفس الموقف .
وحتى لو موتنا يبقى نقابل ربنا بنفس راضية تائبة افضل من إننا نموت على سوء خاتمة يبقى خسرنا دنيا وأخرة.
.................
أبلغت إدارة أمن الدولة المقدم أدهم بوجود خلية إرهابية فى منطقة رفح المصرية.
فخرج مسرعا إلى سيارته للحاق بالقوة ودعى الله أن تكون حبيبته وزوجة خالد ومعاذ والأولاد معهم .
ورفض وجود معاذ وخالد معه لإن الأمر خطير ولن يستطيع حمايتهم .
وفى بضع ساعات كانت قد وصلت القوة وكان أدهم فى المقدمة أسدا مغاورا لا يخشى شىء سوى الله وقاتل بشراسة وتم تبادل إطلاق النار ورميهم بالقنابل المسيلة للدموع .
ثم حصارهم ولكن للأسف هناك من اختبىء وباغت أدهم برصاصة فى كتفه ولكنه صوب عليه النار حتى أرداه قتيلا واستكمل مهمته رغم محاولة زملائه إستثنائه لإصابته .
ولكنه أصر على المقاومة معهم حتى نجحوا فى القبض على أغلب الإرهابيون .
ثم دخلت القوة المكان وولج أدهم باحثا بقلبه قبل عينيه عن معشوقته وزوجته خديجة ولكن للأسف لم يجد لهم أثرا
فخرج غاضبا وأمسك بإحدهم وأوسعه ضربا ليخبره عن مكان تواجدهم حتى كاد الرجل أن يموت فى يده ويصر إنه لا يعلم عنهم اى شىء .
وإنهم عدة جماعات مختلفة وليس جماعة واحدة .
أدهم مشددا له اللكمات ...إنطق هما فين وددتهوهم فين يا سافلة .
الرجل بصوت خافت من الألم ..هما مين يا باشا ؟
أدهم...أنت بتستهبل يلا ، إنطق وإلا والله مهسيبك إلا جثة .
الرجل...والله ماأعرف أنت بتكلم عن مين ؟
أدهم...مراتى وجويرية وأشجان.
الرجل...والله منعرفهم يا باشا ، أقسملك بالله ، إحنا كتير اوى يا باشا ويمكن حد غيرنا بس مش إحنا .
فقام أدهم بركله عدة مرات ثم ضربه على رأسه بقاعدة المسدس حتى اغشى على الرجل .
فحاوط المقدم جلال أدهم بذراعيه محاولا تهدئته قائلا...إهدى يا ادهم مش كده ، الراجل هيموت فى إيدك وفعلا شكلهم مش هما مفيش اى حاجة تدل إنهم هما اللى خطفوهم ، فإهدى ومتدخلش نفسك فى سين وجيم لو الراجل مات عشان مصلحة شخصية مش أثناء الهجوم .
إنهار أدهم وجلس بركبتيه على الأرض ووضع يده على رأسه قائلا...امال هما فين بس ، أنا خلاص قربت أتجنن وخائف يكونوا حصلهم حاجة وأنا هنا عاجز مش عارف أتصرف .
فربت جلال على كتفه مطمئنا....إن شاءالله يكونوا بخير وهنوصلهم فى أقرب وقت ومتحملش نفسك فوق طاقتك ، ده مش فى إيدك ، اللى عليك بس تقول يارب وهو إن شاءالله هيحفظهم .
أدهم ....يارب يارب .
جلال...قوم بس دلوقتى عشان كتفك ، تنقلك القوة لأقرب مستشفى عشان النزيف غلط على صحتك .
أدهم...مش فارق معايا اى حاجة بعد خديجة.
جلال...لا متقولش كده ، صحتك مهمة عشان تقدر تواصل مسيرتك .
ثم أشار على رجاله بمساعدته على النهوض وتوصيله للسيارة ونقله سريعا إلى المستشفى وبالفعل تم نقله ودخوله سريعا لغرفة العمليات وإستخراج الرصاصة بسلام .
............
سامر ....ده دم الخونة الكفرة.
أنتفضت جويرية قائلة بفزع...مين دول أوعى تقول جنودنا اللى بيحمونا على الحدود .
ده دول المرابطين فى سبيل الله بجد ،إحنا بنكون فى بيوتنا اللى بتحمينا من حر الشمس وبرد الشتا وهما ليكونوا وقفين عشان إحنا نعيش بسلام ومطمنين إن ورانا رجالة بيحموا وطنا .
أنت عارف إن ليلة وحدة من وقفتهم دى خير من ليلة القدر .
وهما مسلمين ليصلوا ويصوموا زينا فإزاى تحكم عليهم كده ؟ حرام عليك يا أخى هتروح من ربنا فين لما يسئلك قتلت اخوك اللى بيحميك ليه ؟
عملك إيه ؟
نكس سامر رأسه ولم يعلم بماذا يجيبها ، فهذا ما تربى عليه من معتقدات خاطئة ولكنه يعلم فى قرارة نفسه إنها هى على الحق وإنهم على الباطل .
طأطأ سامر رأسه بإنكسار قائلا...مش عارف ساعات بحس إنك اللى بتقوليه هو الصح لكن أنا اللى عرفته منهم غير كده .
بس لو أنتِ اللى صح ، إزاى بعد ما إيدى أتلوثت بدمهم إزاى أرجع وأتوب ويا ترى ربنا هيسامحنى ؟؟؟
..............
أكلت الغيرة نار جميلة الفتاة التى تحب غسان ولكنه لا يرى فيها سوى جسد فقط ولكنه من داخله يحب أشجان لذا قررت أن تتخلص منها بتحرق قلبه عليها كما احرق قلبها بإهانتها دوما .
فماذا ستفعل تلك الفاسقة ؟؟؟
.............................
أسرع سامر إلى غرفته فقد أوحشته جويرية حقا وتمنى فى داخله أن تكون قد إستكانت وسلمت بالأمر الواقع وأن ترضخ له .
ولكن ما إن ولج لغرفته حتى وجدها ؟؟؟
تصلى وقد سترت جسدها من مخمص شعرها إلى قدميها بغطاء كان على الفراش .
وكانت تقف فى خشوع وثبات ولم تشعر بوجوده وكأنها كانت فى عالم أخر ليس به سواها مناجيه ربها .
ثم أستمع سامر لتلاوتها لأيات من الذكر الحكيم بصوت ملائكى أثر به
: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}.
فتفكر سامر أن الله بعظمته وقدرته يغفر لعباده الذنوب مهما كانت ، فكيف لعبد مثله أن يأخذ غيره بالذنب ويعاقبه عليه وهو مخلوق مثله ، من أين له ذلك ، هل حقا معتقداتهم خاطئة وغيرهم على صواب ؟
ثم أمسك برأسه ، فالتفكير فيما يعتقده وفيما يفعله وفيما يراه من جويريه يكاد يفتك برأسه .
فقد أصبح لا يعلم ما هو الحق ؟
ثم رآها تسجد لله سجدة طويلة وسمعها كأنها تحادثه وكإنه قريب منها .
نعم ففى الحديث ( أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد ) .
وقوله تعالى ( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186))
جويرية......يارب أنت أعلم بحالى ولا يخفى عليك شىء فى الأرض ولا فى السماء ، يارب فرج الكرب ، يارب حصن فرجى واسترنى ولا تفضحنى وأخرجنى وخديجة وأشجان وأولادنا من هنا سالمين ويارب إهدى سامر للحق فأنت القائل كلكلم ضال إلا من هديته فاهديه ولا تسلطه على أحدا غيرنا بعد الأن ويارب أربط على قلب خالد زوجى حتى نعود له سالمين .
ضرب سامر بيده على يده الأخرى مع وحرك رأسه متعجبا من قلب تلك الجورى ، كيف كان يعاملها بقسوة ويريد إنتهاك عرضها بينما هى تدعو له بالصلاح ، فأى قلب هذا تحمله بين جانبيها؟
تلألأت العبرات فى عين سامر وقام بالجلوس أمامها منتظرا أن تنتهى من صلاتها .
وما أن أنتهت حاول أن يمسك يديها ليقبلها ولكنها انتفضت وأسرعت بإبعاد يدها .
جويرية بغضب....يا عبد الله إنى لا أحل لك ، فلتتقى الله .
سامر....بس أنتِ تعتبرى سبايا ،وانتِ عرفة أن السبايا حلال لمن أخذها ، فتعالى يا جورى ، أنتِ وحشتينى بجد .
جويرية بسخرية .....ليه أنت وخدنى من حرب ، أنت وخدنى من بيتى وكمان زمن السبايا ده أنتهى وولى ومينفعش دلوقتى عشان الزمان غير الزمان .
سامر .....على فكرة أنا ممكن اخدك غصب ومش هتقدرى تتنفسى بس لغاية دلوقتى أنا عايزك بحب ورضا.
جويرية.......وأنا مش بحب غير زوجى ومش هكون إلا ليه وحتى لو على موتى .
ثم تابعت جويرية.....ليه عايز الحرام ؟
طالما قدامك الحلال .
سامر ...إزاى ؟
جويرية....تجوز زى الناس ، امرأة تصونك وترعاك وتحب وتجبلك ذرية طيبة .
فضحك سامر وقال بسخرية....أتجوز وأجيب عيال ليه فاكرانى موظف وليه حياة مستقرة.
أنتِ مش عارفة حياتى أنا عاملة إزاى ؟
مفهاش راحة ،مفهاش استقرار ، مهددة ديما إنها تنتهى فى اى وقت ، حتى لما باجى أنام بنام وأنا مغمض عين وفاتح التانية ، عمرى محسيت بالهدوء وراحة البال فإزاى اكون أسرة وبيت ، أنا اصلا مليش مكان محدد ، أنا شوية هنا وشوية هنا .
نظرت له جويرية بآسى ثم رددت ...طيب مسألتش نفسك أنت بتعمل ده ليه ولمين ولإمتى ؟
سامر...طبعا عشان ربنا والدين ولإمتى معرفش ؟
ضحكت جويرية بسخرية...ربنا والدين ،هو ربنا قال تقتل مسلم زيك أو ذمى معاهد مسالم .
وأسئل نفسك أنت ماشاءالله مؤدى فروضك على أكمل وجه وعمرك مغلطت عشان كده بتحاسب غيرك .
ده ربنا سبحانه وتعالى بيقول ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بإنفسهم ) .
فلو عايز الصلاح الدين غير إبتدى بنفسك أنت الأول .
شعر سامر إن مع كل كلمة تنطقها جويرية يهتز قلبه لها ولكن ما أمامه لو تخلى عن ما يفعله ؟
الأعدام على يد الشرطة أو إلصاق تهمة الخيانة له من قبل الجماعة ثم أغتياله .
إذا فهو فى جميع الأحوال ميت لا محالة .
سامر بإنفعال ....عايزانى أعمل إيه ؟ ده خلاص بقه طريقى وحياتى ملهاش مفر ولا رجوع .
جويرية....إزاى كلنا نقدر نغير من حياتنا ونرجع لربنا وهو بيتقبل التوبة مهما فعلت .
سامر ...أنا هموت فى كل الأحوال كده .
جويرية.....والله الموت علينا حق كلنا هنموت بس فرق كبير بين إنك تموت وأنت خسرت دنيتك واخرتك وفرق كبير من إنك تموت وقدامك حياة تانية فى الجنة تعوضك عن كل حاجة خسارتها فى الدنيا .
لم يتمالك سامر نفسه من البكاء ، فبكى حتى أنتحب وأخفى وجهه بيديه .
ولاحظت جويرية بعض الدماء على يديه وعلى ملابسه فشعرت بالذعر وانتفضت قائلة ....دم مين ده اللى عليك ؟
إرتبك سامر وتغيرت ملامحه للقسوة مرة أخرى قائلا.....ده دم الخونة الكفار .
......................
مازال أنس يلتف حوله الأطفال وإعجاب همام به يزداد فهو يذكره بنفسه وهو صغير .
أنس ...إيه رئيكم يا ولاد نعمل مسابقة أسئلة نستفاد منها .
ياسين ببكاء.....ده وقت أسئلة يا أنس ، إحنا عايزين نمشى من هنا ونروح البيت .
أنس...معلش هنروح قول يارب بس .
ياسين ....يارب بس إمتى ؟ أنا خائف أوى .
أنس ....بابا ديما كان بيقولى اللى معاه ربنا ميخفش .
عشان كده إثبت ومتخفش وربنا هيردنا تانى بإذن الله .
عشان كده خلينا دلوقتى نتذكر معلوماتنا.
ياسين...ماشى .
أنس ...طيب أنا هسئل واللى يعرف الإجابة منكم يرفع إيده .
وأنت كمان يا همام شارك معانا .
أشار همام بيده على نفسه متعجبا من ثقة أنس ....أنااااااا.
أنس....اه أنت ، وأنت كبير وأكيد عارف .
فصمت همام خجلا .
أنس.....أول سؤال ....ما هم الثقلين ؟
فرفعت حفصة يدها ......هم الجن والإنس .
أنس.....أحسنتِ .
أنس ..السؤال الثانى....ما هو أول طعام أهل الجنة ؟
همام ...مش عارف .
ياسمين ....زيادة كبد الحوت .
أنس ....ما أركان الإسلام ؟
فانتبه همام لمن سيجيب على هذا السؤال.
عائشة....شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله.....إقام الصلاة ...إيتاء الزكاة ...صوم رمضان ...حج البيت لمن إستطاع إليه سبيلا .
فسئل همام.....يعنى اللى بيعمل الأركان دى يبقى مسلم .
أنس....ايوه .
فحدث نفسه همام....امال ليه إحنا بنموت فيهم بدال مسلمين زينا ، ده إحنا اللى مش بنحقق كل الأركان دى .
ده من النادر لما بنصلى والأغلب بيفطر وبيتحجج بإنه تعبان و معاهم فلوس على قلبهم قد كده ومشوفتش حد بيزكى ولا حد قال أنا رايح أحج بيت الله .
أنا كده أتلغبطت معقول أنتم الصح وإحنا الغلط .
فأقتربت منه تالين وهى فتاة فى عمر الزهور يميل قلب أحدهما للأخر .
تالين......مش قولتلك يا همام إنى حاسه أننا بنعمل غلط كبير لإنى أمى قبل ماتموت قلتلى لو لقيتى أى فرصة تهربى بيها إهربى زى معملت أشجان وقالتلى ياريت أنا عملت زيها وأخدتك وهربت بس أنا كنت جبانة وخوفت ومقدرتش .
ثم انهمرت دموع تالين......واهى ماتت وسابتنى ليهم وماتت بعد معذبوها لإنها كانت تعبانة ومش قادرة تواصل الحجات القذرة اللى بيطلبوها منها .
همام بغصة مريرة...كفاية طيب دموع يا تالين ، أنتِ كده بتعذبينى ، وأنا مش قادر أعمل حاجة .
وبتعذب كل ماشوف حد بيخدك قصاد عينى ومش قادر أمنعه .
رتيل ....وأنا أعمل إيه ومفيش فى أيدى غير الدموع لغاية .....؟
وضع يديه همام على فمها آمرا إياها بالصمت قائلا....هشششش الحيطان ليها ودان ولو حد سمعنا هتطير فيها رقابنا .
نظرت لها تالين بإنكسار هامسة....يعنى برده يا همام مش قادر تاخد موقف ، هتفضل ضعيف كده لغاية إمتى ؟
نكس رأسه همام مردفا....لغاية مربنا يأذن .
تالين بنفاذ صبر...طيب ، أنا هروح دلوقتى لإشجان حالها يصعب على الكافر هحاول أقوم بواجبى اللى بيضايقك وأنت مش عارف تعمل حاجة .
عشان أقدر أشربها بوق مية ولا تأكل أى ثمرة فاكهة عشان لو فضلت كده هتموت .
وأطمنها على ولادها عشان عمالة تصرخ بأسمائهم .
همام بإستنكار.......طيب وأنتِ شغلة بالك بيها ليها متسبيها تموت ، هى من بقية عيلتك .
تنهدت رتيل بألم مردفة.......أشجان غالية عليه لإنها من ريحة أمى الله يرحمها كانوا زى الأخوات وهى ياما شلتنى على ايديها ولغاية دلوقتى فاكرة لما كانت بتخدنى فى حضنها لما أبكى من معاملتهم وضربهم ليه .
همام......بحبك وأنتِ قلبك طيب ،ماشى روحلها يا حنينة.
رتيل.....ربنا يرزقك لين القلب يا همام ، أنت برده جواك كويس ، بس محتاج تشيل الغشاوة اللى على عنيك قبل فوات الأوان .
ثم تركته رتيل وغادرت بإبتسامة واهنة ،فاعتصر قلبه ألما ، لطالما تمنى أن يزيل الحزن الذى فى عينيها وأن تكون له وحده .
فنظر إلى السماء متفوها ....يا الله .
فوجد من يجذبه من عبائته فنظر إليه فوجده أنس .
أنس ببراءة الأطفال...مدام قلت ياالله ، فهو مش هيضيعك ابدا يا عمو .
................
ولجت رتيل على حظر لبهو الفيلا حيث أشجان فاعترضها الحارس ( جابر ) فتغنغت بجسدها أمامه واطلقت ضحكاتها ولمست وجهه بيديها قائلة ...مالك يا جابر ، قلبك بقه قاسى ليه عليه كده ؟
مبقتش عجباك ؟
إرتبك جابر من لمسة يديها وأشعلت نار الشوق فى قلبه فهمس...أنتِ تعجبى الباشا يا باشا .
بس وجودك هنا خطر عليه .
رتيل بدلال....معلش مش هاخد اكتر من دقيقة اطمن بيها على خالتى أشجان .
جابر ...بس يعنى ..؟
رتيل...عشان خاطرى يا جابر .
جابر...اه من عنيكِ الحلوة دى ، طيب متكتريش ، دقيقة واحدة بس الله يخليكِ ، عشان مضعش فيها رقابنا احنا الاتنين .
تراقصت الابتسامة بين شفتيها هامسة...إن شاءالله يخليك ، حاضر ، دقيقة.
ثم أسرعت إلى أشجان التى كانت فى حالة يرثى لها.
تتأوه ألما من كثرة الضرب بالسوط وأكاد تموت جوعاً وعطشا.
أغمضت رتيل عينيها حزنا عليها ثم قالت ...خالتى أشجان ، يا عينى عليكِ وعلى اللى صابك .
كنتِ إرتاحتى من الهم ده بس قدر الله ، وإن شاءالله فرجه قريب .
أشجان بصوت خافت ..أنتِ مين شكلك مش غريب عليه ؟
رتيل..أنا رتيل يا خالة مش فاكرانى .
أشجان بإبتسامة واهنة ...رتيل حبيبتى ،
كبرتى وبقيتى عروسة ، ويا خوفى أكيد هتمرى بلى مريت بيه أنا وأمك .
فنكست رتيل رأسها بخزى...هو لسه همر ، منه مريت ولى كان كان .
مش وقته بس الكلام ده ، خدى اشربى بسرعة ، وكلى الموزة دى .
نظرت لها أشجان بإمتنان ثم قالت ..طيب شربى اختى خديجة الأول وبعدين أنا.
خديجة بضعف...أشربى يا أشجان .
وكأنهم قيل فيهم من كتاب الله عز وجل
( ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم قصاصة ).
رتيل..اشربوا بسرعة عشان مينفعش اقعد اكتر من كده وبطمنكم على ولادكم فوق تحت رعايتى متقلقوش .
فشربت خديجة وأشجان وشكروا الله وسئلوا الله الفرج القريب ثم شكروا رتيل .
رتيل.....أدعيلى يا أشجان ربنا يكرمنى زيك وأرتاح من العذاب اللى أنا فيه ده ، ويهدى همام ويشرح قلبه للحق .
أشجان ....ربنا يصلح قلبه وقوليله طريق الحق بيبدء بخطوة فخليه يستعين بالله ويثق أن مفيش حد هينفعه أو يضره بشىء إلا وقد كتبه الله له .
رتيل ...هو خايف وأنتِ عرفة الناس هنا كويس .
أشجان.......أول بس ما يمشى خطوة ربنا ، ربنا هيتولاه ومش هيسيبه أبدا .
تنهدت رتيل بإرتياح مهمهمة ....ونعم بالله ،هحاول معاه
أخفضت صوتها أشجان قائلة...احفظى الرقم ده ، رقم المقدم أدهم .
فضربت رتيل على صدرها هامسة...بوليس يعنى هنطلع من هنا على حبل المشنقة.
أشجان...متخفيش منه قدامك أهو أخدنا حكم مخفف عشان ساعدنا العدالة.
إبتسمت رتيل وشعرت بالأمل يتسرب إليها من جديد ثم أسرعت إلى همام .
نظر لها همام بآسى وسئلها على حرج...ها قدمتى إيه لجابر مخلى شكلك فرحان كده اوى .
ابتسمت رتيل لتأكدها من حبه لها ثم قالت ربنا بيقول ( ۚ وَمَن يُكْرِههُّنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِن بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَّحِيمٌ )
ربنا غفور ورحيم اوى يا همام ومتقلقش مقدمتش ليه غير كلمتين وبس .
همام.....عارف يا رتيل ، وأنا مستصغر نفسى جمب ايمان الولد الصغير ده ، بس مش عارف أعمل إيه ونخلص إزاى من الورطة اللى إحنا فيها دى ؟
مهو يا هما يأما حبل المشنقة.
رتيل...لا مهو قدامك معاذ وأشجان متعدموش واخدوا حكم مخفف عشان بلغوا عنهم .
فزع همام من كلماتها ووضع يده على قلبه وتلون وجه قائلا بصوت منخفض....نبلغ ، أنتِ عارفة ده معناه إيه ؟
رتيل بخوف...عارفة بس ربنا هيكرمنا ويتولانا إن شاءالله.
همام...لو شمو خبر ، مش هيموتونا كده بالساهل ، ده هيخلونا نتمنى الموت عشان نخلص من العذاب اللى هنشوفه من تحت إيديهم .
وأديكِ شوفتى بعينيكِ أشجان عاملة إزاى تحت .
أبتلعت رتيل ريقها بصعوبة من الخوف ثم قالت .....من يتق الله يجعل له مخرجا .
وحتى لو أتعذبت أشجان فربنا قدرلها إحنا هنساعدها وأكيد مش هيسبنا أو أتحطينا فى نفس الموقف .
وحتى لو موتنا يبقى نقابل ربنا بنفس راضية تائبة افضل من إننا نموت على سوء خاتمة يبقى خسرنا دنيا وأخرة.
.................
أبلغت إدارة أمن الدولة المقدم أدهم بوجود خلية إرهابية فى منطقة رفح المصرية.
فخرج مسرعا إلى سيارته للحاق بالقوة ودعى الله أن تكون حبيبته وزوجة خالد ومعاذ والأولاد معهم .
ورفض وجود معاذ وخالد معه لإن الأمر خطير ولن يستطيع حمايتهم .
وفى بضع ساعات كانت قد وصلت القوة وكان أدهم فى المقدمة أسدا مغاورا لا يخشى شىء سوى الله وقاتل بشراسة وتم تبادل إطلاق النار ورميهم بالقنابل المسيلة للدموع .
ثم حصارهم ولكن للأسف هناك من اختبىء وباغت أدهم برصاصة فى كتفه ولكنه صوب عليه النار حتى أرداه قتيلا واستكمل مهمته رغم محاولة زملائه إستثنائه لإصابته .
ولكنه أصر على المقاومة معهم حتى نجحوا فى القبض على أغلب الإرهابيون .
ثم دخلت القوة المكان وولج أدهم باحثا بقلبه قبل عينيه عن معشوقته وزوجته خديجة ولكن للأسف لم يجد لهم أثرا
فخرج غاضبا وأمسك بإحدهم وأوسعه ضربا ليخبره عن مكان تواجدهم حتى كاد الرجل أن يموت فى يده ويصر إنه لا يعلم عنهم اى شىء .
وإنهم عدة جماعات مختلفة وليس جماعة واحدة .
أدهم مشددا له اللكمات ...إنطق هما فين وددتهوهم فين يا سافلة .
الرجل بصوت خافت من الألم ..هما مين يا باشا ؟
أدهم...أنت بتستهبل يلا ، إنطق وإلا والله مهسيبك إلا جثة .
الرجل...والله ماأعرف أنت بتكلم عن مين ؟
أدهم...مراتى وجويرية وأشجان.
الرجل...والله منعرفهم يا باشا ، أقسملك بالله ، إحنا كتير اوى يا باشا ويمكن حد غيرنا بس مش إحنا .
فقام أدهم بركله عدة مرات ثم ضربه على رأسه بقاعدة المسدس حتى اغشى على الرجل .
فحاوط المقدم جلال أدهم بذراعيه محاولا تهدئته قائلا...إهدى يا ادهم مش كده ، الراجل هيموت فى إيدك وفعلا شكلهم مش هما مفيش اى حاجة تدل إنهم هما اللى خطفوهم ، فإهدى ومتدخلش نفسك فى سين وجيم لو الراجل مات عشان مصلحة شخصية مش أثناء الهجوم .
إنهار أدهم وجلس بركبتيه على الأرض ووضع يده على رأسه قائلا...امال هما فين بس ، أنا خلاص قربت أتجنن وخائف يكونوا حصلهم حاجة وأنا هنا عاجز مش عارف أتصرف .
فربت جلال على كتفه مطمئنا....إن شاءالله يكونوا بخير وهنوصلهم فى أقرب وقت ومتحملش نفسك فوق طاقتك ، ده مش فى إيدك ، اللى عليك بس تقول يارب وهو إن شاءالله هيحفظهم .
أدهم ....يارب يارب .
جلال...قوم بس دلوقتى عشان كتفك ، تنقلك القوة لأقرب مستشفى عشان النزيف غلط على صحتك .
أدهم...مش فارق معايا اى حاجة بعد خديجة.
جلال...لا متقولش كده ، صحتك مهمة عشان تقدر تواصل مسيرتك .
ثم أشار على رجاله بمساعدته على النهوض وتوصيله للسيارة ونقله سريعا إلى المستشفى وبالفعل تم نقله ودخوله سريعا لغرفة العمليات وإستخراج الرصاصة بسلام .
............
سامر ....ده دم الخونة الكفرة.
أنتفضت جويرية قائلة بفزع...مين دول أوعى تقول جنودنا اللى بيحمونا على الحدود .
ده دول المرابطين فى سبيل الله بجد ،إحنا بنكون فى بيوتنا اللى بتحمينا من حر الشمس وبرد الشتا وهما ليكونوا وقفين عشان إحنا نعيش بسلام ومطمنين إن ورانا رجالة بيحموا وطنا .
أنت عارف إن ليلة وحدة من وقفتهم دى خير من ليلة القدر .
وهما مسلمين ليصلوا ويصوموا زينا فإزاى تحكم عليهم كده ؟ حرام عليك يا أخى هتروح من ربنا فين لما يسئلك قتلت اخوك اللى بيحميك ليه ؟
عملك إيه ؟
نكس سامر رأسه ولم يعلم بماذا يجيبها ، فهذا ما تربى عليه من معتقدات خاطئة ولكنه يعلم فى قرارة نفسه إنها هى على الحق وإنهم على الباطل .
طأطأ سامر رأسه بإنكسار قائلا...مش عارف ساعات بحس إنك اللى بتقوليه هو الصح لكن أنا اللى عرفته منهم غير كده .
بس لو أنتِ اللى صح ، إزاى بعد ما إيدى أتلوثت بدمهم إزاى أرجع وأتوب ويا ترى ربنا هيسامحنى ؟؟؟
..............
أكلت الغيرة نار جميلة الفتاة التى تحب غسان ولكنه لا يرى فيها سوى جسد فقط ولكنه من داخله يحب أشجان لذا قررت أن تتخلص منها بتحرق قلبه عليها كما احرق قلبها بإهانتها دوما .
فماذا ستفعل تلك الفاسقة ؟؟؟
الاكثر قراءة هذا الشهر :
موعد البارت الجديد الساعة ( 4 م ) يوميا ان شاء الله
هنا تنتهى احداث رواية احببت ملتحي ج2 الحلقة الخامسة ، يمكنكم اكمال باقى احداث رواية احببت ملتحي ج2 الحلقة السادسة أوقراءة المزيد من الروايات المكتملة فى قسم روايات كاملة .
نأمل أن تكونوا قد استمتعتم بـ رواية احببت ملتحى ، والى اللقاء فى حلقة قادمة بإذن الله ، لمزيد من الروايات يمكنكم متابعتنا على الموقع أو فيس بوك ، كما يمكنكم طلب رواياتكم المفضلة وسنقوم بوضعها كاملة على الموقع .