رواية صغيرة بلال الجزء الثاني الحلقة التاسعة عشر 19 - روايات أم فاطمة ( شيماء سعيد )

     نقدم اليوم احداث رواية صغيرة بلال الجزء الثاني الحلقة التاسعة عشر من روايات أم فاطمة . والتى تندرج تحت تصنيف روايات رومانسية ، تعد الرواية  واحدة من اجمل الروايات رومانسية  والتى نالت اعجاب القراء على الموقع ، لـ قراءة احداث رواية احببت ملتحي كاملة بقلم ام فاطمة من خلال اللينك السابق ، أو تنزيل رواية احببت ملتحي pdf كاملة  من خلال موقعنا .


رواية صغيرة بلال الجزء الثاني الحلقة 19 - روايات أم فاطمة ( شيماء سعيد )



صغيرة بلال ج2 الفصل التاسع عشر


الحلقة التاسعة عشر
...........................

🌺 بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله 🌺

قال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ في حديث أَبِي هُرَيْرَةَ عند البخاري وغيره ” تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ، وَعَبْدُ الدِّرْهَمِ، وَعَبْدُ الخَمِيصَةِ، إِنْ أُعْطِيَ رَضِيَ، وَإِنْ لَمْ يُعْطَ سَخِطَ، تَعِسَ وَانْتَكَسَ، وَإِذَا شِيكَ فَلاَ انْتَقَشَ “

قتل لمياء التفكير فيما أصابها من هم وحزن من ذلك الزوج العجوز المتصابى واذيته لها ، وليس هو فحسب بل زوجاته أيضا .
وفي مصير هذا الجنين إن كان أنثى ،ولا تعلم أنه لو كان ولدا أيضا فلن تحظى به .

فما سيكون مصيرها في النهاية ؟
فهي التي سطرت بنفسها نهايتها ولا عزاء لها .
والطمع نهايته وخيمة .

ثم أتى لها سعود بعد أن أنهى مكالمته مع صباح .
سعود ...كيفك أم ابني هالحين ؟

حركت لمياء شفتيها بسخرية محدثة نفسها ....أم ابنك ، ولا بطلوتة واسمعوته ، لقيته في البخت اياك .

بس يلا أهو يطلع ابن أكابر أحسن من يكون ابن فقر .

ابتسمت لمياء على مضض ...أحلى أب ده ولا إيه ؟
يخليك لينا يا بعلي.

ابتسم سعود قائلا ....المهم أنتِ لميا ، تعالي وحشتيني كتير .

لميا بهمس ....يوحشك القبر يا بعيد وأرتاح منك.

...........

صاح بلال في بسمة قائلا ...إلبسي بسرعة يا بسمة ، أرجوكي .
ثم ارتجف جسده وانهار ولم تحمله قدماه فارتمى على المقعد
من ورائه قائلا بضعف ...أنا كان قلبي حاسس أن فيها حاجة .

دب الخوف في قلب بسمة ودمعت عيناها على أخيها أولا
الذي تخشى أن يصيبه مكروه من فرط حزنه على أشرقت ، فهي لم يعد لديها إلا هو .

وأيضا حزنها على أشرقت التي بمثابة الأخت لها .

فانحنت عليه بجذعها تربت على كتفه بحنو قائلة ...امسك نفسك مش كده يا بلال ، وإن شاء الله أزمة وتعدي وهتخف وتقوم بالسلامة وهفكرك .

بلال بضعف ...يارب ، أنا مش عارف لو حصلها حاجة ، أنا هعيش ازاي ؟

بسمة وقد شردت فى جلال وتساقطت دموعها ...الله يرحمك يا جلال يا حبيبي.
لتسرع من أمام بلال باكية بعد أن أحييت كلماته حزنها على جلال .

بلال يلوم نفسه ....أنا مكنش ينفع أقول كده صح قدامها ، بس غصب عني ، ربنا يصبرك يا قلب أخوكي ،ويطمني عليكي يا حبيبة القلب .

وبالفعل تماسك وارتدى ملابسه وذهب مسرعا مع بسمة إلى المستشفى .

ليجد عماد بلال أمامه فيزفر بضيق وحنق ويحدث نفسه...هو ده تاني نفسي أعرف تقربله إيه ؟

مهو لو أخوها كان زمانه من بدري معاها ومع لؤي .
لكن مش عارف صراحة ملته ايه ده و كمان عامل زي العفاريت بيطلع فجأة .

وهكذا أيضا بلال عندما رآه غضب وقطب جبينه وردد ....هو ده كمان هنا !
أنا مش مرتحله خالص .

بس مش هقدر أعمل ولا أقول حاجة للأسف ،مليش حق فيها .

ولازم أسكت ، المهم أطمن عليها دلوقتي.

بدأ بلال الحديث بقوله ..أهلا دكتور عماد .
حضرتك المسؤول عن أشرقت ولا إيه ؟

عماد ..أهلا بحضرتك.

وأنا آه مكلف من دكتور مصطفى للمتابعة .

بلال ...وهي عاملة إيه دلوقتي ، أرجوك ،طمني؟

عماد بحزن ...للأسف في غيبوبة .

تنهد بلال بألم ....طيب ممكن أدخل اشوفها أنا وبسمة .

عماد ....للأسف الزيارة ممنوعة في الوقت الحالي
بس على العموم ، تقدر حضرتك تتفضل وأنا هطمن حضرتك لو حصل جديد .

احتقنت الدماء في عنق بلال وكور يده غضبا وكاد أن يبطش به .

فشعرت بغضبه بسمة ، فأمسكت بيده .

وسارعت بالقول ...معلش يا دكتور لو بس ممكن نشوفها ولو دقيقه واحدة بس ، ارجوك .

لأن صعب نيجي ونمشي من غير ما نشوفها.
دي أختي وأنت عارف الأخت غالية ازاي ؟

نزلت كلمة اختى على قلب عماد كالسكينة ، حيث توقع أنهم ممكن أن يكونوا اخوات من الأم فقط .

عماد ...مش عارف أقول إيه ؟

ماشي ، بس دقيقة فقط بدون تلامس .

بسمة....تمام يا دكتور ،جزاك الله خيرا .

هم عماد أن يصحبهما للداخل ولكن استوقفته نظرة من بلال افزعته ، فآثر أن يتركهم بمفردهم ويراقبهم من على بعد .

ولج بلال للداخل بخطوات مسرعة ومؤلمة في حد ذاتها لأنه
كان يشعر أنه يخطوا على قلبه وليس على الأرض.

لا يعلم ما سيفعل عند رؤيتها هكذا لا حول لها ولا قوة .
وبالفعل وصل إليها فتسابقت دموع قلبه قبل عينيه .

بلال بحزن وانكسار ...أشرقت ، اااااااااه يا وجع قلبي .
أشرقت أنا بلال ، قومي يا اشرقت .

قومي عاتبيني بعينيكي اللي بهرب منهم ديما .
قومي بس حتى لو مكنتيش ليا ، بس المهم أني أشوفك بخير .

قومي يا أشرقت أرجوكي ، أنا مش قادر أشوفك كده .
حاسس أن روحي بتسحب مني بالبطيء .

ثم وجد نفسه بالفعل يترنح وقدماه لا تحمله من فرط حزنه على صغيرة قلبه أشرقت .
فصرخت بسمة ...بلال مالك ؟؟

يا حبيبى ،مالك يا خويا ؟

ثم أسرعت لتمسك به قبل أن يسقط أرضا .

قائلة ...امسك نفسك يا خويا مش كده .

ليتفاجىء كلاهما بصوت يهمس من ورائهما أعاد الحياة إلى بلال حين سمعها تقول ....بلاااااال .

وكأن القلوب قد اتصلت ببعضها البعض ، واستيقظ قلبها من الخوف على حبيب العمر

فاقترب منها سريعا وعينه تدمع من الفرحة قائلا ....أنا هنا جمبك ياااااا صغيرتي.
ثم حدث نفسه بتلك الكلمات .
أنتي حبيبتي حين لا اقول لك وأنتي الأقرب حتى حين أكون بعيد أنتي طفلتي التي لا أريدها أن تكبر أنتي صوتي الذي لا أريده أن يسكت أنتي ذلك القمر الذي يشع بسماي.

بسمة بفرحة ...الحمد لله الحمد لله .

أما عماد فكان يجوب الردهة يمينا ويسارا قائلا ....كل ده دقيقة ، لا أنا مش قادر استحمل .
أنا داخلهم .

فأسرع إليهم ليتفاجأ بها ، تنظر إلى بلال ، نظرة لا يعرف معناها .
وبلال ينظر إليها بعيون لامعة .

عماد بذهول ...دي فااااااقت .

بس إيه النظرات دي ، دي مش نظرة أخ لأخته أبدا .

ثم تابع عماد... لا واللي خلق الخلق ، الموضوع ده فيه إن .
الموضوع مش عادى ومينسكتش عليه .

بس برده مش وقته الحمد لله أنها فاقت ،ده أنا كنت هموت عليها .

ليسرع لهم ، ويتجاوز بلال ويقف هو قبالها ....أشرقت ، حمدالله على السلامة .

حاسه بايه دلوقتي ؟
كادت الغيرة أن تفتك بقلب بلال ،ولكنه تماسك ، ويكفي ما بها .

أشرقت بضعف ....دكتور عماد .
هو أنا فين ؟ وإيه حصلي ؟

ثم حاولت أن تتحرك ولكنها أحست بألم في كل جسدها .
فتأوهت
فتألم قلب بلال قائلا ..إيه تعبانة أوي كده ؟

فضرب كتف عماد قائلا بغلظة .....أنت حضرتك مش شايفها بتتألم .

إديها حاجة تخفف عنها الألم ولا أنت دكتور منظر وبس .

فتلون وجه عماد من الغيظ قائلا...أمااال حضرتك شايفني إيه ؟

دكتور آه ،وحاضر هروح بنفسي أجيب حقنة مسكنة.

فابتسمت بسمة على تذمره وعلى طريقة خطواته وهو مغادر .

ولكنها حدثت نفسها ....قلبي مش مطمن من نظرات الدكتور ده لأشرقت ، يا خوفي ليكون اللي في بالي.
ويحصل يا عيني عليك يا بلال .

هتضيع معقول تاني من بين إيديك وأنت كده لسه صنم مبتتحركش .

وجهت بسمة حديثها إلى أشرقت بعد أن أمسكت بيديها بحنو ...حبيبتي يا شوشو ، ألف حمد الله على سلامتك .

أشرقت بضعف وألم ....الله يسلمك.
بس هو حصل إيه ؟

أنا كل اللي فكراه أني كنت مع بابا في العربية وفجأة حسيت الدنيا اسودت في وشي.
ومحستش بحاجة بعدها .

بسمة...آه يا قلب أختك ، الحمد لله أنها جت على قد كده .
هو اللي حصل أن بابا خبط في عمود ، وراسك اتخبطت للأسف
في إزاز العربية .

ونقلوكي هنا على المستشفى بسرعة ، بس دخلتي في غيبوبة .
بس الحمد لله ، إظاهر وشنا حلو عليكي .
وفوقتي وإحنا جمبك .

أشرقت بفزع ...حادثة ، طيب بابا فين ؟
وليه مش جانبي.
هو حصله حاجة ؟

أرجوكي متخبيش عليه وقوليلي الحقيقة.

بسمة ...بابا كويس متقلقيش ، ده إحنا اللي عرفنا منه الموضوع .

ثم غمزت بلال ، لتقول بعدها...أنا كنت نايمة ، فجأة سمعت صوت بلال بيقول ...أشرقت ، أشرقت .

فجريت عليه أطمن ، لقيته بيقولي أنه قلبي حاسس إن فيكي حاجة .

وصمم أتصل بوالدك أسأله .
وفعلا لما كلمته قال أنك في المستشفى .

فنظرت أشرقت إلى بلال( ذلك الرجل الذي يعشقها ) بهيام وحب ، وكادت عينيها أن تنطق ( بحبك يا بجم ).
ولكن كما يقول الشاعر
يفيد بإيه البوح والبعيد لوح .
فوجدته قد خجل من نظراتها وارتبك وأدار وجهه عنها .

لتهمس ...أقسم بالله لو قادرة أقوم ، كنت قومت وكسرت راسك الناشفة دي ، ونيمتك بدالي .
يا عديم الإحساس والمفهومية .

وبالفعل أتى عماد بالمسكن ، لترتاح هي بعض الشيء بعد حقنها به .

ثم طلب عماد قائلا....مش خلاص اطمنا عليها .
ياريت حضراتكوا تتفضلوا ، عشان تقدر تستريح شوية.
لأن الاجهاد في الكلام مش كويس عشانها .

بلال بغضب ...والله فاهم حضرتك وكنا هنمشي فعلا .

فلطفت بسمة جو المشاحنة هذا بقولها ...فعلا يا دكتور عندك حق ، وشكرا أنك سمحتلنا نشوفها .
وإن شاء الله هنيجي نطمن عليها تاني.

ثم سحبت بلال من يده قائلة ...يلا بينا يا بلال .
ليلقي بلال نظرة أخيرة على ملاكه التي ذهبت في نوم عميق اثر المخدر .
ثم غادر بعدها وترك قلبه معها .

...........................

مر على تلك الحادثة شهر ، أتم الله فيه على أشرقت بالشفاء وحمدت الله كثيرا أن شفاها ، حتى لا تتخلف عن لكثير
من المحاضرات التي قد بدأت في الجامعة .
ثم حدثت صديقتها بشرى عبر الهاتف قائلة....إزيك يا دكتورة بوشبوش .

ضحكت بشرى مرددة ...بذمتك فيه دكتورة في الدنيا اسمها بوشبوش .

أشرقت ...آه _أنتِ.

بشرى...كده ،طيب مش جاية أجبلك محاضرة النهاردة .
ولا أقولك كام مرة يسأل عليكي .
دكتور عماد ودكتور حسن .
يا مدوبة الدكاترة فيكي يا ست أشرقت .
ارحمي يا بنتي قلوب الرجال .

فتنهدت أشرقت وهمست ...ومين رحم قلبي أنا؟

ثم أظهرت غير ما تعاني وضحكت ...رجالة مين يا بت .
الرجالة انقرضت بعد حرب الهكسوس .

بشرى ... مش مصدقاني والله الاتنين مبطلوش سؤال .
هي خفت يا بشرى ؟
طيب هتيجي امتى يا بشرى ؟

ووصلت كمان يا ستى أن دكتور حسن الحليوة أو بنغزة أبو دم خفيف ده يقول ....لو لسه تعبانة ، أنا ممكن أروح أشرحلها المحاضرات
في البيت .

أشرقت بضحك ....هي وصلت كمان البيت .
لا كله إلا كده .
بس قوليلي إيه كل الأوصاف لدكتور حسن دي !
بالعكس أنا مش شايفة حاجة من عندي.
وكمان دمه يلطش صراحة .

بشرى ...لا لا متقوليش كده ده حتة عسل .

أشرقت ..احترمي نفسك يا أختي ، مش عيني عينك كده .
وشكلها بداية حب ولا إيه !

إحنا داخلين نحب ولا ندرس يا بوشبوش .

بشرى بأنين حزين ...حب ولا مش حب يا شوشو .
يعني أنتِ شايفة أنه ممكن أصلا يبصلي ولا حتى يفكر فيا .

هو عايزك أنتِ يا قمر .
فحلال عليكي لو قلبك مال ليه هو.
او مال لدكتور عماد .
المهم يميل وخلاص ونفرح بيكي يا أحلى دكتورة في الدنيا .

أشرقت ....صدقيني لو قولتلك أني مبفكرش خالص في الجواز .

ومش عايزة غير حاجة واحدة ، أن ربنا يكرمني والتفوق
في دراستي ويكون ليا فيه شأن كبير .
لكن غير كده لأ.

فحلال عليكي أنتِ سي حسن بتاعك .

بشرى ....تفتكري ممكن يفكر فيا أنا ، هو أنا بنت مين .
لكن يفكر فيكي أنتِ يا شوشو مقبولة .
لكن أنا آخر واحدة حد يفكر فيها .

فانفعلت أشرقت قائلة ...ليه إن شاء الله ؟
ناقصك إيه ؟
جمال وماشاء الله عسل .
وتعليم دكتورة .
عايزة إيه تاني؟ وليه ميفكرش .

بشرى بحرج.....عشان أنا مش بنت ناس يا أشرقت.
بنت عامل بسيط .
فعايزاه يعجب بيا أنا ويسيب بنت الحسب والنسب .

أشرقت ...اللي يفكر بالطريقة دي يكون متخلف وميستهلش ضفرك حتة.

واللي هيحبك حقيقي مش هيفكر أنتِ بنت مين ، المهم أنتِ مين ؟

بشرى...يا أختي سيبك من كلام الروايات ،دي هي الحقيقة ولسه الناس بتفكر فيها .
المهم مش عايزة أصدعك.

أنا جاية أديكي آخر محاضرة وأفهمك اللي فهمته يعني على قد عقلي.

أشرقت ...عقلك يوزن بلد يا أحلى دكتورة .
تعالي يا قلبي ، أنا في انتظارك .
ومعلش دي آخر مرة أتعبك .
أنا خلاص بقيت كويسة وهنزل الكلية من بكرة إن شاء الله.

بشرى بفرحة ...وكتاب الله المجيد يا شيخة .
ده أحلى خبر أسمعه في حياتي .

أشرقت ...أكيد عشان ترتاحي من مشواري.

بشرى ....عيب عليكي ،أنا مش هرتاح وبس أنا هنشكح .
فضحك الاثنان .

وتمنت كل واحدة منهما للأخرى السعادة .
...........

أما بلال فقد تراكمت عليه أقساط كثيرة لعدم قدرته على الدفع .

وبدأ تاجر الاثاث يطالبه بالتسديد وبلال يستعطفه أن يمهله بعض الوقت حتى يجد عملا آخرا يستطيع عن طريقه دفع تلك الأقساط المتأخرة .
تناثرت حبات العرق من جبهة بلال حرجا وهو يستعطف تاجر الأثاث الذي اشترى منه أثاث زواجه بقوله ...أرجوك تمهلني فترة بس .
عشان والله بقالي شهر رايح جي أدور على شغل إضافي ومش لاقي حاجة تتناسب مع شغلي في الجامعة .

التاجر بغلظة ....لا يا حضرة الدكتور ، أنا مليش فيه .
شغال ،مش شغال ، أنا عايز فلوسي لا مؤاخذة .

بلال ....لا حول ولا قوة إلا بالله .
منها لله اللي كانت السبب ، أعمل إيه دلوقتي يا ربي .
سترك في الدنيا والآخرة .

تاجر الأثاث...بقولك إيه يا عمنا ، روح عدد بعيد عني.
وقدامك مهلة يومين ، مجبتش الأقساط اللي عليك كاملة .

هقدم الكمبيالات اللي معايا للنيابة .

فنكس بلال رأسه حزنا ، واسودت الدنيا في عينيه .

وخرج من عنده مهموما مكسورا ، يكاد يختنق .
فأخذ يطوف في الطرقات ، لا يعلم لأين يذهب ؟
وما سيفعل في تلك المصيبة ؟

وهو عالم أنه واقع فيها لا محالة لأنه ليس لديه أحد يستطيع

أن يستقرض منه ذلك المال .

فجال على خاطره أشرقت، ولكنه وجد نفسه يحرك رأسه كثيرا بنفي قائلا .....لاااااااا السجن أحب لنفسي من أني اروح وأطلب منها فلوس .

مقدرش ، مقدرش .
طيب أعمل إيه بس ؟

استلف من مين ؟
ده أهل الحارة كلهم كانوا لما بيزنقوا ، بيجوا يخدوا مني .
طيب حد من زمايلي في الكلية .

آه أكلم دكتور أحمد يشوفلي سلفة من هنا ولا هنا .
وبالفعل حدثه عبر هاتفه.

بلال....دكتور أحمد ، إزيك ؟

دكتور أحمد ...الحمد لله يا دكتور .
وأنت أخبارك إيه ؟

بلال....الحمد لله بخير .

دكتور أحمد ...يدوم يا دكتور .
وربنا يرحمنا والله الأيام دى ، من الغلو والأسعار اللي بقت نار .

والواحد مش عارف ويعمل إيه ؟
والمرتب اللي بيخلص في نص الشهر ده .
وفي الآخر إيه ؟

قال اسمنا دكاترة وياما هنا وياما هناك .

فابتلع بلال ريقه بغصة مريرة بعد أن فقد الأمل في أن يستقرض منه ، أو حتى يفاتحه في الأمر بعد ما ذكر من سوء المعيشة .

بلال ...ربنا يدبر الأمر ، دكتور أحمد .
ويوسع ارزقنا .

دكتور أحمد ...امين يارب .
ثم أنهى معه الحوار دون أن يحدثه في شيء .
وذهب مهموما إلى منزله ، يشعر بأن السموات والأرض قد أطبقوا على رأسه .

ولج بلال إلى شقته فاستقبلته بسمة بابتسامة عذبة .....أهلا
يا حبيبي.
ثواني وأكون محضرالك الغدا ، هو خلاص جاهز على الغرف.

حرك بلال رأسه نافيا ...لا يا بسمة ، أنا مش جعان .
كلي ، أنتِ ، أنا داخل انام .

تملك بسمة الحزن على أخيها ولكنها لم تجد كلمات تواسيه بها وكانت تعتقد أن سبب حزنه أشرقت وليس أمر آخر .

فاكتفت بالدعاء له أن يجمعهما الله على خير .
وتركته ليرتاح قليلا .

................

أما لمياء فقد جفاها النوم كثيرا في ذلك القصر الشاهق الذي تعيش به.
والسبب في ذلك الأصوات التي تسمعها ليلا كل مساء
فتصيبها بالرعب والقلق ، ولا تستطيع النوم .

وإن نامت رغما عنها من كثرة السهر والآلام الحمل
شعرت أن هناك من يقترب منها وهي نائمة ، ويمد يديه نحو رقبتها ،وكأنه يريد أن يخنقها .

فيصيبها الذعر وتستيقظ صارخة .

ابعدوا عني ، هتموتوني ، ابعدوا .
وعندما تفتح عينيها وتضيء النور لا ترى شيئا .

لمياء...أنا مش عارفة إيه اللي بيحصلي ده ؟

أنا كرهت القصر ده باللي فيه .

أنا تعبت ونفسي أنام مرة وأنا مطمنة ، زي ما كنت بنام عند أمي .
أو بعد ما اتجوزت بلال .

لا أنا لازم أتصل بـ بالزفت سعود ده يجي يشوفلي حل.
يبيع القصر ده ويحط فلوسه في البنك باسمي .

ويجبلي شقة تانية محندقة على قدي.

ومش عايزة خدامين .
أنا هخدم نفسي.

بدل ما هما عنيهم معايا في كل حتة ، ولا أكون عليا أحكام وهاربة وبيراقبوني.

فاتصلت به بالفعل .
ألوووووو سعود ،تغطس وتجيلي دلوقتي يا حب .
بسرعة لو سمحت أرجوك .

سعود ...أنا في الدوام لميا ، إيش تريدي ؟

لميا.....عايزاك في موضوع مهم ، أرجوك .

سعود ...أنا سآتي في الموعد المتفق عليه .
عشان نزور الدكتورة اليوم كما اتفقنا .
لنعلم نوع الجنين .

وإن كان صبى ليكى عندي هدية كبيرة لميا .

فـ أصابها الخوف قلب لمياء مما سيحدث ، لو كان الجنين أنثى .

ولكنها حاولت التماسك لعله يكون بالفعل ولد ، وتهدأ قليلا، فقامت من فراشها ، واتجهت المرحاض لكي تستحم لعل جسدها يسكن قليلا .
ثم خرجت وارتدت ملابسها وانتظرت سعود ليأتي ويذهب بها الطبيبة .

ثم ستخبره بعد الزيارة بما تريد .
لمياء....يارب يطلع ولد عشان أقدر أطلب منه كل اللي أنا عايزاه ، وأخلص من الخوف اللي محوطني في كل حتة هنا .
وللحكاية بقية

أتمنى أن تنول رضاكم
......
فماذا يا ترى سيكون نوع جنين لمياء ( ولد أم بنت ) .
وما سيحدث لبلال ؟
ومن سيفوز بأشرقت ، بلال ، أم عماد أم حسن ؟

"اللهم بحقك يا كريم حقق يا رب أحلامنا وظننا فيك يا رب جميل فحقق يا إلهي حسن ظننل يا رب حقق لنا كل ما تتمناه قلوبنا عاجلا غير أجلا برحمتك وقدرتك على كل شيء يا أرحم الراحمين يا أكرم الأكرمين يا رب العالمين إنك على كل شيء قدير يا رب إنك تقول للشيء كن فيكون".
......
أم فاطمة 




موعد البارت الجديد الساعة ( 4 م ) يوميا ان شاء الله 

هنا تنتهى احداث رواية صغيرة بلال الجزء الثاني الحلقة التاسعة عشر ، يمكنكم اكمال باقى احداث رواية صغيرة بلال الجزء الثاني الحلقة العشرون  أوقراءة المزيد من الروايات المكتملة فى قسم روايات كاملة .

نأمل أن تكونوا قد استمتعتم بـ رواية صغيرة بلال الجزء الأول ، والى اللقاء فى حلقة قادمة بإذن الله ، لمزيد من الروايات يمكنكم متابعتنا على الموقع أو فيس بوك ، كما يمكنكم طلب رواياتكم المفضلة وسنقوم بوضعها كاملة على الموقع .
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-