رواية صغيرة بلال الجزء الثاني الحلقة الثامنة والعشرون 28 - روايات أم فاطمة ( شيماء سعيد )

 نقدم اليوم احداث رواية صغيرة بلال الجزء الثاني الحلقة الثامنة والعشرون من روايات أم فاطمة . والتى تندرج تحت تصنيف روايات رومانسية ، تعد الرواية  واحدة من اجمل الروايات رومانسية  والتى نالت اعجاب القراء على الموقع ، لـ قراءة احداث رواية احببت ملتحي كاملة بقلم ام فاطمة من خلال اللينك السابق ، أو تنزيل رواية احببت ملتحي pdf كاملة  من خلال موقعنا .


رواية صغيرة بلال الجزء الثاني الحلقة 28 - روايات أم فاطمة ( شيماء سعيد )



صغيرة بلال ج2 الفصل الثامن والعشرون


الحلقة الثامنة والعشرون

..............................

🌺بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله 🌺

عن أنس بن مالك عنه -عليه الصلَّاة والسَّلام- أنَّه قال: (اتَّقوا دعوةَ المظلومِ، و إن كان كافرًا، فإنه ليس دونها حجابٌ).

ربما خطأ واحد فقط ارتكبته فى حياتك ،كلفك العمر كله وهذا ما حدث مع لمياء ، حين غرها المال ولم ترضى بنصيبها ، وتزوجت من سعود .

نعم حصلت على المال ، لكن فقدت راحة بالها وسعادتها وامانها.

وكادت أن تفقد حياتها أيضا وجنينها على يد تلك المتسلطة زوجة سعود مرام .

التى تحولت إلى شيطان فى صورة إنسان ،وجعلت النسوة يضربن لمياء حتى سالت الدماء من جسدها من كل جانب ، حتى نزفت أيضا وكادت أن تفقد جنينها .
لولا عناية الله بها .

إذ جاء فتحى ابنة خالتها مع سعود ، ليروا ما حدث لها .
وشتان بين الاثنين ،فكان سعود يخشى على جنينها فقط أما فتحى فكان يخشى عليها .

وكأن فعلا الدماء تحن لبعضهما البعض .

ولج سعود وتبعه فتحى للشقة، ليتفاجأ بـ لميا غارقة فى دمائها ، فجحظت عينيه مرددا ....ايش المصيبة دى !

هادى الجوازة فقر ، ياريت ما طمعت فيكى.

نظر له فتحى بلوم وعتاب قائلا ....تعال بس يا باشا نحلقها الاول ، على اقرب مستشفى .

ولا اتصل بالإسعاف .
سعود ...هلا تكون ماتت وارتحنا فتحى .
شوف النبض وبلغنى .

فتقدم منها فتحى بخوف ، وأمسك بيديها فشعر بنبض ضعيف ، فصاااااااح ...لسه يا باشا.
ارجوك اتصل بالإسعاف بسرعة .

سعود ...يارب تأتى لى بالصبى الأول ثم تهلك واخلص منها .
ولو فقدت الصبى ، سألقيها للكلاب .

فتحى محدثا نفسه ...لعنة الله عليك وعلى امثالك ، تخدوا بنات الناس لحم وترموهم عضم .

ثم اتصل سعود بالإسعاف التى جاءت بعد بضعا من الوقت .

لتحمل لمياء إلى المستشفى سريعا ، ثم إلى غرفة العمليات .

وأثناء ذلك اتصل سعود بـ صباح قائلا بغضب...ايش صباح هدا اللعب ، مش جولنا يكفى ألاعيب مع لميا .
حتى تأتى بالصبى .

صباح ...سامح مرام سعود ، هى تغير عليك حبيبى .

سعود ...ليش وهى تدرى انى انتظر الحمل يكمل وبعدين أطلقها .
اخبريها لو أن لميا فقدت الصبى ، سيكون ليها عقاب منى شديد .

ثم اغلق الخط فى وجهها .

ليخرج بعدها الطبيب ، فيسرع إليه سعود قائلا ....خير يا دكتور الجنين بخير !

فنظر له الطبيب بإندهاش مرددا .....كنت أظن من باب أولى تسأل عن الأم حضرتك .

فخجل سعود قائلا ...اقصد الاتنين طبعا يا دكتور .
كيف حالهم ؟

الطبيب ...للأسف الام فى حالة حرجة جدا ، ولولا جبتوها
فى الوقت المناسب كانت ماتت بسبب النزيف.

بس الحمد لحقناها ، وقدرنا بقدر الإمكان نوقف النزيف ، ونحافظ كمان على حياة الطفل .

بس مش هينفع تخرج من المستشفى طول فترة الحمل اللى باقية ، عشان تفضل تحت رعايتنا نتابع الحالة والجنين .
عشان اى تدهور ممكن يؤدى بحياتها ..

قطب سعود جبينه قائلا ...يعنى لازم اكيد تظل هنا .

الطبيب ...ايوه طبعا .
ولازم كمان ابلغ الشرطة بلى حصل ده ، لأنها مسئولية على إدارة المستشفى .

فأمسك سعود يد الطبيب قائلا ...اهدىء حبيبى ،ما فى شىء يستدعى .
وانت طبيب مصرى صح .

الطبيب ...فعلا حضرتك .

سعود بتهديد ...تمام ، لو تحب تكمل عندنا ، حول فى التقرير
أنها اتزحلقت ونخلص .

اما لو مصمم تبلغ ، هيكون اليوم ترحيلك على مصر حبيبى .
اكيد اشتقت لأهلك .

فابتلع الطبيب ريقه بخوف على مستقبله ، قائلا ..تمام وصلني قصد حضرتك .

بس صدقنى انا هسكت دلوقتى ، لغاية ما المدام تقوم بالسلامة .

سعود بلامبالاة...اه ، واهتم بالجنين يا دكتور ارجوك .
فنظر له الطبيب نظرة سخط ثم تركه وغادر .

سعود ...تابع هذا الطبيب فتحى ، حتى لا يفعل شيئا ضدنا وراضى عصبيته بالفلوس حتى يهدىء .
وانا هدخل اطمن على فيصل الصغير.

فتحى محدثا نفسه ...فيصل الصغير ، الهى يقطع نسلك يا بعيد .
والله ما عارف اعمل ايه ؟
البت لو فضلت معاه اكتر من كده ، مش هعرف الحقها وهتروح فيها ، بس ايه الحل ؟

انا مولايا كما خلقتنى وهو جبار ظالم .
فربنا يتصرف فيه بمعرفته .
ثم ولج سعود إلى لمياء ، فوجدها تتألم وتهذى .
ابنى ، ابنى .

سعود ...لا تخافى لميا ابننا بخير ، شدى حيلك حتى تولدى .
ثم تركها تنازع الالم بمفردها وغادر مع فتحى .
.........................
ظنت بسمة أن بلال أتى إليها لكى يخبرها بإنه يريد أن يتزوج أشرقت قبل تضيع من يده .

وسيطلب منها أن تتصل بها لتخبرها بالأمر أذنت له بالدخول قائلة...اتفضل يا بلال ، انا صاحية ادخل .

فولج إليها بلال ، فابتسمت له مرددة ...خير يا حبيبى .
اكيد عقلت وهتقولى اكلم أشرقت ونلحقها قبل ما تروح منك صح ؟

فتنهد بلال بألم بعد أن عبث بخصلات شعره ، ثم فرك فى اصعابه وحاول اخراج كلماته بصعوبة قائلا ...بسمة انا قررت أسيب البلد خالص .

مش هقدر أعيش هنا بعد اللى حصل ، فهروح الامارات إعارة للكلية هناك ، بدعوة من صديقى الدكتور أحمد .

فرصة ارجع لمكانتى وكمان اجمع فلوس نقدر نعيش بيها كويس انا وانتِ .

لم تصدق بسمة ما ردده بلال لتقول بهدر ...بلال
انت فى وعيك ، وحاسس بلى انت بتقوله بجد !

بلال بتأكيد ...ايوه يا بسمة ، وخلاص هحضر ورقى ، ولما استقر هبعتلك تحصلينى ،تكون خلصتى السنادى واتخرجتى .

هنقعد هنا نعمل ايه خلاص يا بسمة .
هى شافت حالها ربنا يسعدها.

فانفعلت بسمة بعد أن غلت الدماء فى عروقها فقالت بصوت عالى لأول مرة ....انت جباااااااان يا بلال بجد .
بلال بغير تصديق من أن تسبه أخته بذلك الشكل ....بسمة ايه اللى بتقوليه ده ؟

نسيتى انى اخوكى الكبير !

بسمة ...منستش ولا حاجة ، بس انت برده عايز تهرب ، واسفة
فى اللى بقوله انت انسان سلبى اوى .

مش عارف تدافع عن حبك ابدا ،ومستسلم بطريقة فظيعة يا اخى .
ازاى تسبها تروح لواحد تانى غيرك ، فين الحب وفين الغيرة يا شيخ بلال ؟
حرام عليك ،مش معقول كده ابدا .

وتصور انا لآخر وقت بقول ليه عملتي كده يا اشرقت !
بس بعد اللى سمعته منك دلوقتى .
بقول عندها حق ، وفعلا دكتور عماد انسان مناسب ليها ،ويستحقها بجد .

لتتجمد أطراف بلال ، لانه يعلم حقا ان كل ما قالته بسمة صحيح .

ولكن مازال يؤثر عليه تلك اللعنة الملعونة ، أنه اذا ارتبط بها حقا سيفقدها ، وأنه لا يصلح لها زوجا لأنها أعلى منه مكانة ، بجانب فارق السن ويخشى أن تكون حبها له أبوى وليس هو الحب بين الرجل والمرأة.

أما ما استقر فى نفسه أنه لا يستطيع المواجهة حقا ، رغم حبه لها .

أنه حقا يتمزق من داخله ، ولا احد يشعر بالنار التى تحترق بداخله ، ولا احد يحب أشرقت مثله .

وود أن تكون له بالفعل ، ولكنه مقتنع أنها تستحق الافضل حتى لا يفتقدها ، إذا فليتركها .

لذا اسرع بلال بالهروب من أمام بسمة أيضا .
لأنها أيقنت حقيقته فى السلبية والهروب من الأمر الواقع وعزم الأمر أنه بالفعل سيغادر .

ضربت بسمة كفا بكف مرددة ....لا انا خلاص جبت أخرى من عمايله ، نلاقيها منه ولا من لؤى باشا ده كمان .

الموضوع وصل لنقطة صعبة ، ومفيش مخرج منها إلا بقدرة الله عزو وجل .
..........................
ذهبت بسمة فى اليوم التالى الى العمل فى شركة مؤمن .
قابلها كريم بابتسامة ، فألقت عليه السلام .
كريم ...وعليكم السلام.

كويس انك جيتى ، عشان عشان كنت عايز اكلم معاكى
فى موضوع .
وكانت هناك عيون تراقبهم من بعيد ( لؤى) .

لؤى محدثا نفسه ...هو انا ليه بضايق لما بشوفهم مع بعض كده ؟

هى مفروض متهمنيش فى حاجة ، بس ليه بستناها تيجى كل يوم ،ومش بطمن فعلا غير لما الاقيها وصلت .

ثم رد على حديثه مع نفسه ...
لا اصحى كده يا لؤى ، اوعى قلبك يغلط تانى ويحب ، كفاية اللى حصل قبل كده .

وانت وعدت قلبك انك خلاص مش هتعذبه معاك تانى .
فأمسك نفسك من دلوقتى ، وتجاهلها تماما .

بس استنى كده ، انا ليه شايف فى عينيها دموع مع كريم .
هو يا ترى بيقولها ايه المرة دى ؟

مش نكتة يعنى ولا كلام حلو بيخليها تضحك .
لا ده خلاها تعيط ، لا مقدرش استحمل دموعها دى .
ده انا هقوم اكسر المكان فوق دماغه .

فاقترب لؤى منهم والشر يتطاير من عينيه ، وكاد أن يفتك بكريم .

ولكنه توقف عندما سمعها تقول ...انا مقدرة مشاعرك يا استاذ كريم ،لكن انا للاسف مش بفكر فى الزواج تانى ابدا .
انا قلبى مات مع موت زوجى الله يرحمه ، كان حب عمرى ويستحيل أنساه وافكر فى غيره .
بعتذر لحضرتك جدا .

كريم ..الوفاء اكيد حاجة حلوة ، لكن فيه مثل بيقول ...الحى ابقى من الميت .

فانفعلت بسمة مرددة...بس بالنسبالى جلال مامتش .
هو حى جوا قلبى ، وكل يوم معايا .

وساعات احس انه بيكلمنى ، أنا الحب اللى عطهولى جلال يكفينى باقى عمرى .

ثم انهالت دموعها بغزارة ، ليتأسف لها كريم قائلا ...انا آسف بجد مكنتش اعرف انك كنتى بتحبيه للدرجة دى .
بس صراحة يعنى أنتِ فعلا تتحبى كده .
إنسانة جميلة ومحترمة .

بسمة بحرج لتخرج من هذا الموقف ...طيب هستأذن لحضرتك ادخل لمؤمن بيه .

فقامت وأزالت دموعها ، وتوجهت نحو مكتب مؤمن .
أما لؤى فأصابته الحيرة ، وعاد إلى مكتبه شاردا متسائلا ...معقول لسه فيه حد كده !
بالوفاء والحب ده كله .
قد كده كانت بتحبه !

ليغمض عينيه ألما مرددا ...يا بخته كان بيها .
انا للأسف مجربتش ده ، أو عرفته بعد فوات الاوان بعد ما ماتت شروق .
يارتنى كنت حسيت بيها وقتها .

بدل ما لسه يتعاقب على ذنبها لغاية دلوقتى بلى بيحصل ده فى حياتى ، اكيد ذنبها .
استغفرك ربي و اتوب اليك .

ولجت بسمة إلى مكتب مؤمن ، فاستقبلها بإبتسامة مرددا ...اهلا يا بنتى .
اخبارك ايه ؟
بسمة ...بخير الحمد لله .
مؤمن ...ربنا يوفقك يا بنتى ، وليا طلب عندك .
بسمة ...اؤمرنى حضرتك .
مؤمن ...الأمر لله .

بس أنتِ تعرفى أن خطوبة أشرقت الجمعة بإذن الله .
فياريت تكونى موجودة جنبها فى اليوم ده .
هى ملهاش حد غيرك ، وغير صديقتها بشرى .
أنتِ عرفاها طبعا .

بسمة بحزن على أخيها وهى فى نفس الوقت ...اكيد طبعا من غير ما حضرتك تقول .
هكون معاها من اول اليوم ، الف مبروك .
ربنا يسعدها .
تنهد مؤمن بعدم إرتياح قائلا بحرج ...بسمة هو بلال عرف بخطوبة أشرقت ..

تلون وجه بسمة حرجا من موقف أخيها ولكنها لا تحب الكذب فاكتفت بإيماء رأسها ....اى نعم .

فزفر مؤمن بضيق ....تمام خلاص كده يا بنتى ، وصلني اللى عايزة تقوليه .
اتفضلى تابعي الشغل ، وشوفيلى ملف شركة النصر جاهز .
لو جاهز هاتيه اطلع عليه .

بسمة ...تحت امرك يا مؤمن بيه .
ثم تابعت بقولها بلطف ...تحب اعمل لحضرتك فنجان قهوة الاول .

فابتسم مؤمن قائلا ...ياريت والله يا بنتى .
صراحة أنتِ بتعملى حاجة عظمة ، بس مش عايز اتعبك.
ولا افرضها عليكى ، لأن مكانتك عندى اكبر من كده بكتير .

بسمة بإمتنان ...الله يعزك يا عمو، ثوانى وهتكون قصادك احلى فنجان قهوة .
ثم أسرعت لتغادر .
مؤمن ..اه _لو اللى فى بالى يحصل .

قامت بسمة بإعداد القهوة بالفعل ، ثم جال على خاطرها لؤى فقالت ...لا ده اعمله بتاع ايه ؟

ده ميستهلش ، ده يستاهل اشربه المر فى أزازيز .
ولكنها تذكرت كلام أشرقت ، أنها ربما بسبب تعاملها الجاف معه ، أنها هى السبب فى ذلك .

وتذكرت قوله تعالى:{ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ}

فقررت أن تقوم بإعداد له فنجان آخر من القهوة .
ثم قامت بعد أن قدمت لمؤمن فنجانه ، توجهت إلى مكتب لؤى .

واستأذنت للدخول .
فأذن لها لؤى ، ليتفاجأ بها أمامه تحمل فنجان القهوة .
ثم وضعته أمامه .

قائلة بإبتسامة عذبة أصابت قلبه فى مقتل ...انا قولت حضرتك ممكن تكون محتاج فنجان قهوة .

ومحرج تكلمنى ، فقولت اعمله من نفسى .
ثم تابعت قولها وهو مازال فى صمته مندهشا لما فعلته .
تأمر بأى حاجة حضرتك ، بعد اذنك اتابع شغلى .
ثم همت بالمغادرة .

ليفوق هو من شروده قائلا ...استنى عندك .
فوقفت بسمة وحدثت نفسها ....ربنا يستر ، ويقول حاجة عدلة وتطمر فيه القهوة .

لؤى متعجبا ...أنتِ مالك النهاردة ؟
سخنة ولا حاجة ؟
مش عوايدك يعنى !

ولا ممكن تكون مقلب منك ، اقولك تعالى دوقى القهوة دى أنتِ الأول ، لتكونى عملالى عمل ولا حاجة .

فتحولت بسمة مرة أخرى من ملاك بديع إلى وحش مفترس .
فقالت بإنفعال وهى تلتقط فنجان القهوة وترشفه على آخره دفعة واحدة ....تصور فعلا كان خسارة فيك .

ثم شكرت نفسها ...الله عليكى يا بسوم ، زى العسل
تسلم ايدى .
ثم أسرعت للهرب من أمامه بعد رؤية وجهه مخضبا بالحمرة وموشك على الانفجار .
وأغلقت الباب ورائها بقوة .

لينفجر غيظا لؤى مرددا ...يا بنت المجنونة ،والله منا سيبك .
وكان عندى حق لما شكيت أنها عقلت .
..................

مرت الأيام سريعا ليأتى يوم خطوبة أشرقت وعماد
لم تكف به أشرقت عن الدموع وكانت ترفع أكف الضراعة الى الله قائلة....يارب لو كان فعلت عماد هو اللى فيه خير ليه ،طمن قلبى وراضينى بيه .

انا مش قادرة اتخيله والله غصبا عنى زوج ليا ، يارب ارحمنا برحمتك .

بس مش عايزة اخذل قلبه ، عشان أنا دوقت مرارة الخذلان من بلال .

وبينما كانت هى تبكى بمرارة ، كان هو فى المقابل أنهى ورقه سريعا استعدادا للسفر .

وكأنه يهرب من نفسه ومن بسمة التى تلومه عينيها كلما رأته .
ولكن مازال ألم الفراق يكاد يفتك به ، ولكن لا يعلم كيف المخرج سوى الهرب .

أما أشرقت فحاولت التماسك قليلا عندما استأذن منها والدها
فى الصباح .

فأذنت له ، فولج إليها لؤى وقبلها بين عينيها قائلا ....احلى عروسة ولا ايه ؟
مبارك عليكى يا قلب بابا ، إن شاء الله هتكون ليلة حلوة ،وهتكونى اجمل عروسة ..

أومئت أشرقت رأسها بإنكسار ، فجزع لؤى .
ولكنه حاول التخفيف عنها وأخرج من بنطاله ، علبة صغيرة .

وقدمها لها قائلا ...افتحى كده العلبة دى وقولى رأيك.
فأمسكتها أشرقت وفتحتها لتجد خاتما من الألماس مزين بحجر كريم أبيض .

فابتسمت وقبلته فى إحدى وجنتيه مرددة بوهن....جميل جدا يا بابا ، ربنا يخليك ليا .

وكأن ما حدث أطفأ كل الرغبة فى قلبها ،وما عاد شىء يغريها
حتى لو كان هذا الخاتم القيم .

ثم سمع لؤى صوت يعلمه جيدا ، فخفق له قلبه وهى تستأذن للدخول مرددة...أشرقت ، انا بسمة يا حبيبتى .
ابتسمت بسمة لوالدها قائلا ..دى بسمة يا بابا .

شوفت هى رقيقة ازاى وإنسانة بمعنى الكلمة ، وجاية تقف جمبى رغم الحرج اللى بينا دلوقتى بخطوبتى.
فابتسم لؤى ساخرا ...اه أنتِ هتقوليلى.
خليها تدخل ونشوف .

فأذنت لها أشرقت ...فولجت وفى عينيها لمعة غريبة ، لا تعلم
ان كان فرحا أو حزنا .

وعندما لمحت لؤى ، شعرت بالحرج فرددت ...لو مشغولة
يا شوشو ،أنا ممكن اطلع برا واجيلك تانى .

لؤى ساخرا ...لا طبعا خليكى معاها ، مهو زى ما بيقولوا .
اذا حضرت الشيطانين خرجت الملائكة عشان كده انا طالع ، ثم ابتسم لها بإنتصار .

ليغادر بين ذهول بسمة التى انفعلت قائلة ...هو أنتِ اخدتى بالك
يا شوشو ابوكى قال ايه ؟

أشرقت ..لا مخدتش بالى ، بس يعنى هو قال يسبنا مع بعض وكده عشان متتحرجيش .

فصمتت بسمة حتى لا تفسد يوم أشرقت ، فيكفى ما بها .
ثم جاءت خبيرة التجميل لتزينها استعدادا للحفل .

وتخلل اليوم اتصالات كثيرة من عماد ، ليحدثها ولكنها كانت تتجاهل اتصالاته .
وتكتفى بالتأوه الموجع وبسمة تلاحظ ذلك وتحدث نفسها.....والله يا بلال انت محتاج حد يخبطك فى دماغك يفتحهالك يمكن تفوق .
........
ولجت الحاجة حُسنة إلى عماد وهو فى غرفته يستعد لحفل الخطوبة.

فوجدته ينظر لبذلته الرمادية اللون والمعلقة أمامه وهو شارد الذهن

الحاجة حُسنة....ايه يا حبيبى ، انت لسه ملبستش!

مش عايزين نتأخر على العروسة عشان متقلقش .

فتنهد عماد بعدم ارتياح قائلا ....والله انا اللى قلقان يا ماما .
الحاجة حُـسنة....ليه كفالله الشر يا حبيبى ؟

عماد ....مش عارف حاسس كده ، إن أشرقت .
مش مبسوطة ، بحس فى عينيها نظرة حزن ، مش قادر افسرها .
وخايف تكون مش بتحبنى زى ما انا بحبها!

الحاجة حُـسنة ...ليه بس يا ابنى بتقول كده ؟
لو مش بتحبك أو مش مرتاحة ليك مكنتش وفقت .
تلاقيه انت بس بيتهيألك أو هى من النوع اللى بيتكسف زيادة .

عماد ...ياريت يا امى يكون هو ده السبب .
تصورى كمان عمال اتصل بيها من الصبح مش بترد .
وده خلانى اشك اكتر .

الحاجة حُـسنة...يا ابنى متحطش فى دماغك افكار وحشة كده ، وافرح واتبسط .

واكيد هى مش سامعة من الزيطة اللى حواليها .
انت عارف البنات فى اليوم ده ، بيكون صاحبها حواليها بيفرحلوها ،ده غير بتكون مشغولة فى الميكب بتاعها وفستانها وكده .

فاصبر يا ابنى متستعجلش على رزقك .
وممكن تكون مش واخدة عليك ، لكن فى الأصل فيه ارتياح عشان كده وفقت .

فانت عليك تحببها فيك ، بأسلوبك الحلو وكلامك وحنيتك عليها واهتمامك وهدية بسيطة كل فترة .
صدقنى الحجات دى بتفرق مع البنات اوى .

عماد ....طبعا هحاول كده يا ماما ، المهم بس يكون هى عندها استعداد لده .

الحاجة حُـسنة...اكيد بس يلا البس يلا عشان الوقت .
ثم سمعت رنين الباب ، فقالت ...ده اكيد حسن يا ابنى .
كويس أنه جه ، عشان يطلعك من اللى انت فيه ده .
هو دمه خفيف صراحة .
انا رايحه افتحله .

فضحك عماد قائلا ...هو تقريبا اتنين بس فى مصر اللى بيطيقوا حسن حضرتك والبنت الغلبانة بشرى خطيبته .
........
حدث سعود زوجته الأولى صباح فى السيارة أثناء ذهابه
إلى العمل .
وكان فتحى يقود السيارة .
صباح ...ايه اخبار المصرية سعود ، والجنين بخير .
ام حدث شىء ؟

سعود ...بخير الاثنين والأهم الصبى صباح .
صباح ...يعنى مازلت عند وعدك هتكتبه باسمى وتتركها سعود .
ولا هتحتفظ بيها سعود تلك الشقية ؟
فهمس سعود بصوت خافت ..ليش هذا الحكى كل شوى .
كما قولت ليكى صباح ، هأخذ منها الولد واطلقها .
ارتاحى صباح وريحيهم معاكى .

صباح ..تمام سعود ، حبيت اتأكد .
ورغم نبرة صوته الخافتة ولكن فتحى سمعها .
فانتفض قلبه وحدث نفسه ...يا ربى للدرجاتى طلعت شيطان يا ابن الإيه .
مش كفاية اللى عملته فيها ، انت وأم أربعة وأربعين مراتك .

كمان عايز تاخد منها ضناها ،ده ايه القلب ده !

لازم لميا تعرف باللي هيحصل ،وهى تقرر هتسبله الولد فعلا عشان يتربى فى العز ده .
ولا مش هتقدر وتشوف هتصرف ازاى عشان تحميه منهم .؟؟؟
.......
يا ترى هيكون ايه موقف لميا لما تعرف ؟
وكده الحكاية خلصت بلال هيسافر وأشرقت لعماد .
ام مازال القدر يخبىء لهم الكثير .
وللحكاية بقية
نختم بدعاء جميل ❤️
"لاحول ولاقوة إلا بالله ، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين"، ومن أصابه كرب وهم وغم عليه أن يردد بدعاء: «اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين وأصلح لي شأني كله لا إله إلا أنت»
.......

أم فاطمة 



موعد البارت الجديد الساعة ( 4 م ) يوميا ان شاء الله 

هنا تنتهى احداث رواية صغيرة بلال الجزء الثاني الحلقة الثامنة والعشرون ، يمكنكم اكمال باقى احداث رواية صغيرة بلال الجزء الثاني الحلقة التاسعة والعشرون  أوقراءة المزيد من الروايات المكتملة فى قسم روايات كاملة .

نأمل أن تكونوا قد استمتعتم بـ رواية صغيرة بلال الجزء الأول ، والى اللقاء فى حلقة قادمة بإذن الله ، لمزيد من الروايات يمكنكم متابعتنا على الموقع أو فيس بوك ، كما يمكنكم طلب رواياتكم المفضلة وسنقوم بوضعها كاملة على الموقع .
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-