رواية صغيرة بلال الجزء الثاني الحلقة التاسعة والعشرون 29 - روايات أم فاطمة ( شيماء سعيد )

  نقدم اليوم احداث رواية صغيرة بلال الجزء الثاني الحلقة التاسعة والعشرون من روايات أم فاطمة . والتى تندرج تحت تصنيف روايات رومانسية ، تعد الرواية  واحدة من اجمل الروايات رومانسية  والتى نالت اعجاب القراء على الموقع ، لـ قراءة احداث رواية احببت ملتحي كاملة بقلم ام فاطمة من خلال اللينك السابق ، أو تنزيل رواية احببت ملتحي pdf كاملة  من خلال موقعنا .


رواية صغيرة بلال الجزء الثاني الحلقة 29 - روايات أم فاطمة ( شيماء سعيد )



صغيرة بلال ج2 الفصل التاسع والعشرون


🌺 بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله 🌺

لا تضع كل أحلامك في شخص واحد، ولا تجعل رحلة عمرك وجه شخص تحبه مهما كانت صفاته ولا تعتقد أن نهاية الأشياء هي نهاية العالم، فليس الكون هو ما ترى عينيك

..............

استمع فتحى إلى حديث سعود أنه ينوى أخذ الطفل من لمياء بعد ولادته ، ثم تطليقها وتركها .
فذهب إليها فى المستشفى ليخبرها بالأمر كى لا تتفاجأ به وتحكم هل ستتركه لينعم برغد العيش معهم .
ام قلب الام سيغلب عليها ، فتهرب وتنجوا به .

ولج بالفعل فتحى إليها ، بعد أن انتقلت إلى غرفة عادية للمتابعة ، وبدأت بالتعافي بعض الشيء من جروحها .
ابتسمت لمياء له مرددة....والله أنت فيك الخير يا فتحى .
أنت اللى ديما بتيجى وتسأل عليا .
واللى اسمه جوزى وعلى اسمه ولا بيعبرنى .
منه لله وحسبى الله ونعم الوكيل فيه .
ثم بكت وقالت بغصة مريرة...هو السبب فى كل أنا فيه ده دلوقتى .
يارتنى ما شوفته ولا اتجوزته .

فتحى مشفقا عليها ...معلش النصيب يا بنت خالتى ، وانا كمان والله زعلان عليكى اوى .

لمياء ...ربنا يخليك يا فتحى ، اعمل ايه بس ؟
فات آوان الندم خلاص .
ويمكن لما أجيب الولد يتعدل شوية معايا .
فتغير وجه فتحى وحمحم بحرج .
ولاحظت ذلك لمياء فقالت متعجبة...أنت فيه حاجة مخبيها عليا
يا فتحى ؟
شكلك بيقول فيه حاجة ؟
قول قول ، ما هى خلاص خربانة خربانة .
ومبقتش فيه حاجة تفرق معايا خلاص .

فتحى بحزن ...الله يكون فى عونك يا بنت خالتى .
والله مش عارف كان مستخبيلك فين ده كله .
أنا اللى كنت فرحان عشان هتعيشى فى عز .

لمياء بقهر وانكسار ....هو تخليص ذنوب يا فتحى ، ذنب بلال عشان ظلمته .
وبعدين فوقت وعرفت أن الفلوس مش كل حاجة ، المهم راحة البال .

فتحى ...عندك حق ، بس برده ربنا غفور رحيم يا بنت خالتى وقولى يارب ، وشوفى هتصرفى ازاى فى الموضوع اللى هقولك عليه ده ؟

لمياء ...يارب مليش غيره.
وموضوع إيه ؟ اتكلم بسرعة، وغوشتنى .

فتحى ...بصى يا بنت الناس ، الولد اللى حاطة أملك عليه
ده ، انا سمعت بودانى وربنا شاهد عليا أنّ سعود هياخده منك ويرميكى وهيكتبه باسم صباح مراته وبنت عمه السعودية .

ضربت لمياء صدرها بذعر قائلة ...الظالم منه لله .
ازاى ياخد حتة منى بالساهل كده ،وياريت ابنه .
ده ابن بلال وكنت مستنياه بفارغ الصبر .
يقوم عايز يحرمنى منه بإمارة ايه ؟

فتحى ...معشان كده قولتلك ، وبرده فكرى فى نفسك .
أحسن ترجعى مصر بطولك ، ولا ترجعى بعيل.
ويمكن لو صح سبتهوله ، يكون أفضل عشان هيعيش عيشة الملوك هنا .

فحركت لمياء شفتيها بسخرية ...عيشة الملوك ، بس هيطلع ظالم زيهم ، عشان تربية ايديهم .
لا انا عايزاه يطلع زى أبوه شيخ ، والناس تحبه عشان دينه وأخلاقه .

فنظر لها فتحى بإعجاب قائلا ...اتغيرتى اوى يا بنت خالتى .

لمياء ...اللى شوفته مكنش قليل يا فتحى ، أنا شوفت بعينى الموت كذا مرة ، وساعتها عرفت أن الدنيا ولا تسوى حاجة .
ونفسى ربنا يسامحنى ولما يجى يومى يجى وهو راضى عنى .
ثم بكت وبكى فتحى على بكائها.

فتحى ...طيب والحل هتعملى إيه دلوقتى ؟

لمياء....ههرب طبعا .

فتحى ...بس ازاى ؟ هتنزلى مصر .
ممكن سعود بسهولة يوصلك عشان عارف مطرحك .
ويأذيكى أنتِ والواد .
وضعت لمياء يدها على بطنها بذعر قائلة ...لا ، كله إلا ابنى ، ضنايا حبيب قلبي.
ثم نكست رأسها مرددة. ..أنا كمان خايفة من بلال .
ممكن ميصدقش أنه ابنه ، ويقول شوفى نفسك كنتى فين وبتعملى ايه واتفضح فى المنطقة .

فنظر لها فتحى بشفقة ورأى الصدق فى عينيها .
وحدث نفسه قائلا ...انت يا فتحى معجب بيها من اول يوم شوفتها لما كبرت ، بس لقتها مجوزة وبعدين اخدها سعود منك .
فمضيعش الفرصة دلوقتى ، وخدها واسترها .
واهرب بيها لأى حتة من هنا .

لمياء ...مالك يا فتحى ، بتبصلى كده ليه وساكت .
فكر معايا هنعمل ايه فى المصيبة دى .

فنظر لها فتحى وابتسم قائلا ...بت يا لميا ، انا صراحة فى قلبى حاجة من ناحيتك .
فلو تقبلى تجوزينى وابنك يبقا ابنى ، اوعدك انك هتلاقينى زوج وأب يعاملك أنتِ وابنك بما يرضى الله .
اما لو عايزة ترجعى لـ بلال فلى يريحك يا بنت الناس .

ابتسمت لمياء قائلة ...تعيش يا فتحى ، ده انت كتير عليا كمان والله .
ثم أمسكت بيده تريد تقبلها بفرحة قائلة...ده تبقى عملت فيا
معروف ، مش هنسهولك ابدا ، وهعيش خدمتك العمر كله .

نزع فتحى يده قائلا ...أستغفر الله العظيم ، ليه كده يا بنت خالتى ، أنتِ دمى وعرضى .
وانا اولى الناس بيكى .
بس وبلال معدتيش بتفكرى فيه !

لمياء بندم ...بلال انسان ميتوصفش ، وانا فعلا مستهلهوش ، ومش هينفع ارجعله تانى بعد اللى حصل .
وكمان هو قلبه مكنش معايا خالص .
كان مع أشرقت ، يارب يكون ارتبط بيها دلوقتى .
هو يستحق كل خير .

فتحى ...خلاص على بركة الله يا بنت خالتى .
تقومى بس بالسلامة ، عشان مينفعش نجازف بحياتك وأنتِ حامل .
وننزل مصر فى اى مكان بعيد عن العيون .
لمياء ..بس ازاى هطلق منه ونجوز يا فتحى .
ده مش هيسبنى غير لما أولد.

ضغط فتحى على شفتيه بقهر مرددا ...للأسف يا بنت خالتى ، أنتِ اصلا جوازك منه باطل فى نظر الشرع .
وعدتك اصلا من بلال مفروض هتخلص بعد ما تولدى .
لان عدة الحامل وضع المولود .
وساعتها هتكونى حرة واكتب عليكى بالحلال .
فبكت لمياء مرددة بندم ....يعنى انا كنت عايشة مع الزفت ده
فى الحرام مش جواز .
أستغفر الله العظيم يارب .
تفتكر ربنا هيسامحنى يا فتحى .

فتحى ...هيسامحك بس الشرط التوبة النصوح ، ونبتدى من جديد أنا وأنتِ يا لميا .

لمياء ...والله فعلا ندمت وتوبت إلى الله .

فتحى ...أنا كمان كنت عارف أنه حرام وسكت عشان أكل العيش .
فربما يغفر لى أنا وأنتِ .
ثم تلى بصوت جميل جعل لمياء تبكى من خشية الله .
{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53)}.

...........................................

وصل حسن إلى عماد ليكون بجواره فى يوم خطوبته على لمياء .
فأخذ يصفر وينشد ....النهاردة فرحى يا جدعان .
عايز كله يبقا تمام .

فضحك عماد ...اتأخرت ليه يا مصيبة ، كنت خلاص هلبس وانزل .

عماد ...معلش مكنتش عارف انى مهم للدرجة دى فى البلد .
ويلا اقلع عشان ألبسك يا بيبى .

ليتغير وجه عماد خجلا قائلا ....امشي اطلع بره يا دكتور .
ولما البس هناديك تربطلى الكرفتة .

فضحك حسن مرددا ...اللى يكسف من بنت عمه ميجبش منها عيال .
ثم خرج قبل أن يلتهمه عماد غضبا.

ارتدى عماد بذلته وتأنق وساعده عماد فى ربطة عنقه .
ثم ولجت والدته ، واطلقت الزغاريد فرحا ودعت له بالهناء والسعادة ، لينطلقوا بعد ذلك إلى الفيلا حيث حفل الخطوبة .

عاتبت الميكب ارتيست أشرقت كثيرا عند تزينينها ، بسبب لمعة عينيها بالدموع التى تسبب فى فساد رسمة عينيها .

الميكب ارتيست....حبيبتى مينفعش كده ارجوكى ، دى تالت مرة اعيد ليكى الميكب.
عينك بدمع والكحل والماسكرا بيهببوا وشك ويبوظوا الميكب وارجع اعيد تانى .

تنهدت بسمة بألم قائلة ...ربنا يسامحك يلى فى بالى .
انا عارفة اكيد زيها بتموت دلوقتى من الحزن .
بس هى صعبانة عليا اكتر منك ، عشان خلاص زهقت من عمايلك السودة .
وفى الآخر ، رايح تهرب كمان برا البلد ، يا قلبك يا شيخ بلال .

أشرقت بحرج وكسرة قلب ...انا اسفة معلش ، هحاول امسك نفسى .
لم تمر بعض لحظات حتى وجدت لؤى ومؤمن يستأذنان للدخول .
فأذنت لهما أشرقت .

شهق مؤمن عند رؤيتها قائلا ....بسم الله ماشاء الله .
ايه الجمال ده كله ، ربنا يحفظك ويخليك يا حبيبة جدو.
أما لؤى فنظر لعينيها الباكية ، فانفطر قلبه .
ثم تقدم إليها ، واحتضنها هامسا فى اذنها ...انا هنا جمبك .
فى أى لحظة شوريلى بس ، وقولى أنهى يا بابا مش عايزاه ، هبعده .
المهم سلامة قلبك يا قلبى أنتِ .
ثم ابتعد عنها قليلا ، لينظر إلى تلك التى مازالت تحدث نفسها فابتسم قائلا ...أنا قولت مجنونة محدش صدقنى .
لتستمع إلى كلماته ، لتقف أمامه هائجة قائلة ...حضرتك بتقصد مين حضرتك بالكلام ده .
ليغلق مؤمن فمه ثم يقول هو ....قاصد أشرقت أكيد يا حبيبتى ، عشان زى ما أنتِ شايفة كده .
حبه تضحك وحبه تعيط .

أشرقت بغيظ ...أنا يا جدو .

فغمزها مؤمن وهمس فى اذنها ...معلش عديها ، أحسن ما صاحبتك تولع فى البيت وتخرب الدنيا .

فضحكت أشرقت مرددة ...أنا مش عارفة ليه عاملين زى القط والفار كده ، بس هعديها عشان خاطرك يا جدو.
ثم سمعوا صوت أم ابراهيم تعلن ...العريس جه العريس جه .
لترتجف أشرقت ، فيمسك بيديها لؤى ليثبتها .
ثم وجدت عماد واقفا على الباب ، ينظر إليها بإعجاب وفخر .
أشرقت بهمس ....حاسه بيك يا عماد ، عشان كده وفقت ، عشان القهر وحش أوى .
بس خايفة أظلمك صدقنى ، خايفة أقصر معاك .
لان للأسف قلبى مش ملكى .
بس كل اللى أضمنهولك انى اراعى ربنا فيك .
ثم تقدم منها عماد قائلا ...ألف مبروك عليا أنتِ يا أشرقت .

أشرقت بحرج شديد...الله يبارك فيك .
لتبدأ فقرات حفل الخطوبة بعد ذلك فى حديقة الفيلا .
وظلت أشرقت على مقعدها لم تبرحه ،ورفضت الرقص مع عماد ، بحجة أنه لا يجوز طالما ليس هناك عقد بينهما وهو تقبل الأمر
على مضض وحدث نفسه....ياريت يكون ده السبب الحقيقي
يا أشرقت .

شعرت أشرقت فجأة أن هناك سهم قد أصاب قلبها فرددت بلال , لتبحث عنه بعينيها فى كل مكان .
وكأن قلبها قد أحس بوجوده .
فهو كان مختبئا بالفعل وراء ذلك السور الحديدى التابع للفيلا ، ينظر إليها متأملا ، ويشبع عينيه منها .
ولسان حاله يقول ...سامحينى يا صغيرتى .
ثم بكى بمرارة مرددا ....أنتِ تستحقى واحد أفضل
منى ، أنا مستحقكيش صدقينى .
فيه فروق كتير ما بنا ، واكيد حبك ليه وهم ، لكن عماد فعلا أحق بيكى .
ثم التفت وغادر سريعا ، يجر أذيال الخيبة.
حتى وصل إلى شقته ، وأفرغ ملابسه بعصبية شديدة فى حقيبة السفر ، استعدادا للسفر إلى دولة الإمارات خلال يومين .
وهكذا مر الحفل بروتين جاف بدون أى مشاعر تذكر .
ونظرت الحاجة حُسنة إلى ابنها بشيء من الحزن محدثة نفسها ...إيه ده فرح ده ولا عزا !
العروسة قعدة مكلضمه ، وهو يا حبة عينى ، مش قادر يتكلم .
وبعدين فى النصيب ، بس بيحبها وأنا مقدرش أتكلم .
ربنا يحببك فيه يا بنتى ، عشان متكسريش قلبه .

.............

مر يومين ومع دقات الساعة الساعة السابعة صباحا ، أمسك بلال بحقيبته .
وخرج ليجد بسمة مازالت تضع يدها على وجهها تبكى منذ الأمس .
وعندما رأته يخرج إليها ممسكا بحقيبته ، أسرعت إليه وانحنت بجذعها، كى تقبل يده قائلة ...لا يا بلال ارجوك متسبنيش لوحدى .
أعمل إيه من غيرك أنا ، والله حرام كده يا بلال .
حرام تسبنى لوحدي .

بلال بإنكسار ...معلش غصبا عني يا بسمة وأنتِ عارفة أنّ ده أحسن ليا وليكى .
هقدر أجمع مبلغ نعيش بيه كويس ومتطريش بعد كده الشغل .
وهو شهرين تلاتة وابعتلك تخلصى ورقك وأول ما تخلصى دراسة تيجى .
ونكون على تواصل بيكى على طول بإذن الله .

بسمة ...للدرجاتى يا بلال ، عايز حتى تهرب من نفسك .

بلال ...ارجوكى يا بسمة .
مش مستحمل ولا كلمة وخلاص قررت السفر .
استودعك الله خلي بالك من نفسك .
لينطلق بلال ، فتستوقفه بسمة قائلة بصوت عالى موجوع ...طيب حتى سلم عليا يا بلال .
فاغمض بلال عينه ألما ، فهو تحاشى السلام حتى لا يظهر ضعفه .
ولكنه التفت وتقدم نحوها بخطوات بطيئة ونظرات منكسرة ، لا تستطيع النظر إليها حتى .
ثم عانقها بحرارة ، ولكنه لم يستطع التماسك أكثر من ذلك .
فأجهش بالبكاء ، حتى سمعت لصدره أنينا موجعا.
فربتت على ظهره بحنو قائلة...خلي بالك من نفسك يا أخويا .
وربنا يهون عليك غربتك .
ويهون عليا بعدك .
قبلها بلال بين عينيها قائلا ...وأنتِ خلي بالك من نفسك يا بسمة وإقفلى كويس .
وسامحينى أرجوكي ، ثم انطلق سريعا قبل أن تحدثه مرة أخرى حتى لا يعود فى قرار السفر .
فهو ليس بقرار سفر ، قبل أن يكون هروبا من الواقع .

وبالفعل سافر بلال ، ولكنه تحول من سجن الذات إلى سجن أكبر ، سجن الغربة ، فلم يكن يرى أحد ولا يتحدث مع أحد انعزل
فى غربته عن كل شيء حتى نفسه .

ولما علمت أشرقت بسفره ، ظلت تبكي كثيرا حتى ذبلت وضاعت معها ضحكتها الجميلة .
وأصبحت جسدا بدون روح ، ولاحظ ذلك مؤمن ولؤى ولكن لم يجدا يكن في وسعهما شيئا يقدمونه إليها .

كما أن سفر بلال أثر أيضا في علاقتها مع عماد ، الذى كان يشعر أنها تبتعد عنه شيئا فشيئا .
وترفض دائما اللقاء أو الخروج معه بمفردهما ولا ترد على كلماته المعسولة ، حتى شعر بالاختناق وبدأ الشك يتسلل لقلبه أنها بالفعل لا تميل إليه ولا تحبه .
فتساءل ...طيب ليه وفقت على الجواز منى طول ما هى مش طيقانى كده؟
ليه ليه نفسى أفهم ؟
وبينما هو فى تساؤلاته غاضبا ، ولجت إليه هدير .
فبرغم من كسر قلبها حين علمت بخطوبته على أشرقت .
وقضائها ليالٍ كثيرة لا تكف عن البكاء من ألم الفقد والاحتياج له .
لكنها لم تستطع ولو للحظة واحدة أن تكرهه .
بل والأصعب أنها تمنت له السعادة من فرط حبها له ، حتى إن لم يكن لها ولكنها رددت بحب موجوع ....المهم يكون سعيد حتى لو مكنش ليا .
ولكن أحرقها الشوق إليه ، فذهبت لتنعم برؤيته بمفردها ، والتحدث إليه ، لعلها تجد سكينة قلبها ولو للحظات .

ابتسم عماد لرؤيتها فسأل نفسه ...مش عارف أنا لما بشوف البنت دى ، بحس ليه براحة .
وشها فعلا هادى أوى ، سبحان الله .
وضحكتها كمان مبشرة .
فرحب بها عماد قائلا ...هدير ازيك ؟

خفق قلب هدير عندما نطق بأسمها ولكنها حاولت السيطرة
على نفسها فرددت بصوت خافت بعض الشيء ....الحمد لله
يا دكتور .
وحضرتك بخير .
فصمت عماد للحظة ثم خرجت منه كلمة لا يعلم لما قالها ....مش عارف والله يا هدير أنا بخير ولا مش بخير .
اوجعتها كلمته تلك ، فوجدت نفسها تجلس على المقعد الذى أمامه وقد تغير وجهها وشحب فجأة لتقول بقلق .....دكتور عماد مالك ، طمنى عليك !

تعجب عماد من شحوب وجهها المفاجىء وقلقها من مجرد كلمة قالها بدون شعور فحدث نفسه ...ايه البنت دى بالظبط .
بس مش عارف انا فعلا محتاج حد افضفض معاه على اللى جوايا .
انا هكلمها يمكن عشان هى بنت واكيد هتفهم وتقولى حركات أشرقت دى معناها ايه بالظبط ؟

عماد ....هدير انا فعلا محتاج اتكلم مع حد يمكن استريح ، ويمكن يساعدنى افهم الحكاية .

هدير بإنصات واهتمام واضح فى عينيها ...اتكلم حضرتك وياريت اقدر اساعدك .
شجعت عماد كلمات هدير أكثر ، فسرد لها بالتفصيل ما يعانيه
مع أشرقت .
وهنا أدركت هدير حقا ، أن أشرقت لا تحب عماد .
لإن ليس هناك امرأة على وجه الأرض ترفض اهتمام شخص تحبه ، بل والمرأة المحبة تكون أكثر اهتماما من الرجل .
فأحزنها ذلك جدا ، رغم حبها له .
لأن حزنه على سوء معاملتها له وعدم اهتمامها به ، يدل على صدق ومدى حبه لأشرقت .
وهى تعلم جيدا مقدار الألم الذى يعانيه شخصا أحب من طرف واحد .
فهو كالهشيم فى الحطب ، يحرق الإنسان عن كامله ، دون أن ينطق أو يصف شعوره .
بل عليه فقط أن ينظر لمحبوبه دون أن يتكلم حتى لا يندم أنإن قام برفضه .
لذا كان عليها أن تجيبه بعقلها قبل قلبها ، حيث كان من الممكن
أن تقول له اتركها لأنها لا تحبك وابحث عن أخرى قد تكون امامك تحبك وأنت لا تراها .
ولكن من حبها الحقيقى له ، أرادت أن تريح قلبه حتى لا يتألم مثلها .

هدير ...انا حاسه انها ممكن تكون بتحبك ، لكن هى من النوع الخجول شوية ، أو من النوع اللى مش عارف يعبر عن مشاعره كويس .
لكن أكيد مع الوقت هتقدر تاخد عليك ، ويكون فى أريحية شوية فى الكلام ، والاهتمام هيزيد .
ثم نظرت له بحب مرددة ...ربنا يريح قلبك ، ويسعدك معاها .

ثم قامت بعد أن أصدرت تنهيدة حارة موجعة مرددة ...استأذن حضرتك دلوقتى امشى .
لكن لو احتجت ليا فى اى وقت هتلاقينى جمبك من غير ما تطلب كمان .

اضطربت مشاعر عماد من كلماتها تلك وحدث نفسه ...أنتِ إيه ومين يا هدير بالظبط ، وقلبك ده جميل أوى كده .
أنتِ عاملة زى الملاك .

عماد بإمتنان ...أنا مش عارف اقولك إيه !
بس انا متشكر أوى ، انك سمحتيلى اتكلم معاكى ، ده غير ردك المطمن .

هدير ...انا موجودة ، ومن غير شكر .
ثم فرت أمامه هاربه ، قبل أن تسقط دموعها أمامه ، ويرى
فى عينيها حبه الذى لا يشعر به .

عماد ....غريبة اوى البنت دى !
مش قادر افهمها .

......................

انتظر لؤى بسمة لتأتى فى موعدها كل يوم بالشركة ولكنها لم تأتي
فأخذ يجوب مكتبه يمينا ويسارا بتوتر قائلا ...يا ترى ايه اللى أخرها كده ؟
ثم حدث نفسه ..وأنت مالك تتأخر ولا متتأخرش .
إن شاء الله عنها مجتش ، عشان تريحنى من لسانها الطويل شوية .
ولكنه أعاد الكلام .
بس أنا قلقان لتكون حصلها حاجة فى السكة ، ولا تعبانة ولا أى شيء .
أنا لازم اطمن .
بس محرج اكلمها هى الأول .
أنا أكلّم أشرقت وهى تتعامل .

وبالفعل حدث أشرقت فرددت بقلق ...معقول !
مجتش لدلوقتي.
لازم اتصل بيها حالا اشوف مالها.
وهتصل بيك تانى يا بابى اطمنك .
فأغلقت سريعا مع لؤى ، واتصلت بها .
حيث كانت بسمة فى فراشها ، وقد إصابتها حمى مفاجئة ، ووجع فى كل أنحاء جسدها .
ولم تستطع القيام للذهاب للعمل ، فكلما قامت ، سقطت مرة أخرى على فراشها .
وعندما رن هاتفها التقطته من جانبها على الفور مرددة بصوت خافت ...أشرقت حبيبتى .

أشرقت بذعر ...مال صوتك يا حبيبتى .

بسمة ...شكله دور برد ، بس جى بتقله شويتين .
ومش قادرة أقوم من السرير.
كويس أنك اتصلتى عشان تبلغى جدو اعتذارى.

أشرقت ....جدو ايه بس يا بنتى !
المهم أنتِ دلوقتى .
وصحتك .
ثم قالت بحزن شديد ...وكمان لوحدك يا قلب أختك وأنتِ تعبانة كده .

بسمة ...اه ، ربنا يسامحك يلى فى بالى .

أشرقت ...متقلقيش يا حبيبتى ، أنا موجودة.
ومسافة السكة هكون عندك .

بسمة ...مش عايزة اتعبك يا شوشو ،وكمان عشان مذاكرتك والامتحانات على الابواب .

أشرقت ..بس متتكلميش كتير ، أنا جاية حالا .
ثم أغلقت معها الخط ، لتتصل بوالدها ....ليقول بدون شعور ....بسمة تعبانة .
فخفق قلبه وتوتر مرددا ....أنا هشوف دكتور حالا واعدى عليكى ونروح لها سوا نشوفها .

تعجبت أشرقت من القلق الواضح على صوت والدها ورددت .....ماله بابا أول ما عرف انها تعبانة زعل كده ، وهيجيب كمان ليها دكتور ويجى بنفسه يشوفها .
ده كان مش بيطقها إيه اللي حصل ؟؟
......
يا ترى ايه هيحصل تانى ؟
وما مصير علاقة أشرقت بـ عماد ؟
وبلال هل سيظل حاله هكذا هربان حتى من نفسه ؟
ام سيتغير الحال .
ويأذن الله أن يتجمع ذلك العاشقين من جديد ؟
ولكن متى وكيف هذا ما سنعلمه فى الحلقة القادمة بإذن الله.
انتظرونى احبتى ❤️
نختم بدعاء جميل
"اللهم إجعلنا أسعد خلقك ، وأقرب عبادك إليك اللهم إغفر لنا ما مضى وأصلح لنا ما بقى واكتب لنا رضاك وعفوك والجنة💙"

شيماء سعيد 



موعد البارت الجديد الساعة ( 4 م ) يوميا ان شاء الله 

هنا تنتهى احداث رواية صغيرة بلال الجزء الثاني الحلقة التاسعة والعشرون ، يمكنكم اكمال باقى احداث رواية صغيرة بلال الجزء الثاني الحلقة الثلاثون  أوقراءة المزيد من الروايات المكتملة فى قسم روايات كاملة .

نأمل أن تكونوا قد استمتعتم بـ رواية صغيرة بلال الجزء الأول ، والى اللقاء فى حلقة قادمة بإذن الله ، لمزيد من الروايات يمكنكم متابعتنا على الموقع أو فيس بوك ، كما يمكنكم طلب رواياتكم المفضلة وسنقوم بوضعها كاملة على الموقع .
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-