رواية المعلم الفصل التاسع والعشرون 29 من روايات تسنيم المرشدي

     نقدم اليوم احداث رواية المعلم الفصل 29 من روايات تسنيم المرشدي . والتى تندرج تحت تصنيف روايات رومانسية ، تعد الرواية  واحدة من اجمل الروايات رومانسية  والتى نالت اعجاب القراء على الموقع ، لـ قراءة احداث رواية احببت ملتحي كاملة بقلم ام فاطمة من خلال اللينك السابق ، أو تنزيل رواية عرف صعيدى pdf كاملة  من خلال موقعنا .


رواية المعلم الفصل 29 من روايات تسنيم المرشدي



المعلم الفصل التاسع والعشرين


رواية المعلِم
الفصل التاسع والعشرون
_________________________________________________

_ أغلق محرك السيارة أمام المنزل والتفت إليها علي مضضٍ وهتف بإقتضاب :-
_ يارب الخدمة تكون عجبت حضرتك

_ لم تروق لهالة نبرته الوقحة معها والتفتت إليه عاقدة حاجبيها مستنكرة حديثه وأردفت بإقتضاب :-
_ أنت بتكلمني أنا ؟

_ هز يحيي رأسه ساخراً من سذاجة سؤالها وهتف مازحاً :-
_ لا بكلم أبويا ؟

_ ضيقت هالة عينيها عليه بتذمجر وصاحت به بنبرة محتقنة :-
_ و أنا يعني اللي كنت هموت علي توصيلة منك هما اللي أجبروني عليك!

_ شهق يحيي بصدمة ورمقها بنظرات مشتعلة ممزوجة بالغيظ الشديد وصاح بها :-
_ انتي تطولي أصلا اوصلك يابت انتي ؟

_ شهقت هالة بذهول وتمتمت غير مصدقة وقاحته :-
_ بت! أنا بت

_ رفع يحيي بصره للاعلي بتهكم وأردف بفتور :-
_ مع إني أشك!

_ ارتفعت وتيرة أنفاسها من فرط الصدمة وكادت أن تجيبه لكنها فوجئت بأحدهم يفتح الباب المجاور لها وجذبها من ذراعها بقوة ، استدارت إليه بعد أن وقع قلبها بين قدميها من فرط الخوف وهتفت بصدمة :-
_ عمر!

_ صاح بها مندفعاً من بين أسنانه المتلاحمة بغضب عارم :-
_ انتي كنتي فين الساعة دي ومين اللي راجعة معاه ده ؟

_ ارتجف جسد هالة بشدة متوجسة خيفة منه وأردفت بتلعثم :-
_ انا .. أنا كنت عند واحدة صاحبتي

_ رفع عمر حاجبيه مستنكراً حديثها الذي لم يروق له وأكمل بصياح :-
_ صاحبتك! وعمي يعرف بالكلام ده ؟

_ اتسعت حدقتي هالة بخوف شديد وأسرعت بالحديث بتوجس :-
_ لا لا بابا ميعرفش حاجة ، اهدي وانا هفهمك كل حاجة ..

_ ترجل يحيي من السيارة لكي يعرف حقيقة الأمر ، اقترب منهم وكل خطوة يسيرها نحوهم تتسع مقلتي هالة بصدمة تحثه علي الرجوع من حيث آتي من خلف نظراتها الموحية إليه ، لكن هيهات له لن يبرح مكانه قبل ان يعلم حقيقة الأمر ربما يمد يد العون لها إن تطلب الأمر ..

_ مين ده وعايز منك إيه ؟
_ هتف بهم يحيي متسائلا بنبرة حادة بينما التفت إليه عمر ورمقه من أعلي لاسفل شزراً واجابه بنبرة صارمة :-
_ انت اللي مين يا كتكوت وبتعمل ايه مع بنت عمي ؟

_ أسرعت هالة بالحديث قائلة بخوف :-
_ عمر سيبه يمشي وبلاش فضايح في الشارع وانا هفهمك علي كل حاجة

_ أطلق عمر ضحكات ساخرة ثم اقترب من يحيي وأمسكه من تلابيب قميصه وصاح مندفعاً :-
_ ده لو خرج من هنا علي رجليه يبقي ربنا بيحبه ..

_ شعر يحيي بالخوف حيال كلماته بينما صرخت هالة بخوف عارم واقتربت من عمر وأردفت بتوسل :-
_ والله هو كان بيوصلني مش اكتر ..

_ نفخ عمر بغضب شديد ورفع يده للأعلي قاصداً صفعها لكن يد أحدهم كانت أسرع في الوصول إليه ومنعه من صفعها ، التفت عمر برأسه للخلف وتفاجئ بوجود عمه ، ازدرد ريقه بخوف وهتف بتلعثم :-
_ عمي أنا ، انا لقيتها في عربية واحد غريب و...

_ قاطعه عبدالله ( والد هالة ) بحدة وصاح به مندفعاً :-
_ متسمحش لنفسك تمد ايدك علي بنتي تاني مرة طول ما انا عايش انت فاهم ؟

_ اتسعت حدقتي عمر بذهول ، اهو حقاً يوبخه هو وترك ابنته المنفلتة دون أن يقتلها ، أخفض بصره في حرج وأردف :-
_ أنا آسف يا عمي

_ رمقه عبد الله بنظرات مشتعلة وهتف :-
_ والوقتي اتفضل شوف انت كنت رايح علي فين

_ رفع عمر بصره عليه بذهول اكبر ثم غادر علي مضض ، بينما استدار عبدالله إلي هالة ورمقها بنظرات تحمل من العتاب قدراً وهتف بنبرة محتقنة :-
_ ممكن افهم ايه اللي بيحصل؟

_ سحبت هالة نفساً عميق وهي لازالت أسفل ثأثير صدمتها مما يحدث ، تنهدت بحرارة ثم قصت لوالدها منذ مكالمة عنود بها الي ذلك الحين مختصرة حديثها ، أزفرت أنفاسها بضيق وقد ترقرت بعض العبرات علي مقلتيها وأنهت جملتها قائلة :-
_ والله هو ده اللي حصل لو مش مصدق هكلم عنود تسألها بنفسك!

_ أماء عبد الله رأسه مبدي تفهمه للوضع عكس النيران المتقدة بداخله ، التفت الي حيث يقف يحيي وأردف بنبرة متريثة :-
_ شكراً يابني

_ وما إن أنهي جملته حتي حث هالة علي السير بإشاراته الموحية من قبل عينيه , أسرعت هالة في خطاها إلي الأمام قاصدة منزلها كما تبعها والدها بينما رفع يحيي حاجبيه بغرابة لما يحدث ثم هم بمغادرة المكان سريعاً ..

_________________________________________________

_ قام ريان بتوصليهم خارج المشفي لكي يضمن عدم تعرض أحدهم لفتاته ، مرت مدة ليست بقصيرة ثم ظهر يحيي بسيارته التي صفها أمامهم وترجل منها وعلامات الضجر جلية علي تعابير وجهه ،

_ آثار فضول ريان حوله وسأله بإهتمام ممزوج بالقلق :-
_ في ايه يا يحيي قالب وشك ليه ؟

_ ازفر يحيي أنفاسه بضجر وقص ما حدث مختصراً ثم أنهي جملته قائلا بإقتضاب :-
_ ابقي وصلها انت ياعم أنا مليش دعوة بعد كده

_ أسرعت عنود بالحديث هاتفة بذعر :-
_ أكيد باباها هيضايق جدا

_ انفجر يحيي ضاحكاً بسخرية وأردف من بين ضحكاته :-
_ يضايق! ده انا لو منه كنت قتلتها ، واحدة راجعة وش الفجر مع شاب ويضايق بس!

_ شعرت عنود بالخوف الشديد حيال صديقتها وشدت علي يد ريان التي تمسك بها ، جذبت هاتفها وقامت بالاتصال عليها عدة مرات لكن دون جدوي لا توجد إجابة منها تطمئن قلب عنود عليها ،

_ تأففت بضجر بائن استشفه ريان وأردف بنبرة حنونة :-
_ متقلقيش أكيد مش هيعمل لها حاجة ولو مردتش عليكي هنروح بكرة نطمن عليها ونفهمه الوضع ..

_ إلتمعت عيناي عنود بحب كما اطالت نظراتها عليه ممتنة له وأردفت بهُيام :-
_ Thanks ريان ..

_ ويحك يا فتاة! ليس بوقت نبرتك الرقيقة تلك ، لقد نسي تماماً من هم حوله أثر عينيها التي تطالعه بشغف ونبرتها التي ود لو تعيد شكره لكن وهي بين أحضانه لكن المكان لا يسمح ، إذا عليه الإبتعاد سريعاً قبل أن تنحط قواه بين يديها ..

_ حمحم ريان بحرج وأبعد نظره عنها وأردف بصوت متحشرج موجهاً حديثه إلي يحيي :-
_ يحيي وصل الجماعة وعنود هتكون معاك وبكرة توديها الكلية معاك متخليهاش تيجي هنا وانت كمان مضيعش يوم منك ومش عايز كلام كتير ..

_ أصر ريان علي حديثه لم يتكمن يحيي من معارضته بينما رفعت عنود بصرها عليه وأبت فكرته وأردفت بحنق :-
_ ريان أنا مش هروح الكلية أنا عايزة اكون جنبك

_ سحب ريان نفساً عميق وهتف موضحاً :-
_ أنا وعدتك إن بعد الي ٢٤ ساعة ترجعي لحياتك وتكملي تعليمك من غير إهمال لو سمحتي متعارضنيش ويلا عشان الوقت اتاخر وتلحقي تنامي قبل معاد جامعتك

_ هزت عنود راسها برفض تام ، حسناً سيصرح لها بذاك السر لطلاما أخفاه عنها لحين ميعاده المناسب ، لكن عليه أن يعترف لها فقط لكي توافق علي ذهابها الي الجامعة ..

_ انحني ريان واقترب من أذنها وهمس بحماس :-
_ روحي عشان ترجعي تذاكرلي اللي اخدتيه!

_ تراجعت للخلف قليلا ورفعت بصرها عليه في عدم استيعاب لما تفوه به بينما أسرع ريان بالإجابة علي سؤالها التي لم تساله بعد :-
_أنا قدمت في الكلية عشان اشاركك حتي في مذاكرتك!

_ اتسعت مقلتي عنود بذهول شديد وتعالت صراختها بفرحة عارمة قد تسللت إلي قلبها ، حقاً دقت الطبول قلبها وعقلها ومشاعرها وكل انش بها ، أسرع ريان بوضع يده علي فمها يمنع صراختها التي دوت في المكان وأثارت أنظار الجميع عليهم

_ أشار ريان بنظراته الثاقبة يحثها علي التوقف بينما توقفت هي وأردفت معتذرة :-
_ Iam sorry بس أنا...

_ قاطعها ريان وهو يهمس أمام أذنها محذراً إياها :-
_ ششش مش عايز حد يعرف

_ أماءت رأسها بطاعة وحماس شديد قد تغلغل بداخلها فتلاحقت ضربات فؤادها المتدفق في الادرينالين المندفع في شرايينها من فرط الحماس ، جذبها ريان من ذراعها وفتح الباب الامامي لسيارة يحيي بينما ركبت هي وتبعتها والدة دينا وشقيقتها وركبَ في الخلف علي مضضٍ من حوار ريان وزوجته الذي أثار غضبهم حوله ..

_ عاد ريان بأدراجه الي غرفة والده لكي يطمئن عليه لكنه مُنع من قِبل أحد الممرضات ، عاد الي غرفة دينا وجذب مقعد خشبي متوسط الحجم وجلس عليه مقابلها ، شعر بحركة طفيفة في أناملها ، رفع بصره عليه وتفاجئ بها تستعيد وعييها تدريجياً ..

_ انتظر قليلا إلي أن استعادت وعييها بالكامل ، جابت دينا الغرفة بعينيها تستشف أين تمكث ثم أخفضت بصرها علي ريان وسألته بغرابة :-
_ أنا فين أنا مش فاكرة حاجة!

_ اعتدل ريان في جلسته واجابها بهدوء لم تعتاده هي منذ فترة :-
_ إحنا في المستشفي انتي تعبتي و...

_ قاطعته دينا حينما تذكرت آخر ماشعرت به وأسرعت بالحديث هاتفة بذعر :-
_ الحمل حصله حاجة ؟

_ أماء ريان رأسه بنفي ثم جاب بعنياه الغرفة علي شئ ما تاكله لكن لم يجد ، نهض ونظر إليها وقال بنبرة رخيمة :-
_ هجبلك آكل وارجع

_ أسرعت دينا بمسك يده وقد إلتمعت عينيها بحزن وأردفت بآسي :-
_ خايف عليا ولا علي اللي في بطني ؟

_ أخرج ريان تنهيدة بطيئة تحمل بين طياتها العتاب واللوم لكونها تبادر دوماً في سوء ظنها به ، رمقها لبرهة بنظرات متهكمة وهتف :-
_ اللي في بطنك لسه مشوفتوش عشان اخاف عليه!

_ ابتلعت دينا ريقها وسألته مرة أخري ، هي في أشد الحاجة لشئ ما يداوي جروح قلبها التي من المفترض أن يبادر هو في مدواتها :-
_ مش ناوي تطلقها ؟

_ هز رأسه مستنكراً حديثها وأسرع بالقول بتهكم :-
_ اطلقها! انتي عارفة أنها هي اللي قالتلي أفضل جنبك عشان هتكوني محتجاني اكتر منها مع أن والدتك واختك موجودين لكن هي ملهاش غيري!

_ شعرت دينا بالغيرة الشديدة التي اشتعلت بداخلها ، خفق قلبها بشدة من خلف حديثه الفاظ معها ، اهو يريدها أن تمتن لتلك السارقة أم يريدها أن تقدم شكر خاص لأنها أعادت ما سرقته؟

_ لكنها ستقتلع عينيها بدلاً أن تنطق بحرف يدل علي امتنانها لها ، أدارت راسها للجانب مبدية تذمرها بينما هز ريان رأسه مستنكراً تصرفاتها التي ليس في محلها الآن ، أزفر أنفاسه بضيق ودلف الي الخارج مستنفراً منها ..

_ وقف خلف الباب يأنب ذاته لأنه لم يتحلي بالصبر معها فهي بالاخير مريضة ولا يجدر عليه حزنها ، عزم أن يراضيها بعدما يعود إليها بالطعام ..

_________________________________________________

_ صف يحيي سيارته أسفل البناية الخاصة بهم وترجل منها برفقة عنود بعدما قام بتوصيل عائلة دينا الي منزلهم ، وقف كليهما عندما صدح صوت جهوري من خلفهم ، استدار يحيي بجسده أولاً ورمق ذاك الجسد الضخم شزراً وهتف عالياً :-
_ بتقول حاجة ؟

_ تعالت ضحكات الشخص الآخر ساخراً منه وأردف بنبرة مستاءة :-
_ هي القطة ماشية علي شباب العيلة كلها ولا ايه طب وانا مش هينوبني من الحب جانب ؟

_ صعقت عنود مما سمعته وفغرت فاها بصدمة جلية بينما احتدت ملامح يحيي علي ذلك المتعجرف التي يتباهي ببدنه ذو البنيان العضلي القوي ، اقترب منه بخطي مهرولة وصاح به هدراً :-
_ لا ده انت عضلاتك مقوية قلبك وخليتك تتكلم عن عيلة العراقي كده!

_ تقوس ثغره بإبتسامة متهكمة ثم وضع يده علي كتف يحيي وشد بقبضته عليه حتي وقع يحيي أرضاً من فرط قوته ، تعالت قهقهاته عالياً واردف مستاءً :-
_ ياعيني علي عيلة العراقي اللي بتقع من قبل ما تاخد القلم ..

_ رفع البدين بصره علي عنود التي تقف متوجسة خيفة من هيئته الضخمة تود أن تصرخ عالياً لعل أحدهم يمد يد العون لهم ، لكنها بدت كمن انحشرت كلماتها داخلها من فرط الخوف ، تراجعت إلي الخلف بخطي متمهلة مرتعبة وهي تراه يقترب منها مُشكلاً ابتسامة خبيثة علي محياه
_ وقف أمامها واردف :-
_ لا بس انتي نينجا وجامدة اوي ليهم حق يحدفوكي لبعض ..

_ شهقت عنود بصدمة كبيرة قد اعتلتها ووضعت يدها علي فمها بذهول من كلماته المثيرة للاشمئزاز ، تريد أن تفر هاربة من أمامه لكن قدميها قد تصلبت من فرط خوفها منه ، نهض يحيي وأسرع بخطاه إليه وهتف بنبرة جهورية :-
_ هيثم!

_ استدار هيثم بجسده الذي غطي علي جسد عنود بالكامل وحجب الرؤية لكلاً من عنود ويحيي واجابه بنبرة متهكمة :-
_ نعم يا ننوس عين أبوك؟

_ تحول لون بشرة يحيي الي الحمرة من فرط غضبه كما برزت عروق عنقه ولم يشعر بيده التي لكمته بقوة علي وجهه ، اتسعت حدقتي هيثم بذهول علي تصرف يحيي الذي لم يتوقعه قط ثم بادر هو بلكمه بعنف وقسوة إلي أن سالت الدماء من وجه يحيي بغزارة ، أطلقت عنود صراختها تحثه علي التوقف لكن دون جدوي ،

_ لا احد يشعر بهم فالوقت قد تعدي الثالثة فجراً وبالتأكيد الجميع نيام في تلك الأثناء ، بعد مدة ليست بقصيرة قد أفرغ هيثم شحنه غضبه علي يحيي ومن ثم بصق عليه بتقزز والتفت برأسه الي عنود واردف بخبث :-
_ لينا معاد ندوق الشهد في يوم يا جميل

_ غمز إليه بعيناه ثم غادر المكان سريعاً ، حركت رأسها مع خطواته عفوياً منها بخوف شديد ، وما إن اختفي طيفه من أمامها حتي أسرعت مهرولة إلي يحيي ، جلست القرفصاء مقابله وسألته بقلق :-
_ يحيي انت كويس ؟

_ تحسس يحيي وجهه بألم شديد يشعر به ، حاول مسح الدماء بانامله لكنه فشل لغزارته ، نهض وهو يتآوة بتعب بينما نهضت عنود معه وأردفت بحزن :-
_ Iam sorry كل ده بسببي أنا ..

_ رمقها يحيي بنظرات معاتبة وهتف بصوت متحشرج :-
_ بدل الكلام اللي ملوش لازمة ده ساعديني

_ رمقته عنود بغرابة فهي لا تعي حقيقة تلك المساعدة بعد ، أزفرت أنفاسها وسألته بتوجس :-
_ أساعدك ازاي ؟

_ أخرج يحيي تنهيدة بطيئة وأردف موضحاً بنبرة متعبة للغاية :-
_ امسحي لي الدم ده انا مش شايف قدامي وتعملي اي حاجة تشيل الوجع ده مش قادر منه!

_ تعمد يحيي إلقاء حديثه لكي يحظي وجهه بلمساتها عليه ، بينما رمقته عنود لبرهة ثم أسرعت بخطاها الي الداخل كما تبعها يحيي ، رفضت أن تصعد معه في المصعد بمفردهم وصعدت هي الادراج وحدها لعدم قدرة يحيي علي الصعود ، لما كان سيمرق تلك الدقائق دون أن يتحلي بقربها لكن آلام جسده قد أجبرته علي قبول ذلك الوضع

_ ولجت هي داخل منزلها وجذبت علبة الاسعافات لكي تضمد له جروحه ، تعمدت عنود ترك الباب مفتوحاً لكي لا يقع علي عاتقها وزر لن تتحمل عقابه ، عادت بأدراجه إليه أسفل نظراته المسلطة عليها بصورة غريبة لم تستطيع هي تفسير ما يوجد خلفها

_ جلست مقابله علي الأريكة ذاتها تاركة بعض المسافة بينهم ثم بدأت تمسح الدماء التي تملئ وجهه برفق لكي لا تؤلمه كما حرصت علي عدم لمسه ، كانت هي تنهمر في تضميد جروحه بينما تاه هو في ملامحها الهادئة التي بدت خائفة بعض الشئ ، خفق قلبه بشدة لهذا التقرب الذي يتحلي بلذته للمرة الأولي ..

_ أخرج تنهيدة حارة وهو يتمناها له ، كم تمني أن يجذب يدها ويضعها علي قلبه ربما ترأف بحالته قليلاً وتشعر بما يتعايش معه في صمت ، انتهت عنود مما تفعله سريعاً ثم هبت واقفة وأردفت بفتور :-
_ أنا خلصت

_ خرج يحيي من شروده بها عندما أبتعدت عنه ونهض هو الآخر وهتف ممتناً :-
_ شكراً

_ تقوس ثغرها بإبتسامة لم تتعدي شفاها فأكمل هو :-
_ تصحبي علي خير

_ أجابته بإقتصاب مختصرة الحديث معه :-
_ وانت من أهله

_ غادر يحيي علي مضض فهو يريد التودد إليها أكثر في الحديث لكم لم تسنح له الفرصة ، أوصدت عنود الباب خلفه واستنشفت الصعداء ثم توجهت داخل غرفتها واستلقت بجسدها علي الفراش بإهمال ورمقت سقف الغرفة قليلا ثم تذكرت هالة صديقتها ، نهضت بذعر وقامت بالاتصال عليها مرات عديدة لكن دون جدوي لا يوجد إجابة منها ..

_ أزفرت أنفاسها بضجر ثم هاتفت ريان ربما يطمئن قلبها عندما تصغي الي نبرته التي باتت تعشقها لكن هاتفه مغلق هو الآخر ، ألقت بهاتفها جانباً ثم أطلقت العنان لجفونها أن تذهب في النوم لكي تسعتد الي يوم جديد ملئ بالاقدار لهم ..

_________________________________________________

_ عاد ريان الي غرفة دينا حاملاً لها الطعام لكنه فوجئ بها غافية والإرهاق بادي علي ملامحها لم يريد إيقاظها حتماً هي متعبة وتريد بعض الراحة

_ وضع الطعام علي الطاولة ثم استلقي بجسده علي الأريكة الموضوعة أسفل النافذة الزجاجية التي يظهر من خلفها النجوم ، حملق بعنياه علي النجوم وبحث علي نجمة منفرده إلي أن وقع بصره إليها ..

_ تقوس ثغره بإبتسامة عذبة وهو يتذكر صغيرته التي تشبهها تماماً ، أخرج تنهيدة حارة وهو يتذكر ليلتهم التي حظي بلذتها معها ، شعور مختلف كلياً عن علاقته السابقة ، شعر بكونه رجل أمامها أسفل خجلها الذي يمتزج ببعض الجرأة

_ شعور رائع أن يملك امرأة لا تبادر بالرفض دوماً علي الرغم من خجلها ، ولها كل الحق فهي أول تجربة تخضوها ، لكن الغريب في الأمر أنه لا ينزعج من خجلها بل يزيده تلهفاً للتودد إليها أكثر ..

_ انعكست تعابير وجهه كلياً عندما تذكر ما حدث لوالده من خلف تلك اللعينة رنا ، هي المتسببة في ذلك، هو فقط آراد أن يثبت الحقيقة لشقيقه لكي يتخلص منها لكن الامور لم تجري كما خطط ، حسناً عليه فقط التحلي بالصبر إلي أن يطمئن علي صحة والده ودينا وخروجهم من المشفي ثم يفكر في هدوء ما عليه فعلا ..

_ جذب هاتفه لكي يرضي غريزته التي تحثه علي سماع نبرتها الرقيقة لكنه تفاجئ ببطارية الهاتف فارغة ، ألقاه علي الطاولة بتذمر ثم ظل يرمق النجمة إلي أن بات في ثُبات عميق ..

_________________________________________________

_ أصدرت العصافير انغامها مع شروق الشمس ، استيقظ ريان علي صوت رنين هاتف دينا ، اسرع نحوه قبل أن تستيقظ هي وإذا بها والدة دينا ، أجابها ريان بنبرة متحشرجة واخبرها بعدم استيقاظ دينا بعد وانهي المكالمة سريعاً ،

_ رمق الهاتف لبرهة ثم قرر أن يهاتف عنود منه ، فقط يريد أن يطمئن عليها ، هاتفها ودلف الي الخارج لكي لا يسبب الازعاج لدينا ، وقف مستند بقدمه علي الحائط إلي أن أجابته هي بعد برهة :-
_ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

_ رد عليها التحية وأكمل بنبرة رخيمة :-
_ وحشتيني

_ إلتوي ثغرها بإبتسامة خجولة واجابته مفتقدة الي حضنه لطلاما اعتادته مؤخراً :-
_ I miss you too

_ تشكلت ابتسامة سعيدة علي محياه وأردف :-
_ قومي يلا عشان متتأخريش علي الكلية

_ ترددت عنود في إخباره بما حدث أمس ، لكن حتماً سيعلم فبالتاكيد لن يستطيع يحيي الدلوف من المنزل بتلك الكدمات التي في وجهه ، تنهدت بحرارة ثم نهضت وهتفت بتردد :-
_ ريان ، فيه حاجة حصلت امبارح عايزة أقولك عليها!

_ لم تروق له نبرتها المترددة وأسرع بالحديث متسائلاً بتوجس :-
_ حصل ايه ؟

_ حمحمت عنود وهي تنتقي كلماتها بعناية لكي لا تثير ذعره ثم قصت عليه ما حدث بإختصار شديد ، حسناً لقد توقعت ثورته لكن لم تتوقع بأنه قد ينهي المكالمة قبل أن تنهي هي حديثها

_ أبعدت الهاتف عن أذنها ورمقته بغرابة ، اخر شئ توقعته ما فعله ريان ، أعادت تكرار مهاتفته ربما حدث سوء فهم لكنه لم يجيبها ، شعرت بالقلق يتسلل داخلها لا تدري لما لكن إنهائه للمكالمة مثير للقلق ، سحبت نفساً عميق ودعت الله بحسن عاقبة الأمور ..

_________________________________________________

_ انزل استناني تحت!
_ صاح بهم ريان بنبرة آمرة بينما أجابه يحيي بتوجس من نبرته الحادة :-
_ في ايه يا ريان ؟

_صاح به ريان بغضب شديد :-
_ بقولك استناني تحت ايه اللي مش مفهوم في كلامي ؟

_ أنهي ريان المكالمة علي الفور وتابع قيادة السيارة التي تعدت سرعتها المائة وعشرون ناهيك عن صوت بوق السيارة التي لا يتوقف قط من قِبل يده لكي يزيح تلك السيارات اللعينة من أمامه ، بينما هاتف يحيي خالد لكي يرافقه فنبرة ريان لا تبشر بالخير ولا يستطيع السيطرة علي غضبه بمفرده

_ وصل إلي منطقته بعد حوالي خمسة عشر دقيقة ، ترك السيارة في منتصف الطريق دون أن يصفها بطريقة صحيحة ، ترجل منها علي عجالة بخطي مهرولة غير مستقيمة ،

_ رآهُ يحيي وخالد وهو يركض عكس اتجاههم فركض كليهما مهرولين خلفه ، دخل ريان أحد مقاهي المنقطة وبحث بعيناه سريعاً علي ذاك الذي تعدي علي من هم في منطقة محظورة بالنسبة إليه ، لمحه يجلس علي طاولة في منتصف المقهي يحتسي مشروب ساخن وينفث سيجارته بتلذذ ..

_ ركل ريان أحد الطاولات التي أمامه بقدمه من فرط غضبه وسار نحوه وعيناه ينطقان منهم الشرار ، نهض هيثم بذعر عندما رآه يولج نحوه وقبل أن يبرر تصرفه كان قد تلقي لكمات متعددة دوت علي وجهه ،

_ لم يكتفي ريان بصفعه بل وامسكه من تلابيب ثوبه وجره خلفه كالحيوان ..

_ دلف الي الخارج ولا يصغي لندائات الجميع التي ثحثه علي التوقف لكن دون جدوي فقط غضبه يفوق الوصف ويريد أن يفرغه لكي يهدأ ، إذاً لن يرحم ذاك المتعجرف الذي جني علي نفسه بعد أن يشعر ببعض الراحة اولاً ..

_ جره ريان خلفه الي أن وصل به إلي البناية الخاصة به وقام بتعليقه أعلي بوابة المنزل لم يستطيع شريف لمس الارض بقدمه ، تجمع خالد ويحيي وجميع من بالمنطقة يشاهدون ما يحدث في صمت ،

_ لم يتجرأ أحدهم التدخل فهم علي علم بغضب ريان الذي لو ثار عليهم لحرقهم جميعاً ، كما أن خالد ويحيي يريدان رؤية هيثم يتأدب لكي يفكر جيداً قبل أن ينظر مجرد نظرة إلي عائلة العراقي

_ سحب ريان حزامه بحركة سريعة من بنطاله ثم انسدل به علي جسد شريف بقسوة وعنف وهو يصيح عالياً بغضب عارم :-
_ لو كنت شارب حاجة خليتك تتجرأ علي حد من عيلتي فأنا هخليك تبطل يروح أمك ، ولو كنت بعقلك وانت بتعمل كده فأنا هخليك تنسي أن ليك عقل أصلا

_ ازداد ضربه المبرح علي ثائر جسد هيثم بكل ما أوتي من قوة كما تزداد أيضاً صرخات هيثم المتألمة إلي أن انشق الحزام نصفين من فرط القوة التي يتعامل بها ريان ، اقترب منه خالد واردف :-
_ ريان الواد هيموت في ايدك كفاية كده!

_ استدار ريان بجسده إليه وملامحه جامدة لا يظهر بها أي تعابير ثم دني منه إلي أن التصق بخالد وسحب حزام بنطاله بسلاسة وعاد ليكمل ضربه دون رحمة ، توقف وسحب نفساً وهو يرمقه بغضب شديد لا يقل بل يزداد أكثر ، التفت برأسه الي حيث يقف يحيي وهتف بحنق :-
_ تعالي

_ اقترب منه يحيي بتوجس فأكمل ريان حديثه أمراً إياه :-
_ اضربه زي ما ضربك

_ هز يحيي رأسه برفض تام وأردف :-
_ خلاص يا ريان هو..

_ قاطعه ريان عندما صاح به بصوته الجهوري :-
_ بقولك اضربه زي ما ضربك

_ تلاحقت خفقات قلب يحيي متوجس خيفة من ريان ثم اقترب من هيثم وقام بلكمه عدة لكمات قوية ثم تراجع للخلف بينما عاد ريان ليواصل ضربه لكن يد خالد منعته قائلا :-
_ سيب الواد يمشي كفاية كده

_ رمقه ريان لبرهة فأسرع خالد مشجعاً إياه علي تركه بإيماءة خفيفة من رأسه يحثه علي التوقف ، ناوله ريان حزامه ورمق هيثم شزراً ثم عاد ببصره علي جميع الواقفين وهتف عالياً :-
_ ده جزاء اي حد يفكر مجرد تفكير أنه يجي علي حد يخص ريان العراقي

_ أنهي ريان جملته ثم أمر الحارس قائلا بنبرة غاضبة :-
_ الحيوان ده يفضل متعلق كده مينزلش الا ما يجيلي مزاج وانزله بنفسي ..

_ ولج الي الداخل دون أن يعبأ لندائات الآخرين له ، صعد سريعاً الادراج لعله يخفف من غضبه الذي يشعر به مع صعوده للادراج المرتفعة لكن دون جدوي تفشل محاولاته في تهدئة روعه ،

_ قابلته عنود بوجه جامد بعد أن رأت ما حدث في الأسفل وأردفت بحنق :-
_ انت إزاي تعمل فيه كده انت...

_ لم تكمل جملتها عندما قاطعها هو بقبلته القاسية ، ركل الباب بقدمه وشد علي خصرها بعنف لم تتحمله هي وأطلقت آنة موجوعة من خلف ضغطه علي خصرها وهمست معاتبة :-
_ ريان انت بتوجعني

_ همس هو بحدة وغضب عارم أمام شفاها :-
_ أنا مش شايف قدامي فحاولي تستحملي ..

_ سرت رجفة قوية في أوصالها الساكنة من فرط خوفها من نبرته وتصرفاته الغريبة معها ، أجبرها ريان علي السير داخل الغرفة وبادر بتفريغ غضبه بطريقته الخاصة التي لأول مرة يفرغه بذلك الاسلوب ..
_________________________________________________

_ نهض خالد من مقعده وهتف بحنق :-
_ أخوك طول فوق أوي شكله قالب الدنيا

_ وضع يحيي راحتي يده علي وجهه وقام بفرك وجهه بحركات دائرية ثابتة وأردف بإقتضاب :-
_ ده مش بعيد يكون ولع البيت بلي فيه

_ هز خالد رأسه مستنكراً ما يحدث وردد بفتور :-
_ وبعدين هنفضل قاعدين هنا ومش عارفين هو بيعمل ايه ؟

_ رفع يحيي بصره علي هيثم المتعلق أمامه وأردف بنبرة محتقنة :-
_ كله من الحيوان ده

_ رمقه خالد شزراً هو الآخر وهتف بتجهم :-
_ اهو خد نصيبه يستاهل

_ نهض يحيي وهتف بقلق شديد حيال عنود ، يا تري ماذا فعل بها ؟ أزفر أنفاسه بضجر بائن وهتف :-
_ لا مش قادر ، أنا طالع اطمن عليه

_ نهض خالد كما وافقه الرأي قائلا :-
_ خدني معاك

_ هز يحيي رأسه بالايجاب ثم صعد كليهما الي الاعلي ، طرق يحيي بابه بتردد كبير لكن ما باليد حيلة ، يريد الاطمئنان عليهم وخصيصاً علي تلك الفتاة الصغيرة ، انتظرا كليهما مدة ليست بقصيرة متعجبين من عدم إجابة أحدهم ..

_ بعد عدة دقائق من تكرار قرع الباب فتح لهم ريان الباب عاري الصدر ، فقط يرتدي بنطال وحالته غير المهندمة كانت بمثابة دليل قوي علي ما كان يفعله ، سحق يحيي أسنانه بغضب ثم هبط للاسفل سريعاً دون أن ينبس بشئ ،
بينما حاول خالد كتم ضحكاته لكنه لم يستطيع وانفجر ضاحكاً بصوت عالٍ أسفل نظرات ريان المتعجبة من أمره

_ حاول خالد السيطرة علي ضحكاته لكنه لم يستطيع ، وضع ريان يديه في منتصف خصره وهتف بحنق :-
_ لا ماهي مش ناقصاك!

_ عدل خالد من نبرته واردف وهو يريد أن ينفجر ضاحكاً :-
_ مش ممكن تكون ريان لا ، ريان اللي أنا اعرفه مش هيقف قدامي بمنظره ده!!

_ استشاط ريان غيظاً ثم رمق نفسه في نظره متفحصه وتفاجئ علي حالته التي يقف عليها ، اتسعت حدقتاه بصده ثم رفع بصره علي خالد وهو يتخلل خصلاته قائلا بثبات :-
_ ماله شكلي ؟

_ تعالت قهقات خالد مبدي سخريته من ذاك الموقف الطريف واجابه مازحاً :-
_ مفيش حد يبقي مضايق برده ويـ...

_ صمت خالد من تلقاء نفسه وهو يغمز لريان الذي أسرع في إغلاق الباب في وجهه من فرط غيظه وعاد الي صغيرته مرة أخري بينما هبط خالد ولا يدري كيفية السيطرة علي نوبة ضحكه التي لا تتوقف قط .. 




موعد البارت الجديد الساعة ( 4 م ) يوميا ان شاء الله 

هنا تنتهى احداث رواية المعلم الفصل التاسع والعشرون ، يمكنكم اكمال باقى احداث رواية المعلم الفصل الثلاثون  أوقراءة المزيد من الروايات المكتملة فى قسم روايات كاملة .

نأمل أن تكونوا قد استمتعتم بـ رواية المعلم ، والى اللقاء فى حلقة قادمة بإذن الله ، لمزيد من الروايات يمكنكم متابعتنا على الموقع أو فيس بوك ، كما يمكنكم طلب رواياتكم المفضلة وسنقوم بوضعها كاملة على الموقع .
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-