رواية المعلم الفصل الرابع والثلاثون 34 من روايات تسنيم المرشدي

نقدم اليوم احداث رواية المعلم الفصل 34 بقلم تسنيم المرشدي . والتى تندرج تحت تصنيف روايات رومانسية ، تعد الرواية  واحدة من اجمل الروايات رومانسية  والتى نالت اعجاب القراء على الموقع ، لـ قراءة احداث رواية احببت ملتحي كاملة بقلم ام فاطمة من خلال اللينك السابق ، أو تنزيل رواية عرف صعيدى pdf كاملة  من خلال موقعنا .


رواية المعلم الفصل 34 من روايات تسنيم المرشدي



المعلم الفصل الرابع والثلاثون


رواية المعلِم
الفصل الرابع والثلاثون
_______________________________________
_ حل الليل سريعاً ..
_ أخفض رأسه لكي يختلس النظر إليها حينما شعر باستكانتها بين ذراعيه ، وضع رأسها برفق علي الوسادة حينما تأكد من غفوها ، دسر الغطاء أعلاها ثم حمل صينية الطعام الذي أعده لها خصيصاً ودلف خارج المنزل دون أن يبدل ثيابه المنزلية

_ لا يعلم أين وجهته لكن حتماً يريد الهروب من كل شئ ، قادته قدماه الي منزل صديقه الذي قرع بابه ووقف امامه في إنتظار ظهوره ، فتح خالد الباب وجاب ريان من أسفل إلي أعلي بنظرة متفحصة ، خفق قلبه بتوجس شديد وأسرع في سؤاله :-
_ ريان في ايه ؟

_ ألقي ريان نفسه بين ذراعي خالد الذي خفق قلبه من فرط الخوف ، جمع قواه وأعاد تكرار سؤاله بقلق اكبر :-
_ حد حصله حاجة يا ريان ؟

_ صغي خالد إلي نحيب ريان ، ريان يبكي! أم أنه يهذي ؟

_ أجبر خالد ريان علي الابتعاد عنه وصاح فيه :-
_ انطق وقول مالك في ايه ؟

_ لم يتحلي ريان بالشجاعة الكافية في تلك اللحظة لقد انهار تماماً ، انحطت قواه ويكاد يستطيع أن يقف علي قدميه ، يتنفس بصعوبة شديدة ناهيك عن تشوش رؤياه بسبب بكائه الغزير ،

_ علي الرغم من الخوف الذي تملك من خالد إلا أنه هدئ من روعه عندما رأي حالة صديقه التي لا يرثي لها ، ساعده علي الجلوس علي الأريكة وجلس بجواره واردف :-
_ طيب اهدي الاول واحكي لي في ايه ؟

_ مر ما يقرب من ثلاثون دقيقة دون جدوي ، بكاء ريان يدوي في المكان ، يبكي كمن انفرط قلبه علي شئ غالي ، يأزره خالد من حين لآخر بكلماته بينما تقف أية خلف باب غرفتها تتابع ما يحدث بتوجس شديد ،

_ عنود عندها كانسر من الدرجة الأخيرة!
ألقي بهم ريان دفعة واحدة بنبرة مهزوزة لا يأباها عقله ولا قلبه ، صعق خالد مما سمعه لتوه وعدل من وضعية جلسته وردد بعدم استيعاب :-
_ ايه ؟

_ سحب خالد نفساً عميق يحاول استيعاب الأمر ، تفاجئ بانحناء ريان علي كتفه ، لم يكن لديه القدرة لنطق حرف واحد ، ألجمت الصدمة ألسنة الجميع ، أغلقت أية الباب حينما علمت السبب الحقيقي لحالة ريان التي تراه عليها للمرة الأولي ، وضعت يدها علي فمها في محاولة منها علي تصديق ما سمعته بينما رفع خالد يده وربت علي كتف ريان وأردف بنبرة مهزوزة :-
_ هو حصل ازاي اقصد يعني عرفت ازاي ولا ايه اللي حصل ؟

_ أجابه ريان بنبرة موجوعة :-
_ مش عايزها تمشي!

_ لم يستطيع خالد تمالك دموعه التي انسدلت رغماً عنه ، أسرع هو بمسحها لكنها تأبي التوقف ، بينما واصل ريان حديثه من بين بكائه الموجوع :-
_ كنت فاكر أن الدنيا خدت مني كل حاجة بس طلعت مخبيالي حاجات تانية ، لسه هتاخد مني وهتاخد مين ، هتاخدني المرة دي هتاخد روحي وتسيب جسمي عايش لوحده ليه بس يارب ليه ؟

_ رد خالد بنبرة سريعة :-
_ أستغفر ربنا يا ريان متقولش كده انا عارف ان الموضوع صعب بس بلاش قلة الإيمان دي والدنيا اتطورت عن الأول يعني فيه أمل يا صاحبي!

_ رفع ريان ذراعيه للأعلي بقلة حيلة وهتف متحسراً :-
_ أمل! هعالجها بإيه ؟ هجيب فلوس منين عشان أخلق لها امل أعيش أنا عليه قبل منها ..

_ أوصد خالد عينيه وسحق أسنانه بغضب شديد فهو المتسبب الرئيسي فيما حدث له ، لازال يلوم نفسه علي ما اقترفه ، لم يستطيع الصمود لأكثر وهب واقفاً وهتف بحنق :-
_ ياريتك ما عملتلي توكيل يارتيني رفضت زي كل مرة ، أنا السبب في كل حاجة حصلتلك ولسه هتحصلك ياريتك ما وثقت فيا ولا عرفتني ..

_ أستلقي ريان علي الأريكة وطالع سقف المنزل بحزن عارم وردد :-
_ ألوم عليك ولا علي أخويا اللي هان عليه اخوه ورماه في الشارع ، ألوم عليك ولا علي اللي خد شقي عمري من غير ما يفكر أنا ممكن يجرالي ايه من ورا اللي عمله ، يا اخي ياريتني ما اتولدت من الأساس ولا عشت الحياة دي كلها ..

_ كز خالد علي أسنانه بعنف واقترب من ريان رفع رأسه وجلس هو ثم وضع راسه علي قدميه ، انحني عليه ووضع قبله علي جبينه وأردف بندم :-
_ حقك عليا يا صاحبي امسح كل اللي حصلك فيا أنا ، طلع كل زعلك وضيقتك عليا أنا هستحمل بس بلاش اشوفك كده انت اقوي من كده يا ريان ..

_ أخرج ريان تنهيدة بطيئة مليئة بالهموم وهتف بتجهم :-
_ مش قادر ، أنا عايز أمشي

_ أسرع خالد في الحديث وأردف موضحاً :-
_ لا لا ، مش بقولك كده عشان تمشي اقعد هنا لحد ما تكون كويس وبعدها أمشي براحتك

_ هز ريان رأسه برفض ونهض من مكانه وأردف مختصراً :-
_ مش عايز أسيبها لوحدها!

_ ابتلع خالد ريقه وردد :-
_ طيب تعالي هوصلك

_ لم يرفض ريان طلبه وغادر المنزل بخطي مهرولة غير مستقيمة تبعه خالد إلي الخارج دون أن يخبر أية بوجهته بالتأكيد استمعت إلي حديثهم ، مرت بضعة دقائق حتي وصل كليهما الي منزل ريان ، صف خالد سيارته أمام المنزل وترجل منها ، وقف أمام ريان وربت علي كتفه يأزره بحنو :-
_ إن شاء الله خير خليك واثق في ربنا وهو هيجبر بخاطرك بس انت قول يارب

_ ردد ريان بنبرة متعبة حديثه مختصراً :-
_ يارب

_ واصل خالد حديثه مضيفاً :-
_ لو احتجت أي حاجة كلمني علي طول بالله عليك اوعي تعمل حاجة لوحدك خليني اعمل اي حاجة تريح ضميري من نحيتك يا ريان

_ اكتفي ريان بإيماءة خفيفة من رأسه ثم أولاه ظهره وولج داخل المنزل ، أسند مرفقه علي باب الغرفة وهو يطالعها بأسي شديد ، تنهد بحرارة وعزم أن يصلي لله حتماً سَيُطمئنه الله كما يطمئن عنود دائماً

_ خرج من المرحاض بعدما توضأ وشرع في الصلاة في الجزء المخصص الذي صنعته عنود بكل حب ، أنهي صلاته بشعور مختلف كلياً ، شعور من الإيمان الذي يحثه علي الرضاء لكن لم يتقبل الأمر بعد ...

_ نهض وأحضر وجبة عشاء خفيفة ثم توجه نحو غرفة صغيرته ، جلس بجوارها وتأمل ملامحها الشاحبة وكأنها مريضة منذ أعوام ، خرج من شروده علي صوتها الخافت وهي تتمتم بلا وعي :-
_ ماما

_ اقترب اكثر منها لكي ينصت لما تردفه باهتمام فتابعت هي حديثها :-
_ بابا شعري هيقع ، متزعلش عارفة انك بتحبه وانا كمان بحبه

_ صعق ريان مما سمعه ولم يشعر بيده التي هزتها بعنف ، انتفضت عنود بذعر ورمقته بعتاب فأسرع هو بالحديث :-
_ كلي عملت لك عشا

_ سحبت عنود نفساً ببطئ لكي تهدئ من روعها ثم عاودت النظر إليه وأردفت :-
_ أنا شوفت اهلي

_ قاطعها ريان بنبرة صارمة :-
_ كلي يا عنود!

_ تعجبت من كونه لم يجييها كأنه لم ينصت الي ما قالته ، تنهدت وأردفت :-
_ بقولك شوفت اهلي..

_ سحب ريان شطيرة من أمامه واجبرها علي قضم قطعة منها وهتف :-
_ وانا بقولك كلي

_ ترقرقت العبرات من عينيها فأسرع ريان بتقبيل يديها ووضع رأسها علي صدره وأطلق العنان لعبراته في الانسدال دون رأفة :-
_ أنا آسف مش قصدي اضايقك بس عشان خاطري بلاش تتكلمي عن اي حاجة ليها علاقة بالموت!

_ شارك كليهما البكاء وكلما مر الوقت عليهم يشد ريان بقبضته عليها كأنه يريد تخبئتها داخله لكي لا يأخذها الموت منه ، شعرت عنود برجفة جسده أسفل رأسها فابتعدت عنه وتفاجئت بتحول لون عينيه وكأنما انفجرت عروقهم ، ابتلعت ريقها بتوجس وتسائلت بقلق :-
_ ريان انت...

_ صمتت عنود من تلقاء نفسها حينما هرول ريان الي الخارج ، فتح باب المنزل وتفاجئ بوقوف هالة خلفه كادت أن تطرقه لكنه كان أسرع وفتحه هو ، خفق قلب هالة بتوجس شديد حينما رأت دموع ريان ناهيك عن حالته المذرية التي تراه عليها لأول مرة وقبل أن تدلي بسؤالها عن عنود كان قد اختفي من أمامها وواصل ركضه بعيداً عن المنزل ..

_ ازدادت نبضات قلبها متوجسة خيفة من تلك الدموع التي تنهمر بغزارة من عنياي ريان ، سحبت نفساً ونظرت أمامها ثم قرعت الجرس وولجت الي الداخل باحثة عن صديقتها ، قابلتها عنود في منتصف الردهة ولم تترك أي مجال لسؤال هالة فقد عانقتها بقوة هذيلة عكس عناقها المعتاد عليه

_ لم يكن هناك داعي للسؤال فلقد تأكدت هالة من وجود خطب ما بينهم حتماً خطب كارثي حتي يكون كليهما علي تلك الحالة المذعورة

_ هدأت هالة من روع صديقتها وجلسن علي الأريكة وتعمدت هالة ألا تترك يد عنود لكي تكون عون لها فيما تجهله ، تنهدت ببطئ وأردفت متسائلة بقلق :-
_ اهدي وفهميني حصل ايه لكل العياط ده ؟

_ رفعت عنود عينيها علي هالة ولازالت تنسدل القطرات منها ورددت بصوت خافت موجوع :-
_ أنا عندي كانسر ..

_________________________________________________
_ توقف ريان عن السير عندما عارضت طريقه سيارة أحدهم ، رفع بصره عليها ونفخ بضجر بائن حينما وقع بصره علي هاجر وزوجها ، اقترب كليهما منه وأسرعت هاجر بالقول :-
_ قلبي عندك يا حبيبي

_ رمقها ريان بغضب شديد لو كان شخصاً لحرق الأرض بمن عليها ، استشفت هاجر غضبه وأسرعت مبررة :-
_ أن شاءالله نلاقي حل

_ أضاف علي علي حديث هاجر قائلا بنبرته الهادئة :-
_ واحد صاحبي دكتور ممتاز في معهد الاورام كلمته وقالي هات لي التحاليل اشوفها وهيقولنا نعمل ايه بالظبط ..

_ طالعه ريان لبرهة وكأنه يريد التعلق بأضعف الحبال ربما يوجد بها الشفاء ، اكتفي بهز رأسه بإيماءة خفيفة ثم أولاهم ظهره وعاد الي المنزل بينما عادت هاجر وزوجها الي السيارة فأسبق ماهر بالسؤال :-
_ وافق يا علي ؟

_ أجابه علي وهو يدعس علي محرك السيارة :-
_ وافق يا حج أن شاءالله خير

_ عاد ريان إلي المنزل وولج داخله ، سمع بكائها الذي يؤلم قلبه بل وكل انش به يتقطع إرباً كلما تخيل عدم وجودها في حياته ، اقترب منها بخطي متمهلة ثم جلس القرفصاء أمامها وأمسك يدها ووضع قبلة داخل كفها وأردف وهو يطالع بندقيتاها اللامعة :-
_ لعل الخير يكمن في الشر

_ تفاجئت عنود بجملته وأعادت تفكيرها في كل شئ من بينهما حزنها بدون سبب ، هذا قدر الله وقدره لا عليها سوي تقبل الأمر بل وتستقبله بصدر رحب لكي تغادر الدنيا دون تحمل ذنب عدم رضاها عن مرضها ، الأمر صعب لا نقاش لكن ربما الخير يكمن في الشر كما سبق واخبرت ريان ..

_ ابتعدت عن حضن هالة التي التزمت الصمت منذ علمها بمرض صديقتها ، فقط تربط علي يدها بقوة كأنها تقول لا ترحلي فالوقت باكرا لازلت أريد خوض المزيد من التجارب معكِ ، بينما عانقت عنود ريان وأردفت بنبرة حنونة :-
_ عندك حق

_ قبلها ريان من وجنتها ونهض لكي يجلب التحاليل الخاصة بها كما تعمد إخفائها عن مرأي عينيها واردف قبل أن يغادر :-
_ هروح مع علي مشوار سريع وهرجع علي طول

_ هزت عنود راسها بينما وجه ريان بصره علي هالو وهتف :-
_ ممكن تفضلي جنبها علي لما أرجع!

_ اكتفت هالة بإيماءة خفيفة من رأسها فغادر حينها ريان وركب مع علي سيارته بينما فضلت هاجر انتظار عودتهم بصحبة عنود ..

_ عند الطبيب ، بعدما فحص التحاليل بعناية واعاد تكرار قرائتها لأكثر من مرة بأمر من ريان ، وضع الأوراق أمامه علي طاولة المكتب واردف بعمليه :-
_ أنا متفاجئ يجماعة أن الحالة دي لسه علي قيد الحياة التحاليل بتأكد أن الكانسر اتمكن من خلايا المخ والمفروض حياتها تكون أنته....

_ هب ريان واقفاً وصاح به هدراً وهو يضرب المكتب بكل ما أوتي من قوة :-
_ اخرس! انت بتقول ايه ؟ ايه اللي انت بتقوله ده انت دكتور متخلف وظلمك اللي دخلك طب

_ تفاجئ الطبيب من هجومه ناهيك عن إهانته التي تعدت حدود الوقاحة ونهض هو الآخر وهتف بعصبية :-
_ مسمحلكش تتكلم معايا بالاسلوب ده انت فاهم واحترم نفسك انت مش بتكلم بلطجي أنا دكتور محترم وليا اسمي!

_ ربت علي علي كتف ريان وردد بنبرة خافتة :- استهدي بالله يا ريان إحنا عارفين الكلام اللي هو قاله ده احنا هنا عشان نشوف لو في حل نعمله ..

_ أسرع الطبيب بالحديث وهو يطالع علي بغيظ :-
_ مفيش حل للحالة دي ، دي خلصانة خالص

_ أوصد علي عينيه بعصبية عندما هتف الطبيب بتلك الكلمات وحاول أن يشد علي ذراع ريان لكنه تحرر من بين قبضتيه وأسرع نحو الطبيب ، جذبه من تلابيب ثوبه وصاح به بصوت مرتفع ملئ بالغضب الممزوج بالألم :-
_ انا اللي هنهي حياتك عشان الناس تعرف انك دكتور غبي ومش فاهم شغله

_ حاول الطبيب أن يحرر نفسه لكنه فشل ، حاول علي اختراق يد ريان الي أن نجح وشكل حاجز بينهم ودفع ريان بعيد عن الطبيب واردف :-
_ يلا نمشي هنشوف دكتور تاني

_ رد عليه الطبيب بعصبية :-
_ هتروحوا لأي دكتور هيقول نفس الكلام الحالة منتهية!

_ فغر علي فاهه بصدمة لوقاحته ، استدار بجسده إليه وهو يسحق أسنانه بغضب شديد وانقض عليه ولم يشعر بيده التي تتسابق في لكمه بكل قوته وهتف :-
_ لا ده انت تستاهل اللي يجرالك بقا ..

_ كفاية..
صدح صوت ماهر في أرجاء الغرفة فتوقف اثرها علي وطالعه بندم بينما واصل ماهر حديثه حينما شعر بالهدوء قد عم المكان :-
_ إحنا جاين نضرب الراجل في عيادته يلا نمشي فضحتونا

_ رمق علي الطبيب بنظرة احتقارية مشتعلة ثم بصق علي الأرض لعله يفرغ شحنة غضبه التي لازالت تحثه علي مواصلة لكمه لكن حسناً ليس الآن ، التفت بجسده باحثاً عن ريان الذي اختفي صوته وتفاجئ بجلوسه علي الأريكة الجلدية واضعاً كفوقه أمام وجهه ويبكي في صمت ، أسرع نحوه وجلس بجواره وربت علي كتفه ، حاول أن يهون عليه لكن هربت الكلمات من علي لسانه فأي كلمات ستهون عليه مصيبته؟

_ يعني مفيش اي أمل خالص ؟
هتف بهم ريان بنبرة تتشبث بأي بأمل يزهر قلبه من جديد ، اشفق الطبيب علي حالته واجابه مختصراً كما حاول انتقاء كلماته بعناية حتي لا يزيد من ألمه :-
_ في الطب للأسف مفيش ، لكن عند ربنا فيه امل ادعي لها تحصل معجزة!

_ رفع ريان رأسه ورمق الطبيب لبرهة ثم نهض ودلف الي الخارج بخطي غير مستقيمة ، السير يصبح أثقل وأثقل في كل خطوة يخطوها ، ماذا يحدث لك أيها الرجل ؟

_ لم يستطيع السير لأكثر واستلقي بجسده علي الدرج ، كاد علي أن يجلس بجواره لكن أسرع ماهر بمسك يده فاستشف علي ما يرمي إليه العم ماهر ، ساعده علي الجلوس بجانب ريان ووقف هو في الخلف ..

_ ربت ماهر علي قدم ريان يأزره في محنته واردف :-
_ مفيش حاجة هتهون عليك أنا عارف بس الدكتور قال حاجة حلوة اوي يمكن انت مركزتش فيها ' ادعي لها ' ، الامل دايما موجود لان ربنا موجود ، سبحان من أمن موسي في التابوت ونجي يونس في بطن الحوت ورفع السموات بغير عمدٍ قادر أن يشفي لك مراتك بس انت قول يارب

_ وضع ريان رأسه علي كتف والده وردد بنبرة منكسرة :-
_ يارب

_ رفع ماهر يده وملس علي وجه ريان بحنو واردف :-
_ قول يارب وخليك واثق من جواك أن ربنا قادر علي كل شئ ظن في ربنا خير وهو هيراضيك بإذن لله

_ سحب ريان نفساً عميق ثم قبل جبين والده أسفل نظرات علي المشفقة علي حالته ثم غادر كلاهما المكان عائدين الي منزل ريان المستأجر ..

_________________________________________________
_ دلف الي منزله مهرولاً يبحث عن زوجته لكي يخبرها بما علمه منذ قليل ، وقف أمامها وهي مستلقية علي الأريكة تمعن النظر في هاتفها ، التقط هاني أنفاسه وألقي حديثه دفعة واحدة :-
_ مرات ريان عندها سرطان!

_ لم تبدي رنا اي تأثر لحديثه كأنها لم تنصت لما قاله ، واصل هاني حديثه قائلا بنبرة نادمة :-
_ بيقولوا حالتها صعبة اوي أنا لازم أرجع لريان حقه لازم يلحق يعالجها و..

_ صمت هاني حينما اندفعت رنا به وهي تنهض من مكانها :-
_ فكر مجرد تفكير أنك ترجع له اي حاجة وصدقني هتشوف وش عمرك ما شوفته أولها أنا هختفي من حياتك وآخرها هلبسك أي تهمة تقضي بيها بقيت عمرك في السجن واخوك يبقي برا بيتمتع بالفلوس وانت جوا بتتقهر علي تفكيرك الغبي ده!

_ لوهلة شعر هاني بالخوف يتسلل داخله ، لكن شعور قوي يحثه علي مواصلة ما نوي فعله فأردف بنبرة متوسلة :-
_ بس دي ممكن تموت لو معرفش يعالجها ممكن تـ...

_ قاطعته رنا بحدة وصاحت به هدراً :-
_ ما تموت انت مالك بيها كنت انت اللي جبت لها المرض ربنا كاتب لها كده انت مالك ، هاني دي اخر تتكلم في الموضوع ده واه تعملي توكيل عشان مش كل ما هطلب حاجة لازم أرجع لك الاول !

_ أنهت كلماتها الآمرة وتركته يقف بمفرده وولجت داخل غرفتها تلعن سذاجته المفرطة ، جلست علي طرف الفراش وسحبت نفساً عميق لكي تهدئ من روعها ثم فتحت هاتفها وابتسمت بخبث حينما راودتها فكرة شيطانية وبدأت في تنفيذها علي الفور ..

_________________________________________________
_ اهتز هاتفا معلناً عن وصول رسالة ما ، أمسكت عنود بالهاتف بفتور شديد ، جحظت عينيها عندما وقع بصرها علي الكلمات الفظة المدونة داخلها
[ انتي اللي هتموتي وانا اللي بقياله متقلقيش هاخد بالي عليه كويس جدا موتي وانتي مرتاحة ]

_ شعرت عنود بغصة مريرة في حلقها فتسببت في سعالها ، أسرعت هالة بجذب المياه وساعدتها في ارتشافها إلي أن هدأت قليلاً ، لكن لازالت نبضاتها تخفق بشدة كما لم يتوقف صدرها علي الصعود والهبوط بصورة واضحة للجميع

_ ضمتها هالة إلي حضنها برفق وظلت تمتم ببعض الكلمات الطيبة :-
_ اهدي كل حاجة هتكون كويسة بإذن الله ..

_ طرق ريان الباب ثم ولج الي الداخل مباشرةً لم يطيق الإنتظار لرؤيتها ، تفاجئ بوضعها الذي لم يفهم سببه ، أسرع خطاه نحوها وأردف سؤاله باهتمام :-
_ ايه اللي حصل ؟

_ أسرعت عنود بالإجابة عليه لكي لا تخبره هالة عن الرسالة وأردفت :-
_ أنا كويسة مفيش حاجة بس محتاجة انام ..

_ أماء ريان رأسه علي الرغم من عدم اقتناعه بالأمر ، ساعدها علي النهوض ودخول الغرفة ، استلقت هي علي الفراش بتعب فدسر ريان الغطاء أعلاها ثم أغلق الإضاءة ودلف الي الخارج ، طلب منه والده أن يتحدث معه علي انفراد فلبي طلبه وأخذه الي غرفة الضيافة وجلس سوياً ..

_ حمحم ماهر بحرج بائن اسشتفه ريان فتسائل ريان بحرج خشية أن يطلب منه شيئاً ليس في مقدرته فعله :-
_ محتاج حاجة يا حج ؟

_ هز ماهر رأسه وأردف :-
_ أنا عارف إن مش وقته الكلام ده بس انا عايز اقعد معاك هنا وقبل ما تسأل محصلش حاجة وعلي شايلني من الأرض شيل ربنا يكرمه ، بس انا مش مرتاح وحاسس اني ضيف تقيل وجوز بنتي مش ملزوم بيا و..

_ قاطعه ريان وردد بحزن رُسم علي تعابيره :-
_ أنا فاهمك يا حج بس انا مش هقدر اوفرلك لا آكل ولا شرب والاهم منهم العلاج!

_ أجابه ماهر بنبرة حزينه :-
_ ولا يفرق لي كل دول قصاد اني اكون مرتاح ومش عايش عالة علي حد وبعدين يابني لو مش عايزني خلاص ..

_ أسرع ريان في الرد عليه موضحاً طيب نواياه :-
_ لو مشالتكش الأرض أشيلك فوق راسي يا حج بس انا بتكلم في وضع هيتعبني أنا ، لما مقدرش اوفر لك علاجك واقعد اتفرج عليك وانت تعبان يبقي انت كده بتموتني بالبطئ

_ أخرج ماهر تنهيدة بطيئة تحمل الهموم بين طياتها واردف :-
_ ربك يدبرها يابني بس انت وافق وشيل الحِمل ده من علي قلبي ..

_ ربت ريان علي فخذ والده واردف بحنو :-
_ البيت ينور بوجودك يا حج!

_ إلتوي ثغر ماهر بإبتسامة عريضة تعبر عن مدي راحته التي شعر بها لتوه علي عكس ريان الذي تنهد بعدم راحة لتلك المسؤلية التي وقعت علي عاتقه ، فلم يحين وقتها بعد ؟

_________________________________________________
_ صباحاً ، استيقظت عنود وهي تتثائب بكسل ، بحثت بعينيها عن ريان في الغرفة لكنها لم تجده ، كادت أن تدلف الي الخارج لكن توقفت حينما رأت طيف صورتها في المرآة ، توجهت نحوها بخطي متمهلة ووقفت أمامها تطالع خصلاتها بحزن ، هل ستقع ؟ أم سترحل قبل أن تتحسر حزناً علي خصلاتها التي ستتساقط من رأسها رغماً عنها ؟

_ كفكفت عبراتها التي انسدلت واستدارت بجسدها حينما شعرت بدخول ريان ، شهقت بصدمة حينما رأته علي تلك الحالة ، خفق قلبها بحزن عارم لفعتله التي صدمتها ، اقترب منها ريان وانحني ليكون في نفس مستوي طولها ووضع قُبلة علي طرف شفاها وأردف مُشكلاً ابتسامة :-
_ صباح الخير

_ تنهدت بحرارة ورددت معاتبة إياه وهي تطالع رأسه الحليق :-
_ ليه عملت كده ؟

_ أجابها ريان مختصراً :-
_ أقل حاجة ممكن اقدمها ليكي!

_ وضعت عنود كفها علي فمها وجهشت في البكاء ، أسند ريان جبينه علي جبينها واردف :-
_ بلاش عياط عشان خاطري!

_ رفع يدها الموضوعة علي فمها ووضع قبلاته عليها وهو يردد :-
_ هنعدي كل حاجة مع بعض!

_ تعلقت عنود في عنقه وعانقته بكل ما اوتيت من قوة كما حاوط ريان خصرها وشد عليه يريد فقط تخبئتها داخله ، سحب نفساً واردف بنبرة متحمسة :-
_ يلا عشان نفطر ونروح الكلية مع بعض!

_ ابتعدت عنه وطالعته بغرابة ورددت حديثه بعدم فهم :-
_ مع بعض!

_ أماء رأسه وأردف :-
_ كفاية دلع لحد كده ونشوف مستقبلنا بقا ..

_ كادت أن تعارضه لكنه وضع إبهامه علي فمها وقال :-
_ مش عايز اي اعتراض يا باشمهندسة اتفضلي يلا عشان منتأخرش ..

_ تركها ودلف الي الخارج يلتقط أنفاسه التي انحشرت داخله لكي يقف أمامها صامداً لا يعبأ لمرضها ، أوصد عينيه يحاول جاهداً الصمود كما كان يلبس ثوبه منذ قليل ، ابتلع ريقه وأحضر فطور سريعاً ثم أيقظ والده الذي ترأس الطاولة بينما جلس ريان بجواره بعدما وضع المقعد استعداداً لجلوس صغيرته عليه مباشرةً لكي لا تتعب حتي وان كان التعب بسيط ،

_ دلفت عنود وتفاجئت بوجود العم ماهر ، تقوس ثغرها بإبتسامة عندما رأته واقتربت منه مرحبة به بحفاوة لم يتوقعها ريان بل ظن أنها ستعترض وجوده أو ربما تبدي انزعجاها من عدم إخبارها بمكوثه في منزلهم كما كانت ستفعل أي امرأة غيرها ..

_ تنهد ماهر براحة حينما رحبت به عنود وكأن المنزل يعود إليه ، شاركتهم تناول الطعام مع بعض الحديث ثم استأذن ريان من والده وهم بمغادرة المنزل لكي يلحق ميعاد جامعتهم ..

_ فتح باب المنزل وتفاجئ بوجود دينا وصغيرته جني مع بعض الحقائب الضخمة ، ألقي ريان نظرة سريعة عليهم ثم ردد بتعجب :-
_ دينا!

_ سحبت دينا نفساً عميق وألقت بالحديث دفعة واحدة قبل أن تتراجع عن ما نوت فعله :-
_ أنا موافقة اقعد معاك هنا ..

_ لم يدري ريان اي مشاعر عليه أن يشعر بها الآن ، أعليه ان يشعر بالسعادة لكون عائلته قد تجمع شملها أم عليه الضجر لأنه ليس بحين تجمعهم الآن!

_ تقوس ثغره بإبتسامة لم تتعدي شفاه وقبل أن يبدي رأيه وجه بصره نحو عنود التي لم تدري ما عليها فعله في تلك الأثناء ، هل عليها إبداء موافقتها علي مشاركة امرأة أخري بزوجها التي سبق واقترحت هي مشاركتها فيه فعلياً ، أم ترفض وليحدث ما يحدث ، تريد التراجع عن اقتراحها تريد سحبه وعدم قوله من الأساس ،

_ فقط يجدر عليها الترحيب بها لا تملك سوي ذلك ، هزت راسها مبدية موافقتها فقال ريان وهو يحك مؤخرة رأسه :-
_ ادخلي انا هوصل عنود الجامعة ولما أرجع نشوف الحياة هتمشي ازاي!

_ اكتفت دينا بإيماءة خفيفة من رأسها ، ساعدها ريان علي إدخال الحقائب ثم ودع صغيرته جني واغلق الباب ، ولم يخطو خطوة بعد الا ورأي طيف هالة تأتي علي مسافة قريبة منهم ، أزفر أنفاسه بضجر فهو يريد ان ينفرد بحبيبته قليلاً دون دخلاء ، استشفت عنود أن هناك أمراً يزعجه لكن لم تستطيع سؤاله فكان وصول هالة أسرع منها

_ صباح الخير
ألقت هالة عليهم التحية فأجاباها معاً ثم واصل ريان مضيفاً بضجر بائن عندما رأي سيارة يحيي تقترب منهم :-
_ يا الله! كملت ..

_ ترجل يحيي وتوجه نحوهم بخطي ثابتة وهو يتعمد عدم النظر إلي عنود فالأمر قد كشف لهالة ويصعب عليه الآن النظر إلي ماكان يستمتع به ..

_ كانت تتابعه هالة بتفحص واهتمام شديد ، وعندما رأته يتجاهل عنود قد طرب قلبها فرحاً ، تلك بداية الطريق الي مساعدته في نسيانها أو ربما بداية الطريق للإنتباه إليها ..

_ قطع ذاك الصمت صوت ريان عندما أردف بنبرة هادئة لكنها صارمة ويكاد تكون أمرة :-
_ وصل هالة يا يحيي في طريقك أنا هتمشي مع عنود ..

_ وقبل أن يعترض أحدهم أمسك ريان بيد عنود وغادرهم ، رفعت هالة بصرها علي يحيي بحياء عندما لم يعود هناك سوي كليهما فتفاجئت به يطالعها ، خفق قلبها بشدة وازدردت ريقها بتوتر وهربت بعينيها بعيداً عنه ، تنهد يحيي وردد مختصراً :-
_ إركبي ..

_ تركها وركب سيارته أولاً فتبعته هي وركبت بجواره ثم انطلق بسيارته متجهاً الي الجامعة ،

_ إحنا هنعيش ازاي في بيت واحد ؟
تسائلت عنود باهتمام فأجابها ريان بعد مدة :-
_ مش عارف!

_ توقفت عنود عن سيرها واستدارت بجسدها ورفعت رأسها نحوه وأردفت بنبرة مهزوزة :-
_ دينا لما اتاكدت أنها هترجع تكون الوحيدة اتنازلت وجت تعيش معاك..

_ حمقاء! لا تعلم ماذا فعلت هي بجملتها تلك ، لا تدري انها حطمت قلبه الذي يحاول هو جاهداً بألا يتبعثر الي أشلاء ، أوصد ريان عينيه بغضب معانق للألم الذي لم يشعر به من قبل ، أخرج تنيهدة بطيئة ثم فتح عينيه واقترب منها ضمها برفق الي حضنه ولم يمنع عبراته التي انسدلت رغماً عنه ..

_ اهتزت عنود بشدة حينما شعرت برجفة جسده المحاوط لجسدها ناهيك عن شعورها بالندم لكونها تبادر دوماً في إلقاء الكلمات التي تؤلمه لكن حقاً لا تقصد ، إنها فقط تفكر بما يدور في رأسها بصوت عالٍ ..

_ لكن حسناً ربما يجب عليها عدم إدلاء كل ما يخطر ببالها فقط من أجله!

_ ابتعدت عنه وأردفت بنبرة نادمة :-
_ sorry مش هتكلم كده تاني..

_ رمقها ريان بنظرات معاتبة يلومها علي ما قالته لكن لا يملك حتي معاتبتها الآن سيتحلي بالصبر إلي أن يربط الله علي قلبه ، سمح لاصابعه أن تتخلل بين فراغ يدها وتملئها ثم واصل سيره في صمت طال إلي وصولهم إلي الجامعة .. 



موعد البارت الجديد الساعة ( 4 م ) يوميا ان شاء الله 

هنا تنتهى احداث رواية المعلم الفصل الرابع والثلاثون ، يمكنكم اكمال باقى احداث رواية المعلم الفصل الخامس والثلاثون  أوقراءة المزيد من الروايات المكتملة فى قسم روايات كاملة .

نأمل أن تكونوا قد استمتعتم بـ رواية المعلم ، والى اللقاء فى حلقة قادمة بإذن الله ، لمزيد من الروايات يمكنكم متابعتنا على الموقع أو فيس بوك ، كما يمكنكم طلب رواياتكم المفضلة وسنقوم بوضعها كاملة على الموقع .
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-