الفصل الرابع الى الفصل الخامس من رواية "أحببناها مريميه" بقلم دنيا ال شملول، اقتباس"حيرتني دائمًا "أحلام اليقظة" التي كنت أغرق فيها لساعات وهي تروح وتجيء في ذاكرتي، كان لها في نفسي جمالٌ ومعه حماقة الرجاء وجنونه."
أحببناها مريمـيـه الحلقة الرابعة
أحببناها مـريـمـيـه { ٤ }{ ٥ }
بقلمـ : دنـيا آلـ شملول 🙂
ومن دون شعور قامت مريم بفتح صفحته الشخصيه وبدأت في البحث بها وكلما تعمقت بصفحته الشخصيه كلما ازدادت ابتسامتها اتساعًا وقلبها يخفق لا إراديًا منها .. وبينما هي علي هذه الحال ضغطت دون قصد علي اللايك بإحدي بوستاته .. قامت مريم بمحوه ثم أغلقت الجهاز سريعًا وهي تتحرك بارتباك وكأن هناك من أمسك بها بجرم مشهود .. حاولت ان تهدئ من انفاسها الثائره .. أغمضت عينيها بقوه وأخذت شهيقًا عميقًا قبل أن تخرج من الغرفه وهي تؤنب نفسها .. لما فعلت ذلك ؟.. منذ متي وهي تدخل الي بروفايلات الرجال ؟.. كيف أخذها الفضول الي هذا الحد ؟.. ماذا ان كان قد رأي اللايك الذي ضغطت عليه ؟.. كان يدور بعقلها جميع تلك الأسئله في آن واحد ..
بينما في الجهة الأخري كان جود جالسًا يتحدث الي أحد عملائه عبر حسابه الشخصي حينما أتاه إشعار من بروفايل يسمي " مريم الشوادفي " .. عقد حاجبيه في محاوله لتذكر ذاك الإسم .. يشعر أنه سمع بإسم الشوادفي من قبل .. ولكن من تكون تلك الـ مريم ؟ .. أنهي حديثه مع العميل سريعًا ثم قام بفتح صفحتها الشخصيه وبدأ يبحث بداخلها ..
إنها فتاة غريبه حقًا .. ما كل هذه الدواوين التي تملأ صفحتها !..
لفت إنتباهه إحدي تلك الدواوين .. ولا يعلم لما استوقفه ذاك بالتحديد ..
لقد كان نصه كالتالي ..
" مطلوب حبيب ✍️❤️
مش شرط يبقى الماضى ايه 🤔
انا عايزه حد أسند عليه 👫
ويكون وطن و يكون دفا 👍
و يكون طريق 🚸
ينفع يكون أقرب صديق👌
يكون حنان ويكون أمان 💏 آخر أمل 🕊
آخر وسيله للحياه من غير وجع 😰
من غير ضياع 💔
من غير دموع وقت الوداع 😭
و يكون كيان 👌
ويكونلى حُضن و بيت وإيد ✋
ينفع يكون إبنى الوحيد 👶
ويكون مكان 🏡
دايما بروحه فـ وحدتى 💏
و يكون طَموح 👍
انا نص قلب و نص عقل و نص روح 😢
محتاجه حد أكمّله و أكمل معاه 👌
محتاجه حد يحلى فـ عنيا الحياه 👁️😀
محتاجه حد يكون " انا " 👌
يقسم معايا الدندنه 🎶 🎼 🎹 🎺 🎤
يقسم معايا الصبح ☀
و النوم والكسل 😴
ميكونش نقطة ضعف 😩😖
أو سم فـ عسل 🍯
يشاركنى فـ دموع الفرح 😂😍
ضحك العزا 😌
و الصمت و الخوف و البكا 😷😱😰
و الإحتياج والنرفزه 😡
محتاجه حد إن سبته انا يقول مش هسيب 👫
مطلوب حبيب ميقومش بس بدور حبيب 👌
#ديوان_زي_الأفلام_للشاعر_محمد_ابراهيم
لا يعلم سر تلك الإبتسامه التي ارتسمت فوق ثغره .. وأيضًا لا يعلم سبب اتساعها حينما قرأ أيضا ذاك البوست الذي يسبقه مباشرة .. والذي كانت حروفه هي
" بتمناه محمدي 💚 .. يرفعني لفوق😇 .. ياخد بإيدي للجنه والصلاح والهدايه❤️ .. بتمناه محمدي💚 .. نبدأ حياتنا بعمرة عند بيت الله الحرام 🕋.. بتمناه محمدي💚 .. يقدر حبي للأكل ويعرف إني لما بزعل باكل ولما بفرح باكل ولما ببقي فاضيه باكل ولو مشغوله برضو باكل عشان أسلِّي نفسي 😂 بتمناه محمدي💚 .. يبقي عارف اني مش عايزه شبكه ومهر وزيطه وهيصه✋ .. انا عايزه بس دُف يلاغي صوته وهو بيغنيلي ( وانتي معايا الدنيا أحلي ) 👩❤️👨 .. بتمناه محمدي💚 .. كل ما يزعلني يصالحني بروايه أو ديوان أو كتاب جديد لإنه عارف إني بعشق الكتب📖📚 .. بتمناه محمدي💚 .. مينساش حبي للأكل 😂 .. بتمناه محمدي 💚 لما يشوفني مقصره مع رب العباد يعاتبني ويفضل جنبي لحد ما يرجعني لطريق الصواب😇👩❤️👨 .. بتمناه محمدي 💚 .. يتفاهم معايا ديمًا بهدوء ونحل مشاكلنا مع بعض بدون طرف تالت مهما كانت قرابة الطرف ده لينا 👌.. بتمناه محمدي💚 مينساش اني بحب الأكل 😂 .. بتمناه محمدي 💚 يشاركني تفاهتي ويقرالي كل ليلة قصه جديده عشان انا بحب الاستماع للقصص 😍 بتمناه محمدي 💚 .. يقرأ البوست ده لنهايته بكل صبر وحب وشغف انه يعرف ايه اللي بتمناه فيه 😇❤️
بتمناه محمدي 💚
كان يقرأ حروفها بابتسامه متسعه وقلبه يرفرف عاليًا بسعاده لا يدري مصدرها .. كأنه يشعر بأن هذه الكلمات كُتِبت من أجله .. أغمض عينيه بابتسامه وهو يُعيد ظهره للخلف مستندًا الي ظهر مقعده في راحة غريبه اجتاحته . لكن سرعان ما اعتدل في جلسته وخرج من صفحتها الشخصيه حينما طُرق باب مكتبه ودلفت ديما اليه وأخبرته بوصول إسلام .
دلف إسلام بابتسامه هادئه : السلام عليكم .. عامل ايه يا كبير ؟
جود : انا مية فل واربعتاشر .
اسلام : طب انا رايح أخطب اللي بحبها بقالي سنين بكره .. انت اي سر الفرحه اللي في صوتك بقا ؟
جود بابتسامه : يعني تقدر تقول لقيت اللي معاها مفتاح قلبي .
اسلام بابتسامة سعاده من أجل صديقه : تبارك الله .. ده اي الخبر السعيد ده .. ربنا يجمع قلوبكم قريب يارب .
جود بتردد : اممم .. بص يا إسلام أنا مش هكدب عليك .. انا معرفهاش .. و .. وقلبي دق لمجرد حروف هي كتباها .
اسلام بعدم فهم : يعني اي مش فاهم ؟!!!
جود بتنهيده : انا شفت الإميل بتاعها صدفه و .. ومعرفش اي السبب اللي خلاني أدخله .. وكل ما اقرأ ليها بوست قلبي يفرح بزياده وكإني حاسس انها كاتبه الكلام ده ليا .. عارف انت اللي هو احساس ان .. ان يعني طول الفتره دي .. او كل اللي حصل في حياتي كان سبب عشان أنتظرها مثلا او .. او .. مش عارف يا إسلام .. مش عارف اقولك اي او اوصفلك اللي حاسس بيه .
اسلام بهدوء : فاهمك يا جود .. فاهمك .. بس انت مش هينفع ابدًا تحكم علي أخلاقها من مجرد بوستات .. فاهمني .
جود بتنهيده : عارف .. بس انا بقول اللي حسيته بس .
قاطعهما طرقات علي الباب .. دلفت بعدها ديما تخبره بوصول مروان .
دلف مروان بابتسامه : السلام عليكم .. اي ده الحبايب متجمعين .
وقف اسلام وصافحه بود وهو يتمتم : وانت من ضمن الحبايب .. عامل اي ؟
مروان بتنهيده : اهو ماشي الحال .. علي وشك أخلص ورق الجيش وربك يسهلها بقا .
اسلام : ربنا يصلحلك الحال ان شاء الله .. هانت يا عم كلها سنه بس وتشرفنا هنا .
مروان : كله علي الله .. بقولكوا اي فطرتوا ؟
جود بابتسامه : لا لسا .. هنفطر سوا .
اسلام : طب استأذن أنا .
جود : تستأذن اي ياعريس .. لا طبعا احنا هنفطر سوا الأول .
مروان بسرعه : مين العريس ؟.. انت هتتجوز ؟
اسلام بضحكه خفيفه : لا لا دي خطوبه بس .
مروان : الف الف مبروك يارب يكملك علي خير ياعم .
اسلام : حبيبي عقبالك ان شاء الله .
جود بعد ان وضع الهاتف : يلا يا اسلام اقعد انا طلبت الاكل .
اسلام : انا مش اا ..
قاطعه جود : لا انت ولا انا ياعم .. اي بقا احنا بقينا صحاب يعني .. يبقي عيش وملح بقا .
جلس اسلام باستسلام وبقي ثلاثتهم يتحدثون عن العديد من الأمور حتي اتي الطعام وتناولوه معًا ثم غادر اسلام الي مكتبه ومروان الي المنزل وبقي جود يتابع البحث داخل صفحة تلك المجهولة التي سرقت نبضاته بمجرد حروف كُتبت .
--*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*--
استيقظت في نشاط وهي تمط ذراعيها وابتسامه متسعه تعلو ثغرها .. كما حالها منذ ثلاثة أيام .. حينما أخبرتها مريم بأنهم سيأتون اليهم من أجل أن يخطبونها لأخيها ..
#فلاش_باك ..
يانبي سلام عليك .. يارسول سلام عليك ..
صدح صوت تلك الأنشوده في غرفة أروي التي كانت تغط في ثبات عميق .. مدت يدها الي الكومود الموجود بجانبها لتري من المتصل .. ثم وضعت الهاتف علي أذنها وهي تتحدث بضجر : السلام عليكم .. ايه يا مريم .. ايه يامريم .. حرام بقا انا ماصدقت خدنا الأجازه عشان انام براحتي وانتي عادتك فيكي فيكي .. من سته تصحيني .
مريم بضحكه عاليه : أعضائك يابنتي بس اهدي لتفرقعي .
أروي بنعاس : غوري يامريم سيبيني اناااام .
مريم بمكر : خلاص روحي نامي وانا هطلع اكلم اسلام ميتصلش بعمو راضي ولا يحدد معاه معاد .
انتفضت أروي علي الفور وهي تجلس الي فراشها وعينيها مفتوحة بصدمه : انتي بتقولي ايه ؟.. بابا ؟.. اسلام هيكلم بابا ليه ؟ ومعاد ايه في اي ؟
مريم : دلوقتي صحصحتي مش كده .
اروي بنفاذ صبر : مريم انجزي بدل ما انتي عرفاني هقوم البس وانطلك دلوقتي حالا .
مريم بضحكه خفيفه : لا مجنونه وتعمليها بصراحه .. المهم ياستي .. اسلام وبابا ساعتين كده وهيكلموا عمو راضي ان شاء الله عشان يحددوا معاه معاد ونيجي نخطبك .. هبقي عمتك يا جمزايه .. انا بقولهالك من دلوقي أهو .. تحترميني والا هطلع عليكي جنان عمتو الحربايه .
اروي : ----------
مريم : اروي !.. الو اروي !!.. بت يا اروي انتي معايا ؟
نظرت مريم الي هاتفها أولا ثم عادت سؤالها مجددًا : بت يا أروي انتي فين ؟ مش بتردي ليه ؟
أروي : انتي بتتكلمي جد ؟.. هتيجوا تخطبوني لاسلام ؟
مريم وهي ترمش عدة مرات قبل ان تنفجر في الضحك مما جعل أروي تغلق الهاتف في وجهها وهي تضع يديها علي وجنتيها من شدة توهجهما رغم البروده .. وقفت عن السرير وبدأت تقفز في كل مكان بسعاده .. ثم دلفت الي المرحاض توضأت وصلت ركعتي شكر لله علي تحقيقه لحلم حياتها .. نعم فـ إسلام دائمًا كان هو الحلم الأعظم بحياتها .. ولا تخلُ سجداتها من دعوة ثابته " اللهم ان كان خيرًا لي فقربه مني وقربني منه .. وان كان شرا لي فأصلحه وقربني منه وقربه مني يارب "
#باك
رتبت غرفتها سريعًا ثم دلفت للمرحاض واخذت حمامًا سريعًا وخرجت لتصلي ركعتين لله .. ثم خرجت لتجد والدتها تقف في المطبخ ويبدو عليها الارتباك ..
أروي بحب : حبيبتي بتعملي اي ؟
الأم بفرحه : بشوف هعمل ايه عشان الضيوف اللي جايين .
ثم اقتربت منها واحتضنت وجنتيها بين راحتيها بعيون تلتمع بدموع السعاده .. أجل ولما لا فهي طفلتها الوحيده وسيتقدم لخطبتها شاب تتمناه اي فتاة لرجولته وقربه من ربه وحبه لوالديه وحب والديه له .
أروي بحب : يلا هساعدك .
الام بسرعه : لا لا انا هعمل كل حاجه .. انتي بس ادخلي صحي ابوكي عشان ينزل شغله بدري ويرجع بدري .. ورتبي بسرعه كده الصاله .. انا منظماها من امبارح بس برضو زي التأكيد .
قبلت أروي يدها ثم ذهبت لتفعل ما طلبته والدتها ..
--*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*--
يا مريم بتعملي اي كل ده .. اي ياماما انتي وبابا ؟.. في معاد ياناس بقا .
هكذا صدح صوت إسلام الذي يقف عند باب المنزل منتظرًا خروج باقي اسرته للذهاب حيث منزل آروي .
خرجت مريم مرتديه فستانها الزهري المتسع من الخصر للأسفل وخمارها الذي يزيدها وقارًا دومًا كان باللون الفضي ..
مريم بضحكه : اي يا عريس مالك مستعجل ليه .. لسا بدري يابابا .
اسلام بتوتر : مريم انا طالع ازاي ؟
مريم بنظره متفحصه : اممم .. إنت بالأسمر أصلًا جنان يا واد يا إسلام .. وبعدين انا اخترتلك اسمر في اسمر عشان رورو بتحبهم عليك .
اسلام : بجد !!!
مريم : لما تبقوا تتجوزوا تبقي تقولك .. متجرجرنيش كتير .. عشان مش هعترف بحاجه ابدًا ابدًا .
الام من خلفهم : بسم الله ماشاء الله تبارك الله .. يارب يحفظكم ويحميكم .
اسلام وهو يقبل جبينها : ويخليكي لينا يا ست الكل .
الأب : يلا يا جماعه ميصحش نتأخر علي الناس .
قبل إسلام يد والده قبل ان يخرجوا جميعًا من المنزل .. ركب إسلام عند مقعد القياده وبجانبه والده .. ومريم ووالدتها وسفيان الصغير في الخلف .
ذهبوا جميعًا الي منزل والد أروي غير منتبهين لذاك الذي يقف علي الجانب الآخر من الطريق .. ليري ملاكه الصغير قبل أن يسافر قريبًا من أجل تأدية خدمته ..
ابتسم بهدوء وهو يتمتم : ربنا يحفظك يا مريم .
--*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*--
كانت تجلس علي فراشها تفرك يديها بتوتر حتي سمعت طرقات الباب .. وقفت وأخذت تتحرك في الغرفه بعشوائيه وتكاد تبكي من فرط توترها .. لم يدم الحال أكثر من دقائق حتي أتي لمسامعها طرقات علي باب الغرفه ودلوف مريم بعدها .. ألقت أروي بنفسها بين يدي صديقتها وأخذت تضمها اليها بقوه لتبادلها مريم الإحتضان بقوه موازيه كي تبثها الأمان ..
مريم بهدوء : شششش .. اذكري الله واوعي تعيطي .
ابتعدت أروي ورفعت رأسها للأعلي وهي تستنشق ما بأنفها في محاوله لأن تمنع دموعها .. دلفت مريم وجلست معها الي الفراش وهي ممسكه بيدها : اي يابنتي .. اللي يشوفك كده يقول طالعه تتجوزي دلوقتي .
اروي : مش قادره اتخيل يا مريم .. حاسه اني بحلم .. مش قادره أصدق إن اللي بدعي بإسمه في كل سجده من كل صلاه موجود بره دلوقتي عشان يطلبني .. مش قادره أتخيل .
مريم بعبث كي تُلهي أروي عن توترها : لا وانا اخويا يستاهل برضو .. ويتحب الواد .
أروي وهي تضربها علي كتفها بخفه : بطلي بقا يا بايخه .
مريم بغمزه : اي يابت الجمال ده كله .. كان مستخبي فين يا ام عيون ملونه انتِ !.. ولا الحلو مبيطلعش غير لإسلام .
أروي بابتسامه : بجد .. الفستان حلو ؟
مريم : ده قمر يا بت .
قاطعهما طرقة خفيفه علي الباب دلفت بعدها والدة أروي وأخبرتها بأن تُقدم العصير وتأتي للجلوس معهم بصحبة مريم .
عاد التوتر اليها من جديد وبدأت تدور في غرفتها بعشوائيه .. اقتربت مريم وامسكت بيدها وهي تتمتم : انا جنبك مفيش داعي للتوتر والقلق .. يلا خدي نفس طويل .
فعلت أروي ما قالت مريم قبل أن تتابع : اتوكلي بقا علي الله ويلا .
خرجت الفتاتان الي المطبخ وحملتا العصير ودلفوا جميعًا حيث الصاله ..
ولا إراديًا انحدر نظر إسلام ليقع علي مليكته لينبهر بطلتها الساحره والتي يشعر وكأنه يراها لأول مره بفستانها الكاكاوي الواسع مع حجابها الكاكاوي بدرجة أفتح من درجة الفستان .. ولكنه سرعان ما أشاح بنظره بعيدًا .. وقد لاحظت أروي ذلك فانكمشت علي نفسها لا إراديًا ..
--*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*--
دلف الي منزله ببعض الإرهاق ليجد مروان يقف في شرفة غرفة الجلوس ..
جود : السلام عليكم يا مارو .
مروان : وعليكم السلام يا غالي .. حمد الله علي السلامه .
جود : تسلم يارب .. اتعشيت ؟
مروان : لا مستنيك .
جود : طب يلا يا عم جهز كده عما اصلي العشا لحسن انا واقع من الجوع النهارده .
ابتسم مروان بحب قبل ان يدلف للمطبخ .. في حين انهي جود صلاته ثم ذهب حيث اخاه وساعده في ترتيب الصحون سريعًا .. ثم جلسا وبدآ يأكلان بصمت قاطعه جود بهدوء : مروان .
مروان بانتباه : نعم .
جود : ااا .. انت هتسافر الشهر الجاي مش كده ؟
مروان بابتسامه : ان شاء الله .
جود : عايزك تخلي بالك من نفسك وتشد حيلك كده وترجعلي بسرعه وبسلامه .. مش كنت عايز تفرح بيا ؟
مروان وهو ينظر له بنظرة سعاده حقيقيه : انت بتتكلم جد ؟؟.. جود انت .. انت بجد ..
جود بضحكه : ايه يا بني ده .. انت كنت فاقد مني الأمل ولا اي ؟
مروان : مش القصد والله بس من فرحتي .
جود : كان لازم تكبر وتبقي راجل قد المسئوليه يا مارو .. انا شايفك كده من زمان بس كمان لازم تاخد حقك من الدنيا .. دراسه وهدوء واستقرار ووجودي انا شخصيًا جنبك .. وكمان السبب الإضافي هو اني ملقتش علي مدار ايامي وحياتي اللي اقدر اثق فيها انها تشيل اسمي واحس انها الشريكه اللي تكمل معايا حياتي .
مروان بابتسامه لشرود جود وهو يتحدث : ولقيتها ؟
جود بتلقائيه : لقيتها صدفه .. وكانت أجمل صدفه .. عارف هي شخصيه تتحب كده من غير ما تشوفها أصلا .. كفايه انك تقرأ حروف بتكتبها .. انا حبيتها من كلامها .. متخيل ؟!!.. انا نفسي مستغرب نفسي .. مجرد كلام كتباه في بوست خلتني يوميًا أدخل إيميلها عشان أشوفها كتبت ايه جديد .. خلتني متعلق بتفاصيلها اللي بتكتبها في بوستات مضحكه .. خلتني .. خلتني مشغول بيها ومعرفش ازاي .. انت متخيل اني بنزل كل يوم بوست علي صفحتي أوصف فيه الحب في الاسلام ومواصفات الزوجه اللي بتمناها .. وكل الصفات دي هي نفسها صفاتها .. وانا بكتب علي امل انها تشوفهم .. احساس جوايا بيقولي انها بتشوفهم زي ما بشوف كلامها انا كمان .
تنهد جود قليلاً قبل ان ينظر لمروان الذي ينظر تجاهه بتركيز وعيون تلمع بسعاده بيِّنه ..
مروان : وقعت يا خويا ولا حدش سمي عليك .
جود بضحكه : لا مش اوي يعني .
مروان : مش اوي اي ياعم انت .. دا لو في كتب كتاب من خلال البوستات كان زمانك كاتب كتابك من زمان .
ضحك كلاهما بمرح قبل أن يتابع مروان من قلبه : ربنا يسعدك يا حبيب أخوك ويجمعك بيها قريب يارب .
جود بتمني : يااارب آمين .
--*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*--
انقضي وقت طويل والعائلتان كأنهما عائلة واحده .. فقد اندمجوا جميعًا في جو ملئ بالمرح والسعاده ..
تحدثت والدة إسلام بهدوء : نستأذنك يا أبو أروي نقعد العرسان مع بعض شويه يمكن حابين يتكلموا في حاجه .
والد أروي برحابة صدر : بكل تأكيد .. قومي يا أم أروي افتحي اوضة الضيوف .. فعلت ما طلب منها فوقف والد أروي ودعاهم جميعًا اليها ليترك الحريه قليلًا من اجل إسلام وأروي كي يتحدثان .. وبقيت مريم معهما علي بعد مناسب منهما قليلًا .. فهي كانت تجلس في المنتصف .. إسلام من جانب أخبرها بـ ألا تذهب وتتركه مهما حدث .. وأروي من الجانب الآخر أخبرتها بـ ألا تتحرك من جانبها .. فعلقت هي بينهم ..
--*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*--
يتبع ...
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
أحببناها مـريـمـيـه { ٥ }
بقلمـ : دنـيا آلـ شملول 💛
التوتر .. الارتباك .. الصمت .. هذا هو كل ما يسود الأجواء بينهم .. كل منهما يبحث عن الكلمات التي يجب أن تُقال في هذا الموقف .. لكن لا شئ .. كل شئ تبخر .. ولمَ لا !.. فبالنسبه لإسلام .. أروي هي حب سنوات عديده .. حبه لها صامتًا .. لم يبح به ولا حتي بنظره .. والآن يجلس بالقرب منها في منزل أبيها .. طلبها له زوجة وشريكة حياه .. حب حياته ستصبح عما قريب له .. سيستطيع إخبارها بكل مكنون قلبه لها .. لكن الآن عليه أن يتحدث اليها .. تبًا أيتها الحروف فلتتجمعي .
أما بالنسبة لأروي .. فهي تشعر وكأنها في حلم .. حلم جميل لا تود أبدًا الإستيقاظ منه .. من تدعو باسمه في كل سجده من صلواتها .. ومن دق قلبها له .. ومن استعففت حبها له فأغلقت قلبها عليه وطلبته من الله .. يجلس الآن بكل هدوء مقابلها .. طلبها له زوجة وشريكة درب وحياه .. هل هناك ما هو أجمل من هذا كرم ؟..
إسلام بحمحمه : اا .. ازيك يا أروي ؟
أروي بخفوت وبصوت بالكاد يُسمع : الحمد لله .
إسلام بابتسامه : عامله ايه في الأجازه ؟
أروي : يعني .. فراغ كتير بس ان شاء الله أقدر أستغله كويس .
إسلام : ان شاء الله .. قوليلي يا أروي .. مفيش حاجه معينه عايزه تسأليني فيها او تستفسري عنها ؟
أروي بارتباك : اا .. لـ لا أبدًا .. و .. وحضرتك ؟
إسلام بابتسامه : أنا مش عايز أسأل لكن عايز أقول كتير .
أروي : تقول اي؟
إسلام بهدوء : اللي عايز أقوله إن شاء الله تعرفي بيه بعد كتب الكتاب .
أروي بابتسامه هادئه : ا ا إن شاء الله .
إسلام بعد أن أشَّر لمريم كي تأتي : طيب إحنا يدوب نستأذن .
أتت مريم وأخذت تنظر لهما بضجر .
إسلام : ايه .. بوزك شبرين ليه ؟
مريم وهي تنظر لأروي بسخط : أنا متعشتش .. فـ إياك تنادي عليهم قبل ما أتعشي .
إسلام : ايه اللي بتقوليه ده يا بنتي يخربيتك هتفضحينا .
مريم وهي تشير بيدها علامة اللامبالاه : لا بقولك ايه .. انا فعلا هفضحكوا لو متعشتش .. بت يا أروي إمشي قدامي إغرفيلي محشي من اللي بتعملوه كل جمعه ده .
إسلام بحمحمه : مـ مريم .. اهدي الله يهديكي .
مريم وهي تلاعب حاجبيها بعبث : جعانه يا سمسم هاكل واجي علي طول .
أنهت جملتها وهي تأخذ أروي من يدها وركضتا الي المطبخ لينظر اسلام في أثرها بصدمه : المجنونه .. هتفضحنا .
خرج والد أروي ليري ما يحدث .. فهما بالأصل لم ينعزلوا .. بل كانوا بغرفة الضيوف التي يطل بابها علي الصاله التي كان يجلس بها كل من اسلام واروي ومريم ..
والد أروي بتساؤل : في ايه يابني ؟.. حصل حاجه ؟
إسلام : هاه .. اا .. لا ابدا ده .. دي .. اصل .. اا
والد أروي : في ايه يابني ؟
اسلام باستسلام : أبدًا يا عمي دي اروي دخلت تغرف لمريم عشان تتعشي .
ظل والد أروي لثوان ينظر لإسلام بعدم فهم حتي استوعب ما قاله إسلام فانفجر ضاحكًا وما كان من إسلام إلا أن يُشاركه الضحك حتي انضم لهم الباقون .. لتخرج مريم من المطبخ وفي يدها إصبع باذنجان محشو وتقضمه بشهيه وطبق ما مغلف .
والدتها وهي تضع يدها علي فمها في شهقه : مريم !
والدة أروي وهي تقترب منها وتقبل رأسها من الأعلي بحب : محدش له دعوه بيها .. انا أصلا عامله بتنجان مخصوص النهارده عشان عارفه انها بتحبه .
أنهت مريم ما بيدها ثم تحدثت بجديه : علي فكره انتوا لو متحركتوش دلوقتي انا هضطر أكمل عشا هنا واسهر مع اروي وبعدين اتسحر كمان .
اسلام وهو يجذبها معه : لا ياحبيبتي وعلي ايه .. يلا انا اللي هعملك سحور عنب .. بعد اذنكم ياجماعه .
خرج تحت ضحكاتهم جميعًا .. ثم ذهبوا بعدما اتفقوا علي كل شئ وكذلك علي ان يكون كتب كتابهما نهاية الشهر وبعده يحددون ما سيفعلونه .
--*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*--
دلفت الي غرفتها بعدما أنهت عشاءها وفي يدها كوب الشاي .. جلست الي الفراش وأمسكت بهاتفها لتُكمل قراءة رواية " في الحلال للكاتبه رقيه طه "
بعد بعض الوقت قامت بفتح بيانات الهاتف خاصتها لتجد من بين إشعارات الفيس بوك إشعار بإسم " جود خالد " الذي قام بمشاركة إحدي المنشورات في جروب " اترك أثر " .. لا تدري سبب تلك الابتسامه الواسعه وضربات قلبها المتزايده بمجرد قراءتها للإشعار ولم تدري بنفسها الا وهي تضغط عليه لتري هذا المنشور ..
كان نصه كالتالي :
سؤال لأصحاب الجروب الفاضلين وأتمني إجابه من جميع من يعرف الإجابه ..
أيمكن أن يتعلق قلب امرئ بآخر من مجرد حروف يكتبها ؟.. وإن حدث أمتابعته الدائمه حلال ام حرام ؟
ترددت في أن تُجيب عليه .. لكنها تذكرت إسلام حينما أخبرها بأن تتابع في صمت .. شعرت بالضيق من هذا .. لأنها تمتلك إجابه وتريد أن تُفيد كما تستفيد ..
تحركت من الغرفه متجهه لغرفة إسلام .. طرقت بهدوء فأتاها صوته يسمح لها بالدلوف .
مريم : السلام عليكم .. ممكن ادخل شويه .
اسلام : اكيد يا فضحانا تعالي .
ضحكت بخفه ثم دلفت اليه وجلست بجانبه : اسلام عايزه اقولك علي حاجه .
اسلام : اي هي قولي علي طول .
مريم : الجروب اللي قلتلي عليه قبل كده .. فاكره ؟
اسلام بتذكر : اترك أثر ؟.. اه فاكره .. ماله ؟
مريم : اسلام انا بستفاد كتير اوي منه بجد .. بس أكتر حاجه مزعلاني ومضيقاني اني فعلا مبعرفش أفيد غيري .. يا إسلام أنا بجد بزعل اوي لما يكون في حد بيسأل عن حاجه وانا عارفه الإجابه ومبقولش .. وضاع عليا ثوابها كمان .
اسلام بابتسامه : وانا مش معارض انك تجاوبي ياحبيبة قلبي .. تقدري تجاوبي علي أي سؤال تعرفيه وتقدري تسألي كمان لو في حاجه مش عرفاها .. وأنا واثق فيكي .
مريم بفرحه : بتتكلم جد !!
اسلام بضحكه : ايوه طبعًا .
قفزت مريم اليه محتضنه اياه : حبيبي حبيبي حبيبي حبيبي حبيبي ... خمسه حبيبي في عين العدو .
اسلام بضحكه : رجعتي للألش تاني .
مريم بضحكه : هو مسابنيش أصلا .
قاطعهما رنين هاتفها لتنظر اليه وتجدها أروي .
إسلام : اي مين ؟
مريم وهي تلاعب حاجبيها بعبث : رورو حبيبتشي .
اسلام : طب .. طب ما تردي .
مريم : لا هروح ارد عليها في اوضتي .
اسلام : ما تكلميها هنا .
مريم بمزاح : احترم نفسك يابيه والزم حدودك .. مش معني انك اتقدمتلها يبقي خلاص كده ها .. واوعي تفتكر عشان انا اختك يعني والبت صحبتي اني هروقلكوا الجو .. لا يابابا اصحي عشان نصحي .. دا انا هرشقلكوا في كل كبيره وصغيره .. ومش بعيد ألم هدومي وآجي أعيش معاكوا .
اسلام وهو يدفعها للخارج : كل ده عشان قلتلك ردي هنا .. غوري من اوضتي يامريم مش عاوز من وشك حاجه .. وبعدين انا اصلا هقفل شقتي بالمفتاح وأكهرب الباب والسلالم عشان مسمحش للمتطفلين امثالك يخربوا عليا .
مريم بصدمه : انت اسلام ولا مُحن ؟!
اسلام بصدمه : مُحن !!.. جبتي الكلمه دي منين ؟
مريم بضحكه : بسمع العيال بيقولوها .. بس هي مش عيب لو قلتهالك .. انت اخويا .. وان مكنتش اطلع قلة أدبي عليك .. هطلعها علي مين .
اسلام بضحكه : امشي يا بنتي من هنا .. امشي الله لا يسيئك .
غادرت مريم الغرفه بعد أن أرسلت له قبله في الهواء .. ثم قفزت الي فراشها بحماس وقامت بمهاتفة أروي لبعض الوقت قبل ان تعود للجروب مجددًا .. ولكنها وجدت بأن الساعه قد تعدت الثانية عشر .. ففضلت أن تُجيب في الغد .. قامت من مكانها وقد قررت بأن تلتزم بقيام الليل .. فهاتفت أروي مجددًا لتشاركها الصلاه .. وبالفعل بدأت الفتاتان بالإلتزام بصلاة القيام .
--*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*--
كان يجلس الي مكتبه يرتشف كوب القهوه خاصته في الصباح ويراجع بعض الملفات أمامه .. دلفت ديما بعد ان طرقت عدة طرقات علي الباب وأخبرته بأن إسلام قد حضر وهو الآن في مكتبه .. فاخبرها بأن ترسل له ليأتيه بعد ساعه من الآن ..
غادرت ديما ليعود جود لما كان يفعله .. فقاطعه صوت إشعار .. نظر اليه لينبض قلبه بعنف وتنفرج شفتيه عن ابتسامه واسعه قبل ان يضغط زر المشاهده ..
فوجد تعليقات عديده علي المنشور الخاص به منذ أمس والآن من تسببت في جعله يُرسل هذا المنشور أجابت هي الأخري عن سؤاله ..
كانت الإجابات تقريبًا موحده لكنه نظر لإجابتها أولا لتتبين له مدي حبه لها بحق ..
وكانت اجابتها هي :
ليس للبشر سلطة علي قلوبهم .. فالحب يقذف في القلب بلا أسباب .. ولكن هناك حب مستعفف وحب مخالف .. فاظفر بذاك الحب المستعفف ليبارك لك الله فيه .. اما بالنسبه للحب من مجرد حروف نُقشت .. فيا أخي في الله ان الحب حب الروح والقلب .. وليس الشكل .. فالشكل والهيئة الي زوال .. وتبقي الروح والقلب .. يمكنك ان تحب شخصًا من مجرد حديث احدهم باستمرار عنه .. ويمكنك كذلك أن تحب شخصًا لمجرد أنك تشعر بصدق كتاباته .. وإن نبعت الكتابات من القلب فهي تصل الي القلب .. أما عن متابعته باستمرار .. فدعني أطرح سؤالاً .. إلي متي ؟..
ان أحببت فأخبر من أحببته بـ حُبِّك .. لا تُعذب قلبك بمتابعته من بعيد .. فربما يكون لغيرك .. وتحيا في عذاب القلب الذي تعلق به .. ولا تنسي أخي في الله أوفي الحب وأصدقه دلوف البيوت من أبوابها .
أتمني أن أكون قد أجبتك بما يُرضي الله عز وجل ويثبت حيرتك .
أخذ يعيد قراءة تعليقها لعدد لا يعلمه .. حتي طرق باب المكتب ودلف بعدها إسلام ..
جود بابتسامه : اهلا بالعريس .. طمني عملت اي ؟
اسلام : هكتب كتابي آخر الشهر ان شاء الله .. وطبعًا مش عايز اقولك هتكون موجود .
جود : انا مش محتاج طبعًا .. أنا أول واحد معاك حتي لو انت مش عايز .
اسلام بحب : وده العشم ياصاحبي .
جود بابتسامه : طب اقعد بقا عشان نشوف شغلنا ..
وبدآ في التحدث في العمل .. حتي أنهي إسلام كل المطلوب منه .. وغادر الي مكتبه .. لكنه تذكر مروان .. فرفع هاتفه وقام بالإتصال به ..
مروان : اسلام باشا .. تليفوني نور والله .
اسلام بمزاح : ما هو لازم ينور عشان يبينلك مين المتصل .
ضحك مروان بخفه : لا غلبتني .. عامل ايه يا كبير؟
اسلام : انا فل الحمد لله .. واتصلت عشان أقولك اني حددت كتب كتابي آخر الشهر .. يعني قبل سفرك ها .
مروان بفرحه من أجل إسلام وكذلك لأنه سيحظي برؤية مريمته قبل ان يسافر مجددًا : طبعًا طبعًا ياحبيب قلبي من غير ما تقول .. الف الف مبروك ياحبيبي .. وربنا يكملك علي خير ان شاء الله .
اسلام : تسلم ياغالي .. يلا مش هعطلك .. في أمان الله .
مروان : في حفظه ورعايته .
أغلق مروان الهاتف وهو ينظر امامه بابتسامه حقيقيه .. ثم انهي أوراقه الخاصه بالتحاقه بالخدمه العسكريه وعاد الي منزله في المساء .. فوجد جود بالمنزل يجلس الي اللابتوب الخاص به وفي يده كوب نسكافيه ..
مروان : السلام عليكم .. ايه يابني جاي بدري النهارده ليه ؟.. مش عوايدك .
جود بضحكه : هو انت كل مره هتشوفني داخل البيت بدري تقولي مش عوايدك !
مروان بضحكه متبادله : تصدق صح .
جود : المهم ياسيدي انا خلصت شغل بدري .. تعالي اما اقولك بقا .
دلف اليه مروان وجلس مقابله : ها .
جود بابتسامه : ها انت .. لسا باقيلك ورق او حاجه تخص الجيش ؟
مروان : لا الحمد لله ياعم .. ربنا يسرها علي الآخر وكله تمام .. بس مش ده الموضوع .. فـ جيب من الآخر .
جود بضحكه : عيبك انك فاهمني .
مروان : بالظبط كده .. ها بقي .. ناوي تخطب قبل ما اسافر ؟.. قول اه بقا .
جود رافعًا احدي حاجبيه : انت زهقت مني يابني ولا اي ؟
مروان : لا طبعا وانا اقدر .. دا انت اللي ليا في الدنيا .
جود بحب : ربنا ما يحرمنا من بعض يا حبيبي .. المهم انا كنت عايز اتكلم معاك بخصوص الشركه وكده .
مروان : جود الله يخليك .. مترجعش تتكلم في نفس الموضوع .. انا بجد عايز اعتمد علي نفسي .
جود : ياحبيبي ما انت هتعتمد علي نفسك برضو .. انا عايزك جنبي يامروان .
مروان : وانا مش هروح بعيد يا جود .. انا هكون في الشركه بس محاسب صغير علي قد خبرتي .. واعلي بخبرتي وكفاءتي .. عايز احس بشهادتي يا جود .
جود بابتسامه : خلاص يا مارو تمام .. وانا جنبك للآخر .. بس لو جه وقت واحتجتك تمسك الشركه لأي سبب لازم تكون مستعد .. وهتبقي مديرها بجانب وظيفتك فيها .. وشيل يا جمل .
مروان بضحكه : لا دا انت ناوي تنتقم بقا .
جود بضحكه مماثله : ايوه بالظبط كده .
مروان : وانا مش هخلي ثقتك فيا غير في محلها بإذن الله .. بس انت شد حيلك عشان تاخد خطوه في حياتك .
جود بتنهيده : انا معرفهاش يامروان بجد .. معرفش عنها اي حاجه .. معرفش غير اميلها .. معرفش غير البوستات اللي بتكتبها .. انت فاهمني ؟
مروان وهو يضع يده علي كتف اخيه : بص يا جود .. الحب مبيستأذنش .. ومش شرط عشان تحب حد تكون شايفه قدامك .. اللي بيشوف هو القلب يا جود وده أصدق الحب .. الخوف هنا من المحبوب .. ياتري هيبادلك شعورك ده ولا لا .. وعشان تعرف ده وعشان كمان تبعد عن انك تعلق قلبك بسراب وفي الآخر متكونش حقك يبقي لازم تاخد خطوه صح .. الحاجه اللي زي دي لازم تتبني صح يا جود عشان ربنا يبارك فيها وتكمل .. اعقد العزيمه وصفي النيه واربط علي قلبك واتوكل علي الله .. دور عليها وخبط علي بابها .. وقبل ده كله قرب من ربنا واطلبها منه لو فيها خير ليك .. متتأخرش عشان ميفوتش الأوان وتتعب في الآخر .. وانا ديمًا هنا وجنبك وهدعمك وأقويك .
جود بابتسامه : ربنا ما يحرمني منك يا مروان .. بجد ريحتني اوي بكلامك .
مروان بابتسامه : ربنا يسعدك يا حبيبي .
جود : طب تعالي بقا بص .. في بوست كنت نزلته .. وفي بنت جاوبت عليه .. تقريبًا كلامها نفس كلامك بالظبط .. تعالي شوف .
اقترب مروان ونظر الي اللابتوب الخاص بجود .. ليري البوست الخاص به .. ثم ينظر الي التعليق ولمعة سعاده ارتسمت في عينيه وهو يري إسم مريمته ..
جود بابتسامه : ها أي رأيك ؟
مروان : ربنا يحميها لأهلها ويحفظها .. بجد ونعم .
جود بتنهيدة ارتياح وهو ينظر الي حاسوبه : الحمد لله .
لا يدري مروان سبب تلك الإنقباضه التي شعر بها .. هل .. هل مريم هي نفسها التي اا .. لا لا مستحيل .. ان كانت هي كان ليخبره بأنها هي .. لكنه قال بأن إحدي الفتيات قالت نفس ما قاله لا اكثر .. لا ليست هي محبوبته .. كما أن أخاها يعمل لديه في الشركه .. وجود أخبره بأنه لا يعلم من تكون ولا يعلم سوي حسابها الشخصي .. واسمها مريم الشوادفي وواضح كونها أخت إسلام .. بالتأكيد ليست هي .
تنهد بهدوء ثم تحرك وهو يتمتم : هروح اصلي العشا وأجهزلنا لقمه بقا .
جود : ماشي ياكبير .. وآه صح البسكوت خلص .. افتكر هات بكره ان شاء الله .
مروان بضحكه : اي ده ؟.. انت أدمنته إنت كمان ولا اي ؟
جود بضحكه : اه يا خويا شوفت .
مروان : بالهنا يا عم .. بكره ان شاء الله اجيب .
--*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*--
كان الجميع مشغول بترتيبات الحفل الصغير الخاص بكتب كتاب إسلام وأروي .. لا يصدق بأنها غدًا ستصبح زوجته وسيبوح لها بمكنون قلبه الذي يُغلق عليه منذ سنوات ..
دلف الي غرفة مريم بعد أن أذنت له بالدخول فوجدها قد أنهت صلاة الضحي للتو ..
إسلام بهدوء : ااا .. هتروحي لأروي اوصلك في طريقي ؟
مريم : ايوه ياريت يا إسلام الله يكرمك .. هلبس علي طول اهو .
اسلام : براحتك .. هستناكي تحت .
مريم : طب انت هتروح الشغل النهارده ليه ؟.. ما كنت خدت أجازه .
اسلام : واخد أجازه ليه يابنتي !.. وبعدين انا محتاج لكل يوم شغل يا مريم عشان اخلص فلوس البيت .. وأهي هانت أهي باقي قسطين بس كمان وأخلصه الحمد لله عشان أفوق بقي لترتيب الشقه وتوضيبها .
مريم بحب : ربنا يقويك ياحبيبي ويكتبلك الخير يارب .
اسلام : آمين ياحبيبتي واياكي .. يلا هستناكي تحت بقا .
غادر الغرفه ثم ذهب لوالدته وطبع قبله علي كتفها بهدوء .
الأم بابتسامه سعاده : الف مبروك ياحتة من قلبي وربنا يكملك علي خير ياضنايا .
اسلام بابتسامه : اهو ابتسامتك الحلوه دي عندي بالدنيا وما فيها .. ودعوتك الحلوه دي هي اللي ممشيه أمور حياتي بتساهيل ربنا .. ربنا ما يحرمني منك ياست الكل .
الأم : روح يابني ربنا يرضي عنك ويكفيك شر ولاد الحرام .
اسلام طابعا قبله علي رأسها : آمين يارب العالمين .. مش محتاجين حاجه أجيبها معايا ؟
الام : لا ياحبيبي كل حاجه جاهزه وان شاء الله ميكونش ناقصنا حاجه .. خلي بالك انت من نفسك .
اسلام بهدوء : حاضر يا غاليه .. يلا في رعاية الله .
الأم بحب : استودعتك عند الله الذي لا تضيع عنده الودائع .
خرج اسلام ليجد والده يستعد للذهاب لعمله : اي ياحاج الحلاوه والشياكه دي ؟
والده بضحكه : لا يا خي قول كلام غير ده .
اسلام : عندك شك انك بطل يا حج ولا اي ؟
والده : لا طبعًا .. اللي يخلف راجل زيك ويبقي في ضهر ابوه لازم يكون بطل .. وطول ما انت في ضهري هفضل بطل بيك وبستقوي بيك .
اسلام : اااخ .. اي ياحاج انت هتخليني أعيط كده .
ثم اقترب من والده واحتضنه بحب وأخذ يقبل رأسه : ربنا ما يحرمنا من ابدا يارب .. وطول ما انا عايش هفضل في ضهرك وساندك .. انا مليش في الدنيا غيرك ياغالي .
الاب وهو يربت علي ظهره بحب : ربنا يابني يباركلك في عمرك .
مريم من خلفهم : وانا مليش من الحب جانب ولا اي يعني ؟
الأب وهو يفتح ذراعه لها : ازاي يابت يا مريم .. ده انتي الحب كله .
اسلام : علي فكره انا اللي كتب كتابي بكره .. زيحي شويه كده لو سمحتي .
مريم : عشان كتب كتابك بس .. غير كده كنت عضيتك .
اتت والدتهم وهي تتمتم : هتقضوها حب النهارده يعني؟
مريم وهي تغمز لإسلام : الحجه غيرانه علي الحج .
الأم وهي تضربها بخفه علي كتفها : بس يا بت ايه اللي بتقوليه ده ! عيب .
الاب وهو يمد يده لها بابتسامه : تعالي يا ام العيال تعالي .
اقتربت في حرج من ابنائها وانضمت لهم ليحتضن ثلاثتهم قبل ان يأتي هادم اللذات ومفرق الجماعات كما يُسميه إسلام ..
قفز سفيان اليهم وهو يتمتم : بتعملوا ايه .. اوعوا سيبوا بابا .
الاب بضحكه رفعه عن الأرض ثم قرب إسلام ومريم وزوجته اليه مجددًا واحتضنهم جميعًا في حب ودفء وأخذ يدعو الله بأن يبارك له فيهم وان يحفظهم بحفظه المتين ..
ولكن هل سيدوم هذا الترابط والحب أم أن للقدر رأي آخر ؟
"اشتركوا على قناتنا على تليجرام أو قناة واتساب ليصلكم أحدث الفصول والتنبيهات فور نشرها"
"اشتركوا على قناتنا على تليجرام أو قناة واتساب ليصلكم أحدث الفصول والتنبيهات فور نشرها"