رواية أحببناها مريمـيـه الفصل الثامن 8 الى الفصل 9 بقلم دينا آل شملول

  الفصل السابع الى الفصل التاسع من رواية "أحببناها مريميه" بقلم دنيا ال شملول، اقتباس"حيرتني دائمًا "أحلام اليقظة" التي كنت أغرق فيها لساعات وهي تروح وتجيء في ذاكرتي، كان لها في نفسي جمالٌ ومعه حماقة الرجاء وجنونه."

رواية أحببناها مريمـيـه الفصل الثامن 8 الى الفصل 9 بقلم دينا آل شملول

أحببناها مريمـيـه الحلقة الثامنة

أحببناها مـريـمـيـه { ٨ }

بقلمـ : دنـيا آلـ شملول 💛

تناولا طعامهما وقام جود بعمل الشاي من أجلهما وجلس بجانب أخيه وقام بتشغيل اللابتوب الخاص به ..
مروان بابتسامه : لنبحث عن زوجة اخي الغالي .
جود بضحكه : اهدي يابني .. انت جوزتني خلاص !
مروان : مستعجل يا عم يوه .
ضحكا بخفه .. ثم نظر جود للحاسوب كي يأتي بإميل مريم ويُريه لمروان ...
صدح صوت هاتف جود ليجيب بابتسامه : حبيبي .
اسلام بضحكه : لا لا بتكسف .
ضحك كلاهما ثم تحدث اسلام : ها .. مروان اخباره اي؟
جود : زي الفل الحمد لله .. خد كلمه اهو .
أعطي الهاتف لأخيه الذي اجاب بترحاب : ازيك يا اسلام .. ليك وحشه والله .
اسلام : انا الحمد لله ياغالي .. طمني عنك وعن صحتك .
مروان : عال العال الحمد لله .. تسلم بجد وتسلم ايد الوالده علي الأكل الجميل ده .. بجد مش عارف اقولك اي .
اسلام : عيب يامروان .. حمد الله علي سلامتك .
مروان : تسلم يارب .
اسلام : جود لسا جنبك ؟
مروان : ايوه هنا اهو معاك .
امسك جود بالهاتف : ها .
اسلام : بقولك لو ينفع ترجع الشركه نص ساعه بس عشان في ورق مهم ولازم توقيعك ضروري .
جود : ميستناش لبكره !
اسلام : للأسف لأ خالص .
جود : طب خلاص هروح ان شاء الله دلوقتي .
اسلام : موفق يارب .. يلا في امان الله .
اغلق جود الهاتف وتحدث الي مروان : عندي ورق ضروري لازمه توقيع الليله .. ارتاح انت شويه وانا ان شاء الله أقل من ساعتين وراجع . ماشي ؟
مروان : ماشي يا كبير .
جود وهو يتحرك : نبقي نشوف الموضوع بتاعنا بكره ولا في اي وقت تاني ان شاء الله .
مروان : ولا يكونلك فكره .. وخلي بالك من نفسك .
جود : كله علي الله .. في حفظ الله .
مروان : في رعايته يارب .
خرج جود متجهًا للشركه .. في حين تنهد مروان وهو يُعيد جسده للخلف كي يستند الي ظهر الأريكه الجالس عليها .. ولكن لفت انتباهه صفحة جود الشخصيه المفتوحه أمامه علي الـ Search .. دق قلبه بعنف وشعر بغصة في حلقه وهو يجد إسمها يحتل تلك القائمه .. انها هي نفسها .. انها مريم نفسها .
أنزل مروان شاشة اللابتوب وهو يغمض عينيه بقوه شاعرًا بنبضاته تتسارع ودموعه تتجمع لتتدفق سريعًا الي وجنتيه .. رفع شاشة اللابتوب مجددًا وأخذ ينظر لهذا الإسم مطولًا وكأنه يلومه .. لماذا ؟؟.. لماذا هي نفسها ؟.. هل انتهت فتيات الكون ليقع هو وأخيه في حب نفس الفتاه ؟؟.. ابتلع غصته وبداخله بصيص من الأمل بألا تكون هي نفسها .. وقد وافاه أمله بسبب إسمها الذي يتوافق مع إسم إسلام .. في حين أخبره جود بأنه لا يعلم من تكون .. بالتأكيد سيلاحظ كونها أخت إسلام من إسم العائله .. تنهد بقوه وتحرك تجاه دور المياه واضعًا رأسه أسفل الصنبور .. ثم اعتدل وجفف وجهه ورأسه ودلف لغرفته مُلقيًا بجسده فوق الفراش وهو يدعو الله من كل قلبه ألا تكون هي نفسها .
بينما أنهي جود عمله ثم عاد للمنزل ليجد أخاه ذاهبًا في سبات عميق .. اقترب منه وطبع قبله فوق رأسه وكأنه ابنه ثم ربت علي كتفه وغادر الغرفه ليفتح مروان عينيه التي خانته مجددًا وتساقطت عبراته في ألم .. يود الصراخ بكل ما أوتي من قوه .. يشعر بحمل ثقيل يعتلي كتفيه .. دفن رأسه في وسادته وبقي علي حاله حتي غلبه النعاس فاستسلم للموت المؤقت عله يستيقظ فيجد ما رآه حلمًا لا أكثر .

--*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*--

ارتدت تلك الجيبه السوداء للتي يعلوها تيشرت بينك فاتح تتداخل به نقوش كحليه مع خمارها الكحلي وحقيبتها السوداء .. خرجت من غرفتها وهي تدندن بأنشودة " سلمت قلبي يارب " .. قبلت يد والدتها ثم خرجت مع اسلام ينتظران اروي التي وصلت اليهما بعد وقت قصير .. ذهب بهما حيث الجامعه ثم غادر الي الشركه ..

دلفت الفتاتان كعادتهما بتلك الابتسامه الرقيقه وذهبتا تجاه السكاشن .. فهذا يوم سكاشن لا محاضرات ..
خرجت مريم بين السكاشن لتحضر بعض المياه .. وفي طريق عودتها رأت ذاك الشاب الجالس في ممرات السكاشن واضعًا رأسه بين يديه .. وما لبث أن رفع رأسه للأعلي وبدا وجهه أحمر وكأنه يصارع شيئًا ما .. أغمض عينيه بقوه مستنشقًا الهواء بهدوء .. لتقع عيناه عليها وهي تقف مكانها تنظر اليه .. حرك عينيه سريعًا عنها .. لكنها اقتربت منه ومدت يدها له بزجاجه المياه : اا .. اتفضل .
رفع رأسه لها ثم نظر للزجاجه بيدها في تساؤل .
مريم بهدوء : اا .. حضرتك باين عليك تعبان .. فـ اشرب شوية ميه .. لعل وعسي ترتاح شويه .
ابتسم لها بهدوء ثم أخذ منها الزجاجه .. فتحها بتروي ثم ارتشف أكثر من نصفها .. وبعدها تنهد بقوه .. فشعرت بمدي ألمه .. هناك شئ يخنقه .. يودي به الي الهاويه .. تمنت بداخلها لو كان بإمكانها مساعدته ولو بأن يتحدث معها عما يعتلي صدره فقط ..
معاذ بصوت خفيض : مكنتش واخد بالي اني عطشان اوي كده .
مريم بهدوء : ولا يهمك .. اا .. حضرتك كويس ؟
نظر لها معاذ بعينين تلتمع دموعًا ثم أشاح بنظره بعيدًا وهو يتمتم بخفوت : كسؤال عابر فـ أه كويس الحمد لله .
مريم : حضرتك ملكش أصدقاء هنا ؟
معاذ : لا .. انا لسا منقول جديد السنه دي .
مريم : طيب انا لازم استأذن .. و .. ممكن تقعد في المسجد وتشكي وجعك لربنا .. هو أحن علينا مننا .
معاذ : ونعم بالله .
وقف بهدوء واقترب منها خطوتين وأعطاها زجاجة المياه وهو يتمتم : شكرًا .
مريم بابتسامه ودوده : لا شكر علي واجب .. وربنا يخفف عنك .
أخذت الزجاجه وتحركت سريعًا تجاه السيكشن .. وقصت علي اروي ما حدث ..

بينما ابتسم معاذ في خبث ونظر تجاه سالي التي رفعت إصبع الإبهام دلاله علي نجاح خطتهما معًا .

--*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*--

دلف لمنزله بإرهاق .. ألقي السلام علي أُسرته ثم دلف لغرفته ليبدل ثيابه .. وبعد بعض الوقت طُرق باب الغرفه لتطل مريم برأسها مبتسمه : ادخل ولا هتكلم رورو؟
اسلام : ولو هكلمها برضو ادخلي .
دلفت مريم ثم جلست بجانبه بهدوء : عامل اي؟
اسلام رافعًا احدي حاجبيه : الحمد لله .
مريم : وشغلك ؟
اسلام م مُجاريًا اياها : الحمد لله برضو .
مريم : اممم .. واروي ؟
اسلام : الحمد لله .. كل حاجه بفضل ربنا تمام .. انتي بقا ؟
مريم : انا اي ؟
اسلام : انتي عندك كتير عايزه تقوليه .. وانا اهو سامعك .
مريم بتنهيده : هقولك ...
بدأت تقص عليه ما حدث معها منذ أن رأت تلك الـ سالي وبالتتالي حتي صباح اليوم حينما وقفت مع ذاك الشاب .
اسلام بتنهيده : انتي غلطتي يا مريم .. انتي مش هتكوني أحن عليه من ربنا .. وكمان مينفعش ابدا تحت أي مسمي من المسميات انك تقفي معاه .. لو هو كان طلب منك الميه وانتي معديه .. كنتي تديهاله .. وتديهاله خالص كمان وتمشي .
مريم بتأنيب ضمير : عارفه .. عارفه اني غلطت .. وعشان كده جيت أقولك اهو .. اعمل اي ؟
اسلام بتنهيده : مفيش حاجه هتعمليها غير الاستغفار وانك تنسي اللي حصل تمامًا .. وان شفتيه في اي مكان متختلطيش بيه خالص .. وده ينطبق علي الجميع مش علي الشاب ده بس .. هو اسمه اي ؟
مريم : مش عارفه .. ومعرفش عنه اي حاجه خالص غير الكام موقف اللي حصل ده بس .
اسلام : واجتنبوا الشبهات .. ان حسيتي بالغلط وانتي بتعملي اي حاجه في الدنيا يبقي ابعدي عنه فورًا وبدون تردد .. واللي مبيغلطش بيحط صابعه في عين التخين .. فطالما مغلطتيش ميهمكيش اي حد .. فهماني ؟
مريم بابتسامه : فهماك ياحبيبي .. ربنا يخليك ليا يارب .
اسلام : ويحميكي ليا يا روميه .. يلا بقا .. هويني هرش ميه .
مريم : بتوزعني هاا .
اسلام بضحكه : بالظبط كده .. يلا يا ماما عايز اتطمن علي مراتي .
مريم : ماشي ا عم .. مقبوله منك .. تصبح علي جنه يارب .
اسلام : اموت يعني ؟
مريم بكشره : جنه هنا كنايه ياجاهل .
اسلام : كنايه عن اي بقا يا ام العُرِّيف ؟
مريم : عن الحاجه الحلوه .. يعني مثلا تصحي علي صوت اروي .. تصحي علي ايد ماما .. تصحي علي عيوني .
اسلام بضحكه : لا لا انتي قلتي جنه يعني حاجه حلوه وتفرح القلب .. مش حاجه تخض وتقطع الخلف .
مريم بعيون متسعه : انا !!!
اسلام : بهاااااازر .
مريم وهي تلقي الوساده عليه : طب كلمها .. كلمها يا خويا .. انا غلطانه اساسًا .
خرجت تحت ضحكاته .. ولكنه تحدث قبل ان تغلق الباب : تصبحي علي فرحه .
اغلقت الباب وهي تبتسم متمتمه في نفسها : انا وانت ياقلب اختك يارب .

--*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*--

كان صباح مفعم بالاحداث المنتظره ..
ذهبت الفتاتان للجامعه .. ولكن هناك شئ ما غريب يحدث .. نظرات غريبه موجهه لمريم لا تعلم سببها .. ليس واحد او اثنان .. بل جميع من تمر بهم يلتفتون اليها بنظره لم تفهم معناها ..
مريم بصوت منخفض : هو في اي؟
اروي : مش عارفه .. هما بيبصولنا كده ليه صحيح ؟
مريم : الله اعلم .
ولم تكد تتحرك خطوه أخري حتي ظهرت لها سالي من حيث لا تدري ..
سالي بنبره ساخره : اهلا اهلا .. يابنتي احنا كنا قربنا نصدق انك شيخه وملكيش في جو المياصه والسرمحه مع الشباب .
مريم بعيون حمراء من الغضب : انتي بتقولي اي يا بني آدمه انتي ؟!!
سالي ولا تزال ابتسامتها الساخره فوق محياها : اي ده معقوله ملاحظتيش نظرات كل اللي حواليكي ولا اي يا قطه ؟.. دا انتي صورك ماليه الجامعه .
مريم بعدم فهم : صـ صور اي ؟.. انتي بتتكلمي عن اي ؟
لم تكد تُنهي جملتها حتي رأت ذاك الشاب قادمًا تجاههم .. لكن لا تعلم لمَ شعرت بكونه مختلف .. ملابسه .. تسريحة شعره .. نظراته .. وحتي .. حتي مشيته مختلفه ..
اقترب معاذ ووقف بجانب مريم وهو يتحدث اليها بصوت عالي نسبيًا : ازيك يا قمر وحشتيني .
مريم بصدمه وهي تبتعد للخلف : اي يامتخلف اللي بتقوله ده ؟
معاذ : لاااه .. ايه يا مريم الطريقه دي .. ازعل منك والله وانا زعلي وحش .
نظرت مريم حولها بتيه لا تعلم ماذا يحدث .. ومن هذا ؟.. وماذا تقصد سالي ؟.. ولمَ ينظر لها الجميع بهذه الطريقه .
اروي بحده وهي تتحدث الي معاذ : حدودك متتخطهاش والا انت حر .. فاهم ؟.. وانتي يا بتاعه انتي .. خدي ابتسامتك الغبيه وامشي من طريقنا .. واوعي تفتكري انك بكلمتين هتهزي فينا شعره واحده .. لا فوقي كده لنفسك .. انتي مش اكتر من بنـ ...
ضغطت مريم علي يد أروي كي لا تتحدث بما لا يُرضي الله .
اروي : اوعي يا مريم سيبيني عليها .. هي فاكره نفسها اي !.. دي ولا تسوي !
سالي بضحكه عاليه : وصحبتك اللي تسوي ؟!!.. طب بس بلاش ثوب العفه والطهاره اللي ماشيين بيه ده .. لحسن مبقاش لايق عليكوا بعد صور الهانم اللي منتشره علي تليفونات كل اللي في الجامعه .. ولا اي يا معاذ ؟.. واتفضلي شوفي بنفسك لو مش مصدقه .
أدارت سالي هاتفها لتواجه به مريم التي تنظر للشاشه بصدمه .. انها أكثر من صوره تجمعها مع معاذ هذا .. تتذكر ذاك الموقف في الصوره .. كان حينما اصطدمت به اول مره واعتذر وأخذ يستغفر حاملًا المصحف الذي سقط من يده .. وتتذكر كذلك هذا الموقف في تلك الصوره .. حينما كان يتحدث في الهاتف مع والدته تقريبًا وكانت تقف هي وأروي علي الدرج .. وآخر موقف حدث حينما ذهبت وأعطته المياه .. لقد ظهر في الصوره مادًا يده خلفها وكأن يده موضوعه خلف ظهرها .. يا إلهِ !!! ألهذه الدرجه وصلت الوقاحه بهما !!
قاطعت سالي أفكارها وهي تتابع في تهكم : وبعدين ماشاء الله عليكي .. لما بصيتي بصيتي لفوق اوي .. وحاولتي مع معاذ اللي اساسًا مبيبصش لأمثالك من البنات الرخيصه .. وآخرهم معاه خروجه وكام صوره .
كانت مريم تستمع لكل ما يحدث حولها بتيه .. جميع الأصوات أصبحت صدي بداخل أذنها .. لا تفقه شئ مما يُقال .. ولا تعلم ما الذي يحدث لها .. ومن هذا الشاب ؟.. وكيف التقط هذه الصور بطريقه تجعلها حقًا مُذنبه وترتكب الأخطاء ؟..
لكنها تذكرت قول إسلام لها بالأمس " اللي مبيغلطش بيحط صابعه في عين التخين .. فطالما مغلطتيش ميهمكيش اي حد " .. دفعة قوه اجتاحت جسدها لتقف أمام سالي ومعاذ ناظره لهما بحده وهي تتمتم : إنتوا الاتنين شبه بعض اساسًا .. ربنا يهدينا ويهديكم ..
وجهت حديثها لمعاذ : حضرتك مش عارفه اوصفك بإيه حقيقي .. أنا شفتك وشك أحمر وكإنك بتعيط وعملت خير واديتك إزازة الميه عشان تشرب وتهدي .. بس انا اللي غلطانه عشان مش أي حد يتعمل معاه خير .. أنا للحظه شفتك إنسان كويس وعارف ربنا متخيلتش ابدًا انك بالوقاحه دي .. يا أخي دا انا عملت عليك وعلي تعبك وفكرتك إنسان بجد .. لكن للأسف حتي الألقاب السيئه كش هتوصفك ..
التفتت الي سالي وهي تتابع : أما حضرتك بقا فـ الصور اللي عندك دي يا آنسه انتي بلُّيها واشربي ميتها ومتنسيش نصيب معاذ ده منها .. انا معملتش حاجه غلط اخاف ولا اتداري منها .. انا عارفه نفسي وقيمة نفسي واي الصح واي الغلط اللي عملته ... الدور والباقي علي اللي بيلقح بالكلام عشان معندوش الجرأه يقف ويواجهني .. وان كان موقفك معانا بتاع يوم الينسون مأثر فيكي اوي كده .. فأحب أقولك ان الشامتين ليهم عذاب عظيم عند ربنا ولا مسمعتيش قول : " وقل للشامتين صبرًا إن مصائب الدنيا تدور " .. فياريت قبل ما تشمتي وكمان تفتري تتحققي من صحة اللي معاكي وفي إيدك .. كلامي معاكي لحد هنا خلص .. وياريت المره الجايه اللي هتحاولي تئذيني فيها قولًا أو فعلًا عشان تردي كرامتك اللي تدهورت دلوقتي .. عرفيني بس قبلها عشان أعمل حسابي وابقي بارده ومردش عليكي .. لإني معنديش استعداد ادخل كل مره معاكي في جدال هينتهي ببعترة كرامتك بالشكل ده ..
يلا يا أروي .
قالت آخر كلماتها وهي تأخذ صديقتها من يدها وغادرتا المكان .. تاركين خلفهم أصنامًا ينظرون في أثرها بفاه مفغور وعيون متسعه غير قادرين علي الحديث .. ولم يُنكر معاذ بأنه نظر لها نظرة مختلفه بحق .. وندم علي ما فعله معها .. ولكن هل أصبح بلا كرامه الي هذه الدرجه لكي تسوقه سالي .. لكي يخطط من أجل تدمير سمعة فتاة بهذه الأخلاق فقط من أجل سالي ؟.. أين كان عقله وهو يقول لها حسنًا !..
سالي وهي تنظر تجاهه : انت مردتش عليها ليه ها ؟.. سيبتها تقل بكرامتنا ليه ها ؟
معاذ وهو ينظر لها باستهزاء : وانتي مكنش عندك لسان تردي ؟
سالي بغيظ : استنيتك تردلي وترد لنفسك اعتبارنا وكرامتنا .. لكن انت سيبتها تمشي بكل سهوله .
معاذ : واللي احنا عملناه فيها مكنش شويه . احنا كنا بنسعي عشان ندهور سمعتها .. ولا نسيتي لما اتصلتي بيا وقلتيلي في واحده بهدلتك وعايزه حقك منها بإنك تمشيها في الجامعه بزفه .. نسيتي لما قلتلك انا مش هنزل من اميريكا غير علي رابعه وقلتي مش مهم لو بعد مية سنه هنفضحها .. نسيتي اللي خططناله عشان اخبط فيها وانتي تصوري من بعيد اكتر من لقطه تبين اننا مع بعض ولا لما خططنا اني ابين نفسي تعبان اوي وهي رايحه علي السكشن وانتي عارفه انها عشان قلبها طيب وبتتعامل بحسن نيه قلتي مش هتمشي وتسيبك وهي شيفاك تعبان .. ولما جت لحد عندي عشان تعمل خير قمتي صورتينا .. ولا نسيتي انك صورتينا علي السلم لما انا وقفت وعملت اني بكلم امي واهديها عشان تصورينا برضو وتبيني ان انا وهي بنتقابل .. ونسيتي كمان ان انتي اللي نشرتي كل الصور دي في الجامعه علشان تدمري سمعتها وتطلعيها شمال زيك .. بس برضو عشان أخلاقها عاليه وتربيتها كويسه نسفت كرامتك ومسحت بيها الارض وبكل زوق كمان من غير ما تقول كلمه واحده خارجه او لفظ مش كويس .. دي حتي سكتت صحبتها لما حست انها هتقول كلمه مش كويسه عشان صحبتها متغلطش .. فوقي لنفسك انا مبخدش منك اوامر ومليش دعوه بيكي من النهارده .. ولو صدف وشفتك في مكان انا فيه مش هيحصلك كويس ابدا .. سامعه ؟
القي آخر كلماته وغادر المكان بأكمله .. في حين تنظر هي في أثره بصدمه .. وقد انتبهت لتلك الهمهمات حولها ولاحظت أخيرًا بأن معاذ كان يتحدث بصوت عالي جدًا والجميع قد استمع لكل ما قاله .. وتلك الهمهمات عليها الآن وهي من ستخرج من الجامعه بزفه كما كانت تقول وليست مريم .. ركضت من المكان بسرعه لتختفي عن الأنظار الموجهه لها بإتهام واشمئزاز وشماته ..

بينما جلست مريم في حديقة الجامعه ودخلت في نوبة بكاء شديده .. في حين اقتربت منها أروي واحتضنتها بقوه .. حتي هدأت مريم وجففت دموعها ..
أروي بهدوء : متعيطيش ياحبيبتي .. دول ميسووش ولا يستاهلوا انك تعيطي بسببهم ابدا .
مريم : تعرفي .. انا حاسه اني لو مرتمتش في حضن اسلام دلوقتي هيحصلي حاجه .
اروي بهدوء : ليه بس كده .. بعد الشر عنك .
مريم : انا لما روحت امبارح استنيته لما جه من شغله .. وقعدت وحكيتله كل حاجه .. قالي جمله أول ما افتكرتها جسمي سخن وجتلي قوه غريبه معرفش منين وازاي بصراحه .
اروي : اي هي ؟
مريم : قالي ان حسيتي بالغلط وانتي بتعملي اي حاجه في الدنيا يبقي ابعدي عنه فورًا وبدون تردد .. واللي مبيغلطش بيحط صابعه في عين التخين .. فطالما مغلطتيش ميهمكيش اي حد .
اروي بابتسامه : جوزي العثل بقا .
مريم وهي تضربها بخفه علي كتفها : لمي نفسك .
اروي بضحكه : يوه .. مش جوزي وبحبه .
مريم : حبتك القرود .. لمي نفسك يا به .
اروي : طب خلاص اهو هسكت .. بس بقولك اي .
مريم : قولي يا آخرة صبري قولي .
اروي : مش انتي عايزه تشوفي اسلام ؟
مريم بعدم فهم : اه .
اروي : النهارده معندناش غير محاضره وورشة عمل .. واحنا مبنفهمش حاجه في ورشة العمل والمحاضره اهي بدأت وراحت علينا .. ما تيجي نروحله شغله .
مريم بتفكير : والله فكره .. بس تفتكري مش هينفخنا ؟
اروي : علقه تفوت ولا حد يموت .
مريم بضحكه : علي رأيك .. قومي بينا .
وبالفعل ذهبت الفتاتان لمقر شركة السيوفي لرؤية إسلام .. وهما لا يعلمان تدابير القدر الذي يرتب الأحداث تباعًا .. ومريم تذهب الآن لمقابلة القدر الذي تجهله .

--*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*--

كان يجلس في غرفة مكتبه يراجع بعض التقارير المحاسبيه التي أتي بها إسلام منذ قليل .. طرقات علي الباب .. ثم يد مروان التي تحمل البسكوت امتدت أولا ومن ثم أدخل رأسه وهو يتمتم ببراءه مضحكه : ينفع اكل معاكوا بسكوت بالشاي عشان مش عارف اكل لوحدي ؟
ضحكوا علي فعلته .. فدلف وصافح اسلام واحتضنه بحراره .. ومن ثم طلب جود الشاي من اجلهم وعاد لعمله في حين بقي مروان واسلام يتحدثان عن أمور الجيش ..
لم يمر كثير من الوقت حتي طُرق الباب ودلفت ديما التي تحدثت الي اسلام في هدوء : في بنتين بره يا بشمحاسب وبيسألوا علي حضرتك .
اسلام وهو يشير الي نفسه : انا ؟
ديما : ايوه يا فندم .
جود : دخليهم يا ديما .
وبالفعل فتحت ديما الباب وأذنت لهما بالدلوف ..

أحببناها مـريـمـيـه { ٩ }

بقلمـ : دنـيا آلـ شملول 💛

كان يجلس في غرفة مكتبه يراجع بعض التقارير المحاسبيه التي أتي بها إسلام منذ قليل .. طرقات علي الباب .. ثم يد مروان التي تحمل البسكوت امتدت أولا ومن ثم أدخل رأسه وهو يتمتم ببراءه مضحكه : ينفع اكل معاكوا بسكوت بالشاي عشان مش عارف اكل لوحدي ؟
ضحكوا علي فعلته .. فدلف وصافح اسلام واحتضنه بحراره .. ومن ثم طلب جود الشاي من اجلهم وعاد لعمله في حين بقي مروان واسلام يتحدثان عن أمور الجيش ..
لم يمر كثير من الوقت حتي طُرق الباب ودلفت ديما التي تحدثت الي اسلام في هدوء : في بنتين بره يا بشمحاسب وبيسألوا علي حضرتك .
اسلام وهو يشير الي نفسه : انا ؟
ديما : ايوه يا فندم .
جود : دخليهم يا ديما .
وبالفعل فتحت ديما الباب وأذنت لهما بالدلوف ..
تحرك اسلام بسرعه حينما رآهما وهو يتمتم في خوف : مريم !! اروي !! .. اي اللي حصل مالكم ؟
مريم بإحراج وقد شعرت بمدي غباء تلك الفكره .. ولكنها تذكرت ما حدث معها فألقت بنفسها بين يدي اسلام الذي انتشلها سريعًا وأخذ يربت علي ظهرها فانفجرت باكيه من جديد .. نظر اسلام تجاه أروي لتتحدث او تفسر اي شئ لكنها تنظر للأرض في صمت و ارتباك .
وقف مروان هو الآخر ينظر تجاه الباب الذي يقف اسلام متلقفًا أخته عنده والقلق بادٍ تمامًا علي وجهه .. في حين تحدث جود بهدوء : ادخل يا إسلام ودخلهم ..
ثم وجه حديثه لمروان : مروان تعالي هنخرج خمسه .
كان اسلام علي وشك التحدث ولكن أصمته جود بإشارة من يده .. فدلف اسلام ولا يزال محاوطًا مريم ودلفت بعده أروي .. وخرج جود ومروان الذي كان القلق يقتلع قلبه عليها .. لكنه تماسك حتي لا يُفضح أمره .
هدأت مريم بعد بعض الوقت فتحدث اسلام بهدوء : انتي كويسه دلوقتي ؟
اماءت مريم في صمت ليتابع اسلام : طب اي اللي حصل ؟.. مالك ؟
أخذت مريم شهيقًا طويلًا أخرجته ببطء ثم تحدثت بهدوء عما حدث معها ..
صمت تام عم في المكان بعد انتهاء مريم من حديثها ..
أروي بهدوء لتهدئة الارتباك : اا .. اسلام اا
اسلام بهدوء : يلا معايا علي الجامعه .
مريم بخوف : اسلام انت هتعمل اي ؟
اسلام بهدوء ليطمئنها : متقلقيش .. يلا .
أخذهما وخرج من المكتب .. ثم اتصل بجود وأعتذر منه وأخبره بأنه سيذهب للجامعه وسيعود في ظرف ساعه او اثنين .

--*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*--

صعد جود الي مكتبه مجددًا بصحبة مروان ..
جود بهدوء : انت كويس يا مارو ؟
مروان بانتباه : هاه .. اه اه كويس .
جود : متعرفش اخت اسلام في سنه كام ؟
مروان بتلقائيه : رابعه السنه دي .
جود : رابعه اي ؟
مروان : تجاره .
جود بابتسامه : وانت تعرف منين ؟
انتبه مروان ونظر لـ جود الذي يبتسم له بحنيه .. لكنه تحدث سريعًا : انت ناسي انها جت طلبت رقمي عشان اسلام ؟.. وقتها كانت هي في تالته عشان انا كنت في مدرج تالته .. بس يعني .
جود : بس بجد !
مروان : قصدك اي يا جود ؟
جود بابتسامه : مقصديش ياعم .. بس قلقك اول ما شفتها اترمت في حضن اخوها وسرحانك من وقتها وانتباهك ليا وانا بعمل المكالمه مع اسلام بعدها .. تقريبًا الموضوع محتاج تفسير .. او يمكن شوية فضفضه .
مروان وقد باءت كل محاولات اللامبالاه وعدم الاهتمام بالفشل : انت غلطان .. انا بس الموقف خدني .. وبعدين فكرة انك يكونلك اخت بنت وتلجألك في اي وقت واي مكان وانت حضنك يبقي مفتوحلها احساس ميتوصفش .. مش عارف بس حبيت علاقته بأخته .. جذبتني بس علاقتهم ببعض .. يعني هي حصل معاها مشكله معينه وجت تجري علي اخوها .. وهو بكل خوف الدنيا ضمها ليه .. احساس تقريبًا حلو .
جود بابتسامه حزينه : ربنا يخليهم لبعض .
مروان بتنهيده : آمين يارب .. المهم بقا هروح اشوف الواد عمر .. من زمان مشفتوش .
جود : ماشي ياحبيبي خلي بالك من نفسك .
مروان : في امان الله .

خرج مروان من مكتب اخيه متجهًا لمنزل صديقه وهو يتمتم في نفسه : مش هينفع ابدًا أقولك حقيقة مشاعري يا جود قبل ما اتأكد من هوية اللي انت قلبك اتفتحلها .. عشان لو هي نفسها فأنا يستحيل هفكر فيها أبدًا .

بينما جلس جود يفكر في نفسه : معقوله يكون بيتكلم بجد وان علاقة اسلام بأخته هي اللي شدته بس ؟.. يامسهل التساهيل .. لو اللي انا حسيته من اهتمام جواك يا مروان طلع صحيح مش هتردد لحظه اني اخطبهالك .. لإني واثق من عيلة اسلام وده يسعدني اوي كمان .

--*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*--

وصل اسلام حيث الجامعه وترجل بهدوء وفي يده مريم واروي تسير بجانب مريم من الجانب الآخر ..
مريم بهدوء : طب عرفني هتعمل اي ع الأقل .
اقترب اسلام وأمسك بوجهها بين يديه وهو يتحدث بحنانه المعهود : مش أختي اللي دموعها تنزل عشان ناس ..
اغمض عينيه وصمت عن الكلام حتي لا يخطئ ..
اقترب وقبل رأسها بهدوء ثم تحدث : ثقي فيا وحقك لازم هرجعه .
مريم : بس انا رجعته يا اسلام .. انا قلتلك قولتلهم اي .
اسلام بابتسامه : وانا مش هتكلم معاهم خالص .
مريم : امال هتعمل اي ؟
اسلام بهدوء : لو سمحتي اقعدي هنا انتي واروي وانتظروني .
ابتسم لهما بهدوء ثم غادر .. وفي ظرف دقائق رن هاتفها برقم اسلام .. فأجابت سريعًا ليأتيها صوته : حبيبتي اطلعيلي عند مكتب العميد .
مريم بهدوء : حاضر .
اغلقت معه وتحركت مع اروي الي مكتب العميد .. دلفا بعد طرقات خفيفه علي الباب ..
العميد : اهلا وسهلا يا بنات .. اتفضلوا .
جلست مريم وبجانبها أروي ليتابع العميد : انا عرفت كل اللي حصل من اسلام .. ودلوقتي يابنتي عايز اسألك سؤال .
مريم بانتباه : اتفضل حضرتك .
العميد : انتي ايه اللي يرضيكي ؟
مريم بعدم فهم : يرضيني يعني اي؟
العميد : يعني هما عقابهم حاجه من اتنين .. يا يعتذروا قدام الجميع .. يا إما ياخدوا فصل لحد ما يبانلهم اهل وبرضو هييجوا يعتذروا .
مريم بسرعه : لا لا لا فصل اي .. ممنوش لازمه مفيش داعي .
اسلام بهدوء : بعد اذنك يا سيادة العميد .. مريم .. ده حقك ودي سمعتك اللي كانت هتتمس .. ياريت تبعدي عواطفك شويه .. انا مش هسمح لحد يبص لأختي بصه متعجبنيش واسكت . اوك ؟.. ودلوقتي يا تختاري بين الحاجتين اللي قالهم سيادة العميد يا اما هختار انا .
مريم : يا اسلام انا مسكتش .. انا قلتلهم بما فيه الكفايه .. وخدت حقي فعلًا .
اسلام : مش كفايه يا مريم .. وبعدين فكري في غيرك .. طالما اتسابوا مره هيكرروها تاني مع غيرك .. عايزه غيرك يتحط في نفس الموقف ؟.. بس ساعتها الله اعلم غيرك ده هيكون عنده جرأتك دي ويقف قصادهم وكمان هيبقي عندهم اللي يشتكوله وييجي يجيب حقهم ولا هيبقي بطوله ويتحول لملطشه .. انتي في ايدك تنهي المهزله دي باختيار .. وكل واحد بيتحمل نتيجة افعاله .. احنا مبنئذيش حد يا مريم .. احنا بنعمل الصح .. وانا كنت قادر اجيب اللي اسمه معاذ ده من تحت الارض وافرمه وانتي عارفه .. بس انا لجأت للصح .. لجأت للي انتي وغيرك عهده في رقبته هنا ومسئول يجيب حقوقكم .. انا قادر اجيب حقك بإيدي .. لكن انا همشي بالصح واللي اتربينا عليه .. فلو سمحتي اختاري .
مريم بتنهيده : حاضر .. خلاص يعتذروا وبس .
العميد : تمام .. تعرفي اسماء ثلاثيه ليهم ؟
مريم : لا .. هي كانت بتقوله يامعاذ .. غير كده معرفش .
العميد : خلاص ان شاء الله بكره نوصل للموضوع ده ونجيب الاتنين ونتصل بحضرتك عشان تكون موجود كمان .
تحرك اسلام ومد يده للعميد وصافحه بود وهو يتمتم : متشكر جدًا لحضرتك يا سيادة العميد .. بعد اذنك .
العميد : ولو يا ابني دا واجبنا .. مع السلامه .
خرج اسلام وهو يحاوط كتفي مريم ..
مريم : اسلام انا لما جيتلك جيت عشان حضنك وبس .. هو اكتر مكان بيديني الامان .. مجتش عشان نعمل كده .
اسلام : مريم .. مش هنتناقش في الموضوع تاني .. ما تقولي حاجه يا اروي .. ساكته ليه ؟
اروي بتنهيده : والله يا اسلام مش عارفه .. بس هو انت عملت الصح وفي نفس الوقت احنا مش عايزين أذيه .
اسلام : يا جماعه أذيه ايه بس ؟.. فين الاذيه في الموضوع .. ده كله اعتذار .. الاذيه فعلا لو انا اتصرفت من غير ما ادخل حد .. صدقيني وقتها كنت هأذي الاتنين .
تزامن مرور اسلام وهو محاوط لكتف مريم مع خروج معاذ من احدي القاعات .. وكان مشغول مع هاتفه ويركض فاصطدم باسلام الذي شدد علي امساك مريم ..
وقف معاذ ليعتذر لكنه رأي مريم امامه ويحاوطها شاب ما .. لا يعلم سبب ذلك الغضب والضيق الذي ملأ قلبه في الحال لكنه نظر لإسلام وقال بهدوء : اسف .. دي غلطتي .
اروي بانفعال : انهي غلطه فيهم .
تعجب اسلام لانفعال اروي فتحدث بهدوء : في اي اهدي .
اروي وهي تشير اليه : هو ده معاذ يا اسلام .
نظر اسلام تجاهه لكن معاذ وزع نظره بين ثلاثتهم ثم وقفت عيناه علي يد اسلام التي تحاوط كتف مريم بتملك واحمرت عيناه في هذا الوقت وتحدث بضيق : هو انت مالك ماسكها كده ليه ؟.. هي هتطير ؟
اسلام وقد لاحظ نظرته وصوته وميزهم بحق لكنه استفاق سريعًا وتحدث بجديه وحده : وانت مالك ؟.. وبعدين انت ليك عين تتكلم ؟.. عارف انا بجد لو مش راجل وقد كلمتي كنت اتصرفت معاك تصرف ميعجبكش ابدا .. لكن انا مش زيك .. لا متهور ولا ضعيف ولا بدون كرامه .. فرصه سعيده وان شاء الله الجايه هتكون اسعد .. بس صدقني الفرصه التالته هتبقي مش كويسه ابدا عشانك لاني مش هدخل طرف تالت بعد كده وهجيب حق اختي بايدي وبنفسي .
انهي جملته وجذب يد أروي وأخذ مريم تحت ذراعه وذهب بهما تحت نظرات معاذ الذي ينظر لهم جميعًا بشئ من الريبه .. لماذا لم يهجم عليه ويضربه شر ضربه ويأخذ حق أخته كما قال ؟.. لما انتابه الضيق حينما وجده محاوطًا لها هكذا ؟.. ولما يشعر بالارتياح لكونها اخته ؟.. لما يفكر بكل هذا من الأساس ونسي جملته الخاصه بالطرف الثالث ؟.. عن اي طرف ثالث يتحدث ؟..
تنهد معاذ قبل أن يتذكر تلك المكالمه التي أتته من ابنة عمه تخبره بأن أخته شهد أتت من الخارج منهاره ودلفت للغرفه واغلقت الباب عليها وتبكي .. وليس بإمكانها الدلوف لها .. ووالدها ليس بالمنزل ..
ركض سريعًا حيث منزله ليري ما بها شهده .. فهي كل ما يملك من الدنيا .. انها توأمه وروحه .. توفت والدتهما بعد ولادتهما وكان والده متوفي قبلها بخمسة أشهر .. وبقي مع عمه وابنته هو وشهد وقد اعتبرهما ابنائه كـ رقيه ابنته تمامًا .

--*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*--

وصل اسلام حيث منزله وترجلت مريم وصعدت لمنزلها في حين تابع اسلام الي منزل اروي واوصلها كذلك وعاد لعمله ..
طرق بهدوء علي باب المكتب ودلف بعدها ..
جود : حمد الله علي السلامه .. يارب يكون حصل خير .
اسلام بتنهيده : مش متأكد بالظبط .. بس الحمد لله علي كل حال .
جود بهدوء : لو مش هتعتبره تطفل قولي اي اللي حصل .
اسلام بتنهيده : هقولك عشان انا فعلا محتاج اتكلم معاك ...
بدأ يتحدث معه عن كل ما حدث .. لكنه لم يذكر اسم مريم أبدا بل كان يقول " هي أو أختي " بدلا من اسمها .. بعد ان انهي حديثه نظر لجود الذي ينظر اليه بابتسامه ..
اسلام : ايه ؟!
جود : مروان كان عنده حق لما قال ان علاقتك بأختك جذابه ومؤثره .
اسلام : مش فاهم .. ليه يعني ؟!
جود : ابدا .. هو قال انه اكيد احساس حلو ان يكونلك اخت بتجري عليك في اي وقت وان حضنك يبقي مفتوحلها ديمًا .
اسلام بابتسامه : فعلا .. انا بحسها بنتي مش اختي بس .
جود : ربنا يخليكم لبعض يارب .. وانت عملت الصح فعلا .
اسلام بتنهيده : الحمد لله .. امال مروان راح فين؟
جود : راح يشوف صديقه من ايام الجامعه .
اسلام : تمام .. هقوم انا اشوف شغلي بقا عشان منتعطلش .

--*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*--

وصل حيث منزله وصعد بسرعه لغرفة أخته .. فوجد رقيه تجلس الي الارض بجانب باب الغرفه وتبكي ..
اقترب منها وساعدها علي الوقوف : في اي ؟ بتعيطي ليه ؟
رقيه : عشان مش عارفه اعملها حاجه .. هي عماله تعيط وانا مش عارفه اعملها حاجه .
معاذ : انتي بتعيطي عشان كده !!.. طب خلاص اهدي .. انا هشوفها اوك .. اهدي بقا .
مسحت عبراتها بخفه .. بينما وقف معاذ عند الباب وبدأ يطرقه بنغمته المعتاده : شهوده .. شهدي افتحي الباب حبيبتي انا معاذ .
ثوان فقط وفُتح باب الغرفه والقت شهد بنفسها بين أحضانه ولا تزال تبكي .
معاذ وهو يربت علي ظهرها وشعرها بهدوء : بس .. بس اهدي متعيطيش .. رقيه من فضلك اعمليلنا لمون .
ركضت رقيه سريعًا الي المطبخ بينما دلف معاذ وشهد للغرفه ..
معاذ بابتسامه : ها يا حبيبتي .. قوليلي اي اللي مزعلك .. ومين مزعلك وانا اخليه ميسواش قشرة بصله .
استنشقت شهد ما بأنفها وقررت ان تخبر أخاها بكل شئ .
شهد بهدوء : هحكيلك .. بس .. بس توعدني متتهورش .
معاذ بابتسامه مطمئنه : متخفيش ياحبيبة أخوكي .. يلا احكيلي .
شهد : اتعرفت عليه قبل ما نسافر بتلت شهور .. كنت وقتها في تانيه تربيه وهو اكبر مننا بسنه وكان في تالته تجاره عربي .. المهم اتعرفنا علي بعض من بيدج يخص طلبة الجامعه .. قابلته واتكلمنا كتير وارتحتله وسلمته قلبي في التلت شهور دول .. بس جه خبر السفر وصدمُه او انا ظنيت انه صدمُه من ردة فعله .. بس انا طمنته انها سنه بس وهرجع تاني ووقتها هيكون هو في رابعه وانا تالته ويقدر بعد كده يتخرج وياخد سنة الجيش بتاعته عما انا اتخرج عشان الظروف متقفش في وشنا .. المهم برضو بعد ما سافرنا فضلت علي اتصال بيه .. ولحد ما رجعت كمان .. هو اتخرج وملوش جيش فبدأ شغل علي طول .. وبقاله فتره بيتهرب مني لحد ما رحتله النهارده وواجهته عشان كان فاض بيا .. ولما اتكلمنا قالي انه اكتشف انه مبيحبنيش واني كنت مجرد فتره في حياته مش أكتر .. ولما حاولت معاه تاني هددني بصوري واني لو مبعدتش عنه وسكتت هيفضحني بيهم .

كان معاذ يستمع لقولها وذكرياته تمر أمامه .. كم فتاه تحدث معها وبمجرد أن تعلق الأمر بالحب ابتعد .. كم فتاه طلب منها صور لها بالمنزل وان حاولت ان تبتزه يهددها بصورها .. تذكر مريم وما فعله بها .. جميع ما فعله في حياته يُرد له في توأمه الآن .. هل عليه أن يضربها الآن لأنها كانت رخيصه بالنسبه لأحدهم ؟.. هل عليه أن يذهب لذاك الشاب كي يأتي بحق أخته من بين عينيه ؟.. لكن كيف ؟!! كيف سيفعل ذلك وهو المسئول الوحيد عن تدميرها بهذا الشكل ؟.. بأي وجه سيذهب لذاك الذي ضحك عليها ويأتي بحقها ؟.. اي حق هذا ؟.. هي من كانت سهلة المنال من البدايه ؟.. الخطأ الأكبر عليها هي .. لا هو .. تذكر للحظه مريم وأخيها الذي كان يحتضنها بتملك ويقويها .. لقد أخبرت أخاها بكل شئ ببساطه وأتي ليأخذ حقها .. رأسه مرفوع وأخته بين أحضانه .. لن ينسي شعوره لحظة مقابلته لهم ... لقد شعر بالريبه .. ولم لا ..
شهد بخوف : مـ معاذ .. معاذ انا اسفه... بجد اسفه مكنتش اقصد ابدًا اني أحطك في الموقف ده .. انا اسفه .
عادت لبكائها من جديد .. لكنه ضمها اليه وأخذ يبثها الأمان : بس .. بس متعيطيش .
شهد : هنعمل اي ؟
معاذ : متخفيش .. نامي انتي وارتاحي دلوقتي .. نامي ياشهدي نامي .
بقي بجانبها حتي هدأت وذهبت في سبات عميق .. خرج من غرفتها يشعر بالتيه ولا يعلم ماذا يفعل .. هو من بدأ .. نسي انه " كما تدين تدان ولو بعد حين " ..
وجد رقيه تجلس علي مقعد بالحديقه تقضم أظافرها في توتر .. وبمجرد رؤيتها له نهضت سريعًا اليه : هي كويسه يا معاذ صح ؟.. بقت كويسه ؟
معاذ : كويسه يا رقيه كويسه .. ممكن تفضلي جنبها ومتسيبهاش .
رقيه : اكيد طبعا .. انا جبتلكم اللمون بس لما سمعتها بتتكلم معاك انسحبت عشان تفضفص براحتها .
معاذ : شكرا يا رقيه .. اشوفكم بليل .

--*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*--

كان مروان يتحرك في الغرفه بعصبيه وهو يخبط كف بـ كف .
عمر : يووه بقا يامروان خايلتني ياعم .
مروان وهو يدحجه بنظره حارقه : انت بارد كده ليه ها ؟.. بارد كده ليه ؟
عمر : اعمل ايه يعني يا مروان .. هي اللي لازقه بغره .. وانا قلتلها تبعد .. اعملها اي يعني .
مروان بحده : تقوم تهددها بصورها ؟.. لا وكمان اصلا معاك صورها .. دا اي قلة القيمة والدين اللي فيك دي يا اخي ؟!!.. انا مش قادر اصدق انك صاحبي بجد .
عمر وهو يقف في عصبيه : يوووه بقا علي ام الزفت ده .. مش عاجبك صحوبيتي ياعم سيبني .. انت هتخنقني لي .
مروان بصدمه : انت .. انت بتقول اي ؟
عمر : زي ما سمعت .
اخذ مروان مفاتيحه وهاتفه وتحرك من المنزل وهو يتمتم قبل خروجه : شكرا يا عمر .. يا خساره .
بعد مغادرة مروان المكان جلس عمر علي الاريكه وهو يتمتم في نفسه : ياعم شوف مصيبتك الاول .. دا انت واخوك بتحبوا نفس الواحده .

°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°

"اشتركوا على قناتنا على تليجرام أو قناة واتساب ليصلكم أحدث الفصول والتنبيهات فور نشرها"

واتسابتليجرام
admin
admin
تعليقات