رواية أصبحت أسيرته البارت الرابع عشر 14 - روايات سماح نجيب ( سمسم)

  نقدم اليوم احداث رواية اصبحت اسيرته البارت 14 من روايات سماح نجيب . والتى تندرج تحت تصنيف روايات رومانسية ، تعد الرواية  واحدة من اجمل الروايات رومانسية  والتى نالت اعجاب القراء على الموقع ، لـ قراءة احداث رواية اصبحت اسيرته كاملة بقلم سماح نجيب من خلال اللينك السابق ، أو تنزيل رواية اصبحت اسيرته pdf كاملة  من خلال موقعنا .


رواية أصبحت أسيرته البارت 14 - روايات سماح نجيب ( سمسم)



أصبحت اسيرته الفصل الرابع عشر

* أصبحت أسيرته *
١٤– " لأجلى أخبرنى إياها "

فتش بداخل عقله عن شئ يكمل به حديثه ، ولكنه لم يجد ، فهو كان يريد القول ، بأنه لن يتخلى عن بروده معها حتى لو هى أرتدت من الثياب أجملها ، لو أرسلت عينيها كهاجس يطارده ، لن ينصاع لها ، ولكنه اذا قال ذلك فهو حقاً سيكون كاذب وفاشل فى الكذب أيضاً

لذلك أكتفى بأن يربت على وجهها بلطافة قائلاً بمكر:
– متحاوليش تلعبى بالنار تانى يا تالين علشان النار لو حرقتك ممكن تندمى بعدين وانتى بقى فى حياتك اللى تندمى عليه كفاية زى جوازك منى فمتزوديش الطين بلة

بعد أن أنهى حديثه الذى لم تفهم معظمه ، خرج من الغرفة ، ولكنها وعت شئ واحد أنه ينذرها ويحذرها من الانجراف خلف إحدى الحماقات مثل تلك التى فعلتها اليوم بإرتداءها هذا الثوب ، ولكنها شعرت بإنتصار صغير ، وهى ترى عيناه لم تحيد بناظريها عنها ، فربما هى أثارت لديه حب الفضول لإكتشاف خبايا أفعالها
لا تعلم لما زادت ثقتها بنفسها ،وهى تراه يحاول جاهداً ضبط أنفاسه التى علمت هى بأنها على وشك الانتهاء ،وهى ترى عظمة نحره تتحرك صعوداً وهبوطاً ، كمن يحاول ترطيب جوفه الذى أصابه الجفاف

فهمهمت قائلة بدون وعى:
– ملعبش بالنار يا جواد شكل النار مش هتنطفى إلا لما تحرقنا احنا الاتنين

زوت ما بين حاجبيها ، من تخيلها إنزلاق قدميها بهوة سحيقة ، لن تعلم كيف الخروج منها ، ولكن لما تشعر بالراحة إذا كان هو سيكون برفقتها فى تلك الهوة فهى ستحرص على جره إليها ليكون رفيقها، فما أحلى رفقته !

أستند على شجرة بأقصى طرف فى الحديقة ، يلتقط أنفاسه التى عاثت بها تلك الفتاة إضطراباً ، فلما فعلت ذلك الآن ؟ وهو من يحاول أن يمرر أيامهما سوياً بإصطناعه عدم الاكتراث ولكنها لا تعلم كيف باتت خفقات قلبه تألمه من رؤيتها أمامه ولايستطيع الإقتراب منها ، كثمرة محرمة تغريه نفسه بإقتطافها وتذوقها ، وينهره عقله عن فعل ذلك لكى لا يرى منها مزيداً من الكراهية ، فنظرة الكره بعينيها تنحر قلبه بدون شفقة أو رحمة

ولكن ما رآه اليوم بعينيها ،لم تكن نظرة كارهة بل نظرة مشتاقة ولكنه أمتنع عن إجابتها خشية أن تفيق لحالها بعد أن يقضى وطره منها ، وتجعله نادماً لما تبقى من عمره أنه أخذها بخضم أفكارها المتخبطة ولا تعلم أى منهما يجب أن تتبعه

زفر جواد بتعب فأخرج هاتفه بلمسة واحدة كان يهاتف هيلينا التى أجابته سريعاً ،كأنها كانت بإنتظاره أن يحدثها ثانية:

أجابته بصوتها الرقيق قائلة:
– أيوة يا جواد لحقت أوحشك الشوية دول أنت لسه مكلمنى من شوية

تنهد جواد بخفوت وهو يقول:
– هيلينا عارفة مطعم ***** اللى كنا بنروح نتعشى فيه قابلينى هناك كمان نص ساعة علشان عايز أتكلم معاكى فى حاجة ضرورية متتأخريش

شعرت هيلينا بالقلق من مطلبه المُلح بمقابلتها فخشيت أن يكون أصابه مكروه فهتفت به قائلة:
– جواد أنت كويس حصل حاجة طمنى عليك

أجابها بهدوء:
– هيلينا أنا كويس قابلينى فى المطعم سلام

أنهى المكالمة يخشى أن يصعد للغرفة ويراها مازالت بذلك الثوب ، ولا يستطيع الخروج بعدها ،حتى وإن أبدت إعتراضها على وجوده ، فخرج سريعاً من المنزل قبل أن ينصاع لوساوسه أكثر من ذلك ، لعله بعد أن يعود يجدها قد غفت بسباتها ، ويجد كل شئ عاد إلى ما كان عليه من سكون قبل أن تفكر فى أن تجعل عاصفة تضرب حياتهما،لا تبقى ولا تذر من عنادهما وكبرياءهما شيئاً
_______________
صياحه المستمر ، جعل ذلك الحارس الماكث خارج الغرفة مستاءاً بشدة ، فصوت تلك الطلقة النارية التى أطلقها كتهديد له ، أخترقت أذنيه ،وهو يراه واقفاً أمام الباب كمارد من الجن ، عيناه حمراوتين من شدة غضبه

عدة خطوات وأقترب الحارس من نبيل الذى مازال محتبساً كأحد الرهائن ، ولا يعلم لأجل من يفعل هذا الحارسان ذلك ؟ فإقامته قد طالت بهذا القبو القذر

شد الحارس شعر نبيل بعنف يحنى رأسه للخلف قائلاً بصوت هادر:
– فى إيه ياض أنت وجعت دماغنا وصدعتنا من صوتك وزعيقك طول الليل والنهار ايه دماغك مبتوجعش من الصداع اللى أنت عاملهولنا ده

تألم نبيل من شدة قبضة الحارس على خصلات شعره فهتف به مترجياً:
– أرجوك أنا عايز أروح الحمام أو حتى أستحمى من ساعة ما جيت وانا مغيرتش هدومى ريحتى بقت معفنة

تأمل الحارس هيئته، فهو على حق ، فرائحته قذرة وهيئته مزرية ، وثيابه مُزقت فغمغم الحارس مغلوباً على أمره:
– أتنيل أستنى اشوفلك حاجة تلبسها وأجبلك ماية تستحمى بيها معلش يا قمور مفيش شامبوهات وبرفانات يا أخويا

رد نبيل قائلاً:
– اى حاجة المهم أغير هدومى دى خلاص قرفت من نفسى

خرج الحارس من القبو ، تقابل مع زميله بالخارج فأخرج من جيبة حفنة من النقود قائلاً بأمر:
– خد الفلوس دى روح هاتله هدوم علشان يلبسها

أخذ الرجل الآخر النقود منه قائلاً بسخرية:
– هو أحنا هنصرف عليه كمان ولا إيه

خصه شريكه بنظره مطوله قبل أن يقول متشدقاً بكلماته:
– على أساس يا أخويا بتدفع حاجة من جيب أهلك ما أحنا واخدين فلوس على حراسته وأكله وشربه

زفر الآخر حانقاً:
– أنا مش عارف إيه الشغلانة العجيبة دى طالما كده خطفينه ليه ما نسيبه بقى يغور بدل ما احنا شغالين ليه دادات كمان انا رايح اجيب الحاجة الشغلانة ضاعت هيبتها خلاص لما بقينا نخدم المخطوفين كمان

رحل الرجل ومازال يدمدم بكلماته المتعجبة والغاضبة ، وحنقه من أنه لا يمارس مهنته كما اعتاد أن يفعل ، بل من المطلوب منه أن يكون أكثر رقة مع المخطوف

إبتسم نبيل بخفة من أن الفرصة القادمة ستكون سانحة له للهرب ، فهو تماثل للشفاء بإصرار الحارسان على تناوله العقاقير الطبية اللازمة لإلتئام جروحه ، وربما تلك هى المرة الأولى ، التى يرى بها خاطفين يعتنوا بالمخطوف ، يعطونه دواءه بالوقت المناسب والطعام والشراب أيضاً

– هموت وأعرف هم خاطفينى ليه ولمصلحة مين وعايزين منى إيه

فتساءل نبيل بقرارة نفسه لما حدث له ذلك ؟ ولماذا لم يجده رشدى أو طلعت حتى الآن ؟ فسكنت الريبة والشك به ، هل من الممكن أن من فعل به ذلك طلعت الزينى ؟ لأنه أخفق فى تلك المهمة التى أوكلها إليه ، فأراد تأديبه ولكن عاد ونفض تلك الخاطرة عن ذهنه ، فطلعت ليس بحاجة لفعل كل ذلك ، فهو ليس متسامحاً أو حملاً وديعاً ليحرص على راحته بأثناء إختطافه

عندما يأس من التفكير غمغم لنفسه قائلاً:
– أنا دلوقتى لازم أفكر أهرب من هنا إزاى مش وقت التفكير مين اللى خطفنى لازم أفكر فى خطة للهروب

بأثناء إقامته بذلك القبو ، علم أنه لا يوجد مخرج منه سوى الباب ، ولكن أمامه الحارسان ، فماذا يفعل حتى يستطيع الهروب من هنا ؟

فلمعت عيناه بفرحة طفيفة وهو يفكر فى ذلك الحل فهتف قائلا بخبث:
– أيوة هو ده الحل الوحيد اللى أعرف أخرج بيه من هنا برافووو نبيل لسه دماغك شغالة

زادت ثقته بنفسه من أنه يستطيع تنفيذ ما خطط له بعقله ، فهو ينتظر فقط أن يأتى له الحارس بالثياب النظيفة والمياه التى سيتحمم بها ، فلن يضره الصبر قليلاً ،فهو يمكث هنا منذ أيام بات لا يعلم عددها بالتحديد
_______________
استجمع هادى شجاعته قبل أن يطرق باب غرفة مكتب عمه ، بعد الحاحه بطلبه له بالمجئ ويأتى بالنتائج لتلك التحاليل والفحوصات الطبية التى أجراها حديثاً بمشفاه

أزدرد هادى لعابه قبل أن يستمع لصوت عمه من الداخل يأذن له بالدخول ، ولج يحمل بيده مظروفاً أبيض مبتسماً بهدوء وهو يقترب من عمه الجالس على مقعده خلف المكتب ،يدخن سيجاره الفاخر

ألقى هادى التحية على عمه قبل أن يتخذ مقعده ، رأى بوادر الفضول على وجهه لمعرفته بشأن تلك الفحوص فغمغم متصنعاً الهدوء:
– ها يا هادى إيه الاخبار ونتيجة التحاليل إيه

أراد لإبن أخيه أن يأتيه هنا عوضاً عن ذهابه للمشفى ،فهو يخشى رد فعله عندما يعلم ولا ينكر أنه يجب الحفاظ على هيبة إبن أخيه بمكان عمله ، فلو ثار بوجهه هنا لن يعلم احد سوى السكرتيرة الجالسة بالخارج

وضع هادى المظروف أمام عمه قائلاً:
– التحاليل تمام وكل شئ كويس يا عمى صحتك زى الفل

هو لا يريد الاطمئنان على صحته ككل ،فهو يريد معرفته بشأن قدرته على الإنجاب قبل أى شئ فهتف به قائلاً:
– وبالنسبة لموضوع الخلفة إيه الأخبار

صمته الذى دام لثانيتين خالهما طلعت دهراً قبل أن تتسع إبتسامة هادى وهو يقول:
– كله تمام برضه يا عمى وتقدر تخلف عادى مفيش مشكلة

أسند طلعت ظهره لمقعده يبتسم بإتساع على ما أخبره به إبن أخيه ، فهو لم يكن يأمن رده فعله إذا كان أخبره هادى بشئ مخالف لذلك النبأ الذى يراه ساراً ، فهو يريد إنجاب وريث لتلك الإمبراطورية التى كونها من أجل ولده رامز ، ولكنه توفى ، فالان سينجب طفلا أخر يكون وريثاً له

تنفس هادى الصعداء من أنه نجا من بين براثن غضب عمه ، فهو نهض مستأءناً للرحيل ،فلديه مهام كثيرة بالمشفى ، أذن له طلعت بالانصراف ونهض هو أيضاً ليعود لمنزله ، ولكن فكر بشراء هدية من أجل زوجته ، ليستطيع طرح أمر الانجاب عليها ، فهو يعلم بشأن رفضها خشية على رشاقتها ، وأنها لن تقضى وقتها بتربية طفل

فى منزل طلعت الزينى ، وبالأخص بتلك الغرفة التى تتقاسمها تلك الحسناء جوليا مع زوجها ، ظلت تذرع الغرفة ذهاباً ومجيئاّ ،تفكر فيما حدث بينها وبين شقيقتها ، وذلك الوعد الذى أعطته لها بشأن التفكير بذلك الأمر الذى طرحته عليها مترجية ومتوسلة لها بأن
تساعدها ،فعلى الرغم من إبداء جوليا رفضها الصريح لذلك الإقتراح ، إلا انها حاولت إيهام شقيقتها بالتفكير فى الأمر ، ولكنها تفكر الآن فى أنها تريد معرفة من والد ذلك الطفل الذى تحمله شقيقتها بأحشاءها

ألتفت خلفها عندما وجدت باب الغرفة يفتح يلج منه طلعت باسما ،يحمل بيده باقة من الورود، على غير عادته ، ولم يكن هذا ما جعلها تشعر بالغرابة ، فأن يعود إليها متلهفاً لرؤياها ويحمل بجيبه هدية من أجلها لم توصيه من أجلها ، لهو شئ يثير الريبة أيضاً

تقدم منها معانقاً بشغف ،لم تراه منه منذ حادث ولده ، فوجدته هامساً بأذنها :
– جوليا أنتى وحشتينى أوى

أبتعدت عنه لتتفرس بوجهه مقطبة الجبين من الحيرة التى ملأتها من تودده الزائد لها اليوم ، فهتفت به قائلة بشك:
– هى ايه الحكاية يا طلعت راجع مشتاق أوى النهاردة لا وكمان جايبلى ورد وهدية وبتقولى وحشتينى ايه المناسبة له ده كله ولا افتكرت فجأة كده ان انا مراتك

داعب وجنتها بلطافة مغمغماً:
– بلاش يعنى توحشينى وكمان انا عارف ان الفترة اللى فاتت قصرت معاكى وهعوضك عن ده كله علشان يا حبيبتى انا عايز طفل منك

تصنمت بوقفتها بعد سماع حديثه ولكنه استطرد قائلاً:
– عايز طفل يبقى وريثى يا جوليا وساعة ما يتولد الطفل ده هكتبله كل ممتلكاتى وكل اللى املكه وكل اللى حيلتى سواء كان ولد أو بنت

تذكرت الآن فقط ، أن طلعت له أقارب كُثر ، وسيتزاحم معها بالميراث إناس شتى ، وربما لن تأخذ من الميراث سوى القليل ، ولكن أن يصبح لديها طفل منه يرث كل هذا الثراء والنعيم لهو الحل الأنسب

ولكن كيف لها أن تنجب ؟ فهى بالأصل إمرأة عاقر لا تستطيع الانجاب ،وهى من أخفت ذلك عنه معللة انها لا تريد إنجاب أطفال خشية فقدان جمالها ورشاقتها ، ولكن الحقيقة انها لديها ما يمنعها من ذلك
_______________
تبسمت تالين لرؤية والدايها وشقيقها عبر شاشة الهاتف ، فدمعت عيناها بسعادة كلما هاتفتهم أو تطلعت لوجههم المحببة إليها

فمسحت عيناها بظاهر يدها تبتسم قائلة:
– وحشتونى أوى عاملين إيه صحتك عاملة ايه يا بابا بتاخد الدوا فى ميعاده يا حبيبى وانتى يا زوزو واخدة بالك من جلجل وبسام وحشتنى يا بسام

ضحك جلال على حديث إبنته المرح كعادتها معهم فرد قائلاً بحنان:
– إحنا كويسين يا حبيبتى أنتى عاملة ايه وجوزك عامل ايه معاكى مبسوطين

رفعت عيناها قليلاً عن الهاتف ونظرت لزوجها الجالس على الاريكة منكباً على حاسوبه الشخصى ، يبدو عليه أنه مستغرق بأمر ما

فأعادت النظر للهاتف ثانية تقول بإبتسامة:
– الحمد لله يا بابا كويس وجواد بيسلم عليكم بس علشان هو عنده شغ

لم تنهى جملتها عندما وجدت جواد يجلس بجانبها ينظر فى الهاتف مبتسماً يحيط كتفيها بإحدى ذراعيه قائلاً:
– أزيك يا عمى أخباركم إيه وحشنى والله

لم تنتبه تالين على شئ سوى قربه منها وذراعه الملتفة حولها ،وأصابعه القابضة على ذراعها ،تشعر بها تكاد تنفذ إلى عظامها ، مشعلاّ الدفء بها ، فحادت بعينيها عن الهاتف تتأمل قرب وجهه منها ، ترى أدق تفاصيل وجهه ، تتابع حركة شفتيه وهو يتحدث ، ولا تعلم ماذا يقول فكأن كل شئ أصبح صامتاً ، تراه طيفاً يحرك شفتيه بدون صوت ، فماذا سيفعل ؟
إذا رفعت يداها تداعب وجنته تتلمس فكه ، وتعلل فعلتها بأنها تفعل ذلك أمام والدايها حتى لا تثار ريبتهما بأن هناك خطب بينها وبين زوجها

فهمست بداخلها معنفة :
– دا أنتى أتجننتى على الاخر يا تالين بقيتى تفكرى فى حاجات غريبة علشان تبررى قربك منه وفى نفس الوقت تطلعى قدامه انك بتعملى كده علشان الشكليات قدام أهلك لاء بجد انتى عايزة مستشفى المجانين

أنتبهت على وكزه له بخفة يسترعى إنتباهها ، فأفاقت من تأملها له على صوت والداتها وهى تقول:
– إيه يا تالين روحتى فين كده

تبسمت تالين وهى تقول:
– معاكى يا ماما أهو يا حبيبتى كنتى بتقولى إيه

ردت زينب قائلة بحنان:
– بقول ربنا يسعدكم يا حبيبتى ويمن عليكم بالذرية الصالحة وتخلفيلى أحفاد يا تالين

تخيلها فقط أن تنجب منه ، جعل خداها يشتعلان خجلاً فردت بصوت خافت:
– إن شاء الله يا ماما

ظلا بعض الوقت يتحدثان معهم ، وعندما أنتهت المكالمة تركها جواد ، يعود لمكانه تشعر بالبرودة تكتنفها ، بعد أن كان غامرها بدفئه

سمعت رنين هاتفه ، ورأته يحدق به مبتسماً ، لكنه أخذ الهاتف ذاهباً للشرفة ، كأنه لا يريدها أن تستمع لتلك المكالمة

أستند جواد على سور الشرفة منحنياً قليلاً ، وهو واضعاً الهاتف على أذنه قائلاً بصوت هامس:
– هيلينا أخبارك إيه النهاردة

ردت هيلينا قائلة:
– تمام جواد أفتكرتك هتيجى النهاردة علشان تشوفنى وتشوف تيتة استنيتك نتغدا مع بعض

زفر جواد متمتماً:
– معلش حبيبتى متزعليش منى أنتى عارفة ظروفى

أجابته هيلينا تزفر بقلة حيلة فهتفت قائلة:
– عارفة جواد ، تيتة كلمتنى تانى ان أرجع أعيش هنا فى ألمانيا وعمالة تلح عليا

قطب حاجبيه قائلاً:
– وأنتى عايزة ايه يا هيلينا مش عايزة تعيشى معايا فى مصر تانى خلاص زهقتى منى

سارعت هيلينا فى نفى ذلك قائلة:
– متقولش كده جواد أنا أحلى سنين هى اللى عيشتها فى مصر بس أنت دلوقتى مسؤلياتك بقت كتير واتجوزت

حرص جواد على ألا يعلو صوته الغاضب ، ولكن استطاعت هيلينا تمييز نبرته الغاضبة وهو يقول:
– هيلينا مش عايز اسمع منك الكلام ده تانى مفهوم ، أنا مستحيل أسيبك أو أتخلى عنك يا هيلينا حتى لو اتجوزت ومسؤلياتى بقت كتير زى ما قولتى حطى الكلام ده فى دماغك ماشى علشان أنتى كمان مسئوليتى فاهمة يا هيلينا

أبدت هيلينا أسفها على إثاره غضبه فهتفت به قائلة:
– أسفة جواد لو كنت زعلتك بس أنت عارف انا بحبك قد إيه وبخاف عليك

بدا أنه مقنعاً بما قالته فرد قائلاً بنبرة حانية :
– ماشى يا هيلينا اضحكى عليا زى عوايدك المهم بكرة هجيلك وهنتغدا سوا سلام دلوقتى

أنهى المكالمة وظل بعض الوقت بالشرفة متأملاً هدوء الليل ، وعندما عاد للداخل ، وجد تالين تستلقى على الفراش يبدو عليها أنها تغط بنوم عميق ، ولكنها أزاحت أغطية الفراش عنها فسقطت على الأرض ، فأنحنى يلتقطها ووضعها عليها ثانية يدثرها بها ، فأنحنى برأسه إليها متردداً ولكن حسم أمره وقبل رأسها مبتعداً بعد ذلك ، ولكنه لم يعلم أنها لم تكن غافية، فدفنت وجهها بالوسادة تكتم إبتسامتها على فعلته
_______________
نظرت هيلينا من النافذة وجدت سيارة تقف بالقرب من المنزل ، وترجل منها جواد ، فأتسعت إبتسامتها ، تركض للخارج ، أدارت مقبض الباب تفتحه بلهفة لرؤياه ، وقبل أن يفه بكلمة واحدة ، وجدها ترتمى بين ذراعيه تطوق عنقه

قبلته على وجنتيه قائلة بسعادة:
– جواد وحشتنى أوى

ربت جواد على ظهرها مبتسماً :
– وأنتى كمان وحشتينى اخبارك ايه طمنينى عليكى

سحبته هيلينا من يده ،وولجا للداخل ، وجد جدتها تجلس على مقعد بجوار المدفأة فتقدم منها جواد مقبلاً ليدها قائلا بإحترام متفكهاً :
– كيف حالك اليوم أيتها الجميلة

تبسمت المرأة تربت على يده قائلة بحنان:
– بخير جواد أفتقدتك كثيراً أنت وتلك الصغيرة التى يبدو عليها أنها أغرمت بالإقامة بمصر تاركة جدتها هنا بمفردها

وكزت هيلينا جواد بكتفه وهى تقول :
– مش قولتلك أنها من ساعة ما جيت ألمانيا وهى مصرة أن أرجع اعيش معاها هنا تانى

وقع جواد بحيرة من أمره ، فهو لا يريد تركها هنا بألمانيا ، فهو لا يأتى إلى هنا سوى أيام قلائل ، لا تكفى لإطمئنانه عليها

فسحبها من مرفقها مبتعداً قليلاً عن جدتها قائلاً:
– هيلينا لو حابة ترجعى تعيشى هنا فى ألمانيا أنا مش همنعك بس مش هبقى مطمن عليكى

حاولت هيلينا إنهاء هذا الجدل بينهما ، فربتت على ذراعه بإبتسامة :
– قولتلك يا جواد أن هعيش معاك فى مصر حتى هقنع تيتة تيجى معايا المرة دى أهى تغير جو وأكون معاها وانت عارف بتحب تزور مصر كتير

أستحسن جواد قولها ، فأومأ برأسه موافقاً ، فأشارت هيلينا للمائدة التى أعدتها من أجله
– يلا بقى علشان ناكل انا اللى عملتلك الأكل بإيدى

لم يستطيع كبت ضحكته التى ملأت فاه ، وهو يتذكر فشلها فى صنع الطعام دائماً فهتف بها قائلا بحذر:
– هيلينا أنتى متأكدة ان انتى اللى عاملة الأكل والبيت لسه سليم

علمت هيلينا إلى ما يشير إليه فضيقت عينيها قائلة بتبرم:
– طب جاملنى جواد حتى لو كنت جايبة الاكل جاهز قولى تسلم ايدك يا هيلينا مش بتقولوا كده فى مصر انا عرفت اتكلم مصرى وعرفت عاداتكم كمان ومجاملاتكم

ربت جواد على وجنتها بحنان وهو يقول:
– تسلم إيدك يا هيلينا يلا بينا ناكل بقى علشان انا جعان وكمان لازم أرجع البيت عندى شغل كتير عايز اخلصه

حدقت به هيلينا بمكر طفيف :
– اااه شغل كتير قولتلى بقى

ندت عنه تنهيدة حارقة وهو يتمتم:
– دا أنتى من قعدتك فى مصر بقيتى مكارة أوى

لم تجد هيلينا ما تقوله ، فحاولت مشاكسته ، فجلس ثلاثتهم وتناولوا طعامهم ، تحاول هيلينا إضفاء جو من المرح على تلك الجلسة ، وانتقلا بعد ذلك تتأبط ذراع جواد يسيران بحديقة المنزل ، يتحاذبان أطراف الحديث ، يفضى لها بمكنون قلبه ، فهى الوحيدة التى يستطيع البوح لها بما يعتمل بقلبه
______________
حرص جواد على أن تقضى أوقاتاً سعيدة بألمانيا ، فكل يوم يأخذها لمكان جديد ، حتى باتت تنتظر صباح اليوم التالى، بفارغ الصبر لتكون برفقته ، فاض الحنين بقلبها ، وباتت عيناها رهن السُهاد ، فإلى متى سيظل هذا الحال ؟ فإن كان عقلها لها بالمرصاد ، فقلبها رافعاً راية الهزيمة

بليلة حسمت أمرها بأنها سترى كيف سيكون رد فعله ، إذا هى أظهرت له لطافتها ، وعدم نفورها منه ، أرتدت ثوب لم تكن تعلم أنه سيأتى اليوم وتفكر بإرتداءه من أجله ، عطر فواح تناثر عليها ، فكانت كوردة بللها الندى بالصباح الباكر ، فجعلها أخاذة ، تشتهيها العيون ، بعد إطمئنانها لحسن مظهرها ، ظلت منتظرة بغرفة الثياب كأنها تخشى الخروج

ولج جواد الغرفة ، فلفحته رائحة عطرية أخاذة ، بحث عنها ليخبرها بشأن نزهة الغد لتستعد لها ، فلم يجدها بالفراش ، فوصل لغرفة الثياب ، ورأها ترتدى ذلك الثوب الوردى ، كانت أشبه بقطعة من الحلوى ، كفتنته بالأرض تجسدت بها

فأبدى دهشته قائلاً:
– تالين إيه اللى عملاه ده

رفعت رأسها ،وتقابلت عيناهما ، ولكن لم تجد ما تقوله ، فأنتظرته أن يكون هو البادئ بالوصال ،أنتظرت سماعه يكمل حديثه ،لتعلم ما سيقول ، فكم منت نفسها بأن يخبرها ما قرأه صراحة بعينيها ، وتأبى شفتيها أن تبوح به ، أو أن يخبرها هو بشئ يجعلها تخرج من تلك المتاهة التى ضلت طريقها بها ولا تعرف أى طريق تسلكه لتخرج منها ، فأفكارها تتقاذفها بين الرضوخ لقلبها وبين الإذعان لعقلها

ولكن طال صمته ، وترك جملته معلقة بينهما ، فأطرق برأسه أرضاً ، ليستجمع شتات عقله ، فلم تصطتدم عيناه سوى بطرف رداءها الذى كشف عن جزء من ساقيها ، فتتابعت أنفاسه ، ورفع رأسه ثانية وأطال النظر بها

فخرج صوته حاداً قليلاً وهو يقول بأمر:
– غيرى هدومك دى حالا يا تالين

خرج من غرفة الثياب ، وجلس على حافة الفراش ، غرز يده بين خصلات شعره يشد عليه قليلاً ، فسمع صوت أقدامها ، فرفع رأسه ،وجدها تقترب منه ومازالت مرتدية ذلك الثوب ولم تستبدله بمنامة محتشمة مثل التى اعتاد أن يراها ترتديها ، زادت دهشته عندما وجدها تجلس بجانبه ، ولم تكتفى بذلك فهى مدت يدها تسحب أحد كفيه

فأخذته بين راحتيها قائلة بنبرة شبة متوسلة :
– جواد أرجوك هسألك سؤال وترد عليا بكل صراحة وصدق وغلاوة أدم عندك علشان خاطرى أنا قولى هو أنت اللى قتلت رامز الزينى

تعجب من توسلها وإستجداءها له بأن يبوح لها بالحقيقة ، فما يعنيها الآن بالعلم بها ، فالحياة بينهما لن تدوم سوى لبضعة أشهر ، فلماذا ترغب فى معرفة ذلك الآن ؟

فرد قائلاً بهدوء:
– وأنتى هيفيدك بإيه تعرفى أن انا اللى قتلته او لاء يا تالين أظن أن الحياة بينا خلاص هتنتهى قريب فمش هيفيدك بحاجة تعرفى أو لاء

نهض عن الفراش ، لكنها ما زالت متمسكة بيده ، فنظر لها من علياء قامته فرفعت رأسها تتقابل عيناهما سوياً

فدمعت عيناها قائلة بنهنهة :
– علشان خاطرى يا جواد قولى الحقيقة

سحبها من مرفقها جعلها تستقيم بوقفتها ، وعيناها مازالت تسكب دموعها على وجنتيها ، فهى تريد أى قول منه يجعلها تشعر بالراحة من التخبط بأفكارها من عقل يحثها على مقته ، وقلبه وقع بشباكه ، فهى لن تنكر أن وقعت بغرامه ، ربما منذ البداية ، ولكن كانت تتخذ سلاطة لسانها سلاحاً تجابه به جاذبيته

ما رأه من ضعفها الليلة جعله يتسأل لما هى مصرة على ذلك الأمر ، أحاط وجهها بكفيه ، أزال بإبهامه عبراتها الدافئة التى رطبت وجنتيها

فكر جواد وتساءل:
– فى إيه بالظبط يا تالين أنتى مالك النهاردة فى إيه كأنك مش تالين اللى أعرفها أم لسان أطول منها واللى مسمعتش منها كلمة كويسة

فما كان منها سوى أن طوقت خصره بذراعيها تلقى برأسها على صدره ، تلتصق به ، تريد أن تختبأ بين طيات قلبه ،فما عاد يجديها نفعاً إخفاء ما تشعر به :
– علشان خاطرى يا جواد قولى الحقيقة

كأنها لم تعد تعرف غير تلك الجملة ، فهى تريده أن يجيبها ، حتى تقنع عقلها بأنها لم تغرم بالشخص الخطأ ، بل أن قلبها أختار من يستحقه بصدق ، وتقنع ذاتها بأن وساوس عقلها لم تعد محط الطلب لنجدتها من الهروب والفرار من عشقه

لم يصدق أنها أقدمت على فعل كذلك ، وهى من كانت تخشى حتى أقترابه منها بطريق الخطأ اثناء نومه ، فكانت تضع حاجزاً بينهما تمثل بعدة وسائد كأنها جدار فاصل بينهما ، ولكن ترك كل هذا جانباً ، فتلك هى المرة الاولى التي تأتيه طواعية ، فلم يبخل عليها بدفء ساعديه التى طوقتها بحنان غير معهود ، فهى إن مهدت له الطريق ، لن يجعلها تصل لأخره بمفردها ، فسيكون معها يداً بيد

رفع وجهها إليه يتفرس بملامحها الغضة قائلاً:
– هيفرق معاكى يا تالين تعرفى الحقيقة أنا أصلا فارق معاكى ؟

توهج وجهها خجلاً ، تحاول أن تزوغ بعينيها وهى تهمس بأنفاس تكاد تذوب من وطأة حياءها:
– أكيد هيفرق معايا يا جواد علشان أثبت لعقلى أن قلبى مغلطش فى حبه ليك وأن انت اللى تستاهل أحبك

هل قالت أنها أغرمت به ؟ هل أدلت بذلك التصريح حقاً والذى اخترق أذنيه الآن ؟ أم أن ذلك نتاج سحر تلك اللحظة التى بينهما والتى جعلته يتوهم ويتخيل أنها تقول له ذلك ؟

فأزدرد لعابه قائلاً بتوجس:
– تالين أنتى قولتى أنك بتحبينى ؟ اللى سمعته ده بجد ولا حلم ؟

ولكن هذا ليس حلماً ، بل حقيقة كما هى بين يديه يشعر بدفء صوتها وهى تحدثه ، فإن كان هذا حقيقة ، فقد أن لها الأوان بأن تعيد إليه أنفاسه التى سلبته إياها منذ تلك المرة الأولى التى رأها ببيته ، فأنهار الإنتظار قد جفت ، وسُحب اليأس غيمت على أفق قلبه ، فقد حان لها بأن تسطع بنورها لتنير ظلامه ، أن تسقيه من عذب أشواقها وهمساتها التى لفحت وجهه ، كشمس مرسلة دفئها لتذيب صقيع قلبه

فردت قائلة بهمس متهدج :
– أيوة يا جواد قولت أن بحبك وعيزاك ترد عليا تقولى اللى سألتك عليه

عوضاً عن الرد ، أتاها عناق حار منه ، جعلها تغلق الباب أمام وساوس عقلها ، تفتح قلبها على مصراعيه لتغدقه ، بما أخفته ليال طوال بين أنات دفنتها بوسادتها ، وأشتياق حاولت جاهدة على وأده بين ثنايا قلبها ، حتى لا تظهر له فشلها فى تجنبه أو التأثر به ، ولكنها شأنها شأن بنات حواء إذا أحبت بصدق ، فلن يطول الأمر حتى يظهر الحب واضحاً على محياها

– أنا بعشقك يا تالين مش بس بحبك
نطق بها مهمهاً ومازال شوقه إليها يزداد بقلبه حتى كاد يشعر به سيفلت من بين ضلوعه

زادتها كلماته تقرباً منه ، فأنفلت عقال قلبها ، فتلك الليلة من الواضح أنها لن تنتهى ، حتى يصير الشوق والاشتياق منتصران على ما عداهما
فطال العناق وطاب ، ولكن مازال جزء صغير بداخل عقلها رافض الانصياع لسحر تلك اللحظة قبل أن يخبرها بما تريد معرفته ، فلاحظ تحولها المفاجئ ، وتلك البرودة التى عادت إليها تهدم دفء المشاعر التى صار الجو بينهما مشحوناً بها

فسألها عن سبب تحولها المفاجئ ويداه مازالت عالقة بين خصلاتها :
– مالك يا تالين ايه اللى حصل فى إيه يا حبيبتى

فكر أنها ربما تشعر بالخجل والحياء منه ، فحاول أن يجعلها تأمن صُحبته فتبسم بوجهها قائلاً:
– تالين أنتى خايفة منى خايفة تكونى مراتى بجد

حركت رأسها نافية ، فهذا ما لا يقلقها ، فشئ أخر يحاول هو التهرب من إجابتها عليه هو ما يثير قلقها وخوفها

فناشدته للمرة الأخيرة قائلة برجاء:
– قولى يا جواد أرجوك مين اللى قتل رامز انت ولا مين

تمنت أن يجيبها ، وبالمقابل هى لن تبخل عليه بحُسنها وجمالها ، ستسلمه زمام أمورها وهى سعيدة ، ستهبه نفسها وهى راضية مطمئنة

كف عن أى حركة ، وإبتعد عنها قليلاً ، ينظر بعينيها يريد سبر أغوارها ، ومعرفة سبب إصرارها المميت هذا

فأطرق برأسه أرضاً مغمغماً :
– ولو قولتلك أن أنا اللى قتلته هتكرهينى يا تالين وتبعدى عنى أو ممكن تبلغى عنى البوليس

شحب لونها ،ولفحتها رياح الخيبة ، فهى لم تكن بإنتظار تلك الإجابة منه ، فهى كانت تريد إجابة أخرى ، ليس تلك التى هدمت صرح أمالها

فوضعت يدها على فمها تشهق بخفوت قائلة بصوت مختنق من بكاءها الوشيك:
– ييعنى أنت اللى قتلته يا جواد

_________
يتبع ....!!!!



موعد البارت الجديد الساعة ( 4 م ) يوميا ان شاء الله 

هنا تنتهى احداث رواية أصبحت اسيرته البارت 14 ، يمكنكم اكمال باقى احداث رواية اصبحت اسيرته البارت 15  أوقراءة المزيد من الروايات المكتملة فى قسم روايات كاملة .

نأمل أن تكونوا قد استمتعتم بـ رواية أصبحت أسيرته ، والى اللقاء فى حلقة قادمة بإذن الله ، لمزيد من الروايات يمكنكم متابعتنا على الموقع أو فيس بوك ، كما يمكنكم طلب رواياتكم المفضلة وسنقوم بوضعها كاملة على الموقع .
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-