رواية أصبحت أسيرته البارت العشرون 20 - روايات سماح نجيب ( سمسم)

    نقدم اليوم احداث رواية اصبحت اسيرته البارت 20 من روايات سماح نجيب . والتى تندرج تحت تصنيف روايات رومانسية ، تعد الرواية  واحدة من اجمل الروايات رومانسية  والتى نالت اعجاب القراء على الموقع ، لـ قراءة احداث رواية اصبحت اسيرته كاملة بقلم سماح نجيب من خلال اللينك السابق ، أو تنزيل رواية اصبحت اسيرته pdf كاملة  من خلال موقعنا .


رواية أصبحت أسيرته البارت 20 - روايات سماح نجيب ( سمسم)



أصبحت اسيرته الفصل العشرون

* أصبحت أسيرته *
٢٠ – " صدقاً أيتها الفاتنة "

تعالت صوت ضحكة صاخبة من فم جواد على ما سمعه من كمال ، الأمر الذى أصابه بالغرابة ، فهل هذا وقت الضحك ؟ فهو لم يخبره مزحة ، بل يخبره بشأن القبض عليه بتهمة الإتجار بالمخدرات ، فتلك الوجوه المشدوهة مما تفوه به انبأته أنه لم يخطأ بشأن إخباره بسبب مجيئه الآن

ولكن هو فقط من يضحك على ما سمعه منه ، بل أنه جلس على الأريكة ،واضعاً ساق على الآخر ،كملك يجلس على كرسى العرش خاصته

فخصه جواد بنظرة ماكرة وهو يقول:
– هى فين المخدرات دى يا حضرة الظابط أصل الصراحة دى أسخف نكتة سمعتها فى حياتى

تقدمت منه والداته وديما وزوجته يقفن بجواره ، لا يعلمن شيئاً عما يحدث ، لمح الدموع بأعينهن ،وخاصة زوجته التى يعلم أنها سيتحول بكاءها الصامت لنحيب

ترك جواد مكانه وأستقام بوقفته ، وعيناه ترمق زوجته بحنان يحاول أن يجعل الأمان يسكنها ، فذلك الضابط أفسد ليلتهما ، بمجيئه الغير مبرر

خرج صوته هادئاً وهو يقول:
– خلصت يا حضرة الظابط ولا لسه أصل الصراحة يعنى أنت جاى فى وقت مش مناسب خالص واحنا عايزيين ننام

صوته اللامبالى يكاد يصيبه بالجنون ، فربما إذا كان شخص أخر وأخبره بما ينتظره لوجده يتوسله كما اعتاد أن يرى ، ولكن ذلك الرجل الذى يجابهه بعنفوان وتحدى ، يبدو عليه أنه لا يكترث بشأن ما اخبره به

خرج العساكر المكلفين بالتفتيش والبحث فى المنزل ،صافرين الأيدى ، ولم يرى أحد منهم يخرج بتلك الحقيبة التى حرص على زرعها هنا بالمنزل كدليل إدانة له ، فأين ذهبت تلك الحقيبة ، فهو دفع مبلغ مالى كبير نظير أن يضع أحد العاملين هنا الحقيبة بأحد الغرف بدون أن يعلم أحد من ساكنى هذا البيت ، فلو أقدم هو على وضعها بنفسها فلربما أنكشف أمره على الفور وهو يعلم أن منزل كهذا لابد أن يحوى أنظمة مراقبة لايعلم مكانها إلا سيد المنزل ، وستؤل الأمور إلى الأسوء

طافت عين كمال بوجوه الحاضرين ، لعله يرى ذلك الرجل الذى تم الإتفاق بينهما على أن يضع الحقيبة هنا بالمنزل ،فهو يعمل هنا وهكذا لن يثير ريبة ساكنى المنزل ، ولكن لا يرى له وجه ،فأين هو بتلك اللحظة ؟

هل يشعر بالرعونة والغباء الآن ؟ أم ماهذا الشعور الذى ملأ كيانه يجعله متيقن أن ذلك الأمر الذى حدث الليلة ، سيكون بداية النهاية له ، فهو لايستطيع نكران ذلك الشعور

هل كان مطمئن البال أن الرجل سيرهب جانبه ،وسيكون منصاعاً له بإيذاء سيده ، فكيف يرتكب تلك الحماقة التى فعلها بغفلة من عقله ، فدائما ما يشعر بالفخر والزهو لكونه يستطيع تنفيذ ما يريد جاعلاً سلطته ونفوذه معياراً لقوته على خضوع الاخرين له

ولكن ربما غفل عن أن الله يسمع ويرى ، فإن تركه سابقا يفعل ما يريد ، فقد حان الوقت بأن يذق الويل جراء ما فعلته يداه

حاول الخروج من تلك الحرب الضارية بعقله ، فهذا ليس وقت محاسبة نفسه

فصاح كمال قائلاً بغيظ:
– أنتوا متأكدين أنكم ملقتوش حاجة خالص فتشتوا البيت كويس

رد العساكر جميعا بصوت رجل واحد :
– أيوة يا افندم

كيف حدث هذا ؟ وأين اختفت الحقيبة؟ تزاحمت وتكاثرت الاسئلة برأسه ، تكاد تشعره بأنه على وشك الإنفجار ، ومازاد بغيظه أن جواد يرمقه بعدم إكتراث منتظراً منه أن يبدى أسفه واعتذاره على إقتحام المنزل بل وإلقاءه بتهمة باطلة

فغمغم كمال قائلاً:
– إحنا أسفين على الازعاج

نطق بها كمال وهو يتأهب للخروج من المنزل ، ولكن قبل أن تطأ قدمه خارج الباب سمع صوت جواد وهو يقول:
– أبقى اتأكد من تحرياتك الأول يا حضرة الظابط علشان تشويه سمعة الناس مش بالساهل

طحن كمال أسنانه من خلف شفتيه ، ملتزماً الصمت فهذا أفضل من أن يسمعه جواد ما سيزيد بتعقيد الأمور ،وخاصة أنه أقدم على تلويث سمعة رجل أعمال يشهد له الجميع بحسن الخلق والسيرة الطيبة ،وليس هذا فحسب فهو يتمتع بالنفوذ الذى يستطيع به إدانته ، ولكن كان جواد دائما لا يقدم على إستغلال نفوذه من أجل إيذاء أحد ، حتى عندما حدث له الحادث ، فضل أن يلتزم بأخذ حقه بدون إستغلال النفوذ كما يفعل الكثيرون

بعد أن هدأت الأمور نسبياً رمق جواد والدته بنظرة عطوفة وهو يقول:
– أمى روحى أرتاحى وأنتى كمان يا ديما يلا يا تالين

لم يتزحزح أحد من مكانه ، كأنهن بإنتظاره أن يقدم لهن تفسيراً عما حدث ، فهو رأى بأعينهن سؤال مرتسم بوضوح ألا وهو " ماذا يحدث وهن لا يعلمن ؟ "

فرمقته والدته بنظرة متسائلة:
– هى إيه الحكاية بالظبط يا جواد واللى حصل الليلة ده معناه ايه انا عايزة أفهم

ما كان منه سوى أنه قبل رأسها يحدجها بنظرة حانية :
– مفيش يا أمى تلاقيه سوء تفاهم ويلا علشان ترتاحى ومتجهديش نفسك

اغمض عينيه برهة ،ليعود ويفتحهما قائلاً برفق:
– يلا علشان عايز أرتاح تصبحوا على خير

فكر أنه لو صعد الدرج ،معلناً إنهاء ذلك الجدل الذى لم يبدأ بعد سيكون هذا أفضل له ، فالافضل لهن أن لايعرفن ما يحدث معه بتلك الآونة الأخيرة ، التى لا يعلم متى سيحيا بعدها بهدوء ؟

كل منهن ذهبت لغرفتها ، وتبعته تالين حتى وصلت للغرفة ، رأته مستلقياً براحة على الفراش ، كأن شئ لم يحدث أثار الرعب بقلوب جميع من كان بالمنزل منذ دقائق

أقتربت منه وجلست على حافة الفراش ، مدت يدها تدير وجهه لها قائلة بنظرات زائغة:
– ممكن أعرف إيه اللى حصل ده يا جواد وإيه التهمة الشنيعة دى اللى قالها الظابط أنا مش فاهمة حاجة وعايزة أفهم

لمعة العبرات بمقلتيها ،جعلته يزفر بيأس ، فما كان منه سوى أنه جذبها إليه ،يجعلها تستلقى بجانبه ،تضع رأسها على صدره ، تسمع صوت خفقان قلبه الصاعد بتنهيدات حارة لاتخلو من خوفه إذا حصل كمال على مبتغاه ، ولكن أنصفه القدر بأن أرسل له من أرشده لما سيحدث ،فأتخذ الحيطة والحذر ،جاعلاً كمال متحسراً على إخفاقه فى إلقاء القبض عليه

غمغم جواد قائلاً:
– هحكيلك كل حاجة بعدين يا تالين بس دلوقتى حاولى تنامى يا حبيبتى أهدى ومتخافيش من حاجة طول ما أنا جمبك وربنا معانا

سكنت حركاتها وزحفت يداها تطوق عنقه ، تشدد من إحتضانه ، يطفق لسانها بالدعاء والثناء لله ، على مرور تلك الليلة وأنه مازال بجوارها ، ولم يحدث له شئ سيئ
___________
أن تجلس ولا تعلم ماينتظرك ، وترى كل شئ حولك متأمراً عليك ، لهى البداية لذلك الطريق الذى يصل بك إلى حافة الجنون

فكان هذا حال نايا ،التى منذ علمها بأن جواد بيده دليل إدانتها ، وهى تتخيل من الأمور أسوءها ،ومن العقاب أشنعه ، إذا علم أبويها

كلما تسمع صوت مقبض الباب يدور ،وخطوات تقترب منها ، يخيل لها عقلها أن أبيها علم بما كانت تفعله وجاء للقصاص منها ، ولن يكون هذا القصاص سوى القتل

تفتح هاتفها وتبحث بمواقع التواصل الاجتماعى ،عن أى شئ يدينها أو يخص تلك الفضيحة التى أقدمت على فعلها بملأ إرادتها وكل هذا مقابل المال ، ولكنها لا تجد شئ ، فعقلها أصبح مشوش ،مصابة بوساوس أن أمرها على وشك أن ينكشف

سمعت صوت أبيها وهو يلج للغرفة قائلاً:
– نايا أنتى مالك قاعدة وحابسة نفسك فى أوضتك ليه كده بقالك كام يوم

إزدردت ريقها وجاهدت على أن تخرج تلك الكلمات من بين شفتيها ، كمن تنتزعها قسراً من شفاه بكماء
– مفيش يا بابا بس كنت تعبانة شوية خير فى حاجة

وقف والداها بمنتصف الغرفة وهو يقول:
– كان فى عريس جاى النهاردة علشان يشوفك قولتى إيه

ماذا تقول ؟ أتخبره بأنها ليست عذراء ، أم تخبره بأنها تخطت كل الحدود المتعارف عليها الخاصة بأداب وسلوكيات الفتاة التى من المفترض أن تكون عفتها وطهارتها عنوانها وتاج رأسها

زاد سريان الخوف بعروقها ، فحتى إن هى أقدمت على إجراء تلك العملية التى بها تستطيع إيهام زوجها من أنها عذراء ،لا تعلم إذا كان سيظل مخدوعاً أم سيعلم بأن هناك من أستحل لمسها قبله وكان كل هذا بإراداتها الحرة

فحاولت إنهاء هذا الأمر قائلة:
– سيبنى يا بابا أفكر وأرد عليك

إستمع أبيها لما قالت ،فخرج من الغرفة فعادت هى إلى التفكير بحالها ، ظلت أفكارها تموج بعقلها كأمواج متزاحمة تغرقها بدوامة لا نهاية لها

ثانية واحدة كانت كفيلة بأن تجعل عقلها تحت وطأة وسواسها ،الذى نخر عقلها كالسوس بالخشب ، يهديها السبيل الذى يجب أن تسلكه

فتركت فراشها خرجت من الغرفة تهبط الدرج ، حتى وصلت للمطبخ ،وكل هذا كأنها تسير بغير إرادة كأن شئ يدفعها لفعل ذلك وهى تطيعه وهى مغيبة العقل ،ولم يكن ذلك سوى شيطانها الذى مهد لها الطريق بإنهاء ما يقلقها بتلك الطريقة التى صورها لها بأنها ستنقذها مما فيه

لمعت نصال السكاكين أمام عينيها ، فسحبت أصغرها بشفراتها الحادة ، لوحت بها أمام وجهها ، وإبتسامة مختلة تزين ثغرها ، فأخفتها بين طيات منامتها وعادت لغرفتها ثانية

سحبت السكين من ثيابها وهى تدمدم كأنها لا تعى ما تقول:
– مفيش غير الحل ده هو ده الحل الوحيد

كأنها تسمع صوت صفير بعقلها ، لاغياً أى شئ أخر لتفكر به ، فهى حسمت أمرها بتلك اللحظة ، وستفعل ما أرشدها إليه شيطانها ، فهى الآن ستطيع أوامره هو فقط ، يكفى أن يقول لها افعلى ذلك، وستفعل غير أبهة بما سيحدث لاحقاً ،وأن الله شديد العقاب، فماذا ستقول عندما تقف بين يدى الله يحاسبها على أفعالها الصغيرة قبل الكبيرة ،بل ويسألها عن تلك المنح التى أعطاها لها ، وهى لم تكتفى وتحمده عليها ، بل سعت خلف ما سيزيد من عقابها
___________
نال نبيل كفايته من الترهيب، الذى لم يكف عن فعله ذلك الحارس الذى توعد له جراء فعلته معه ، وما جعل الحارس يزيد بذلك ،تلك الأوامر التى تلقاها ، فنبيل يجب أن يعلم كيف يكون الترهيب كفيلاً بأن يجعله يلتزم الأدب والسلوك الحسن

أنكمش نبيل بمقعده قائلاً برجاء:
– أبوس إيدك كفاية كده بقى أنا أعصابى خلاص مبقتش مستحملة أنتوا بتعملوا فيا ليه كده

– مش عارف بنعمل معاك كده ليه نسيت اللى كنت ناوى تعمله فى ديما النصراوى
صاح بها جواد وهو يلج القبو برفقة نائل ، أتسعت حدقتى نبيل وهو يرى جواد ماثلاً أمامه بقامته وطوله الفارع ، وبصحبة ذلك الرجل الذى أتى لهنا بالمرة السابقة

تأتأ نبيل قائلاً:
– أانت اللى عملت كده فيا

أقترب منه جواد يقبض على ياقة قميصه صارخاً بوجهه:
– هو أنت كنت مفكرنى هسيبك يا نبيل وأنت كنت هتضيع بنت عمى فاكرنى هعديها بالساهل أنا بس مكنتش فاضيلك المدة اللى فاتت كنت عريس بقى وبتجوز ومكنتش فاضى لأشكالك بس أظن أنت اتعاملت هنا أحسن معاملة

تبسم جواد ساخراً ، فأقترب نائل يربت على كتف نبيل :
– هو أنت مفكر ياض أنت ان بنات الناس لعبة أنت حبيت تنكش فى اللى ملكش فيه أشرب بقى من اللى هيجرالك أظن بقى انت بقالك مدة واكل شارب مدلع على الاخر جه بقى وقت الحساب يا ننوس عين أهلك

ما رأه نبيل بوجهيهما ، جعله يتيقن أن وقت دفع ثمن غلطاته قد حان ، فلا يوجد شئ بدون عقاب أو ثواب ، وهو سينال العقاب ، أرتجف بدنه وأهتز مقعده وأوصاله تكاد تُسحق من تكتل الخوف والرهبة بهما

فسالت دموعه على خديه وهو يقول بإستجداء:
– أبوس إيديكم أنا مليش ذنب دا هو طلعت الزينى اللى حرضنى أعمل كده فى بنت عمك والله هى دى الحقيقة

أنحنى إليه جواد يربت على وجهه بأصابع قاسية وهو يقول:
– عندك إستعداد تقول الكلام ده قدام البوليس وتشهد أن طلعت الزينى سبب كل ده وتقر بكل اللى تعرفه عنه

تصلبت ملامح وجهه ،كأنه قُد من حجر ، فإعترافه بأعمال طلعت بمثابة طريقه للجحيم ، فإن أفلت من يد جواد ، لن يفلت من يد طلعت

حرك رأسه بعنف رافضاً وهو يقول:
– لاء لاء مقدرش اعمل كده طلعت الزينى ممكن يموتنى فيها

رفع نائل حاجبه الأيسر قائلاً:
– طب ما أنت كده ميت ميت يا بلبل ماهو لو معملتش اللى قولنالك عليه هفرمك يا حبيبى واعمل منك كفتة أاكلها للكلاب وهبقى ظالم الكلاب كمان

وقع بين أمرين أولهما قتل وثانيهما تعذيب ، فكيف يخرج من ذلك المأزق اللعين الذى وضع به ، وكل هذا بسبب حبه للمال، فحاول كسب مزيد من الوقت لعله يجد حلاً أو مخرجاً من هذا المأزق

فهتف بهما قائلاً:
– طب إيدينى فرصة أفكر وهرد عليك

قبض جواد على فكه بقسوة ،يرفع وجهه له يرمقه بحقد ، فهمس جواد بهمس مرعب:
– متفتكرش أنك ممكن تقدر تضحك عليا لأن انا مش بسيب حقى حتى لو سبته بمزاجى ربنا قادر أنه يرجعلى حقى فأحسنلك تعترف ببلاويك أنت وطلعت يا أما عندى إستعداد أخليك هنا لحد ما تطلع روحك ومتشوفش نور الشمس من تانى هسيبك دلوقتى وجايلك بكرة

أستقام جواد بوقفته ،فأشار لنائل بالخروج يتبعه هو ، تاركاً وراءه نبيل الذى لو كان بإمكانه لأنتحب كالنساء على حظه العثر الذى أوقعه بشر أعماله
فحلاوة البدايات تنسينا أحياناً مرارة النهاية ،وخاصة إذا كانت البدايات خاطئة ، نبدأها بغفلة من عقولنا، وتنتهى بصحوة مفجعة

بخارج القبو...ربت نائل على كتف جواد مما جعله يستدير برأسه إليه
فزفر نائل بحيرة قائلاً:
– وبعدين هنعمل ايه فى الواد ده يا جواد دا بقاله كتير مرمى هنا وأكيد أهله لازم يكونوا بيدوروا عليه وشكله كده لسه ناوى يقرفنا

لوهلة ظل صامتاً ينتظر إجابة ذلك المتجهم الوجه على ما سأله إياه ،ولكنه صمته قد طال ،فعقب هو قائلاً:
– أنت لما حكيتلى على كل اللى حصل معاك واللى كان ناوى عليه الواد ده مع ديما وخليتى أجيبه هنا لحد ما ترجع ونتصرف معاه وأنا ماسك نفسى بأعجوبة لأن ديما كمان تخصنى هى تبقى بنت خالتى واللى يمسها أنا اكله بسنانى وخصوصاً لو كانت عملة سودة زى اللى كانت هتحصل دى

يده التى رفعها ليمسد برفق على شعره مفكراً ، هى تلك التى عاود وربت بها على كتف نائل يجعله ينصت إليه:
– أنت عارف يا نائل انت صاحبى الوحيد واللى اقدر أأتمنه على اي حاجة وأنا مطمن حتى لما عرفت ان ديما جاتلك واخدت منك انت الفلوس ارتحت شوية انها مبعدتش بتفكيرها وكانت عملت مصيبة تانية

تبسم نائل بوجهه وهو يقول:
– أنا لو كنت اعرف هى كانت عايزة الفلوس لإيه وان صاحبتها دى بتهددها كنت اتصرفت بس هى جتلى فى يوم كنت تعبان وهموت وانام ومركزتش غير انها عايزة فلوس كنت غبى فى الحتة دى

ندت عن جواد زفرة يائسة وهو يدمدم :
– ديما مش هترتاح وتسكت الا لما تموتنى او تجبلى شلل من تصرفاتها يا نائل

واساه صديقه فهو يعلم ما يعانيه من أفعال ديما فحاول الترويح عنه قائلاً وهو يمازحه:
– لا إجمد يا أبو نسب أنت ناسى ان أنا ليا أمانة عندك وعايز أخدها متموتليش من دلوقتى أستنى شوية أتجوز وأفرح

لكمه جواد بخفة بصدره ،وهو يعلم أنه يفعل ذلك من أجل الترويح عنه ،ويصرف عنه ضيقه ، فهو أخبره بشأن أن يرجئ ذلك الأمر قليلاً ، فهو قبل أن يسلمه إبنة شقيقته لابد من أن يتخلص مما يقلقه، حتى لايحدث شيئاً يفسد عليهم فرحتهم
_____________
يبحث عنه منذ ثلاثة أيام ، ولا يجده بأى مكان ، فأين أختفى ذلك الوغد ، كأنه يخشى مواجهته خاصة بعد إخفاقه فيما طلبه منه ،رمى طلعت الهاتف من يده بعنف يطلق سباب لاذع من بين شفتيه يخص به ذلك المدعو كمال

رأى جوليا قادمة ،فحاول رسم إبتسامة على وجهه ليخفى عنها ما يحدث ،فتودد لها كعادته بتلك الآونة الأخيرة:
– صحيتى ليه ياروحى دلوقتى حاسة أنك تعبانة ولا حاجة لسه مفيش اخبار

إبتسامة متوترة هى جل ما فعلته بعد سؤاله ، فهى كانت تمنيه بأنها قريباً ستخبره بنبأ سار لتأتى جومانا وتفسد الأمر ، فهى تبحث عنها بكل مكان ولا تجدها

جلست جوليا على مقعد مجاور له تحاول أن تلهيه عن سؤالها إذا كانت بدأت بالشعور بأعراض الحمل أم لاء

فتصنعت الجهل قائلة:
– أنا كنت سمعاك وأنت بتشتم ومتعصب حصل حاجة ولا إيه يا طلعت

تذكر طلعت سبب وجومه منذ دقائق ، ولكنه بالطبع لن يخبرها بما حدث ، ولكن ما أن يأتى على تذكر كمال وما حدث وتلك الملايين من الجنيهات التى ذهبت سدى ،ولم يحدث ما كان يتمناه ، فربما لو رأى كمال سيدق عنقه لامحالة

قبل أن يجيبها سمع صوت الخادمة قادمة:
– طلعت بيه الظابط اللى اسمه كمال عايز حضرتك ضرورى

أنتفض طلعت من مقعده يشير لها بأن تأذن له بالدخول على الفور ، دقيقتين وولج كمال بوجه مصفر شاحب ، كأن هناك وحش مفترس يتبعه

ربما تعجب طلعت مما يراه ،ولكن أشار لزوجته بأن تنصرف الآن ،ليعلم ما حدث معه جعله هكذا ، أنصرفت جوليا وهى تلتفت خلفها من حين للأخر

فأقترب كمال يفرك يديه بخوف وهو يقول:
– طلعت بيه أنا عايزك تساعدنى وتخبينى أنا فى مصيبة

قطب طلعت حاجبيه بغرابة قائلا:
– فى إيه اللى حصل يا كمال ومالك كده وشك مصفر ودمك هربان

مسح كمال وجهه بيده ، يدور حول نفسه كأنه يبحث عن شئ اضاعه فدمدم قائلاً:
– أنا روحت فى داهية الراجل اللى اتفقت معاه علشان يحط شنطة المخدرات فى بين جواد النصراوى طلع قايله على كل حاجة وكمان سجلى وانا بتفق معاه وقدم التسجيل للنيابة وطلع أمر بالقبض عليا بس انا هربت قبل ما يقبضوا عليا وجتلك تشوفلى حل تهربنى بيه من البلد انا ياما ساعدتك وجه دورك تساعدنى

فكر طلعت بأن فرصته سانحة الآن فإرتسمت إبتسامة مختلة على جانب فمه وهو يقول بصوت كالصقيع:
– بس كده يا كمال من عينيا انت افضالك كانت مغرقانى

تنفس كمال براحة من حديث طلعت ،وهو يكاد يكون متيقناً من أنه سيقدم له يد العون والمساعدة مثلما أعتاد أن يفعل معه هو سابقاً ، ولكنه لا يعلم ما يحيك له طلعت بخاطره من أهوال بإنتظاره
____________
وضع الحقيقة كلها نصب عينيها ، فأخبرها ما كانت تجهله ،وما أرق مضجعها ، فلا يوجد شئ يخفيه عنها ، فهى أصبحت بمثابة خفقة من خفقات قلبه التى لاينتظم بدونها نبضه ، ولن يخفى عنها امراً بعد الآن ، أخبرها بشأن إفتعال طلعت المصائب له من نيته بتدمير مستقبل ديما مروراً بإختطافه هو لنبيل لمحاسبته على ما كان سيفعله ، حتى ذلك اليوم الذى جاء به ذلك الضابط

تصنمت بجلستها وهى تستمع لما يقوله ، فهل حدث له كل هذا ؟ فهى ظنت أن الأمر بينه وبين طلعت لم يتعدى كونه ، أنه ناقم عليه لظنه أنه تسبب بمقتل ولده ، ولكن أن تصل الأمور لحياكة تلك المؤامرات التى كان سيعانى من تبعاتها لما تبقى من عمره

أنفرجت شفتيها تمهيداً لبدئها الكلام ، فظلت منفرجة بدهشة ، تشعر بالكلمات عاصية وثقيلة على لسانها ، فحتى أن أقدمت على مواساته بكلماتها ، فلن تكون كافية

تخيلها فقط المعاناة التى كان يعانيها بذلك الوقت الذى كانت هى الأخرى معلنة به عن عنادها وتمردها ، تجابهه بالكراهية، ولا تعلم ما كان يعانيه ، فشعرت بالألم ، لكونها ساهمت بوقت من الأوقات من جراحه وأحزانه

فرفعت يدها تمررها على لحيته النامية حديثاً ،وهى تبتسم وعبرة حارة كسرت حاجز جفنها لتفر هاربة إلى وجنتها تبللها

فهتفت قائلة بندم:
– يعنى كل ده مستحمله يا جواد وأنا كمان كنت بزود فى وجعك إزاى قدرت تفضل تحبنى ومكرهتنيش لعمايلى دى كلها

أسر يدها بجانب ثغره فقبل باطنه وهو يغمغم :
– كنت كل ما أقنع نفسى أن لازم أبطل أحبك كان كل ما أشوفك قلبى يرجع يدق من تانى كنتى أقسى عقاب وأحلاه يا تالين

– أنت بقيت أحلى ما فى العمر يا قلب تالين
قالتها وهى تقترب منه أكثر ،وضعت رأسها على كتفه ،ولم تكف عن بكاءها الصامت ، يحيطها بذراعيه ، ينهل من رحيقها وأنفاسها المعطرة بنسائم الشوق
فكم تتمنى لو بيدها عصا سحرية ، تستطيع بها أن تنسيه جراحه وآلامه ، فزحفت يدها حتى وصلت موضع قلبه تربت عليه بحنان وعطف

فمسدت بيدها عليه وهى تقول بصدق وتمنى:
– ياريت أقدر أخليك تنسى كل حاجة وجعتك وضايقتك بس أوعدك أن هحاول أخليه يحس بالفرحة والسعادة اللى إحنا لقيناها مع بعض يا حبيبى

فصدقاً أنتٍ تقوليها أيتها الفاتنة ، فهى إن تقربت منه مرة ،سيتقرب هو منها ألف مرة ، كروح واحدة وضعها الله بجسدين ، فهكذا يشعر كل منهما حيال الآخر ، لامعنى لوجود أحدهما دون الآخر

فتذكرت ذلك الأمر الذى كان من المفترض ان تخبره به قبلاً ، فإبتعدت قليلاً عنه ترمقه باسمة وهى تقول:
– جواد فى حاجة اللى حصل نسانى اقولك عليها وهى أن سليم ابن خالتى عايز يتجوز ديما

طالعها جواد بإهتمام وهو يفكر فيما قالته ولكنه لم يخفى دهشته عندما أجابها قائلاً:
– أنتى متأكدة انه عايز يتجوز ديما وهو بكامل قواه العقلية

افلتت منها ضحكة قصيرة قبل أن تقول:
– ليه بتقول كده علشان ديما يعنى ساعات بتبقى هربانة منها متقلقش سليم هيعملها إعادة ضبط لانه شكله كده واقع على بوزه

فإن كان حقاً يحبها بصدق ، فلن يكن لديه ما يمنعه من قبوله زوجاً لها ، فتخيل أن ديما وهيلينا متزوجتان وهكذا ربما سيهنأ عيشه بصحبة زوجته ، فهو أخذ على عاتقه مسؤولية سعادتهما

فكر جواد قليلاً قبل أن يجيبها قائلاً:
– أنا هقول لديما وأشوف رأيها إيه لو وافقت عليه أنا معنديش مانع

بعد أخذها وعداً منه بشأن قبوله تلك الزيجة ، سعت لأن تأخذ منه وعداً آخر بليلة تضاف بمصاف تلك الليالى التى أخبرها بها أسرار وخفايا العشق

ذلك السؤال الذى ألح على عقلها يريد إجابة شافية منه ،تريح بها عقلها من أن ينسحق تحت وطأة الفضول ، جعلها تبتعد قليلاً ليكن لديها المساحة الكافية لرؤية وجهه وعيناه، التى دائما ما تشعر بصدق ما يقوله منهما ،قبل أن تنطق به شفتاه

– جواد مين من اللى شغالين هنا هو اللى كانت متفق معاه الظابط ده اللى اسمه كمال
نطقت بها تالين ، تنتظر إجابته ،فتبسم على فضولها فضيق عينيه قائلاً بتفكه:
– أنتى فضولية أوى يا تالين

تغضن جبينها بتجعيدات تنذره بأنها لن تتركه إلا إذا أخبرها بما تريد ، فلا مفر له منها :
–الحارس اللى واقف على البوابة اللى اسمه ناجى بس الصراحة طلع شهم وأصيل بالرغم من اللى اسمه كمال ده دفعله مبلغ كبير أوى علشان يعمل كده بس لما قالى انا بقى اللى وقعت كمال فى شر اعماله اتفقت مع ناجى ان يجاريه ويعمل نفسه انه موافق وسجلناله ودلوقتى بقى مطلوب القبض عليه وانا برضه كافأت ناجى على جدعنته دى ميزة أن الانسان يكون محبوب من اللى حواليه حتى لو بيشتغلوا عنده وربنا لطيف بعباده لأن لو كان فعلا كمال قدر يلفق ليا التهمة كانت هتبقى مصيبة لأن بسلامتة كان متوصى بيا أوى وجايب شنطة فيها كيلو هيروين يعنى كانت هتبقى يا مؤبد يا إعدام

بإجابته لها ،أثار الرجفة والخوف بها من تخيلها ذلك المصير الأسود الذى كان بإنتظاره ،لولا عناية الله له ،ولكن سؤال أخر طاف بعقلها فلم تخفيه فتساءلت قائلة:
– طب عملت ايه فى المخدرات دى يا جواد راحت فين

ضم جواد شفتيه ، يشعر بألم طفيف من ضغط فكيه عليهما ، وبعد أن رأى أنه نال كفايته من الصمت هتف بها قائلاً:
– أنتى عارفة المخدرات دى موجودة فين دلوقتى يا تالين تبقى فى ......
____________
يتبع....!!!


موعد البارت الجديد الساعة ( 4 م ) يوميا ان شاء الله 

هنا تنتهى احداث رواية أصبحت اسيرته البارت 20 ، يمكنكم اكمال باقى احداث رواية اصبحت اسيرته البارت 21  أوقراءة المزيد من الروايات المكتملة فى قسم روايات كاملة .

نأمل أن تكونوا قد استمتعتم بـ رواية أصبحت أسيرته ، والى اللقاء فى حلقة قادمة بإذن الله ، لمزيد من الروايات يمكنكم متابعتنا على الموقع أو فيس بوك ، كما يمكنكم طلب رواياتكم المفضلة وسنقوم بوضعها كاملة على الموقع .
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-