رواية ولنا في الحلال لقاء الفصل الواحد والعشرون من روايات احمد عطا. تعد الرواية واحدة من اجمل الروايات رومانسية والتى نالت اعجاب القراء على الموقع، لـ قراءة احداث رواية ولنا في الحلال لقاء كاملة بقلم احمد عطا من خلال اللينك السابق، أو تنزيل رواية ولنا في الحلال لقاء pdf كاملة من خلال موقعنا.
رواية ولنا في الحلال لقاء الفصل الواحد والعشرون
اﻟﻔﺼﻞ اﻟﻮاﺣﺪ واﻟﻌﺸﺮون :ﻓﺮاق ووداع
ذﻫﺒﺖ ﻋﻨﻰ ﻳﺎ ﺧﻠﻴﻞ اﻟﺮو ح إﻟﻰ اﻷﺑﺪ ،ﻛﻞ ﻣﻔﺎرق ﻳﻨﺘﻈﺮﻩ ﻋﺎﺋﻠﺘﻪ وﻟﻮ ﻃﺎل اﻟﺒﻌﺎد أﻣﺪ ًا ، وﻟﻜﻨﻰ أﻋﻠﻢ أن ﻣﻜﺎﻧﻚ ﻋﺎل ٍ وﻟﻢ ﻳﺘﺴﻊ ﻷﺣﺪ ،ﻧﻮرك ﻳﻀﺊ ﻓﻲ أﻋﻠﻰ اﻟﺠﻨﺎن ﻳﺎرﻓﻴﻖ اﻟﺪرب ،وﻇﻠﻤﺔ ذﻧﻮﺑﻲ ﺗﻔﺤﻤﺖ ﻛﺎﻟﺤﻄﺐ ، ﺑﺎﺗﺖ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻣﻈﻠﻤﺔ وأﻧﺎ اﻟﺴﺒﺐ ﻓﻲ ﺗﻐﻴﺮ اﻟﻄﺮﻳﻖ ،ااااااﻩ ﻋﻠﻰ رﺣﻴﻞ ﻳﺪﻣﻲ ﻗﻠﺒﻲ ،ااااااﻩ ﻋﻠﻰ ﻋﺘﺎب ﺑﺎت ﻳﻤﺰﻗﻨﻲ ،أﻟﺒﺴﺘﻚ اﻟﻜﻔﻦ ﺑﺠﺴﺪ واﻫﻦ ، وﻗﺪﻣﺘﻚ ﺑﻴﺪي ﻟﻠﻘﺒﺮ ﺳﺎﻛﻨ ً، ﺎﻟﻢ ﻳﻌﺪ اﻟﻘﻠﺐ ﺛﺎﺑﺘﺎً واﻟﻌﻘﻞ ﻓﺎرق ﻛﺎﻟﺼﺪﻳﻖ ،ﻳﻘﺘﺎت اﻟﻮﺟﻊ ﻣﻦ روﺣﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﻔﺎرﻗﻬﺎ ، ﻳﺎﻏﺎﺋﺐ وﺣﺎﺿﺮ ﻓﻲ اﻟﻮﺟﺪان أﺧﺒﺮك ، اﻧﻔﻄﺮ اﻟﻘﻠﺐ ﻋﻠﻰ ﻫﻮاءﻟﻢ أﻗﺘﺴﻤﻪ ﻣﻌﻚ ،أﺷﺘﺎق ﻟﻚ أﺷﺘﺎق ﻓﻠﻦ ﻳﺘﻤﻠﻜﻨﻲ ﺧﻠﻴﻞ ﺳﻮاك ، أﺷﺘﺎق ﻟﻚ أﺷﺘﺎق ﻓﻌُﺪ وﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ روﺣﻲ ﻓﺪاك ) . ﺟﻬﺎد اﻟﻜﺮﻳﺪي
( ﻳﻌﻠﻮ ﺻﻮت ﺻﻔﻴﺮ اﻷﺟﻬﺰة اﻟﻐﺮﻓﺔ ﺑﻜﺎﻣﻠﻬﺎ ﻣﻤﺎ اﺳﺘﺪﻋﻰ ﺗﺪﺧﻞ اﻟﻄﺎﻗﻢ اﻟﻄﺒﻲ اﻟﻤﺨﺘﺺ.. ﻳﻨﻈﺮ ﻳﻮﺳﻒ إﻟﻰ ﻣﺤﺎوﻟﺔ اﻷﻃﺒﺎء ﻓﻲ إﻧﻌﺎش ﻗﻠﺐ ﺻﺪﻳﻘﻪ ﻣﺴﺘﺨﺪﻣﻴﻦ ﺟﻬﺎز اﻟﺼﺪﻣﺎت اﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺋﻴﺔ.. ﻳﺮى ﺟﺴﺪﻩ اﻟﻬﺬﻳﻞ ﻳﻨﺘﻔﺾ ﺑﻔﻌﻞ اﻟﺼﺪﻣﺎت اﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺋﻴﺔ وﻟﻜﻦ ﻻﺟﺪوى.. ﺗُﺨﺮج اﻟﻤﻤﺮﺿﺔ ﻳﻮﺳﻒ ﻣﻦ اﻟﻐﺮﻓﺔ ﺑﻌﺪ أن أﺷﺎر ﻟﻬﺎ اﻟﻄﺒﻴﺐ... ﻟﻢ ﻳﺘﻤﺎﻟﻚ ﻧﻔﺴﻪ وﻫﻮ ﻳﻘﻮل ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ " ﻳﻮﺳﻒ ﻣﺎت ﺧﻼص ...." ﻟﺤﻈﺎت ﻗﻠﻴﻠﺔ وﻳﺨﺮج اﻟﻄﺒﻴﺐ وﻋﻼﻣﺎت اﻷﺳﻰ واﻟﺤﺰن ﺗُﺨﻴﻢﻋﻠﻰ وﺟﻬﻪ ﻟﻴﻌﻠﻦ ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ ﺧﺒﺮ وﻓﺎة ﻳﻮﺳﻒ.. ﺗﺼﻤﺖ اﻷﻟﺴﻨﺔ و ﺗﺘﻜﻠﻢ اﻟﻌﻴﻮن ﻣﻌﻠﻨﺔ اﻟﺤﺪاد ﻋﻠﻰ ﻓﻘﺪان إﺳﻼم... ّﺗﺴﻘﻂ اﻷم ﻣﻐﺸﻴ ً ﺎﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻮر ﺳﻤﺎﻋ ﻬﺎ اﻟﺨﺒﺮ... ﺗﻨﻬﺎر إﻳﻤﺎن ﻣﻦ اﻟﺒﻜﺎء وﺗﺬﻫﺐ ﻣﻊ واﻟﺪﺗﻬﺎ ﻓﻲ إﺣﺪى اﻟﻐﺮف ﻟﻼﻃﻤﺌﻨﺎن ﻋﻠ ﻴﻬﺎ...ﺗﻘﻒ ﺳﺪﻳﻢ ﺑﻼ ﺣﺮاك ﻓﻬﻲ إﻟﻰ اﻵن ﻟﻢ ﺗﺼﺪق ﻣﺎﺳ ﻤﻌﺘﻪ ﻟﻠﺘﻮ...ﺗﻀﻤﻬﺎ واﻟﺪﺗﻬﺎ إﻟﻰ أﺣﻀﺎﻧﻬﺎ ﻟﺘﻨﻔﺠﺮ ﺳﺪﻳﻢ ﻣﻦ اﻟﺒﻜﺎء ﻋﻠﻰ ﻓﺮاق ﻣﺎ ﺗﻤﻨﺖ أن ﻳﻜﻮن زوﺟﻬﺎ....ﻳ ﺠﻠﺲ ﻳﻮﺳﻒ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ اﻟﻜﺮﺳﻲ ﻓﻠﻢ ﺗﺘﺤﻤﻞﻗﺪﻣﺎﻩ ﻫﻮل اﻟﺨﺒﺮ ﻻ ﻳﻌﺮف ﺷﻴﺌﺎ ﺳﻮى اﻟﺒﻜﺎء ﻳﻠﻮم ﻧﻔﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻓﻌﻠﻪ ﺑﺼﺪﻳﻘﻪ ﻓﺘﻠﻚ ﻛﺎﻧﺖ آﺧﺮ ذﻛﺮى ﺗﺠﻤﻌﻪ ﺑﻪ وﻗﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺳﺒﺒﺎً ﻓﻲ ﻓﻘﺪاﻧﻪ.
ﻳﺬﻫﺐ ﻣﺤﻤﺪ ﻟﻼﻃﻤﺌﻨﺎن ﻋﻠﻰ واﻟﺪة إﺳﻼم ﻓﻴﺠﺪ ﺗﻠﻚ اﻟﻤﺤﺎﻟﻴﻞ ﺗﺘﺪﻟﻰ ﻣﻦ ﻳﺪﻫﺎ ﻟﺘﻬﺪﺋﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﻫﻮ لاﻟﺼﺪﻣﺔ... ﺗﺮﺗﻤﻲ إﻳﻤﺎن ﺑﻴﻦ ذراﻋﻴﻪ وﺗﺒﻜﻲ ﻋﻠﻲ ﻓﺮاق أﺧﻴﻬﺎ.
- ﻛﺪا إٍﺳﻼم ﻣﺎت ﺧﻼص ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ...ﻳﻌﻨﻲ ﺧﻼص ﻣﺶ ﻫﺸﻮﻓﻪ ﺗﺎﻧﻲ ؟
- ادﻋﻴﻠﻪ ﺑﺎﻟﺮﺣﻤﺔ ﻳﺎﺣﺒﻴﺒﺘﻲ ...دي إرادة رﺑﻨﺎ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ وﺗﻌﺎﻟﻰ
ﻗﺎﻟﻬﺎﻣﺤﻤﺪ واﻟﺪﻣﻊ ﻳﺬرف ﻣﻦ ﻋﻴﻨﻴﻪ.
ﻣﺎ أﺻﻌﺐ اﻟﻔﺮاق ﻳﺄﺧﺬ ﻣﻨﺎ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻏﺎل ٍ وﺛﻤﻴﻦ ﻟﻴﺘﺮك ﻟﻨﺎ اﻟﺪﻣﻊ واﻷﻟﻢ ،ﻧﻘﻒ واﻟﺼﻤﺖ ﻳﺘﻐﻠﺐ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻻ ﻧﻤﻠﻚ أﻣﺎﻣﻪ ﻗﻮة ﻟﺮدﻋﻪ... ﻳﻘﻒ ﻳﻮﺳﻒ ﻳﺸﻬﺪ ﻏُﺴﻞ ﺻﺪﻳﻘﻪ وﻻ ﺗﻤﻠﻚ ﻗﺪﻣﺎﻩ اﻟﻘﻮة اﻟﻜﺎﻓﻴﺔ ﻟﺤﻤﻠﻪ...ﺗﻠﻚ ﻫﻲ اﻟﻤﺮة اﻷوﻟﻰ اﻟﺘﻲ ﻳﺮى ﻓﻴﻬﺎ ذﻟﻚ اﻷﻣﺮ و اﻷﺻﻌﺐ أﻧﻪ ﺷﻬﺪﻩ ﻓﻲ ﺻﺪﻳﻘﻪ....ﻳﺮى ﻳﻮﺳﻒ اﻟﻤ ُ ﻐﺴﻞ وﻫﻮ ﻳﻘﻠﺐ ﺻﺪﻳﻘﻪ ﻳﻤﻴ ﻨﺎً وﻳﺴﺎراً وﻻ ﺣﻮل ﻟﻪ وﻻ ﻗﻮة... ﺗﺮﻗﺮﻗﺖ ﻋﻴﻨﺎ ﻳﻮﺳﻒ ﺑﺎﻟﺪﻣﻊ وﻟﻢ ﺗﺴﺘﻄﻊ اﻟﺠﻔﻮن أن ﺗﻤﻨﻌﻬﺎ ﻓﺄﻋﻠﻨﺖ اﻟﻨﺰول ﻣﺨﻠﻔﺔ أﻟﻤﺎً ﻳﻌﺘﺼﺮ ﻗﻠﺐ ﻳﻮﺳﻒ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﺬﻧﺐ ﻋﻠﻰ ﻓﻌﻠﺘﻪ اﻟﺘﻲ ﻻم ﻧﻔﺴﻪ ﻋﻠﻴﻬﺎ...ﺗﺬﻛﺮ ﻳﻮﺳﻒ أﻧﻪ ﺳﻴﻜﻮن ﻣﻜﺎن ﺻﺪﻳﻘﻪ ﻓﻲ أﺣﺪ اﻷﻳﺎم..ﺗﺬﻛﺮ ﻣﻌﺎﺻﻴﻪ وأﻓﻌﺎﻟﻪ ﻛﻴﻒ ﺳﻴﻮاﺟﻪ ﺑﻬﺎ اﷲ؟ ﻫﺎ ﻫﻮ ﻳﺮى وﺟﻬﻪ ﺻﺪﻳﻘﺔ ﻛﺎﻟﻘﻤﺮ ﻟﻴﻠﺔ اﻟﺒﺪر واﻻﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﺗﺴﻜﻦ ﺷﻔﺘﻴ ﻪ "....ﻣﺎذا ﺳﻴﻜﻮن ﺣﺎﻟﻚ ﻳﺎ ﻳﻮﺳﻒ" ؟ ﻫﻜﺬا ﺳﺄل ﺣﺎﻟﻪ وﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﻳﺠﺪ ﻟﻨﻔﺴﻪ إﺟﺎﺑﺔ ُﺗﺮﺿﻴﻪ ....ﻛﺎن ﻫﻨﺎك ﻣﻦ ﻳﺮﻣﻘﻪ ﺑﻨﻈﺮﻩ ﻣﻨﺬ أن دﺧﻞ ﻏﺮﻓﺔ اﻟﻐُﺴﻞ... ًﻳﻀﻤﻪ إﻟﻴﻪ واﻟﺪﻩ ﻣﺤﺎوﻻ أن ﻳﺨﻔﻒ ﻋﻨﻪ وﻟﻜﻦاﺳﺘﻤﺮ ﻳﻮﺳﻒ ﺑﺎﻟﺒﻜﺎء ﺷﻌﺮ ﺑﺄن ﻗﻠﺒﻪ ﻳُﻐﺴﻞ ﻣﻦ اﻟﺮان اﻟﺬي ﻏﻄﱠﻰ ﻗﻠﺒﻪ ... اﻧﺘﻬﻰ اﻟﻤ ُ ﻐﺴﻞ ﻣﻦ ﻋﻤﻠﻪ ﻟﻴﺒﺪأ ﻓﻲ ﺗﻜﻔﻴﻦ إﺳﻼم وﻗﺒﻞ أن ﻳﻨﺘﻬﻲ ﻳﻄﻠﺐ ﻳﻮﺳﻒ ﻣﻨﻪ أن ﻳﻘﺒﻞ ﺻﺪﻳﻘﻪ ﻵﺧﺮ ﻣﺮة.. اﻗﺘﺮب ﻳﻮﺳﻒ ﻣﻦ ﺻﺪﻳﻘﻪ وﺷﻌﺮ ﺑﺄ ن ﻧﻮراً ﻳﺨﺮج ﻣﻦ وﺟﻪ ﺻﺪﻳﻘﻪ ﺛﻢ ﻧﻈﺮ إﻟﻴﻪ وﻗﺒﻞ ﺟﺒﻴﻨﻪ وﻗﺎل :
- ﺳﺎﻣﺤﻨﻲ ﺑﺎﷲ ﻋﻠﻴﻚ...واﷲ ﻣﺎ ﻛﻨﺖ أﻗﺼﺪ أ ًزﻋﻠﻚ أﺑﺪا ...ﻋﺮﻓﺖ ﻣﺘﺄﺧﺮ ﻗﺪ إﻳﻪ إﻧﺖ ﻛﻨﺖ ﺧﺎﻳﻒ ﻋﻠﻴﺎ. ا ﻧﻬﺎر ﻳﻮﺳﻒ ﻣﻦاﻟﺒﻜﺎء ﻫﺎﻫﻮ ﻳﻮد ع ﺻﺪﻳﻘﻪ ﻓﺘﻠﻚ ﻫﻲ آﺧﺮ ﻣﺮة ﺳﻮف ﻳﺮاﻩ ﻓﻴﻬﺎ.. ﺣﻤﻠﻮا ﺟﺜﻤﺎﻧﺔ إﻟﻰ اﻟﻤﺴﺠﺪ ﻟ ﻠﺼﻼة ﻋﻠﻴﻪ... ﺻﻼة ﻻر ﻛﻮ ع ﻓﻴﻬﺎ وﻻ ﺳﺠﻮد.. وﻗﻒ اﻹﻣﺎم أﻣﺎم ﺟﺜﻤﺎن إﺳﻼم وﻗﺎل :
- ﺻﻼة اﻟﺠﻨﺎزة أرﺑﻊ ﺗﻜﺒﻴﺮات اﻟﺘﻜﺒﻴﺮة اﻷوﻟﻰ ﻓﺎﺗﺤﺔ اﻟﻜﺘﺎب اﻟﺘﻜﺒﻴﺮةاﻟﺜﺎﻧﻴ ﺔ اﻟﻨﺼﻒ اﻷﺧﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺘﺸﻬﺪ اﻟﺘﻜﺒﻴﺮةاﻟﺜﺎﻟﺖ اﻟﺪﻋﺎء ﻟﻠﻤﺘﻮﻓﻰ وﻫﻮ ذﻛﺮ واﻹﺧﻼص ﻓﻲ اﻟﺪﻋﺎء واﻟﺘﻜﺒﻴﺮةاﻟﺮاﺑﻌﺔ اﻟﺪﻋﺎء ﻟﻌﻤﻮم اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ اﻷ ﺣﻴﺎء ﻣﻨﻬﻢ واﻷﻣﻮات... ﺗﺠﻠﺲ واﻟﺪة إﺳﻼم ﻋﻠﻰ ذﻟﻚاﻟﻜﺮﺳﻲ ﻟﻢ ﺗﻌﺪ ﻗﺪﻣﺎﻫﺎ ﺗﺘﺤﻤﻠﻬﺎ ﻗُﺼ ﻢ ﻇﻬﺮﻫﺎ ﺑﻔﻘﺪان ﺻﺪﻳﻘﻪ...ﺗﻜﺎ د ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ إﻳﻤﺎن أن ﺗﻘﻒ ﻟﻠﺼﻼة ﻋﻠﻰ أﺧﻴﻬﺎ ...ﻏﺎﺑﺖ ﺳﺪﻳﻢ وواﻟﺪاﻫﺎ ﻋﻦ ﺻﻼة اﻟﺠﻨﺎزة ﺑﻌﺾ أن ﺗﻌﺮﺿﺖ ﻟﺼﺪ ﻣﺔ ﻋﺼﺒﻴﺔ ﻓﻘﺪت إﺛﺮﻫﺎ اﻟﻨُﻄﻖ وذﻫﺒﺎ ﺑﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﻤﺸﻔ ﻲ.. اﷲ أﻛﺒﺮ ...اﻟﺘﻜﺒﻴﺮة اﻷوﻟﻲ ﻗﺎﻟﻬﺎ اﻹﻣﺎم وﻣﻦ وراﺋﻪ ﻳﻮﺳﻒ ﻳﺼﺪر ﻧﺤﻴﺐ اﻟﺒﻜﺎء.. ﻫﺰ ﱠت اﻟﺘﻜﺒﻴﺮة ﻓﺆاد ﻳﻮﺳﻒ اﷲ أﻛﺒﺮ... اﻟﺘﻜﺒﻴﺮةاﻟﺜﺎﻧﻴ ﺔ ﻳﺒﻜﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﻓﺮاق إﺳﻼم ﻃﺎﻟﻤﺎ ﺷﻌﺮ أﻧﻪ أﺧﻮﻩ اﻟﺼﻐﻴﺮ. اﷲ أﻛﺒﺮ... اﻟﺘﻜﺒﻴﺮة اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﺗﺒﻜﻲ إﻳﻤﺎن وواﻟﺪﺗﻬﺎ وﺗﺒﺪأ ﻛﻞﱞﻣﻨﻬﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﺪﻋﺎء ﻟﻠﻔﻘﻴﺪ..ﻛﺎن ﻧﻌﻢ اﻻ ﺑﻦ اﻟﺒﺎر ﻟﻮاﻟﺪﺗﻪ وﻧﻌﻢ اﻷخ ﻷﺧﺘﻪ.. اﷲ أﻛﺒﺮ ... اﻟﺘﻜﺒﻴﺮةاﻟﺮاﺑﻌ ًﺔ وﻣﻌﻬﺎ ﻫﺎج اﻟﺠﻤﻴﻊ ﻓﻲ اﻟﺒﻜﺎء ﻋﻠﻰ إﺳﻼم ﻓﻠﻘﺪ ﻛﺎن ﻣﺤﺒﻮﺑﺎ ﻣﻦ أﻗﺎرﺑﻪ و ﺟﻴﺮاﻧﻪ وأﺻﺪﻗﺎﺋﻪ ...اﻟﻜﻞ ﻳﺒﻜﻲ ﻋﻠﻰ ﻓﺮاﻗﻪ ﻓﻜﻞ ﻣﻦ ﻳﺮاﻩ ﻛﺎن ﻳﺤﺒﻪ...وﻫﺬا ﻫﻮ ﺣﺐ ﷲ ﻟﻌﺒﺪﻩ أن ﻳﺤﺒﺐ ﻓﻴﻪ ﻋﺒﺎدﻩ.. اﻧﺘﻬﺖ اﻟﺼﻼة ور ُﻓﻊ ﺟﺜﻤﺎن إﺳﻼم ﻧﺤﻮ اﻟﺴﻴﺎرة وﻣﻨﻬﺎ إﻟﻰ ﻣﺜﻮاﻩ اﻷﺧﻴﺮ..ﺷﻌﺮ اﻟﺠﻤﻴﻊ أن ﺟﺴﺪﻩ ﻳﻄﻴﺮ ﻣﻦ ﻓﻮق اﻟﺤﻀﻮر ...ﻛﺎن ﻋﺪد اﻟﺤﻀﻮر ﻛﺒﻴﺮاً ﺟﺪاً ا ﻧﻄﻠﻘﺖ اﻟﺴﻴﺎرة ﻣﺴﺮﻋﺔ ﻧﺤﻮ اﻟﻤﻘﺎﺑﺮ ﺣﻴﺚ ﻣﺜﻮاﻩ اﻷﺧﻴﺮ... أﺻﺮ ﻳﻮﺳﻒ أن ﻳﻜﻮن ﺑﺼﺤﺒﺔ ﺻﺪﻳﻘﻪ ﻓﻲ اﻟﺴﻴﺎرة.... ﻳﺠﻠﺲ ﻳﻮ ﺳﻒ ﺑﺠﺎﻧﺐﺻﺪﻳﻘﻪ ﺑﺎﻛﻴﺎً ﻧﺎدﻣﺎً ﻋﻠﻰ ﻣﺎﻓﻌﻠﻪ:
- ﺳﺎﻣﺤﻨﻲ ﻳﺎ إﺳﻼم..أﻧﺎ ﻋﺎرف إﻧﻚ ﺣﺎﺳﺲ ﺑﻴﺎ دﻟﻮﻗﺘﻲ... ًواﷲ ﻣﺎ أﻗﺼﺪ أﻫﻴﻨﻚ أﺑﺪا ﺳﺎﻣﺤﻨﻲ... ﺗﺼﻞ اﻟﺴﻴﺎرة إﻟﻰ وﺟﻬﺘﻬﺎ.... ﻳﻨﺰل ﻳﻮﺳﻒﻣﻦ اﻟﺴﻴﺎرة ﻳﺤﻤﻞ ﺟﺜﻤﺎن ﺻﺪﻳﻘﻪ ﻣﻊ أ ﻗﺮﺑﺎﺋﻪ ﻟﻴﻀﻌﻮﻩ ﻓﻲ ﻗﺒﺮﻩ....
- ﺧﻼص ﻳﺎ إﺳﻼم ﻣﺸﻴﺖ و ﺳﻴﺒﺘﻨﻲ ﻟﻮﺣﺪي.. ﻣﺸﻴﺖﻳﺎﺻﺎﺣﺒﻲ....وإ ﻧﺖ زﻋﻼن ﻣﻨﻲ... ﻟﻸﺳﻒ ﻣﺤﺪش ﺑﻴﻌﺮف ﺑﻘﻴﻤﺔ اﻟﺤﺎﺟﺔ إﻻ ﻟ ﻤﺎ ﺗﻀﻴﻊ ﻣﻨﻪ....اااااﻩ ﻳﺎ إﺳﻼم... ﻟﺴﻪ ﻣﺶ ﻣﺼﺪق... ﺣﺎﺳﺲ إﻧﻲ ﺑﺤﻠﻢ...ﻣﻊ اﻟﺴﻼﻣﺔ ﻳﺎ إﺳﻼم.
ﻗﺎﻟﻬﺎ ﻳﻮﺳﻒ وﻫﻮ ﻣﻊ ﺻﺪﻳﻘﻪ ﻓﻲ ﻗﺒﺮﻩ ﻳﻮدﻋﻪ وداﻋﻪ اﻷﺧﻴﺮ...ﻳﺴﺮع ﻣﺤﻤﺪ ﻓﻲ إﺧﺮاﺟﻪ ﻣﻦ اﻟﻘﺒﺮ ﻟﻴﺮﺗﻤﻲ ﺑﻴﻦ ذراﻋﻴﻪ ﻣﻌﻠﻨ ًﺎ اﻟﺒﻜﺎء.
ﻳﻘﻒ اﻟﺠﻤﻴﻊ ﻟﺪﻗﺎﺋﻖ ﻳﺪﻋﻮن ﻹﺳﻼم ﺑﺎﻟﺮﺣﻤﺔ واﻟﻤﻐﻔﺮة... ارﺗﻔﻊ ﻧﺤﻴﺐ ﻳﻮﺳﻒ ﻣﻦ اﻟﺒﻜﺎء ﻣﻊ اﻟﺪ ﻋﺎء ﻟﺼﺪﻳﻘﻪ وﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﻠﺤﻈﺔ ﺧﻄﺮ ﻓﻰ ﻋﻘﻞ ﻳﻮﺳﻒ ﺳﺆاﻻً ﻃﺮﺣﻪ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ: "ﻣﺎذا أﻋﺪد ت ﻟﻬﺬا اﻟﻴﻮم ؟" ﻳﺒﻜﻲ ﻳﻮﺳﻒ ﻋﻠﻰ ًﺣﺎﻟﻪ داﻋﻴﺎ ًﷲ ﺑﺼﺪق ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﻠﺤﻈﺔ ﻗﺎﺋﻼ :
- وﷲ ﻳﺎرب ﻋﺎﺋﺪ إﻟﻴﻚ....اﻗﺒﻠﻨﻲ ﻳﺎرب ﻋﻨﺪك.
ﺗﺠﻠﺲ واﻟﺪﺗﻬﺎ ﺑﺠﺎﻧﺒﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﺮﻳﺮﻫﺎ ﻣﺤﺎوﻟﻪ أن ﺗﻌﻄﻴﻬﺎ ﺷﻴﺌﺎً ﺗﺄﻛﻠﻪ وﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﺄﺑﻰ ... ﻟﻢ ﺗﺘﻮﻗﻒ ﻋﻴﻨﺎ ﺳﺪﻳﻢ ﻋﻦ اﻟﺒﻜﺎء... ﺗﻤﺮ ﺗﻠﻚ اﻟﺬﻛﺮﻳﺎت اﻟﻘﻠﻴﻠﺔ اﻟﺘﻲ زرﻋﻬﺎ إﺳﻼم ﺑﺤﻨﺎﻧﻪ ﺑﺪاﺧﻠﻬﺎ.. ﻓﺎﻟﺬﻛﺮﻳﺎت ﻣﺎﻫﻲ إﻻ ﻣﻮاﻗﻒ ﻣﺮرﻧﺎ ﺑﻬﺎ رﺑﻤﺎ ﺗﻜﻮن ﺳﺒﺒﺎً ﻓﻲ رﺳﻢ ﺗﻠﻚ اﻟﺒﺴﻤﺔ ﻋﻠﻰ ًﺷﻔﺎﻫﻨﺎ أو رﺑﻤﺎ ﺗﻜﻮن ﺳﺒﺒﺎ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﺪﻣﻌﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﻘﻂ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺟﻔﻮﻧﻨﺎ.. ْ ﻳﺪﺧﻞ واﻟﺪﻫﺎ وﻳﻮﺳﻒ ﻣﺘﻠﻬﻔ َﻴ ﻦ ﻟﻴﻄﻤﺌﻨ ﱠﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ..
- ﻣﺎﻟﻚ ﻳﺎﺑﻨﺘﻲ... ﻗﻮﻟﻴﻠﻲ ﻣﺶ أﻧﺎ ﺑﺎﺑﺎ ﺣﺒﻴﺒﻚ...ﻃﻤﻨﻴﻨﻲ ﺑﺲ ﻋﻨﻚ، ﻗﺎﻟﻬﺎ اﻟﻮاﻟﺪ وﻫﻮ ﻳﺤﺘﻀﻦ اﺑﻨﺘﻪ ﺑﺎﻛﻴﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ.
ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺼﺪﻣﺔ ﺷﺪﻳﺪة ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻘﻂ ﺑﻌﺪ ﺷﻬﺮ ﻣﻦ اﻟﺨ ِ ﻄﺒﺔ ﻳﺮﺣﻞ إﺳﻼم ﻋﻨﻬﺎ ﺗﺎر ﻛﺎً ﻟﻬﺎ ﺗﻠﻚ اﻟﺬﻛﺮﻳﺎت. ﻳﻘﻒ ﻳﻮﺳﻒ ﻳﻨﻈﺮ إﻟﻰ أﺧﺘﻪ وﻓﻲ ﺧﺎﻃﺮﻩ ﺗﺘﺮدد ﺗﻠﻚ اﻟﻜﻠﻤﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺬﺑﺤﻪ:
- أﻧﺎ اﻟﺴﺒﺐ أﻧﺎ اﻟﺴﺒﺐ.
ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺎء ﻳﺬﻫﺐ ﻳﻮﺳﻒ وواﻟﺪﻩ إﻟﻰ اﻟﻌﺰاء ﻟﻴﻘﻔﺎ ﺑﺠﺎﻧﺐ ﻣﺤﻤﺪ .. ﻳﻘﻒ ﻳﻮﺳﻒ ﺑﺠﺎﻧﺐ ﻣﺤﻤﺪ ﻳﺄﺧﺬ ﻋﺰاء ﺻﺪﻳﻘﻪ وﻳﻘﻮل ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ "ﺑﺪل ﻣﺎ أﻧﺎ واﻗﻒ ﻓﻲ ﻓﺮﺣﻚ ﺑﺎﺧﺪ ﻋﺰاك" اﻧﺘﻬﻰ اﻟﻌﺰاء وﻣﻌﻪ ﻳﻨﺘﻬﻲ أول ﻳﻮم ﻋﻠﻰ ﻓﻘﺪان إﺳﻼم ...ﻳﺼﻌﺪ ﻳﻮﺳﻒ ﻟﺘﻌﺰﻳﺔ واﻟﺪة إﺳﻼم ﺑﻌﺪ أن ﻃﻠﺐ ﻣﻦ ﻣﺤﻤﺪ ذﻟﻚ...
- اﻟﺒﻘﺎء ﷲ ﻳﺎ أﻣﻲ.
- اﻟﺪﻧﻴﺎ واﻟﺪوام ﷲ ﻳﺎ ﺑﻨﻲ...اﻟﺤﻤﺪ ﷲ أﻗﻮل إﻳﻪ ﻏﻴﺮ اﻟﺤﻤﺪ ﷲ ؟ﻣﺎﻟﻴﺶ ﻏﻴﺮك ﻳﺎرب ﻳﺼﺒﺮﻧﻲ ﻣﺎﻟﻴﺶ ﻏﻴﺮك ﻳﺎرب ﻳﺼﺒﺮﻧﻲ .
ﺗﺴﻘﻂ دﻣﻌﺎت ﻳﻮﺳﻒ ﺣ ُﺰﻧﺎً ﻋﻠﻰ واﻟﺪة إﺳﻼم.
- ﻃﻤﻨﻲ ﻳﺎﺑﻨﻲ أﺧﺘﻚ ﻋﺎﻣﻠﺔ إﻳﻪ دﻟﻮﻗﺘﻲ ؟
- ادﻋ ﻴﻠﻬﺎ ﻳﺎأﻣﻲ ﻟﺴﻪ زي ﻣﺎﻫﻲ .
- رﺑﻨﺎ ﻳﺼﺒﺮﻫﺎ ﻳﺎﺑﻨﻲ ﻳﺎرب...اﺑﻘﻰ ﺗﻌﺎﻟﻰ اﺳﺄل ﻋﻠﻴﺎ ﻳﺎﻳﻮﺳﻒ إﻧﺖ ﻣﻦ رﻳﺤﺔ اﻟﻐﺎﻟﻲ....داﻳﻤﺎ ﻛﺎن ﻳﺤﻜ ﻴﻠﻲ ﻋﻨﻚ... ﻣﺎﺗﻌﺮﻓﺶ ﻳﺎﺑﻨﻲ ﻛﺎن ﺑﻴﺤﺒﻚ إزاي. ﻛﺎﻧﺖ ﻛﻠﻤﺎت واﻟﺪة إﺳﻼم ﺗﺰﻳﺪ اﻟﺠﺮح ﻓﻲ ﻗﻠﺐ ﻳﻮﺳﻒ .
- ﺣﺎﺿﺮ ﻳﺎ أﻣﻲ ﻣﻦ دﻟﻮﻗﺘﻲ اﻋﺘﺒﺮﻳﻨﻲ اﺑﻨﻚ اﻟﺘﺎﻧﻲ.
رﺑﺘﺖ واﻟﺪة إﺳﻼم ﻋﻠﻰ ﻛﺘﻔﻴﻪ وﻗﺎﻟﺖ:
- ﻓﻲ أﻣﺎﻧﺔ ﻳﺎﺑﻨﻲ إﺳﻼم ﺳﺎ ﻳﺒﻬﺎﻟﻚ لقيتها ﻓﻲ ﻣﻜﺘﺒﻪ. ﺗﻌﺠﺐ ﻳﻮﺳﻒ ﻣﻦ ذﻟﻚو ﺑﺪأت اﻷﺳﺌﻠﺔ ﺗﻄﺮق ﻋﻘﻠﻪ ...ﻗﻄﻊ ﺷﺮدوﻩ ﺻﻮت ﻣﺤﻤﺪ وﻫﻮ ﻳﻘﻮل:
- ا ﺗﻔﻀﻞ ﻳﺎ ﻳﻮﺳﻒ اﻷﻣﺎﻧﺔ ﺑﺘﺎﻋﺘﻚ.....
ذﻫﺒﺖ ﻋﻨﻰ ﻳﺎ ﺧﻠﻴﻞ اﻟﺮو ح إﻟﻰ اﻷﺑﺪ ،ﻛﻞ ﻣﻔﺎرق ﻳﻨﺘﻈﺮﻩ ﻋﺎﺋﻠﺘﻪ وﻟﻮ ﻃﺎل اﻟﺒﻌﺎد أﻣﺪ ًا ، وﻟﻜﻨﻰ أﻋﻠﻢ أن ﻣﻜﺎﻧﻚ ﻋﺎل ٍ وﻟﻢ ﻳﺘﺴﻊ ﻷﺣﺪ ،ﻧﻮرك ﻳﻀﺊ ﻓﻲ أﻋﻠﻰ اﻟﺠﻨﺎن ﻳﺎرﻓﻴﻖ اﻟﺪرب ،وﻇﻠﻤﺔ ذﻧﻮﺑﻲ ﺗﻔﺤﻤﺖ ﻛﺎﻟﺤﻄﺐ ، ﺑﺎﺗﺖ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻣﻈﻠﻤﺔ وأﻧﺎ اﻟﺴﺒﺐ ﻓﻲ ﺗﻐﻴﺮ اﻟﻄﺮﻳﻖ ،ااااااﻩ ﻋﻠﻰ رﺣﻴﻞ ﻳﺪﻣﻲ ﻗﻠﺒﻲ ،ااااااﻩ ﻋﻠﻰ ﻋﺘﺎب ﺑﺎت ﻳﻤﺰﻗﻨﻲ ،أﻟﺒﺴﺘﻚ اﻟﻜﻔﻦ ﺑﺠﺴﺪ واﻫﻦ ، وﻗﺪﻣﺘﻚ ﺑﻴﺪي ﻟﻠﻘﺒﺮ ﺳﺎﻛﻨ ً، ﺎﻟﻢ ﻳﻌﺪ اﻟﻘﻠﺐ ﺛﺎﺑﺘﺎً واﻟﻌﻘﻞ ﻓﺎرق ﻛﺎﻟﺼﺪﻳﻖ ،ﻳﻘﺘﺎت اﻟﻮﺟﻊ ﻣﻦ روﺣﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﻔﺎرﻗﻬﺎ ، ﻳﺎﻏﺎﺋﺐ وﺣﺎﺿﺮ ﻓﻲ اﻟﻮﺟﺪان أﺧﺒﺮك ، اﻧﻔﻄﺮ اﻟﻘﻠﺐ ﻋﻠﻰ ﻫﻮاءﻟﻢ أﻗﺘﺴﻤﻪ ﻣﻌﻚ ،أﺷﺘﺎق ﻟﻚ أﺷﺘﺎق ﻓﻠﻦ ﻳﺘﻤﻠﻜﻨﻲ ﺧﻠﻴﻞ ﺳﻮاك ، أﺷﺘﺎق ﻟﻚ أﺷﺘﺎق ﻓﻌُﺪ وﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ روﺣﻲ ﻓﺪاك ) . ﺟﻬﺎد اﻟﻜﺮﻳﺪي
( ﻳﻌﻠﻮ ﺻﻮت ﺻﻔﻴﺮ اﻷﺟﻬﺰة اﻟﻐﺮﻓﺔ ﺑﻜﺎﻣﻠﻬﺎ ﻣﻤﺎ اﺳﺘﺪﻋﻰ ﺗﺪﺧﻞ اﻟﻄﺎﻗﻢ اﻟﻄﺒﻲ اﻟﻤﺨﺘﺺ.. ﻳﻨﻈﺮ ﻳﻮﺳﻒ إﻟﻰ ﻣﺤﺎوﻟﺔ اﻷﻃﺒﺎء ﻓﻲ إﻧﻌﺎش ﻗﻠﺐ ﺻﺪﻳﻘﻪ ﻣﺴﺘﺨﺪﻣﻴﻦ ﺟﻬﺎز اﻟﺼﺪﻣﺎت اﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺋﻴﺔ.. ﻳﺮى ﺟﺴﺪﻩ اﻟﻬﺬﻳﻞ ﻳﻨﺘﻔﺾ ﺑﻔﻌﻞ اﻟﺼﺪﻣﺎت اﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺋﻴﺔ وﻟﻜﻦ ﻻﺟﺪوى.. ﺗُﺨﺮج اﻟﻤﻤﺮﺿﺔ ﻳﻮﺳﻒ ﻣﻦ اﻟﻐﺮﻓﺔ ﺑﻌﺪ أن أﺷﺎر ﻟﻬﺎ اﻟﻄﺒﻴﺐ... ﻟﻢ ﻳﺘﻤﺎﻟﻚ ﻧﻔﺴﻪ وﻫﻮ ﻳﻘﻮل ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ " ﻳﻮﺳﻒ ﻣﺎت ﺧﻼص ...." ﻟﺤﻈﺎت ﻗﻠﻴﻠﺔ وﻳﺨﺮج اﻟﻄﺒﻴﺐ وﻋﻼﻣﺎت اﻷﺳﻰ واﻟﺤﺰن ﺗُﺨﻴﻢﻋﻠﻰ وﺟﻬﻪ ﻟﻴﻌﻠﻦ ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ ﺧﺒﺮ وﻓﺎة ﻳﻮﺳﻒ.. ﺗﺼﻤﺖ اﻷﻟﺴﻨﺔ و ﺗﺘﻜﻠﻢ اﻟﻌﻴﻮن ﻣﻌﻠﻨﺔ اﻟﺤﺪاد ﻋﻠﻰ ﻓﻘﺪان إﺳﻼم... ّﺗﺴﻘﻂ اﻷم ﻣﻐﺸﻴ ً ﺎﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻮر ﺳﻤﺎﻋ ﻬﺎ اﻟﺨﺒﺮ... ﺗﻨﻬﺎر إﻳﻤﺎن ﻣﻦ اﻟﺒﻜﺎء وﺗﺬﻫﺐ ﻣﻊ واﻟﺪﺗﻬﺎ ﻓﻲ إﺣﺪى اﻟﻐﺮف ﻟﻼﻃﻤﺌﻨﺎن ﻋﻠ ﻴﻬﺎ...ﺗﻘﻒ ﺳﺪﻳﻢ ﺑﻼ ﺣﺮاك ﻓﻬﻲ إﻟﻰ اﻵن ﻟﻢ ﺗﺼﺪق ﻣﺎﺳ ﻤﻌﺘﻪ ﻟﻠﺘﻮ...ﺗﻀﻤﻬﺎ واﻟﺪﺗﻬﺎ إﻟﻰ أﺣﻀﺎﻧﻬﺎ ﻟﺘﻨﻔﺠﺮ ﺳﺪﻳﻢ ﻣﻦ اﻟﺒﻜﺎء ﻋﻠﻰ ﻓﺮاق ﻣﺎ ﺗﻤﻨﺖ أن ﻳﻜﻮن زوﺟﻬﺎ....ﻳ ﺠﻠﺲ ﻳﻮﺳﻒ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ اﻟﻜﺮﺳﻲ ﻓﻠﻢ ﺗﺘﺤﻤﻞﻗﺪﻣﺎﻩ ﻫﻮل اﻟﺨﺒﺮ ﻻ ﻳﻌﺮف ﺷﻴﺌﺎ ﺳﻮى اﻟﺒﻜﺎء ﻳﻠﻮم ﻧﻔﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻓﻌﻠﻪ ﺑﺼﺪﻳﻘﻪ ﻓﺘﻠﻚ ﻛﺎﻧﺖ آﺧﺮ ذﻛﺮى ﺗﺠﻤﻌﻪ ﺑﻪ وﻗﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺳﺒﺒﺎً ﻓﻲ ﻓﻘﺪاﻧﻪ.
ﻳﺬﻫﺐ ﻣﺤﻤﺪ ﻟﻼﻃﻤﺌﻨﺎن ﻋﻠﻰ واﻟﺪة إﺳﻼم ﻓﻴﺠﺪ ﺗﻠﻚ اﻟﻤﺤﺎﻟﻴﻞ ﺗﺘﺪﻟﻰ ﻣﻦ ﻳﺪﻫﺎ ﻟﺘﻬﺪﺋﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﻫﻮ لاﻟﺼﺪﻣﺔ... ﺗﺮﺗﻤﻲ إﻳﻤﺎن ﺑﻴﻦ ذراﻋﻴﻪ وﺗﺒﻜﻲ ﻋﻠﻲ ﻓﺮاق أﺧﻴﻬﺎ.
- ﻛﺪا إٍﺳﻼم ﻣﺎت ﺧﻼص ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ...ﻳﻌﻨﻲ ﺧﻼص ﻣﺶ ﻫﺸﻮﻓﻪ ﺗﺎﻧﻲ ؟
- ادﻋﻴﻠﻪ ﺑﺎﻟﺮﺣﻤﺔ ﻳﺎﺣﺒﻴﺒﺘﻲ ...دي إرادة رﺑﻨﺎ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ وﺗﻌﺎﻟﻰ
ﻗﺎﻟﻬﺎﻣﺤﻤﺪ واﻟﺪﻣﻊ ﻳﺬرف ﻣﻦ ﻋﻴﻨﻴﻪ.
ﻣﺎ أﺻﻌﺐ اﻟﻔﺮاق ﻳﺄﺧﺬ ﻣﻨﺎ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻏﺎل ٍ وﺛﻤﻴﻦ ﻟﻴﺘﺮك ﻟﻨﺎ اﻟﺪﻣﻊ واﻷﻟﻢ ،ﻧﻘﻒ واﻟﺼﻤﺖ ﻳﺘﻐﻠﺐ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻻ ﻧﻤﻠﻚ أﻣﺎﻣﻪ ﻗﻮة ﻟﺮدﻋﻪ... ﻳﻘﻒ ﻳﻮﺳﻒ ﻳﺸﻬﺪ ﻏُﺴﻞ ﺻﺪﻳﻘﻪ وﻻ ﺗﻤﻠﻚ ﻗﺪﻣﺎﻩ اﻟﻘﻮة اﻟﻜﺎﻓﻴﺔ ﻟﺤﻤﻠﻪ...ﺗﻠﻚ ﻫﻲ اﻟﻤﺮة اﻷوﻟﻰ اﻟﺘﻲ ﻳﺮى ﻓﻴﻬﺎ ذﻟﻚ اﻷﻣﺮ و اﻷﺻﻌﺐ أﻧﻪ ﺷﻬﺪﻩ ﻓﻲ ﺻﺪﻳﻘﻪ....ﻳﺮى ﻳﻮﺳﻒ اﻟﻤ ُ ﻐﺴﻞ وﻫﻮ ﻳﻘﻠﺐ ﺻﺪﻳﻘﻪ ﻳﻤﻴ ﻨﺎً وﻳﺴﺎراً وﻻ ﺣﻮل ﻟﻪ وﻻ ﻗﻮة... ﺗﺮﻗﺮﻗﺖ ﻋﻴﻨﺎ ﻳﻮﺳﻒ ﺑﺎﻟﺪﻣﻊ وﻟﻢ ﺗﺴﺘﻄﻊ اﻟﺠﻔﻮن أن ﺗﻤﻨﻌﻬﺎ ﻓﺄﻋﻠﻨﺖ اﻟﻨﺰول ﻣﺨﻠﻔﺔ أﻟﻤﺎً ﻳﻌﺘﺼﺮ ﻗﻠﺐ ﻳﻮﺳﻒ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﺬﻧﺐ ﻋﻠﻰ ﻓﻌﻠﺘﻪ اﻟﺘﻲ ﻻم ﻧﻔﺴﻪ ﻋﻠﻴﻬﺎ...ﺗﺬﻛﺮ ﻳﻮﺳﻒ أﻧﻪ ﺳﻴﻜﻮن ﻣﻜﺎن ﺻﺪﻳﻘﻪ ﻓﻲ أﺣﺪ اﻷﻳﺎم..ﺗﺬﻛﺮ ﻣﻌﺎﺻﻴﻪ وأﻓﻌﺎﻟﻪ ﻛﻴﻒ ﺳﻴﻮاﺟﻪ ﺑﻬﺎ اﷲ؟ ﻫﺎ ﻫﻮ ﻳﺮى وﺟﻬﻪ ﺻﺪﻳﻘﺔ ﻛﺎﻟﻘﻤﺮ ﻟﻴﻠﺔ اﻟﺒﺪر واﻻﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﺗﺴﻜﻦ ﺷﻔﺘﻴ ﻪ "....ﻣﺎذا ﺳﻴﻜﻮن ﺣﺎﻟﻚ ﻳﺎ ﻳﻮﺳﻒ" ؟ ﻫﻜﺬا ﺳﺄل ﺣﺎﻟﻪ وﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﻳﺠﺪ ﻟﻨﻔﺴﻪ إﺟﺎﺑﺔ ُﺗﺮﺿﻴﻪ ....ﻛﺎن ﻫﻨﺎك ﻣﻦ ﻳﺮﻣﻘﻪ ﺑﻨﻈﺮﻩ ﻣﻨﺬ أن دﺧﻞ ﻏﺮﻓﺔ اﻟﻐُﺴﻞ... ًﻳﻀﻤﻪ إﻟﻴﻪ واﻟﺪﻩ ﻣﺤﺎوﻻ أن ﻳﺨﻔﻒ ﻋﻨﻪ وﻟﻜﻦاﺳﺘﻤﺮ ﻳﻮﺳﻒ ﺑﺎﻟﺒﻜﺎء ﺷﻌﺮ ﺑﺄن ﻗﻠﺒﻪ ﻳُﻐﺴﻞ ﻣﻦ اﻟﺮان اﻟﺬي ﻏﻄﱠﻰ ﻗﻠﺒﻪ ... اﻧﺘﻬﻰ اﻟﻤ ُ ﻐﺴﻞ ﻣﻦ ﻋﻤﻠﻪ ﻟﻴﺒﺪأ ﻓﻲ ﺗﻜﻔﻴﻦ إﺳﻼم وﻗﺒﻞ أن ﻳﻨﺘﻬﻲ ﻳﻄﻠﺐ ﻳﻮﺳﻒ ﻣﻨﻪ أن ﻳﻘﺒﻞ ﺻﺪﻳﻘﻪ ﻵﺧﺮ ﻣﺮة.. اﻗﺘﺮب ﻳﻮﺳﻒ ﻣﻦ ﺻﺪﻳﻘﻪ وﺷﻌﺮ ﺑﺄ ن ﻧﻮراً ﻳﺨﺮج ﻣﻦ وﺟﻪ ﺻﺪﻳﻘﻪ ﺛﻢ ﻧﻈﺮ إﻟﻴﻪ وﻗﺒﻞ ﺟﺒﻴﻨﻪ وﻗﺎل :
- ﺳﺎﻣﺤﻨﻲ ﺑﺎﷲ ﻋﻠﻴﻚ...واﷲ ﻣﺎ ﻛﻨﺖ أﻗﺼﺪ أ ًزﻋﻠﻚ أﺑﺪا ...ﻋﺮﻓﺖ ﻣﺘﺄﺧﺮ ﻗﺪ إﻳﻪ إﻧﺖ ﻛﻨﺖ ﺧﺎﻳﻒ ﻋﻠﻴﺎ. ا ﻧﻬﺎر ﻳﻮﺳﻒ ﻣﻦاﻟﺒﻜﺎء ﻫﺎﻫﻮ ﻳﻮد ع ﺻﺪﻳﻘﻪ ﻓﺘﻠﻚ ﻫﻲ آﺧﺮ ﻣﺮة ﺳﻮف ﻳﺮاﻩ ﻓﻴﻬﺎ.. ﺣﻤﻠﻮا ﺟﺜﻤﺎﻧﺔ إﻟﻰ اﻟﻤﺴﺠﺪ ﻟ ﻠﺼﻼة ﻋﻠﻴﻪ... ﺻﻼة ﻻر ﻛﻮ ع ﻓﻴﻬﺎ وﻻ ﺳﺠﻮد.. وﻗﻒ اﻹﻣﺎم أﻣﺎم ﺟﺜﻤﺎن إﺳﻼم وﻗﺎل :
- ﺻﻼة اﻟﺠﻨﺎزة أرﺑﻊ ﺗﻜﺒﻴﺮات اﻟﺘﻜﺒﻴﺮة اﻷوﻟﻰ ﻓﺎﺗﺤﺔ اﻟﻜﺘﺎب اﻟﺘﻜﺒﻴﺮةاﻟﺜﺎﻧﻴ ﺔ اﻟﻨﺼﻒ اﻷﺧﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺘﺸﻬﺪ اﻟﺘﻜﺒﻴﺮةاﻟﺜﺎﻟﺖ اﻟﺪﻋﺎء ﻟﻠﻤﺘﻮﻓﻰ وﻫﻮ ذﻛﺮ واﻹﺧﻼص ﻓﻲ اﻟﺪﻋﺎء واﻟﺘﻜﺒﻴﺮةاﻟﺮاﺑﻌﺔ اﻟﺪﻋﺎء ﻟﻌﻤﻮم اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ اﻷ ﺣﻴﺎء ﻣﻨﻬﻢ واﻷﻣﻮات... ﺗﺠﻠﺲ واﻟﺪة إﺳﻼم ﻋﻠﻰ ذﻟﻚاﻟﻜﺮﺳﻲ ﻟﻢ ﺗﻌﺪ ﻗﺪﻣﺎﻫﺎ ﺗﺘﺤﻤﻠﻬﺎ ﻗُﺼ ﻢ ﻇﻬﺮﻫﺎ ﺑﻔﻘﺪان ﺻﺪﻳﻘﻪ...ﺗﻜﺎ د ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ إﻳﻤﺎن أن ﺗﻘﻒ ﻟﻠﺼﻼة ﻋﻠﻰ أﺧﻴﻬﺎ ...ﻏﺎﺑﺖ ﺳﺪﻳﻢ وواﻟﺪاﻫﺎ ﻋﻦ ﺻﻼة اﻟﺠﻨﺎزة ﺑﻌﺾ أن ﺗﻌﺮﺿﺖ ﻟﺼﺪ ﻣﺔ ﻋﺼﺒﻴﺔ ﻓﻘﺪت إﺛﺮﻫﺎ اﻟﻨُﻄﻖ وذﻫﺒﺎ ﺑﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﻤﺸﻔ ﻲ.. اﷲ أﻛﺒﺮ ...اﻟﺘﻜﺒﻴﺮة اﻷوﻟﻲ ﻗﺎﻟﻬﺎ اﻹﻣﺎم وﻣﻦ وراﺋﻪ ﻳﻮﺳﻒ ﻳﺼﺪر ﻧﺤﻴﺐ اﻟﺒﻜﺎء.. ﻫﺰ ﱠت اﻟﺘﻜﺒﻴﺮة ﻓﺆاد ﻳﻮﺳﻒ اﷲ أﻛﺒﺮ... اﻟﺘﻜﺒﻴﺮةاﻟﺜﺎﻧﻴ ﺔ ﻳﺒﻜﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﻓﺮاق إﺳﻼم ﻃﺎﻟﻤﺎ ﺷﻌﺮ أﻧﻪ أﺧﻮﻩ اﻟﺼﻐﻴﺮ. اﷲ أﻛﺒﺮ... اﻟﺘﻜﺒﻴﺮة اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﺗﺒﻜﻲ إﻳﻤﺎن وواﻟﺪﺗﻬﺎ وﺗﺒﺪأ ﻛﻞﱞﻣﻨﻬﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﺪﻋﺎء ﻟﻠﻔﻘﻴﺪ..ﻛﺎن ﻧﻌﻢ اﻻ ﺑﻦ اﻟﺒﺎر ﻟﻮاﻟﺪﺗﻪ وﻧﻌﻢ اﻷخ ﻷﺧﺘﻪ.. اﷲ أﻛﺒﺮ ... اﻟﺘﻜﺒﻴﺮةاﻟﺮاﺑﻌ ًﺔ وﻣﻌﻬﺎ ﻫﺎج اﻟﺠﻤﻴﻊ ﻓﻲ اﻟﺒﻜﺎء ﻋﻠﻰ إﺳﻼم ﻓﻠﻘﺪ ﻛﺎن ﻣﺤﺒﻮﺑﺎ ﻣﻦ أﻗﺎرﺑﻪ و ﺟﻴﺮاﻧﻪ وأﺻﺪﻗﺎﺋﻪ ...اﻟﻜﻞ ﻳﺒﻜﻲ ﻋﻠﻰ ﻓﺮاﻗﻪ ﻓﻜﻞ ﻣﻦ ﻳﺮاﻩ ﻛﺎن ﻳﺤﺒﻪ...وﻫﺬا ﻫﻮ ﺣﺐ ﷲ ﻟﻌﺒﺪﻩ أن ﻳﺤﺒﺐ ﻓﻴﻪ ﻋﺒﺎدﻩ.. اﻧﺘﻬﺖ اﻟﺼﻼة ور ُﻓﻊ ﺟﺜﻤﺎن إﺳﻼم ﻧﺤﻮ اﻟﺴﻴﺎرة وﻣﻨﻬﺎ إﻟﻰ ﻣﺜﻮاﻩ اﻷﺧﻴﺮ..ﺷﻌﺮ اﻟﺠﻤﻴﻊ أن ﺟﺴﺪﻩ ﻳﻄﻴﺮ ﻣﻦ ﻓﻮق اﻟﺤﻀﻮر ...ﻛﺎن ﻋﺪد اﻟﺤﻀﻮر ﻛﺒﻴﺮاً ﺟﺪاً ا ﻧﻄﻠﻘﺖ اﻟﺴﻴﺎرة ﻣﺴﺮﻋﺔ ﻧﺤﻮ اﻟﻤﻘﺎﺑﺮ ﺣﻴﺚ ﻣﺜﻮاﻩ اﻷﺧﻴﺮ... أﺻﺮ ﻳﻮﺳﻒ أن ﻳﻜﻮن ﺑﺼﺤﺒﺔ ﺻﺪﻳﻘﻪ ﻓﻲ اﻟﺴﻴﺎرة.... ﻳﺠﻠﺲ ﻳﻮ ﺳﻒ ﺑﺠﺎﻧﺐﺻﺪﻳﻘﻪ ﺑﺎﻛﻴﺎً ﻧﺎدﻣﺎً ﻋﻠﻰ ﻣﺎﻓﻌﻠﻪ:
- ﺳﺎﻣﺤﻨﻲ ﻳﺎ إﺳﻼم..أﻧﺎ ﻋﺎرف إﻧﻚ ﺣﺎﺳﺲ ﺑﻴﺎ دﻟﻮﻗﺘﻲ... ًواﷲ ﻣﺎ أﻗﺼﺪ أﻫﻴﻨﻚ أﺑﺪا ﺳﺎﻣﺤﻨﻲ... ﺗﺼﻞ اﻟﺴﻴﺎرة إﻟﻰ وﺟﻬﺘﻬﺎ.... ﻳﻨﺰل ﻳﻮﺳﻒﻣﻦ اﻟﺴﻴﺎرة ﻳﺤﻤﻞ ﺟﺜﻤﺎن ﺻﺪﻳﻘﻪ ﻣﻊ أ ﻗﺮﺑﺎﺋﻪ ﻟﻴﻀﻌﻮﻩ ﻓﻲ ﻗﺒﺮﻩ....
- ﺧﻼص ﻳﺎ إﺳﻼم ﻣﺸﻴﺖ و ﺳﻴﺒﺘﻨﻲ ﻟﻮﺣﺪي.. ﻣﺸﻴﺖﻳﺎﺻﺎﺣﺒﻲ....وإ ﻧﺖ زﻋﻼن ﻣﻨﻲ... ﻟﻸﺳﻒ ﻣﺤﺪش ﺑﻴﻌﺮف ﺑﻘﻴﻤﺔ اﻟﺤﺎﺟﺔ إﻻ ﻟ ﻤﺎ ﺗﻀﻴﻊ ﻣﻨﻪ....اااااﻩ ﻳﺎ إﺳﻼم... ﻟﺴﻪ ﻣﺶ ﻣﺼﺪق... ﺣﺎﺳﺲ إﻧﻲ ﺑﺤﻠﻢ...ﻣﻊ اﻟﺴﻼﻣﺔ ﻳﺎ إﺳﻼم.
ﻗﺎﻟﻬﺎ ﻳﻮﺳﻒ وﻫﻮ ﻣﻊ ﺻﺪﻳﻘﻪ ﻓﻲ ﻗﺒﺮﻩ ﻳﻮدﻋﻪ وداﻋﻪ اﻷﺧﻴﺮ...ﻳﺴﺮع ﻣﺤﻤﺪ ﻓﻲ إﺧﺮاﺟﻪ ﻣﻦ اﻟﻘﺒﺮ ﻟﻴﺮﺗﻤﻲ ﺑﻴﻦ ذراﻋﻴﻪ ﻣﻌﻠﻨ ًﺎ اﻟﺒﻜﺎء.
ﻳﻘﻒ اﻟﺠﻤﻴﻊ ﻟﺪﻗﺎﺋﻖ ﻳﺪﻋﻮن ﻹﺳﻼم ﺑﺎﻟﺮﺣﻤﺔ واﻟﻤﻐﻔﺮة... ارﺗﻔﻊ ﻧﺤﻴﺐ ﻳﻮﺳﻒ ﻣﻦ اﻟﺒﻜﺎء ﻣﻊ اﻟﺪ ﻋﺎء ﻟﺼﺪﻳﻘﻪ وﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﻠﺤﻈﺔ ﺧﻄﺮ ﻓﻰ ﻋﻘﻞ ﻳﻮﺳﻒ ﺳﺆاﻻً ﻃﺮﺣﻪ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ: "ﻣﺎذا أﻋﺪد ت ﻟﻬﺬا اﻟﻴﻮم ؟" ﻳﺒﻜﻲ ﻳﻮﺳﻒ ﻋﻠﻰ ًﺣﺎﻟﻪ داﻋﻴﺎ ًﷲ ﺑﺼﺪق ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﻠﺤﻈﺔ ﻗﺎﺋﻼ :
- وﷲ ﻳﺎرب ﻋﺎﺋﺪ إﻟﻴﻚ....اﻗﺒﻠﻨﻲ ﻳﺎرب ﻋﻨﺪك.
ﺗﺠﻠﺲ واﻟﺪﺗﻬﺎ ﺑﺠﺎﻧﺒﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﺮﻳﺮﻫﺎ ﻣﺤﺎوﻟﻪ أن ﺗﻌﻄﻴﻬﺎ ﺷﻴﺌﺎً ﺗﺄﻛﻠﻪ وﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﺄﺑﻰ ... ﻟﻢ ﺗﺘﻮﻗﻒ ﻋﻴﻨﺎ ﺳﺪﻳﻢ ﻋﻦ اﻟﺒﻜﺎء... ﺗﻤﺮ ﺗﻠﻚ اﻟﺬﻛﺮﻳﺎت اﻟﻘﻠﻴﻠﺔ اﻟﺘﻲ زرﻋﻬﺎ إﺳﻼم ﺑﺤﻨﺎﻧﻪ ﺑﺪاﺧﻠﻬﺎ.. ﻓﺎﻟﺬﻛﺮﻳﺎت ﻣﺎﻫﻲ إﻻ ﻣﻮاﻗﻒ ﻣﺮرﻧﺎ ﺑﻬﺎ رﺑﻤﺎ ﺗﻜﻮن ﺳﺒﺒﺎً ﻓﻲ رﺳﻢ ﺗﻠﻚ اﻟﺒﺴﻤﺔ ﻋﻠﻰ ًﺷﻔﺎﻫﻨﺎ أو رﺑﻤﺎ ﺗﻜﻮن ﺳﺒﺒﺎ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﺪﻣﻌﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﻘﻂ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺟﻔﻮﻧﻨﺎ.. ْ ﻳﺪﺧﻞ واﻟﺪﻫﺎ وﻳﻮﺳﻒ ﻣﺘﻠﻬﻔ َﻴ ﻦ ﻟﻴﻄﻤﺌﻨ ﱠﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ..
- ﻣﺎﻟﻚ ﻳﺎﺑﻨﺘﻲ... ﻗﻮﻟﻴﻠﻲ ﻣﺶ أﻧﺎ ﺑﺎﺑﺎ ﺣﺒﻴﺒﻚ...ﻃﻤﻨﻴﻨﻲ ﺑﺲ ﻋﻨﻚ، ﻗﺎﻟﻬﺎ اﻟﻮاﻟﺪ وﻫﻮ ﻳﺤﺘﻀﻦ اﺑﻨﺘﻪ ﺑﺎﻛﻴﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ.
ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺼﺪﻣﺔ ﺷﺪﻳﺪة ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻘﻂ ﺑﻌﺪ ﺷﻬﺮ ﻣﻦ اﻟﺨ ِ ﻄﺒﺔ ﻳﺮﺣﻞ إﺳﻼم ﻋﻨﻬﺎ ﺗﺎر ﻛﺎً ﻟﻬﺎ ﺗﻠﻚ اﻟﺬﻛﺮﻳﺎت. ﻳﻘﻒ ﻳﻮﺳﻒ ﻳﻨﻈﺮ إﻟﻰ أﺧﺘﻪ وﻓﻲ ﺧﺎﻃﺮﻩ ﺗﺘﺮدد ﺗﻠﻚ اﻟﻜﻠﻤﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺬﺑﺤﻪ:
- أﻧﺎ اﻟﺴﺒﺐ أﻧﺎ اﻟﺴﺒﺐ.
ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺎء ﻳﺬﻫﺐ ﻳﻮﺳﻒ وواﻟﺪﻩ إﻟﻰ اﻟﻌﺰاء ﻟﻴﻘﻔﺎ ﺑﺠﺎﻧﺐ ﻣﺤﻤﺪ .. ﻳﻘﻒ ﻳﻮﺳﻒ ﺑﺠﺎﻧﺐ ﻣﺤﻤﺪ ﻳﺄﺧﺬ ﻋﺰاء ﺻﺪﻳﻘﻪ وﻳﻘﻮل ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ "ﺑﺪل ﻣﺎ أﻧﺎ واﻗﻒ ﻓﻲ ﻓﺮﺣﻚ ﺑﺎﺧﺪ ﻋﺰاك" اﻧﺘﻬﻰ اﻟﻌﺰاء وﻣﻌﻪ ﻳﻨﺘﻬﻲ أول ﻳﻮم ﻋﻠﻰ ﻓﻘﺪان إﺳﻼم ...ﻳﺼﻌﺪ ﻳﻮﺳﻒ ﻟﺘﻌﺰﻳﺔ واﻟﺪة إﺳﻼم ﺑﻌﺪ أن ﻃﻠﺐ ﻣﻦ ﻣﺤﻤﺪ ذﻟﻚ...
- اﻟﺒﻘﺎء ﷲ ﻳﺎ أﻣﻲ.
- اﻟﺪﻧﻴﺎ واﻟﺪوام ﷲ ﻳﺎ ﺑﻨﻲ...اﻟﺤﻤﺪ ﷲ أﻗﻮل إﻳﻪ ﻏﻴﺮ اﻟﺤﻤﺪ ﷲ ؟ﻣﺎﻟﻴﺶ ﻏﻴﺮك ﻳﺎرب ﻳﺼﺒﺮﻧﻲ ﻣﺎﻟﻴﺶ ﻏﻴﺮك ﻳﺎرب ﻳﺼﺒﺮﻧﻲ .
ﺗﺴﻘﻂ دﻣﻌﺎت ﻳﻮﺳﻒ ﺣ ُﺰﻧﺎً ﻋﻠﻰ واﻟﺪة إﺳﻼم.
- ﻃﻤﻨﻲ ﻳﺎﺑﻨﻲ أﺧﺘﻚ ﻋﺎﻣﻠﺔ إﻳﻪ دﻟﻮﻗﺘﻲ ؟
- ادﻋ ﻴﻠﻬﺎ ﻳﺎأﻣﻲ ﻟﺴﻪ زي ﻣﺎﻫﻲ .
- رﺑﻨﺎ ﻳﺼﺒﺮﻫﺎ ﻳﺎﺑﻨﻲ ﻳﺎرب...اﺑﻘﻰ ﺗﻌﺎﻟﻰ اﺳﺄل ﻋﻠﻴﺎ ﻳﺎﻳﻮﺳﻒ إﻧﺖ ﻣﻦ رﻳﺤﺔ اﻟﻐﺎﻟﻲ....داﻳﻤﺎ ﻛﺎن ﻳﺤﻜ ﻴﻠﻲ ﻋﻨﻚ... ﻣﺎﺗﻌﺮﻓﺶ ﻳﺎﺑﻨﻲ ﻛﺎن ﺑﻴﺤﺒﻚ إزاي. ﻛﺎﻧﺖ ﻛﻠﻤﺎت واﻟﺪة إﺳﻼم ﺗﺰﻳﺪ اﻟﺠﺮح ﻓﻲ ﻗﻠﺐ ﻳﻮﺳﻒ .
- ﺣﺎﺿﺮ ﻳﺎ أﻣﻲ ﻣﻦ دﻟﻮﻗﺘﻲ اﻋﺘﺒﺮﻳﻨﻲ اﺑﻨﻚ اﻟﺘﺎﻧﻲ.
رﺑﺘﺖ واﻟﺪة إﺳﻼم ﻋﻠﻰ ﻛﺘﻔﻴﻪ وﻗﺎﻟﺖ:
- ﻓﻲ أﻣﺎﻧﺔ ﻳﺎﺑﻨﻲ إﺳﻼم ﺳﺎ ﻳﺒﻬﺎﻟﻚ لقيتها ﻓﻲ ﻣﻜﺘﺒﻪ. ﺗﻌﺠﺐ ﻳﻮﺳﻒ ﻣﻦ ذﻟﻚو ﺑﺪأت اﻷﺳﺌﻠﺔ ﺗﻄﺮق ﻋﻘﻠﻪ ...ﻗﻄﻊ ﺷﺮدوﻩ ﺻﻮت ﻣﺤﻤﺪ وﻫﻮ ﻳﻘﻮل:
- ا ﺗﻔﻀﻞ ﻳﺎ ﻳﻮﺳﻒ اﻷﻣﺎﻧﺔ ﺑﺘﺎﻋﺘﻚ.....
لإكمال الرواية تابعنا علي قناة تليجرام
الاكثر قراءة هذا الشهر :
انتهت أحداث رواية ولنا في الحلال لقاء الفصل الواحد والعشرون ، لإكمال باقى أحداث رواية ولنا في الحلال لقاء الفصل الثاني والعشرون أو قراءة المزيد من الروايات المكتملة فى قسم روايات كاملة إلى اللقاء فى حلقة قادمة بإذن الله.