رواية ولنا في الحلال لقاء الفصل الثامن عشر من روايات احمد عطا. تعد الرواية واحدة من اجمل الروايات رومانسية والتى نالت اعجاب القراء على الموقع، لـ قراءة احداث رواية ولنا في الحلال لقاء كاملة بقلم احمد عطا من خلال اللينك السابق، أو تنزيل رواية ولنا في الحلال لقاء pdf كاملة من خلال موقعنا.
رواية ولنا في الحلال لقاء الفصل الثامن عشر
رواية ولنا في الحلال لقاء
الفصل الثامن عشر :النفس والشيطان
ﻳﺼﻞ إﺳﻼم إﻟﻰ ًﻣﻨﺰل اﻟﻤﻬﻨﺪس ﺟﻤﺎل اﻟﻤﺼﺮي ﻓﻲ اﻟﻤﻮﻋﺪ اﻟﻤﺤﺪد ﻳﺴﺘﻘﺒﻠﻪ اﻟﻮاﻟﺪ اﺳﺘﻘﺒﺎﻻً ﺣﺎرا ﻓﻠﻘﺪ أﺣﺒﻪ ﺑﺴﺒﺐ أﺧﻼﻗﻪ اﻟﺤﺴﻨﺔ واﻟﺘﺰاﻣﻪ... ًﻳﺠﻠﺲ اﻻﺛﻨﺎن ﺳﻮﻳﺎ ﻓﻲ ﻏﺮﻓﺔ اﻟﺼﺎﻟﻮن و ﻳﺪور اﻟﺤﺪﻳﺚﺑﻴﻨﻬﻤ ﺎ.....دﻗﺎﺋﻖ ﻣﻌ ﺪودات و ﺗﺪﺧﻞ ﺳﺪﻳﻢ ﻓﻲ ﺧﺠﻞ ﺷﺪﻳﺪ وﺗﻀﻊ اﻟﻌﺼﻴﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﻄﺎوﻟﺔ...
- اﺗﻔﻀﻞ اﺷﺮب ﻳﺎﺑﻨﻲ...
- ﺣﺎﺿﺮ ﻳﺎﻋﻤﻲ.... ﺗﺠﻠﺲ ﺳﺪﻳﻢ ﻓﻲ ﺧﺠﻞ ﺷﺪﻳﺪ ﺑﺠﺎﻧﺐ واﻟﺪﻫﺎ ﻻ ﻳﺰﻳﻎ ﺑﺼﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﻋﻠﻰ اﻷرض....ﻳﺬﻫﺐ اﻟﻮاﻟﺪ ﻟﻴﺠﻠﺲ أﻣﺎﻣﻬﻤ ﺎ ﻓﻲ اﻟﻐﺮﻓﺔ اﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻴﺘﺮك ﻟﻬﻤﺎ اﻟﺤﺪﻳﺚ... - إزﻳﻚﻳﺎ آﻧﺴﺔ ﺳﺪﻳﻢ؟
- اﻟﺤﻤﺪ ﷲ ﺑﺨﻴﺮ...وﺣﻀﺮﺗﻚ ؟ - اﻟﺤﻤﺪ لله ﻛﻮﻳﺲ.... ﺑﺪأ إﺳﻼم اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻤﺎ ﻳﺘﻤﻨﺎﻩ ﻓﻲ أﺳﺮﺗﻪ اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ و ﻛﻴﻒ ﻳﺘﺼﻮر أﺳﺮﺗﻪ و أﻃﻔﺎﻟﻪ....وﻣﻊ ﻛﻞ ﻛﻠﻤﺔ ﻛ ﺎن ﻳﺘﻜﻠﻤﻬﺎ ﻛﺎن ﻗﻠﺐ ﺳﺪﻳﻢ ﻳﺮﻗﺺ ﻋﻠﻰ أوﺗﺎر ﻧﺒﺮاﺗﻪ ﻣﻦ ﺷﺪة ﻓﺮﺣﻬﺎ وﺗﺤﻤﺪ اﷲ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﻄﺎﺋﻪ.. ﻳﻨﺘﻬﻲ إﺳﻼم ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺜﻪ....ﺛﻢ ﻳﺴﺄﻟﻬﺎ ﻋﻦ ﻳﻮﺳﻒ.
- ﻣﺎﺗﻌﺮﻓﻴﺶ ﻳﻮﺳﻒ ﻓﻴﻦ؟
- ﻻ ﻫﻮ ﻗﺎل ﻟﺒﺎﺑﺎ ﻧ ﺎزل وﻫﺘﺄﺧﺮ. ﻳﺸﻌﺮ إﺳﻼم ﺑﺮﻳﺒﺔ ﺗﺠﺘﺎح ﻗﻠﺒﻪ ﻗﻠﻘﺎً ﻋﻠﻰ ﺻﺪﻳﻘﻪ ......ﻳﺪﺧﻞ اﻟﻮاﻟ ﺪ ﺣﺎﻣﻼً اﻟﻜﻴﻚ واﻟﺸﺎي وﻳﻀﻌﻬﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﻄﺎوﻟﺔ...
- اﺗﻔﻀﻞ ﻳﺎ ﺣﺒﻴﺒﻲ.
- ﺟﺰاك اﷲ ﺧﻴﺮ ً اﻳﺎﻋﻤﻲ....ﺑﺲ ﺑﻌﺪ إذﻧﻚ ﻫﺴﺘﺄذن
- ﻟﻴﻪ ﻳﺎ ﺑﻨﻲ ﻟﺴﻪ ﺑﺪري إﻧﺖ ﻟﺤﻘﺖ؟
- ﻣﻌﻠﺶﻋﺸﺎن ﻋﻨﺪي ﺷﻐﻞ اﻟﺼﺒﺢ ﺑﺪري.......اﺗﻔﻀﻠﻲ ﻳﺎ أﺳﺘﺎذة ﺳﺪﻳﻢ ﺣﺎﺟﺔ ﺑﺴﻴﻄﺔ.
ﺗﻤﺴﻚ ﺳﺪﻳﻢﺑﻬﺪﻳﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﻴﺎء وﻟﻢ ﺗﺠﺐ ﻣﺘﺸﻮﻗﺔ أن ﺗﻌﺮف ﻣﺎ ﺑﺪاﺧﻠﻬﺎ، ًﻻ ﻻ ﻟﻴﺲ ﻃﻤﻌﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﺪاﺧﻠﻬﺎ وﻟﻜﻨﻬﺎ اﻟﻬﺪﻳﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﻤﻦ ﻣﻠﻚ ﻗﻠﺒﻬﺎ..
- ًﺷﻜﺮا ﻳﺎﺑﻨﻲ ...ﺑﺲ ﻟﻴﻪ ﺗﻌﺒﺖ ﻧﻔﺴﻚ
- ﻣﺎﻓﻴﺶ ﺗﻌﺐ ﻳﺎﻋﻤﻲ....أﺳﺘﺄذن أﻧﺎ.. ﻳﻮد ع إﺳﻼم واﻟﺪ ﻳﻮﺳﻒ و ﺳﺪﻳﻢ وأﺛﻨﺎء رﺟﻮﻋﻪ ﻟﻢ ﻳﻬﺪأ ﺑﺎﻟﻪ ﻋﻦ اﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻓﻲ ﺻﺪﻳﻘﻪ ﺗﺮى أﻳﻦ أﻧﺖ ﻳﺎ ﻳﻮﺳﻒ؟ ﻫﻜﺬا ﻗﺎﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﻟﻴﻘﻄﻊ ﺷﺮودﻩ ﺻﻮت ﺳﺎﺋﻖ اﻟﺴﻴﺎرة اﻟﺘﻲ ﻛﺎدت أن ﺗﺼﺪﻣﻪ. - ﻣﺶ ﺗﺤﺎﺳﺐ ﻳﺎ أﺳﺘﺎذ؟ ﻳﻤﺴﻚ ﺑﻬﺎﺗﻔﻪ ﻟﻴﺘﺼﻞﺑﻴﻮﺳﻒ وﻟﻜﻦ اﻟﻬﺎﺗﻒ ﻣﻐﻠﻖ.
ﺗﺠﻠﺲ ﺳﺪﻳﻢ ﻓﻲ ﻏﺮﻓﺘﻬﺎ أﻣﺎمﻫﺪﻳﺘﻬﺎ ﺗﺘﺄﻣﻠﻬﺎ و ﻛﻴﻒ بريقها اﻟﻼﻣﻊ وراﺋﺤﺘﻬﺎ اﻟﻄﻴﺒﺔ...ﺗﺒﺪأ ﺳﺪﻳﻢ ﻓﻲ ﺗﻔﻘﺪ ﻫﺪﻳﺘﻬﺎ ﻟﺘﺠﺪ ﻣﺎ ﻗﺪ ﻳﺨﻄﻒ ﻗﻠﺒﻬﺎ. .
ﻧﻘﺎب ﺟﺪﻳﺪ ﻣﻊ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔﻣﺘﻨﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﺸﻮ ﻛﻼﺗﺔ و ﺑﺎﻗﺔ ﻣﻦ اﻟﻮرد ﺧﻄﻔﺖ ﻋﻘﻠﻬﺎ... ﻳﺮﻗﺺ ﻗﻠﺒﻬﺎ ﻣﻦ ﺷﺪة ﻓﺮﺣﻬﺎ .... ﺗﻤﺴﻚ ﺑ ًﺘﻠﻚ اﻟﺒﺎﻗﺔ ﻟﺘﺄﺧﺬ ﺷﻬﻴﻘﺎ ﻣﻨﻬﺎ ﻳﻨﻌﺶ رﺋﺘﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ. ﻳﺠﻠﺲ ﻋﻠﻰ ﻣﻜﺘﺒﻪ أﻣﺎﻣﻪ ﻓﻨﺠﺎن ﻣﻦ اﻟﻘﻬﻮة ﺷﺎرد اﻟﻔﻜﺮ ﻻ ﻳﻬﺪأ ﻟﻪ ﺑﺎل ...ﻟﻴﻘﻄﻊ ﺷﺮودﻩ ﺻﻮت زوﺟﺘﻪ..
- ﺟﻤﺎل... ﻣﺎﻟﻚ ﻳﺎﺑﺎﺑﺎ ﺳﺮﺣﺎن ﻓﻲ إﻳﻪ؟
- ﻫﺎ ...ﻻ ﻳﺎ ﺣﺒﻴﺒﺘﻲ ﻣﺎﻓﻴﺶ.
- إزاي ﺑﺲ؟.....ﻗﻬﻮﺗﻚ ﺑﺮدت. ﻟﻢﻳﺠﺪ واﻟﺪ ﻳﻮﺳﻒ ﻣﻔﺮاً ﻣﻦ اﻷﻣﺮ ﻓﻬ ًﻲ ﺗﻌﺮﻓﻪ و ﻛﻴﻒ ﻻ وﻫﻲ ﺑﺠﺎﻧﺒﻪ ﻗﺮاﺑﺔ اﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻋﺎﻣﺎ؟..
- ﻳﻮﺳﻒ...ﺷﻜﻠﻪ رﺟﻊ زي اﻷول.....ﻣﺶ ﻋﺎرف ﻟﻴﻪ ﻣﺶ زي إﺳﻼم ﺻﺎﺣﺒﻪ ؟ ﻗﺎﻟﻬﺎ واﻟﺪ ﻳﻮﺳﻒ ﺑﻨﺒﺮة ﺗﻌﺘﻠﻴﻬﺎ اﻟﺤﺰن واﻷﺳﻰ ﻟﺘﻮاﺳﻴﻪ زوﺟﺘﻪ ﻗﺎﺋﻠﺔ:
- رﺑﻨﺎ ﻳﻬﺪﻳﻪ ﻳﺎرب.
ﻳﺴﺘﻴﻘﻆ ﻣﻦﻧﻮﻣﻪ ﻟﻴﺠﺪ ﻧﻔﺴﻪ ﻣ ُﻠﻘﻰ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﺮﻳﺮ ﻳﻐﻄﻲ ﻓ ﺮاﺷﻪ ﺟﺰءاً ﻣﻦ ﺟﺴﺪﻩ وﺗلك اﻟﻔﺘﺎﻩ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺲ ﺣﺎﻟﺘﻪ... ﻟﻢ ﻳﺘﺬﻛﺮ ﻳﻮﺳﻒ ﻣﺎﺣﺪث ﺑﺎﻷﻣﺲ وﻟﻢ ﻳﻌ ﺎﺗﺐ ﻧﻔﺴﻪ ﻛﻤﺎ ﻓﻌﻞ ﻓﻲ اﻟﻤﺮة اﻷوﻟﻰ...ﺗُﺮى ﻫﻞ ﻏﻠﺒﺘﻪ ﻧﻔﺴﻪ أم أﻧﻪ أﺻﺒﺢ ﻳﺘﻠﺬذ ﺑﻤﻌﺼﻴﺔ اﻟﺨﺎﻟﻖ؟.....ﻫﻞ أﺻﺒﺢ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺒﻪ ﻃﺒﻘﺔ ﻣﻦ اﻟﺮان ﺗﻤﻨﻌﻪ ﻣﻦ ﻣﺤﺎﺳﺒﺔ ﻧﻔﺴﻪ اﻷﻣﺎرة ﺑﺎﻟﺴﻮء ؟.....وﻟﻜﻨﻪ ﻓﻲ اﻟ ﻨﻬﺎﻳﺔ أﺷﻌﻞ ﺗﻠﻚ اﻟﺴﻴﺠﺎرة اﻟﺘﻲ وﺟﺪﻫﺎ ﺑﺠﺎﻧﺒﻪ...ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻣﻦ ﻋﺎدﺗﻪ اﻟﺘﺪﺧﻴﻦ وﻟﻜﻦ أﺻﺒﺤﺖ ﻧﻔﺴﻪ ﺗﻄﻮق ﻟﻔ ﻌﻞ اﻟﻤﻨﻜﺮات....ﺗﺴﺘﻴﻘﻆ ﺗﻠﻚ اﻟﻔﺘﺎة ﻋﻠﻰ راﺋﺤﺔ ﺗﻠﻚ اﻟﺴﻴﺠﺎرة ﻟﺘﻨﻈﺮ إﻟﻰ ﻳﻮﺳﻒ وﻫﻲ ﺗﺒﺘﺴﻢ...... ًﻳﻤﺴﻚ واﻟﺪ ﻳﻮﺳﻒ اﻟﻬﺎﺗﻒ ﻣﺤﺎوﻻ اﻟﻮﺻﻮل إﻟﻰ ﻳﻮﺳﻒ وﻟﻜﻦ ﻻ ﺟﺪوى ﻓﺎﻟﻬﺎﺗﻒ ﻣﻐﻠﻖ ، واﻷﻣﺮ أ ًﺻﺒﺢ ﺧﻄﻴﺮا... ﻟﻢ ﻳﺨﺒﺮﻫﻢ ﻳﻮﺳﻒ أﻧﻪ ﺳﻴﺒﻴﺖ ﺧﺎر ج اﻟﻤﻨﺰل.... ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻨﻪ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎن ﺑﺎﻟﻜﻠﻴﺔ وﻟﻜﻦ ﻻﺟﺪوى ....ﻳﻘﻄﻊ رﻧﻴﻦ ﻫﺎﺗﻔﻪ ﺑﺤﺜﻪ.
- إﻳﻪ ﻳﺎ إﺳﻼم؟
- إﻳﻪ ﻳﺎ إﺳﻼم ... أﻧﺖ ﻓﻴﻦ ﻳﺎ ﻳﻮﺳﻒ وﻣﺨ ﺘﻔﻲ ﻣﻦ إﻣﺒﺎر ح وﻋﻤﻲ ﻗﻠﻘﺎن ﻋﻠﻴﻚ وﻗﺎﻓﻞ ﺗﻠﻴﻔﻮﻧﻚ ؟
- ﻣﺎﻧﺎ ﻗﻮﻟﺘﻠﻚ ﻋﻨﺪ ﻓﺎدي ﺻﺤﺒﻲﻓﻲ إﻳﻪ؟
- ﻓﺎدي !!!!ﻻ أﻧﺖ ﻣﺎﻗﻮﻟﺘﻠﻴﺶ.
ﻟﻢ ﻳﺪرك ﻳﻮﺳﻒ أﻧﻪ ذل ﺑﻠﺴﺎﻧﻪ إﻻ ﻋﻠﻰ ﺻﻮت ﺻﺪﻳﻘﻪ وﻫﻮ ﻳﻘﻮل:
- ﻓﺎدي ﺗﺎﻧﻲ ﻳﺎ ﻳﻮﺳﻒ أﻧﺖ ﻣﺶ ﺑﺘﺤﺮم ؟ ......ﻃﻴﺐ إﻧﺖ ﻓﻴﻦ دﻟﻮﻗﺘﻲ ؟
- أﻧﺎ ﻣﺮو ح اﻟﺒﻴﺖ ﺗﻌﺒﺎن ﺷﻮﻳﺔ. أﻧﻬﻲ ﻳﻮﺳﻒ اﻻﺗﺼﺎل ﺑﻌﺪ ﻣﻌﺎﺗﺒﺔ إﺳﻼم ﻟﻪ...وﻟﻜﻦ اﻵﺧﺮ ﻗﻠﺒﻪ ﻟﻴﺲ ﻣﻄﻤﺌﻨ ً ﺎﻟﺬﻟﻚ اﻷﻣﺮ، وﻗﺪ ﻇﻬﺮ ذﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺻﻮت ﻳﻮﺳﻒ ... ﻫﻞ ﻳﻌﻘﻞ أن ﻳﻜﻮن ....ﺗﺘﺄرﺟﺢ اﻻﻓﻜﺎر ﻓﻲ ﻋﻘﻞ إﺳﻼم ﻟﻴﺘﺬﻛﺮ ﻣﺎ ﺣﺪث ﻟﻔﺎدي وﺳﺒﺐ ﺳﻔﺮﻩ ﻟﻠﺨ ﺎر ج وﺧﻮف واﻟﺪﻩ ﻣﻦ أن ﻳﻔﻀﺤﻪ ﻓﻬﻮ اﺑﻦ ﻟﺼﺎﺣﺐ ﺗﻮ ﻛﻴﻞ ﺳﻴﺎرات ﻓﻲ ﻣﺼﺮ ﻟﻴﺠﺪ ﻧﻔﺴﻪ ﻳﻘﻮل :
- ﻣﺎﻟﻬﺎش ﺗﻔﺴﻴﺮ ﻏﻴﺮ ﻛﺪا......وﻟﻜﻦ أﺣﺴﻦ اﻟﻈﻦ ﻳﺎ إﺳﻼم. ﻳﻐﺎدر ًﻳﻮﺳﻒ ﻓﻴﻼ ﻓﺎدي ﻣﺴﺮﻋﺎ ﻣﺘﺠﻬﺎ إﻟﻰ ﺑﻴﺘﻪ ﺑﻌﺪ أن ﻫﺎﺗﻔﻪ واﻟﺪﻩ واﻷ ًﻣﺮ أﺻﺒﺢ ﻣﻘﻠﻘﺎ.
- ﻫﺎ...ﻃﻤﻨﻴﻨ ﻰﻋﻤﻠﺘﻲ إﻳﻪ............ﻗﺎﻟﻬﺎ ﻓﺎدي ﻣﻮﺟﻬﺎً ﻛﻼﻣﻪ ﻟﺴﻮزي.
- ﻛﻞ ﺧﻴﺮ ﻳﺎ ﻓﺎدي ...ﺧﻼص ﺑﻘﻲ ﺧﺎﺗﻢ ﻓﻲ ﺻﺒﺎﻋﻲ وﻣﻘﺘﻨﻊ إﻧﻪ ﻏﻠﻂ ﻣﻌﺎﻳﺎ زي ﻣﺎ ﻛﺎن ﺑﻴﻘﻮﻟﻲ ﻓﻮق... ﻗﺎﻟﺘﻬﺎ ﺳﻮزي و ﻫﻲ ﺗﻀﺤﻚ ﺑﺸﺪة.
- وﻫﻮ ﻣﻌﻤﻠﺶ ﺣﺎﺟﺔ ؟
- أﺑﺪاً وﻻ دﻳﻪ وﻻ اﻟﻤﺮة اﻷوﻟﻰ....ﺣﺘﻰ ﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﺷﺮب اﻟﺴﻴﺠﺎرة وﻣﺒﻘﺎش ﻓﻲ وﻋﻴﻪ ﻧﺎم ﻋﻠﻰ ﻃﻮل.
- ﻃﻮل ﻋﻤﺮﻩ ﺧﺎﻳﺐ... ..ﻟﺴﻪ أﻧﺎ وراك ﻳﺎ ﻳﻮﺳﻒ ﻟﺤﺪ ﻣﺎ اﻣﺤﻴﻚ ﻣﻦ ﻋﻠﻰ وش اﻟﺪﻧﻴﺎ.
ﺷﻌﺮت ﺳﻮزي ﻟﻠﺤﻈﺔ أن ﻓﺎدي ﻳﺨﻄﻂ ﻟﺸﻰء ﻣﺎ وأﻧﻬﺎ ﺗﺴﺎﻋﺪﻩ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ وﻟﻜﻨﻬﺎ ﻻ ﺗﻌﻠﻢ ﻣﺎ ﻳﻨﻮﻳﻪ.
ﻳﺼﻞ ﻳﻮﺳﻒ إﻟﻰ ﻣﻨﺰﻟﻪ ﻟﻴﺠﺪ واﻟﺪﺗﻪ ﻓﻲ اﻧﺘﻈﺎرﻩ ....ﺗﺮى واﻟﺪة ﻳﻮﺳﻒ اﺑﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﺘﺰﻧﺔ...ﻳﺪق اﻟﺨﻮف ﻗﻠﺒﻬﺎ وﻟﻜ ﻨﻬﺎ اﺳﺘﺠﻤﻌﺖ ﻗﻮﺗﻬﺎ ﻟﺘﺼﻔﻊ ﻳﻮﺳﻒ ﻋﻠﻰ وﺟﻬﻪ ﺟﻌﻠﺘﻪ ﻳﺴﺘﻴﻘﻆ ﻣﻤﺎ ﻫﻮ ﻓﻴﻪ.....ﺗﺒﻜﻲ اﻷم ﻋﻠﻰ اﺑﻨﻬﺎ ﻓ ﻜﺎﻧﺖ دﻣﻌﺎﺗﻬﺎ أﺳﺮع ﻣﻦ ﺻﻔﻌﺘﻬﺎ...اﻧﻬﻤﺮت اﻷم ﻓﻲ اﻟﺒﻜﺎء ﻋﻠﻰ اﺑﻨﻬﺎ اﻟﻮﺣﻴﺪ ﻓﻤﻈﻬﺮﻩ ﻳﺪل ﻋﻠﻰ ﺗﻌﺎﻃﻴﻪ ﻟﺸﻰء ﻣﺎ.. ﻳﺤﺎول ﻳﻮﺳﻒ إرﺿﺎء واﻟﺪﺗﻪ ﺑﺘﻘﺒﻴﻞ رأﺳﻬﺎ وﻳﺪﻫﺎ وﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻌﻄﻲ ﻟﻪ اﻫﺘﻤﺎﻣﺎً ﻓﻘﺎﻟﺖ وﻧﺒﺮة اﻷﺳﻰ ﺗﻌﺘﻠﻴﻬﺎ :
- رو ح ﻓﻮق ﻧﻔﺴﻚ ﻗﺒﻞ ﻣﺎ أﺑﻮك ﻳﺸﻮﻓﻚ ﺑﻤﻨﻈﺮك دﻩ ﻳﺠﺮاﻟﻪ ﺣﺎﺟﺔ. ﻳﺘﺠﻪ إﻟﻰ ًﻏﺮﻓﺘﻪ ﻣﺘﺜﺎﻗﻼ ﺗﺤﻤﻠﻪ ﻗﺪﻣﻪ ﺑﺼﻌﻮﺑﺔ ﻳﺒﻜﻲ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﻪ وﻋﻠﻰ ﻣﺎ وﺻﻠﺖ إﻟﻴﻪ واﻟﺪﺗﻪ ﻳﻠﻮم ﻧﻔﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﻓﻌﻠﺘﻪ وﻟﻜﻦ ﻻﺟﺪوى ﺗﻤﻠﻜﺖ ﻣﻨﻪ ﻧﻔﺴﻪ اﻟﺨﺒﻴﺜﺔ. - ﻣﻌﻘﻮﻟﺔ أﻧﺎاﻟﺘﺰﻣﺖ ﻋﺸﺎﻧﻬﺎ ؟ ﻗﺎﻟﻬﺎ ﻳﻮﺳﻒ ﻣﻌﺎﺗﺒﺎً ﻧﻔﺴﻪ وﻫﻮ ﻳﻠﻘﻲ ﺑﺠﺴﺪﻩ ﻋﻠﻰ ﺳﺮﻳﺮﻩ ﻟﻴﻐﻮص ﻓﻲ ﻧﻮم ٍ ﻋﻤﻴﻖ. ﺗﺘﺼﺎﻋﺪ رﻧﺎت ﻫﺎﺗﻔﻪ ﻟﻴﺘﻔﺎﺟﺄ إﺳﻼم ﺑﺄن اﻟﻤﺘﺼﻞ ﻫﻮ واﻟﺪ ﻳﻮﺳﻒ ﻟﻴﺴﺮع ﻓﻲ اﻟﺮد.
- اﻟﺴﻼم ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻳﺎ ﻋﻤﻲ.
- وﻋﻠﻴﻜﻢ اﻟﺴﻼم ﻳﺎ ﺑﻨﻲ.
- ﻋﺎوزك ﻳﺎ إﺳﻼم ﻳﺎ ﺑﻨﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻮ ع ﺑﺲ ﺑﻴﻨﻲ وﺑﻴﻨﻚ وﺑﻌﻴﺪ ﻋﻦ اﻟﺸﻐﻞ واﻟﻜﻠﻴﺔ واﻟﺒﻴﺖ.
- ﺗﺤﺖ أﻣﺮ ﺣﻀﺮﺗﻚ ﻳﺎﻋﻤﻲ...
يتبع......
الفصل الثامن عشر :النفس والشيطان
ﻳﺼﻞ إﺳﻼم إﻟﻰ ًﻣﻨﺰل اﻟﻤﻬﻨﺪس ﺟﻤﺎل اﻟﻤﺼﺮي ﻓﻲ اﻟﻤﻮﻋﺪ اﻟﻤﺤﺪد ﻳﺴﺘﻘﺒﻠﻪ اﻟﻮاﻟﺪ اﺳﺘﻘﺒﺎﻻً ﺣﺎرا ﻓﻠﻘﺪ أﺣﺒﻪ ﺑﺴﺒﺐ أﺧﻼﻗﻪ اﻟﺤﺴﻨﺔ واﻟﺘﺰاﻣﻪ... ًﻳﺠﻠﺲ اﻻﺛﻨﺎن ﺳﻮﻳﺎ ﻓﻲ ﻏﺮﻓﺔ اﻟﺼﺎﻟﻮن و ﻳﺪور اﻟﺤﺪﻳﺚﺑﻴﻨﻬﻤ ﺎ.....دﻗﺎﺋﻖ ﻣﻌ ﺪودات و ﺗﺪﺧﻞ ﺳﺪﻳﻢ ﻓﻲ ﺧﺠﻞ ﺷﺪﻳﺪ وﺗﻀﻊ اﻟﻌﺼﻴﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﻄﺎوﻟﺔ...
- اﺗﻔﻀﻞ اﺷﺮب ﻳﺎﺑﻨﻲ...
- ﺣﺎﺿﺮ ﻳﺎﻋﻤﻲ.... ﺗﺠﻠﺲ ﺳﺪﻳﻢ ﻓﻲ ﺧﺠﻞ ﺷﺪﻳﺪ ﺑﺠﺎﻧﺐ واﻟﺪﻫﺎ ﻻ ﻳﺰﻳﻎ ﺑﺼﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﻋﻠﻰ اﻷرض....ﻳﺬﻫﺐ اﻟﻮاﻟﺪ ﻟﻴﺠﻠﺲ أﻣﺎﻣﻬﻤ ﺎ ﻓﻲ اﻟﻐﺮﻓﺔ اﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻴﺘﺮك ﻟﻬﻤﺎ اﻟﺤﺪﻳﺚ... - إزﻳﻚﻳﺎ آﻧﺴﺔ ﺳﺪﻳﻢ؟
- اﻟﺤﻤﺪ ﷲ ﺑﺨﻴﺮ...وﺣﻀﺮﺗﻚ ؟ - اﻟﺤﻤﺪ لله ﻛﻮﻳﺲ.... ﺑﺪأ إﺳﻼم اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻤﺎ ﻳﺘﻤﻨﺎﻩ ﻓﻲ أﺳﺮﺗﻪ اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ و ﻛﻴﻒ ﻳﺘﺼﻮر أﺳﺮﺗﻪ و أﻃﻔﺎﻟﻪ....وﻣﻊ ﻛﻞ ﻛﻠﻤﺔ ﻛ ﺎن ﻳﺘﻜﻠﻤﻬﺎ ﻛﺎن ﻗﻠﺐ ﺳﺪﻳﻢ ﻳﺮﻗﺺ ﻋﻠﻰ أوﺗﺎر ﻧﺒﺮاﺗﻪ ﻣﻦ ﺷﺪة ﻓﺮﺣﻬﺎ وﺗﺤﻤﺪ اﷲ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﻄﺎﺋﻪ.. ﻳﻨﺘﻬﻲ إﺳﻼم ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺜﻪ....ﺛﻢ ﻳﺴﺄﻟﻬﺎ ﻋﻦ ﻳﻮﺳﻒ.
- ﻣﺎﺗﻌﺮﻓﻴﺶ ﻳﻮﺳﻒ ﻓﻴﻦ؟
- ﻻ ﻫﻮ ﻗﺎل ﻟﺒﺎﺑﺎ ﻧ ﺎزل وﻫﺘﺄﺧﺮ. ﻳﺸﻌﺮ إﺳﻼم ﺑﺮﻳﺒﺔ ﺗﺠﺘﺎح ﻗﻠﺒﻪ ﻗﻠﻘﺎً ﻋﻠﻰ ﺻﺪﻳﻘﻪ ......ﻳﺪﺧﻞ اﻟﻮاﻟ ﺪ ﺣﺎﻣﻼً اﻟﻜﻴﻚ واﻟﺸﺎي وﻳﻀﻌﻬﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﻄﺎوﻟﺔ...
- اﺗﻔﻀﻞ ﻳﺎ ﺣﺒﻴﺒﻲ.
- ﺟﺰاك اﷲ ﺧﻴﺮ ً اﻳﺎﻋﻤﻲ....ﺑﺲ ﺑﻌﺪ إذﻧﻚ ﻫﺴﺘﺄذن
- ﻟﻴﻪ ﻳﺎ ﺑﻨﻲ ﻟﺴﻪ ﺑﺪري إﻧﺖ ﻟﺤﻘﺖ؟
- ﻣﻌﻠﺶﻋﺸﺎن ﻋﻨﺪي ﺷﻐﻞ اﻟﺼﺒﺢ ﺑﺪري.......اﺗﻔﻀﻠﻲ ﻳﺎ أﺳﺘﺎذة ﺳﺪﻳﻢ ﺣﺎﺟﺔ ﺑﺴﻴﻄﺔ.
ﺗﻤﺴﻚ ﺳﺪﻳﻢﺑﻬﺪﻳﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﻴﺎء وﻟﻢ ﺗﺠﺐ ﻣﺘﺸﻮﻗﺔ أن ﺗﻌﺮف ﻣﺎ ﺑﺪاﺧﻠﻬﺎ، ًﻻ ﻻ ﻟﻴﺲ ﻃﻤﻌﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﺪاﺧﻠﻬﺎ وﻟﻜﻨﻬﺎ اﻟﻬﺪﻳﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﻤﻦ ﻣﻠﻚ ﻗﻠﺒﻬﺎ..
- ًﺷﻜﺮا ﻳﺎﺑﻨﻲ ...ﺑﺲ ﻟﻴﻪ ﺗﻌﺒﺖ ﻧﻔﺴﻚ
- ﻣﺎﻓﻴﺶ ﺗﻌﺐ ﻳﺎﻋﻤﻲ....أﺳﺘﺄذن أﻧﺎ.. ﻳﻮد ع إﺳﻼم واﻟﺪ ﻳﻮﺳﻒ و ﺳﺪﻳﻢ وأﺛﻨﺎء رﺟﻮﻋﻪ ﻟﻢ ﻳﻬﺪأ ﺑﺎﻟﻪ ﻋﻦ اﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻓﻲ ﺻﺪﻳﻘﻪ ﺗﺮى أﻳﻦ أﻧﺖ ﻳﺎ ﻳﻮﺳﻒ؟ ﻫﻜﺬا ﻗﺎﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﻟﻴﻘﻄﻊ ﺷﺮودﻩ ﺻﻮت ﺳﺎﺋﻖ اﻟﺴﻴﺎرة اﻟﺘﻲ ﻛﺎدت أن ﺗﺼﺪﻣﻪ. - ﻣﺶ ﺗﺤﺎﺳﺐ ﻳﺎ أﺳﺘﺎذ؟ ﻳﻤﺴﻚ ﺑﻬﺎﺗﻔﻪ ﻟﻴﺘﺼﻞﺑﻴﻮﺳﻒ وﻟﻜﻦ اﻟﻬﺎﺗﻒ ﻣﻐﻠﻖ.
ﺗﺠﻠﺲ ﺳﺪﻳﻢ ﻓﻲ ﻏﺮﻓﺘﻬﺎ أﻣﺎمﻫﺪﻳﺘﻬﺎ ﺗﺘﺄﻣﻠﻬﺎ و ﻛﻴﻒ بريقها اﻟﻼﻣﻊ وراﺋﺤﺘﻬﺎ اﻟﻄﻴﺒﺔ...ﺗﺒﺪأ ﺳﺪﻳﻢ ﻓﻲ ﺗﻔﻘﺪ ﻫﺪﻳﺘﻬﺎ ﻟﺘﺠﺪ ﻣﺎ ﻗﺪ ﻳﺨﻄﻒ ﻗﻠﺒﻬﺎ. .
ﻧﻘﺎب ﺟﺪﻳﺪ ﻣﻊ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔﻣﺘﻨﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﺸﻮ ﻛﻼﺗﺔ و ﺑﺎﻗﺔ ﻣﻦ اﻟﻮرد ﺧﻄﻔﺖ ﻋﻘﻠﻬﺎ... ﻳﺮﻗﺺ ﻗﻠﺒﻬﺎ ﻣﻦ ﺷﺪة ﻓﺮﺣﻬﺎ .... ﺗﻤﺴﻚ ﺑ ًﺘﻠﻚ اﻟﺒﺎﻗﺔ ﻟﺘﺄﺧﺬ ﺷﻬﻴﻘﺎ ﻣﻨﻬﺎ ﻳﻨﻌﺶ رﺋﺘﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ. ﻳﺠﻠﺲ ﻋﻠﻰ ﻣﻜﺘﺒﻪ أﻣﺎﻣﻪ ﻓﻨﺠﺎن ﻣﻦ اﻟﻘﻬﻮة ﺷﺎرد اﻟﻔﻜﺮ ﻻ ﻳﻬﺪأ ﻟﻪ ﺑﺎل ...ﻟﻴﻘﻄﻊ ﺷﺮودﻩ ﺻﻮت زوﺟﺘﻪ..
- ﺟﻤﺎل... ﻣﺎﻟﻚ ﻳﺎﺑﺎﺑﺎ ﺳﺮﺣﺎن ﻓﻲ إﻳﻪ؟
- ﻫﺎ ...ﻻ ﻳﺎ ﺣﺒﻴﺒﺘﻲ ﻣﺎﻓﻴﺶ.
- إزاي ﺑﺲ؟.....ﻗﻬﻮﺗﻚ ﺑﺮدت. ﻟﻢﻳﺠﺪ واﻟﺪ ﻳﻮﺳﻒ ﻣﻔﺮاً ﻣﻦ اﻷﻣﺮ ﻓﻬ ًﻲ ﺗﻌﺮﻓﻪ و ﻛﻴﻒ ﻻ وﻫﻲ ﺑﺠﺎﻧﺒﻪ ﻗﺮاﺑﺔ اﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻋﺎﻣﺎ؟..
- ﻳﻮﺳﻒ...ﺷﻜﻠﻪ رﺟﻊ زي اﻷول.....ﻣﺶ ﻋﺎرف ﻟﻴﻪ ﻣﺶ زي إﺳﻼم ﺻﺎﺣﺒﻪ ؟ ﻗﺎﻟﻬﺎ واﻟﺪ ﻳﻮﺳﻒ ﺑﻨﺒﺮة ﺗﻌﺘﻠﻴﻬﺎ اﻟﺤﺰن واﻷﺳﻰ ﻟﺘﻮاﺳﻴﻪ زوﺟﺘﻪ ﻗﺎﺋﻠﺔ:
- رﺑﻨﺎ ﻳﻬﺪﻳﻪ ﻳﺎرب.
ﻳﺴﺘﻴﻘﻆ ﻣﻦﻧﻮﻣﻪ ﻟﻴﺠﺪ ﻧﻔﺴﻪ ﻣ ُﻠﻘﻰ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﺮﻳﺮ ﻳﻐﻄﻲ ﻓ ﺮاﺷﻪ ﺟﺰءاً ﻣﻦ ﺟﺴﺪﻩ وﺗلك اﻟﻔﺘﺎﻩ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺲ ﺣﺎﻟﺘﻪ... ﻟﻢ ﻳﺘﺬﻛﺮ ﻳﻮﺳﻒ ﻣﺎﺣﺪث ﺑﺎﻷﻣﺲ وﻟﻢ ﻳﻌ ﺎﺗﺐ ﻧﻔﺴﻪ ﻛﻤﺎ ﻓﻌﻞ ﻓﻲ اﻟﻤﺮة اﻷوﻟﻰ...ﺗُﺮى ﻫﻞ ﻏﻠﺒﺘﻪ ﻧﻔﺴﻪ أم أﻧﻪ أﺻﺒﺢ ﻳﺘﻠﺬذ ﺑﻤﻌﺼﻴﺔ اﻟﺨﺎﻟﻖ؟.....ﻫﻞ أﺻﺒﺢ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺒﻪ ﻃﺒﻘﺔ ﻣﻦ اﻟﺮان ﺗﻤﻨﻌﻪ ﻣﻦ ﻣﺤﺎﺳﺒﺔ ﻧﻔﺴﻪ اﻷﻣﺎرة ﺑﺎﻟﺴﻮء ؟.....وﻟﻜﻨﻪ ﻓﻲ اﻟ ﻨﻬﺎﻳﺔ أﺷﻌﻞ ﺗﻠﻚ اﻟﺴﻴﺠﺎرة اﻟﺘﻲ وﺟﺪﻫﺎ ﺑﺠﺎﻧﺒﻪ...ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻣﻦ ﻋﺎدﺗﻪ اﻟﺘﺪﺧﻴﻦ وﻟﻜﻦ أﺻﺒﺤﺖ ﻧﻔﺴﻪ ﺗﻄﻮق ﻟﻔ ﻌﻞ اﻟﻤﻨﻜﺮات....ﺗﺴﺘﻴﻘﻆ ﺗﻠﻚ اﻟﻔﺘﺎة ﻋﻠﻰ راﺋﺤﺔ ﺗﻠﻚ اﻟﺴﻴﺠﺎرة ﻟﺘﻨﻈﺮ إﻟﻰ ﻳﻮﺳﻒ وﻫﻲ ﺗﺒﺘﺴﻢ...... ًﻳﻤﺴﻚ واﻟﺪ ﻳﻮﺳﻒ اﻟﻬﺎﺗﻒ ﻣﺤﺎوﻻ اﻟﻮﺻﻮل إﻟﻰ ﻳﻮﺳﻒ وﻟﻜﻦ ﻻ ﺟﺪوى ﻓﺎﻟﻬﺎﺗﻒ ﻣﻐﻠﻖ ، واﻷﻣﺮ أ ًﺻﺒﺢ ﺧﻄﻴﺮا... ﻟﻢ ﻳﺨﺒﺮﻫﻢ ﻳﻮﺳﻒ أﻧﻪ ﺳﻴﺒﻴﺖ ﺧﺎر ج اﻟﻤﻨﺰل.... ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻨﻪ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎن ﺑﺎﻟﻜﻠﻴﺔ وﻟﻜﻦ ﻻﺟﺪوى ....ﻳﻘﻄﻊ رﻧﻴﻦ ﻫﺎﺗﻔﻪ ﺑﺤﺜﻪ.
- إﻳﻪ ﻳﺎ إﺳﻼم؟
- إﻳﻪ ﻳﺎ إﺳﻼم ... أﻧﺖ ﻓﻴﻦ ﻳﺎ ﻳﻮﺳﻒ وﻣﺨ ﺘﻔﻲ ﻣﻦ إﻣﺒﺎر ح وﻋﻤﻲ ﻗﻠﻘﺎن ﻋﻠﻴﻚ وﻗﺎﻓﻞ ﺗﻠﻴﻔﻮﻧﻚ ؟
- ﻣﺎﻧﺎ ﻗﻮﻟﺘﻠﻚ ﻋﻨﺪ ﻓﺎدي ﺻﺤﺒﻲﻓﻲ إﻳﻪ؟
- ﻓﺎدي !!!!ﻻ أﻧﺖ ﻣﺎﻗﻮﻟﺘﻠﻴﺶ.
ﻟﻢ ﻳﺪرك ﻳﻮﺳﻒ أﻧﻪ ذل ﺑﻠﺴﺎﻧﻪ إﻻ ﻋﻠﻰ ﺻﻮت ﺻﺪﻳﻘﻪ وﻫﻮ ﻳﻘﻮل:
- ﻓﺎدي ﺗﺎﻧﻲ ﻳﺎ ﻳﻮﺳﻒ أﻧﺖ ﻣﺶ ﺑﺘﺤﺮم ؟ ......ﻃﻴﺐ إﻧﺖ ﻓﻴﻦ دﻟﻮﻗﺘﻲ ؟
- أﻧﺎ ﻣﺮو ح اﻟﺒﻴﺖ ﺗﻌﺒﺎن ﺷﻮﻳﺔ. أﻧﻬﻲ ﻳﻮﺳﻒ اﻻﺗﺼﺎل ﺑﻌﺪ ﻣﻌﺎﺗﺒﺔ إﺳﻼم ﻟﻪ...وﻟﻜﻦ اﻵﺧﺮ ﻗﻠﺒﻪ ﻟﻴﺲ ﻣﻄﻤﺌﻨ ً ﺎﻟﺬﻟﻚ اﻷﻣﺮ، وﻗﺪ ﻇﻬﺮ ذﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺻﻮت ﻳﻮﺳﻒ ... ﻫﻞ ﻳﻌﻘﻞ أن ﻳﻜﻮن ....ﺗﺘﺄرﺟﺢ اﻻﻓﻜﺎر ﻓﻲ ﻋﻘﻞ إﺳﻼم ﻟﻴﺘﺬﻛﺮ ﻣﺎ ﺣﺪث ﻟﻔﺎدي وﺳﺒﺐ ﺳﻔﺮﻩ ﻟﻠﺨ ﺎر ج وﺧﻮف واﻟﺪﻩ ﻣﻦ أن ﻳﻔﻀﺤﻪ ﻓﻬﻮ اﺑﻦ ﻟﺼﺎﺣﺐ ﺗﻮ ﻛﻴﻞ ﺳﻴﺎرات ﻓﻲ ﻣﺼﺮ ﻟﻴﺠﺪ ﻧﻔﺴﻪ ﻳﻘﻮل :
- ﻣﺎﻟﻬﺎش ﺗﻔﺴﻴﺮ ﻏﻴﺮ ﻛﺪا......وﻟﻜﻦ أﺣﺴﻦ اﻟﻈﻦ ﻳﺎ إﺳﻼم. ﻳﻐﺎدر ًﻳﻮﺳﻒ ﻓﻴﻼ ﻓﺎدي ﻣﺴﺮﻋﺎ ﻣﺘﺠﻬﺎ إﻟﻰ ﺑﻴﺘﻪ ﺑﻌﺪ أن ﻫﺎﺗﻔﻪ واﻟﺪﻩ واﻷ ًﻣﺮ أﺻﺒﺢ ﻣﻘﻠﻘﺎ.
- ﻫﺎ...ﻃﻤﻨﻴﻨ ﻰﻋﻤﻠﺘﻲ إﻳﻪ............ﻗﺎﻟﻬﺎ ﻓﺎدي ﻣﻮﺟﻬﺎً ﻛﻼﻣﻪ ﻟﺴﻮزي.
- ﻛﻞ ﺧﻴﺮ ﻳﺎ ﻓﺎدي ...ﺧﻼص ﺑﻘﻲ ﺧﺎﺗﻢ ﻓﻲ ﺻﺒﺎﻋﻲ وﻣﻘﺘﻨﻊ إﻧﻪ ﻏﻠﻂ ﻣﻌﺎﻳﺎ زي ﻣﺎ ﻛﺎن ﺑﻴﻘﻮﻟﻲ ﻓﻮق... ﻗﺎﻟﺘﻬﺎ ﺳﻮزي و ﻫﻲ ﺗﻀﺤﻚ ﺑﺸﺪة.
- وﻫﻮ ﻣﻌﻤﻠﺶ ﺣﺎﺟﺔ ؟
- أﺑﺪاً وﻻ دﻳﻪ وﻻ اﻟﻤﺮة اﻷوﻟﻰ....ﺣﺘﻰ ﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﺷﺮب اﻟﺴﻴﺠﺎرة وﻣﺒﻘﺎش ﻓﻲ وﻋﻴﻪ ﻧﺎم ﻋﻠﻰ ﻃﻮل.
- ﻃﻮل ﻋﻤﺮﻩ ﺧﺎﻳﺐ... ..ﻟﺴﻪ أﻧﺎ وراك ﻳﺎ ﻳﻮﺳﻒ ﻟﺤﺪ ﻣﺎ اﻣﺤﻴﻚ ﻣﻦ ﻋﻠﻰ وش اﻟﺪﻧﻴﺎ.
ﺷﻌﺮت ﺳﻮزي ﻟﻠﺤﻈﺔ أن ﻓﺎدي ﻳﺨﻄﻂ ﻟﺸﻰء ﻣﺎ وأﻧﻬﺎ ﺗﺴﺎﻋﺪﻩ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ وﻟﻜﻨﻬﺎ ﻻ ﺗﻌﻠﻢ ﻣﺎ ﻳﻨﻮﻳﻪ.
ﻳﺼﻞ ﻳﻮﺳﻒ إﻟﻰ ﻣﻨﺰﻟﻪ ﻟﻴﺠﺪ واﻟﺪﺗﻪ ﻓﻲ اﻧﺘﻈﺎرﻩ ....ﺗﺮى واﻟﺪة ﻳﻮﺳﻒ اﺑﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﺘﺰﻧﺔ...ﻳﺪق اﻟﺨﻮف ﻗﻠﺒﻬﺎ وﻟﻜ ﻨﻬﺎ اﺳﺘﺠﻤﻌﺖ ﻗﻮﺗﻬﺎ ﻟﺘﺼﻔﻊ ﻳﻮﺳﻒ ﻋﻠﻰ وﺟﻬﻪ ﺟﻌﻠﺘﻪ ﻳﺴﺘﻴﻘﻆ ﻣﻤﺎ ﻫﻮ ﻓﻴﻪ.....ﺗﺒﻜﻲ اﻷم ﻋﻠﻰ اﺑﻨﻬﺎ ﻓ ﻜﺎﻧﺖ دﻣﻌﺎﺗﻬﺎ أﺳﺮع ﻣﻦ ﺻﻔﻌﺘﻬﺎ...اﻧﻬﻤﺮت اﻷم ﻓﻲ اﻟﺒﻜﺎء ﻋﻠﻰ اﺑﻨﻬﺎ اﻟﻮﺣﻴﺪ ﻓﻤﻈﻬﺮﻩ ﻳﺪل ﻋﻠﻰ ﺗﻌﺎﻃﻴﻪ ﻟﺸﻰء ﻣﺎ.. ﻳﺤﺎول ﻳﻮﺳﻒ إرﺿﺎء واﻟﺪﺗﻪ ﺑﺘﻘﺒﻴﻞ رأﺳﻬﺎ وﻳﺪﻫﺎ وﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻌﻄﻲ ﻟﻪ اﻫﺘﻤﺎﻣﺎً ﻓﻘﺎﻟﺖ وﻧﺒﺮة اﻷﺳﻰ ﺗﻌﺘﻠﻴﻬﺎ :
- رو ح ﻓﻮق ﻧﻔﺴﻚ ﻗﺒﻞ ﻣﺎ أﺑﻮك ﻳﺸﻮﻓﻚ ﺑﻤﻨﻈﺮك دﻩ ﻳﺠﺮاﻟﻪ ﺣﺎﺟﺔ. ﻳﺘﺠﻪ إﻟﻰ ًﻏﺮﻓﺘﻪ ﻣﺘﺜﺎﻗﻼ ﺗﺤﻤﻠﻪ ﻗﺪﻣﻪ ﺑﺼﻌﻮﺑﺔ ﻳﺒﻜﻲ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﻪ وﻋﻠﻰ ﻣﺎ وﺻﻠﺖ إﻟﻴﻪ واﻟﺪﺗﻪ ﻳﻠﻮم ﻧﻔﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﻓﻌﻠﺘﻪ وﻟﻜﻦ ﻻﺟﺪوى ﺗﻤﻠﻜﺖ ﻣﻨﻪ ﻧﻔﺴﻪ اﻟﺨﺒﻴﺜﺔ. - ﻣﻌﻘﻮﻟﺔ أﻧﺎاﻟﺘﺰﻣﺖ ﻋﺸﺎﻧﻬﺎ ؟ ﻗﺎﻟﻬﺎ ﻳﻮﺳﻒ ﻣﻌﺎﺗﺒﺎً ﻧﻔﺴﻪ وﻫﻮ ﻳﻠﻘﻲ ﺑﺠﺴﺪﻩ ﻋﻠﻰ ﺳﺮﻳﺮﻩ ﻟﻴﻐﻮص ﻓﻲ ﻧﻮم ٍ ﻋﻤﻴﻖ. ﺗﺘﺼﺎﻋﺪ رﻧﺎت ﻫﺎﺗﻔﻪ ﻟﻴﺘﻔﺎﺟﺄ إﺳﻼم ﺑﺄن اﻟﻤﺘﺼﻞ ﻫﻮ واﻟﺪ ﻳﻮﺳﻒ ﻟﻴﺴﺮع ﻓﻲ اﻟﺮد.
- اﻟﺴﻼم ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻳﺎ ﻋﻤﻲ.
- وﻋﻠﻴﻜﻢ اﻟﺴﻼم ﻳﺎ ﺑﻨﻲ.
- ﻋﺎوزك ﻳﺎ إﺳﻼم ﻳﺎ ﺑﻨﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻮ ع ﺑﺲ ﺑﻴﻨﻲ وﺑﻴﻨﻚ وﺑﻌﻴﺪ ﻋﻦ اﻟﺸﻐﻞ واﻟﻜﻠﻴﺔ واﻟﺒﻴﺖ.
- ﺗﺤﺖ أﻣﺮ ﺣﻀﺮﺗﻚ ﻳﺎﻋﻤﻲ...
يتبع......
لإكمال الرواية تابعنا علي قناة تليجرام
الاكثر قراءة هذا الشهر :
انتهت أحداث رواية ولنا في الحلال لقاء الفصل الثامن عشر ، لإكمال باقى أحداث رواية ولنا في الحلال لقاء الفصل التاسع عشر أو قراءة المزيد من الروايات المكتملة فى قسم روايات كاملة إلى اللقاء فى حلقة قادمة بإذن الله.